
5 فوائد في شرب الماء الدافئ مع العسل كل صباح
وذكر موقع «هيلث شوتس» الأميركي المتخصص بالشؤون الصحية 5 فوائد في شرب الماء الدافئ مع العسل كل صباح، وهي:
يساعد شرب الماء الدافئ مع العسل في الحفاظ على وزنك. فملعقة صغيرة من العسل ممزوجة بالماء الدافئ تُعزز الشعور بالشبع، مما يُساعد في التحكم في الوزن.
وذكرت دراسات سابقة أن شرب الماء الدافئ مع العسل يقلل من الرغبة الشديدة في تناول الوجبات الخفيفة السكرية أو عالية السعرات الحرارية، وبالتالي فإنه يعزز التحكم في كمية الطعام التي يتناولها الشخص ويقلل إجمالي السعرات الحرارية المستهلكة.
يساعد شرب العسل مع الماء الدافئ صباحاً في الحفاظ على رطوبة الجسم، الأمر الذي يدعم الصحة ووظائف الجسم المختلفة.
يُهدئ العسل الجهاز الهضمي ويُقلل من تهيجه. لذلك، يُمكن أن يكون شرب العسل مع الماء الدافئ علاجاً منزلياً بسيطاً يُساعد في تخفيف عسر الهضم والانتفاخ. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي العسل على مواد تُحفّز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء.
إضافة العسل للماء الدافيء تضفي سحراً على صحتك (أ.ف.ب)
عندما يتعلق الأمر بالمناعة، يُعدّ العسل خياراً رائعاً. فهو غني بمضادات الأكسدة وله خصائص مضادة للميكروبات. لذلك، فإن شرب الماء الدافئ مع العسل يُعزّز جهاز المناعة لديك، وقد يحميك من العدوى، ويُحافظ على صحتك.
تُوفر السكريات الطبيعية في العسل إمداداً سريعاً بالطاقة، مما قد يساعد في تقليل آلام العضلات، خاصة بعد أداء تمارين قوية. كما يُمكن أن يكون له تأثير مُسكّن طفيف، مما يُخفف من آلام العضلات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 7 ساعات
- الشرق السعودية
"خرائط بانجينوم" سعودية يابانية تساعد في الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية
أعلن فريق بحثي مشترك من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية "كاوست"، وجامعة تافتس الأميركية، ومعهد اليابان لأمن الصحة، تطوير "خرائط بانجينوم" للسكان في السعودية واليابان، ما يساعد في تعزيز الطب الدقيق وعلم الوراثة السريرية، لفئتين سكانيتين طالما غاب تمثيلهما الكافي عن قواعد بيانات "البانجينوم" العالمية. ومصطلح "البانجينوم" يعني وجود مرجع جيني شامل يدمج التباينات الوراثية المستخلصة من عدد كبير من الأفراد داخل مجتمع أو نوع معين، بدلاً من الاعتماد على تسلسل جينوم فرد واحد فقط. ويمنح هذا النهج العلماء صورة أوضح للتنوع الجيني والأنماط الوراثية المميزة لكل مجتمع، مما يرفع دقة التشخيص والعلاج. ويُعد مشروع البانجينوم السعودي، امتداداً طبيعياً لمشروع الجينوم البشري السعودي، لكنه يضيف بعداً جديداً في دقة التمثيل الوراثي. فبينما ركّز مشروع الجينوم البشري السعودي، على بناء مرجع جيني يعتمد على تسلسل واحد أو عدد محدود من الأفراد لرصد الطفرات الشائعة في المجتمع، يهدف مشروع البانجينوم إلى جمع ودمج التباينات الوراثية من عدد كبير من الأفراد لتكوين خريطة شاملة تعكس التنوع الجيني الكامل للسكان. هذا النهج لا يكتفي بتحديد الطفرات المسببة للأمراض، بل يمكّن أيضاً من فهم أعمق للأنماط الجينية النادرة والشائعة على حد سواء، مما يعزز دقة التشخيص وتطوير الطب الدقيق الموجه خصيصاً لاحتياجات المجتمع السعودي. مشروع الجينوم السعودي بدأت فكرة رسم الخريطة الجينية للبشر على المستوى العالمي مع مشروع الجينوم البشري الذي أُطلق رسمياً في عام 1990 كمبادرة دولية ضخمة شاركت فيها الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وفرنسا وألمانيا والصين، بهدف فك شفرة الحمض النووي البشري بالكامل وفهم ترتيب الجينات ووظائفها. وبعد 13 عاماً من العمل المكثف، أُعلن في عام 2003، اكتمال المشروع، ما فتح الباب أمام ثورة في علم الوراثة والطب الدقيق. تلت ذلك مشروعات وطنية في عدة دول، مثل مشروع الجينوم البريطاني الذي ركز على دمج الفحوص الجينية في الرعاية الصحية، والمشروع الياباني الذي استهدف دراسة الأمراض الشائعة في المجتمع الياباني. وقد ألهم هذا الزخم العالمي، العديد من الدول، ومنها السعودية، لإطلاق برنامج الجينوم السعودي في عام 2018، ليكون مشروعاً وطنياً يستفيد من أحدث تقنيات التسلسل الجيني لرسم أول خريطة وراثية شاملة للمجتمع السعودي، مع التركيز على مكافحة الأمراض الوراثية وتحسين جودة الرعاية الصحية. لكل شعب بصمته الوراثية الفريدة التي تميزه عن غيره، وينبع هذا التنوع من اختلاف البيئات التي يعيش فيها الأفراد، وتباين العادات وأنماط الحياة. ونظراً لأهمية هذه الاختلافات في تحديد الاستجابة للأدوية