logo
وسط تحذيرات واسعة.. مخاطر بيئة متعاظمة تهدد سقطرى بخروجها من قائمة التراث العالمي

وسط تحذيرات واسعة.. مخاطر بيئة متعاظمة تهدد سقطرى بخروجها من قائمة التراث العالمي

اليمن الآن١٠-٠٥-٢٠٢٥

تتعرض البيئة السقطرية، لمخاطر متعاظمة وتحديات تهدد بخروجها من قائمة التراث العالمي، في ظل دعوات وتحذيرات محلية وأخرى أطلقها مختصون في البيئة للمحافظة على التراث البيئي في الأرخبيل الكائن على المحيط الهندي والخاضع لمليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا.
وقالت مصادر محلية إن البيئة السقطرية تعرضت خلال الأشهر والسنوات الماضية لسلسلة من الانتهاكات من قبل الإمارات التي تحكم قبضتها على الأرخبيل عبر مليشيا الانتقالي التي اتخذتها أداة للسيطرة على سقطرى.
وحذر أبناء سقطرى ومختصون في مجال البيئة من تبعات الإنتهاكات التي تطال البيئة السقطرية، الأمر الذي يهدد بإزلتها من قائمة التراث العالمي.
وتتواجد منذ أيام، في أرخبيل سقطرى، البعثة الدولية المشتركة للرقابة والاستجابة والمشكلة من قبل اليونسكو
UNESCO
والاتحاد الدولية للحفاظ على البيئة
IUCN
، لتفقد أوضاع الجزيرة، وذلك بالتنسيق مع الوفد الدائم للجمهورية اليمنية لدى اليونسكو، والهيئة العامة لحماية البيئة، ومحافظة سقطرى، ومكتب اليونسكو الإقليمي في الدوحة، وتنفيذاً لقرار لجنة التراث العالمي في دورتها الأخيرة التي انعقدت في العاصمة الهندية نيودلهي العام الماضي.
ويشارك ‏ في البعثة المتواجدة في سقطرى، صلاح خالد المدير الاقليمي لليونسكو ورسول سمادوف من مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن، وسوزانا كاري، ضابطة مشاريع، مركز التراث العالمي وطارق مصطفى أبو الهوى، خبير في الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
وأكد مندوب اليمن لدى اليونسكو محمد جميح أن
‏أي انتهاكات تقدم عليها أية جهة ستتحمل الجهة المعنية المسؤولية أمام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، والهيئات الدولية المعنية.
وأبدى جميع تطلعه لأن تكلل جهود الجميع بالنجاح لصالح الجزيرة، ومن أجل حماية تراثها الطبيعي من الانتهاكات، والحيلولة دون وضعها على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.
وناشد أبناء وشباب أرخبيل سقطرى، في بيان لهم، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، الإبقاء على جزيرة سقطرى ضمن قائمة التراث العالمي، مؤكدين أن سقطرى ليست مجرد جزيرة، بل هي جوهرة فريدة من نوعها في التنوع الحيوي والثقافي، حيث تضم موروثًا بيئيًا نادرًا، وتقاليد ثقافية متجذرة، وأجيالًا تعاقبت على حب هذه الأرض والارتباط بها.
وأوضح البيان، أن الحفاظ على سقطرى كجزء من التراث العالمي هو واجب إنساني، من أجل ضمان استمرارية هذا التنوع البيئي والثقافي للأجيال القادمة، مشيرا إلى أن سقطرى تتميز بنباتاتها النادرة، وشواطئها العذراء، وتراثها الشعبي الأصيل، مما يجعلها من أفضل الجزر عالميًا من حيث التنوع الطبيعي والثقافي.
ودعا البيان، منظمة اليونسكو وكل الجهات المعنية، للوقوف مع أبناء سقطرى لـ "حماية هذه الجوهرة، وأن تواصل جهودها في الحفاظ على سقطرى من التهديدات البيئية والتدخلات العشوائية، لضمان بقائها كما أرادها الخالق، طبيعة بكرًا ومتنفسًا للإنسانية جمعاء".
وتعهد أبناء سقطرى، بالإلتزام بأن يكونوا الحراس الأوفياء لهذه الأرض، ومواصلة العمل على صونها، مؤكدين على الحاجة للدعم والمساندة، من أجل أن تظل سقطرى رمزًا عالميًا للطبيعة والثقافة.
وفي ذات السياق، التقى محافظ أرخبيل سقطرى الموالي للإمارات رأفت الثقلي، يوم أمس الأول، فريق الرصد التفاعلي المشترك بين منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولي لصون الطبيعة، في إطار زيارة الفريق لموقع الأرخبيل المدرج على قائمة التراث العالمي.
