logo
عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال

عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال

الجزيرة٠٢-٠٥-٢٠٢٥

شهد معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته التاسعة والعشرين تحولا مزدوجا في ملامح المشهد الثقافي والإعلامي العماني، حيث اجتمع التوجّه نحو تعزيز الحضور الرقمي الآمن للأطفال من خلال "واجهة الطفل" في منصة "عين"، مع تكثيف الحضور الفكري والأدبي العماني في توثيق "طوفان الأقصى"، عبر 3 إصدارات تميزت بتنوعها وعمقها، ما يعكس وعيا إستراتيجيا بأهمية الإعلام الموجه للأجيال، والاصطفاف الفكري مع القضايا الإنسانية.
وأطلقت وزارة الإعلام واجهة الطفل ضمن منصة "عين"، لتكون منصة رقمية متخصصة تعنى بتقديم محتوى معرفي وتربوي وترفيهي موجه للأطفال، في تجربة تسعى لتكريس حضور رقمي آمن وفاعل للطفل العماني في الفضاء الإعلامي.
رؤية وطنية لمستقبل الطفل
وزير الإعلام الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي أكد أن المنصة تجسيد لتوجهات سلطان عمان للاستثمار في الطفل العماني من المراحل المبكرة، من خلال التوظيف الإيجابي للتقنيات الحديثة لصياغة وعي الأجيال، وأضاف "الواجهة ليست مجرد جانب ترفيهي، بل بيئة معرفية شاملة، تلبي احتياجات الطفل العماني النفسية والتعليمية والقيمية، وتواكب في الوقت نفسه التطورات الرقمية العالمية".
وأشار الحراصي إلى أن الطفل اليوم لم يعد مجرد متلقٍّ للمعلومة بل "شريك فاعل في صُنع المعرفة وتشكيل المستقبل، ولهذا تم تصميم الواجهة لتقدم محتوى يتحدث بلغته، ويثير فضوله، ويرسّخ الهوية العمانية والقيم الأصيلة، ويفتح آفاق الإبداع أمامه".
إعلان
ويؤكد الوزير استمرار العمل على تطوير هذه الواجهة، بما يتلاءم مع احتياجات الأطفال وتطلعاتهم، وبما يواكب التحولات التقنية والمعرفية المتسارعة.
بنية غنية ومحتوى متنوع
تقدم "واجهة الطفل" أكثر من 8500 مادة سمعية ومرئية، مخصصة للفئة العمرية من 4 إلى 18 سنة، وتشمل أعمالا حصرية مثل برنامج "رحلات وسام" الذي يعيد رواية الأساطير العمانية بطريقة مبسطة، و"أستوديو ألفة" الذي يعزز مفاهيم الهوية والمواطنة وتعزيز السمت العماني.
وتتوفر أيضا مجموعة من الكتب الصوتية التي تهدف إلى تنمية معارفهم ومهاراتهم وتحفيز الخيال وتعزيز القراءة، بعضها مسجل بأصوات أطفال بهدف تمكين مواهبهم ومهاراتهم، وإبرازها إعلاميا.
وأوضحت د. أمل بنت محمد النوفلية المديرة العامة للإعلام الإلكتروني بوزارة الإعلام، للجزيرة نت، أن واجهة الطفل جاءت لتواكب تطلعات الجمهور، المتعطش لوجود محتوى آمن للطفل، في ظل وجود منصات إلكترونية عديدة.
وتتيح الواجهة للطفل إنشاء حساب خاص، واختيار رمزه الكرتوني، وتحميل المحتوى ومشاهدته دون اتصال بالإنترنت، مع إمكانية متابعة المواد حيث توقف المستخدم، إلى جانب خاصية البحث والتصفح السهل. كما خصصت مساحة لإبداعات صُناع المحتوى الأطفال، مما يسهم في تقديم نماذج إعلامية مستقبلية.
وأكدت النوفلية أن وزارة الإعلام حرصت أن تجعل الطفل شريكا فاعلا في صناعة المحتوى الرقمي من خلال احتضان صُناع المحتوى والموهوبين من الناشئة في شتى المجالات؛ بهدف بناء القدرات، وإثراء المحتوى الإلكتروني العماني والعربي الموجّه للطفل.
