
رسائل إيجابيّة بين الرئيس عون و"الحزب" حول حصريّة السّلاح
تبادُل الرسائل الإيجابية بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون و«حزب الله» حول حصرية السلاح في يد الدولة من شأنه أن يعزز دور رئيس المجلس النيابي نبيه بري بدعوته لفتح حوار بعيداً عن المزايدات الشعبوية والإملاءات التي يُفترض بألا تكون حاضرة، في حين يعزز الجيش اللبناني انتشاره في جنوب الليطاني بمؤازرة قوات الطوارئ الدولية المؤقتة (يونيفيل)، وبمواكبة من هيئة الرقابة الدولية المشرفة على تطبيق وقف النار، مع أنه يقتصر حتى اللحظة على المنطقة التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي.
فتأكيد عون أن «حزب الله» يُبدي الكثير من المرونة في مسألة التعاون، ضمن خطة زمنية معينة لمعالجة سلاحه، قوبل بموقف مماثل عبّر عنه النائب في كتلة «الوفاء للمقاومة» حسن فضل الله بإعلانه أن الحزب الآن على استعداد للدخول في حوار حول الاستراتيجية الدفاعية، وأن يده ممدودة بعقل منفتح للتوصل إلى تفاهم، على أن يسبقه الضغط لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وإلزام تل أبيب بالانسحاب من جنوب لبنان.
وتكمن أهمية الموقف الذي أعلنه فضل الله بأنه تجنّب إطلاق أي إشارة سلبية توحي بإصرار الحزب على تمسكه بسلاحه وعدم تسليمه، بخلاف ما ذكره عضو المجلس السياسي للحزب غالب أبو زينب من جهة، وفي ضبط، كما يقول مصدر سياسي بارز لـ«الشرق الأوسط»، إيقاع عدد من نواب ومسؤولي الحزب، ممن يتبارون في إطلاق المزايدات الشعبوية من جهة ثانية، وتأكيده أن المبارزة بداخل الحزب برفع منسوب تمسكه بسلاحه ليست في محلها، لئلا يؤخذ عليه أن مسؤوليه يتناوبون على توزيع الأدوار.
ولفت المصدر إلى أن الحزب لم يكن مضطراً إلى الدخول في لعبة توزيع الأدوار، كما يتهمه خصومه؛ لأنها لا تخدم تفعيل الحوار مع عون الذي مهد له الرئيس نبيه بري، وقال إن الفريق السياسي المحيط برئيس الجمهورية أبدى ارتياحه حيال ما أعلنه فضل الله.
الالتزام بالإطار العام للحزب
ورأى أن الضرورة تقضي بالتزام أي مسؤول في الحزب بالإطار العام الذي رسمه أمينه العام نعيم قاسم لضمان استمرارية الحوار وصولاً لحصر السلاح بيد الدولة؛ وذلك لقطع الطريق على من يتذرّع بتعدد الآراء بداخله ليوحي بأنه يتوخى من الإيجابية التي أبداها، مع بدء حواره مع رئيس الجمهورية، تقطيع الوقت والمناورة بانتظار ما ستؤول إليه المفاوضات الأميركية- الإيرانية لعله يعيد النظر في مقاربته لسلاحه، مع أن نتائجها لن تقدّم أو تؤخّر، وأن ما كُتب بشأنه قد كُتب، وأن للحزب مصلحة بألا يربط موقفه بالمفاوضات، وأن يتجاوب مع الإجماع اللبناني والدولي المؤيد لاحتكار الدولة للسلاح.
وأكد المصدر أن التواصل بين الحزب ورئيس الجمهورية لم ينقطع، وكشف أن العميد المتقاعد في الجيش أندريه رحال، أحد مستشاري الرئيس، على احتكاك دائم بعدد من مسؤوليه على نحو يسمح بالتدخّل في الوقت المناسب لحل الإشكالات الطارئة، التي ليست محصورة في جنوب الليطاني وإنما تمتد إلى شماله، انطلاقاً من التوافق على أن مسألة سلاحه في حاجة إلى معالجة هادئة، مشيراً إلى أن الحزب يطلق إشارات إيجابية لضبط الوضع في المنطقة الشمالية من النهر تتلازم مع تحليق طائرة من نوع «سيسنا» تابعة لسلاح الجو في الجيش اللبناني في أجوائها لمنع استخدامها منصةً لإطلاق الصواريخ.
وقال المصدر إن الحزب يبدي كل استعداد للتعاون مع الجيش في شمال الليطاني في ضوء التدابير المشددة التي اتخذها لضبط الوضع، خصوصاً بعد إطلاق الصواريخ منها باتجاه مستعمرتي المطلة وكريات شمونة.
