logo
غزيون في مركز الحسين للسرطان: المبادرة الملكية أعادت لنا الحياة

غزيون في مركز الحسين للسرطان: المبادرة الملكية أعادت لنا الحياة

الدستورمنذ 13 ساعات

عمان- نيفين عبد الهادي مجرد استنشاق هواء الأردن هو استنشاق للحياة، وفرصة نجاة، وروح جديدة تبث بكل أجزاء أجسادهم، هم أطفال غزة المرضى الذين قدموا للأردن لتلقي العلاج في مستشفيات المملكة، وذلك في إطار مبادرة الممر الطبي الأردني، وحديث ذويهم حين تستمع لهم شاكرين الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني على ما قدّمه ويقدمه لأهل قطاع غزة منذ قرابة العامين، دون توقف أو حتى تأخّر في مد يد العون والسند لهم، فلم يخذلهم يوما بل أبقاهم أولوية، بدعم إنساني وصحي وغذائي وإغاثي لم يتوقف.في مركز الحسين للسرطان، تتواصل الجهود الأردنية لدعم غزة لتكتمل الحكاية، حيث يتلقى العلاج به حتى ظهر يوم أمس (97) طفلا مرضى السرطان مع عائلاتهم من غزة ، تشرف على علاجهم كوادر طبية بخدمات صحية وطبية بأعلى درجات المستويات الطبية، إضافة للأطباء النفسيين حيث يتم متابعة أوضاعهم النفسية بمجرد دخولهم للمركز، وبعد مباشرتهم العلاج، إضافة لتوفير كافة الخدمات للأطفال وذويهم من إقامة بأحد فنادق عمّان، والطعام والشراب، وحتى التعليم، حيث تم الحاق عدد من مرافقيهم للدراسة في مدارس المملكة، وببعض الحالات تم الحاق أحد مرافقي المرضى للدراسة الجامعية لحين انتهاء الطفل علاجه.ومنذ 4 آذار 2025، استقبل الأردن 170 شخصاً من غزة منهم (57 ) مريضا برفقة 113 من أفراد عائلاتهم على دفعات متعددة، وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، حيث يعمل الأردن لإجلاء المزيد من الأطفال المرضى من قطاع غزة وتسريع عملية إجلائهم، وفي الحادي عشر من حزيران الحالي وصل للمملكة الدفعة الخامسة من المرضى الأطفال من غزة للعلاج في الأردن وضمت الدفعة الأحدث 16 مريضا، منهم 10 مرضى سرطان، إضافة إلى 48 مرافقا من ذويهم.وأعلن جلالة الملك عبدالله الثاني عن مبادرة (الممر الطبي الأردني – غزة) خلال لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب في الحادي عشر من شباط 2025 في البيت الأبيض، وتهدف المبادرة التي انطلقت مطلع شهر آذار 2025 بتوجيهات ملكية إلى إجلاء (2000) طفل مريض من غزة لتلقي العلاج في الأردن، حيث يتلقى المرضى الرعاية الطبية النوعية في أفضل المستشفيات الأردنية الحكومية والخاصة من قبل فرق طبية متخصصة.ويتم إعادة الأطفال المرضى مع أسرهم إلى غزة فور الانتهاء من رحلة علاجهم في الأردن، ليتسنى للأردن استقبال دفعات جديدة من المرضى، وقد تم الإعلان عن هذا الإجراء منذ بداية عمليات الإجلاء، وتعد هذه المبادرة (الممر الطبي الأردني – غزة) امتداداً للجهود الإنسانية التي يبذلها الأردن لضمان حصول الأطفال المرضى في غزة، على العلاج والذي من شأنه أن يمكنهم من العودة إلى ممارسة حياتهم.ويرى الأهل بغزة كل هذه الجهود الاستثنائية التي تتسم بالديمومة، ترياق حياة لهم، ونورا ينير نفق حياتهم المظلم، بآمال أن تعود لهم أهم أساسيات الحياة وهي الصحة، وتعود لملامح أطفالهم الضحكة التي طمستها الحرب، وقتلها المرض، ليكون جلالة الملك عبد الله الثاني المنقذ لهم، ومن بعث في حياتهم نبضا أعاد لها أهم مقوماتها لتضاف لباقي مبادرات ومكارم جلالته للأهل في غزة، والتي يؤكد جلالته على استمرار الأردن بهذا الدعم.وللقرب من قلب وتفكير أطفال غزة وسماع صوت حبّهم لجلالة الملك عبد الله الثاني وللأردن وعرفان ذويهم بمبادرة جلالة الملك (الممر الطبي الأردني – غزة) والتي تأتي استكمالا لجهود عظيمة عُرفت عن الأردن تاريخيا، التقت جريدة «الدستور» أمس بعدد من أطفال غزة وذويهم ممن يتلقون العلاج في مركز الحسين للسرطان، وبالأطباء المشرفين على علاجهم صحيا ونفسيا، ليتحدثوا بكل معاني الحبّ والشكر لبلد فتح قلبه وبابه وبيته لهم، ليس بالكلام إنما بمواقف ومبادرات حقيقية جعلت من حياتهم من مختلفة.لقاءات بحجم حالة سياسية وإنسانية، تحدث بها أطفال غزيون عن يد الأردن التي امتدت لتخفف آلامهم، تخففها ليس معنويا كما يفسرها البعض، إنما تخفيف الأوجاع بشكل عملي وملموس، ليعيشوا اليوم دون آهات وأنين، وعاد ليلهم ساعات للنوم، لا أوجاع بالمطلق، مؤكدين أن علاجهم بدأ منذ اللحظة الأولى لوصولهم للأردن، ومنهم من أجريت له عمليات الاستئصال للأروام التي يعاني منها، ومنهم من أجريت له الإجراءات الطبية اللازمة للعلاج، بإجراءات سريعة ومنظمة من مركز الحسين للسرطان، وبأعلى المستويات الطبية اللازمة، وأفضلها، وبروح إنسانية يؤكد الغزيون أنها تصلهم بشكل كبير وتدخل مشاعرهم بحبّ للأردن وقيادته العظيمة.وضمن لقاءات «الدستور» في الجولة التي قامت بها أمس في مركز الحسين للسرطان، أكد الفريق الطبي المشرف على علاج الأطفال، أنهم يتعاملون مع حالات لأول مرة بتاريخهم المهني يتعاملون معها، ففي أغلب الحالات نادرة، وقد وصلت للدرجة الرابعة من انتشار المرض بأجساد أطفال غزة، فيما حدث وأن أنجبت ثلاث سيدات قدمن بمرافقة أطفالهن للعلاج وأنجبن خلال فترة إقامتهن بالأردن، وينتظر أن تنجب سيدة قريبا حيث وصلت بإحدى دفعات الأطفال وهي حامل ومن المنتظر أن تنجب قريبا، مؤكدين أن المركز يملك كافة المؤهلات والقدرات للتعامل مع كافة الحالات بأعلى المستويات الطبية. زينب (أم عبد المعطي)حضرت زينب مع ولديها التوأم (قاسم وأحمد/ 13 عاما) وهما يعانيان من سرطان الغدة اللمفاوية، تقول «مهما شكرت جلالة الملك عبد الله الثاني والأردن سأكون مقصرة» فما قدمه لنا الأردن هو حلم بعيد المنال، بل معجزة لم أكن يوما أتوقع أن تتحقق، أنا أحد أبنائي ، أحمد ، يعاني من قبل الحرب من السرطان، وابني الآخر ظهر المرض لديه خلال الحرب، وبطبيعة الحال خلال الحرب لم يكن يتلقى العلاج بالمطلق، وكان وضعه الصحي يتدهور، في حين لم يكن قادرا على العيش براحة نتيجة الأوجاع والآلام، وفي هذه الأثناء بدأت أشعر أن ابني الثاني قاسم بدأت تظهر عليه أعراض تعب وارهاق وسعال وأصبح هزيلا، فقمت بمراجعة المستشفى الميداني الأردني في خانيونس، وهذا المستشفى يقوم بدور عظيم في غزة، طبيا وصحيا.