logo
المسجد الأقصى

المسجد الأقصى

هلا اخبار٢١-٠٤-٢٠٢٥

مشاهد ميلودرامية في ساحات القدس. وإلى أين يريد الإسرائيليون أن يصلوا؟ من يقرأ رؤوس «حاخامات» أورشليم، ويدخل إلى النص التوراتي، يدرك كيف تفكر «دولة المجانين»؟ نتنياهو وبن غفير وسموتريش مصرّون على هدم المسجد الأقصى، وتهويد المدينة، وشطب الوجود العربي المسيحي والإسلامي في القدس.
أول أمس، منع جيش الاحتلال في القدس المصلين المسيحيين من الدخول إلى كنيسة المهد، حيث أُقيمت الصلوات والتراتيل لإحياء روح المسيح.
هجوم واعتداء همجي إسرائيلي على المسيحيين، واستهداف بربري للكنائس المسيحية، وعدم احترام مشاعر المسيحيين تجاه أقدس كنائسهم.
اليهود لم يعودوا كما كانوا يُوصفون في أدبيات الغرب بـ»أمة الآلام». واليوم، الفلسطينيون هم «أمة الآلام». وهذا هو منتهى الغطرسة الإسرائيلية، وما نلاحظه أيضًا في أفكار واتجاهات رأي لمفكرين غربيين يتحدثون عن التراجيديا الإسرائيلية والأمريكية. ويبدو أن بداية نهاية أمريكا ستكون من غزّة، وليس من حربها الكونية التجارية والنووية والتكنولوجية مع الصين وروسيا وأوروبا والعالم.
ماذا يحدث في القدس؟ إسرائيل في ذروة الهذيان التوراتي. ما نتوقع وما لا نتوقع، يمكن أن يحصل.
جنون إسرائيلي… والعالم يقف متفرجًا، وساعة وتوقيت الكرة الأرضية يدقّ على عقارب أورشليم.
دعوات، وضبط النفس، ومهزلة الوساطة الدولية، وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي… هل سوف توقف حرب غزّة، وتوقف الهذيان التوراتي في غزة والضفة الغربية والقدس؟ نتنياهو يتصور أنه سيكون «ملك ملوك» أورشليم. وفي ذروة الهذيان التوراتي، أن هدم أو حرق المسجد الأقصى، وأن الهيكل الثالث سيُبنى بعظام وجماجم الفلسطينيين والعرب.
في الشرق الأوسط، الأنبياء يتزاحمون. ولا توجد على الكرة الأرضية رقعة جغرافية يتزاحم بها الأنبياء كما هو حال إقليمنا. وحروب دينية، وقطع رؤوس، وفتاوى توراتية، وأساطير مؤسسة. يبدو أنه قدر الشرق الأوسط، بل إنها لعنة! نلاحظ كيف أن الإسرائيليين، مهما اختلفوا وافترقوا، إلا أنهم يتفقون على قتل وإبادة العرب… مفكر إسرائيلي يقول: العربي الجيد هو العربي الميت.
يتجاوزون التفاصيل، ويتفقون على أمن وقوة وجود إسرائيل، يبكون قتلى حروب إسرائيل، ولا يتفرقون كالأحزاب العربية على مذابح شعوبهم.
اعتصامات واحتجاجات في قلب «تل أبيب»، للإفراج عن أسرى حرب غزة. المحتجون لا يختلفون مع نتنياهو على حرب غزة وإبادتها، ولكنهم يضغطون لتسريع حسم الحرب، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، وضمان حياتهم.
ما يحدث في غزة والقدس يعتبره مفكرون ومؤرخون يهود «أمرًا إلهيًا». ونبوخذ نصر دمّر الهيكل الأول وسباهم إلى بابل، وتيتوس الروماني دمّر الهيكل الثاني وشتّتهم في أرجاء الكرة الأرضية. وحاخامات أورشليم، وهم الحكّام الحقيقيون في دولة الاحتلال، يعتبرون أن «إسرائيل» بحاجة إلى صدمة لبناء الهيكل الثالث.
من يستطيع أن يمنع أو يردع «يهوذا»؟ الفلسطينيون عُزّل. وهل يستطيعون أن يمنعوا بناء الهيكل الثالث؟ ومن يقاتل إلى جانب الفلسطينيين؟ ومشايخ الإخوان المسلمين يعلّبون الناس طائفيًا، ويكفّرون من يلبس بنطال «جينز»، ويسمع لأغاني أم كلثوم وعبدالوهاب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأردن وعيد الاستقلال التاسع والسبعون
الأردن وعيد الاستقلال التاسع والسبعون