تفهُّم للواقع السياسي الجديد
في هذا السياق، نقل النائب في كتلة «الاعتدال» سجيع عطية عن عون ارتياحه لحصر السلاح بيد الجيش اللبناني في منطقة انتشاره في جنوب الليطاني. وكشف لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس مرتاح لتعاون الحزب وتجاوبه في حال تبين لقيادة المؤسسة العسكرية وجود مواقع تابعة له بخلاف تعهّده بالانسحاب منها.
لذلك؛ يُبدي الحزب، كما يقول المصدر، تفهُّمه للواقع السياسي الجديد الذي يمر به البلد واستعداده للتجاوب مع حصرية السلاح بيد الدولة، على أن تُنفذ على مراحل، والوضوع في الحسبان أن تسريع الخطوات لتمكين الدولة من بسط سيادتها على أراضيها كافة يتوقف على تجاوب الولايات المتحدة الأميركية مع طلب لبنان أن تتدخّل لدى إسرائيل لسدة الفجوة الناجمة عن خرقها لوقف النار، وتماديها في مواصلة اعتداءاتها، وإلزامها بالانسحاب من الجنوب، وإطلاق الأسرى اللبنانيين لديها.
وأكد المصدر أن سد الفجوة تصدَّر لقاءات المسؤولة الأميركية مورغان أورتاغوس مع الرؤساء الثلاثة، التي من دونها لا يمكن تزويد الحوار بجرعة للوصول بحصر السلاح في يد الدولة إلى خواتيمه، خصوصاً وأنها تطالب بتحقيقه في أقرب وقت ممكن، من دون تحديدها جدولاً زمنياً لسحب السلاح غير الشرعي، مع أن لبنان يستعجل تطبيق القرار الأممي 1701 بكل مندرجاته بالتلازم مع إقرار الإصلاحات المالية للحصول على مساعدات لبدء ورشة الإعمار.
ويبقى السؤال: هل يمكن توفير الحلول لهذه الفجوة على دفعات في ضوء ما يتردد بأن أورتاغوس لمّحت في بعض لقاءاتها إلى إمكانية التلازم بين إطلاق الأسرى اللبنانيين وبين الإفراج عن الباحثة الإسرائيلية - الروسية إليزابيث تسوركوف التي اختُطفت في العراق قبل عامين على يد كتائب «حزب الله»، في حين تتحدث مصادر مواكبة لاجتماعاتها عن استعداد جهات عربية وغربية للدخول على خط الوساطة لإنضاج الظروف المؤاتية لعقد صفقة تبادل شامل للأسرى؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 23 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
"مواقف سلام تُفجّر غضب حزب الله... وسحب السلاح بات أمرًا لا مفرّ منه!"
في ظل التصعيد السياسي المتزايد حول سلاح حزب الله وموقعه داخل المعادلة اللبنانية، أثارت تصريحات رئيس الحكومة نواف سلام الأخيرة في قمة الإعلام العربي بالإمارات موجة من التفاعل الداخلي، خصوصًا بعدما حملت مواقف واضحة بشأن السيادة والسلاح غير الشرعي، ما فتح الباب أمام ردود فعل متعددة، وطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين الدولة اللبنانية والحزب، في ضوء الضغوط الدولية والإقليمية المتزايدة. في هذا الإطار، أكّد الصحافي والمحلل السياسي علي حمادة أن "مواقف رئيس الحكومة نواف سلام التي عبّر عنها من منبر قمة الإعلام العربي في دولة الإمارات العربية المتحدة، أثارت غضب قيادة حزب الله وجمهوره على حدّ سواء". وقال حمادة: أعتقد أن على قيادة حزب الله أن تُصارح جمهورها، وأن تدرك أن الموضوع تجاوز مرحلة الوقت المستقطع، بل تعدّى المهلة المسموح بها لاستمرار هذا السلاح. هذا السلاح آيلٌ للسحب، ولا مجال لأي خيار آخر. البديل الوحيد هو تدمير البلد بالكامل، بما يشمل جمهور حزب الله وقيادته". وأضاف: الرئيس سلام يلتقي تمامًا مع القرار الدولي، ويدرك جيدًا ما يعنيه موقف المجتمعين العربي والدولي، وتبعاته على لبنان ككل. هو رئيس حكومة لبنان، وليس رئيس حكومة حزب الله أو جمهوره، الذي اعتاد إطلاق الشتائم بحق الجميع، كما حصل في ملعب المدينة الرياضية – كميل شمعون، عندما وُصف نواف سلام بـ"الصهيوني"". وشدّد حمادة على أن لا خيار أمام القيادة السياسية اللبنانية سوى مواجهة هذا الواقع بجدية كاملة، مضيفًا: الرئيس سلام رفع السقف، لكن من يتولّى المفاوضات هو رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون. ونعتقد