وفي المستشفى الميداني الأردني تقول زينب أجريت له كافة الفحوصات والتحاليل وصور الاشعة، وتبين أنه يعاني من السرطان بنفس حالة توأمه، وبدأت أراجع المستشفى علما بأنني كنت أسير له مئات الكيلو أمتار، وعند وصولي كنت أجد أعلى درجات الاهتمام الطبي.وقالت زينب حقيقة عندما تم إبلاغي بسفري للأردن لعلاج ابني اقسم انه لا يوجد كلمات تعبّر عن فرحي، ودعائي لجلالة الملك والأردن، أطال الله في عمره، وحتى اللحظة لا أكاد أصدق أنني في عمّان، ولكرم الأردنيين الذي لا يوصف يتم علاج التوأم، وليس فقط قاسم، فقد تمت الموافقة على علاج ولدي الإثنين، ومنذ وصلنا الأردن بدأت إجراءات العلاج بالإضافة، للعلاج النفسي الذي يقدّم لهما.وبالطبع فور وصولنا ، تقول زينب ، تم تقديم كافة الاحتياجات والمستلزمات لنا، وتم توفير حجوزات فندقية ، علاوة على الطعام والشراب وخدمة الهواتف، والانترنت، جميعها قدمت لنا من أردن الخير والشهامة، ونأتي لمركز الحسين للسرطان للعلاج ونعود للفندق. وأشارت زينب إلى أن مركز الحسين للسرطان يقدّم لطفليها كل ما يلزمهما من خدمات صحية وطبية، ونفسية، بأفضل الأساليب الطبية والإنسانية، ولم يقصّر للحظة منذ وصولنا له بأي جانب، وقد أجريت لابني قاسم كافة الفحوصات اللازمة، وأجريت له عملية لأخذ عيّنة لمعرفة تفاصيل حالته الصحية، ويتم التعامل مع أحمد بذات الاهتمام الطبي والإنساني.في قول شكرا، قليل، بل عجز عن التعبير، هكذا ختمت زينب حديثها معنا، وقد تركت ابنها الكبير ووالده في غزة، وحضرت إلى بلد النشامى والنخوة ليصمت وجع وألم ابنها، ويعود توأمه لمتابعة علاجه. الطفل قاسمقاسم رفض بداية الحديث معنا، وقد بدأ علاجه الكيماوي قبل يومين، وبدا عليه التعب والإرهاق، ليحرّك صمته زميلي المصوّر شريف العويمر الذي داعبه بأن طلب منه أخذ الكاميرا والتقاط بعض الصور، ليحمل الكاميرا وتعود الابتسامة على ملامحه، ويبدأ بالحديث الذي أكد خلاله أنه سعيد بوجوده في الأردن، وأنه لم يعد يشعر بما كان يشعر به من آلام وهو في غزة، نتيجة مرضه، وقال «بحب جلالة الملك عبد الله كثير، وبحب الأردن كثير، والأردنيين» لينقل قاسم ابن 13 عاما، حال أطفال غزة وأهلها تجاه الأردن، ففي كلماته مشاعر تحيكها ملامحه قبل لسانه بصوت صامد أمام تحديات لم تعشها البشرية. ريم (أم فيّ)وعند ريم باقي الحكاية، حكاية حبّ الأردن والشكر والعرفان، وحكاية شعب يعيش حربا هي الأقسى بتاريخ البشرية، ريم أم فيّ «كان»، وفي كان وجع لا تحتمله قلوب البشرية، كان لها أربعة أبناء، ولد وثلاث بنات، استشهد زوجها وابنتيها، وبقيت فيّ وشقيقها، فهي اليوم أم لطفلين أحدهما مصاب بسرطان في العين، والآخر ابن (11) عاما، الطفل الذي هو اليوم رجل البيت وحاميه.قالت ريم، قدومي للأردن في إطار مبادرة جلالة الملك عبد الله الثاني لعلاج أطفال غزة، حقيقة بمثابة طوق نجاة لي ولطفلتي وطفلي، طوق نجاة يعبر بنا لبر الأمل، بعدما فقدته بشكل كامل، ولم أعد أرى في يومي وغدي سوى ألما، وعند إبلاغي بأني سأحضر للأردن، شعرت بأن الله منحي نعمة كبيرة هي نعمة قدومي للأردن والعلاج به، وعندما حضرت ووجدت عظيم ما يقدم لنا من خدمات صحية وطبية وإقامة وطعام وشراب، حقيقة يصعب وصف شعوري وشكري لجلالة الملك ملك الإنسانية.وأشارت ريم إلى أن طفلتها فيّ أنجبتها خلال الحرب، وهي لم تبلغ من عمرها، العام، وبعد ولادتها بشهر تقول بدأت أشعر بأن ابنتي لا تنظر لي كباقي الأطفال، وكباقي شقيقاتها، وقمت بمراجعة أحد المستشفيات بغزة تبين وجود كتل سرطانية في العينين، وبجاجة لعملية وبالطبع هذا الأمر لم يكن ممكننا بالمطلق في غزة، التي انهارت منظومتها الصحية تماما، ليتم بعد ذلك ابلاغي بالقدوم للأردن لعلاج ابنتي وقد حضرت معها ومع ابني وهو الآن بالفندق، تركته وأنا أشعر أنه بأيد أمينة جدا.وتضيف ريم، فور وصولنا بدأ مركز الحسين للسرطان بإجراء اللازم طبيا، وأجريت لابنتي عملية باحدى العينين ، وبقيت الثانية، وهي الآن أصبحت ترى بشكل طبيعي بعينها اليمنى، وقريبا بإذن الله سترى بعينها اليسرى، بعد كل هذا ماذا يمكنني أن أقول، حقيقة في كلمة شكر قليل جدا، احتاج الكثير الكثير من القول حتى أفي الأردن وجلالة الملك عبد الله الثاني حقهم، اليوم ابنتي بدأت ترى ما حولها، ولعله من أجمل ما يمكن قوله إنها رأت عمّان والأردن، وفي ذلك أجمل ما يمكن أن تفتح ابنتي عيناها عليه. إسراء أبو حاجتجلس إسراء وقد احتضنت طفلتها وطفلها، ملامحها مليئة بالألم والوجع، عند اقترابي منها ابتسمت وقالت أنا سعيدة فقد بدأت سما (9) سنوات بالتعافي، جلست بجوارها اراقب ملامحها، فقالت حقيقة لم أصدق أنني في الأردن، ابنتي تعاني من ورم في الدماغ، وهي الآن أفضل الحمد لله وقد بدأت بالعلاج وأجريت لها العملية بعد إجراء التحاليل اللازمة، وكلمات الشكر كلها لا تكفي لشكر جلالة الملك عبد الله الثاني، وتقدير الأردن ومركز الحسين للسرطان.وأضافت إسراء حضرت مع سما وعبد الرحمن، ونقيم الآن بفندق وتقدّم لنا كافة الخدمات اللازمة، ويتم توفير المواصلات لنا، وبدأ المركز بإجراء كافة الإجراءات الطبية اللازمة، لتصبح طفلتي الآن أفضل بكثير، فلا ألم، وعادت للحديث والتركيز والتحدث مع أخيها، حقيقة ما حدث لنا لا يمكن التعبير عن قيمته لنا، وأهميته وعظيم نتائجه، هو فرصة نجاة من كل آلامنا وأوجاعنا وفقدنا لأمل البقاء والحياة.فأن تسمع طفلتك تتألم ، تقول إسراء ، ولا تملك لها العلاج، ولا حتى ما يسكّن ألمها، هو الظلم والقهر، والوجع الكبير، ليأتي الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ويقدّم لنا ما نحتاج، بل ما نحلم به وظنناه لن يتحقق، لكنه اليوم حقيقة نعيشها ونسعد بكافة تفاصيلها، فشكرا لجلالة الملك وشكرا للأردن، وشكرا لمركز الحسين للسرطان. أم يوسف وجاءت أم يوسف لتحدثنا عن سعادتها بأن الأردن استقبلها وابنها يوسف، هذا الشاب المليء بالحياة التي تخفي وجعا وألما لا يمكن وصفهما، قالت نشكر الملك عبد الله الثاني، ونشكر الأردن، ونقدّر عاليا دور مركز الحسين للسرطان، فمجرد وصولنا بدأت رحلة علاج ابني والحمد لله هو اليوم يشعر بتحسن كبير، وأجريت له كافة الإجراءات الطبية اللازمة.