وتدعم المنصة النفاذ الرقمي لذوي الإعاقة؛ إذ تقدم محتوى بلغة الإشارة وآخر صوتيا يراعي احتياجات ذوي الإعاقة السمعية والبصرية، وقد شارك أطفال في تقديم هذه المواد لتكون أقرب لجمهورهم.
تفاعل الأسرة وتعزيز القراءة
ترى الدكتورة وفاء بنت سالم الشامسية، المختصة في أدب الطفل، أن واجهة الطفل في منصة "عين" تمثل تحولا نوعيا نحو بناء بيئة معرفية رقمية آمنة، تربط بين الأصالة الثقافية والحداثة التكنولوجية، وتوفر محتوى أدبيا يراعي السياق المحلي ويشجع على القراءة باللغة العربية، مما يسهم في تعزيز الهوية اللغوية والوطنية لدى الناشئة.
إعلان
وتعتبر أن المنصة لا تكتفي بتقديم المعلومات، بل تعتمد على القصة والمثال والحوار الداخلي في بناء وعي الطفل، وهو ما يسهم في تنمية مهارات التفكير النقدي، والتمييز بين الصواب والخطأ، كما يعزز قدرات الطفل على الخيال والتعاطف والانفتاح على الآخر. وترى أن المنصة قادرة على تبسيط مفاهيم معقدة كحماية البيئة، وتقبل الاختلاف، والأمن الرقمي، من خلال نصوص تفاعلية مناسبة للمراحل العمرية المختلفة.
وتشير الشامسية إلى أن أدب الطفل هو أداة فاعلة لغرس القيم، ليس من خلال الوعظ المباشر، بل عبر شخصيات تجسّد القيم في سياق قصصي حي، فمن خلال قصص عن أطفال يحافظون على التراث أو يساعدون الكبار أو يشاركون في خدمة المجتمع، يتم ترسيخ قيم الانتماء والمواطنة.
وتمثل "واجهة الطفل" جزءا من مشروع أشمل تقوده منصة "عين" التي أطلقت رسميا في يناير 2022، وتضم اليوم أكثر من 65 ألف مادة بين مرئية ومسموعة وكتب صوتية، وقد تجاوز عدد مرات الاستماع والمشاهدة فيها 16 مليونا.
وتصل خدمات المنصة إلى أكثر من 170 دولة، مما يمنحها بُعدا دوليا واسعا، يعكس ثقة متزايدة في المحتوى العماني لدى الجاليات العربية والمجتمعات المهتمة بالمحتوى التربوي.
"طوفان الأقصى"
في موازاة هذا التحول الرقمي، برز في معرض مسقط 3 إصدارات عمانية تناولت عملية "طوفان الأقصى"، العملية العسكرية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في أكتوبر 2023، والتي أحدثت منعطفا مفصليا في الوعي السياسي والثقافي تجاه القضية الفلسطينية.
العمل الأول صدر عن الكاتب العماني الشاب منذر بن نعيم السعدي، وجاء بعنوان "طوفان الأقصى: حروب الأقصى بين السياسة والميدان"، وعلى الرغم من حداثة سنه كطالب جامعي، قدم السعدي معالجة مبسطة ومكثفة لمسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، من وعد بلفور وحتى عملية طوفان الأقصى.
إعلان
وفي تصريح خاص لـ"الجزيرة نت"، قال السعدي "لاحظت خلال متابعتي للأحداث وجود مفاهيم خاطئة أو غموض لدى البعض. شعرت أن من واجبي تسليط الضوء على بعض الحقائق وتصحيح الصور المغلوطة، حتى وإن كان جهدي متواضعا".
الكتاب الذي يحوي 158 صفحة، مُقسَّم إلى 15 فصلا، يبدأ بمقدمة حول أهمية القضية الفلسطينية، ويمر بمحطات مفصلية، منها نشوء الجيش الإسرائيلي، ومجازر النكبة، وحروب 1967 و1973، والانتفاضتان، وصولا إلى ما وصفه المؤلف بـ"المنعطف الجذري" الذي شكّله طوفان الأقصى.
