
ملف النزوح لا يزال ضاغطًا على الجنوبيين... وحزب الله المموّل الوحيد
الديار: علي ضاحي-
يتصدر ملف النزوح من القرى الجنوبية (الحافة الامامية) وجيرانها، بالاضافة الى ملف إعادة الإعمار واستكمال الترميم، القضايا الشائكة التي تؤرق بال الجنوبيين.
فمع مرور 20 شهراً على "طوفان الاقصى"، و6 اشهر على اتفاق وقف إطلاق النار المنتهك يومياً من العدو، لا يزال 20 الف نازح جنوبي خارج قراهمK وموزعين على عد من المناطق الجنوبية والعاصمة.
وتجدر الاشارة الى ان 55 قرية في قضاء مرجعيون، و55 قرية في قضاء صور و37 قرية في قضاء بنت جبيل، اي ما مجموعه 127 قرية جنوبية، كانت تضم في وقت الذروة، اي في فصل الصيف، مع عودة سكان بيروت والمغتربين من ابنائها اليها لقضاء عطلة الصيف وقبل 8 تشرين الاول 2023 ، ما يقارب الـ75 الف نسمة، بينما لا تتجاوز هذه الاعداد النصف شتاءً، اي ما يقارب الـ35 الف اكثر او اقل بكثير وفق اوساط بلدية جنوبية لـ"الديار".
وتكشف الاوساط ان ملف النزوح لا يزال ضاغطاً وكبيراً، خصوصاً في القرى الحدودية المدمرة جزئيا وكليا : 13 قرية في قضاء صور (تدمير كلي)، و دمار كبير جداً (عيتا الشعب، ومارون، ويارون، وبليدا، وميس الجبل، وحولا ومركبا ورب ثلاثين وعديسة وكفركلا).
ويكشف مدير وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور مرتضى مهنا لـ"الديار"، انه لا يزال هناك 70 عائلة اي 300 شخصاً في 3 مدارس في صور وهي: مهنية صور وتكميلية صور الثانية وتكميلية صور للبنات.
ويشير مهنا الى ان الوضع الانساني والاغاثي كارثي لهذه العائلات في صور، فباستثناء تقديمات وحدة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور، لا مساعدات من اي جهة، والحاجات كبيرة من المأكل الى الملبس والمشرب والدواء. ويلفت الى ان ما يقارب الـ 5600 عائلة اي 21000 نسمة، لا يزالون نازحين في قرى قضاء صور، وهم يستأجرون منازلاً في الحوش والمساكن وبرج الشمالي وقرى قضاء صور.
وتشير اوساط جنوبية لـ "الديار" الى ان معظم هؤلاء النازحين، كانوا قد تلقوا بدل ايجار عن عام كامل من حزب الله البالغ 4 آلاف دولار كبدل ايواء، وبدل اثاث والبالغ 8 آلاف دولار عن عام واحد لمن تدمر منزله بالكامل، ومع استمرار النزوح لم تعرف بعد الآلية الجديدة.
كما تشير معلومات لـ "الديار" الى ان معظم العائلات النازحة من قرى الحافة الامامية، كانت تتلقى بدلاً مادياً كل 3 اشهر من الجهات المعنية في حزب الله، وكان يسمى بدل نزوح. وبعد 18 شباط الماضي وبعد الانسحاب الصهيوني، تحت وطأة الزحف الشعبي الجنوبي نحو قراهم المحتلة والمدمرة، تلقى قسم من النازحين وبعد الكشف الفني على قراهم ومدى تضرر المساكن وخصوصاً المدمرة كلياً، ما يسمى ببدل الايواء والايجار لعام واحد.
وتلفت المعلومات الى ان قسم من هؤلاء لم يقبض كامل هذه المبالغ، والتي تمنح بشيكات من حزب الله، وتدفع عبر فروع القرض الحسن في الجنوب.