وأشارت إلى ان ابنها يعاني من سرطان في الدماغ، وضعه الصحي كان سيئا للغاية، لكنه الآن يسير وفق إجراءات طبية بأعلى المستويات الطبية، ويلقى اهتماما كبيرا من الكادر الطبي، لتكون له فرصة حقيقة للنجاة والعودة لحياته الطبيعية، حقيقة ما قدّمه لنا الأردن بتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني أكبر من أن نشكره بكلمات عادية، هو حلم تحقق، وأمل حلّ محل الألم، وحياة افتقدناها تعود لنا من نافذة مركز الحسين للسرطان، بحبّ وإنسانية وعطاء أردني عظيم. يوسفيوسف قال أنا سعيد أنني بدأت علاجي بصورة صحيحة، ووفق أعلى المستويات الصحية والطبية ومركز الحسين للسرطان قدّم لي أفضل رعاية وأجريت كافة الإجراءات والتحاليل الصحية اللازمة، وحقيقة بدأت أشعر بأني أفضل، وحياتي تغيرت «للأحسن».وشكر يوسف جلالة الملك عبد الله الثاني وقال، جلالة الملك ملك الإنسانية هذه المبادرة عظيمة وأعادت لنا حياة اشتقنا لها، حياة ظنناها لن تعود، وخفف آلامنا، ما أريد قوله جلالة الملك «جعلنا أفضل». الكوادر الطبيةوضمن لقاءات «الدستور» تحدثنا مع الكادر الطبي المشرف على علاج الأطفال في مركز الحسين للسرطان، فكانت البداية مع استشاري ورئيس قسم الأطفال في مركز الحسين للسرطان الدكتورة رود ريحاني، قالت يوجد الآن في مركز الحسين للسرطان 97 طفلا مصابا بالسرطان من غزة، موضحة أن هذا الرقم سبقه بالطبع عدد من الأطفال ممن غادروا وعادوا لغزة بعد تلقيهم العلاج، مبينة أن كافة أنواع السرطان والأورام شاهدوها خلال استقبالهم لأطفال غزة، وحقيقة هناك حالات لم نعرفها يوما، «ولم تمر علينا بتاريخ عملنا»، وغالبية الحالات التي تصلنا تعاني من الانتشار الكبير للأورام بأجساد الأطفال، بالطبع نتيجة لعدم العلاج وتوفر الأدوية.وبينت الدكتورة ريحاني أنه فور وصول الطفل للمركز يتم إجراء كافة الفحوصات اللازمة، وقد أظهرت التحاليل عند بعض الأطفال أنهم لا يعانون من السرطان بالمطلق، وتم إحالتهم إلى مستشفيات أخرى، وغالبية الأطفال تصل لنا بحالات سيئة نتيجة لسوء التغذية ومن الصدمات والظروف السيئة التي مروا بها وفقدانهم لعدد من أفراد أسرهم وهناك من فقد كامل أسرته وغالبية الأطفال يعانون من درجات متقدمة من المرض لكن المركز يبدأ بالعلاج اللازم على الفور، ويتم توفير علاج نفسي لهم.وأكدت ريحاني وجود كافة التخصصات الطبية لمعالجة الأطفال، وبأعلى درجات المستويات الصحية والطبية، ونتعامل مع كافة الحالات وفقا لطبيعتها، فهناك حالات تحتاج مجرد وصولها للعناية الحثيثة، والدخول للـ «أي سي يو «، نظرا لكونها حالات متقدمة، ونقوم بالعلاجات اللازمة.وعن أعمار الأطفال قالت الدكتورة ريحاني استقبلنا أطفالا بعمر الأشهر الأولى، وأكبر طفل كان عمره (19) عاما، وحقيقة شاهدنا كل أنواع الأورام عند أطفال غزة، فيصعب تحديد نوع دون الآخر، وهناك أطفال دون السنة بعمر الأشهر يعانون من أنواع سرطان.وعن أبرز التفاصيل التي تتحدث عنها الدكتورة ريحاني أن ثلاث سيدات أنجبن في عمّان، فقد حضرن مع أبنائهن وكن «حامل» وأنجبن في الأردن، والآن يوجد سيدة حامل حضرت بأحدى الدفعات الأخيرة ينتظر أن تنجب قريبا، مؤكدة أنه يتم توفير كافة الخدمات اللازمة لهن للإنجاب، بظروف صحية نموذجية.ولفتت الدكتورة ريحاني إلى انه يتم توفير المواصلات والسكن بفندق والطعام والشراب وكافة الخدمات الضرورية للأطفال وأسرهم، إضافة لتوفير المدارس لمرافقيهم في حال كانوا بمرحلة المدرسة، وحدث أن وفرنا الجامعات لمرافقي أطفال من طلبة الجامعات خلال فترة تواجدهم في الأردن، فنحن نقدم كافة الخدمات اللازمة بالإضافة بطبيعة الحال للدور الطبي، حيث نقوم بفحص الطفل ومن ثم نوفر العلاج اللازم وفقا للحالة.وأكدت الدكتورة ريحاني أن وضع أطفال غزة مختلف عن أي أطفال آخرين، وحدث ان استقبلنا أطفالا من سوريا في فترة الحرب، وما زلنا نستقبل، لكن حالات ليست بسوء ما نراه اليوم مما يعانون منه أطفال غزة. الدكتورة لينا الدباسوفي لقائنا الآخر، مع اختصاصية الطب النفسي الدكتورة لينا الدباس قالت نحن نوفر للأطفال فور وصولهم جلسات للعلاج النفسي قبل بدئهم العلاج، فهم قادمون من ظروف صعبة وقاسية جدا، علاوة على ما يعانون من آلام نتيجة مرضهم، فنبدأ بجلسات قبل العلاج، ومن ثم نبدأ بجلسات بعد بدء العلاج سيما وأن العلاج يسبب العناد والغضب السريع وفرط الحركة، فنعمل على توفير العلاج النفسي اللازم لكل طفل. ولفتت الدكتورة الدباس إلى أنه يتم توفير كافة الاحتياجات اللازمة للأطفال وذويهم، من طعام وشراب ومواصلات وتوفير أي احتياجات، ونراعي دوما التعامل الحذر معهم نفسيا، سيما وأن كافة الأطفال جاءوا من ظروف سيئة جدا، وهناك أطفال فقدوا أحد أفراد أسرهم أو أكثر، واستقبلنا طفل (7) سنوات، جاء مع جدته فقد أسرته بالكامل لم يبق له سوى جدته، وكل هؤلاء يعانون من ظروف صحية ونفسية غاية في السوء، ونحن نعمل على ترتيب إجراءات علاج نفسي لهم، منذ دخولهم للمستشفى.وبينت الدكتورة الدباس نبدأ بالقسم الاجتماعي ومن ثم النفسي مع الأطفال، إضافة إلى أننا نعمل على ترتيبات العودة للمدارس، ونوفر للأطفال الخدمات التعليمية حتى لا ينقطعوا عن المدرسة والتعليم.وأكدت الدكتورة الدباس على أنهم يتعاملون بكل إنسانية وحبّ مع الأطفال وهناك سعي حقيقي لتوفير كل ما يلزمهم ويبقيهم كغيرهم من الأطفال يعيشون حياة طبيعية، إلى جانب توفير العلاج الطبي يتم توفير العلاجات اللازمة نفسياً واجتماعياً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دراسة: تغييرات بسيطة في نمط الحياة قد تُعيد بعض القدرات المعرفية
دراسة: تغييرات بسيطة في نمط الحياة قد تُعيد بعض القدرات المعرفية

