
الأسرة المستقرة
إن الزواج آية من آيات الله، والهدف منه المودة والرحمة بين الزوجين، حيث إن الزواج هو الرباط المقدس بين الرجل والمرأة لبناء أسرة مستقرة سعيدة تنعم بالاستقرار النفسي والاجتماعي، وشرعه الله وجعل له عقدا وشروطا يجب المحافظة عليها.
والزواج الناجح يتطلب التقارب بين الزوجين في النواحي الدينية والنفسية والعقلية والاقتصادية والاجتماعية، وعدم وجود فوارق أسرية أو عرفية أو غيرها، وهو شراكة حياة مبنية على أسس قوية من الحب والاحترام والتفاهم المتبادل، ويحتاج إلى جهد وتخطيط وصبر من كلا الشريكين، وهو ليس مجرد مشاعر عابرة، بل عمل يومي يتطلب المساعدة المتبادلة والعطاء المستمر.
وأنجح زواج هو ما كان من اختيار ودراسة متأنية واعية مع استشارة أهل الرأي والصلاح ممن يعرفون حال الزوجين واستخارة الله تعالى وعدم الاغترار ببعض المظاهر والتكافؤ بين الطرفين.
وقد أشارت الاحصائيات في الكويت لعام 2024 إلى أنه تم تسجيل 14639 عقد زواج و8186 حالة طلاق، ما يبين أن حالات الطلاق في ارتفاع عن عام 2023 بنسبة 3.9%، وهذا يعني أنه يجب اتخاذ الخطوات اللازمة للحد من ارتفاع حالات الطلاق. إن آثار الطلاق متعددة، وتشمل الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية، حيث إنه يمكن أن يؤدي إلى الصدمة النفسية والاكتئاب والقلق والتوتر والشعور بالوحدة وانخفاض الثقة بالنفس وحتى أحيانا الغضب والعداء بين الزوجين.
كما يؤثر الطلاق على الأطفال، فقد يتسبب في مشاكل سلوكية واضطرابات نفسية وضعف الأداء الأكاديمي ومشاكل في التكيف الاجتماعي. وهذا ما تسعى الى تحقيقه الجمعية الكويتية للوقاية من التفكك الأسري والتي أشهرت في عام 2023 لوقاية الأسرة الكويتية من التفكك وتعزيز الترابط الأسري والاستقرار، وتسعى الى توعية المقبلين على الزواج ودعم الأسر القائمة، بالإضافة إلى معالجة الآثار السلبية للانفصال بما يحافظ على الأطفال وحقوقهم.
ومن الضرورة للحفاظ على زواج ناجح أن يتم التركيز على التواصل الفاعل بين الزوجين والاحترام المتبادل وإدارة الخلافات بحكمة وتجديد الرومانسية وبناء أهداف مشتركة وتحقيق التوازن في الحياة الزوجية، بالإضافة إلى الثقة والصدق والقدرة على التسامح، فالزواج هو ذلك الرباط المقدس الذي يجب أن يحترمه الطرفان المقبلان عليه لتكوين أسرة مستقرة سعيدة ليقوى المجتمع ويعمل الجميع على تحقيق جميع الأهداف التي يسعون إليها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ 14 ساعات
- الأنباء
التسامح أقوى من الانتقام
ما من شك أن العفو أشد تأثيرا على المذنب من الانتقام، فالانتقام يزيد الخصومة خصومة، والشر شرا، والعفو يبعث الألفة والمحبة، وقد كنا ومازلنا نسمع الناس تقول: المسامح كريم، فالتسامح خلق رفيع وصفة رائعة حثنا عليه ديننا الإسلام، دين المحبة والخير والفضيلة، ولا يكون التسامح على الخطأ له وقع في نفس المخطئ إلا إذا كان من أخطأ في حقه قادرا على الرد، فلا يرد الإساءة بالإساءة، بل يعفو ويصفح، وليس ثمة شيء أفضل من العفو والرفق والفضل والإحسان، والتسامح قوة وليس ضعفا، وحكمة وقدرة على التحكم بالمشاعر (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) آل عمران: 134. إن العـفو عنــد المقدرة من شيم الكرام، ولا شك في أنـــه من حق المرء أن ينتصر لنفسه، ويدافــع عن كرامته، ولكنه إذا عفا وسامح كان أفضل له عند الله تعالى وعند الناس، وليس أدل على ذلك من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم «ألا أدلكم على أكرم أخلاق الدنيا والآخرة، تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك». وها هو نبي الله يوسف الصديق عليه السلام يعفو عن إخوته الذين حاولوا قتله ورموه في البئر، وفرقوا بينه وبين أبيه يعقوب عليه السلام، فتى صغير وحيد فريد، فعفا عنهم عند القدرة على الانتقام منهم، حيث يقول المولى عز وجل: (قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) يوسف: 92. ولقد أحسن الشاعر حيث يقول: العفو من شيم الكرام والصفح من شيم العظام وأخو الشهامة من عفا عن قدرة على الانتقام ودمتم سالمين.


