
لماذا منعوا الوزراء من زيارة الضفة؟
منعت إسرائيل، حتى ساعة كتابة هذه السطور، وزراء خارجية عرب من زيارة رام الله في الضفة الغربية المقررة الأحد، وقد تحدث هذه الزيارة لاحقا.
دلالات المنع الإسرائيلية أخطر بكثير من منع وزراء خارجية عرب، فهي تقول إن الضفة الغربية إسرائيلية، وليست فلسطينية، والسيادة عليها إسرائيلية أيضا، ولا شرعية بالمفهوم الإسرائيلي لسلطة أوسلو التي كان الوزراء يريدون زيارتها، وهذا المنع يؤشر فعليا إلى أن لا دولة فلسطينية ستقام في الضفة الغربية.
لقد قيل مرارا إن الضفة الغربية أهم بكثير لإسرائيل من غزة، لاعتبارات تاريخية ودينية، حيث تدعي إسرائيل أن دولة يهودا والسامرة اقيمت فيها، كما أن فيها القدس والخليل ونابلس وهي مناطق مصنفة توارتيا بكونها مناطق مقدسية، ومع هذا فإن موارد الضفة الغربية الزراعية والمائية غنية جدا تتفوق على غزة ومناطق ثانية، فيما تتفوق شواطئ مناطق فلسطين 1948 بالغاز والنفط.
لن تسمح إسرائيل لوزراء خارجية عرب بزيارة رام الله، والقرار بيدها، وهي تمنع الرئيس الفلسطيني ذاته من التحرك من رام الله إلى البيرة المجاورة الا بإذن.
وهي أيضا تتحكم بحركة مسؤولي سلطة أوسلو عبر التنسيق الأمني، والمرور عبر الحواجز، والسفر إلى الأردن أو مصر أو أي دولة، ولا ينجو من العقاب الإسرائيلي الا من كانت أوراقه بيضاء إسرائيليا من هؤلاء للأسف الشديد.
الدلالة الأخطر ترتبط بأمرين، أولهما أن تقويض وجود سلطة أوسلو بهذه الطريقة يعني أن إسرائيل لن تسمح لها بالعودة إلى قطاع غزة، فهي لا تعترف بها في الضفة الغربية، ولن تمنحها شرعية العودة إلى قطاع غزة، بما يؤشر على وضع اسوأ مقبل في القطاع على المستوى السياسي والأمني والاجتماعي.
ثانيهما أن اتفاقية اوسلو تم دفنها عملياً، واجراءات الدفن جارية على قدم وساق، عبر التعسف الأمني، وعبر التجفيف الاقتصادي، الذي وصل حد عدم الاعتراف بمليارات الشيكلات والمقدرة بخمسة مليارات شيكل، أي مليار دينار أردني موجودة بيد الناس وفي مصارف الضفة الغربية، وهذا يعني تفليس الفلسطينيين، وأيضا منع الفلسطينيين من العمل، ثم مشروع اقامة جدار عازل مع الأردن مؤخرا بما يعني شطب جغرافيا غور الأردن من الجهة الغربية من المشروع الفلسطيني، وما يجري من استباحات في الأقصى ومدينة القدس.
السلطة هنا تحولت بشكل واضح إلى شركة أمنية تقدم الخدمات للاحتلال، حتى دون أن تقبض، سوى السلامة الفردية المؤقتة، لكنها لم تعد نواة لدولة فلسطينية.
المفارقة أن إسرائيل هنا لا تريد مقاومة من غزة، ولا تريد أيضا سلاما في الضفة، فهي تحارب النموذجين، ولو كان نموذج الضفة الغربية يؤدي إلى ثمرة سياسية، لفكرنا في الأمر، مقارنة بما يحدث في غزة، لكن المشترك بينهما أن النتيجة الإسرائيلية واحدة، وتستهدف شطب الديموغرافيا الفلسطينية من كل فلسطين.
هذا يعني أن المخطط لم ينته، ولن ينتهي بهدنة مؤقتة أو دائمة، والذين يظنون أن الحرب ستضع أوزارها بمجرد وقف الحرب في غزة، يتوهمون لانهم لا يريدون الاعتراف أن ذروة المشروع الإسرائيلي لا تقف عند هذا الحد، وربما يستفاد من الهدنة للتفرغ لإيران، ثم العودة إلى غزة والضفة الغربية، إذا لم تحدث صفقة مع طهران، وهذا يقول إن المنطقة ما تزال تغلي حتى الآن، برغم السكون الظاهر.
مواصلة الكلام عن حل الدولتين، متاجرة في الوهم أيضا، ولا أعرف ماذا ينتظر الفلسطنييون والعرب للخروج والاقرار علنا أن لا دولة فلسطينية على الطريق.
اما الحل الوحيد لكل هذا الواقع فنعرفه جميعا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 28 دقائق
- رؤيا نيوز
الملك يجتمع بمسؤولين بريطانيين حاليين وسابقين في البرلمان البريطاني
اجتمع جلالة الملك عبدﷲ الثاني، الجمعة، بمسؤولين بريطانيين حاليين وسابقين، وأعضاء في مجلسي العموم واللوردات في البرلمان البريطاني، لبحث أبرز التطورات في الشرق الأوسط. وركز الاجتماع على الأوضاع في غزة، إذ أكد جلالته ضرورة الوقف الفوري للحرب، وضمان إيصال المساعدات الإغاثية الكافية للحد من الوضع الإنساني المتردي. ولفت جلالته إلى أهمية دور المملكة المتحدة في تحقيق الاستقرار في المنطقة، والعمل على إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين. وتناولت النقاشات التطورات في الضفة الغربية، والقدس، وسوريا.