خبرني

timeمنذ ساعة واحدة

  • خبرني

دراسة: تغييرات بسيطة في نمط الحياة قد تُعيد بعض القدرات المعرفية

خبرني - أظهرت دراسة جديدة أن اتباع نمط حياة صحي ومتوازن يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في حالات الخرف المبكر، بل وربما يعكس بعض مظاهره. الدراسة، التي عُرضت نتائجها مؤخرًا في مؤتمر طبي مرموق ونشرتها صحيفة وول ستريت جورنال، ركّزت على تأثير تغييرات حياتية دقيقة مثل النظام الغذائي النباتي، ممارسة التأمل، النشاط البدني المنتظم، وتفعيل الدعم الاجتماعي، على الأداء المعرفي لمصابين في المراحل الأولى من مرض الزهايمر أو ضعف الإدراك البسيط. البحث شمل 51 مشاركًا تم تشخيصهم بخرف مبكر، خضع نصفهم لتعديلات نمط حياة مكثفة، بينما استُخدم النصف الآخر كمجموعة ضابطة لم تتلق أي تدخل خاص. خلال فترة الدراسة التي استمرت 20 أسبوعًا، خضع المشاركون لفحوص معرفية وتصوير بالرنين المغناطيسي، إضافة إلى تحاليل جينية متقدمة وتقنيات تقييم "عمر الدماغ" باستخدام الذكاء الاصطناعي. 71٪ من المشاركين الذين التزموا بنمط الحياة الصحي لم يظهروا أي تدهور إضافي، بل سجلوا في بعض الحالات تحسنًا طفيفًا في الذاكرة وسرعة المعالجة والانتباه، مقارنة بالمجموعة الضابطة التي سجلت انخفاضًا معرفيًا متوقعًا خلال نفس الفترة. وقال القائمون على الدراسة إن هذه النتائج تدعم الرؤية المتزايدة بأن الخرف ليس حتمية لا يمكن تجنبها، بل هو اضطراب يمكن التخفيف من وطأته وربما إبطاء تقدّمه. أحد أبرز حالات النجاح كان دان جونز (56 عامًا)، موسيقي سابق من ولاية أوريغون، تم تشخيصه بالخرف العام الماضي. بعد انضمامه إلى الدراسة وتطبيق برنامج التدخل، استعاد القدرة على عزف آلة الكمان والاحتفاظ بمقاطع طويلة من المقطوعات الموسيقية، وهي مهارات كان قد فقدها جزئيًا. "أشعر وكأن الضباب بدأ ينقشع"، قال دان للصحفيين، مضيفًا أن الأمر لم يكن معجزة، بل نتيجة التزام صارم بتعليمات الدراسة. ويعتمد مفهوم "عمر الدماغ" المستخدم في الدراسة على مبدأ أن الدماغ، مثل أي عضو آخر، يتأثر بالعادات اليومية ومستويات الالتهاب المزمن والجهد التأكسدي والتغذية. وعبر جمع بيانات من التصوير بالرنين المغناطيسي وتحليل الجينات، يستطيع العلماء الآن تقدير الفارق بين العمر البيولوجي للدماغ والعمر الزمني الفعلي، ما يتيح للمرضى تقييم مدى تقدم التدهور ومعرفة ما إذا كان نمط حياتهم يسهم في تسريعه أو إبطائه. الدراسة أشرف عليها الدكتور دين أورنيش، أحد أبرز الباحثين في الطب الوقائي في الولايات المتحدة، والذي سبق أن أجرى دراسات مشابهة على تأثير نمط الحياة في أمراض القلب والسرطان. وفي حديثه للصحافة، قال أورنيش: "كنا نعلم من قبل أن الغذاء والنشاط والتأمل يمكن أن يساعدوا في تقليل مخاطر الأمراض، لكن أن نرى تأثيرًا على الدماغ بهذا الوضوح، فهذه سابقة علمية مثيرة." ومع تصاعد أعداد المصابين بالخرف عالميًا، تتجه الأنظار الآن إلى مقاربات شاملة لا تكتفي بالعلاج الدوائي، بل تدمج السلوكيات اليومية كعناصر فاعلة في العلاج والوقاية. منظمة الصحة العالمية كانت قد أشارت سابقًا إلى أن نحو 40٪ من حالات الخرف قد تكون قابلة للتأخير أو المنع عبر تعديل نمط الحياة.

