اللواء محمد إبراهيم: مقترح تهجير الفلسطينيين "خط أحمر" لمصر ومصيره الفشل
قال نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية اللواء محمد إبراهيم الدويري، إن مقترح تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية هو خط أحمر لمصر ومصيره الفشل، مشدداً على أن مصر قادرة على رفض أي مواقف تتعارض مع أمنها القومى.
وأضاف اللواء الدويري، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الجمعة، أن المقترح الذي طرحه الرئيس الأمريكي مؤخراً بشأن تهجير سكان قطاع غزة إلى كل من مصر والأردن أثار العديد من ردود الأفعال والكثير من اللغط على مختلف المستويات في ضوء تأثيره المباشر على مستقبل القضية العربية المركزية الأولى وهى القضية الفلسطينية وما يمكن أن يؤدى إليه تنفيذ هذا المقترح من تصفية حقيقية للقضية بغض النظر عن كافة التصريحات الأمريكية التي حاولت أن تضفى جانباً إنسانياً زائفاً على طبيعة هذا المقترح المشبوه .وتابع :هذا المقترح لا يحتاج إلى اجتهاد كبير فى فهم مغزاه وأهدافه الخفية، مشيراً إلى أنه يتوائم بشكل كبير مع المخططات الإسرائيلية المطروحة منذ أكثر من عقدين من الزمان بشأن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، كما يتماشى فى الوقت نفسه مع الإجراءات الإسرائيلية المكثفة فى الضفة الغربية التى لا تخلو أيضاً من تعمد تهجير سكانها بصورة ممنهجة وتدريجية، وهو ما يعنى فى النهاية أننا أمام مقترح إسرائيلى تبناه وطرحه الرئيس ترامب على غرار صفقة القرن التي طرحها فى يناير عام 2020 خلال ولايته الأولى حيث أنها كانت صفقة إسرائيلية طرحتها الإدارة الأمريكية .وقال اللواء الدويري إن الأمر الغريب الذي يجب أن نقف عنده كثيراً أن الرئيس الأمريكي طرح مقترح التهجير عقب عودته إلى البيت الأبيض بأيام قليلة الأمر الذى يثير الشكوك حول أن هذا المقترح لم يتم طرحه من فراغ وإنما بناء على رؤية أو دراسة مسبقة ثم ظهر الأمر جلياً خلال لقاء نتنياهو مع الرئيس ترامب فى واشنطن فى الرابع من فبراير الجاري وأصبح المقترح قضية علنية يتحدث عنها العالم .وأكمل:"أنه من المستغرب أيضاً أن نجد أن الرئيس الأمريكي ومساعديه يعيدوا كل يوم التأكيد على المقترح رغم الرفض المصري والأردني والدولي الذي وصل إلى البيت الأبيض وكأن واشنطن ترغب في توصيل رسالة إلى كافة الأطراف بأنها عازمة على التحرك في مسار تنفيذ هذا المقترح بغض النظر عن أية مواقف رافضة له سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي".وأكد أن الموقف المصري الرافض لمقترح التهجير والذي عبرت عنه القيادة السياسية ومختلف المؤسسات الرسمية والشعبية جاء متمشياً تماماً مع الدور المصري المميز والمشرف الذي إلتزمت به مصر منذ بداية القضية الفلسطينية منذ عقود طويلة وحتى الآن وتبنيها قى كافة المحافل مبدأ إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وكذا وقوف مصر طوال مراحل القضية ضد كافة محاولات إسرائيل لتصفيتها لاسيما خلال الحرب الأخيرة على غزة حيث اعتبرت مصر أن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء يعد خطاً أحمر بالنسبة للأمن القومى المصرى لن نسمح لأحد بتجاوزه .وشدد اللواء الدويرى على أن أي حديث عن إمكانية قبول مصر مثل هذا المقترح، فهو حديث تنقصه الدقة وينقص كل من يتحدث به معرفة طبيعة مواقف الدولة المصرية العظيمة التى لم ولن تتخلى يوماً عن القضية الفلسطينية، كما أن أي حديث عن إمكانية تعرض مصر لأية ضغوط تجبرها على التجاوب مع هذا المقترح يعد حديثاً مرفوضاً ووهمياً حيث أن مصر لم ولن تقبل أن تتنازل عن مبادئها وثوابتها وإلتزاماتها تجاه هذه القضية العادلة مهما كان الثمن سواء بالضغوط أو الإغراءات .