logo
ماذا بعد إعلان ترامب وقف إطلاق نار بين إسرائيل وإيران؟

ماذا بعد إعلان ترامب وقف إطلاق نار بين إسرائيل وإيران؟

ليبانون 24منذ 8 ساعات

عندما أرسل الرئيس الأميركي دونالد ترامب قاذفات قنابل لضرب مواقع نووية إيرانية مطلع الأسبوع، كان يراهن على أنه يستطيع مساعدة إسرائيل حليفة بلاده في شل برنامج طهران النووي مع عدم الإخلال بتعهده منذ فترة طويلة بتجنّب التورّط في حرب طويلة الأمد.
وبعد أيام قليلة فحسب، يوحي إعلان ترامب المفاجئ، أمس الاثنين، بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بأنه ربما يكون قد أعاد حكام طهران إلى طاولة المفاوضات.
لكن لا تزال هناك قائمة طويلة من التساؤلات الكبيرة التي لم تتم الإجابة عنها، منها ما إذا كان أي وقف لإطلاق النار يمكن أن يسري بالفعل ويصمد بين خصمَيْن لدودَيْن تحول صراع «الظل» بينهما الذي استمر لسنوات إلى حرب جوية تبادلا فيها خلال الـ12 يوماً الماضية الغارات الجوية.
ولا يزال من غير المعروف أيضاً الشروط التي اتفق عليها الطرفان وغير مذكورة في منشور ترامب الحماسي على وسائل التواصل الاجتماعي الذي أعلن فيه: «وقف إطلاق النار الكامل والشامل» الوشيك، وما إذا كانت الولايات المتحدة وإيران ستُعيدان إحياء المحادثات النووية الفاشلة، ومصير مخزون إيران من اليورانيوم المخصب الذي يعتقد عدد من الخبراء أنه ربما نجا من حملة القصف التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال نائب مسؤول المخابرات الوطنية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط سابقاً، جوناثان بانيكوف: «حقق الإسرائيليون الكثير من أهدافهم... وإيران تبحث عن مخرج... تأمل الولايات المتحدة أن تكون هذه بداية النهاية. يكمن التحدي في وجود استراتيجية لما سيأتي لاحقاً».
ولا تزال هناك تساؤلات أيضاً بشأن ما تم الاتفاق عليه بالفعل، حتى في الوقت الذي عزّز فيه إعلان ترامب الآمال في نهاية الصراع الذي أثار مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقاً.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد صواريخ أطلقت من إيران باتجاه إسرائيل في الساعات الأولى من صباح اليوم. وأفادت هيئة الإسعاف الإسرائيلية بسقوط قتلى في قصف صاروخي على مبنى في بئر السبع.
وبعد ذلك بوقت قصير، قال ترامب إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران «دخل حيز التنفيذ الآن»، وحث البلدَيْن على عدم انتهاكه.
وبينما أكد مسؤول إيراني، في وقت سابق، أن طهران قبلت وقف إطلاق النار، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنه لن يكون هناك وقف للأعمال القتالية ما لم توقف إسرائيل هجماتها.
لكن ذلك لم يمنع ترامب والموالين له من الاحتفاء بما يعدّونه إنجازاً كبيراً لنهج السياسة الخارجية الذي يسمونه «السلام من خلال القوة».
وكان ترامب قد أيّد ما خلصت إليه إسرائيل بشأن اقتراب إيران من تطوير سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران منذ فترة طويلة. وقالت أجهزة المخابرات الأميركية، في وقت سابق من العام الحالي، إن تقييمها هو أن إيران لا تصنع سلاحاً نووياً، وقال مصدر مطلع على تقارير مخابراتية أميركية لوكالة «رويترز» الأسبوع الماضي، إن هذا الرأي لم يتغير.
جاء إعلان ترامب بعد ساعات فقط من إطلاق إيران صواريخ على قاعدة جوية أميركية في قطر لم تسفر عن وقوع إصابات، وذلك رداً على إسقاط الولايات المتحدة قنابل خارقة للتحصينات زنة 30 ألف رطل على منشآت نووية إيرانية تحت الأرض مطلع الأسبوع.
