logo
"وول ستريت جورنال": تفوّق جويّ إسرائيليّ في سماء إيران فشلت روسيا في تحقيقه بالحرب على أوكرانيا

"وول ستريت جورنال": تفوّق جويّ إسرائيليّ في سماء إيران فشلت روسيا في تحقيقه بالحرب على أوكرانيا

المركزيةمنذ 8 ساعات

تطرّقت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إلى "التفوقّ الجوي الإسرائيلي" في سماء إيران في غضون 48 ساعة من بدء الحرب، مشيرةً إلى إعلان إسرائيل تحقيق "تفوّق جويّ على الجزء الغربي من البلاد، بما في ذلك طهران، إذ بدأت الطائرات الحربية الإسرائيلية بإلقاء القنابل من داخل الأجواء الإيرانية بدلًا من الاعتماد على الصواريخ بعيدة المدى باهظة الثمن".
وكشفت الصحيفة أنّ "هذا إنجاز لم يتمكّن سلاح الجو الروسي العملاق من تحقيقه في أوكرانيا خلال ثلاث سنوات ونصف السنة من الحرب. وهذه النكسة هي أحد أسباب انغماس قوات موسكو في حرب خنادق طاحنة، وتكبّدها خسائر فادحة، منذ فشلها في الاستيلاء السريع على كييف في شباط/فبراير 2022".
وأمس الأحد، استغلّت إسرائيل تفوّقها، وفق الصحيفة، وأسقطت عشرات الصواريخ أرض-جو في غربي إيران، وقتلت رئيس استخبارات الحرس الثوري الإسلامي، مع نائبه.
في التحليل، ترى "وول ستريت جورنال" أنّ الحربَين مختلفتان كلياً من نواحٍ عديدة، أهمّها غياب العنصر البري التقليدي في الحرب الإسرائيلية على إيران، إلّا أنّ تجربة هذين الصراعين، التي رصدتها الجيوش حول العالم عن كثب، تُعزّز أهمية السيطرة الجوية.
وقال الفريق المتقاعد في سلاح الجو الأمريكي ديفيد ديبتولا، عميد معهد ميتشل لدراسات الفضاء، والذي أشرف على العمليات الجوية للحلفاء ضد طالبان والقاعدة في أفغانستان عام 2001: "تُظهر الحملتان الأهمية الجوهرية للتفوق الجويّ لتحقيق أهدافك العسكرية الشاملة".
وأضاف: "في حالة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، رأينا ما يحدث عندما لا يتمكّن أيّ من الجانبين من تحقيق التفوق الجويّ: الجمود والانتقال إلى حرب الاستنزاف... أما في حالة الحرب بين إسرائيل وإيران، فيمنحهم ذلك حرية مطلقة في الهجوم حيث يتمتعون بتفوق جويّ على أجزاء من إيران".
إلى ذلك، تكشف الصحيفة في مقالها الأسلحة الإسرائيلية المستخدَمة في الحرب على إيران: "شنّت إسرائيل الغارات الجوية الأولية بطائرات F-35، المُحسّنة بتعديلات إسرائيلية. والآن، وبعد إضعاف معظم الدفاعات الجوية الإيرانية، انضمّت طائرات حربية قديمة مثل F-15 وF-16 إلى القتال، كما بدأت إسرائيل بإلقاء قنابل JDAM وSpice الموجّهة قصيرة المدى، وهي أرخص وأكثر وفرة من الصواريخ، مما أحدث تأثيراً مدمّراً".
وصرّح رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي إيال زامير قائلاً: "خلال الـ24 ساعة الماضية، أكملنا مساراً جويّاً إلى طهران، وأجرينا معركة اختراق جويّ، كما يُواجه طيارو سلاح الجو الإسرائيلي خطرًا كبيرًا على حياتهم، على بُعد مئات الكيلومترات من إسرائيل، ويضربون مئات الأهداف المختلفة بدقة".
