
اللغة العربية.. لماذا؟
ما زاد الطين بلة هو الإهمال المتعمد أحياناً، واللاواعي أحياناً أخرى، لموضوع تعليم العربية للأطفال في المنزل ودفعهم للتحدث بها، وتعويدهم على الارتباط بها، وبدلاً عن ذلك حرصت الأسر الجديدة والمتعلمة على فصل أبنائهم عن هويتهم، باستقدام مربيات يتحدثن الإنجليزية لزرع لغة أجنبية في لسان ووجدان الأطفال منذ البداية، ما أسهم في جهلهم بلغتهم، وفصلهم عن هويتهم، وتقريبهم أكثر لهويات لا تمت لهم بصلة للأسف الشديد!
الإشكالية لم تكن محصورة في اللغة باعتبارها أداة تخاطب فقط، لأن الإنسان تمكن من استخدام لغة الإشارة في التواصل، ولكن أهمية اللغة تكمن في كونها جزءاً أصيلاً ومعبراً عن الهوية الوطنية والقومية لأي شعب ولأي أمة، فهي تقوم بدور نفسي وثقافي كبير، تعبر عن المشاعر والأحاسيس، كما هي لغة الدين والعبادة، ووسيلة انتقال الموروث الشعبي عبر وبين الأجيال، والطريقة المثلى لفهم الأمثال والقصص والأساطير، والمشاعر والأفكار والقصائد، والعقائد والتقاليد، والأغاني والرقصات والعادات الخاصة بكل مجتمع وأزيائه وتاريخ أهله ومهنهم القديمة، وكل تراثهم.
كل هذا الإرث يجب أن يقال لأبنائنا وصغارنا بلغتهم العربية، وليس بالإنجليزية، يجب أن يعرفوا اسم الطعام الذي يأكلونه بلهجتهم، ومهن أجدادهم، وأزيائهم، وأسماء السفن وأنواع النخيل والأشجار و.. إلخ.
إن اللغة عالم واسع وكبير جداً، لا يمكن أن نكون على ما نحن عليه بدون هذه الميزة العظيمة، ميزة أن تكون لنا لغة خاصة بنا، نتحدث ونتفاهم ونقرأ ونغني، ونروي الحكايات والخراريف بها.
إن صمت الصغار اليوم، وعدم مشاركتهم في أحاديث وجلسات أهلهم وكبار العائلة ناتج من إحساسهم بالاغتراب الثقافي، لذلك يشعرون بأنفسهم، ويعبرون عنها بشكل أفضل في المقاهي الأجنبية وصالات الرياضة والمطاعم، ومع أصدقائهم، بسبب اللغة الأجنبية، وهذا ليس في صالح أحد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 10 ساعات
- الإمارات اليوم
تركيب 12.7 ألف وحدة إضاءة موفّرة في «مترو دبي»
كشفت هيئة الطرق والمواصلات في دبي أنها استكملت المرحلة الثانية من مشروع ترشيد الطاقة، باستبدال 12 ألفاً و768 وحدة إضاءة موفّرة، في محطات ومرافق المترو. وقالت المدير التنفيذي لقطاع الاستراتيجية والحوكمة المؤسسية في الهيئة، منى العصيمي، لـ«الإمارات اليوم»، إن الهيئة تُطبّق مبادرات عدة لترشيد الطاقة بنسبة 30% بحلول عام 2030، ومن أبرزها خطة مشروع ترشيد الطاقة من خلال الإضاءة الموفرة للطاقة (LED)، حيث انتهت الهيئة من المرحلتين الأولى والثانية من المشروع، من خلال تركيب 19 ألفاً و968 مصباحاً كهربائياً من نوع (LED) في محطات ومرافق المترو، ما أدى إلى توفير نحو 16.7 مليون كيلوواط من الطاقة خلال سنتين، بما يعادل سبعة ملايين و600 ألف درهم. وأضافت أن المشروع يتضمن استبدال تجهيزات الإضاءة العادية في محطات ومرافق مترو دبي على طول خطيه الأحمر والأخضر بمصابيح LED التي تعمل على تحويل نحو 95% من الطاقة المستخدمة إلى ضوء، ولا يُهدَرُ منها سوى 5% كحرارة. وأشارت إلى أن الهيئة بدأت بتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع ترشيد استهلاك الكهرباء عام 2021، من خلال استبدال 7200 وحدة إضاءة موفّرة للطاقة، الأمر الذي أدى إلى توفير نحو أربعة ملايين و981 ألف واط خلال عام واحد، إضافة