تقنية حديثة تقيس العمر البيولوجي وتمنحك فرصة إبطاء...
تقنية حديثة تقيس العمر البيولوجي وتمنحك فرصة إبطاء...

الوكيل

timeمنذ 2 ساعات

  • الوكيل

تقنية حديثة تقيس العمر البيولوجي وتمنحك فرصة إبطاء...

الوكيل الإخباري- طوّر باحثون تقنية علمية حديثة تتيح قياس معدل تدهور الجسم وتتبع الشيخوخة بدقة، من خلال قطرة واحدة فقط من الدم أو اللعاب. ويُتوقّع أن تُحدث هذه التقنية، المعتمدة على تحليل مثيلة الحمض النووي (DNA methylation)، تحولًا جذريًا في فهمنا للعمر البيولوجي، بل وقد تقدر السنوات المتبقية من حياة الفرد. اضافة اعلان يعتمد هذا التقدير على مفهوم "القدرة الجوهرية"، الذي تُعرّفه منظمة الصحة العالمية بأنه مجموعة القدرات البدنية والعقلية الأساسية مثل المشي، التفكير، الرؤية، السمع، والذاكرة. هذه القدرات تتأثر بعوامل مثل الأمراض، والإصابات، والتقدم في العمر. "ساعة القدرة الجوهرية" – أداة مستقبلية لتقييم الشيخوخة وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Nature Aging، يُطلق على هذه التقنية اسم DNAm IC، وقد أثبتت فعاليتها في قياس الشيخوخة البيولوجية بشكل أدق من "الساعة الجينية" التقليدية، لأنها تعكس التدهور الوظيفي الحقيقي في الجسم. الدراسة استندت إلى بيانات أكثر من 1000 مشارك تراوحت أعمارهم بين 20 و102 عام، وقيّمت مؤشرات حيوية تشمل الحركة، الإدراك، الرؤية، السمع، والحالة النفسية. وتبيّن أن الأفراد ذوي القدرة الجوهرية العالية يعيشون في المتوسط 5.5 سنوات أكثر ويتمتعون بصحة أفضل مقارنةً بمن يعانون من تدهور في هذه القدرات. هل يمكن تحسين القدرة الجوهرية؟ رغم أن التدهور في القدرة الجوهرية يُعد جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة، إلا أن الدراسة كشفت إمكانية إبطائه من خلال تغييرات بسيطة في نمط الحياة: تناول الأسماك الدهنية (مثل السلمون والماكريل) يرتبط بقدرة جوهرية أعلى. تقليل استهلاك السكر إلى المعدلات الموصى بها يساعد في الحفاظ على هذه القدرة. في المقابل، الإفراط في تناول السكريات يسرّع من تدهورها. نظرة مستقبلية يرى الخبراء أن هذا النوع من الاختبارات قد يصبح جزءًا من الفحوصات الروتينية خلال السنوات القادمة، لتمكين الأطباء من التدخل المبكر وتحسين جودة حياة كبار السن. وقال الدكتور توماس هولاند من معهد RUSH للشيخوخة الصحية: "هذا الاختبار يُعتبر أداة واعدة تمنحنا تصورًا دقيقًا عن الحالة الوظيفية للجسم مقارنة بالعمر الزمني، مما يفتح المجال لتدخلات طبية ونمط حياة أكثر دقة وفعالية." هذه التقنية لا تتنبأ بالمستقبل فحسب، بل تمنح فرصة لتغييره.

غزيون في مركز الحسين للسرطان: المبادرة الملكية أعادت لنا الحياة
غزيون في مركز الحسين للسرطان: المبادرة الملكية أعادت لنا الحياة