الدستور

timeمنذ 3 ساعات

  • الدستور

الأردن وعيد الاستقلال التاسع والسبعون

الأستاذ الدكتور مجد الدين خمش * هناك مساحة للاحتفال تتّسع بتزايد الأمل والثقة بالمستقبل بالرغم من التحديات والنزاعات الإقليمية المسلّحة الصعبة، المدمّرة. حيث يجد الأردنيون من شتى المنابت والأصول أنفسهم وهم يحتفلون بعيد الاستقلال التاسع والسبعين محاطون بأمواج متلاطمة في الجوار، تحاول فئة قليلة استغلالها لزيادة نفوذها ومكاسبها المشبوهة، وهيمنتها على قرارات المجتمع. فيلجأ الأردنيون إلى قيادتهم السياسية العليا، جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، ومؤسساتهم الدستورية، وقواتهم المسلحة، الجيش العربي، وأجهزتهم الأمنية والاستخبارية المتميّزة لضمان الأمن والاستقرار، ووأد المخططات المشبوهة ومواجهة التحديات المعيشية. كل ذلك وهم مستمرون قيادة وشعبًا، ومؤسسات إغاثية في دعم، ومساعدة، ونجدة أشقائهم في غزة وفلسطين. ويدرك الأردنيون في الوقت ذاته أهمية ودور التفاوض والديبلوماسية في ضبط الأحداث وتوجيهها. ذلك أن الديبلوماسية عملية مهمة للتعامل مع الأحداث والأزمات والصراعات سلميًا وتوافقيًا من خلال التفاوض المباشر أو غير المباشر؛ تؤكد أن هناك عدة طرق لحل المشكلة وليس طريقًا واحدًا لا غير. وقد عرّفتها هيئة الأمم المتحدة في ميثاقها في الفصل السادس بأنها فن التفاوض والوصول إلى حلول سلمية. مما رسّخ هذه الفنون السياسية كأعراف ديبلوماسية دولية متّبعة وممارسة في حل النزاعات بين الدول وغيرها. فهي بالتالي طرق الاتفاق على القرار السياسي لتسوية النزاعات، وإيقاف الحروب بما يحقق مصالح الأطراف المتنازعة عن طريق المفاوضات المباشرة، أو غير المباشرة. أو عن طريق الوساطة، أو إقامة التحالفات الإقليمية والدولية لدعم جهود الوساطة. ويؤيد الأردنيون وبنسب مئوية مرتفعة جدًا السياسات الوطنية التي يتبناها الأردن بقيادة جلالة الملك، وبوحي من مبادراته الإيجابية، ومواهبه الكاريزمية في إنشاء التحالفات المؤثّرة عربيًا ودوليًا، ودعم الاستقرار السياسي والمعيشي داخليًا. ومن أهم هذه السياسات، ما يلي: استمرار الدعم والمساندة لغزة وشعبها إغاثيًا وطبيًا وسياسيًا، والعمل على وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب. والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ودعمه في إقامة دولته الوطنية على التراب الوطني الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشرقية. واستمرار رعاية المقدّسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين. تدعيم الاستقرار الداخلي أردنيًا، وترسيخ الأمن والأمان كواقع حياتي معاش، ومستدام. ورفض كل أشكال الاستقواء على الدولة وأجهزتها، بما في ذلك محاولات أي فئة لفرض أجنداتها المشبوهة لتوريط الدولة والمجتمع في مغامرات نزقة غير محسوبة العواقب. تدعيم برامج التحديث الاقتصادي والسياسي والإداري، وإقامة المشاريع الكبرى، ونشر الريادة، والابتكار في مجالات الأعمال لتحقيق النمو، وضمان الرفاه الاجتماعي للمواطنين الأردنيين من شتى المنابت والأصول. ونشيد كمواطنين فاعلين، ونشطاء في منظّمات المجتمع المدني الوطنية في هذه المناسبة الوطنية الثمينة، عيد الاستقلال التاسع والسبعين بجهود جلالة الملك، حفظه الله، وجهود جلالة الملكة رانيا العبد الله، حفظها الله، وجهود سمو الأمير الحسين بن عبد الله، ولي العهد، حفظه الله المباركة لدعم صمود أهلنا في غزة والضفة الغربية في وجه البطش الصهيوني الغاشم، والسهر على إيصال كل أشكال الدعم الإغاثية لغزة. والتواصل مع منصات الإعلام العالمية والإقليمية والمحلية