إلى تقليل البصمة الكربونية بمقدار 2142 طناً من ثاني أكسيد الكربون. وذكرت أن الهيئة استكملت المرحلة الثانية باستبدال 12 ألفاً و768 وحدة إضاءة تم من خلالها توفير أربعة ملايين و981 ألفاً، و964 كيلوواط خلال السنة الثانية، وتقليل 5141 طناً من ثاني أكسيد الكربون، مشيرة إلى أن هذا النوع من الإضاءة يتميز بكفاءته في تقليل استخدام الطاقة وطول عمره الافتراضي، ما يسهم في الحد من استهلاك الكهرباء، وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وأوضحت أن الهيئة أنجزت ضمن أهدافها لزيادة كفاءة الطاقة في المباني والمرافق التابعة لها، تركيب أنظمة الطاقة الشمسية لـ22 مبنى، ضمن استراتيجيتها لمواصلات عامة ذات صافي انبعاثات صفرية في عام 2050، بما يدعم استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، واستراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030، مؤكدة أنه من المتوقع أن يُسهم استخدام الطاقة المتجددة في إنتاج نحو 32 مليون كيلوواط ساعة سنوياً، ما يقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 10 آلاف طن سنوياً. وأفادت بأن المواقع التي تم تركيب أنظمة الطاقة الشمسية فيها، شملت 16 موقعاً تابعاً لمؤسسات وقطاعات مختلفة في الهيئة، مثل محطات إيواء الحافلات في مناطق القوز والخوانيج والروية، ومحطات حافلات الركاب في السطوة وعود ميثاء، وورش الصيانة في المحيصنة، إضافة إلى محطات إيواء المترو وغيرها من المواقع، حيث تتم مراقبة كفاءة التشغيل عبر توفير بيانات حية ومباشرة من كل موقع. كما تنفذ الهيئة مبادرات رفع كفاءة الطاقة في العمليات التشغيلية منذ عام 2012، ومنها تنفيذ 37 مبادرة خلال عام 2024، أسفرت عن تحقيق وفورات في الاستهلاك بمقدار 128 غيغاواط في الكهرباء، ونحو 36 مليون ليتر من الوقود، و16 مليون إمبريال غالون من المياه، و148 ألف طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.


الإمارات اليوم
منذ 10 ساعات
- الإمارات اليوم
3 أنظمة لقياس جودة المدارس في أبوظبي
تنفذ دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي ثلاثة أنظمة لتقييم المدارس الخاصة ومدارس الشراكات في أبوظبي، تشمل: «ارتقاء»، وعلامة الهوية الوطنية، إضافة إلى علامة جودة الحياة المدرسية، وذلك لتمكين أولياء الأمور من اختيار البيئة المدرسية المثلى لأبنائهم. وأكدت الدائرة أن الأنظمة الثلاثة تقدم نهجاً شاملاً لتقييم بيئات التعلم، ما يضمن تركيز المدارس على تلبية المعايير الأكاديمية مع غرس الشعور بالهوية الوطنية في نفوس الطلبة. كما تعمل على تمكين أولياء الأمور من اتخاذ قرارات صائبة عند اختيار مدارس أطفالهم، بحسب تميزها الأكاديمي وجهودها لإثراء فهم الطلبة للثقافة والقيم الإماراتية. ويتم إجراء عمليات التفتيش المنتظمة في برنامج ارتقاء وفقاً لإطار معايير الرقابة والتقييم المدرسية في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويغطي هذا النظام ستة معايير أداء أساسية، تشمل: جودة إنجازات الطلبة، وجودة التطور الشخصي والاجتماعي ومهارات الابتكار، وجودة عمليات التدريس والتقييم، وجودة المنهاج التعليمي، وجودة حماية الطلبة ورعايتهم وتقديم الإرشاد والدعم لهم، وجودة قيادة المدرسة وإدارتها. ويتضمن كل معيار 17 مؤشر أداء، ويتم التقييم على خمسة مستويات، هي: «متميز»، و«جيد