ويضيف "العالم بعد الطوفان لن يكون كما كان قبله. المثقف لم يعد ترفا، بل ضرورة في مواجهة حملات التشويه، لا سيما تجاه فلسطين".
انصح زوار #معرض_مسقط_الدولى_للكتاب بشراء رواية طوفان الاقصى لمؤلفها إسماعيل البوسعيدي
وكتاب طوفان الاقصى للكاتب منذر السعدي.#معرض_مسقط_الدولى_للكتاب pic.twitter.com/W3tgLw55Cz
— د.حمود النوفلي (@hamoodalnoofli) April 26, 2025
أما العمل الثاني فهو رواية بعنوان "طوفان الأقصى: وكان وعدا مفعولا" للكاتب إسماعيل بن أحمد البوسعيدي، وقد صدرت عن دار "لبان" للنشر. وجاءت الرواية في 195 صفحة، وتُقدَّم بأسلوب المشاهد القصيرة التي تتناوب على سردها شخصيات متعددة بأحداث مختلفة، ما يخلق ملحمة إنسانية تعيد رسم خريطة المقاومة الفلسطينية، وتغوص في تداخلات الإيمان والفعل البشري والذاكرة الجماعية.
تبدأ الرواية بفصل بعنوان "غزة"، لا تقدم فيه المدينة كجغرافيا محاصرة فحسب، بل كأيقونة للصمود. يقول السارد في افتتاحها "هنا غزة… مدينة صغيرة بحجمها، عظيمة بحلمها". ومن هناك، ينفتح السرد على مشاهد واقعية مشحونة بالألم والأمل، تعيد تشكيل علاقة القارئ بالقضية الفلسطينية عبر مسار روحي وإنساني.
تستلهم الرواية وعدا قرآنيا بالتمكين من الآية "وكان وعدا مفعولا"، في توظيف ديني ذكي لا يأتي بصيغة خطاب وعظي، بل كإطار رمزي يحرك البناء السردي ويوجهه نحو أفق تعبيري عميق.
بحمدالله.. صدر كتابي "طوفان الأقصى.. رصد الأحداث وقراءة المتغيرات"، عن مركز الندوة الثقافي ومؤسسة شرفات الدولية.
سيكون موجوداً بإذن الله في معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته القادمة.
||🌹|| pic.twitter.com/9cUbll2yth
— خميس العدوي (@kadwi69) April 13, 2025
أما الإصدار الثالث فجاء من المفكر والكاتب خميس بن راشد العدوي، بعنوان "طوفان الأقصى: رصد الأحداث وقراءة المتغيرات"، وصدر عن "مركز الندوة الثقافي" في ولاية بهلا.
إعلان
ويتضمن الكتاب 30 مقالة رأي سبق للعدوي نشرها في صحيفة "عمان" اليومية، جمعت ونظمت موضوعيا لتغطي الخلفيات التاريخية والدينية والسياسية للصراع، وتحلل الحدث العسكري، وتستقرئ التحولات في الخطاب الإقليمي والدولي بعد السابع من أكتوبر.
قسّم العدوي كتابه إلى 3 حلقات رئيسة:
الأولى: تتناول الجذور التاريخية والدينية للصراع العربي الإسرائيلي.
تتناول الجذور التاريخية والدينية للصراع العربي الإسرائيلي. الثانية: ترصد التفاعلات الإقليمية والدولية في أعقاب العملية وتتبع فيها أحداثه.
ترصد التفاعلات الإقليمية والدولية في أعقاب العملية وتتبع فيها أحداثه. الثالثة: تقدم المواضيع الذي كتبها تحت إيحاء ووقع طوفان الأقصى وتطرق لدعوة السلطنة لإصلاح بنية النظام الدولي، استنادا إلى مواقفها المتوازنة.
ولا يكتفي العدوي بتوثيق المواقف الرسمية، بل يعرضها كامتداد لهوية الدولة القائمة على التوازن والدبلوماسية والإنسانية، ويشير إلى أن مسقط، منذ اللحظة الأولى، تبنت خطابا إنسانيا واضحا تجاه العدوان على غزة، بما يتسق مع نهجها التاريخي في معالجة القضايا الإقليمية الحساسة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال

الجزيرة

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال

شهد معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته التاسعة والعشرين تحولا مزدوجا في ملامح المشهد الثقافي والإعلامي العماني، حيث اجتمع التوجّه نحو تعزيز الحضور الرقمي الآمن للأطفال من خلال "واجهة الطفل" في منصة "عين"، مع تكثيف الحضور الفكري والأدبي العماني في توثيق "طوفان الأقصى"، عبر 3 إصدارات تميزت بتنوعها وعمقها، ما يعكس وعيا إستراتيجيا بأهمية الإعلام الموجه للأجيال، والاصطفاف الفكري مع القضايا الإنسانية. وأطلقت وزارة الإعلام واجهة الطفل ضمن منصة "عين"، لتكون منصة رقمية متخصصة تعنى بتقديم محتوى معرفي وتربوي وترفيهي موجه للأطفال، في تجربة تسعى لتكريس حضور رقمي آمن وفاعل للطفل العماني في الفضاء الإعلامي. رؤية وطنية لمستقبل الطفل وزير الإعلام الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي أكد أن المنصة تجسيد لتوجهات سلطان عمان للاستثمار في الطفل العماني من المراحل المبكرة، من خلال التوظيف الإيجابي للتقنيات الحديثة لصياغة وعي الأجيال، وأضاف "الواجهة ليست مجرد جانب ترفيهي، بل بيئة معرفية شاملة، تلبي احتياجات الطفل العماني النفسية والتعليمية والقيمية، وتواكب في الوقت نفسه التطورات الرقمية العالمية". وأشار الحراصي إلى أن الطفل اليوم لم يعد مجرد متلقٍّ للمعلومة بل "شريك فاعل في صُنع المعرفة وتشكيل المستقبل، ولهذا تم تصميم الواجهة لتقدم محتوى يتحدث بلغته، ويثير فضوله، ويرسّخ الهوية العمانية والقيم الأصيلة، ويفتح آفاق الإبداع أمامه". إعلان ويؤكد الوزير استمرار العمل على تطوير هذه الواجهة، بما يتلاءم مع احتياجات الأطفال وتطلعاتهم، وبما يواكب التحولات التقنية والمعرفية المتسارعة. بنية غنية ومحتوى متنوع تقدم "واجهة الطفل" أكثر من 8500 مادة سمعية ومرئية، مخصصة للفئة العمرية من 4 إلى 18 سنة، وتشمل أعمالا حصرية مثل برنامج "رحلات وسام" الذي يعيد رواية الأساطير العمانية بطريقة مبسطة، و"أستوديو ألفة" الذي يعزز مفاهيم الهوية والمواطنة وتعزيز السمت العماني. وتتوفر أيضا مجموعة من الكتب الصوتية التي تهدف إلى تنمية معارفهم ومهاراتهم وتحفيز الخيال وتعزيز القراءة، بعضها مسجل بأصوات أطفال بهدف تمكين مواهبهم ومهاراتهم، وإبرازها إعلاميا. وأوضحت د. أمل بنت محمد النوفلية المديرة العامة للإعلام الإلكتروني بوزارة الإعلام، للجزيرة نت، أن واجهة الطفل جاءت لتواكب تطلعات الجمهور، المتعطش لوجود محتوى آمن للطفل، في ظل وجود منصات إلكترونية عديدة. وتتيح الواجهة للطفل إنشاء حساب خاص، واختيار رمزه الكرتوني، وتحميل المحتوى ومشاهدته دون اتصال بالإنترنت، مع إمكانية متابعة المواد حيث توقف المستخدم، إلى جانب خاصية البحث والتصفح السهل. كما خصصت مساحة لإبداعات صُناع المحتوى الأطفال، مما يسهم في تقديم نماذج إعلامية مستقبلية. وأكدت النوفلية أن وزارة الإعلام حرصت أن تجعل الطفل شريكا فاعلا في صناعة المحتوى الرقمي من خلال احتضان صُناع المحتوى والموهوبين من الناشئة في شتى المجالات؛ بهدف بناء القدرات، وإثراء المحتوى الإلكتروني العماني والعربي الموجّه للطفل. وتدعم المنصة النفاذ الرقمي لذوي الإعاقة؛ إذ تقدم محتوى بلغة الإشارة وآخر صوتيا يراعي احتياجات ذوي الإعاقة السمعية والبصرية، وقد شارك أطفال في تقديم هذه المواد لتكون أقرب لجمهورهم. تفاعل الأسرة وتعزيز القراءة ترى الدكتورة وفاء بنت سالم الشامسية، المختصة في أدب الطفل، أن واجهة الطفل في منصة "عين" تمثل تحولا نوعيا نحو بناء بيئة معرفية رقمية آمنة، تربط بين الأصالة الثقافية والحداثة التكنولوجية، وتوفر محتوى أدبيا يراعي السياق المحلي ويشجع على القراءة باللغة العربية، مما يسهم في تعزيز الهوية اللغوية والوطنية لدى الناشئة. إعلان وتعتبر أن المنصة لا تكتفي بتقديم المعلومات، بل تعتمد على القصة والمثال والحوار الداخلي في بناء وعي الطفل، وهو ما يسهم في تنمية مهارات التفكير النقدي، والتمييز بين الصواب والخطأ، كما يعزز قدرات الطفل على الخيال والتعاطف والانفتاح على الآخر. وترى أن المنصة قادرة على تبسيط مفاهيم معقدة كحماية البيئة، وتقبل الاختلاف، والأمن الرقمي، من خلال نصوص تفاعلية مناسبة للمراحل العمرية المختلفة. وتشير الشامسية إلى أن أدب الطفل هو أداة فاعلة لغرس القيم، ليس من خلال الوعظ المباشر، بل عبر شخصيات تجسّد القيم في سياق قصصي حي، فمن خلال قصص عن أطفال يحافظون على التراث أو يساعدون الكبار أو يشاركون في خدمة المجتمع، يتم ترسيخ قيم الانتماء والمواطنة. وتمثل "واجهة الطفل" جزءا من مشروع أشمل تقوده