والعلاجات، بدأت مراكز الأبحاث حول العالم في إنشاء قواعد بيانات وراثية خاصة بكل مجتمع، لتطوير أدوية وفحوصات مخصصة له، إذ قد لا تكون المراجع الجينية المستمدة من شعوب أخرى فعّالة أو دقيقة بالقدر نفسه. وهنا تبرز أهمية القواعد الوطنية للبيانات الوراثية. في إطار "رؤية السعودية 2030" وبرنامج تحول القطاع الصحي، يمضي برنامج الجينوم السعودي بخطوات كبيرة نحو إحداث تحول جذري في قطاع الرعاية الصحية، من خلال إنشاء قاعدة بيانات وراثية غير مسبوقة توثق أول خريطة جينية شاملة للمجتمع السعودي. ولا تهدف هذه المبادرة النوعية، إلى دعم التشخيص والعلاج فقط، بل تسعى أيضاً إلى تقليل تكاليف الرعاية الصحية وتحسين جودة الحياة على المدى البعيد. ويعد البرنامج، أحد ركائز التقدم الطبي في السعودية، إذ يوفر تشخيصاً أدق، وعلاجات موجهة، وسبل وقاية متقدمة، ما ينعكس مباشرة على صحة الأجيال المقبلة. الطفرات الجينية المسببة للأمراض يعمل برنامج الجينوم السعودي على الحد من انتشار الأمراض الوراثية من خلال الكشف المبكر عن الطفرات الجينية المسببة لها، مما يتيح فرصاً أكبر للتشخيص المبكر والوقاية قبل ظهور الأعراض أو انتقالها إلى الأجيال القادمة؛ ويسهم هذا التوجه في تحسين الصحة العامة وخفض العبء على قطاع الرعاية الصحية. كما يحرص البرنامج على تمكين العلماء والباحثين من الوصول إلى قاعدة بيانات وراثية شاملة للمجتمع السعودي، تمثل كنزاً معرفياً لدراسة الأمراض وفهم العوامل الجينية المؤثرة في صحتهم، ودعم الأبحاث التي قد تفتح آفاقًا لعلاجات مبتكرة. ويولي البرنامج أهمية كبيرة لدراسة المتغيرات الجينية وفهم تأثيرها على الصحة، سواء كانت مرتبطة بأمراض وراثية معروفة أو بعوامل تزيد من القابلية للإصابة بأمراض مزمنة، مما يتيح تطوير استراتيجيات علاجية ووقائية مخصصة لكل فرد. وفي جانب الابتكار، يسعى البرنامج إلى تطوير أدوات التشخيص والوقاية، بما يشمل الاختبارات الجينية المتقدمة والبرامج الوقائية التي تقلل فرص الإصابة بالأمراض الوراثية أو الحد من مضاعفاتها. كما يستهدف البرنامج تقليل حالات الإصابة بالأمراض الوراثية عبر دمج الفحوص الجينية في منظومة الرعاية الصحية، بما يضمن تدخلات وقائية مبكرة وعلاجات أكثر دقة. ويعتمد البرنامج على إنشاء بنية تحتية متقدمة لعلم الجينوم والمعلوماتية الحيوية، تضم أحدث تقنيات التسلسل الجيني وأنظمة تحليل البيانات الضخمة، لضمان إدارة فعّالة للبيانات وتحقيق أقصى استفادة بحثية منها. إلى جانب ذلك، يسهم البرنامج في تحسين نتائج العلاج من خلال استخدام التسلسل الجيني للمرضى، مما يتيح اختيار الأدوية والجرعات الأكثر ملاءمة لخصائصهم الوراثية، ويعزز فعالية العلاج ويقلل من الآثار الجانبية. كما يركز البرنامج على بناء القدرات السعودية في مجال الجينوم، عبر تدريب الكوادر السعودية وتأهيلهم للعمل في مجالات علم الوراثة والمعلوماتية الحيوية، لضمان استدامة هذه الجهود على المدى الطويل. تحليل المواد البيولوجية يهدف البرنامج إلى تحقيق تقدم ملموس في ثلاث مجالات رئيسية تشمل تقليص زمن التشخيص، ورفع دقة وكفاءة تحديد الأمراض، وتغذية قواعد البيانات الوطنية بمعلومات وراثية شاملة للمجتمع السعودي. وحاليا، يخضع الأزواج لفحوصات الدم قبل الزواج، للكشف عن بعض الأمراض الوراثية الشائعة، لكن مع برنامج الجينوم سيتم توسيع الفحص ليشمل آلاف الأمراض، مما يتيح للأزواج معرفة ما إذا كانوا يحملون جينات قد تسبب أمراضاً لأطفالهم مستقبلًا. وحتى الآن؛ تم فحص63 ألف عينة وتوثيق 7 آلاف و500 متغير وراثي، وإنشاء 13 لوحة تسلسل جيني، إضافة إلى نشر 140 بحثاً علمياً في مجلات دولية مرموقة، مما يضع المملكة على طريق الريادة العالمية في مجال الطب الدقيق. وتُجمع العينات في برنامج الجينوم السعودي، من متطوعين أو مرضى وفق معايير دقيقة، ثم تُنقل إلى مختبرات متخصصة حيث تُفصل المادة الوراثية وتُحلل باستخدام تقنيات متقدمة مثل "التسلسل الجيني عالي الإنتاجية" ويتيح هذا الفحص، الكشف عن الطفرات أو التغيرات في تسلسل الحمض النووي، والتي قد تكون مرتبطة بأمراض أو سمات وراثية. أما المتغيرات الوراثية فهي اختلافات طبيعية أو طفيفة في تسلسل الحمض النووي بين الأفراد. بعضها شائع في المجتمع ولا يؤثر على الصحة، بينما قد يتسبب البعض الآخر في زيادة خطر الإصابة بأمراض وراثية أو مزمنة وتمنح دراسة هذه المتغيرات، الباحثين فهماً أعمق لعلاقة الجينات بالصحة والمرض، وتساعد الأطباء في تطوير استراتيجيات علاجية ووقائية مخصصة، مما يدعم مفهوم "الطب الدقيق" الذي يعالج المريض بناء على خصائصه الجينية الفريدة. أما "اللوحة الجينية" فهي