في المقابل، تكشف اوساط جنوبية معنية بملف النزوح لـ"الديار" ان اهالي عدد من القرى الحدودية يعودون تدريجياً الى قراهم، رغم استمرار الاحتلال الصهيوني لعدد من المناطق واستمرار الخروقات. وتشير الى ان حوالى 250 عائلة عادت الى حولا منذ فترة قريبة، كما عاد ما يقارب الـ30 في المئة من السكان الى بلدة ميس الجبل.
وتلفت الاوساط الى ان النسبة قد ترتفع مع انتهاء المدارس وبداية فصل الصيف، كما يُتوقع ان يعود قسم من المقيمين في بيروت ومتحدرين من القرى الجنوبية، وهم يقيمون في العاصمة منذ ما قبل العام 2000 بسبب الاحتلال الصهيوني للجنوب، وانشائه ما يسمى بالشريط الحدودي.
وتشير الاوساط نفسها الى ان حوالى 20 الف نازح لا يزالون يتوزعون بين بنت جبيل وتبنين والنبطية وبيروت وصور، وقضاء صور.
في المقابل، تشير احصاءات بلدية الى انه بين الفترة بين 27 كانون الثاني الفائت و18 شباط الجاري، التي شهدت انسحابا تدريجياً لجيش العدو، سُجّلت عودة نحو 20% من الأهالي إلى القرى الحدودية المحرّرة، رغم انعدام مقوّمات الحياة من كهرباءٍ وماءٍ وشبكة اتصالات. فسجّلت الخيام مثلا، عودة 150 عائلة من أصل 2000 عائلة تقيم فيها. كذلك عاد معظم سكان قرى الخط الثاني، فسُجلت عودة 200 عائلة من 350 إلى بلدة كفرحمام، و70% من أهالي مدينة بنت جبيل وبلدة شبعا، وكل عائلات بلدة شقراء تقريبا (نحو 1500 عائلة). كذلك عادت تقريبا كل عائلات بلدة عين عرب (نحو 72 عائلة).

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 21 دقائق
- الديار
سلام يلوّح بسحب السلاح وأورتاغوس تحمل رسالة "الشرق الأوسط الجديد"
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أفادت المصادر السياسية المتابعة للملف، فان اورتاغوس التي تزور لبنان اواخر الاسبوع القادم لن تطرح اي مهل لسحب سلاح المقاومة، ولن تطلق اي تهديدات لكنها ستدعو المسؤولين الى الاقتداء بالشرع واستثمار اللحظة التاريخية بالسلام مع "اسرائيل" اذا كانوا يريدون حصة من «كعكة» الشرق الاوسط الجديد والتسويات الكبيرة، وهذا ما قالته اورتاغوس امام لبنانيين يعملون في اللوبي اللبناني المناهض لحزب الله في واشنطن. الموقف الأميركي المتشدد يدفع رئيس الحكومة الى الاستعجال في طرح سحب سلاح حزب الله باي ثمن، ودعوة المقاومة الى الاستسلام ورفع الإعلام البيضاء، هذا الطرح لن يكتب له النجاح، ويؤدي الى زيادة الشرخ بين سلام وحزب الله وامل وأطراف سياسية، رغم الجهود التي تبذل لعقد لقاء خلال اليومين القادمين بين سلام وكتلة الوفاء للمقاومة لبحث المساحات المشتركة وتهدئة الاجواء، وهذا ما يسعى اليه رئيس الجمهورية الذي دعا الوزراء خلال الجلسة الاخيرة للحكومة الى الإبتعاد عن المواقف المتشنجة، لكن الخلاف بين سلام وحزب الله جذري واعمق من قضية السلاح، لأنه خلاف على الهوية والدور، حتى المساكنة بينهما مستحيلة، فيما رئيس المجلس النيابي نبيه بري لايخفي امتعاضه من الأداء الحكومي في موضوع الاعمار والاعتداءات "الاسرائيلية". وتسأل مصادر الثنائي الحكومة عن جهودها واتصالاتها لوقف الاعتداءات "الاسرائيلية" في ظل المعلومات عن ارتفاع وتيرتها وتوسعها نحو البقاع قبل وصول اورتاغوس الى بيروت.