ونبه إلى أنه من الواضح أن هناك مخططاً إسرائيلياً أمريكياً بدأ بطرح مسألة التهجير كمقدمة للوصول إلى مرحلة إنهاء القضية الفلسطينية ودعم المشروع الإسرائيلي للإندماج فى المنطقة دون تقديم أية تنازلات للفلسطينيين، ومن ثم فإن الرفض المصري لهذا المقترح كان سريعاً وواضحاً وطبيعياً.وأشار إلى أن التحرك المطلوب والعاجل يتمثل فى أن يكون هناك موقفاً عربياً يصل بكل قوة وحزم إلى الإدارة الأمريكية التى عليها أن تعيد حساباتها ليس فقط تجاه هذا المقترح المرفوض ولكن تجاه تسوية القضية الفلسطينية ككل بعيداً عن الإنحياز الأعمى غير المبرر بهذا الشكل لإسرائيل وذلك إذا كانت لديها الرغبة في أن تستقر منطقة الشرق الأوسط .واختتم اللواء محمد إبراهيم بالتأكيد على أهمية أن تعلم واشنطن أن علاقاتها الإستراتيجية مع مصر، التى نحرص على استمرارها وتطويرها، هى علاقة مصالح مشتركة تحقق المزايا للطرفين فى إطار من التنسيق والتفاهم والإحترام المتبادل ولم تكن يوماً علاقة نخضع فيها لأية تبعية بمعنى "أننا نملك قرارنا بأيدينا ولدينا الحق الكامل والقدرة على رفض أية مواقف أمريكية أو غيرها تتعارض مع متطلبات أمننا القومى".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المصري اليوم
منذ ساعة واحدة
- المصري اليوم
نرجسي ويتعامل بمبدأ «مقاول».. ماذا قال محللون عن شخصية الرئيس الأمريكي ترامب
تكرر إحراج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لضيوفه، والذي كان آخرها في المكتب البيضاوي مع رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، إذ واجه ترامب رامافوزا بمقاطع فيديو مثيرة ومقالات إخبارية «غير موثقة»، قال إنها دليل على «إبادة جماعية» ضد البيض في جنوب إفريقيا، وذلك خلال وجود «رامافوزا» بالبيت الأبيض. وقال رخا أحمد حسن، الدبلوماسي السابق، إن الرئيس الأمريكي يتعامل بمبدأ المقاول، منوهًا إلى أن من سبقوه جاؤوا من كوادر حزبية، دارسين في معاهد متخصصة، فيما اعتبر استشاري الطب النفسي، جمال فرويز، أن الرئيس الأمريكي شخصية «نرجسية» و«سادية». وشرح «حسن»، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، إن الدبلوماسية بصفة عامة، تتقوم على أساس مبدأ أن كل دولة مهما كانت صغيرة، أو كبيرة، لها إحترامها وسيادتها. وتابع الدبلوماسي السابق، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، إن الدول تتعامل فيما بينها على سبيل الإحترام حتى لو اختلفوا في الأراء، مبينًا أنه الضيف يكون ممثلا لشعبه، ولبحث المصالح المشتركة ومصالح بلده، فبالتالي لابد أن يلقى الاحترام والاعتبار، لافتًا إلى أن السياسيين أو القادة في الولايات المتحدة يأتون من كوادر حزبية، موضحًا أن الحزب عندما يجد شابا لديه مقومات قيادية شخصية وحضور «كاريزما»، يربونه على الخطابة من صغره والتفاوض، مبينا أن ذلك يجري في معاهد تخص الحزب الديموقراطي أو الحزب الجمهوري. وشرح، أنه من الملاحظ بصفة عامة أن معظم الرؤساء، السابقين في الولايات المتحدة كانوا كوادر حزبية، أو قادمين من قطاعات ثقافية، كالرئيس الأسبق، باراك أوباما الذي كان أستاذ جامعي في القانون الدولي والعلاقات الدولية، إلى جانب رونالد ريجان، في السبعينات والثمانينات، كان رئيس نقابة الممثلين، فيما يتسم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بتركيبة شخصية تتصف بأسلوب ترهيب وخشن، حتى لو تكلم الشخص المقابل له بطريقة ظريفة. وتطرق الدبلوماسي السابق إلى تصريحاته