
البقاع يُواجه موسماً زراعياً قاسياً... شحّ الأمطار يعصف بمحصول العنب الأجنبي... والمزارعون يُطلقون صرخة استغاثة
يشهد سهل البقاع هذا العام، واحدة من أصعب المواسم الزراعية في تاريخه الحديث. فشح الأمطار، وجفاف الآبار الارتوازية التي تشكل شريان الحياة للمزارعين، ضربا القطاع الزراعي في الصميم، وهددا مصادر رزق آلاف الأسر. ومن ابرز المحاصيل تضررا جراء حالة الجفاف، كان العنب الأجنبي متعدد الأصناف، الذي تراجع إنتاجه وجودته بشكل ملحوظ، ما أثار المخاوف حول مستقبل هذه الزراعة، التي أصبحت خلال السنوات الأخيرة ركيزة اقتصادية مهمة في المنطقة.
هذه الأزمة ليست معزولة عن السياق العام، إذ لا يزال المزارعون يعانون من آثار الحرب السابقة، وما خلّفته من خسائر مادية ونفسية، وجاء الجفاف ليضاعف الأعباء. وفي حين صمد العنب المحلي المعروف بـ"العبيدي" نسبيا ، بفضل اعتماده الجزئي على مياه الأمطار، فإن سعره المتدني وكثرة المعروض منه في الأسواق، قلّصا جدواه الاقتصادية مقارنة بالعنب الأجنبي، الذي يحقق عادةً أسعارا أعلى، لكنه أكثر حساسية لنقص المياه.
"خسارة بخسارة"
المزارع محمد شكر، الذي أمضى سنوات عمره في زراعة الكروم، يصف الوضع الحالي بأنه "مرحلة الشح". ثم يوضح قائلاً: "البقاع معروف بأراضيه الزراعية، لكن الآبار جفت هذا العام، بسبب قلة المتساقطات والثلوج. وان أكبر الآبار التي كانت تعطي حوالي 7 إنش تدنت إلى 3 إنش، وبعضها جف تماما".
ويضيف أن "جميع أصناف العنب تأثرت بالجفاف، رغم محاولات إقامة برك لتجميع المياه، إلا أن هذه البرك نفسها جفت. وبالتزامن مع هذا الشح، كان هناك غياب لعامل اساسي آخر وهو القدرة على شراء أدوية رش وتسميد كروم العنب بسبب الوضع الاقتصادي، الى ان تحولت كافة الجهود التي بذلناها لإنقاذ الموسم إلى "خسارة بخسارة".
ويؤكد أنه لم يتلقَ أي دعم من الدولة أو وزارة الزراعة، مشيرا إلى "أن محاولات تنويع المحاصيل عبر زراعة القمح والعدس باءت بفشل وخسائر كبيرة، بسبب الكارثة المائية التي حلت على المنطقة".
مواسم مختلطة وأسعار متقلبة
من جانبه، يروي المزارع حسين عوده ملاحظاته على التغيرات المناخية الحادة هذا الموسم، فيقول: "شهدنا تغيرا في نمط نمو العنب وكل المزروعات. وعلى الرغم من ري الكروم بشكل يراعي الكارثه المائيه، الا اننا لاحظنا تحول لون أوراق الكروم إلى اللون الأصفر، وهو دليلٌ واضح على عطشه. في المقابل ايضا، هناك أصناف كان من المفترض أن تنضج في تشرين الأول، لكنها نضجت مبكرا، وحتى البطاطا لم يكن موسمها جيدا".
ويشير إلى "تقلبات حادة في الأسعار، إذ يتراوح سعر الكيلو في سوقي الفرزل وقب الياس بين 40 ألف ليرة في يوم، و200 ألف في اليوم التالي. ويضيف: "مع ارتفاع درجات الحرارة وازدياد جفاف الآبار وعدم القدره على الري، بدأ حجم حبات العنب يتقلص ويذبل، وبعملية حسابية سريعة نكشف حجم الخسارة، فان تكلفة الأدوية وحدها تصل إلى 50 سنتا للكيلو. وقد بعنا كيلو العنب بـ40 ألف ليرة لبنانية، فنحن بخسارة كبيرة".
