
انفجار الهواتف الذكية.. بين الحرب السيبرانية والحقائق التقنية
حنين الموسوي
في ظل التصعيد المتنامي للحرب السيبرانية في منطقة الشرق الأوسط، تواصل الهجمات الإلكترونية المتبادلة، ولا سيما بين إيران والعدو الإسرائيلي، إثارة جدل واسع ومخاوف متصاعدة.
فقد كشفت صحيفة 'جيروزاليم بوست' نقلًا عن شركة 'رادوير' الإسرائيلية عن تسجيل زيادة بنسبة 700% في الهجمات الإلكترونية ضد البنية التحتية للكيان المؤقت، مؤكدة أن هذه الهجمات، التي تُتهم إيران بقيادتها، استهدفت قطاعات حيوية تشمل المؤسسات المالية وقطاعات الاتصالات.
هذا التصعيد السيبراني أثار موجة من القلق إزاء احتمالات لجوء العدو الإسرائيلي إلى أساليب انتقامية غير تقليدية، من بينها احتمال تفجير أجهزة محمولة أو تهديد الأمن الشخصي للمواطنين.
فهل من الممكن فعلًا أن تنفجر الهواتف الذكية؟
في تصريح لموقع 'المنار'، أوضح الخبير في شؤون التكنولوجيا ربيع بعلبكي أنّ انفجار الهواتف أو بطارياتها لا يحدث إلا في حالات نادرة للغاية، وعادةً ما يكون ذلك نتيجة لتلاعب متعمد.
وأكد بعلبكي أن احتمالية انفجار أي هاتف محمول بصورة تلقائية أمر مستبعد تمامًا، إلا في حال كان الجهاز معدًّا ومفخخًا مسبقًا لهذا الغرض. وأضاف أن الهواتف المتداولة في لبنان ومناطق أخرى تُنتَج غالبًا من قبل شركات عالمية مثل Apple وSamsung، وهي تلتزم بأعلى معايير الأمان خلال التصنيع، ما يجعل حدوث أي انفجار عشوائي أمرًا شبه مستحيل، ما لم يكن ناتجًا عن تدخل خارجي متعمد.
تفاصيل تقنية دقيقة
أشار بعلبكي إلى أن نوع البطارية يُعد عاملًا أساسيًا في هذه المسألة، وخصوصًا بطاريات 'الليثيوم' التي تُعد الأكثر استخدامًا في الأجهزة الذكية.
وأوضح أن هذه البطاريات قد تتعرض لاحتراق – وليس انفجارًا – في حال تم سحبها وهي في حالة 'جوع كهربائي' (أي عند انخفاض مستوى الشحن إلى درجة حرجة) وتركها غير مشحونة، حتى لو لفترة قصيرة. ومع ذلك، شدد على أن هذا السيناريو نادر جدًا ولا يؤدي بالضرورة إلى انفجار مباشر.
وأوضح بعلبكي أن معظم الهواتف الحديثة مزودة بأنظمة حماية ذكية تقوم تلقائيًا بفصل عملية الشحن عند ارتفاع درجة حرارة الجهاز، وغالبًا ما تظهر رسائل مثل 'Overheated' عند تعرّض الهاتف لحرارة مفرطة، كأشعة الشمس المباشرة، ما يسهم في حماية الجهاز من التلف أو الاحتراق.
في ضوء هذه المعطيات التقنية، يتضح أن أجهزة الهواتف الذكية تخضع لمستويات أمان متقدمة، تجعل من فكرة الانفجار العشوائي غير مبرّرة.
وفي وقتٍ يشهد فيه الشرق الأوسط أزمات متلاحقة وتوترات تهدد الاستقرار الإقليمي، تبرز الحاجة الملحّة إلى التمسك بالهدوء، والاستناد إلى مصادر موثوقة، ومعلومات دقيقة لتجنّب الانجرار خلف الشائعات أو تهويل المخاطر التقنية غير الواقعية.