بشأن إيران، قائلا:«إن ترامب يتحدث عن إيران وازدهارها في حال إتمام الاتفاق معها، وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق سيتم ضربهم وفرض عقوبات»، مشيرا إلى أن ترامب يتحدث بمبدأ المقاول. واستشهد أيضا باللقاء الذي جرى بين ترامب، والرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلنسكي، عندما تطرق ترامب إلى إجراء انتخابات، معتقدًا أن المعارضة في أوكرانيا كانت ستدعم موقفه، وتوافق على شرط التنازل على أراضيها لصالح روسيا، ففوجئ أن العكس هو ماتم؛ ليغير موقفه إلى النقيض، فيما أكد أن حدته مع رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، ترجع لدعمه الشعب الفلسطيني وقطاع غزة. ونوه إلى مواقفه التي تكون مبالغ فيها كالرسوم الجمركية والتي أدرك في وقت لاحق مدى ضرررها على المواطن الأمريكي؛ ليتراجع عن الخطوة. وشرح أن من يتحدث مع الرئيس الأمريكي في نقطة خلافية، من الضروري أن يصيغها بشكل لا تستفز ترامب، بحيث يكون رد الرئيس الأمريكي غير متجاوز. شخصية نرجسية وسادية فيما، اعتبر الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي في تصريحات لـ«المصري اليوم»، أن شخصية ترامب «نرجسية» و«سادية». وأوضح «فرويز»، أن نرجسيته تتمثل في عدم حبه لأي انتقاضات، مستشهدا بواقعة الصحفي الذي انتقده بشأن الطائرة القطرية، ليثور ويغضب ويطرد الصحفي من القاعة. أما بشأن الجانب السادي، أوضح أن الرئيس الأمريكي يتلذذ بإحراج ضيوفه، مدللًا على واقعة عرض صور ومشاهد لسياسيين أمام رئيس جنوب إفريقيا، في البيت الأبيض، وأنه حتى لو كان هناك انتهاكات أو تجاوزات من الدولة الضيفة يجري مناقشة ذلك في الاجتماع المبدئي الأولي ما بين الوفدين، وبعدها يتم الإعلان عن نتائج المباحثات، وأكد على أن ترامب لايمتلك السيطرة على انفعالاته واندفاعاته أمام الناس. وفيما يتعلق بكيفية التعامل مع هذه الشخصية، نوه إلى أن عدم التعامل معها بشكل مباشر أفضل، لما تمتاز به هذه الشخصيات من طول لسان واندفاع، مشيرا إلى أن ترامب يعتبرنفسه «كبير العالم» لذلك يتعامل بشكل متعالي. أما عن نقاط ضعف شخصية ترامب، قال فرويز :«إن شخصيته لا تلتزم بأي معايير»، وغير مكترث للمظهر العام، بمعنى أنه في حال مواجهته يزداد حدة في هجومه، وأنه يجب الكشف النفسي على ترامب لمعرفة مدى كفاءته.


المصري اليوم
منذ ساعة واحدة
- المصري اليوم
علاء مبارك يُعلق على «كمين» ترامب لرئيس جنوب إفريقيا: «البعض يفكر قبل الذهاب»
علق علاء مبارك، نجل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، على إحراج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا خلال لقائهما في البيت الأبيض. وواجه ترامب رئيس جنوب أفريقيا، يوم الأربعاء، بمزاعم عن الإبادة الجماعية البيضاء والاستيلاء على الأراضي خلال اجتماع متوتر في البيت الأبيض، ذكّر بـ «الكمين» الذي نصبه في فبراير للزعيم الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقال علاء مبارك عبر حسابه بمنصة «إكس»: «بعيدًا عن كل الأعراف والتقاليد الدبلوماسية وبعد أن تم نصب كمين في البيت الأبيض لرئيس أوكرانيا وتعمد إحراجه أمام العالم». أضاف: «تم نصب كمين آخر لرئيس جنوب أفريقيا لإحراجه خاصة أن جنوب أفريقيا هي من رفعت دعوى أمام محكمة العدل الدولية تتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة، فطلب ترامب إطفاء الأنوار لعرض مقاطع من الفيديو عن الإبادة الجماعية للبيض في جنوب أفريقيا». وتابع: «أصبح الاستقبال في البيت الأبيض عبارة عن كمائن تنصب للرؤساء مما يجعل البعض يفكر قبل