لإيصال وجهة النظر الفلسطينية والعربية إلى المحافل المؤثّرة في القرار العالمي، والضغط في اتجاه وقف العدوان بالسرعة الممكنة. ويعبّر المواطنون عن تأييدهم لجهود جلالة الملك، ومواقفه الوطنية، وإدانتهم الحرب المدمّرة على غزة ويدعمون صمود أهلنا في غزة والضفة الغربية في وجه العدوان الصهيوني الغاشم، ومواجهة الخلايا الإرهابية النائمة ومحاولاتها العبث بأمن الوطن. ذلك أن استقرار الأردن وقوته قوةٌ لفلسطين ونصرةٌ لغزة وأهلها الصامدين المناضلين. ويبدون افتخارهم بدور جلالته المؤثّر في دعم حقوق الشعب الفلسطيني وضمان استدامة دخول المساعدات الإنسانية الغذائية والطبيّة إلى القطاع المنكوب جوًا وبرًا، وبذل الجهود لوقف الحرب بالسرعة الممكنة. ودعم جهود الشعب الفلسطيني وقياداته في إقامة دولته الوطنية على التراب الوطني الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشرقية. ويجدون الترحيب الودّي، والاستقبال الراقي حين يؤمون الديوان الملكي الهاشمي العامر للتعبير عن مشاعر الوفاء والحب الصادق لجهود لشخص جلالة الملك وجهوده المباركة. ويُسعدون بالترحيب والحفاوة وحسن الاستماع من لدن معالي السيد يوسف العيسوي، رئيس الديوان الملكي الهاشمي العامر، ويشعرون بالفعل أنهم في بيتهم، بيت الأردنيين جميعًا. كما يجدون مثل هذا الترحيب من لدن مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر كنيعان عطا البلوي، وجميع العاملين في الديوان الملكي الهاشمي العامر. ويؤكد معالي رئيس الديوان الملكي الهاشمي العامر في هذه اللقاءات « أن جلالة الملك، ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم يقود حراكًا قويا ومكثفا، على مختلف المستويات وعلى جميع الصعد، وأن الحراك الملكي تمكن من التأثير في الموقف الدولي لما فيه مصلحة الأشقاء الفلسطينيين سياسيًا وإغاثيا، رغم المحاولات الإسرائيلية في تبريرعدوانها الهمجي وتسويقه دوليا». وتثمّن قوى المجتمع وتنظيماته الأهلية في المدن والريف والبوادي والمخيّمات، ومنظمات المجتمع المدني بما في ذلك الأحزاب السياسية متابعة جلالة الملك للبرامج الحكومية التنفيذية 2023-2025 المنبثقة عن الرؤيا الوطنية للتحديث الاقتصادي والسياسي والإداري. ويلتقى جلالته بحضور صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد بدولة رئيس الحكومة الدكتور جعفر حسّان، السياسي الميداني النشط، وأعضاء الحكومة المعنيين لمناقشة ما تم التوصل إليه من إنجازات لتنفيذ برامج ومبادرات هذه الرؤية الوطنية، مشددّا جلالته على ضرورة التركيز على المشروعات الكبرى التي تضمن خلق فرص العمل والدخل للشباب الأردني من الجنسين، وتؤدي إلى نمو مستدام في الناتج المحلي الإجمالي، وتدعم زيادة معدلات الدخل الفردي من هذا الناتج. كما يشدّد جلالته بشكل خاص على أهمية مشروع الناقل الوطني للمياه، وضروة إنجازه قبل نهاية العقد الحالي، حيث يوفّر هذا المشروع 300 مليون متر مكعب من المياه المحلاّه سنويا ونقلها من العقبة إلى عمان بحيث تحمي اقتصاد الأردن وتحفّز نمّوه المستدام، وتزيد في منعته وقوته في مواجهة عوامل عدم الاستقرار السياسي في الإقليم وتداعياتها على استقرار الوطن، واستدامة الأمن المعيشي للمواطنين بالرغم من التغيّرات المناخية غير المواتية، وتبعد المواطن عن خطوط الفقر المائي. ويوعز جلالته بضرورة تطوير نظم المتابعة لاستدامة تقييم الأداء ومعالجة الثغرات حال بروزها، بالإضافة إلى زيادة كفاءة التواصل بين المسؤول والمواطن والقطاع الخاص تدعيما للتشاركية وتنسيق الجهود وتواصل العمل والإنجاز. - عميد كلية الآداب (الأسبق)- الجامعة الأردنية

الجيش حامي الاستقلال
الجيش حامي الاستقلال

سرايا الإخبارية

timeمنذ 4 ساعات

  • سرايا الإخبارية

الجيش حامي الاستقلال

بقلم : العميد المتقاعد حسن فهد ابوزيد نحتفل هذا العام بالذكرى التاسعة والسبعين للاستقلال، والأردن يمرُّ بظروفٍ استثنائيةٍ وخطيرة، يعيشها العالم بشكلٍ عام، والعرب على وجه الخصوص. وفي ظل هذه الأجواء، يثبت الأردن كما هو عبر تاريخه الطويل أنه دولة ذات سيادة واستقلال وقانون، بالرغم من مروره بسنواتٍ عجافٍ ازدادت حدَّتها في الخمسة عشر عاماً الأخيرة، إذ يعيش أجواءً ملتهبة في محيطه أطاحت ببعض دول المنطقة، وخاصةً العربية منها، وما زالت هذه الدول حتى الآن تعاني من حالة عدم الاستقرار، بانفلات الأمن والأمان فيها. إلا أن الأردن، وقيادته الهاشمية الحكيمة، يزداد قوةً ومنعةً وصلابةً في مواجهة كل التحديات التي تُحاول التأثير على قراره السياديّ الحرّ، وخاصةً في هذه الظروف الاستثنائية التي تمرّ بها المنطقة ككل. وما يجري في قطاع غزة وفلسطين الآن من حربٍ إجرامية تهدف إلى إبادة الجنس البشري بطريقة وحشية منذ عامٍ ونصف العام ونيف، حيث يرتكب جيش الاحتلال أبشع أنواع الجرائم في تاريخ البشرية من قتل المدنيين والأطفال الرُّضَّع والشيوخ والنساء، وهدم البيوت على ساكنيها دون رأفةٍ أو رحمة، وممارسة سياسة التجويع والتشريد بهدف التهجير القسريّ لأبناء قطاع غزة. في هذه الأجواء كلّها، استطاع الأردن أن يخرج من ذلك أقوى وأمتن، معبّراً عن موقفه مما يجري بكلّ جرأةٍ وصراحة، نابعاً من انتمائه لأمته وعقيدته الدينية السّمحة. ويعود الفضل -بعد الله سبحانه وتعالى- لسياسة قيادته الهاشمية الحكيمة الشجاعة، التي تسلّمت نظام الحكم عبر تاريخ المملكة مروراً بممالكها الأربعة بقيادة الهاشميين منذ الثورة العربية الكبرى، التي جاءت من أجل حرية وكرامة العرب واستقلالهم، فجاء الأردن ثمرةً من ثمارها، وجيشه العربي الهاشمي المنبثق من جيش الثورة العربية الكبرى، حامي الاستقلال ومنجزاته ومقدّراته. أما منتسبوه، فهم كما وصفهم جلالة الملك عبدالله الثاني: 'الأصدق قولاً، والأخلص عملاً'، وبعد الإحالة على التقاعد وصفهم بأنهم: 'بيت الخبرة، والرديف القويّ للجيش النظامي إذا دعت الحاجة'. فمن خلال مواكبة هذا الشعب الأردني العظيم للمنجزات الكبيرة التي تحققت منذ الاستقلال وحتى وقتنا الحاضر، صاغ الأردن قصّة وجوده منذ تأسيس إمارة شرق الأردن رسمياً عام 1923، وحتى الاستقلال الذي نحتفل به منذ عام 1946، في عهد الملك المؤسس الشهيد عبدالله بن الحسين، الذي قضى شهيداً على عتبات المسجد الأقصى دفاعاً عن القدس والمقدسات. ثم عهد الملك طلال، محدّث الدستور الأردني، إلى عهد الملك الراحل الحسين، أغلى الرجال وأشرف النسب، باني نهضة الأردن الحديثة عبر نصف قرنٍ من الزمن تقريباً في مختلف المجالات، ومن ثم إلى جلالة الملك المعزّز عبدالله الثاني ابن الحسين -حفظه الله ورعاه- لقيادة الأردن بكل كفاءة واقتدار، للسير على خطى من سبقه من الهاشميين، مترسّماً نهج الأوائل، لينهض بالأردن بكافة الصُّعُد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلى أكمل وجه وليأخذ موقعه على الخريطة الدولية، للوصول بالأردن إلى برّ الأمان، بالرغم من الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة. ومن خلال قيادته الهاشمية الحكيمة، عبّر الأردن عن موقفه في كلّ المنابر الدولية والأممية لإدانة هذه الحرب المسعورة على الفلسطينيين في قطاع غزة، والمطالبة بوقفها فوراً، ومنع التهجير، وفتح المعابر الحدودية لدخول المساعدات العلاجية والغذائية. وليس هذا فحسب، فقد مدّ الأردن يده للأشقاء، بإرسال المستشفيات العسكرية إلى الأهل في غزة والضفة، وأفشل جلالته المخطط الذي كان يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وقالها مدوّيةً