وقالت مصادر مطلعة إن مسؤولي إدارة ترامب عدّوا أن رد إيران، أمس، كان محسوباً لتجنّب زيادة التصعيد مع الولايات المتحدة.
ودعا ترامب إلى إجراء محادثات مع إسرائيل وإيران. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار ما دامت إيران لن تشن هجمات جديدة. وذكر المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن إيران أشارت إلى أنها لن تشن ضربات أخرى.
وأضاف المسؤول أن ترامب تحدّث مباشرة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكان نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، على اتصال مباشر وغير مباشر مع إيران. وتوسطت قطر وساعدت في التواصل مع الإيرانيين.
وقال المسؤول في البيت الأبيض إن إيران أبدت أيضاً تقبلها لوقف إطلاق النار؛ لأنها في «حالة ضعف شديد». وعاش الإيرانيون أياماً شهدوا فيها قصفاً إسرائيلياً لمواقع نووية وعسكرية، بالإضافة إلى استهداف كبار العلماء النوويين والقادة الأمنيين بعمليات قتل.
وتحدّث ترامب علناً أيضاً في الأيام القليلة الماضية عن احتمالات «تغيير النظام» في إيران.
وذكر ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، في وقت سابق من أمس، أن الحكومة الإسرائيلية تتطلع إلى إنهاء حملتها على إيران قريباً، ونقلوا هذه الرسالة إلى الولايات المتحدة، لكن الكثير سيعتمد على طهران.
وقالت الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط بكلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة في واشنطن ، لورا بلومنفيلد: «أما وقد أعلن ترامب السلام العالمي فسيكون من الصعب على نتنياهو معارضته علناً».
ويمثّل قرار ترامب غير المسبوق قصف مواقع نووية إيرانية خطوة طالما تعهّد بتجنبها، وهي التدخل عسكرياً في حرب خارجية كبرى.
ولم يراهن ترامب، في أكبر وربما أخطر تحرك في سياسته الخارجية منذ بدء ولايته الرئاسية، على قدرته على إخراج الموقع النووي الإيراني الرئيسي في فوردو من الخدمة فحسب، بل أيضاً ألا يجتذب سوى رد محسوب ضد الولايات المتحدة.
وكانت هناك مخاوف من أن ترد طهران بإغلاق مضيق هرمز، أهم شريان نفطي في العالم، ومهاجمة قواعد عسكرية أميركية متعددة في الشرق الأوسط وتفعيل نشاط وكلاء لها ضد المصالح الأميركية والإسرائيلية في مناطق مختلفة حول العالم.
وإذا استطاع ترامب نزع فتيل الصراع الإسرائيلي - الإيراني، فقد يتمكن من تهدئة عاصفة انتقادات الديمقراطيين في الكونغرس، وتهدئة الجناح المناهض للتدخل في قاعدته الجمهورية التي ترفع شعار «لنجعل أميركا عظيمة مجدداً» بشأن القصف الذي خالف تعهداته الانتخابية.
كما سيسمح له ذلك بإعادة التركيز على أولويات السياسة مثل ترحيل المهاجرين غير المسجلين، وشن حرب رسوم جمركية ضد الشركاء التجاريين.
لكن ترامب ومساعديه لن يتمكنوا من تجاهل الشأن الإيراني والتساؤلات العالقة التي يطرحها.
وتساءل دنيس روس، وهو مفاوض سابق لشؤون الشرق الأوسط في إدارات جمهورية وديمقراطية: «هل يصمد وقف إطلاق النار؟... نعم، يحتاج إليه الإيرانيون، والإسرائيليون هاجموا بشكل كبير قائمة الأهداف» التي وضعها الجيش الإسرائيلي.
لكن لا تزال العقبات قائمة، إذ يقول روس: «ضعفت إيران بشكل كبير، لكن ما مستقبل برامجها النووية والصاروخية الباليستية؟ ماذا سيحدث لمخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب؟ ستكون هناك حاجة إلى المفاوضات، ولن يكون حل هذه المسائل سهلاً». (الشرق الأوسط)