أخبارنا

timeمنذ 4 ساعات

  • أخبارنا

غزيون في مركز الحسين للسرطان: المبادرة الملكية أعادت لنا الحياة

أخبارنا : عمان- نيفين عبد الهادي مجرد استنشاق هواء الأردن هو استنشاق للحياة، وفرصة نجاة، وروح جديدة تبث بكل أجزاء أجسادهم، هم أطفال غزة المرضى الذين قدموا للأردن لتلقي العلاج في مستشفيات المملكة، وذلك في إطار مبادرة الممر الطبي الأردني، وحديث ذويهم حين تستمع لهم شاكرين الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني على ما قدّمه ويقدمه لأهل قطاع غزة منذ قرابة العامين، دون توقف أو حتى تأخّر في مد يد العون والسند لهم، فلم يخذلهم يوما بل أبقاهم أولوية، بدعم إنساني وصحي وغذائي وإغاثي لم يتوقف. في مركز الحسين للسرطان، تتواصل الجهود الأردنية لدعم غزة لتكتمل الحكاية، حيث يتلقى العلاج به حتى ظهر يوم أمس (97) طفلا مرضى السرطان مع عائلاتهم من غزة ، تشرف على علاجهم كوادر طبية بخدمات صحية وطبية بأعلى درجات المستويات الطبية، إضافة للأطباء النفسيين حيث يتم متابعة أوضاعهم النفسية بمجرد دخولهم للمركز، وبعد مباشرتهم العلاج، إضافة لتوفير كافة الخدمات للأطفال وذويهم من إقامة بأحد فنادق عمّان، والطعام والشراب، وحتى التعليم، حيث تم الحاق عدد من مرافقيهم للدراسة في مدارس المملكة، وببعض الحالات تم الحاق أحد مرافقي المرضى للدراسة الجامعية لحين انتهاء الطفل علاجه. ومنذ 4 آذار 2025، استقبل الأردن 170 شخصاً من غزة منهم (57 ) مريضا برفقة 113 من أفراد عائلاتهم على دفعات متعددة، وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، حيث يعمل الأردن لإجلاء المزيد من الأطفال المرضى من قطاع غزة وتسريع عملية إجلائهم، وفي الحادي عشر من حزيران الحالي وصل للمملكة الدفعة الخامسة من المرضى الأطفال من غزة للعلاج في الأردن وضمت الدفعة الأحدث 16 مريضا، منهم 10 مرضى سرطان، إضافة إلى 48 مرافقا من ذويهم. وأعلن جلالة الملك عبدالله الثاني عن مبادرة (الممر الطبي الأردني – غزة) خلال لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب في الحادي عشر من شباط 2025 في البيت الأبيض، وتهدف المبادرة التي انطلقت مطلع شهر آذار 2025 بتوجيهات ملكية إلى إجلاء (2000) طفل مريض من غزة لتلقي العلاج في الأردن، حيث يتلقى المرضى الرعاية الطبية النوعية في أفضل المستشفيات الأردنية الحكومية والخاصة من قبل فرق طبية متخصصة. ويتم إعادة الأطفال المرضى مع أسرهم إلى غزة فور الانتهاء من رحلة علاجهم في الأردن، ليتسنى للأردن استقبال دفعات جديدة من المرضى، وقد تم الإعلان عن هذا الإجراء منذ بداية عمليات الإجلاء، وتعد هذه المبادرة (الممر الطبي الأردني – غزة) امتداداً للجهود الإنسانية التي يبذلها الأردن لضمان حصول الأطفال المرضى في غزة، على العلاج والذي من شأنه أن يمكنهم من العودة إلى ممارسة حياتهم. ويرى الأهل بغزة كل هذه الجهود الاستثنائية التي تتسم بالديمومة، ترياق حياة لهم، ونورا ينير نفق حياتهم المظلم، بآمال أن تعود لهم أهم أساسيات الحياة وهي الصحة، وتعود لملامح أطفالهم الضحكة التي طمستها الحرب، وقتلها المرض، ليكون جلالة الملك عبد الله الثاني المنقذ لهم، ومن بعث في حياتهم نبضا أعاد لها أهم مقوماتها لتضاف لباقي مبادرات ومكارم جلالته للأهل في غزة، والتي يؤكد جلالته على استمرار الأردن بهذا الدعم. وللقرب من قلب وتفكير أطفال غزة وسماع صوت حبّهم لجلالة الملك عبد الله الثاني وللأردن وعرفان ذويهم بمبادرة جلالة الملك (الممر الطبي الأردني – غزة) والتي تأتي استكمالا لجهود عظيمة عُرفت عن الأردن تاريخيا، التقت جريدة «الدستور» أمس بعدد من أطفال غزة وذويهم ممن يتلقون العلاج في مركز الحسين للسرطان، وبالأطباء المشرفين على علاجهم صحيا ونفسيا، ليتحدثوا بكل معاني الحبّ والشكر لبلد فتح قلبه وبابه وبيته لهم، ليس بالكلام إنما بمواقف ومبادرات حقيقية جعلت من حياتهم من مختلفة. لقاءات بحجم حالة سياسية وإنسانية، تحدث بها أطفال غزيون عن يد الأردن التي امتدت لتخفف آلامهم، تخففها ليس معنويا كما يفسرها البعض، إنما تخفيف الأوجاع بشكل عملي وملموس، ليعيشوا اليوم دون آهات وأنين، وعاد ليلهم ساعات للنوم، لا أوجاع بالمطلق، مؤكدين أن علاجهم بدأ منذ اللحظة الأولى لوصولهم للأردن، ومنهم من أجريت له عمليات الاستئصال للأروام التي يعاني منها، ومنهم من أجريت له الإجراءات الطبية اللازمة للعلاج، بإجراءات سريعة ومنظمة من مركز الحسين للسرطان، وبأعلى المستويات الطبية اللازمة، وأفضلها، وبروح إنسانية يؤكد الغزيون أنها تصلهم بشكل كبير وتدخل مشاعرهم بحبّ للأردن وقيادته العظيمة. وضمن لقاءات «الدستور» في الجولة التي قامت بها أمس في مركز الحسين للسرطان، أكد الفريق الطبي المشرف على علاج الأطفال، أنهم يتعاملون مع حالات لأول مرة بتاريخهم المهني يتعاملون معها، ففي أغلب الحالات نادرة، وقد وصلت للدرجة الرابعة من انتشار المرض بأجساد أطفال غزة، فيما حدث وأن أنجبت ثلاث سيدات قدمن بمرافقة أطفالهن للعلاج وأنجبن خلال فترة إقامتهن بالأردن، وينتظر أن تنجب سيدة قريبا حيث وصلت بإحدى دفعات الأطفال وهي حامل ومن المنتظر أن تنجب قريبا، مؤكدين أن المركز يملك كافة المؤهلات والقدرات للتعامل مع كافة الحالات بأعلى المستويات الطبية. زينب (أم عبد المعطي) حضرت زينب مع ولديها التوأم (قاسم وأحمد/ 13 عاما) وهما يعانيان من سرطان الغدة اللمفاوية، تقول «مهما شكرت جلالة الملك عبد الله الثاني والأردن سأكون مقصرة» فما قدمه لنا الأردن هو حلم بعيد المنال، بل معجزة لم أكن يوما أتوقع أن تتحقق، أنا أحد أبنائي ، أحمد ، يعاني من قبل الحرب من السرطان، وابني الآخر ظهر المرض لديه خلال الحرب، وبطبيعة الحال خلال الحرب لم يكن يتلقى العلاج بالمطلق، وكان وضعه الصحي يتدهور، في حين لم يكن قادرا على العيش براحة نتيجة الأوجاع والآلام، وفي هذه الأثناء بدأت أشعر أن ابني الثاني قاسم بدأت