وصريحةً من البيت الأبيض عند لقائه بالرئيس الأمريكي ترامب، مؤكداً رفضه القاطع لخطة التهجير التي كانت تسعى إليها أمريكا وإسرائيل. وما زال جلالته يردّد هذا الموقف من خلال 'اللاءات الثلاث' المعروفة. وكان الأردن الأول في العالم، والمبادر بإسقاط المساعدات من الجو، بمشاركة شخصية من جلالة الملك عبدالله الثاني ووليّ عهده سمو الأمير الحسين، بالرغم من المخاطر التي قد تترتب على ذلك في ظل الحصار القاسي. وهذا ليس بجديد على الأردن وتاريخه العريق في مثل هذه المواقف. ونحن نتفيّأ هذه الأيام ظلال هذه الذكرى العطرة المجيدة، ونستذكر من خلالها ما حقّقه الأردن من منجزات عظيمة مكّنته من الثبات والتطوّر في كل المجالات، فإننا لا بدّ أن نرجع الفضل لصاحب الفضل، بكلّ وفاءٍ وعرفان، لصانع المجد والاستقلال، ومؤسس المملكة الذي نذر نفسه دفاعاً عن قضايا العرب، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والتي استُشهد في سبيلها الملك المؤسس الشهيد عبدالله بن الحسين، الذي سعى منذ تشكيل أول حكومة أردنية برئاسة رشيد طليع في شهر نيسان من عام 1921، إلى رفع كيان هذه الأمة، حتى أصبحت مملكة مستقلة ذات سيادة عام 1946، لتكون للأردنيين دولتهم، وحريتهم، وتُصان كرامتهم. ليقف الأردن إلى جانب العروبة، ويدافع عن فلسطين، فمن هنا شارك الجيش العربي الأردني في معارك القدس، واللطرون، وباب الواد، والشيخ جراح، ليكون من أوائل المدافعين عن ثرى فلسطين ومشاركته في حرب ال٤٨ في كافة الحروب التي خاضها دفاعاً عن الأشقاء العرب وفي عام 1956 وبعد أن تحقق الاستقلال التام والكامل بتعريب قيادة الجيش ليمون الجيش عربيا بقرار عربي و وبهذا القرار تم تحديث وتطوير القوات المسلحة مما مكنها القيام لدورها على أكمل وجه لحماية الاستقلال الذي أنجز عام ١٩٤٦ وكانت أولى مهامه بعد التعريب أن شارك بصد العدوان الثلاثي على مصر عام ال٥٦ وفي حرب 1967، وحرب الجولان عام 1973، ولا ننسى النصر العظيم الذي توِّج بمعركة الكرامة الخالدة عام 1968، حيث تحقق أول نصرٍ للعرب منذ بدء الصراع العربي الإسرائيلي. لقد سطّر فيها الجيش الأردني أروع صور البطولة والفداء، لتحكي قصص نشامى الوطن، الذين تشهد لهم أضرحتهم في القدس، وجبل المكبر، وتل الذخيرة، وحيّ الشيخ جرّاح، وتلّة الرادار، على ما قدموه دفاعاً عن القدس والمقدسات ولا ننسى ما قام ويقوم به الجيش العربي من دوره خارجياً في حفظ السلم والسلام العالمي في العديد من دول العالم والتي كانت تعاني من حالة من عدم الاستقرار فيها....حيث كانوا بيد يحملون السلاح وبيد أخرى يحملون غصن الزيتون. ويقدمون الدعم والمساعدات الغذائية للشعوب التي انهكتها الحروب في الكثير من دول العالم التي عانت من ويلات الحروب... ويأتي احتفالنا هذا العام بالذكرى التاسعة والسبعين للاستقلال، ليُخرج الأردن من كلّ تلك المحن أقوى وأمتن، بالرغم من العواصف التي تحيط بالمنطقة، والوضع الاقتصادي غير المستقر، وتعرضه للكثير من الهزّات والرياح العاتية، التي اجتاحته منذ تأسيس المملكة وحتى وقتنا الحاضر. ومع ذلك، نسمع بين الحين والآخر من يُنكر أو يُشوّه الدور الأردني الكبير، بالرغم من وضوح موقفه تجاه الإخوة الأشقاء العرب، وفي فلسطين وقطاع غزة، وهو موقفٌ نابع من مبادئ رسالة الثورة العربية الكبرى، بالوقوف لما فيه مصلحة الأمة، وحريتها، واستقلالها، وكرامتها… وسيبقى هذا هو الموقف الأردني تجاه قضايا الأمة موقفاً قويا نابع من قوة قيادته وجيشه وشعبه....... مبارك للأردن، ولمليكنا المفدى، ولجيشنا العربي الهاشمي المصطفوي، حامي الحمى، وحامي الاستقلال ومنجزاته، ومبارك لشعبه الوفي. وسيبقى الأردن حراً عربياً هاشمياً مستقلاً، أبى من أبى، ورضي من رضي… وكل عام والوطن وقائده وجيشه وأجهزته الأمنية المختلفة وفرسان الحق، وشعبه العظيم، بألف ألف خير.