ويحذر من أن "نهاية الموسم ستشهد خسائر مضاعفة إذا استمرت الحرارة بالارتفاع"، منتقدا "غياب دور الدولة في السماح بحفر آبار جديدة أو تقديم أي تعويض". ويختم بالقول: "قمتُ بتركيب نظام طاقة شمسية ثابت لضخ المياه، لكن تغيرات المناخ منعتني من إنتاج الكمية الكافية، فاضطررت مؤخرا لتعديل النظام حتى أتمكن من تأمين الحد الأدنى. لكن الأزمة ستستمر ما لم تتحسن معدلات الأمطار في الشتاء القادم".
"ذاهبون إلى اليباس"
أما المهندس الزراعي محسن الموسوي، فيرسم صورة أكثر شمولية عن الوضع، موضحا أن "ضعف المتساقطات الثلجية والمطرية انعكس سلبا على إنتاجية النبتة وجودتها، وظهرت ثمار ضعيفة وغير مكتملة النضج، في وقت انخفض فيه منسوب الآبار الارتوازية بشكل خطير".
ويقترح حلولا عاجلة للتأقلم مع الأزمة، أبرزها "الانتقال إلى الري بالتنقيط، وتنظيم فترات الري، ومنع استخدام أسلوب "السقي بالجر" المهدِر للمياه". لكنه يحذر من "أن المناخ الحالي سيجعل كلفة إنتاج العنب المحلي أعلى من العنب الأجنبي، ما قد يعيد خلط أوراق السوق". ويختتم بالقول: "نحن أمام واقع مناخي قاسٍ سيؤثر على المحاصيل الزراعية عامة والشجرية خاصة. فالخسائر في الكروم قادمة لا محالة، وإذا استمر الجفاف فنحن ذاهبون إلى مرحلة اليباس الكامل".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 12 ساعات
- الديار
وطَـلَبنا منها الإمساكَ بالـوضع بمسـؤولـيَّـة وحـزم
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة قداس الاحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس، وألقى عظة قال فيها: "في المَـقْـطَعِ الإِنْجِيـلِيِّ الَّذي سَمِعْــناهُ الـيَـوْم، نَـقِـفُ أَمامَ مَـشْهَـدٍ عَـجِـيـبٍ تَـظْـهَـرُ فيهِ قُـوَّةُ المَسيحِ الإِلَهِـيَّةُ، كَما نَـنْظُـرُ عُـمْـقَ خِـبْـرَةِ الإِيمانِ، حَيْثُ يُمْـتَحَنُ قَـلْبُ الإِنْسانِ أَمامَ العاصِفَةِ، ويـكْـشَفُ له وجْهُ المُخَـلِّص في لَحْـظَـة الخـوْف والإضْطراب". أضاف: "نَحْن إِذا ثَـبَّـتْـنا أَعْــيُنَـنا عَـلى الـرَّبِّ نسير فَـوْق المصاعِـب، وعِـندما نَـنْظُـرُ إلى الأَخْطارِ ونَـنْسَى حُضُورَهُ نَغْـرَقُ في الهَـمِّ واليَأْس. صرخةُ بطرس: "يَا رَبُّ، نَجِّـنِي" هِيَ صَلاةٌ قَـصيرةٌ مِنَ الأَعْـماقِ، إِذْ أَيْـقَـنَ أَلَّا خَلاص لَه إِلَّا بِالـرَّبِّ. حالًا، مـدَّ الـرَّبُّ يَـدَهُ وأَمْسَكَ به ووَبَّخهُ بِلُطْـفٍ. لَمْ يدِنْ ضعْــفَـهُ، بلْ ذكَّـره بأَنَّ الشَّكَّ لا يَـنْـفَـعُ، وأَنَّ الإِيمانَ وَحْـدَهُ يُشـدِّدُ الإِنْسانَ في وَجْهِ العاصِفَة. وما إِنْ صَعِـدا إلى السَّفـيـنَةِ حتى سَكَـنَـتِ الـرِّيحُ لأنَّ الطّـبـيعَـةَ تَهْـدَأُ في حـضور الرّبِّ والعاصِفَةَ تُطِـيعُـهُ. السَّفـيـنَةُ هُـنا رَمْـزٌ لِـلكَـنيسَةِ الَّتي ما دامَتْ مُـمْـتَـلِـئَةً بِحُضورِ الـرَّبِّ لا تَـقْـوَى عَـلَـيْها الرِّياحُ مَهْـما اشْتَـدَّت. لَمَّا رأَى التَّلاميذ ذلـكَ سجَـدُوا معْــتَـرِفـيـنَ بأُلوهَـةِ المَسيح. لَمْ يَكُـنْ ذَلِكَ تعْـبـيـرًا عَـن الإِعْـجاب، بَلْ كانَ إِعْلان إِيمانٍ حَـقِـيقِيّ. مَعْـرِفَةُ المَسيحِ لا تَأْتي مِنَ الكَلام، بل مِنْ عـبور المحـن واخـتـبار الخلاص. يقول القِـدِّيسُ غريغوريوس النِّيصَصِيّ: "لا يعـرَف اللهُ بِالكَلامِ، بَلْ بِالسُّلوكِ في الطَّـريق الَّذي يـقود إلى الـنّـور عَـبْـر ظـلمة الـتّجْربة". وختم عودة: "دَعْـوَتُـنا أَنْ نَـثِـقَ بِأَنَّ المَسِيحَ لا يَـتْـرُكُـنا وَحْـدَنا في البَحْرِ، بلْ يأْتِي إِلَـيْـنا حَـتَّى وَلَوْ حَسِبْـناهُ مُـتَـأَخِّـرًا، وَلَوْ لَمْ نَعْـرِفْ صَوْتَهُ وظَـنَـنَّاهُ خَيالًا. إِنَّهُ يَـأْتِي ماشِـيا فَوْقَ مِـياهِ مَصائِـبِـنا، مادًّا يَـدَهُ، فَـيَـدْخُـلُ سَـفِـيـنَـتَـنا ويُسَكِّـنُ الرِّيحَ ويَـمْـنَحُـنا السَّلامَ. هذا يَـنْـطَـبِـقُ على حَـياتِـنا في وَطَـنِـنا. نُـشَـتِّـتْ أذْهـانَـنـا بِـأُمـورٍ تُـغْـرِقُــنـا فـي أمـواجِ الـضَـيـاعِ، تَـسْـلَـمُ سَـفـيـنَـةُ فَمَهْـما اشْـتَـدَّتِ الصِعابُ وكَـثُـرَتْ العَـراقـيلُ، إنْ آمَـنّـا أنَّ هـذا الـبَـلَـدَ بَـلَـدُنـا وأطَـعْــنـا دُسْـتـورَهُ، وطَـبَّـقْـنـا قَـوانـيـنَـهُ، وَوَضَعْــنـا ثِـقَـتَـنـا في دولَـتِـنـا وسَـلَّـمْـناها أمْـرَنا، وَطَـلَـبْـنـا مِـنْـها الإمـساكَ بـالـوَضْـعِ بِـمَـسـؤولِـيَّـةٍ وحَـزْمٍ، ولَـمْ وَطَـنِـنـا ونَـنْـجـو جَـميعُـنـا مِـنَ الـغَــرَقِ".


الديار
منذ 14 ساعات
- الديار
البقاع يُواجه موسماً زراعياً قاسياً... شحّ الأمطار يعصف بمحصول العنب الأجنبي... والمزارعون يُطلقون صرخة استغاثة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يشهد سهل البقاع هذا العام، واحدة من أصعب المواسم الزراعية في تاريخه الحديث. فشح الأمطار، وجفاف الآبار الارتوازية التي تشكل شريان الحياة للمزارعين، ضربا القطاع الزراعي في الصميم، وهددا مصادر رزق آلاف الأسر. ومن ابرز المحاصيل تضررا جراء حالة الجفاف، كان العنب الأجنبي متعدد الأصناف، الذي تراجع إنتاجه وجودته بشكل ملحوظ، ما أثار المخاوف حول مستقبل هذه الزراعة، التي أصبحت خلال السنوات الأخيرة ركيزة اقتصادية مهمة في المنطقة. هذه الأزمة ليست معزولة عن السياق العام، إذ لا يزال المزارعون يعانون من آثار الحرب السابقة، وما خلّفته من خسائر مادية ونفسية، وجاء الجفاف ليضاعف الأعباء. وفي حين صمد العنب المحلي المعروف بـ"العبيدي" نسبيا ، بفضل اعتماده الجزئي على مياه الأمطار، فإن سعره المتدني وكثرة المعروض منه في الأسواق، قلّصا جدواه الاقتصادية مقارنة بالعنب الأجنبي، الذي يحقق عادةً أسعارا أعلى، لكنه أكثر حساسية لنقص المياه. "خسارة بخسارة" المزارع محمد شكر، الذي أمضى سنوات عمره في زراعة الكروم، يصف الوضع الحالي بأنه "مرحلة الشح". ثم يوضح قائلاً: "البقاع معروف بأراضيه الزراعية، لكن الآبار جفت هذا العام، بسبب