الأنباء
منذ 14 ساعات
- الأنباء
الأسرة المستقرة
قال الله تعالى في كتابه الكريم: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) سورة الروم: 21. إن الزواج آية من آيات الله، والهدف منه المودة والرحمة بين الزوجين، حيث إن الزواج هو الرباط المقدس بين الرجل والمرأة لبناء أسرة مستقرة سعيدة تنعم بالاستقرار النفسي والاجتماعي، وشرعه الله وجعل له عقدا وشروطا يجب المحافظة عليها. والزواج الناجح يتطلب التقارب بين الزوجين في النواحي الدينية والنفسية والعقلية والاقتصادية والاجتماعية، وعدم وجود فوارق أسرية أو عرفية أو غيرها، وهو شراكة حياة مبنية على أسس قوية من الحب والاحترام والتفاهم المتبادل، ويحتاج إلى جهد وتخطيط وصبر من كلا الشريكين، وهو ليس مجرد مشاعر عابرة، بل عمل يومي يتطلب المساعدة المتبادلة والعطاء المستمر. وأنجح زواج هو ما كان من اختيار ودراسة متأنية واعية مع استشارة أهل الرأي والصلاح ممن يعرفون حال الزوجين واستخارة الله تعالى وعدم الاغترار ببعض المظاهر والتكافؤ بين الطرفين. وقد أشارت الاحصائيات في الكويت لعام 2024 إلى أنه تم تسجيل 14639 عقد زواج و8186 حالة طلاق، ما يبين أن حالات الطلاق في ارتفاع عن عام 2023 بنسبة 3.9%، وهذا يعني أنه يجب اتخاذ الخطوات اللازمة للحد من ارتفاع حالات الطلاق. إن آثار الطلاق متعددة، وتشمل الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية، حيث إنه يمكن أن يؤدي إلى الصدمة النفسية والاكتئاب والقلق والتوتر والشعور بالوحدة وانخفاض الثقة بالنفس وحتى أحيانا الغضب والعداء بين الزوجين. كما يؤثر الطلاق على الأطفال، فقد يتسبب في مشاكل سلوكية واضطرابات نفسية وضعف الأداء الأكاديمي ومشاكل في التكيف الاجتماعي. وهذا ما تسعى الى تحقيقه الجمعية الكويتية للوقاية من التفكك الأسري والتي أشهرت في عام 2023 لوقاية الأسرة الكويتية من التفكك وتعزيز الترابط الأسري والاستقرار، وتسعى الى توعية المقبلين على الزواج ودعم الأسر القائمة، بالإضافة إلى معالجة الآثار السلبية للانفصال بما يحافظ على الأطفال وحقوقهم. ومن الضرورة للحفاظ على زواج ناجح أن يتم التركيز على التواصل الفاعل بين الزوجين والاحترام المتبادل وإدارة الخلافات بحكمة وتجديد الرومانسية وبناء أهداف مشتركة وتحقيق التوازن في الحياة الزوجية، بالإضافة إلى الثقة والصدق والقدرة على التسامح، فالزواج هو ذلك الرباط المقدس الذي يجب أن يحترمه الطرفان المقبلان عليه لتكوين أسرة مستقرة سعيدة ليقوى المجتمع ويعمل الجميع على تحقيق جميع الأهداف التي يسعون إليها.