الأردن والقضية الفلسطينية.. موقف ثابت ودور محوري
الأردن والقضية الفلسطينية.. موقف ثابت ودور محوري

الدستور

timeمنذ 4 ساعات

  • الدستور

الأردن والقضية الفلسطينية.. موقف ثابت ودور محوري

ماجدة أبو طير يواصل الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، أداء دور محوري في دعم القضية الفلسطينية، مستندًا إلى ثوابت وطنية وتاريخية ترتكز على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، ورفض جميع أشكال تصفية القضية الفلسطينية. ولم تتوقف الدبلوماسية الأردنية عن التحرك في كافة المحافل الإقليمية والدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، والدعوة إلى حل الدولتين كخيار وحيد لتحقيق السلام العادل والشامل. وتؤمن المملكة بأنّ إقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة تمثّل مصلحة وطنية أردنية عليا، وأن السلام الشامل والعادل لن يتحقق إلّا بتلبية طموحات الشعب الفلسطيني المشروعة، وإقامة دولته المستقلّة وفق مبدأ حلّ الدولتين. في خضم التصعيد الإسرائيلي المستمر في الأراضي المحتلة، كثّف الأردن تحركاته السياسية لمنع التصعيد والدفع باتجاه استئناف عملية السلام، كما يعمل بشكل دائم على حشد المواقف الدولية لرفض الانتهاكات في القدس، وخاصة ما يتعلق بتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، ولم تقتصر الجهود المقدمة في شكلها السياسي بل ايضا انسانية إغاثية. تمر مناسبة استقلال الأردن التاسع والسبعين في ظل ظروف استثنائية تعيشها القضية الفلسطينية، هذه القضية التي تربعت دوماً على سلم أولويات جلالة الملك باعتبارها قضية وطنية، فضلا عن أنها قضايا قومية وإسلامية. وفي تصريحات لـ»الدستور» قال سياسيون إنّ جلالة الملك عبدالله الثاني يؤكد دوماً أنّ المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار إلّا بحلّ القضية الفلسطينية، وبما يحقق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس الشرقية، في إطار تسوية عادلة ودائمة، فمن دون هذا الحل ومن دون إنهاء الاحتلال، لا سلام ولا أمن في المنطقة. عاكف الزعبي يقول الوزير الأسبق، عضو مجلس الأعيان عاكف الزعبي، إنّ علاقة الأردن مع القضية الفلسطينية علاقة تاريخية وعميقة، فمنذ البدايات ينظر الأردن للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية أردنية كما هي عربية، إلى جانب أنها قضية تأخذ حيزاً كبيراً على المستوى الرسمي والشعبي ورعاية خاصة من القيادة بحكم العلاقة الأردنية الفلسطينية الوثيقة جدا، كما تميزت نظرة القيادة لهذه القضية والمخاطر التي تحيط بها والعمل على إنقاذها بالحكمة والحصافة. وأشار الزعبي إلى أن الأردن ينظر لهذه القضية بحساسية كبيرة وعبر الجهود المكثفة المتواصلة سواء للأهل في قطاع غزة أو الضفة الغربية فإنه يواصل تقديم المساندة في ظل ظروف معقدة وصعبة تعيشها القضية تحت وقع مؤامرات كبيرة، ورأينا الأردن كيف أنه كان واضحا في مسمياته وموقفه من العدوان الاسرائيلي السافر على أهلنا في القطاع، وساهم كثيرا في