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مكالمة "غاضبة" بين ترامب ونتنياهو.. منعت انهيار الهدنة
مكالمة "غاضبة" بين ترامب ونتنياهو.. منعت انهيار الهدنة

صوت لبنان

timeمنذ 34 دقائق

  • صوت لبنان

مكالمة "غاضبة" بين ترامب ونتنياهو.. منعت انهيار الهدنة

العربية أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، عن استيائه لانتهاك وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، عقب ساعات من الإعلان عنه، مفاجئاً أقرب المقربين منه. إلا أنه عاد وأكد لاحقا أن وقف النار سارٍ، وأن الطائرات الإسرائيلية لن تهاجم أية أهداف إيرانية. أتى ذلك، بعدما شهد الصباح تصعيدا وتوترا بين البلدين رغم وقف النار إثر إطلاق صواريخ نحو إسرائيل، وتلويح الأخيرة بتدفيع طهران الثمن والرد بقوة، رغم أن الجيش الإيراني أكد أنه لم يطلق أية صواريخ. في السياق، كشف مصدر في البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وطلب منه عدم مهاجمة إيران. كما أضاف المصدر الأميركي أن ترامب كان غاضبا وتحدث بلهجة مباشرة مع نتنياهو، وفق ما أفاد موقع أكسيوس. كذلك أكد مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أن نتنياهو قلص الرد بعد ضغط ترامب. إلى ذلك، أوضح مسؤول إسرائيلي أن نتنياهو أبلغ الرئيس الأميركي أنه غير قادر على إلغاء الهجوم، وأنه ضروري لأن إيران انتهكت وقف إطلاق النار. إلا أنه وعد بتقليص حجم الهجوم بشكل كبير، على أن لا يصيب عددا كبيرا من الأهداف، وإنما هدف واحد فقط. ولاحقا أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم نظام رادار إيرانيا بالقرب من طهران، وفق ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية، مشيرة إلى أنه هدف رمزي. في حين أفادت مصادر إيرانية إلى تعرض مدينة بابلسر بشمال البلاد لهجوم إسرائيلي. وكان الرئيس الأميركي أعلن بوقت سابق أن إسرائيل لن تهاجم إيران، مؤكداً أن وقف النار مستمر. وأضاف في منشور على منصة تروث سوشيال "أن الطائرات الإسرائيلية متوجهة لإيران لأداء تحية ودية ولن يصاب أحد بضرر". جاء هذا بعدما أكد أن الجانبين انتهكا وقف إطلاق النار الذي أعلنه قبل ساعات، مضيفاً أنه "غير راض عن أي من البلدين، وخاصة إسرائيل". وفي حديث للصحافيين قبل مغادرته لحضور قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي، قال ترامب إن على إسرائيل "أن تهدأ". وكانت صفارات الإنذار دوت صباحا في الشمال الإسرائيلي على الرغم من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. في حين حذر الجيش الإسرائيلي من أن صواريخ إيرانية أطلقت نحو البلاد. بينما نفى الجيش الإيراني إطلاق أية صواريخ جديدة نحو إسرائيل، كذلك فعل مجلس الأمن القومي الإيراني (أعلى هيئة أمنية إيرانية). رغم ذلك، شدد رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، على أن تل أبيب "سترد بقوة في ظل الانتهاكات الجسيمة لوقف إطلاق النار من قبل إيران"، وفق تعبيره. كما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أنه أمر الجيش بالرد بقوة. وقال في بيان مقتضب "سنواصل شن هجمات على طهران ردا على انتهاك وقف النار". يذكر أنه على مدى 12 يوماً، اندلعت مواجهات متبادلة غير مسبوقة بين الجانبين، حيث ضربت إسرائيل مواقع عسكرية ونووية ومنصات إطلاق صواريخ، فضلا عن اغتيال قادة عسكريين كبار وعلماء نوويين أيضاً. في حين أطلقت إيران سلسلة هجمات صاروخية وعبر المسيرات نحو مناطق إسرائيلية عدة. فيما أدت الحرب إلى تدخل أميركي في الصراع، إذ شنت الولايات المتحدة غارات وهجمات على 3 منشآت نووية، مساء السبت الماضي، طالت منشأة فوردو ونطنز وأصفهان. لترد طهران مستهدفة قواعد عسكرية في قطر والعراق، من دون تسجيل أية إصابات، قبل أن يعلن ترامب بعد ساعات وبشكل مفاجئ وقف إطلاق النار.