الرأي
منذ 15 ساعات
- الرأي
قرن التفاؤل...!
عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره؟) رواه الترمذي. والآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، تؤسس في الوعي الإسلامي لمسألة تعاقب الخير والشر، واليسر والعسر، والرخاء والشدة، قال الله تعالى: «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» (الشرح: 5 و6). بل إن الوظائف الأساسية للإيمان جعلت المؤمن يتعلق بالمستقبل، ويعمل من أجله على أساس أنه أفضل بكثير من الحاضر، المستقبل العاجل في الدنيا والمستقبل الآجل في الآخرة على نحو ما نجده في قوله سبحانه: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بأَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (النحل: 97). القرن التاسع عشر كان هو قرن التفاؤل بالنسبة إلى منظّري النهضة في أوروبا، لكن القرن العشرين لم يكن كذلك. ومن هذا المنطلق نقول: لا يستطيع الفكر الذي يحمله أي واحد منّا النجاة الكلية والمطلقة من تأثيرات الخبرة المختزنة فيه، فالعقل حين يواجه معضلة تحثه على التماس حل أو هندسة مواجهة ما، يلجأ إلى ما اكتنز لديه من التجارب الشخصية في حالات مشابهة للحالة الصعبة التي يريد مواجهتها. ومن هنا جاء مفهوم الفكر المأزوم، هو تفكير أثّرت فيه أزمة كبرى، أو أزمات صغيرة متتابعة، فصار يرى الأشياء من منظور ضيق، يتسم بالحيرة والتشاؤم، إنه تفكير المقهور المغلوب على أمره، المفتقر إلى المبادرة الشجاعة، والعاجز عن النظر خارج الصندوق، وخارج سطوة المحنة التي يتعامل معها. الشعور بالعجز، وازدراء الذات، مصدران مهمان لوجود الفكر المأزوم لدى أي أمة من الأمم، أو مجتمع من المجتمعات، ولعل من أهم أسباب ازدراء الذات المقارنة، ومن أكبر المشكلات التي تواجه أصحاب الفكر المأزوم توصيف الأزمات التي يشكون منها، حيث إنّ شكواهم تكون في الغالب عامة، إنهم يشعرون بأن الأمور ليست على ما يرام، لكنهم لا يملكون المنهجيات التي تمكنهم من وضع الإصبع على الجرح، ولا يملكون الصبر على البحث في تعقيدات الواقع وانثناءاته. إن الله تعالى حثنا على التأمل في أنفسنا وأحوالنا حين قال: «وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ» (الذاريات: 21)، وأكد في مواضع عديدة من كتابه العزيز أنّ مشكلة الأمة داخلية بامتياز: «وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ» (آل عمران: 120) ولا يعني هذا بالطبع عدم وجود مؤامرات خارجية، بل إنه يعني أن إصلاح الداخل يُضعف تدخل الخارج. واستمرار الأزمات والنكسات في حياة أي إنسان، أو أي مجتمع من المجتمعات، سيعمل على تشويه أفكار الكثيرين حتى يصبحوا جزءاً من الأزمة، عوضاً عن المساعدة في تجاوزها. إن أردنا أن نعيد العيش في قرن التفاؤل، وجب على المؤسسات التربوية أن تصرف على المدارس الجهد المطلوب في تأسيس عقول أبنائها، وتزويدهم بالأطر الفكرية الرشيدة، لتحد من انتشار وسيادة الفكر المأزوم المشؤوم. [email protected] @mona_alwohaib