أنه يُفترض به أن يتعامل مع هذا الملف بقدر أعلى من الصرامة، وألا يبقى خاضعًا لمزاج حزب الله وجمهوره، بل يأخذ بعين الاعتبار إرادة الغالبية الساحقة من اللبنانيين". وتابع: لطالما انتقدنا المسؤولين اللبنانيين على تلكؤهم في التعامل مع هذا الملف، الذي كان يجب معالجته منذ اليوم الأول بجدية أكبر. نأمل أن يستمر الرئيس سلام في هذا المسار، لأنه المسار الصحيح، ونتمنى من رئيس الجمهورية أن يحذو حذوه، حتى وإن كان هو المفاوض الأساسي، فالمطلوب عدم تضييع المسار بالتسويات والمجاملات السياسية". وختم حمادة، بالقول: "على قيادة حزب الله أن تدرك حجم التغير في المواقف اللبنانية والعربية والدولية، وأن تفهم جيدًا خطورة العواقب التي قد تطال الجميع. هناك مسؤوليات تقع على عاتق رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة، الحكومة ككل، وكذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يجب أن يتوقف عن الخطاب الدعائي الموجّه فقط لإرضاء الجمهور. فالموضوع يتعلّق بمصير لبنان، ولبنان يجب أن يكون فوق الجميع". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


ليبانون ديبايت
منذ 23 دقائق
- ليبانون ديبايت
جورج معراوي مديرًا عامًا لـ"المالية"!
أفاد مراسل "ليبانون ديبايت"، اليوم الخميس، بأن مجلس الوزراء عيّن جورج معراوي مديرًا عامًا لوزارة المالية. كما أُقرّ البند المتعلّق بالمنح المالية للعسكريين، بحيث تُصرف منحة بقيمة 14 مليون ليرة للعاملين في الخدمة الفعلية، و12 مليون ليرة للمتقاعدين، على أن يبدأ العمل بها اعتبارًا من أوّل تموز. وكانت قد بدأت جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا بحضور رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، لمناقشة 20 بنداً، أبرزها ملف التعيينات، لا سيما في مجلس الإنماء والإعمار وهيئة أوجيرو. وأكدت مراسلة "ليبانون ديبايت" أن مجلس الوزراء سيبُتّ اليوم بتعيين مجلس إدارة الإنماء والإعمار كاملاً، بما يشمل مفوض الحكومة، نائبي الرئيس والأمين العام وثلاثة أعضاء. وأوضحت أن هناك تداولًا داخل الجلسة بأربعة أسماء لتعيين مدير عام جديد لهيئة أوجيرو، ويُعتبَر اسم أحمد عويدات الأوفر حظاً. كما تم الإشارة سابقاً إلى أن مجلس الوزراء سيثبّت جورج معرواي مديراً عاماً لوزارة المالية، فيما سيُعيَّن مديرٌ آخر للشؤون العقارية مكان معرواي. أما في موضوع التعيينات الخاصة بتلفزيون لبنان، فأوضح وزير الإعلام بول مرقص لـ"ليبانون ديبايت" أن التأخير في التعيينات داخل تلفزيون لبنان يعود إلى عدم التوافق على أسماء ترضني وترضي اللجنة. وسبقت جلسة مجلس الوزراء خلوة بين الرئيس عون وسلام.


المنار
منذ ساعة واحدة
- المنار
حزب الله افتتح معرضاً فنياً في بشامون بذكرى عيد المقاومة والتحرير
بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، افتتح حزب الله معرض صور فنية في مجمع الرسول الأكرم (ص) في منطقة بشامون، بحضور مسؤول القطاع الجبل في حزب الله بلال داغر، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وجمع من الأهالي. حفل افتتاح المعرض بدأ بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، ثم جرى عرض فيلم وثائقي يحكي بطولات المقاومين والمجاهدين وصولاً إلى أيام التحرير ودحر المحتل عن الأرض اللبنانية، وبعدها، كانت كلمة للباحث السياسي الدكتور وسام ياسين شدد فيها على أن تحرير الجنوب عام 2000 كان حدثًا تاريخيًا مهمًا في لبنان، وهو ثبّت معادلة 'انتصار منطق المقاومة وقوة الحق'، وثبت للقاصي والداني أنّ الشعب الذي يكافح متّحداً لا بد وأن يصل إلى غايته المرجوة. وبعدها، جال الحاضرون في زوايا المعرض الفني الذي يؤرخ بالصور لعملية دخول الأهالي إلى قرى الشريط المحتل، وتحرير الأرض من رجس المحتل، وكذلك الأسرى من قيد السجان. المصدر: موقع المنار