منصة "عين" التي أطلقت رسميا في يناير 2022، وتضم اليوم أكثر من 65 ألف مادة بين مرئية ومسموعة وكتب صوتية، وقد تجاوز عدد مرات الاستماع والمشاهدة فيها 16 مليونا. وتصل خدمات المنصة إلى أكثر من 170 دولة، مما يمنحها بُعدا دوليا واسعا، يعكس ثقة متزايدة في المحتوى العماني لدى الجاليات العربية والمجتمعات المهتمة بالمحتوى التربوي. "طوفان الأقصى" في موازاة هذا التحول الرقمي، برز في معرض مسقط 3 إصدارات عمانية تناولت عملية "طوفان الأقصى"، العملية العسكرية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في أكتوبر 2023، والتي أحدثت منعطفا مفصليا في الوعي السياسي والثقافي تجاه القضية الفلسطينية. العمل الأول صدر عن الكاتب العماني الشاب منذر بن نعيم السعدي، وجاء بعنوان "طوفان الأقصى: حروب الأقصى بين السياسة والميدان"، وعلى الرغم من حداثة سنه كطالب جامعي، قدم السعدي معالجة مبسطة ومكثفة لمسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، من وعد بلفور وحتى عملية طوفان الأقصى. إعلان وفي تصريح خاص لـ"الجزيرة نت"، قال السعدي "لاحظت خلال متابعتي للأحداث وجود مفاهيم خاطئة أو غموض لدى البعض. شعرت أن من واجبي تسليط الضوء على بعض الحقائق وتصحيح الصور المغلوطة، حتى وإن كان جهدي متواضعا". الكتاب الذي يحوي 158 صفحة، مُقسَّم إلى 15 فصلا، يبدأ بمقدمة حول أهمية القضية الفلسطينية، ويمر بمحطات مفصلية، منها نشوء الجيش الإسرائيلي، ومجازر النكبة، وحروب 1967 و1973، والانتفاضتان، وصولا إلى ما وصفه المؤلف بـ"المنعطف الجذري" الذي شكّله طوفان الأقصى. ويضيف "العالم بعد الطوفان لن يكون كما كان قبله. المثقف لم يعد ترفا، بل ضرورة في مواجهة حملات التشويه، لا سيما تجاه فلسطين". انصح زوار #معرض_مسقط_الدولى_للكتاب بشراء رواية طوفان الاقصى لمؤلفها إسماعيل البوسعيدي وكتاب طوفان الاقصى للكاتب منذر السعدي.#معرض_مسقط_الدولى_للكتاب — د.حمود النوفلي (@hamoodalnoofli) April 26, 2025 أما العمل الثاني فهو رواية بعنوان "طوفان الأقصى: وكان وعدا مفعولا" للكاتب إسماعيل بن أحمد البوسعيدي، وقد صدرت عن دار "لبان" للنشر. وجاءت الرواية في 195 صفحة، وتُقدَّم بأسلوب المشاهد القصيرة التي تتناوب على سردها شخصيات متعددة بأحداث مختلفة، ما يخلق ملحمة إنسانية تعيد رسم خريطة المقاومة الفلسطينية، وتغوص في تداخلات الإيمان والفعل البشري والذاكرة الجماعية. تبدأ الرواية بفصل بعنوان "غزة"، لا تقدم فيه المدينة كجغرافيا محاصرة فحسب، بل كأيقونة للصمود. يقول السارد في افتتاحها "هنا غزة… مدينة صغيرة بحجمها، عظيمة بحلمها". ومن هناك، ينفتح السرد على مشاهد واقعية مشحونة بالألم والأمل، تعيد تشكيل علاقة القارئ بالقضية الفلسطينية عبر مسار روحي وإنساني. تستلهم الرواية وعدا قرآنيا بالتمكين من الآية "وكان وعدا مفعولا"، في توظيف ديني ذكي لا يأتي بصيغة خطاب وعظي، بل كإطار رمزي يحرك البناء السردي ويوجهه نحو أفق تعبيري عميق. بحمدالله.. صدر كتابي "طوفان الأقصى.. رصد الأحداث وقراءة المتغيرات"، عن مركز الندوة الثقافي ومؤسسة شرفات الدولية. سيكون موجوداً بإذن الله في معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته القادمة. ||🌹|| — خميس العدوي (@kadwi69) April 13, 2025 أما الإصدار الثالث فجاء من المفكر والكاتب خميس بن راشد العدوي، بعنوان "طوفان الأقصى: رصد الأحداث وقراءة المتغيرات"، وصدر عن "مركز الندوة الثقافي" في ولاية بهلا. إعلان ويتضمن الكتاب 30 مقالة رأي سبق للعدوي نشرها في صحيفة "عمان" اليومية، جمعت ونظمت موضوعيا لتغطي الخلفيات التاريخية والدينية والسياسية للصراع، وتحلل الحدث العسكري، وتستقرئ التحولات في الخطاب الإقليمي والدولي بعد السابع من أكتوبر. قسّم العدوي كتابه إلى 3 حلقات رئيسة: الأولى: تتناول الجذور التاريخية والدينية للصراع العربي الإسرائيلي. تتناول الجذور التاريخية والدينية للصراع العربي الإسرائيلي. الثانية: ترصد التفاعلات الإقليمية والدولية في أعقاب العملية وتتبع فيها أحداثه. ترصد التفاعلات الإقليمية والدولية في أعقاب العملية وتتبع فيها أحداثه. الثالثة: تقدم المواضيع الذي كتبها تحت إيحاء ووقع طوفان الأقصى وتطرق لدعوة السلطنة لإصلاح بنية النظام الدولي، استنادا إلى مواقفها المتوازنة. ولا يكتفي العدوي بتوثيق المواقف الرسمية، بل يعرضها كامتداد لهوية الدولة القائمة على التوازن والدبلوماسية والإنسانية، ويشير إلى أن مسقط، منذ اللحظة الأولى، تبنت خطابا إنسانيا واضحا تجاه العدوان على غزة، بما يتسق مع نهجها التاريخي في معالجة القضايا الإقليمية الحساسة.