مجموعة مختارة من الجينات أو المواقع الجينية التي تُفحص معاً في اختبار واحد للكشف عن متغيرات محددة مرتبطة بأمراض أو سمات وراثية. وفي برنامج الجينوم السعودي، تصمم اللوحات الجينية بحيث تضم الجينات الأكثر ارتباطاً بالأمراض الشائعة في المجتمع السعودي، مما يتيح إجراء فحوص مركزة وفعالة. على سبيل المثال، يمكن أن تحتوي اللوحة على جينات مسؤولة عن أمراض الدم الوراثية، أو اضطرابات التمثيل الغذائي، أو بعض أنواع السرطان. وتكمن أهميتها في أنها تختصر الوقت والتكلفة مقارنة بفحص الجينوم الكامل، وتوفر أداة تشخيصية سريعة للأطباء لتحديد الخطر أو التشخيص بدقة أكبر. كما تستخدم هذه اللوحات في برامج الفحص المبكر قبل الزواج أو الحمل، وفي متابعة الحالات المرضية المعقدة، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في الوقاية والعلاج الموجه. في السعودية، يمثل ارتفاع معدلات زواج الأقارب أحد أبرز العوامل المؤثرة في الخريطة الجينية للسكان. فبحسب دراسة للدكتور أحمد الفارس من جامعة القصيم، نُشرت في العدد الأول من "مجلة الكيمياء الحيوية وعلم الوراثة السريرية السعودية" في عام 2019، تصل نسبة زواج الأقارب في المملكة إلى نحو 58%. ويؤدي هذا النمط من الزواج إلى زيادة احتمالية ظهور الأمراض الوراثية المتنحية النادرة، حيث يحمل كلا الوالدين الجين المسبب للمرض، ما يرفع احتمال أن يرث الأبناء نسختين منه فتظهر لديهم الإصابة. في أواخر تسعينيات القرن الماضي، بدأ الباحثون في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث إجراء دراسات واسعة لرصد الأمراض الوراثية في المجتمع السعودي، وتبين أن نسبة الأمراض المتنحية تصل إلى 84%، مقابل 15% للأمراض غير المتنحية. وشكلت هذه النتائج الدافع وراء التفكير في تأسيس قاعدة بيانات وراثية وطنية، وهو ما تحقق لاحقاً عبر برنامج الجينوم البشري السعودي؛ كمشروع وطني لدراسة الأساس الجيني للأمراض الوراثية في المملكة. ما هو "البانجينوم"؟ أما "البانجينوم" فهو مفهوم متطور في علم الجينوم يهدف إلى تقديم صورة شاملة ومتنوعة للتركيب الجيني لنوعٍ ما، بدلاً من الاعتماد على جينوم مرجعي واحد فقط. في الجينوم التقليدي، يجرى تحليل تسلسل الحمض النووي لشخص أو كائن واحد، ويُستخدم هذا الجينوم كنموذج أساسي للمقارنة. لكن "البانجينوم" يتجاوز ذلك عبر دمج بيانات من العديد من الأفراد المختلفين، مما يسمح بتمثيل أوسع للتنوع الجيني في المجتمع أو النوع المدروس. هذه المقاربة توفر خريطة جينية أكثر دقة، تكشف عن المتغيرات النادرة والمناطق التي قد لا تظهر في الجينوم المرجعي التقليدي. وأطلق اتحاد المرجع البانجينومي البشري (HPRC)، أول مسودة للبانجينوم البشري، بعد تجميع وتسلسل 47 جينوماً مزدوج المجموعة الكروموسومية بالكامل، اختيرت بعناية لتمثيل التنوع الجيني العالمي، وبموافقة أصحاب العينات على إتاحة البيانات بلا قيود. وقد شملت العينات، بيانات من مشروع "الألف جينوم"، مع اختيار خطوط خلوية طبيعية من الناحية الكروموسومية، وبتمثيل جغرافي ووراثي واسع، لضمان بناء مرجع يعكس التنوع البشري بدقة أكبر، ويكون أساسًا لأبحاث الجينوم في المستقبل. ورغم أن أول بانجينوم بشري أُعلن عنه في عام 2023، إلا أنه استند أساساً إلى عينات لم تضم أي أشخاص من أصول عربية أو يابانية، ما يعني أن قرابة 10% من سكان العالم لم يكونوا ممثلين فيه؛ وقد دفع هذا النقص الباحثين مؤخراً إلى إعداد خرائط بانجينوم فرعية لمجموعات سكانية محددة، لتكون مراجع أدق وأكثر ملاءمة لها. جاء الاهتمام بدراسة البانجينوم استجابة لتحديات واضحة في مجال البحث الجيني، أبرزها محدودية الاعتماد على جينوم مرجعي واحد، إذ إن جينوم فرد واحد لا يمكنه أن يعكس التنوع الوراثي الكبير بين البشر. كما أن التنوع العرقي والجغرافي يفرض فروقاً ملحوظة في الجينات بين المجموعات السكانية، ما يجعل "البانجينوم" أداة أساسية لفهم هذا الاختلاف. إضافة إلى ذلك، فإن تحسين دقة التشخيص للأمراض الوراثية يتطلب الكشف عن متغيرات جينية نادرة قد لا تظهر في الجينوم المرجعي التقليدي. ويسهم البانجينوم كذلك في دعم الطب الشخصي عبر تصميم خطط علاجية دقيقة ومخصصة لكل فرد، فضلًا عن دوره في دراسة تطور الإنسان وفهم تاريخه عبر تتبع الهجرات البشرية القديمة وآليات التكيف مع البيئات المختلفة. يمثل اختيار تسلسل مرجعي في تحليل الجينوم خطوة محورية، إذ يُبنى عليه كل ما يلي من تحليلات جينية. وقد برز نموذج رسم البانجينوم البياني كحل مبتكر يدمج الأنماط الجينية لعدة أفراد، ما يعكس التنوع الوراثي بصورة أشمل. وأصبح من الممكن تقنياً في السنوات الأخيرة، بناء