الغد
منذ 2 ساعات
- الغد
دمشق: مفاوضات غير مباشرة مع "إسرائيل" بشأن الالتزام باتفاقية فصل القوات
قال وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، إن هناك مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل تتمحور على اتفاقية فصل القوات لعام 1974 وضرورة الالتزام بها. اضافة اعلان جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الوزير مساء الجمعة، تناول فيه آخر التطورات بشأن أعمال الحكومة السورية، واستعرض الإنجازات والتحديات التي تواجه البلاد في المرحلة الحالية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا). وقال المصطفى، إن "الحكومة شددت على أن هناك مفاوضات غير مباشرة نشأت عن وجود اعتداءات إسرائيلية مستمرة، وهذه المفاوضات غير المباشرة تتمحور على اتفاقية فصل القوات لعام 1974 وضرورة الالتزام بها". وفي سياق آخر، أضاف وزير الإعلام السوري أن الرئيس أحمد الشرع أكد خلال ترؤسه الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء الجمعة، على ضرورة صياغة بيئة مناسبة للاستثمار عبر مجموعة من القوانين والتشريعات النافذة وحرية حركة الأموال، بعد أن أنهت سوريا مرحلة بناء الثقة، ودخولها مرحلة جديدة لاستعادة مكانتها. وأكد الشرع أن "سوريا أمام فرصة تاريخية للتوجه نحو الاستثمار الأجنبي الكبير في قطاعات حيوية، والطلب على الاستثمارات في سوريا كبير"، لافتا إلى صدور قانون بخصوص الاستثمار "قريبا"، وفق المصطفى. وقال وزير الإعلام: "الرئيس تحدث عن صياغة بيئة مناسبة للاستثمار عبر مجموعة من القوانين والتشريعات النافذة وحرية حركة الأموال، وعن حاجة سوريا إلى إصلاح مالي في المدفوعات يشمل دخول عالم العملة الرقمية والإلكترونية كخطوة أساسية في المستقبل".-(الأناضول)


الغد
منذ 2 ساعات
- الغد
غارات إسرائيلية عنيفة على مناطق عدة في سوريا
اضافة اعلان وذكرت مصادر أن 3 غارات إسرائيلية على الأقل استهدفت مواقع عدة بريف درعا، منها غارة طالت مقر الفوج 175 في محيط مدينة "إزرع".ولفتت مصادر محلية إلى أن غارات أخرى استهدفت محيط "نوى" ومحيط "تل المال" و"تل الشحم" وتل "المحص" غربي بلدة "نمر".بالتزامن مع ذلك، ذكر شهود عيان أن طائرات إسرائيلية شنت غارات على محيط بلدة "سعسع" في ريف دمشق الغربي.كما استهدفت الغارات الإسرائيلية مقر "اللواء 121" في بلدة "كناكر" بريف دمشق، وفق مصادر ميدانية.وتركزت الضربات أيضاً على قيادة "اللواء 90"، دون أن ترد معلومات دقيقة ورسمية حول حصيلة الخسائر جراء الغارات الإسرائيلية.وكانت وكالة الأنباء السورية "سانا"، ذكرت مساء الثلاثاء، أن المدفعية الإسرائيلية قصفت حوض اليرموك غربي درعا جنوب سوريا، ولم تشر الوكالة إلى الأضرار المادية والبشرية المحتملة الناتجة عن القصف الإسرائيلي.من جانبه، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن المدفعية الإسرائيلية قصفت منطقة جنوب سوريا في أعقاب إطلاق القذائف من الأراضي السورية نحو "إسرائيل".وأفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقت سابق الثلاثاء، بإطلاق صاروخين من نوع غراد من بلدة "تسيل" في ريف درعا الغربي تجاه الجولان المحتل، في أول هجوم منذ تولّي الرئيس السوري أحمد الشرع السلطة في البلاد.ولأول مرة منذ تولّي أحمد الشرع السلطة في سوريا، سُمعت صفارات الإنذار، مساء الثلاثاء في جنوب هضبة الجولان، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام العبرية.وأضافت أن صفارات الإنذار دوّت في مستوطنة هسبن ورمات مغشيم، وسقط الصاروخان في مناطق مفتوحة، مبينةً أن مستوطني المنطقة أفادوا بسماع انفجارات عدة.وبالتزامن مع الهجوم الصاروخي من الأراضي السورية، ذكر إعلام عبري أن صفارات الإنذار دوت، لاحقاً، في كل أنحاء "إسرائيل" تقريباً، بعد رصد إطلاق صاروخ آخر من اليمن.وتوقعت وسائل الإعلام العبرية أن يحمل هذا التصعيد الكثير من التعقيدات خلال الساعات والأيام المقبلة، حيث وصفت نيران الهجوم المتزامن، بأنها "غير عادية".وفصل بين الإطلاقين من سوريا واليمن، نحو 20 دقيقة، ما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في مئات المستوطنات والمدن، جنوب هضبة الجولان.