المنار
منذ 25 دقائق
- المنار
عناوين واسرار الصحف اللبنانية ليوم السبت 31 أيار/ مايو 2025
العناوين الأخبار: – مالكوم إكس.. أيقونة العنف الثوري – 'الأخبار' تنشر سيناريو فيلم 'سلاح المخيمات' – بدأ عهد فرض الضرائب: المحروقات تموّل منحًا للعسكريين – حلحلة في المفاوضات: أميركا تدفع نحو صفقة جزئيّة – ترامب يعِد باتفاق قريب: مراجعات فلسطينية لمقترح ويتكوف البناء: – برّي يغمز من قناة دعوة سلام للتطبيع.. وصفا يستقبل المنسقة الأمميّة في مكتبه – تحذيرات في كيان الاحتلال من خطورة المغامرة بالعبث العسكريّ مع إيران – ترامب يؤكد أن اليومين المقبلين حاسمان في اتفاق وشيك حول غزّة والاتفاق النوويّ اللواء: – التمديد لليونيفيل بين عون وبري.. بدعم فرنسي وتردّد أميركي – سلام يدحض الافتراءات: لا تطبيع إلا بعد قيام الدولة الفلسطينية ولبنان ملتزم مبادرة السلام العربية – تفاؤل أميركي بإعلان الاتفاق في غزّة اليوم أو غدًا – وزير الخارجية السعودي يزور الضفّة غدًا – ترامب لاتفاق مع إيران بدل إسقاط قنابل في الشرق الأوسط – غارات 'إسرائيلية' على جبلة بريف اللاذقية وطرطوس الديار: – لا 'كيمياء' بين بري وسلام 'وخلاف على الهوية' مع حزب الله – ضغوط 'إسرائيلية' لسحب 'الطوارئ' واجتماع بين صفا والأمم المتحدة – ماذا وراء الصمت البطريركي المتواصل؟ – العهد يربك الأحزاب المسيحيّة: مظلّة جوزاف عون تخترق خطوط 'القوات' و'التيار' الجمهورية: – واشنطن لا تريد لبنان ساحة متفجرة – اتفاق أميركي إيراني وشيك – 'الستاتيكو' الحالي مع لبنان لا يزعج 'إسرائيل' – من يريد الاستغناء عن 'اليونيفيل': 'إسرائيل' أم من؟ – الانتخابات البلدية: ضرورة تعديل آلية الانتخاب! الشرق: – بعبدا لقاء ممتاز بين عون وبري واجتماع أمني بحث نزع السلاح الفلسطيني – مكتب سلام يوضّح: أي تطبيع بعد قيام الدولة الفلسطينية – عون إلى العراق غدًا – سلام: نأمل وجود كميات مُجدية من النفط والغاز في لبنان الاسرار البناء: خفايا – تلقت سفارة غربية مهمّة دراسة مفصلة عن نتائج الانتخابات البلدية وما يمكن قراءته من خلالها من توقعات حول الانتخابات النيابية وفيها تأكيد على استعصاء محاولات زعزعة نفوذ ثنائي حزب الله وحركة أمل من جهة وتداعي نفوذ جمعيات المجتمع المدني ونواب التغيير وتوازن مسيحيى بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وتشتت وعجز عن تشكيل مرجعية سياسية قيادية بديلة لتيار المستقبل