الجينومات البشرية من الصفر بفضل تقنيات تسلسل القراءة الطويلة، لكن عدد الجينومات المتاحة بحرية ودون قيود ما زال قليلاً، وهذا يمثل عائقاً أمام بناء المراجع الجينومية أو البانجينومات. وتشمل التحديات الحالية؛ قلة عدد وجودة الجينومات المتاحة للعامة، والتعقيدات التقنية في التعامل مع رسوم البانجينوم البيانية وبرمجياتها، بالإضافة إلى الاعتبارات الأخلاقية، حيث أن عددًا محدودًا من العينات البشرية حصل على الموافقات الأخلاقية اللازمة للإتاحة المفتوحة. مشروع مشترك رغم أن رسوم البانجينوم البيانية تمثل نوعاً حديثاً من هياكل البيانات، فإن تقنياتها ما زالت في طور النضج. وعلى عكس الجينوم الخطي الذي طُورت حوله أدوات وخوارزميات على مدى عقود، فإن البانجينوم البياني يواجه نقصاً في الأدوات البرمجية المتاحة، ولا يمكنه حتى الآن النمو ليشمل آلاف الأفراد من جميع أنحاء العالم بسبب قيود الموارد، خاصة في المناطق التي تفتقر للبنية التحتية الحاسوبية. ولهذا يُتوقع أن تلعب رسوم البانجينوم الخاصة بالمجتمعات دوراً مهماً في التحليلات الجينومية الموجهة لمجتمع بعينه، بما في ذلك التطبيقات السريرية، وهناك بالفعل عدة رسوم بيانية خاصة بمجموعات سكانية قيد التطوير. وفي الدراسة الجديدة، قدم مشروع JaSaPaGe، وهو مرجع بانجينوم بياني خاص بالسكان في السعودية واليابان، وهما مجموعتان بشريتان ظلتا ممثلتين بشكل محدود في الدراسات الجينومية السابقة. وقد استخدم الباحثون في الدراسة السعودية، تقنيات تسلسل متعددة لتسلسل جينومات 10 أفراد يابانيين و سعوديين، وبنوا تجميعات ثنائية الصيغة الصبغية لكل عينة. استُخدمت هذه التجميعات لإنشاء رسم بانجينوم بياني خاص باليابانيين من 10 عينات، وآخر خاص بالسعوديين من 8 عينات أضيف إليها جينوم سعودي منشور سابقًا، ليصبح المجموع 9 عينات سعودية. ورغم أن اليابان والسعودية تقعان على طرفي قارة آسيا، فإنهما لم تكونا ضمن الإصدار الأول من مشروع اتحاد المرجع البانجينومي البشري، كما أن الاختلاف الجيني الكبير بينهما قد يكشف عن نطاق أوسع من التنوع في الأنماط الجينية عبر القارة. قام الفريق أيضاً بدمج الرسمين البيانيين الخاصين بالمجموعتين في رسم بانجينوم بياني مشترك يضم شعبين مختلفين جينياً إضافة إلى مرجعين جينوميين عالميين. والبيانات الناتجة، بما في ذلك بيانات التسلسل، وتجميعات الجينوم، ورسوم البانجينوم البيانية، إلى جانب البرمجيات والبرامج النصية المستخدمة في إنشائها وتقييمها، متاحة للجميع مجاناً. وتمت عملية بناء المرجع باستخدام تقنيات متقدمة جداً لضمان أعلى درجات الدقة في قراءة وترتيب الجينوم. من بين هذه التقنيات تقنية تسلسل الجينوم بقراءات طويلة ودقيقة في الزمن الحقيقي، وهي طريقة تعطي قراءات طويلة ودقيقة للحمض النووي، مما يساعد في فك شيفرة المناطق الصعبة والمعقدة. كما استخدم الباحثون تقنية "التسلسل عبر المسام النانوية"، التي تقرأ سلاسل طويلة من الحمض النووي بشكل مستمر، حتى لو احتوت على تكرارات جينية معقدة. كما استخدموا البنية ثلاثية الأبعاد للحمض النووي داخل نواة الخلية لمعرفة كيفية ارتباط أجزاء الجينوم معاً داخل النواة، مما يساعد في ترتيب الأجزاء بشكل صحيح أثناء التجميع. ويعكس المرجع الجديد، التنوع الجيني في المجموعتين السكانيتين (السعودي والياباني) بشكل أدق، مما يرفع من قيمته للأبحاث الطبية والوراثية وتقول المؤلفة المشاركة في الدراسة، ملاك عابد الثقفي، أستاذة ورئيسة قسم علم الأمراض والطب المخبري في مركز تافتس الطبي، إن المشروع يمثل امتداداً لسنوات من العمل على الجينوم السعودي، مضيفة: "هذا الإسهام يعزز التمثيل في علم الجينوم ويضمن أن يخدم الطب الدقيق جميع الفئات السكانية". أما المؤلف المشارك في الدراسة، روبرت هوهن دورف، الباحث في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، فأوضح أن الجمع بين بيانات مجتمعين مختلفين جينياً مثل السعودية واليابان، اللتين تفصل بينهما مسافات وتاريخ وراثي طويل، أتاح دراسة تأثير اختلاف المراجع على دقة تحديد المتغيرات الجينية، مما يوفر رؤى جديدة يمكن أن تنعكس على تحسين الصحة العامة. بينما المؤلف المشارك في الدراسة، يوسوكي كاواي، الباحث في معهد اليابان لأمن الصحة، فقد اعتبر أن التعاون في إعداد "خرائط بانجينوم" مخصصة لليابانيين والسعوديين يمثل خطوة مهمة لسد فجوة واضحة في التمثيل الجيني على مستوى العالم. وأضاف أن دمج البيانات الوراثية المتنوعة من البلدين أتاح إنشاء مرجع قوي يسهم في رفع دقة تحديد المتغيرات الجينية، ويفتح آفاقًا واسعة لتطوير طب دقيق مصمم خصيصاً لاحتياجات كل مجموعة سكانية.