تظهر عليه أعراض تعب وارهاق وسعال وأصبح هزيلا، فقمت بمراجعة المستشفى الميداني الأردني في خانيونس، وهذا المستشفى يقوم بدور عظيم في غزة، طبيا وصحيا. وفي المستشفى الميداني الأردني تقول زينب أجريت له كافة الفحوصات والتحاليل وصور الاشعة، وتبين أنه يعاني من السرطان بنفس حالة توأمه، وبدأت أراجع المستشفى علما بأنني كنت أسير له مئات الكيلو أمتار، وعند وصولي كنت أجد أعلى درجات الاهتمام الطبي. وقالت زينب حقيقة عندما تم إبلاغي بسفري للأردن لعلاج ابني اقسم انه لا يوجد كلمات تعبّر عن فرحي، ودعائي لجلالة الملك والأردن، أطال الله في عمره، وحتى اللحظة لا أكاد أصدق أنني في عمّان، ولكرم الأردنيين الذي لا يوصف يتم علاج التوأم، وليس فقط قاسم، فقد تمت الموافقة على علاج ولدي الإثنين، ومنذ وصلنا الأردن بدأت إجراءات العلاج بالإضافة، للعلاج النفسي الذي يقدّم لهما. وبالطبع فور وصولنا ، تقول زينب ، تم تقديم كافة الاحتياجات والمستلزمات لنا، وتم توفير حجوزات فندقية ، علاوة على الطعام والشراب وخدمة الهواتف، والانترنت، جميعها قدمت لنا من أردن الخير والشهامة، ونأتي لمركز الحسين للسرطان للعلاج ونعود للفندق. وأشارت زينب إلى أن مركز الحسين للسرطان يقدّم لطفليها كل ما يلزمهما من خدمات صحية وطبية، ونفسية، بأفضل الأساليب الطبية والإنسانية، ولم يقصّر للحظة منذ وصولنا له بأي جانب، وقد أجريت لابني قاسم كافة الفحوصات اللازمة، وأجريت له عملية لأخذ عيّنة لمعرفة تفاصيل حالته الصحية، ويتم التعامل مع أحمد بذات الاهتمام الطبي والإنساني. في قول شكرا، قليل، بل عجز عن التعبير، هكذا ختمت زينب حديثها معنا، وقد تركت ابنها الكبير ووالده في غزة، وحضرت إلى بلد النشامى والنخوة ليصمت وجع وألم ابنها، ويعود توأمه لمتابعة علاجه. الطفل قاسم قاسم رفض بداية الحديث معنا، وقد بدأ علاجه الكيماوي قبل يومين، وبدا عليه التعب والإرهاق، ليحرّك صمته زميلي المصوّر شريف العويمر الذي داعبه بأن طلب منه أخذ الكاميرا والتقاط بعض الصور، ليحمل الكاميرا وتعود الابتسامة على ملامحه، ويبدأ بالحديث الذي أكد خلاله أنه سعيد بوجوده في الأردن، وأنه لم يعد يشعر بما كان يشعر به من آلام وهو في غزة، نتيجة مرضه، وقال «بحب جلالة الملك عبد الله كثير، وبحب الأردن كثير، والأردنيين» لينقل قاسم ابن 13 عاما، حال أطفال غزة وأهلها تجاه الأردن، ففي كلماته مشاعر تحيكها ملامحه قبل لسانه بصوت صامد أمام تحديات لم تعشها البشرية. ريم (أم فيّ) وعند ريم باقي الحكاية، حكاية حبّ الأردن والشكر والعرفان، وحكاية شعب يعيش حربا هي الأقسى بتاريخ البشرية، ريم أم فيّ «كان»، وفي كان وجع لا تحتمله قلوب البشرية، كان لها أربعة أبناء، ولد وثلاث بنات، استشهد زوجها وابنتيها، وبقيت فيّ وشقيقها، فهي اليوم أم لطفلين أحدهما مصاب بسرطان في العين، والآخر ابن (11) عاما، الطفل الذي هو اليوم رجل البيت وحاميه. قالت ريم، قدومي للأردن في إطار مبادرة جلالة الملك عبد الله الثاني لعلاج أطفال غزة، حقيقة بمثابة طوق نجاة لي ولطفلتي وطفلي، طوق نجاة يعبر بنا لبر الأمل، بعدما فقدته بشكل كامل، ولم أعد أرى في يومي وغدي سوى ألما، وعند إبلاغي بأني سأحضر للأردن، شعرت بأن الله منحي نعمة كبيرة هي نعمة قدومي للأردن والعلاج به، وعندما حضرت ووجدت عظيم ما يقدم لنا من خدمات صحية وطبية وإقامة وطعام وشراب، حقيقة يصعب وصف شعوري وشكري لجلالة الملك ملك الإنسانية. وأشارت ريم إلى أن طفلتها فيّ أنجبتها خلال الحرب، وهي لم تبلغ من عمرها، العام، وبعد ولادتها بشهر تقول بدأت أشعر بأن ابنتي لا تنظر لي كباقي الأطفال، وكباقي شقيقاتها، وقمت بمراجعة أحد المستشفيات بغزة تبين وجود كتل سرطانية في العينين، وبجاجة لعملية وبالطبع هذا الأمر لم يكن ممكننا بالمطلق في غزة، التي انهارت منظومتها الصحية تماما، ليتم بعد ذلك ابلاغي بالقدوم للأردن لعلاج ابنتي وقد حضرت معها ومع ابني وهو الآن بالفندق، تركته وأنا أشعر أنه بأيد أمينة جدا. وتضيف ريم، فور وصولنا بدأ مركز الحسين للسرطان بإجراء اللازم طبيا، وأجريت لابنتي عملية باحدى العينين ، وبقيت الثانية، وهي الآن أصبحت ترى بشكل طبيعي بعينها اليمنى، وقريبا بإذن الله سترى بعينها اليسرى، بعد كل هذا ماذا يمكنني أن أقول، حقيقة في كلمة شكر قليل جدا، احتاج الكثير الكثير من القول حتى أفي الأردن وجلالة الملك عبد الله الثاني حقهم، اليوم ابنتي بدأت ترى ما حولها، ولعله من أجمل ما يمكن قوله إنها رأت عمّان والأردن، وفي ذلك أجمل ما يمكن أن تفتح ابنتي عيناها عليه. إسراء أبو حاج تجلس إسراء وقد احتضنت طفلتها وطفلها، ملامحها مليئة بالألم والوجع، عند اقترابي منها ابتسمت وقالت أنا سعيدة فقد بدأت سما (9) سنوات بالتعافي، جلست بجوارها اراقب ملامحها، فقالت حقيقة لم أصدق أنني في الأردن، ابنتي تعاني من ورم في الدماغ، وهي الآن أفضل الحمد لله وقد بدأت بالعلاج وأجريت لها العملية بعد إجراء التحاليل اللازمة، وكلمات الشكر كلها لا تكفي لشكر جلالة الملك عبد الله الثاني، وتقدير الأردن ومركز الحسين للسرطان. وأضافت إسراء حضرت مع سما وعبد الرحمن، ونقيم الآن بفندق وتقدّم لنا كافة الخدمات اللازمة، ويتم توفير المواصلات لنا، وبدأ المركز بإجراء كافة الإجراءات الطبية اللازمة، لتصبح طفلتي الآن أفضل بكثير، فلا ألم، وعادت للحديث والتركيز والتحدث مع أخيها، حقيقة ما حدث لنا لا يمكن التعبير عن قيمته لنا، وأهميته وعظيم نتائجه، هو فرصة نجاة من كل آلامنا وأوجاعنا وفقدنا لأمل البقاء والحياة. فأن تسمع طفلتك تتألم ، تقول إسراء ، ولا تملك لها العلاج، ولا حتى ما يسكّن ألمها، هو الظلم والقهر، والوجع الكبير، ليأتي الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ويقدّم لنا ما نحتاج، بل ما نحلم به وظنناه لن يتحقق، لكنه اليوم حقيقة نعيشها ونسعد بكافة تفاصيلها، فشكرا لجلالة الملك وشكرا للأردن، وشكرا لمركز الحسين