وتدير السفارة نقاشات مع خبراء حول سؤال من هو رئيس الحكومة بعد الانتخابات وتستخلص استحالة عودة الرئيس نواف سلام الذي بات محسوبًا من قبل الجميع على جماعة نواب التغيير حيث لن يجد مَن يُسمّيه من الذين قاموا بتسميته هذه المرّة مع تراجع متوقع في حجم نواب التغيير وامتناع التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي عن تسميته وعدم حماس القوات اللبنانية لخوض معارك خاسرة وانتظار الثنائي لنهاية السنة الانتخابية بهدوء والاستعداد لما بعد الانتخابات بينما يبدو الرئيس نجيب ميقاتي مرشحًا مرجحًا إذا بقيت فرص تسمية الرئيس سعد الحريري مستبعدة مجددًا. كواليس – شهد الإعلام 'الإسرائيلي' موجة عارمة من التحذيرات تجاه المخاطر المحتملة لأي توجّه نحو ضربة عسكرية لإيران بصورة لا يبدو معها من أسماء المعلقين والمحللين والكتاب أنها حملة منظمة ليست بعيدة عن أصدقاء واشنطن في كيان الاحتلال. وفي ما حذّر بعض هؤلاء من أن واشنطن لن تكون هنا لحماية 'إسرائيل' كما في المرات السابقة، وأن ما جرى في حرب اليمن واتفاق وقف إطلاق النار الأميركي اليمني يجب أن يقرأ جيدًا من حكومة الكيان كرسالة جوهرها لن نخوض حروب 'إسرائيل' في المنطقة، بينما قدّم البعض تفاصيل الرد الإيراني المتوقع كمًا ونوعًا بصورة تهدّد بتدمير قدرات 'إسرائيل' العسكرية والاقتصادية والخدمية، ما يصيب 'إسرائيل' بالشلل. اللواء: همس: – حسب مصدر دبلوماسي فإن لبنان لم يتفهَّم بعد خلفية التوجُّه الأميركي لإنهاء مهمّة 'اليونيفيل' في جنوب لبنان! غمز: – فوجئت قيادات نقابية بإصدار تعديل أسعار المحروقات من وزيرة الطاقة بالوكالة في ليل دامس! لغز: – أدى إلغاء امتحان ' إلى بلبلة في قبول طلاب الطب في الكليات المعتمدة، وتقديم الوساطات على ما عداها، والحسابات غير الأكاديمية التي أدخلت أعرافًا قديمة – جديدة؟! الجمهورية: – تبين في دراسة رصد لإحدى المجموعات البحثية، أن ثلاث كتل نيابية بلغت نسبة إقرار اقتراحات القوانين التي تقدمت بها، كانت صفر في المئة، خلال العامين الأولين من ولاية مجلس النواب. – أبدى أكثر من نائب ووزير ارتياحهم لتوقعات أن يكون الموسم السياحي هذا الصيف مزدحمًا على عكس العام الماضي، وذلك خلال لقاء جمعهم بأكثر من 500 رجل وسيدة أعمال. – تتّجه وزارة قطاع حيوي إلى المكننة والشراكة مع القطاع الخاص، في مجال الداتا الرقمية ودراسات السوق، مستفيدة من منح تكنولوجية قدّمها القطاع الخاص.