انفجار يهز دمشق... والجهات الأمنية توضح السبب
انفجار يهز دمشق... والجهات الأمنية توضح السبب

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 35 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

انفجار يهز دمشق... والجهات الأمنية توضح السبب

صدر عن مصادر أمنية سورية، مساء الثلاثاء، تسجيل وقوع انفجار قوي في العاصمة دمشق، حيث دوّى دويه في مناطق واسعة منها، وفق ما أفاد مراسلو وكالة "فرانس برس". ونقلت وسائل الإعلام الرسمية السورية عن التلفزيون السوري قوله: "دوّى انفجار مجهول المصدر في مدينة دمشق". وقال مراسل لـ"فرانس برس" إنه سمع صوت الانفجار أثناء قيادته سيارته في ساحة الأمويين وسط دمشق، فيما أكد مراسل آخر في منطقة المزة (غرب العاصمة) سماع دوي قوي تردد صداه في المنطقة. وأفادت وسائل إعلام سورية أن الانفجار ناجم عن تفجير مخلفات حرب، وهو ما أكدته مصادر أمنية لوكالة "رويترز" بأن قوات الأمن السورية قامت بتفجير مخلفات حرب ضمن إطار تدريبات أمنية في دمشق، مما أدى إلى انتشار دوي الانفجار في أنحاء العاصمة. وأوضح مصدر من جهاز الأمن العام السوري، المسؤول عن الشؤون الأمنية، لرويترز عدم وقوع أي إصابات جراء الانفجار الذي نُفذ بشكل محكم ومنظم. ويأتي هذا الانفجار عقب هجوم انتحاري نفذه تنظيم داعش الإرهابي الأسبوع الماضي، حيث استهدف كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق، حيث أطلق المهاجم النار قبل أن يفجر نفسه بواسطة سترة ناسفة. وأسفر الهجوم، بحسب حصيلة وزارة الصحة السورية يوم الاثنين، عن استشهاد 25 شخصًا وإصابة 63 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، ما أثار حالة من الحزن والاستنكار في الأوساط المحلية والدولية. ويُذكر أن هذا الهجوم يُعد من أخطر الهجمات الإرهابية التي استهدفت العاصمة السورية خلال الفترة الأخيرة، ويأتي في سياق تصاعد عمليات التنظيمات المسلحة داخل سوريا، وسط جهود أمنية مكثفة لاستعادة الاستقرار. تشهد سوريا منذ سنوات صراعات متعددة الأبعاد، أدت إلى وقوع خسائر بشرية ومادية جسيمة، وتزايد العمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين والأهداف المدنية والدينية. كما تواجه السلطات الأمنية تحديات مستمرة في تطهير المناطق من مخلفات الحرب وتأمين الحماية للمواطنين. الهجوم على كنيسة مار إلياس يُبرز المخاطر التي تواجه الطوائف المسيحية في سوريا، ويُثير قلقاً دولياً بشأن تصاعد موجة العنف التي قد تؤدي إلى هجرة جديدة للمسيحيين من المنطقة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store