مجلة هي
منذ 8 ساعات
- مجلة هي
ليست دومًا عرضًا عابرًا: كيف نُميَز بين الدوخة البسيطة والخطيرة؟
كثيرًا ما كنا نشهد مشاهد إغماء الممثلات على التلفاز أو في السينما، بعد شعورهنَ بدوخةٍ مفاجئة جراء الحمل. هذا المشهد البسيط، بالرغم من جماليته، إلا أنه لا يُعبَر فقط عن إصابة الحوامل بهذه المشكلة. فالكثير من الناس حول العالم، هم عرضةٌ للإصابة بالدوخة، وبعضهم لا يعرف الأسباب الكامنة وراء ذلك. الدوخة من أكثر الأعراض التي يختبرها الإنسان في حياته، وقد تأتي فجأة وتختفي خلال ثوانٍ، أو تستمر لساعات، مسببة شعورًا بالارتباك وعدم الثبات. هي ليست مرضًا قائمًا بذاته، بل عرضٌ يمكن أن يرتبط بمجموعةٍ واسعة من الحالات الصحية؛ تبدأ من مشاكل بسيطة مثل الجفاف أو قلة النوم، وقد تصل إلى أمراضٍ خطيرة مثل السكتة الدماغية أو اضطرابات القلب. هذا ما أكدَه لنا الدكتور عمار العساف، أخصائي طب الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى فقيه الجامعي؛ مضيفًا: "الدوخة ليست دائمًا أمرًا عابرًا، وأحيانًا قد تكون جرس إنذارٍ يحتاج إلى التدخل الفوري، خصوصًا إذا ما ترافقت مع أعراضٍ عصبية أو قلبية. الفهم الجيد لأسبابها والفحص المبكر قد يمنع حدوث مضاعفاتٍ خطيرة". الدوخة عرضٌ مرتبط بأمراض وحالات صحية ينبغي معالجتها والتحكم بها لا شك في أن الإصابة بالدوخة في الأماكن العامة، أو خلال حدثٍ مهم، قد يُعرَضنا للحرج؛ وهو أيضًا قد يتسبب لنا بمخاطر صحية، في حال السقوط على أجسامٍ حادة أو من على الشرفات كما حصل في العديد من حالات الوفاة الناجمة عن الدوخة. لذا من الضروري التنبه إلى هذه المسألة، وليس الذعر منها بالتأكيد؛ كي نضمن حياةً صحية ومُرفهة. ويبدأ ذلك من معرفة كافة التفاصيل المتعلقة بالدوخة؛ أسبابها، أنواعها، أعراضها، طرق علاجها والوقاية منها. وهو ما سوف نستعرضه سويًا في مقالة اليوم، لذا تابعي القراءة معنا عزيزتي.. ما الفرق بين الدوخة والدوار؟ يوضح الدكتور العساف أن كثيرًا من الناس يستخدمون مصطلحي "الدوخة" و"الدوار" بشكلٍ متبادل، لكن هناك فروقات بينهما تتمثل فيما يلي: 1. الدوخة (Lightheadedness): هي الشعور بخفة الرأس أو قرب فقدان الوعي. 2. الدوار (Vertigo) : هو إحساسٌ بدوران المكان من حولكِ أو دوران جسمكِ، وغالبًا ما يكون سببه الأذن الداخلية. هناك العديد من أنواع الدوخة، التي لا بد من معرفتها، للتشخيص الجيد ووصف العلاجات المناسبة. وأنواع الدوخة ثلاث هي: 1. الدوخة المفاجئة: وتحدث عند تغيير وضعية الجسم بسرعة، مثل الوقوف بعد الاستلقاء، وتستمر دقائق قليلة. 2. الدوخة المستمرة: قد تدوم لساعاتٍ أو أيام، وتؤثر في قدرة الشخص على الحركة أو أداء الأنشطة اليومية. 3. الدوخة الشديدة: ترتبط غالبًا بخللٍ في الأذن الداخلية، وتُصاحبها أعراضٌ مثل الغثيان، التعرق، وشحوب الوجه. ما هي أسباب الدوخة؟ يُفصَل لنا الدكتور العساف الأسباب الكامنة وراء الدوخة على النحو الآتي: 1. أسبابٌ بسيطة وعابرة: ومنها • انخفاض ضغط الدم الانتصابي: الذي يحدث عند الوقوف بسرعة بعد الجلوس، أو الاستلقاء، ويشيع لدى الشباب أو من يتناولون أدوية الضغط. • الجفاف: خصوصًا في الطقس الحار أو مع التعرق الزائد دون تعويض السوائل. • انخفاض سكر الدم: عند الصيام أو تأخير الوجبات. • التوتر والإرهاق: قلة النوم أو الضغط النفسي قد تؤثر على الجهاز العصبي وتوازن الجسم. 2. مشاكل الأذن الداخلية: تحتوي الأذن الداخلية على جهاز التوازن، وأي خللٍ فيه قد يُسبب دوارًا شديدًا يشمل • الدوار الموضعي الحميد (BPPV) : وهي نوباتٌ قصيرة تحدث عند تغيير وضعية الرأس، بسبب تحرك بلوراتٍ صغيرة في الأذن. مشاكل الأذن الداخلية من أبرز أسباب الدوخة لذا عالجيها في بدايتها • التهاب العصب الدهليزي: غالبًا بعد عدوى فيروسية، ويُسبَب دوارًا مفاجئًا يستمر لأيام. • مرض منيير: يُسبَب نوبات دوار مع فقدان سمع وطنين في الأذن. 3. أمراض القلب والأوعية: منها • اضطراب نُظم القلب (بطيء أو سريع جدًا). • ضعف ضخ الدم من القلب. • انسداد أو تضيَق الشرايين، ما يُقلَل تدفق الدم للمخ وحدوث الدوخة. 