قلة المتساقطات والثلوج. وان أكبر الآبار التي كانت تعطي حوالي 7 إنش تدنت إلى 3 إنش، وبعضها جف تماما". ويضيف أن "جميع أصناف العنب تأثرت بالجفاف، رغم محاولات إقامة برك لتجميع المياه، إلا أن هذه البرك نفسها جفت. وبالتزامن مع هذا الشح، كان هناك غياب لعامل اساسي آخر وهو القدرة على شراء أدوية رش وتسميد كروم العنب بسبب الوضع الاقتصادي، الى ان تحولت كافة الجهود التي بذلناها لإنقاذ الموسم إلى "خسارة بخسارة". ويؤكد أنه لم يتلقَ أي دعم من الدولة أو وزارة الزراعة، مشيرا إلى "أن محاولات تنويع المحاصيل عبر زراعة القمح والعدس باءت بفشل وخسائر كبيرة، بسبب الكارثة المائية التي حلت على المنطقة". مواسم مختلطة وأسعار متقلبة من جانبه، يروي المزارع حسين عوده ملاحظاته على التغيرات المناخية الحادة هذا الموسم، فيقول: "شهدنا تغيرا في نمط نمو العنب وكل المزروعات. وعلى الرغم من ري الكروم بشكل يراعي الكارثه المائيه، الا اننا لاحظنا تحول لون أوراق الكروم إلى اللون الأصفر، وهو دليلٌ واضح على عطشه. في المقابل ايضا، هناك أصناف كان من المفترض أن تنضج في تشرين الأول، لكنها نضجت مبكرا، وحتى البطاطا لم يكن موسمها جيدا". ويشير إلى "تقلبات حادة في الأسعار، إذ يتراوح سعر الكيلو في سوقي الفرزل وقب الياس بين 40 ألف ليرة في يوم، و200 ألف في اليوم التالي. ويضيف: "مع ارتفاع درجات الحرارة وازدياد جفاف الآبار وعدم القدره على الري، بدأ حجم حبات العنب يتقلص ويذبل، وبعملية حسابية سريعة نكشف حجم الخسارة، فان تكلفة الأدوية وحدها تصل إلى 50 سنتا للكيلو. وقد بعنا كيلو العنب بـ40 ألف ليرة لبنانية، فنحن بخسارة كبيرة". ويحذر من أن "نهاية الموسم ستشهد خسائر مضاعفة إذا استمرت الحرارة بالارتفاع"، منتقدا "غياب دور الدولة في السماح بحفر آبار جديدة أو تقديم أي تعويض". ويختم بالقول: "قمتُ بتركيب نظام طاقة شمسية ثابت لضخ المياه، لكن تغيرات المناخ منعتني من إنتاج الكمية الكافية، فاضطررت مؤخرا لتعديل النظام حتى أتمكن من تأمين الحد الأدنى. لكن الأزمة ستستمر ما لم تتحسن معدلات الأمطار في الشتاء القادم". "ذاهبون إلى اليباس" أما المهندس الزراعي محسن الموسوي، فيرسم صورة أكثر شمولية عن الوضع، موضحا أن "ضعف المتساقطات الثلجية والمطرية انعكس سلبا على إنتاجية النبتة وجودتها، وظهرت ثمار ضعيفة وغير مكتملة النضج، في وقت انخفض فيه منسوب الآبار الارتوازية بشكل خطير". ويقترح حلولا عاجلة للتأقلم مع الأزمة، أبرزها "الانتقال إلى الري بالتنقيط، وتنظيم فترات الري، ومنع استخدام أسلوب "السقي بالجر" المهدِر للمياه". لكنه يحذر من "أن المناخ الحالي سيجعل كلفة إنتاج العنب المحلي أعلى من العنب الأجنبي، ما قد يعيد خلط أوراق السوق". ويختتم بالقول: "نحن أمام واقع مناخي قاسٍ سيؤثر على المحاصيل الزراعية عامة والشجرية خاصة. فالخسائر في الكروم قادمة لا محالة، وإذا استمر الجفاف فنحن ذاهبون إلى مرحلة اليباس الكامل".