الذهاب والدخول على كمين البيت الأبيض». بعيد عن كل الأعراف و التقاليد الدبلوماسية و بعد ان تم نصب كمين في البيت الأبيض لرئيس أوكرانيا وتعمد إحراجه امام العالم ، تم نصب كمين آخر لرئيس جنوب أفريقيا لإحراجه خاصة ان جنوب أفريقيا هى من رفعت دعوي امام محكمة العدل الدولية تتهم اسرائيل بالإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة ؛… — Alaa Mubarak (@AlaaMubarak_) May 22, 2025 وكان رئيس جنوب إفريقيا، يأمل في استخدام اجتماع الأربعاء، لإعادة ضبط علاقة بلاده مع الولايات المتحدة، بعد أن ألغى ترامب المساعدات التي تشتد الحاجة إليها لجنوب أفريقيا، وعرض اللجوء على الأقلية البيضاء من الأفريكانيين، وطرد سفير البلاد، وانتقد قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل. وصل الرئيس الجنوب أفريقي، مُستعدًا لاستقبال حافل، حيث اصطحب معه لاعبي جولف جنوب أفريقيين بيضًا مشهورين ضمن وفده، مُعربًا عن رغبته في مناقشة التجارة. تُعدّ الولايات المتحدة ثاني أكبر شريك تجاري لجنوب أفريقيا، وتواجه البلاد رسومًا جمركية بنسبة 30% بموجب حزمة ضرائب الاستيراد التي فرضها ترامب والتي تم تعليقها حاليًا. ولكن في هجوم منظم بعناية من المكتب البيضاوي، انقض ترامب، وانتقل بسرعة إلى قائمة من المخاوف بشأن معاملة البيض في جنوب أفريقيا، والتي أكد عليها من خلال تشغيل مقطع فيديو وتصفح مجموعة من المقالات الإخبارية المطبوعة التي قال إنها تثبت مزاعمه. بعد إطفاء الأنوار بناءً على طلب ترامب، عُرض الفيديو- على جهاز تلفزيون لا يُضبط عادةً في المكتب البيضاوي- أظهر صلبانًا بيضاء، ادّعى ترامب أنها قبور البيض، وزعماء معارضة يُلقون خطاباتٍ تحريضية. وترفض جنوب أفريقيا، التي عانت قرونًا من التمييز ضد السود خلال فترة الاستعمار والفصل العنصري قبل أن تصبح ديمقراطية متعددة الأحزاب في عام 1994 تحت قيادة نيلسون مانديلا، اتهامات ترامب.


تحيا مصر
منذ 2 ساعات
- تحيا مصر
معادٍ للسامية سلاح إسرائيل لمواجهة العزلة الدولية.. فهل هجوم واشنطن أحد أدواتها؟
شهدت العاصمة هجوم واشنطن سلاح إسرائيل لمواجهة العزلة الدولية والضحايا الذي قتلوا في هذا الهجوم، هم رجل وامرأة، تعرضوا لإطلاق نار أثناء مغادرتهم فعالية في متحف اليهود في العاصمة. رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الهجوم الذي وقع وأسفر عنه مقتل شخصين، أدى إلى ردود فعل إلا أن العامل المشترك في تعليقات المسؤولين والدبلوماسيين على هذا الحادث هو استخدام مصطلح "معادٍ للسامية" وتغليف الحادث بطابع إنساني دراماتيكي، ونحن هنا لا نتحدث عن مباركة الهجوم بل هو عمل إرهابي وبغيض بكل المقاييس سواء استهداف أو قتل مدنيين، لكن السؤال هنا هل الهجوم هو عمل فردي أم مخطط له لتحقيق أهداف سياسية تخدم أو تلمع وجه إسرائيل الذي تواجه حالياً عزلة دولية وخاصة من جانب حلفائها. نظرة عامة على تعليقات حول هجوم واشنطن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف الحادث بأنه "عمل معاد للسامية حقير"، معلناً أنه اتخذ إجراءات لحماية السفارات الإسرائيلية حول العالم. فيما استخدم السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة يحيئيل ليتر لهجة تحمل طابع إنساني، وكسب مزيد من التضامن فلم يكتفي بالحديث عن هجوم بشكل مجرد بل وصف القتيلين أنهم كانا زوجين شابين على وشك الخطوبة، وقال: "لقد اشترى هذا الشاب خاتمًا هذا الأسبوع بنية التقدم لخطبة صديقتي الأسبوع المقبل في القدس. ووصف السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة الحادث بأنه "عمل