العبث واللامعقول في حرب السودان.. المسرح يمرض لكنه لا يموت
العبث واللامعقول في حرب السودان.. المسرح يمرض لكنه لا يموت

الجزيرة

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

العبث واللامعقول في حرب السودان.. المسرح يمرض لكنه لا يموت

خيبة الأمل التي اجتاحت العالم الأوروبي بعد الحرب الثانية وأهوالها، تمخض عنها تيار في الأدب والمسرح في فرنسا وألمانيا يسمى مسرح اللامعقول أو العبث، والذي نشأ على خلفية أحداث سياسية وعالمية كبرى قادت الفلاسفة المحدثين إلى إعادة التفكير في عديد من المفاهيم، وهو تيار يجسد داخل نصوصه حالة فقدان الشغف والهدف لدى الإنسان الأوروبي في عالم ما بعد الحرب لأن الحياة بالمجمل غير ذات جدوى أو هدف أو غاية، لذلك أتت شخوص هذا التيار على خشبة المسرح شخوصا عبثية بخيال ورؤى فلسفية عدمية عن جدوى الوجود والحياة. يقول يوجين يونسكو (1909-1994) أحد أهم كُتاب مسرح العبث في مسرحيته "الرجل ذو الحقائب.. رحلة إلى عالم الموتى"، إن "السببين الأساسيين فقط لبقائنا صغارا هذه الأيام هما القتل والانتحار". صمويل بيكيت (1906-1989) رائد مسرح اللامعقول يقول في تأمل لإذاعة بي بي سي "من عملٍ مهجور" بث في عام 1957 "لا، لا أندم على شيء، كل ما أندم عليه هو ولادتي، لأني دائما أجد الموت عملا طويلاً ومملا". إحباط قبيلة المسرحيين المتأمل في مشهد حرب السودان الحالية وحال المشتغلين بـ"فنون التمثيل" سيجد تماثل واقع الفنان في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية مع واقع الممثل السوداني اليوم. حالة الإحباط وانسداد الأفق أمام قبيلة المسرحيين السودانيين دفعتهم مثلهم مثل كل أهل السودان للنزوح إلى الولايات الآمنة أو لخارج البلاد بعد أن هدمت المسارح وبيوت الفنون ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا. خارطة توزيع النزوح في إحصائيات اتحاد الممثلين تقول إن النسبة الكبرى من المشتغلين بفنون التمثيل نزحوا في البداية من الخرطوم إلى بورتسودان، ونسب أخرى متفاوتة نزحوا إلى بقية مدن السودان، وخارجيا حصلت القاهرة على النسبة الكبرى من النزوح تليها كمبالا. يقول نقيب الدراميين السودانيين الرشيد أحمد عيسى، في كلمته ليوم المسرح العالمي في 27 مارس/آذار الماضي، "لم يشهد العالم في تاريخه القريب والبعيد مثل ما جرى في حرب السودان من انتهاكات كالقتل والتمثيل بالجثث والاغتصابات المريعة، انتهاكات دمرت حياة الكثير من القاصرات وطالت حتى النساء المسنات في وطني". وأضاف "المسرح كان حاضرا منذ انطلاقة الحرب، مقاوما منذ الطلقة الأولى، يمتص الصدمات، يعيد تأهيل الأطفال ويزرع الأمل في تلك الأرواح التي تشظت في فوضى وعتمة ضاقت بها الأماكن كأنما الحرب تحفر قبورها حتى للأحياء. سيظل المسرح حصنا منيعا يحقق للإنسان وجوده وأحلامه بمقاومته لكل أشكال القبح من قتل واغتصاب وانتهاكات، ويسعى أن يكون فن الجميع وللجميع باعتبار المسرح المكان الوحيد الذي يحقق فيه الفرد ذاته ويجابهها". وتتشابه وضعية مسرح العبث والحرب في السودان وحال الإنسان السوداني مع الدمار الكامل في البنية التحتية للدولة والنفسية للإنسان الأوروبي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. وقد عَبّر مسرح اللامعقول عن الإنسان بعد الحرب وحالة اللاجدوى والعبثية مستخدما لغة محورها الهواجس والكوابيس وحالة التيه والانعزال وتباعد الشخصيات وانحباس الإنسان داخل جلده وتباعد المسافات بين الذات والآخر، وهذا ما يحدث في السودان الآن. الناقد السوداني المعروف السر السيد تحدث للجزيرة نت عن هذا المشهد القاتم قائلا "منذ بدايات الحرب وسيطرة قوات الدعم السريع على مدينة أم درمان، حيث الإذاعة والتلفزيون والمسرح، توقفت الحياة تماما، أثّر ذلك على قطاع "فنون التمثيل" خاصة الذي لا يشمل الممثلين والمخرجين فقط، وإنما يشمل الكتاب والفنيين والشركات المشتغلة بالفنون". يستطر السر "أوقفت الحرب أذرع الفنون الحيوية المتمثلة في الدراما الإذاعية والتلفزيونية والمسرحية، بالإضافة إلى أنشطة منظمات العمل المدني، والتي كانت تستعين بالتمثيل والممثل لتنفيذ برامجها التوعوية والإرشادية، وعطفا على ذلك فقد كثير من الممثلين مصدر رزقهم المباشر". المسرح القومي بأم درمان عن حال المسرح القومي السوداني، يقول الكاتب المسرحي والممثل القدير مصطفى أحمد الخليفة "رغم الدمار الحالي البادئ للعيان، سيبقى هذا المبنى شاهدا على حضارية ووطنية ورقي السودان بتاريخه العريق، فالمسرح يمرض لكنه لا يموت". يقول الخليفة إن "المسرح القومي تأسس في 1959 وشهد أول موسم مسرحي في 1967. قبل الحرب كان المسرح شبه مدمر، وأتت الحرب وقضت على ما تبقى منه. المسرح القومي يعتبر من أول المسارح في المنطقة العربية والأفريقية، لم