المصدر: موقع المنار

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 10 ساعات
- صدى البلد
أبل تقدم عرضا مغريا للطلبة لإقناع الأهالي بشراء ماك بوك
رغم أن العام الدراسي 2024-2025 قد انتهى في عدد من الولايات الأميركية، بدأت شركة Apple مبكرًا حملتها الترويجية السنوية "Back to School" في 17 يونيو الجاري. وتشمل الحملة منح الطلاب وأولياء الأمور وأعضاء هيئة التدريس بطاقات هدايا مجانية عند شراء أجهزة Apple المؤهلة، مثل MacBook Air أو iPad. كيف تقنع والديك بشراء Mac؟ فيديو دعائي بنكهة فكاهية كجزء من الحملة، نشرت آبل مقطع فيديو دعائيًا على قناتها الرسمية في يوتيوب بعنوان "كيف تقنع والديك بشراء Mac"، موجه بشكل خاص لطلاب الجامعات. يمتد الفيديو لحوالي سبع دقائق ويعرض مجموعة من الطلاب يتلقون تدريبات على كيفية الحديث مع آبائهم لإقناعهم بشراء جهاز Mac بدلاً من كمبيوتر يعمل بنظام Windows. أحد أبرز الحجج التي يطرحها المُدرّب في الفيديو كانت ترتكز على صحة العمود الفقري. حيث قال إن 'من أهم العوامل التي تؤثر على صحة العمود الفقري لدى المراهقين هو وزن حقيبة المدرسة. وMacBook Air يزن فقط 2.7 باوند. قد لا يهتم والداك بعمودك الفقري… ولكن هل هذا محتمل؟ لا أظن'. ماك مقابل ويندوز: حجة اقتصادية وساخرة يختم المُدرّب حديثه قائلاً: "إما أن تشتري MacBook Air بسعر 899 دولارًا، أو أن تشتري جهاز PC، ولكنك ستحتاج أيضًا لشراء برنامج مضاد فيروسات، برنامج نسخ احتياطي يدوي، حافظة واقية، كلب حراسة لحمايته من زميلك في السكن، وبنك طاقة خارجي… أعني، هذا جنون." آبل تسحب الفيديو لكنها تترك محتوى بديلًا الغريب أن آبل قامت بسحب الفيديو لاحقًا من قناتها على يوتيوب دون توضيح الأسباب. لكنها أبقت على عرض تقديمي أعدته لمساعدة الطلاب في تقديم حججهم لآبائهم. العرض يحمل عنوان "45 سببًا لا يمكن إنكارها تجعل من Mac جهازًا أساسيًا للجامعة"، وهو متاح مجانًا بصيغ PowerPoint، Google Slides وKeynote. حتى لو لم تكن طالبًا جامعيًا أو تجاوزت هذه المرحلة منذ سنوات، قد يكون من المفيد أن تطلع والديك على هذا العرض، فربما تحصل على MacBook جديد على نفقتهم.


المنار
منذ 21 ساعات
- المنار
انفجار الهواتف الذكية.. بين الحرب السيبرانية والحقائق التقنية
حنين الموسوي في ظل التصعيد المتنامي للحرب السيبرانية في منطقة الشرق الأوسط، تواصل الهجمات الإلكترونية المتبادلة، ولا سيما بين إيران والعدو الإسرائيلي، إثارة جدل واسع ومخاوف متصاعدة. فقد كشفت صحيفة 'جيروزاليم بوست' نقلًا عن شركة 'رادوير' الإسرائيلية عن تسجيل زيادة بنسبة 700% في الهجمات الإلكترونية ضد البنية التحتية للكيان المؤقت، مؤكدة أن هذه الهجمات، التي تُتهم إيران بقيادتها، استهدفت قطاعات حيوية تشمل المؤسسات المالية وقطاعات الاتصالات. هذا التصعيد السيبراني أثار موجة من القلق إزاء احتمالات لجوء العدو الإسرائيلي إلى أساليب انتقامية غير تقليدية، من بينها احتمال تفجير أجهزة محمولة أو تهديد الأمن الشخصي للمواطنين. فهل من الممكن فعلًا أن تنفجر الهواتف الذكية؟ في تصريح لموقع 'المنار'، أوضح الخبير في شؤون التكنولوجيا ربيع بعلبكي أنّ انفجار الهواتف أو بطارياتها لا يحدث إلا في حالات نادرة للغاية، وعادةً ما يكون ذلك نتيجة لتلاعب متعمد. وأكد بعلبكي أن احتمالية انفجار أي هاتف محمول بصورة تلقائية أمر مستبعد تمامًا، إلا في حال كان الجهاز معدًّا ومفخخًا مسبقًا لهذا الغرض. وأضاف أن الهواتف المتداولة في لبنان ومناطق أخرى تُنتَج غالبًا من قبل شركات عالمية مثل Apple وSamsung، وهي تلتزم بأعلى معايير الأمان خلال التصنيع، ما يجعل حدوث أي انفجار عشوائي أمرًا شبه مستحيل، ما لم يكن ناتجًا عن تدخل خارجي متعمد. تفاصيل تقنية دقيقة أشار بعلبكي إلى أن نوع البطارية يُعد عاملًا أساسيًا في هذه المسألة، وخصوصًا بطاريات 'الليثيوم' التي تُعد الأكثر استخدامًا في