وبحسب إعلام سلطات سقطرى، فقد استعرض المحافظ جهود السلطة المحلية في حماية التنوع البيولوجي والبيئة الطبيعية للأرخبيل، مشيراً إلى التحديات الكبيرة التي تواجه سقطرى، في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، والتغيرات المناخية الحادة التي تسببت في إنجراف التربة وفقدان التنوع الحيوي، منه سقوط عدد كبير من أشجار دم الأخوين.
وأشار الثقلي إلى حزمة من الإجراءات التي اتخذتها السلطة المحلية في سبيل حماية البيئة، من بينها، حظر استخدام الأكياس البلاستيكية، وإصدار لائحة تنظم الصيد التقليدي ومنع دخول نبتة القات إلى الأرخبيل، بالإضافة إلى إيقاف التعديات على الأراضي الساحلية.
ولفت إلى أنه تم خلال الفترة الماضية تأهيل أربع محميات طبيعية وتحسين بنيتها التحتية بدعم من مشروع اليونيب، إلى جانب إنشاء مركز اللغة السقطرية، في خطوة تهدف إلى صون التراث الثقافي غير المادي للجزيرة.
وأكد الثقلي أهمية إعداد "الخطة العامة لأرخبيل سقطرى (
Master Plan
)"، لتحديد الاستخدامات البيئية والمجتمعية للأراضي، إلى جانب تأهيل الكوادر المحلية في مجالات تقييم الأثر البيئي والتنمية المستدامة.
وتخلل اللقاء عرض مرئي قدمه فرع الهيئة العامة لحماية البيئة، استعرض أبرز أنشطة المشاريع البيئية المنفذة في مجالات التوعية البيئية، وتأهيل المحميات، ومكافحة الأنواع الدخيلة، وتدريب الكوادر المحلية.
بدورهم، أكد أعضاء الفريق الزائر أن الزيارة تهدف إلى تقييم الوضع البيئي والاطلاع على الجهود المبذولة للحفاظ على القيمة العالمية لموقع سقطرى، مشيرين لاستعداد منظمة اليونسكو لتقديم الدعم اللازم في هذا الإطار.
المختصون في البيئة جددوا تحذيراتهم التي يطلقونها بين الفينة والأخرى، من تبعات الانتهاكات التي تطال البيئة السقطرية، حيث دعا المهندس أحمد سعيد سليمان السقطري إلى تضافر الجهود المحلية والدولية لمنع خروجه من قائمة التراث العالمي.
وقال السقطري، وهو مختص بيئي: "نمر اليوم بمرحلة بالغة الحساسية، في ظل التحديات البيئية والميدانية التي تواجه الأرخبيل"، مشيرا لضعف إنفاذ القوانين البيئية، والتوسع العمراني العشوائي، إلى جانب تراجع قدرات الرقابة البيئية في الجزيرة.
ولفت إلة أن التقييم القادم لليونسكو قد يكون نقطة فاصلة، وقد يفضي إلى نتائج كارثية إذا لم يتم التعامل معه بمسؤولية وطنية عالية، مطالبا السلطة المحلية والحكومة بتبني خطة طوارئ عاجلة تتضمن تجميد الأنشطة الاستثمارية الجديدة، وتعزيز الرقابة البيئية في الأرخبيل.
المصور عبد الرحمن الغابري هو الآخر الذي وثق جمال الطبيعة والبيئة السقطرية، عبر عن قلقه العميق تجاه الجزيرة التي تواجه خطر شطبها من قائمة التراث الإنساني.
وقال الغابري إن هذا التهديد ناتج عن العبث والاستهتار بما تملكه اليمن من تنوع بيئي نادر وطقوس فريدة، مؤكدا أن البلاد شهدت تدميرًا مستمرًا للبيئة والإنسان، بينما يتجاهل المسؤولون في البلاد هذه الكوارث.
وحذّر الغابري، من أن الاستثمار العشوائي في سقطرى سيؤدي إلى تدمير لا يمكن تعويضه، مشيرًا إلى أن هذا العبث سيستمر في التأثير على الجزيرة لعقود قادمة، داعيا الجميع إلى الوعي بأهمية سقطرى وجمالها، محذرًا من أن استمرار التدمير سيؤدي إلى فقدان كنوزها الطبيعية.
وزير الثروة السمكية السابق فهد كفاين أكد أن سقطرى لم تشهد استثمارًا حقيقيًا في البنية التحتية البيئية التي تتوافق مع مكانتها العالمية، لافتا إلى أن التعاطي مع هذا التصنيف العالمي على المستوى الوطني كان ضعيفًا، وتراجع مستوى الحماية والتدابير التقييمية خلال السنوات الماضية.
وأشار إلى التغيرات المناخية والاضطرابات السياسية التي شهدتها الجزيرة في العقد الأخير، لافتا إلى الزيارة المشتركة الحالية من فريق اليونسكو والمركز العالمي لحماية الطبيعة لتقييم حالة التدابير المتعلقة ببيئة الجزيرة.
ودعا كفاين، الحكومة والسلطات المحلية والمواطنين إلى التعاون مع الفريق الأممي، من أجل حماية سقطرى والحفاظ عليها كتراث طبيعي عالمي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكرامة تتلاشى في عدن… ووزيرة سابقة تطلق نداء استغاثة للعالم
الكرامة تتلاشى في عدن… ووزيرة سابقة تطلق نداء استغاثة للعالم