يكن مجرد مبنى تاريخي شهدت خشبته حركة فنية عظيمة ومهرجانات وعي وتنوير في مواسم مسرحية فقط، بل كان حالة فنية وثقافية لها ارتباط وجداني عميق عند السودانيين، اعتلى خشبته العديد من المبدعين من غير الفنانين السودانيين مثل مريم ماكيبا المغنية الجنوب أفريقية، وكوكب الشرق أم كلثوم، وهاري بيلافونت مغني الجاز الأميركي الشهير. أيضا عُرضت به مسرحية مدرسة المشاغبين". يقول المخرج والممثل الدكتور أبو بكر الشيخ أيضا عن الحرب على المسارح "مرّ المسرح السوداني بظروف قاهرة منذ أكثر من خمسة أعوام، وجاءت الحرب وبالا إضافيا عليه، حيث توقفت العروض المسرحية والمهرجانات التي كان يضج بها المسرح القومي وبقية المسارح، فقد دمرت مليشيا الدعم السريع المسرح القومي تماما ومسرح قاعة الصداقة وبقية المسارح، في استهداف ممنهج للبنية التحتية ودور العرض والتنوير، بالإضافة إلى تدميرهم مسارح مراكز الشباب، مما اضطر عددا كبيرا من المبدعين للانشغال بالعمل في مجالات أخرى غير إبداعية لتوفير لقمة العيش لأسرهم". يسترسل أبو بكر الشيخ متحدثا للجزيرة نت عن إنجازاته الشخصية "قدمت في العام الأول من الحرب تجربة درامية بعنوان "جنقو كايرو" وهي عدد من الحلقات الدرامية التي تتناول حال النازحين في زمن الحرب والظروف التي تعرضوا لها. وقدمت هذا العام مسلسلا من 20 حلقة بعنوان "أقنعة الموت.. سمفونية الحريق والنزوح" صُوِّر بين القاهرة وأم درمان، وهذه التجربة وجدت صدى واسعا جدا لجرأة التناول والطرح لموضوعاتها التي تلخصت في انتهاكات المليشيا المتمردة للإنسان السوداني من تعذيب وتهجير واغتصاب وقتل. وفي نهايتها قدم المسلسل دعوة إلى العودة للسودان وإعمار ما دمرته الحرب وإعادة التفكير في سودان ما بعد الحرب على نحو إيجابي". إنجازات رغم الحرب حول إنجازات الممثلين في مناطق نزوحهم، يقول الناقد السوداني السر السيد "حالة التشتت في ظل الحرب الحالية وعجز الجهات الرسمية عن فتح المسارح أو إنتاج دراما جعلت الممثل يمتهن مهنا أخرى، أما المحظوظون الذين وجدوا فرصا مع منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال المرأة والبيئة وحقوق الإنسان والإغاثة، فاستطاعوا في مارس/آذرا الماضي أن ينظموا مهرجان "برؤوت للمسرحيات القصيرة" في مدينة بورتسودان الذي استمر لأربعة أيام". أيضا في كمبالا، والحديث لا يزال للسر السيد، "ورغم أننا مجموعة صغيرة لا تتجاوز 15 ممثلا، استطعنا أن نحتفل ولعامين على التوالي بيوم المسرح العالمي، وقدمنا مسرحيات أشهرها مسرحية ثورة 24 للكاتب الكبير عبد الله بشير وإخراج معمر القذافي". مجموعة الممثل فضيل قبل نزوحهم من السودان أيضا قدموا عددا من المسرحيات وكذلك مجموعات أخرى في عطبرة وشندي وكسلا وبورتسودان. وبشكل عام، قدم الممثلون المشتغلون بالمهنة في أقاليم السودان عروضا في مناطق نزوحهم، رغم صعوبة الأجواء. في مصر نجحوا في تكوين اتحاد ممثلين وموسيقيين، وقدموا عددا من العروض المسرحية، على سبيل المثال مسرحية "دار آمنة ذاكرة الفجيعة" من إخراج ماجدة نصر الدين. أيضا شارك بعض الممثلين في لجان تحكيم وندوات مثل البروفسير سعد يوسف. وقد كان وضع نازحي القاهرة وكمبالا أفضل حالا من وضع الممثلين في بقية المنافي ومناطق اللجوء. قالت الممثلة تهاني الباشا للجزيرة نت "بعد أن خفت صوت الحرب بدحر الدعم السريع وتحرير منطقة الإذاعة السودانية والتلفزيون والمسرح القومي بأم درمان، قام نفر كريم من الزملاء الممثلين بمبادرة لإعادة تأهيل المسرح القومي وإعادة الاعتبار لشيخ المسارح السودانية. المبادرة تمت بعفوية وتنادى لها الممثلون من مناطق النزوح، فحضر للمشاركة في هذه المبادرة الرمزية من بورتسودان الزملاء عبد السلام جلود والطيب صديق وإبراهيم خضر. كما أعلنت وزارة الثقافة والإعلام عن دعمها الكامل لهذه المبادرة. الذين ظلوا داخل الخرطوم حتى الآن تجاوز عددهم 30 فنانا وفنانة، نذكر منهم نجوم كبار مثل الأستاذة القديرة فايزة عمسيب التي لم تغادر الخرطوم رغم معاناتها مع المرض، والرائد المسرحي المعروف محمد خلف الله الكاتب، والممثل محمد رضا دهبي والنجم الطيب شعراوي، وعبد الرافع حسن بخيت، والنجم حسين يوسف سيد جرسة، والمخرج الإذاعي المعروف الدكتور طارق البحر وغيرهم ما زالوا صامدين ولم يخرجوا من العاصمة. مشهد عبثي قاتم وحزين يسود الوسط المسرحي السوداني منذ اندلاع الحرب الحالية. يكفي شاهدا على ذلك أن الممثلة القديرة فائزة عمسيب التي كرمتها الهيئة العربية للمسرح في الشارقة عام 2013 وملأت صفحات الصحف المحلية والعربية شائعات وفاتها مرات عديدة، لكنها إلى الآن لم تستطع مغادرة الخرطوم بسبب المرض وأصوات المدافع تدوي في سماء الخرطوم وشهدت بعينها كل مآسي الحرب منذ انطلاق أول رصاصة وحتى الآن.