الأجهزة الذكية. وأوضح أن هذه البطاريات قد تتعرض لاحتراق – وليس انفجارًا – في حال تم سحبها وهي في حالة 'جوع كهربائي' (أي عند انخفاض مستوى الشحن إلى درجة حرجة) وتركها غير مشحونة، حتى لو لفترة قصيرة. ومع ذلك، شدد على أن هذا السيناريو نادر جدًا ولا يؤدي بالضرورة إلى انفجار مباشر. وأوضح بعلبكي أن معظم الهواتف الحديثة مزودة بأنظمة حماية ذكية تقوم تلقائيًا بفصل عملية الشحن عند ارتفاع درجة حرارة الجهاز، وغالبًا ما تظهر رسائل مثل 'Overheated' عند تعرّض الهاتف لحرارة مفرطة، كأشعة الشمس المباشرة، ما يسهم في حماية الجهاز من التلف أو الاحتراق. في ضوء هذه المعطيات التقنية، يتضح أن أجهزة الهواتف الذكية تخضع لمستويات أمان متقدمة، تجعل من فكرة الانفجار العشوائي غير مبرّرة. وفي وقتٍ يشهد فيه الشرق الأوسط أزمات متلاحقة وتوترات تهدد الاستقرار الإقليمي، تبرز الحاجة الملحّة إلى التمسك بالهدوء، والاستناد إلى مصادر موثوقة، ومعلومات دقيقة لتجنّب الانجرار خلف الشائعات أو تهويل المخاطر التقنية غير الواقعية. المصدر: موقع المنار


المنار
منذ 21 ساعات
- المنار
انفجار الهواتف الذكية.. بين الحرب السيبرانية والحقائق التقنية
حنين الموسوي في ظل التصعيد المتنامي للحرب السيبرانية في منطقة الشرق الأوسط، تواصل الهجمات الإلكترونية المتبادلة، ولا سيما بين إيران والعدو الإسرائيلي، إثارة جدل واسع ومخاوف متصاعدة. فقد كشفت صحيفة 'جيروزاليم بوست' نقلًا عن شركة 'رادوير' الإسرائيلية عن تسجيل زيادة بنسبة 700% في الهجمات الإلكترونية ضد البنية التحتية للكيان المؤقت، مؤكدة أن هذه الهجمات، التي تُتهم إيران بقيادتها، استهدفت قطاعات حيوية تشمل المؤسسات المالية وقطاعات الاتصالات. هذا التصعيد السيبراني أثار موجة من القلق إزاء احتمالات لجوء العدو الإسرائيلي إلى أساليب انتقامية غير تقليدية، من بينها احتمال تفجير أجهزة محمولة أو تهديد الأمن الشخصي للمواطنين. فهل من الممكن فعلًا أن تنفجر الهواتف الذكية؟ في تصريح لموقع 'المنار'، أوضح الخبير في شؤون التكنولوجيا ربيع بعلبكي أنّ انفجار الهواتف أو بطارياتها لا يحدث إلا في حالات نادرة للغاية، وعادةً ما يكون ذلك نتيجة لتلاعب متعمد. وأكد بعلبكي أن احتمالية انفجار أي هاتف محمول بصورة تلقائية أمر مستبعد تمامًا، إلا في حال كان الجهاز معدًّا ومفخخًا مسبقًا لهذا الغرض. وأضاف أن الهواتف المتداولة في لبنان ومناطق أخرى تُنتَج غالبًا من قبل شركات عالمية مثل Apple وSamsung، وهي تلتزم بأعلى معايير الأمان خلال التصنيع، ما يجعل حدوث أي انفجار عشوائي أمرًا شبه مستحيل، ما لم يكن ناتجًا عن تدخل خارجي متعمد. تفاصيل تقنية دقيقة أشار بعلبكي إلى أن نوع البطارية يُعد عاملًا أساسيًا في هذه المسألة، وخصوصًا بطاريات 'الليثيوم' التي تُعد الأكثر استخدامًا في الأجهزة الذكية. وأوضح أن هذه البطاريات قد تتعرض لاحتراق – وليس انفجارًا – في حال تم سحبها وهي في حالة 'جوع كهربائي' (أي عند انخفاض مستوى الشحن إلى درجة حرجة) وتركها غير مشحونة، حتى لو لفترة قصيرة. ومع ذلك، شدد على أن هذا السيناريو نادر جدًا ولا يؤدي بالضرورة إلى انفجار مباشر. وأوضح بعلبكي أن معظم الهواتف الحديثة مزودة بأنظمة حماية ذكية تقوم تلقائيًا بفصل عملية الشحن عند ارتفاع درجة حرارة الجهاز، وغالبًا ما تظهر رسائل مثل 'Overheated' عند تعرّض الهاتف لحرارة مفرطة، كأشعة الشمس المباشرة، ما يسهم في حماية الجهاز من التلف أو الاحتراق. في ضوء هذه المعطيات التقنية، يتضح أن أجهزة الهواتف الذكية تخضع لمستويات أمان متقدمة، تجعل من فكرة الانفجار العشوائي غير مبرّرة. وفي وقتٍ يشهد فيه الشرق الأوسط أزمات متلاحقة وتوترات تهدد الاستقرار الإقليمي، تبرز الحاجة الملحّة إلى التمسك بالهدوء، والاستناد إلى مصادر موثوقة، ومعلومات دقيقة لتجنّب الانجرار خلف الشائعات أو تهويل المخاطر التقنية غير الواقعية. المصدر: موقع المنار