الديار
منذ 14 ساعات
- الديار
الى السماء بالنفس والجسد
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب انه عيد الانتقال او النياح او الرقاد للسيدة العذراء. اعلنه البابا بيوس الثاني عشر في تشرين الثاني 1950 ، وقال البابا حينها انها لحقيقة ايمانية اوحى الله بها، ان مريم والدة الاله الدائمة البتولية، والمنزّهة عن كل عيب، بعد اتمامها مسيرة حياتها على الارض، انتقلت بجسدها ونفسها الى المجد السماوي. العذراء مريم لم ترث الخطيئة الاصلية، لقد حبل بها بلا دنس. الخطيئة الاصلية لا يطالها الموت الذي سببه الخطيئة، وبالتالي ان الجسد الذي اخذ منه يسوع جسده، يلقى مصير يسوع بالانتقال الى السماء. يسوع صعد. العذراء انتقلت. هذا ما تقوله الماريولوجيا، اي اللاهوت المريمي، مصير الجسد الذي اخذ منه يسوع جسده كمصير جسد يسوع، لا يصيبه الموت بل تنتقل نقية الى السماء. لان العذراء نقية من الخطيئة الاصلية، فلا يصيبها الموت. ان عقيدة انتقال السيدة مريم العذراء بالنفس والجسد الى السماء، تعتبر من اهم العقائد المسيحية، وهذه العقيدة ظهرت في كتابات الكنيسة منذ القرون الاولى. ويقول القديس يوحنا الدمشقي "كما ان الجسد المقدس النقي الذي اتخذه الكلمة الالهي من مريم العذراء، قام في اليوم الثالث، هكذا يجب ان تؤخذ مريم من القبر وان تجتمع الام بابنها في السماء"، انها تيولوجيا الايام. القديس بطرس دميانوس يقول : "في صعودها جاء ملك المجد مع اجواق الملائكة والقديسين لملاقاتها بزفة الهية". اما نشيد الاناشيد فنجد فيه صدى لهذا الانتقال. صوم هذا العيد مدته 14 يوماً تتبعه جميع الكنائس. وفي هذا العيد تقدم بعض الكنائس من غلال كرومها، خاصة الكنيسة الارمنية، ويقول تقليد قديم ان الرسل باجمعهم اجتمعوا حولها يوم رقادها. وبعض الكنائس تقول "رقاد العذراء وليس موت العذراء". عيد مبارك لمن يحمل القاب العذراء . فالكنائس على اسم السيدة العذراء او سيدة الانتقال او سيدة الرقاد او النياح. تملأ لبنان والعالم، وانا عندي عبادة خاصة لسيدة الشبانية المنمشة الوجه، وصورتها من اجمل صور الايكونوغرافيا. فيا سيدة لبنان احفظي لبنان المكرس لك، وباركي اهله وخيرات ارضه، واشفي مرضاه، واعيدي منتشريه تحت رعايتك وحمايتك، واعطه السلام والامان، وايام خير وبركة. وفي سبحتها الوردية، جميع اسرار حياة المسيح ، ويصليها الكثير من المسيحيين، ولقد اضاف البابا يوحنا بولس الثاني على سبحتها المؤلفة من 15 بيتاً 5 ابيات جديدة اسماها اسرار النور. وانا اصلي هذه الوردية كل يوم الساعة الرابعة والنصف ساعة صلاتها من مغارة سيدة لورد في جبال البيرينه في فرنسا، واذكر جميع من طلبوا مني الصلاة لاجلهم ، واذكر جميع الغالين عليهم وعلى قلبي . انني مريمي العبادة وشربلي العبادة ، اصلي لمريم العذراء ولمار شربل ومار يوسف ورفقا. يسوع زار مراراً ارض لبنان، فلبنان ارض مقدسة. ومريم العذراء امه اتت الى عرس قانا الجليل، واتت الى بلدة مغدوشة (المنطرة) لتنتظر ابنها يسوع. لبنان كرمها وسماها على اسم رمز الارزة التي يحملها علمه. ونحن نردد ونقول "يا ارزة لبنان تضرعي لاجلنا، واحفظي لبنان، وباركي اهله واحرسيهم ، واشفي المرضى ، واعيدي المنتشرين منهم الى وطن الحضارة والثقافة والتنوع والتعدد والحرية والحب والجمال. ابنك يا مريم قلب الموازين في عظته على الجبل، كما ويوم قلب موائد الصيارفة في الهيكل. وانت قلبت الموازين عندما ظهرت في مغارة لورد في جبال البرينه في فرنسا، فاعلنت لصبية اسمها برناديت عندما سألتك عن اسمك، فقلت: "انا الحبل بلا دنس".