شرير من أعمال الإرهاب المعادي للسامية". أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فكتب منشور عبر منصة" تروث سوشيال" قائلاً:"هذه المجازر المروعة في واشنطن، والتي تستند بوضوح إلى معاداة السامية، يجب أن تنتهي الآن! لا مكان للكراهية والتطرف في الولايات المتحدة". ماذا نسمي ما يحدث في غزة…؟! هذه التعليقات تجعلنا نستوقف إذا كان هذا الهجوم الذي حدث في واشنطن وأسفر عن مقتل شخصين يسميه البعض عمل (معاد للسامية)، فماذا عن ما يحدث في غزة ماذا نسميه ؟!!! إجابة تحتاج لتفكير عميق ويقظة أو صفعة على جبين العالم لـ تسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة دون تجميل أو استخدام كلمات منمقة خوفاً من غضب الدولة العبرية. الهجوم الذي وقع في واشنطن واتعمد استخدام مصطلح الهجوم لأنه ليس حادث وقع من قبيل الصدفة، بل في الأغلب هجوم مدبر ومخطط ويأتي في ظل تطورات تشهدها إسرائيل في علاقتها مع حلفائها. إذ وقع (الهجوم) بعد أيام قليلة من اختتام ترامب زيارته للشرق الأوسط، دون أن يزور إسرائيل في رسالة تحمل العديد من الدلالات وتظهر عمق الخلافات بين واشنطن وتل أبيب وأن كان ذلك خلف الكواليس، كما أن جيه دي فانس نائب الرئيس الأمريكي أجل زيارته للدولة العبرية. بعد عودة ترامب من رحلته من الشرق الأوسط، سرعان ما تغير الدول الأوروبية لهجتها وسياستها تجاه إسرائيل، وبدأت تستخدم لهجة أكثر حدة والتلويح باتخاذ إجراءات عقابية وهو ما أعلن عنه كل من المملكة المتحدة، وفرنسا، وكندا في بيان مشترك يدينان السياسة الإسرائيلية حول استمرار الحرب في غزة وفرض حصار لا إخلاقي ولا إنساني ولا قانوني على المدينة الفلسطينية، كما لوحت بفرض عقوبات. بريطانيا بدأت اتخاذ إجراء فعلي، وفرضت عقوبات على مستوطنيين إسرائيليين في الضفة الغربية، بل وعلقت المفاوضات مع إسرائيل بشأن اتفاقية التجارة الحرة. الاتحاد الأوروبي أعلن بكل صراحة أنه يدرس تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل والذي وصفته الدولة العبرية ستكون ضربة قوية للاقتصاد الإسرائيلي. سيد البيت الأبيض يعطي الضوء الأخضر لمعاقبة أبنها المدلل إسرائيل هذه الإجراءات المفاجأة التي تقوم بها الدول الغربية، تجعلنا نتسأل هل هي قرارات تعبير عن يقظة العالم الغربي ضد جرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة فإذا كان الأمر كذلك فأين كانوا عما يحدث في الأيام الأولى من الحرب، هل الضمير الغربي أصابه يقظة مؤقتة بعد مرور نحو 600 يوم من الدمار والقتل والنزوح يعيشوا المدنيين في غزة! أما أن (سيد البيت الأبيض) أعطى الضوء الأخضر للضغط على إسرائيل؟! وبالتزامن مع عاصفة الانتقادات الغربية لإسرائيل، أطلق الجيش الإسرائيلي النار على وفد دبلوماسي أوروبي عربي خلال زيارتهم مخيم جنين في الضفة الغربية، الهجوم هنا أثار ردود فعل غاضبة من المجتمع الدولي لمواصلة إسرائيل عربدتها وانتهاك كافة الأعراف الدبلوماسية. نعم لمعاداة السامية المشروعة! ولم تستطيع إسرائيل الرد على هذا الحادث سوى خلق أكذوبة جديدة بأنها لم تكون على علم بهوية الوفد الدبلوماسي! ونحمد الله أنها لم تبرر هذه الوقاحة بتغليفها أن الوفد الدبلوماسي كان يرفع شعارات معادٍ للسامية! إذا كانت إدانة جرائم إسرائيل المتكررة والمتواصلة من انتهاك حرمة الأراضى العربية، واستمرار الزحف الاستيطاني في الأراضى الفلسطينية المحتلة كالسرطان الذي ينهش في جسم الدولة الفلسطينية المستقبلية، و رفع شعار (لا) أمام العربدة الإسرائيلية في المنطقة يتم وصفه بأنه عمل معادٍ للسامية.. فنعم للمعادة السامية!