الجمهورية
منذ 37 دقائق
- الجمهورية
مَن يريد الاستغناء عن «اليونيفيل»: إسرائيل أم مَن؟
منذ اللحظة التي صدر فيها القرار 1701 عن مجلس الأمن الدولي في 12 آب 2006 عقب حرب الايام الـ 33، اكتسبت قوات «اليونيفيل» في الجنوب اللبناني إسماً جديداً، ووصفت في القرار بـ «القوات الدولية المعززة»، بعدما تقرّر رفع عديدها إلى 15 ألف ضابط وجندي من «رجال حفظة السلام»، على أن تلاقيها الحكومة اللبنانية بتوفير 15 ألفاً من الجيش اللبناني، فبوشرت الاتصالات على أعلى المستويات، ورُفع العدد تدريجياً في سنوات قليلة إلى أن بلغ في إحدى مراحل الذروة 13 ألفاً من الجنود المنتمين إلى مجموعة كبيرة من الدول، وهي تضمّ في ولايتها الحالية نحو 10 آلاف ضابط وجندي، فيما لم يتمكن لبنان من نشر أكثر من 5000 آلاف جندي لبناني في منطقتها ولم يحاسبه أحد حتى اليوم. وتعترف مراجع معنية تواكب شؤون «اليونيفيل» وما يرافق عملها ومهماتها وتركيبتها على كل المستويات، بأنّه لم توجّه أي دولة اتهاماً إلى لبنان بأنّه كان مقصّراً في توفير القوة الكافية التي تعهّد بها لأمن المنطقة الجنوبية. فهم يدركون ويتفهمون حجم المهمّات الملقاة على عاتق جيش لم تُلق على أي جيش نظامي آخر، فهو مسؤول عن أمن اللبنانيين والمقيمين في الداخل كما على الحدود، وهو يدير مجموعة من المناطق العسكرية التي أعلن عن تشكيلها في بيروت الكبرى والبقاع الشمالي وصيدا وطرابلس ولو لفترات متقطعة، رافقت مجموعة من الأزمات المتنقلة ولفترات متقطعة. ولمن لا يعرف او يتابع ليدرك حجم وتركيبة قوات «اليونيفيل» في أوضاعها الحالية، لربما يستفيد إن علم أنّها تجمع ضباطاً وجنوداً من 48 دولة من مختلف الاختصاصات العسكرية، وهي تتوزع على مستوى القوى الكبرى ما بين 1255 إندونيسياً، 1098 إيطالياً، و902 هندي، 878 غانياً، 831 ماليزياً، 749 فرنسياً، 690 إسبانياً، 273 إلمانياً و272 من كوريا الجنوبية. وإنّ مهماتها تستلزم موازنة كبيرة من نحو 530 مليون دولار أميركي سنوياً، وإنّ نسبة لا تقلّ عن 45% منها تنفق في الجنوب في مختلف وجوه الحياة اليومية لجنودها والمؤسسات التي يرتادونها. هذا عدا عن الموازنات الخاصة التي خصصتها القوات الدولية لمساعدة وحدات الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى، فمدّتها بالمشتقات النفطية ومستلزمات عسكرية مختلفة. كما أنّ دولاً منها ساهمت في القيام بخدمات ترفيهية وتربوية، كتعليم اللغات الأجنبية وأخرى تقع تحت خانات مختلفة منها الاجتماعية والإنسانية والخدمات الطبية والبيطرية. حتى وصلت إلى حدود تزويد بعض القرى مولّدات الطاقة الكهربائية وإنارتها، ودفعت العجلة الاقتصادية والاجتماعية إلى الذروة التي لم يعرفها الجنوبيون يوماً من أيام حياتهم. وانطلاقاً من هذه المعطيات، ترفع مصادر ديبلوماسية عليمة من مستوى تحذيراتها إلى القيادات السياسية والحزبية والروحية الجنوبية عموماً والشيعية منها، خصوصاً إلى ضرورة التنبّه لمخاطر تكرار الاعتداءات على قوات «اليونيفيل» في أي مهمّة تقوم بها، فهي وإن تعدّدت الاتهامات ومهما كان شكلها ومضمونها، فإنّ بطلانها كافٍ للعمل على وقف هذه الممارسات التي تسيء إلى أبناء الجنوب