اليمن الآن

timeمنذ 15 دقائق

  • اليمن الآن

الكرامة تتلاشى في عدن… ووزيرة سابقة تطلق نداء استغاثة للعالم

شمسان بوست / خاص: أكدت وزيرة حقوق الإنسان اليمنية السابقة، حورية مشهور، أن ما يمر به اليمن من أزمات معيشية وإنسانية يستدعي تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي، مشددة على أن دعم اليمن اليوم لم يعد مجرد خيار، بل ضرورة إنسانية وأخلاقية. وفي تعليق لها على بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، قالت مشهور إن 'الناس في عدن لم يكونوا ينعمون بالرفاهية، لكنهم كانوا يعيشون بعزة وكرامة، وكانت ظروفهم المعيشية مستقرة نسبيًا وتكفي احتياجاتهم الأساسية'. وأشارت إلى أن الوضع اليوم بات مختلفًا تمامًا، حيث يعاني سكان عدن وسائر المحافظات من أوضاع مأساوية، في ظل تدهور مستمر في مختلف القطاعات الحيوية. وأضافت: 'رسائل النساء المشاركات في (ثورة النسوان في عدن) تدمي القلب، وتعكس حجم القهر والمعاناة التي تعيشها المرأة اليمنية'. ويأتي حديث مشهور ردًا على بيان 'أوتشا' المنشور على منصة 'إكس'، والذي دعا فيه 116 منظمة دولية ومحلية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان استمرار المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، والحيلولة دون تفاقم الأوضاع الكارثية التي تهدد ملايين اليمنيين. وختمت مشهور بتأكيد أن 'الاستجابة الإنسانية العاجلة وتوسيع نطاق الدعم الدولي لليمن بات أمرًا ملحًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والوقوف إلى جانب شعب أنهكته الحرب والجوع وانهيار الخدمات الأساسية'.

الاتحاد الأوروبي يعلن تقديم حزمة مساعدات لليمن بقيمة 80 مليون يورو 2025
الاتحاد الأوروبي يعلن تقديم حزمة مساعدات لليمن بقيمة 80 مليون يورو 2025