جداً»، و«جيد»، و«مقبول»، و«ضعيف»، و«ضعيف جداً». وتطبق الدائرة «علامة الهوية الوطنية»، الأولى من نوعها في الدولة، وهي نظام تقييم سنوي للمدارس الخاصة في الإمارة يتيح لأولياء الأمور صورة واضحة وشاملة حول جودة برامج الهوية الوطنية المعتمدة في المدارس ومدى حضورها في ثقافة المجتمع المدرسي. ويغطي إطار التقييم ثلاثة محاور رئيسة، يقوم كل منها على ثلاثة عناصر، حيث يضم محور «الموروث الثقافي» عناصر اللغة العربية والتاريخ والتراث، ويشمل محور «القيم» عناصر الاحترام والتعاطف والتفاهم العالمي، ويركز محور «المواطنة» على عناصر الانتماء والتطوع والحفاظ على البيئة، فيما يتم تصنيف المدارس بناءً على أربعة مستويات «متميّز»، و«جيد»، و«مقبول»، و«ضعيف». كما تنفذ الدائرة نظام علامة جودة الحياة المدرسية، الذي يهدف إلى تصنيف المدارس بناء على معايير تتعلق بثقافة جودة الحياة المدرسية، لجعلها عاملاً مهماً وشفافاً، ومعياراً قابلاً للقياس، ويتم الاستناد في تقييمها إلى خمسة أبعاد أساسية للجودة، تشمل: التمكين الذاتي، والصحة البدنية، والتطوير الذهني، والمهارات التواصلية، والسلامة العاطفية. ويتضمن كل منها ثلاثة عناصر رئيسة، ما يضمن اعتماد المدارس منهجية منظمة ومرنة لدمج جودة الحياة المدرسية في التجارب اليومية. جودة حياة الطلبة أكدت دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي أن أبحاثاً عدة أظهرت وجود علاقة مباشرة بين جودة الحياة المدرسية والنتائج التعليمية للطلبة، حيث تسهم البيئات الداعمة والمحفزة في تحسين الأداء الأكاديمي، وتعزيز القدرة على التكيف، وزيادة التفاعل الإيجابي مع عملية التعلم. كما أظهرت أن المدارس التي تعطي أولوية لجودة حياة الطلبة والمعلمين تشهد ارتفاعاً في مستوى رضا المعلمين، وانخفاضاً في معدلات الإرهاق، إضافة إلى زيادة التفاعل ضمن الفصول الدراسية.


الإمارات اليوم
منذ يوم واحد
- الإمارات اليوم
المستشار الأسري الدكتور سيف راشد الجابري
أنا متزوجة منذ ثمانية أشهر تقريباً، وزوجي قريب لي، لكن لم يكن يعرف بعضنا بعضاً من قبل. ومشكلتي أن زوجي يسهر يومياً خارج المنزل، وفي حال ظل فيه لا نتحدث، ويعم الصمت أرجاء البيت.. هل هناك طريقة للخروج من هذا الوضع؟ الزواج الناجح أحد أركانه الرئيسة هو التواصل الفعّال، والحوار المستمر هو السبيل الأمثل لبناء فهم متبادل وتقدير للآراء وإحداث التفاهم والانسجام بين الزوجين بما يتضمنه من تعبير عن الأفكار والمشاعر، والصمت بين الزوجين مشكلة تعاني منها العديد مـن الأسـر. الصمت الزوجي لا يعني أن الزوجين لا يحبان بعضهما بعضاً، لكنهما لم يستطيعا التواصل بشكل جيد، ما يزيد المسافات بينهما ويجعل الحياة رتيبة، كما أن طول فترات الصمت بين الزوجين له تأثيرات سلبية عميقة على حياتهما الزوجية، ويؤدي إلى زيادة الفجوة بينهما، ومن صورها خروج الزوج لفترات طويلة، وسهره خارج المنزل، ما يستدعي أن نجد لها حلولاً مناسبة تخفف منها. لا بأس أن يسهر الزوج أحياناً مع أصدقائه، على ألا يضيع حق بيته وأسرته، لذا من الضروري معالجة هذه المشكلة من خلال الحوار المفتوح والصادق بين الزوجين، لأن الواجب في أمور الحياة الزوجية أن تتم بالتفاهم والمودة ببن الزوجين، وأن يكون هناك فرصة للحوار، وتبادل وجهات النظر. أستاذ محاضر في الثقافة والمجتمع بعدد من الجامعات الإماراتية abayoumy@