بدوره، لفت المارشال الجوي البريطاني المتقاعد مارتن سامبسون، الذي أشرف على العمليات الجوية البريطانية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا والعراق، ويرأس الآن مكتب الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: "يمتلك الإسرائيليون الآن القدرة على استخدام مجموعة أسلحتهم الهجومية بأكملها بكميات أكبر، وبكفاءة أكبر، وبنشرها على نطاق أوسع".
وبحسب مسؤولين عسكريين ومحلّلين لـ"وول ستريت جورنال"، فإنّ "الإسرائيليين تعلّموا من الإخفاقات الروسية والنجاحات الأوكرانية، والدرس الأوضح حتى الآن هو أنّ سلاح الجو الإسرائيلي يتمتع بقدرات أكبر من الروس، بينما أوكرانيا أفضل بكثير دفاعيّاً من إيران".
من جانبه، أشار مايكل كوفمان، الزميل البارز في مؤسسة كارنيغي والخبير في شؤون الجيشين الروسي والأوكراني، إلى أنّ "إسرائيل حقّقت مفاجأة وتفوّقاً على الدفاعات الجوية الإيرانية، التي كانت تُمثّل هدفاً أسهل بكثير من الدفاعات الجوية الأوكرانية من جميع النواحي تقريبًا".
وأضاف: "إن التفاوت في القدرات النوعية بين سلاح الجو الإسرائيلي وروسيا شاسع أيضًا، ويمكن ملاحظته بسهولة".
أما المارشال الجوي البريطاني المتقاعد إدوارد سترينجر، الذي أدار الحملة الجوية في ليبيا عام 2011 وترأس العمليات في وزارة الدفاع البريطانية، فقال إنّ "الثقافة العامة والتدريب المتطور والابتكار في سلاح الجو الإسرائيلي، إلى جانب اندماجه في القدرات الاستخباراتية والسيبرانية، هي سبب رئيسي لنجاح الإسرائيليين حيث فشل الروس".
وأضاف: "كل ما يملكه الروس هو الطيارون. إنهم يُدربون هؤلاء الطيارين لقيادة المدفعية الطائرة، وهذا كل شيء".
ومثل أوكرانيا، التي أصبحت طائراتها النفاثة السوفياتية قديمة للغاية بحلول عام 2022، لا تمتلك إيران طائرات حربية قادرة على الصمود في القتال الجوي مع عدوها. ولكن على عكس أوكرانيا، فشلت طهران فشلاً ذريعاً في تنظيم دفاعات جوية أرضية بطرق كان من شأنها أن تُعيق بشكل كبير قدرة طائرات العدو على العمل فوق أراضيها.
وتعتبر الصحيفة الأميركية في تحليلها أنّ "هذا نتيجة خطأ سياسي فادح؛ فعلى مدى عقود، قلّصت طهران استثماراتها في الدفاعات الجوية، وراهنت بدلاً من ذلك على القوة النارية الرادعة لقواتها الصاروخية وقوات وكلائها الإقليميين".
وهنا لفت فابيان هينز، الخبير العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إلى أنّ "إيران لم تعتمد قط على الدفاعات الجوية وحدها لصدّ هجمات كهذه. كانت الفكرة دائماً استخدام الردع".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أبو معشر للنشرة: العنوان الرئيسي في المواجهة بين إسرائيل وإيران هو أن تل أبيب تملك القدرة على السيطرة الجوية
أبو معشر للنشرة: العنوان الرئيسي في المواجهة بين إسرائيل وإيران هو أن تل أبيب تملك القدرة على السيطرة الجوية

النشرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • النشرة

أبو معشر للنشرة: العنوان الرئيسي في المواجهة بين إسرائيل وإيران هو أن تل أبيب تملك القدرة على السيطرة الجوية

أوضع العميد الطيار المتقاعد أندريه أبو معشر، في حديث لـ"النشرة"، أن العنوان الرئيسي في المواجهة الحالية بين ​ إسرائيل ​ و​ إيران ​، هو أن تل أبيب تملك القدرة على ​ السيطرة الجوية ​، أي أنها تستطيع القيام بكل ما تريد، سواء كان التحليق أو التزود الوقود في الجو، لا سيما أنه لم يظهر أن هناك دفاعات جوية لها فاعلية قادرة على إسقاط الطائرات، ولا أيضاً طائرات نجحت بالقيام في إشتباك جوي، لأنه في الأساس التكنولوجيا في هذا المجال تصب لصالح إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، لفت أبو معشر إلى أن إسرائيل، في الضربة التي قامت بها في تشرين، دمرت جزءاً كبيراً من ​ الدفاعات الجوية ​ الإيرانية، الرادارات ومنصات الكشف، وبالتالي من الممكن الحديث عن شبه إعماء، لأنه حتى مع وجود الصواريخ من دون الرادارات لا يكون هناك قدرة على توجيه الصواريخ. ورداً على سؤال حول قدرة الطائرات الإسرائيلية على تنفيذ الضربات على مسافات طويلة، لفت أبو معشر إلى أنه ليس من المعلوم في الوقت الراهن ما إذا كان هناك من دور لحلفاء إسرائيل في هذا الأمر، لكنه أشار إلى أن هناك تقارير تفيد بأنه تم إحداث تعديلات على طائرات F35، كي تستطيع حمل خزانات وقود اضافية خارجية لزيادة المدى العملياتي لاكثر من ١٢٠٠ ميل. وفي حين أوضح ابو معشر أن لوكهيد مارتن الشركة المصنعة لطائرة F35 لم تصدر أي بيان يؤكد أو ينفي اجراء أي تعديل أساسي على تصميم الطائرة، كون لا يمكن اجراء أي تعديل من دون موافقة الشركة الأم ومشاركتها ومصادقتها، لأن أي حادث ينتج عن ذلك تتحمل هي مسؤولياته، لفت إلى أن مثل هذا التعديل، الذي من الطبيعي أن يزيد من المدى العملياتي للطائرة الا أنه في المقابل يؤثر على حجم الطائرة ووزنها وبصمتها وبالتالي يكون على حساب التخفي، من الممكن أن تكون تل أبيب قد ذهبت إليه، على إعتبار أنها في ظل معركة تمتلك فيها التفوق والسيطرة الجوية، فإنها من الطبيعي لا تحتاج إلى التخفي بل إلى مدى عملياتي أكبر.

"وول ستريت جورنال": تفوّق جويّ إسرائيليّ في سماء إيران فشلت روسيا في تحقيقه بالحرب على أوكرانيا
"وول ستريت جورنال": تفوّق جويّ إسرائيليّ في سماء إيران فشلت روسيا في تحقيقه بالحرب على أوكرانيا

النهار

timeمنذ 6 ساعات

  • النهار

"وول ستريت جورنال": تفوّق جويّ إسرائيليّ في سماء إيران فشلت روسيا في تحقيقه بالحرب على أوكرانيا