اليمن الآن

timeمنذ 28 دقائق

  • اليمن الآن

الاتحاد الأوروبي يعلن تقديم حزمة مساعدات لليمن بقيمة 80 مليون يورو 2025

يمن ديلي نيوز : أعلنت المفوضية الأوروبية، اليوم الأربعاء 21 مايو/ أيار، عن تقديم الاتحاد الأوروبي حزمة من المساعدات الإنسانية لليمن بقيمة 80 مليون يورو لعام 2025. جاء ذلك بالتزامن مع انعقاد الاجتماع السابع لكبار المسؤولين بشأن اليمن، الذي حضرته المفوضة 'حاجة لحبيب' في بروكسل. وذكرت المفوضية، في بيان تابعه 'يمن ديلي نيوز'، أن الهدف من هذه المساعدات هو دعم المحتاجين في اليمن. وأوضح البيان أن الدعم الأوروبي يستهدف خدمات الغذاء والصحة، خاصة فيما يتعلق بسوء التغذية والأوبئة، إضافة إلى توفير المياه والصرف الصحي والنظافة والتعليم، من بين أمور أخرى. وأشار البيان إلى أن التمويل سيُوجَّه عبر شركاء الاتحاد الأوروبي في المجال الإنساني، مثل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية. وقال إن الدعم سيشمل تقديم الإغاثة بشكل نشط للمجتمعات الضعيفة المتضررة من الصراع والنزوح والطوارئ المناخية وغيرها من التحديات، إلى جانب ضمان توفير خدمات الحماية، بما في ذلك إزالة الألغام والتوعية بمخاطرها. وطبقًا للبيان، لا يزال اليمن يُصنَّف من بين أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ خلّف عقد من الصراع والتدهور الاقتصادي والأحداث المناخية المتكررة نحو 19.5 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة، ويعاني نصف أطفال اليمن، أي ما يعادل 2.4 مليون طفل، من سوء التغذية. وقالت مفوضة المساواة والتأهب وإدارة الأزمات، 'حاجة لحبيب': 'لأكثر من عقد من الزمان، واصل الاتحاد الأوروبي، بصفته جهة مانحة، تضامنه مع الشعب اليمني'. وأضافت: 'ساهمت هذه المساعدات في إنقاذ الأرواح وتجنّب المجاعة وتوفير الإغاثة والأمل للمحتاجين. لا يمكننا أن نخذلهم الآن. فقط من خلال اتباع مسار مستقر نحو السلام، يمكن للشعب اليمني أن ينعم بحياة كريمة ومستقبل أفضل'. مرتبط مساعدات لليمن بقيمة 80 مليون يورو الاتحاد الاوروبي

واشنطن تهدد الحوثيين برد عسكري حاسم إذا استؤنفت الهجمات البحرية
واشنطن تهدد الحوثيين برد عسكري حاسم إذا استؤنفت الهجمات البحرية

اليمن الآن

timeمنذ 36 دقائق

  • اليمن الآن

واشنطن تهدد الحوثيين برد عسكري حاسم إذا استؤنفت الهجمات البحرية

واشنطن تهدد الحوثيين برد عسكري حاسم إذا استؤنفت الهجمات البحرية حشد نت - قسم الأخبار لوّحت الولايات المتحدة باستئناف عملياتها العسكرية ضد مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، في حال عادت الجماعة لشن هجمات على السفن الأمريكية أو المارة عبر البحر الأحمر وخليج عدن. جاء ذلك في كلمة ألقتها القائمة بأعمال المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، خلال جلسة مجلس الأمن الخاصة بالأمن البحري، مساء الثلاثاء، حيث أكدت أن واشنطن نفّذت عمليات ردع لحماية الملاحة الدولية من التهديدات الحوثية، وأن الضغط العسكري أجبر الجماعة على التراجع مؤقتاً عن استهداف السفن الأمريكية. وحذرت شيا من أن "أي استئناف لهذه الهجمات سيُواجه برد عسكري حاسم"، مشيرة إلى أن الحوثيين يشكلون تهديداً مستمراً لحركة التجارة العالمية، بعد أن تسببوا بمقتل بحارة، واختطاف سفينة "غالاكسي ليدر"، والتأثير على ما يقارب 30% من حجم التجارة الدولية. واتهمت الدبلوماسية الأمريكية إيران بتزويد الحوثيين بالسلاح، في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن، داعية إلى تحرك دولي حازم لكبح الدعم الإيراني للمليشيا. كما دعت شيا الدول الأعضاء إلى تقديم دعم مالي لآلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM)، والتي قالت إنها نجحت مؤخراً في ضبط أربع حاويات كانت تحوي مواد محظورة في طريقها إلى موانئ يسيطر عليها الحوثيون، مؤكدة أن تعزيز هذه الآلية سيُضعف قدرة الجماعة على تسلُّم الأسلحة عبر البحر، ويعزز أمن الملاحة الدولية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store