أحمد مالك: لم أعد مهتمًا بالسينما العالمية بسبب ما يحدث في غزة
أحمد مالك: لم أعد مهتمًا بالسينما العالمية بسبب ما يحدث في غزة

الجزيرة

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

أحمد مالك: لم أعد مهتمًا بالسينما العالمية بسبب ما يحدث في غزة

كشف الممثل المصري أحمد مالك أنه لم يعد مهتمًا بالمشاركة في أعمال فنية عالمية، وذلك بسبب ما يجري في غزة. وقال -خلال جلسة نقاشية ضمن فعاليات الدورة الـ11 لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير- إن الممثلين العرب كانوا يُحصرون في تقديم شخصية الإرهابي، ثم تحول الأمر إلى تقديم شخصية اللاجئ أو الضحية، لكنه في اختياراته يحرص على تقديم عمل يحمل قضية. وأوضح مالك أن اهتمامه بالمشاركة في الأعمال العالمية تراجع مؤخرا بسبب الأحداث الجارية في فلسطين، مشيرا إلى أنه لم يعد بحاجة إلى المشاركة في تلك الأعمال، بل يركز طاقته على تقديم أعمال مصرية وسط جمهوره وعائلته. وكان مالك، الذي بدأ مشواره التمثيلي في مرحلة الطفولة، قد حقق نجاحًا واسعًا من خلال مشاركته بالعديد من الأعمال المصرية، أبرزها مسلسل "الجماعة" عام 2010، ثم "الشوارع الخلفية"، و"مع سبق الإصرار" مرورا بتجاربه السينمائية مثل مشاركته في "الجزيرة 2″، و"اشتباك". كما قدّم بطولة الفيلم العالمي الأسترالي "حارس الذهب" (The Furnace) عام 2020، وتدور أحداثه في القرن الـ19 حول شخصية جمال الأفغاني الذي يحاول العودة إلى وطنه بسبب تعرضه لأزمة وجودية. كما شارك بالفيلم الإنجليزي السوري (السباحتان) (The Swimmers) عام 2022، وهو عمل يتناول السيرة الذاتية لرحلة الشقيقتين يسرا وسارة مارديني بعد نجاتهما من ويلات الحرب في سوريا، ومشاركتهما في دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو البرازيلية عام 2016. وخلال ندوة المهرجان، تحدّث مالك أيضًا عن تجربته في فيلم " 6 أيام" المعروض حاليا، وأوضح أن العمل أفاده على المستوى المهني وجعله يشعر بالتطور. وعن تجسيده لمراحل عمرية مختلفة، بيّن أن مخرج الفيلم كريم شعبان استعان بمدرب تمثيل لمساعدة الممثلين على إتقان أداء هذه المراحل العمرية. كما استعرض مالك تجربته في فيلم "الجزيرة 2" مع المخرج شريف عرفة، الذي نصحه بقراءة الأدب لتعميق فهم الشخصيات وتحليلها بشكل أعمق. وعن تأثير بدايته المبكرة في عالم التمثيل، أشار إلى أن التجربة كانت صعبة على المستوى النفسي، لكنه اعتبر نفسه محظوظًا بالدعم الذي تلقاه من زملائه في الوسط الفني. سلام لغزة وتم تكريم مالك بجائزة هيباتيا من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير عن مسيرته الفنية، خلال حفل الافتتاح الذي أقيم أمس الأحد على مسرح سيد درويش بالإسكندرية، وقدمه على المسرح الممثل طه دسوقي الذي شاركه بطولة مسلسل "ولاد الشمس" الذي عرض حديثا، كما تم تكريم الممثلة ريهام عبد الغفور أيضا عن مسيرتها. وتم الإعلان عن تفاصيل الدورة الحالية المستمرة حتى الثاني من مايو/أيار المقبل. واستُهل حفل الافتتاح بأوبريت "سلام لغزة" متضمنًا عرض مشاهد مصورة للأحداث في فلسطين منذ بداية "طوفان الأقصى" تضامنًا مع الشعب الفلسطيني. وكانت إدارة المهرجان قد وضعت العلم الفلسطيني على الملصق الرسمي للدورة الحالية، وقال المخرج محمد محمود (رئيس المهرجان) إن الملصق الترويجي (البوستر) يحمل رسالة تضامن واضحة مع القضية الفلسطينية، في تأكيد على عمق العلاقة بين الشعبين. يُشار إلى أن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير انطلق عام 2015 بتنظيم من جمعية "دائرة الفن" بهدف توفير منصة لصناع الأفلام القصيرة من مختلف أنحاء العالم، وتعزيز الحوار الثقافي بين الجمهور والمبدعين، وجعل الإسكندرية منارة للسينما العالمية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store