4. أسباب عصبية: لا يمكن الحديث عن الدوخة دون التطرق إلى العوامل العصبية ومنها • السكتة الدماغية أو نقص التروية المؤقتة (TIA). • الشقيقة الدهليزية: نوعٌ من الصداع النصفي يُسبَب نوبات دوخة. • أمراض مزمنة مثل التصلَب المتعدد أو أورام المخ. 5. أسبابٌ أخرى: فضلًا عن الأسباب المذكورة أعلاه، فإن الدوخة يمكن أن تحدث بسببفقر الدم ، نقص الحديد أو فيتامين B12؛ مشاكل في النظر أو ارتداء العدسات غير المناسبة؛ القلق ونوبات الهلع، بالإضافة إلى الآثار الجانبية لبعض الأدوية مثل مُدرات البول أو المُهدئات. لا بدَ من الإشارة إلى اختلاف الدوخة حسب العمر، يقول الدكتور العساف؛ الأطفال غالبًا ما تصيبهم الدوخة بسبب الجفاف أو فقر الدم أو التهابات الأذن. يُصاب الشباب بالدوخة جراء انخفاض ضغط الدم الانتصابي، القلق، وقلة النوم؛ أما كبار السن فهم أكثر عرضةً لهذه المشكلة بسبب أمراض القلب، ضعف التوازن، أو الآثار الجانبية للأدوية. للفصول دورٌ أيضًا في حدوث الدوخة؛ على سبيل المثال وخلال الصيف، يُعدَ الجفاف وضربات الشمس من أهم الأسباب وراء الدوخة. أما في الشتاء، فقد نتعرض للدوخة بسبب قلة النشاط، مشاكل الجيوب الأنفية، أو تغيَرات ضغط الدم جراء البرد. متى تصبح الدوخة حالةً طارئة؟ يُشدَد الدكتور العساف على ضرورة التوجه للطوارئ إذا كانت الدوخة مصحوبةً بالأعراض التالية: • ضعف أو تنميل في الوجه أو الأطراف. • صعوبة النطق أو الرؤية. • فقدان الوعي أو الإغماء. • دوار شديد ومفاجئ مع صداع حاد. • ألم في الصدر أو ضيق تنَفس. وهناك يقوم الطبيب المختص بخطوات التشخيص اللازمة، من بينها معرفة التاريخ المرضي وفحص الجسم، ثم قد يطلب: 1. تحاليل الدم: للكشف عن فقر الدم، اضطراب الأملاح أو السكر. 2. قياس ضغط الدم في أوضاعٍ مختلفة. 3. اختبارات التوازن: لتقييم عمل الأذن الداخلية. 4. فحوصات السمع: لاستبعاد مشاكل الأذن. 5. تخطيط القلب (ECG) أو فحوصاته المتقدمة. 6. التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية، إذا كان هناك اشتباهٌ بأسبابٍ عصبية. الدكتور عمار العساف أخصائي طب الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى فقيه الجامعي كيف نحمي أنفسنا من الدوخة؟ الوقاية ونمط الحياة هما أفضل السُبل لتجنَب مشكلاتٍ صحية عديدة، من بينها الدوخة. وينصح الدكتور العساف بعدة خطوات للحد من حدوث الدوخة: • شرب 2–3 لترات ماء يوميًا، وزيادة الكمية في الأجواء الحارة. • تناول وجبات مُنتظمة ومتوازنة. • النهوض ببطء من وضعية الجلوس أو الاستلقاء. • ممارسة الرياضة بانتظام، خصوصًا تمارين التوازن. • تجنَب الإفراط في الكافيين والكحول. • مراجعة الأدوية مع الطبيب في حال تكرار الدوخة. • التحكم بالأمراض المُزمنة مثل الضغط والسكري. في الختام؛ ينصحكِ الدكتور عمار العساف بالقول: "التعامل مع الدوخة يبدأ بعدم الاستهانة بها. إذا تكررت أو ترافق معها أي أعراضٍ مُقلقة، يجب استشارة الطبيب فورًا؛ فالتشخيص المبكر قد ينقذ الحياة ويمنع مضاعفات خطيرة". للمزيد من المعلومات، يمكنكم زيارة الموقع الإلكتروني لمستشفى فقيه الجامعي:


مجلة هي
منذ 8 ساعات
- مجلة هي
لتقليل الالتهاب وتسريع شفاء الجسم: إليكِ 10 طرق فعالة تُعزَز صحتكِ على الدوام
عندما ترتفع حرارتنا ونُصاب بالتعب والأوجاع، نُسارع للطبيب الذي يصف لنا المضادات الحيوية لمحاربة الالتهاب الذي داهمنا فجأة. هذا بالنسبة للالتهاب العادي والبسيط الذي يمكن أن يحدث جراء مُسبَباتٍ معروفة، مثل تغيَر المناخ والتعرض للفيروسات وغيرها؛ وهو جزءٌ من دفاعات الجسم الطبيعية. لكن ماذا عن الالتهابات المزمنة التي تُقيم داخل أجسامنا، تتخذ منها مكانًا مريحًا للعبث بصحتنا ورفاهيتنا؟ الالتهابات المزمنة هي حالةٌ طبية تحدث، عندما يستمر الجهاز المناعي في إرسال إشاراتٍ التهابية لفترة طويلة، حتى بعد زوال السبب الأصلي مثل العدوى أو الإصابة. وبدلًا من أن تكون استجابةٌ قصيرة ومحددة، كما في الالتهاب الحاد، يتحول الالتهاب إلى حالةٍ مستمرة قد تضرَ الجسم على المدى الطويل. تلعب عوامل معينة، حياتية وشخصية للأسف، دورًا بارزًا في تشكَل الالتهابات المزمنة في أجسامنا. فعندما تدخنين عزيزتي، أو لا تتناولين الغذاء الصحي بشكلٍ كبير، فإنكِ تُعرَضين نفسكِ للعديد من المشاكل الصحية الخطيرة جراء الالتهابات المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، داء السكري، التهاب المفاصل (بما في ذلك التهاب المفاصل الصدفي)، السرطان، وحتى الاكتئاب. أقوى 10 طرق لتقليل الالتهاب وتسريع شفاء الجسم من بينها اليوغا كيف أُقلَل من نسبة الالتهابات في جسمي؟ سؤالٌ بسيط ويحمل الكثير من التمنَي بحياةٍ أكثر صحة؛ وجوابه يتمثل في اتباع بعض النصائح أو الاستراتيجيات، كما حدَدها موقع Eating Well، إليكِ التفاصيل.. ما هي أفضل الطرق لتقليل الالتهاب وتسريع شفاء الجسم؟ بدايةً؛ لا بدَ من التذكير بوجوب استشارة طبيبكِ الخاص، لوضع خطةٍ علاجية واستشفائية متكاملة لكِ، في حال كنتِ تعانين من المرض دومًا بسبب الالتهابات داخل جسمكِ. كما يمكنكِ سؤاله عن النصائح التالية لتقليل الالتهاب وتسريع شفاء الجسم: 1. جرّبي الكركم: يشهد الكركم رواجًا كبيرًا بين عامة الناس؛ ويعود الفضل في ذلك بشكلٍ كبير إلى الكركمين الموجود داخل الكركم، وهو مُركبٌ يُعطي هذه التوابل المشمسة خصائصها المضادة للالتهابات. وقد وجدت مراجعةٌ لدراساتٍ نُشرت في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية عام 2023، استخدمت مكملات الكركمين، أنها تُقلَل الالتهابات في الجسم. وعادةً ما تستخدم الدراسات جرعاتٍ كبيرة من الكركمين، لذا قد يكون من المفيد استشارة طبيبكِ حول ما إذا كان تناول المكملات الغذائية مناسبًا لكِ. قد لا تتمكنين من الحصول على نفس كمية الكركمين من الطعام (5 ملاعق صغيرة من الكركم المطحون أو 2 أونصة من الكركم الطازج تحتوي على 500 ملليغرام من الكركمين) كما هو الحال في المُكملات الغذائية؛ لكن خصائص الكركم المضادة للالتهابات تُعدّ سببًا وجيهًا لرشّه بكثرة على الخضراوات المشوية، وإضافته إلى الحساء، أو تناوله مع العصائر. 2. تناولي الخضراوات الورقية: إليكِ سببٌ آخر لعدم التهاون في تناول الخضراوات الورقية الخضراء: فهي غنية بالمغنيسيوم، وهو معدنٌ لا يستهلكه نصفنا تقريبًا بكمياتٍ كافية (نتحدث عن فوائد المغنيسيوم في المساعدة على النوم وإراحة الأعصاب، إنتاج الطاقة وتكوين الحمض النووي بعضٌ من تلك الفوائد). ويُشجع الدكتور فورست هـ. نيلسن، أخصائي التغذية البحثي في مركز غراند فوركس لأبحاث التغذية البشرية التابع لوزارة الزراعة الأمريكية في داكوتا الشمالية الجميع على تناول المغنيسيوم بالقول: "أشجعُ كل من هو عرضةٌ للالتهاب على تقييم كمية المغنيسيوم التي يتناولها (اطلبوا من الطبيب فحص مستويات المغنيسيوم لديكم من خلال فحص دم)". ويضيف: "هناك أدلةٌ كثيرة على أن الأشخاص الذين لديهم علاماتٌ التهابية عالية، غالبًا ما يعانون من انخفاض مستويات المغنيسيوم. بالإضافة إلى ذلك، يميل الأشخاص المصابون بأمراضٍ مرتبطة بالالتهاب، مثل أمراض القلب والسكري، إلى انخفاض مستويات المغنيسيوم لديهم أيضًا." 3. تناولي منتجات الألوان الحمراء والزرقاء والأرجوانية: بالحديث عن الألوان، ليس الأخضر وحده مفيدًا لصحتكِ؛ فالأطعمة الغنية بالأنثوسيانين - وهي مُركباتٌ تُضفي لونًا على الفواكه والخضراوات الحمراء والزرقاء والبنفسجية وتساهم في تحسين صحتكِ – كما تلعب دورًا مهمًا في السيطرة على الالتهابات، محور موضوعنا اليوم. وكانت دراسة نُشرت عام 2021 في مجلة Molecules، خلُصت إلى وجود أدلةٍ متزايدة تشير إلى أن الأنثوسيانين الموجود في المُكملات الغذائية والأطعمة، يُساعد في تخفيف الالتهاب. للحصول على المزيد من الأنثوسيانين، ينصحكِ الخبراء بتناول أطعمة مثل التوت الأسود والعنب الأحمر والكرنب الأحمر المبشور. الكركم مضاد للالتهاب ويُسرَع شفاء الجسم بشرط تناوله بكميات مدروسة 4. تناولي حفنة من المكسرات: ذلك الكنز الرائع الذي تختزنه المكسرات على اختلاف أنواعها، يمكن الاستفادة منه لتقليل الالتهاب وتسريع شفاء الجسم. إن تناول المكسرات (النيئة تحديدًا أو غير المُملَحة) كوجبةٍ خفيفة أو كجزء من وجبة الطعام، يمكن أن يساعد في تقليل مؤشرات الالتهاب في الدم، وفقًا لمراجعة نُشرت عام 2023 حول هذا الموضوع في مجلة Nutrients. فقد وجد الباحثون أن المُكسرات الشجرية، مثل اللوز والجوز، والفول السوداني - وهي في الواقع بقولياتٌ تنمو تحت الأرض - تُزوَد الجسم بالدهون غير المُشبعة وفيتامين هـ والمعادن والألياف، وكلها عناصر قادرة على تقليل الالتهاب في الجسم. 5. مارسي الرياضة بانتظام: يُسهم الوزن الزائد أو السُمنة - أو حتى زيادة محيط الخصر - في حدوث الالتهابات البسيطة التي قد تُضر بصحتكِ؛ ولكنكِ لستِ بمنأى عن الإصابة بالتهابٍ مُزمن في حال لم تكوني تمارسين أي نشاطٍ بدني، دون زيادة الوزن أو السُمنة، وفقًا لدراسةٍ أُجريت عام 2020 في مجال الطب الرياضي وعلوم الصحة. بمعنى آخر؛ وبغض النظر عن وزنكِ الحالي (سواء العادي أو الزائد)، يُمكنكِ مُعالجة بعض الالتهابات في الجسم بمزيدٍ من التمارين والنشاط البدني، بما في ذلك أنشطة الحياة اليومية المُعتادة مثل أعمال الحديقة والأعمال المنزلية. حتى زيادة النشاط البدني الطفيفة، قد تُساعد في تهدئة الالتهابات مُقارنةً بالبقاء مُقيدةً على الأريكة. 6. تخلَصي من التوتر: هل تشعرين بالتوتر دومًا؟ وجدت دراسةٌ أجريت عام 2021 في مجلة "الدماغ والسلوك والمناعة" أن الأشخاص الذين لديهم رد فعلٍ عاطفي قوي تجاه المهام المُرهقة (مثل قضم أظافركِ عند تقديم عرضٍ تقديمي في العمل، أو الشعور بالتوتر عند الضغط على الأزرار أثناء العمل على اللابتوب)؛ يشهدون زيادةً أكبر في مستوى الإنترلوكين-٦ (مؤشر الالتهاب) في الدم خلال أوقات التوتر، مقارنةً بمن يتعاملون مع المهام المُرهقة بهدوء. في حين أن التوتر يضر بجسمكِ بطرق عديدة، يقول كريستوفر ب. كانون، الأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد: "يزيد التوتر من ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، مما يزيد من عمل الأوعية الدموية. باختصار، أنتِ تُرهقين تلك الأوعية أكثر وتُسبَبين لها الضرر من خلال توتركِ الدائم؛ وإذا تكرَر هذا الضرر باستمرار التوتر، يستمر الالتهاب." 7. جرَبي اليوغا: عطفًا على الفقرة السابقة التي تتطرق إلى التوتر وأثره السلبي على صحتنا، يمكن لممارسة اليوغا بانتظام مثلًا، أن تُقلَل من علامات الالتهاب؛ بما في ذلك البروتين التفاعلي-سي والإنترلوكين-6، وفقًا لمراجعة للأدبيات نُشرت عام 2022 في مجلة "الدماغ والسلوك والمناعة - الصحة". وتوضح الدكتورة جانيس كيكولت-جلاسر، أستاذة الطب النفسي وعلم النفس في معهد أبحاث الطب السلوكي بكلية الطب بجامعة ولاية أوهايو فعالية هذه الرياضة بالقول: "من المبادئ الأساسية لليوغا أن ممارستها تُقلَل من استجابات التوتر". كما يعتقد الباحثون أن فائدة اليوغا تكمن في تقليل التغيرات الفسيولوجية المرتبطة بالتوتر. 8. احصلي على قسطٍ كافٍ من النوم: لمعلوماتكِ، يحتاج الجسم إلى نومٍ منتظمٍ ومريحٍ للحفاظ على جهازه المناعي والعديد من الوظائف الأخرى التي تدعم الصحة. وغالبًا ما ترتبط قلة النوم بزيادة خطر الإصابة بالالتهابات، وفقًا لدراسةٍ نُشرت عام 2021 في مجلة Communications Biology. يمكن أن تُفاقم قلة النوم الانفعال والغضب أثناء اليوم، مما قد يؤثر سلبًا على تفاعلكِ مع الأصدقاء والعائلة وزملاء العمل، ويزيد من مستويات الالتهاب في جسمكِ. وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يحتاج معظم البالغين إلى سبع ساعاتٍ على الأقل من النوم كل ليلة، على ألا يزيد عن تسع ساعات. نامي جيدًا وتخلصي من التوتر لتقليل الالتهاب وتسريع شفاء الجسم 9. استمتعي بتدليكٍ مريح: التدليك ليس مجرد متعة، بل هو جزءٌ من الحفاظ على صحتكِ والشعور بأفضل حال. مثلًا؛ قد يؤدي التهاب المفاصل إلى الشعور بالألم وتدهور جودة الحياة؛ ووجدت دراسةٌ نُشرت عام 2022 في مجلة "العلاجات التكميلية في الممارسة السريرية" أن التدليك السويدي يُخفَف آلام المفاصل الناتجة عن التهاب المفاصل الروماتويدي فورًا، واستمرت هذه الراحة لمدة شهر. ويقول الدكتور مارك هيمان رابابورت في هذا الصدد: "قد يُقلَل التدليك من المواد الالتهابية، عن طريق زيادة كمية خلايا الدم البيضاء المُكافحة للأمراض في الجسم بشكلٍ مناسب. كما قد يُخفَض هرمونات التوتر؛ وفي كلتا الحالتين، يُمكن ملاحظة هذه النتائج بعد جلسة تدليكٍ واحدة فقط." 10. تناولي الشاي الأخضر: حتى وإن كانت القهوة مشروبكِ المفضل، فقد لا ترغبين بتناول الشاي في أكياس، وخاصةً الشاي الأخضر؛ فالأخير غنيٌ بمضادات الأكسدة القوية التي تساعد في تخفيف الالتهاب. وقد وجدت دراسة أجريت عام 2022 ونُشرت في مجلة Current Developments in Nutrition أن تناول ما يعادل خمسة أكواب من الشاي الأخضر يوميًا يُقلَل من التهاب الأمعاء، كما وجد باحثون من مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس التقنية في لوبوك أن الشاي الأخضر يُمكن أن يُثبط الإجهاد التأكسدي والالتهاب المُحتمل الذي قد ينتج عنه. وتُعلَق الدكتورة ليزلي شين، العميدة المُشاركة للأبحاث وأستاذة علم الأمراض في كلية الطب بجامعة تكساس التقنية على هذه النتائج بالقول: "بعد 24 أسبوعًا، انخفضت مستويات الإجهاد التأكسدي لدى الأشخاص الذين تناولوا 500 ملغ من بوليفينول الشاي الأخضر يوميًا، أي ما يُعادل حوالي 4 إلى 6 أكواب من الشاي، إلى النصف." في الختام؛ فإن مكافحة الالتهابات في الجسم ليست مجرد علاج، بل هي نمط حياةٍ متكامل يُوازن بين التغذية، الحركة، الراحة النفسية، والعادات اليومية. لذا احرصي عزيزتي على تناول الأطعمة الصحية الملونة، اخلدي للراحة والنوم قدر الإمكان، تخلصي من التوتر واخضعي للتدليك بين الفينة والأخرى، لتعزيز صحتكِ وحماية جسمكِ من الالتهابات المزمنة التي قد تُسبَب لك العديد من الأمراض والمشاكل الصحية الخطيرة.