قبل غيرهم، كما تسيء إلى معنويات الجنود الذين دفعوا عشرات الشهداء حتى الأمس القريب نتيجة العدوان الإسرائيلي المتكرّر، مع انّ بعضهم قُتل برصاص لبناني كانوا يعتقدون انّه انطلق من «سلاح صديق». وهي بكل أشكالها وأياً كان مصدرها لم ولن تمسّ رسالتها السلمية التي ضمنت الأمن للجنوبيين لفترات طويلة، ووفّرت فرص عمل للآلاف منهم. فأبقتهم في قراهم التي انتعشت لفترات طويلة قبل أن تؤدي الحرب الأخيرة إلى تدمير ممتلكاتهم في عشرات القرى، حتى أُزيلت مظاهر الحياة المدنية والجغرافية فيها. على هذه الخلفيات، يسعى بعض المراجع الديبلوماسية إلى فهم ما يريده المحرّضون على هذه القوات، والتي تهدّد سلامة جنودها الذين لم يُطلقوا رصاصة واحدة في اتجاه أي لبناني منذ أن انتشروا في المنطقة. وإنّ على هؤلاء أن يتفهموا انّ القوات الدولية عندما تسيّر دورياتها الاستثنائية من دون مواكبة الجيش اللبناني، إنما يكون هذا تنفيذاً لقرار التمديد في آب 2022، الذي أعطاها الحق بالعمل كقوة منفردة، ولكنها لم تفعل ذلك من دون مواكبته، بعدما تعددت التفسيرات التي أطلقها الجنوبيون وصولًا إلى اتهامها بالعمالة للعدو، قبل أن يكتشفوا مواقع العملاء الحقيقيين، الذين قادت إفاداتهم إلى ملاحقة القادة من الحزب وتدمير مواقعهم الرئيسية والأساسية أينما وُجدت جنوباً وبقاعاً وفي الضاحية الجنوبية، إلى حدّ اغتيال أمينين عامين بفارق أيام بينهما. وبناءً على ما تقدّم، تلفت المراجع الديبلوماسية إلى أهمية وقف هذه الاعتداءات، لئلا تقع هذه القوات بين نارين داخلية وأخرى اسرائيلية، وخصوصاً في هذه المرحلة بالذات. ذلك انّ الجهود الدولية قد تؤدي إلى رفع عديد «اليونيفيل» وتعزيز موازنتها، في وقت تعددت الضغوط لتقليصهما. فيما تطالب إسرائيل بطردها من المنطقة وبإخلائها نهائياً، بما يخالف المهمّات الأخيرة التي أُنيطت بها إلى جانب الجيش بموجب تفاهم 27 تشرين الثاني 2024. وتشير هذه المراجع بكثير من الاستغراب إلى ضرورة التدخّل الفوري لوقف هذه الاعتداءات من «أهل البيت» على «اليونيفيل»، والإتعاظ مما صدر عن رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، مع مطالبته بمزيد من الضغوط على القوى الأخرى التي تتمادى في التحريض عليها. وأضافت المصادر: «كان يُقال من قبل عندما يهاجم «جيش النساء» دورياتها انّها تبحث عن مخازن أسلحة الحزب إنفاذاً لقرار صدر عام 2006، وتعهّد لبنان بتطبيقه قبل ان يكتشفوا بعد 17 عاماً وبعد تدمير الجنوب بوجود أكثر من 500 موقع ومركز ومخزن لأسلحة الحزب. فكيف اليوم إن قيل إنّه تمّ تفكيك قواه العسكرية ومواقعه جنوب الليطاني ولم يتوقف الطيران الإسرائيلي حتى الأمس عن استهداف مزيد منها». وختمت هذه المصادر: «إنّ أهم ما هو مطلوب اليوم هو وقف التذاكي على اللبنانيين والمجتمع الدولي. فالجميع من لبنانيين وإسرائيليين ومعهم المجتمع الدولي، يعرفون انّ القرار 1701 لم يُنفّذ منذ صدروه عام 2006، وانّ التكاذب المتبادل قاد إلى الحرب الأخيرة. ولذلك فإنّ الحدّ الأدنى من الصدق مطلوب اليوم، للتثبت إن كانت إسرائيل وحدها تريد الإستغناء عن «اليونيفيل»، أو أنّ هناك من يلاقيها من الداخل، وقبل فوات الأوان».