للسرطان. أم يوسف وجاءت أم يوسف لتحدثنا عن سعادتها بأن الأردن استقبلها وابنها يوسف، هذا الشاب المليء بالحياة التي تخفي وجعا وألما لا يمكن وصفهما، قالت نشكر الملك عبد الله الثاني، ونشكر الأردن، ونقدّر عاليا دور مركز الحسين للسرطان، فمجرد وصولنا بدأت رحلة علاج ابني والحمد لله هو اليوم يشعر بتحسن كبير، وأجريت له كافة الإجراءات الطبية اللازمة. وأشارت إلى ان ابنها يعاني من سرطان في الدماغ، وضعه الصحي كان سيئا للغاية، لكنه الآن يسير وفق إجراءات طبية بأعلى المستويات الطبية، ويلقى اهتماما كبيرا من الكادر الطبي، لتكون له فرصة حقيقة للنجاة والعودة لحياته الطبيعية، حقيقة ما قدّمه لنا الأردن بتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني أكبر من أن نشكره بكلمات عادية، هو حلم تحقق، وأمل حلّ محل الألم، وحياة افتقدناها تعود لنا من نافذة مركز الحسين للسرطان، بحبّ وإنسانية وعطاء أردني عظيم. يوسف يوسف قال أنا سعيد أنني بدأت علاجي بصورة صحيحة، ووفق أعلى المستويات الصحية والطبية ومركز الحسين للسرطان قدّم لي أفضل رعاية وأجريت كافة الإجراءات والتحاليل الصحية اللازمة، وحقيقة بدأت أشعر بأني أفضل، وحياتي تغيرت «للأحسن». وشكر يوسف جلالة الملك عبد الله الثاني وقال، جلالة الملك ملك الإنسانية هذه المبادرة عظيمة وأعادت لنا حياة اشتقنا لها، حياة ظنناها لن تعود، وخفف آلامنا، ما أريد قوله جلالة الملك «جعلنا أفضل». الكوادر الطبية وضمن لقاءات «الدستور» تحدثنا مع الكادر الطبي المشرف على علاج الأطفال في مركز الحسين للسرطان، فكانت البداية مع استشاري ورئيس قسم الأطفال في مركز الحسين للسرطان الدكتورة رود ريحاني، قالت يوجد الآن في مركز الحسين للسرطان 97 طفلا مصابا بالسرطان من غزة، موضحة أن هذا الرقم سبقه بالطبع عدد من الأطفال ممن غادروا وعادوا لغزة بعد تلقيهم العلاج، مبينة أن كافة أنواع السرطان والأورام شاهدوها خلال استقبالهم لأطفال غزة، وحقيقة هناك حالات لم نعرفها يوما، «ولم تمر علينا بتاريخ عملنا»، وغالبية الحالات التي تصلنا تعاني من الانتشار الكبير للأورام بأجساد الأطفال، بالطبع نتيجة لعدم العلاج وتوفر الأدوية. وبينت الدكتورة ريحاني أنه فور وصول الطفل للمركز يتم إجراء كافة الفحوصات اللازمة، وقد أظهرت التحاليل عند بعض الأطفال أنهم لا يعانون من السرطان بالمطلق، وتم إحالتهم إلى مستشفيات أخرى، وغالبية الأطفال تصل لنا بحالات سيئة نتيجة لسوء التغذية ومن الصدمات والظروف السيئة التي مروا بها وفقدانهم لعدد من أفراد أسرهم وهناك من فقد كامل أسرته وغالبية الأطفال يعانون من درجات متقدمة من المرض لكن المركز يبدأ بالعلاج اللازم على الفور، ويتم توفير علاج نفسي لهم. وأكدت ريحاني وجود كافة التخصصات الطبية لمعالجة الأطفال، وبأعلى درجات المستويات الصحية والطبية، ونتعامل مع كافة الحالات وفقا لطبيعتها، فهناك حالات تحتاج مجرد وصولها للعناية الحثيثة، والدخول للـ «أي سي يو «، نظرا لكونها حالات متقدمة، ونقوم بالعلاجات اللازمة. وعن أعمار الأطفال قالت الدكتورة ريحاني استقبلنا أطفالا بعمر الأشهر الأولى، وأكبر طفل كان عمره (19) عاما، وحقيقة شاهدنا كل أنواع الأورام عند أطفال غزة، فيصعب تحديد نوع دون الآخر، وهناك أطفال دون السنة بعمر الأشهر يعانون من أنواع سرطان. وعن أبرز التفاصيل التي تتحدث عنها الدكتورة ريحاني أن ثلاث سيدات أنجبن في عمّان، فقد حضرن مع أبنائهن وكن «حامل» وأنجبن في الأردن، والآن يوجد سيدة حامل حضرت بأحدى الدفعات الأخيرة ينتظر أن تنجب قريبا، مؤكدة أنه يتم توفير كافة الخدمات اللازمة لهن للإنجاب، بظروف صحية نموذجية. ولفتت الدكتورة ريحاني إلى انه يتم توفير المواصلات والسكن بفندق والطعام والشراب وكافة الخدمات الضرورية للأطفال وأسرهم، إضافة لتوفير المدارس لمرافقيهم في حال كانوا بمرحلة المدرسة، وحدث أن وفرنا الجامعات لمرافقي أطفال من طلبة الجامعات خلال فترة تواجدهم في الأردن، فنحن نقدم كافة الخدمات اللازمة بالإضافة بطبيعة الحال للدور الطبي، حيث نقوم بفحص الطفل ومن ثم نوفر العلاج اللازم وفقا للحالة. وأكدت الدكتورة ريحاني أن وضع أطفال غزة مختلف عن أي أطفال آخرين، وحدث ان استقبلنا أطفالا من سوريا في فترة الحرب، وما زلنا نستقبل، لكن حالات ليست بسوء ما نراه اليوم مما يعانون منه أطفال غزة. الدكتورة لينا الدباس وفي لقائنا الآخر، مع اختصاصية الطب النفسي الدكتورة لينا الدباس قالت نحن نوفر للأطفال فور وصولهم جلسات للعلاج النفسي قبل بدئهم العلاج، فهم قادمون من ظروف صعبة وقاسية جدا، علاوة على ما يعانون من آلام نتيجة مرضهم، فنبدأ بجلسات قبل العلاج، ومن ثم نبدأ بجلسات بعد بدء العلاج سيما وأن العلاج يسبب العناد والغضب السريع وفرط الحركة، فنعمل على توفير العلاج النفسي اللازم لكل طفل. ولفتت الدكتورة الدباس إلى أنه يتم توفير كافة الاحتياجات اللازمة للأطفال وذويهم، من طعام وشراب ومواصلات وتوفير أي احتياجات، ونراعي دوما التعامل الحذر معهم نفسيا، سيما وأن كافة الأطفال جاءوا من ظروف سيئة جدا، وهناك أطفال فقدوا أحد أفراد أسرهم أو أكثر، واستقبلنا طفل (7) سنوات، جاء مع جدته فقد أسرته بالكامل لم يبق له سوى جدته، وكل هؤلاء يعانون من ظروف صحية ونفسية غاية في السوء، ونحن نعمل على ترتيب إجراءات علاج نفسي لهم، منذ دخولهم للمستشفى. وبينت الدكتورة الدباس نبدأ بالقسم الاجتماعي ومن ثم النفسي مع الأطفال، إضافة إلى أننا نعمل على ترتيبات العودة للمدارس، ونوفر للأطفال الخدمات التعليمية حتى لا ينقطعوا عن المدرسة والتعليم. وأكدت الدكتورة الدباس على أنهم يتعاملون بكل إنسانية وحبّ مع الأطفال وهناك سعي حقيقي لتوفير كل ما يلزمهم ويبقيهم كغيرهم من الأطفال يعيشون حياة طبيعية، إلى جانب توفير العلاج الطبي يتم توفير العلاجات اللازمة نفسياً واجتماعياً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store