المواقف السياسية وهو الأكثر فعالية في تقريب وجهات النظر العربية، وقيادة جهود على المستوى الدولي والأمم المتحدة، وهنالك دبلوماسية عميقة بالتزامن مع الدور الإغاثي الذي قدمه لمساندة الأشقاء وبشكل قوي ومستمر، وجلالة الملك عبدالله الثاني في كل المحافل الدولية كان جهده واضحا ومؤثرا. مصطفى عماوي يشير عضو مجلس النواب د. مصطفى عماوي إلى أنّ الأردن من الدول الداعمة للقضية الفلسطينية على مدى التاريخ، على المستوى السياسي والشعبي، خاصة فيما يتعلق بوحدة الصف الفلسطيني عبر دعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة القابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي ومبادرة السلام العربية. وبين عماوي أن الأردن يقود باستمرار جهودا دبلوماسية على المستوى الدولي للدفاع عن القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية، كذلك كان موقف الأردن واضحاً إزاء حرب الإبادة التي يواجهها الأهل في قطاع غزة، رافضاً ما يجري، وهنالك إجماع رسمي وشعبي على خطورة هذه الحرب وخطورة هذا العدوان، والأردن قدم الكثير انطلاقا من إيمانه بالواجب العروبي، ولا يمكن نسيان الشهداء الأردنيين الذين ما زالت جثامينهم في فلسطين، حيث يبلغ عددهم أكثر من أربعة آلاف. وأشار إلى ثبات الموقف الأردني ورفض التهجير والتوطين بكل أشكاله، فرغم الضغوطات فإن موقفه لا يتغير، والشعب ملتف حول هذه الثوابت الوطنية ، والأردن بوصلته معروفة. خالد رمضان ويؤكد عضو مجلس الأعيان، خالد رمضان إنه في هذا العيد، من الضرورة أن نقف عند تأسيس الإمارة منذ 1921، وفلسطين حاضرة في وجدان الأردنيين بجميع المستويات، وفي المشهد الأخير عندما نرى حرب الإبادة على أهلنا في قطاع غزة فإن الأردن لم يتوانَ عن الدعم السياسي والإنساني، وكامل مؤسسات الدولة الرسمية والشعبية اقتسمت رغيف الخبز بيننا وبين أهلنا في فلسطين، وبالمنحى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإنساني فالأردن يقوم بواجبه ولا ينتظر الشكر من أحد. وأضاف رمضان: القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن هي قضية أردنية بامتياز، ولم تبدأ في السابع من أكتوبر، فالجهد الأردني الذي قاده جلالة الملك عبدالله الثاني مستمر منذ سنوات طويلة، والأردن كان له دور واضح في مساندة الاشقاء الفلسطينيين خاصة في حرب غزة، وهذه الإبادة ليست مرتبطة بغزة فقط بل بمجمل القضية، ومنذ اليوم الأول والأردن يقف مؤازرا، وكذلك عبر الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وموقفه واضح وثابت تاريخياً. وبين رمضان أنّ جلالة الملك عبدالله الثاني شكل اختراقا سياسيا في المنظومة العالمية، وكان أساس تغيير وجهة نظر المجتمع الدولي، والأردن عبر مجهوده السياسي لعب دورا في غاية الأهمية ولم يحايد في مطالبه الرئيسية، فالأردن متمسك في أن الحل هو سياسي عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أرض الفلسطينيين الوطنية وبحق تقرير المصير للفلسطينيين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store