تطرّقت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إلى "التفوقّ الجوي الإسرائيلي" في سماء إيران في غضون 48 ساعة من بدء الحرب، مشيرةً إلى إعلان إسرائيل تحقيق "تفوّق جويّ على الجزء الغربي من البلاد، بما في ذلك طهران، إذ بدأت الطائرات الحربية الإسرائيلية بإلقاء القنابل من داخل الأجواء الإيرانية بدلًا من الاعتماد على الصواريخ بعيدة المدى باهظة الثمن". وكشفت الصحيفة أنّ "هذا إنجاز لم يتمكّن سلاح الجو الروسي العملاق من تحقيقه في أوكرانيا خلال ثلاث سنوات ونصف السنة من الحرب. وهذه النكسة هي أحد أسباب انغماس قوات موسكو في حرب خنادق طاحنة، وتكبّدها خسائر فادحة، منذ فشلها في الاستيلاء السريع على كييف في شباط/فبراير 2022". وأمس الأحد، استغلّت إسرائيل تفوّقها، وفق الصحيفة، وأسقطت عشرات الصواريخ أرض-جو في غربي إيران، وقتلت رئيس استخبارات الحرس الثوري الإسلامي، مع نائبه. في التحليل، ترى "وول ستريت جورنال" أنّ الحربَين مختلفتان كلياً من نواحٍ عديدة، أهمّها غياب العنصر البري التقليدي في الحرب الإسرائيلية على إيران، إلّا أنّ تجربة هذين الصراعين، التي رصدتها الجيوش حول العالم عن كثب، تُعزّز أهمية السيطرة الجوية. وقال الفريق المتقاعد في سلاح الجو الأمريكي ديفيد ديبتولا، عميد معهد ميتشل لدراسات الفضاء، والذي أشرف على العمليات الجوية للحلفاء ضد طالبان والقاعدة في أفغانستان عام 2001: "تُظهر الحملتان الأهمية الجوهرية للتفوق الجويّ لتحقيق أهدافك العسكرية الشاملة". وأضاف: "في حالة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، رأينا ما يحدث عندما لا يتمكّن أيّ من الجانبين من تحقيق التفوق الجويّ: الجمود والانتقال إلى حرب الاستنزاف... أما في حالة الحرب بين إسرائيل وإيران، فيمنحهم ذلك حرية مطلقة في الهجوم حيث يتمتعون بتفوق جويّ على أجزاء من إيران". إلى ذلك، تكشف الصحيفة في مقالها الأسلحة الإسرائيلية المستخدَمة في الحرب على إيران: "شنّت إسرائيل الغارات الجوية الأولية بطائرات F-35، المُحسّنة بتعديلات إسرائيلية. والآن، وبعد إضعاف معظم الدفاعات الجوية الإيرانية، انضمّت طائرات حربية قديمة مثل F-15 وF-16 إلى القتال، كما بدأت إسرائيل بإلقاء قنابل JDAM وSpice الموجّهة قصيرة المدى، وهي أرخص وأكثر وفرة من الصواريخ، مما أحدث تأثيراً مدمّراً". هل تغتال إسرائيل خامنئي ويسقط النظام الإيراني؟ يتصدّر السؤال عن احتمالات تغيير النظام الإيراني واغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي الاهتمامات؛ فهل تُفضي العملية الإسرائيلية التاريخية إلى تغيير واقع إيران السياسي؟ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألمح إلى هذه القضية، ووعد الإيرانيين بـ"تحقيق حريتهم"، في حين اعتبر مسؤول إسرائيلي خلال حديثه لـ"وول ستريت جورنال" أن اغتيال خامنئي "ليس خارج حدود" إسرائيل. وصرّح رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي إيال زامير قائلاً: "خلال الـ24 ساعة الماضية، أكملنا مساراً جويّاً إلى طهران، وأجرينا معركة اختراق جويّ، كما يُواجه طيارو سلاح الجو الإسرائيلي خطرًا كبيرًا على حياتهم، على بُعد مئات الكيلومترات من إسرائيل، ويضربون مئات الأهداف المختلفة بدقة". بدوره، لفت المارشال الجوي البريطاني المتقاعد مارتن سامبسون، الذي أشرف على العمليات الجوية البريطانية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا والعراق، ويرأس الآن مكتب الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: "يمتلك الإسرائيليون الآن القدرة على استخدام مجموعة أسلحتهم الهجومية بأكملها بكميات أكبر، وبكفاءة أكبر، وبنشرها على نطاق أوسع". رأي حرب إسرائيل على إيران تعبث بالمنطقة... أخطار على لبنان و"حزب الله" مقيّد؟ بدأت الحرب الإسرئيلية- الإيرانية تتخذ أبعاداً أخرى وتنذر بمواجهة مفتوحة في المنطقة. فقبل أكثر من سنة، لم يكن بمقدور إسرائيل تنفيذ ضربات مثل هجومها الذي طال كل البنية الإيرانية وعصب النظام. ذلك أن إيران عند طوفان الأقصى كانت لديها مساحات سيطرة وأذرع وتقود محورا يمكنه إشغال إسرائيل والقتال ضدها، وهي تضع سيناريواتها المتقدمة دفاعاً عن برنامجها النووي. اليوم ومع الحرب الإسرائيلية تقاتل إيران بعدما وصل الأمر إلى بيتها، إذ بات النظام نفسه مهدداً ويدافع عن وجوده. وبحسب مسؤولين عسكريين ومحلّلين لـ"وول ستريت جورنال"، فإنّ "الإسرائيليين تعلّموا من الإخفاقات الروسية والنجاحات الأوكرانية، والدرس الأوضح حتى الآن هو أنّ سلاح الجو الإسرائيلي يتمتع بقدرات أكبر من الروس، بينما أوكرانيا أفضل بكثير دفاعيّاً من إيران". من جانبه، أشار مايكل كوفمان، الزميل البارز في مؤسسة كارنيغي والخبير في شؤون الجيشين الروسي والأوكراني، إلى أنّ "إسرائيل حقّقت مفاجأة وتفوّقاً على الدفاعات الجوية الإيرانية، التي كانت تُمثّل هدفاً أسهل بكثير من الدفاعات الجوية الأوكرانية من جميع النواحي تقريبًا". وأضاف: "إن التفاوت في القدرات النوعية بين سلاح الجو الإسرائيلي وروسيا شاسع أيضًا، ويمكن ملاحظته بسهولة". أما المارشال الجوي البريطاني المتقاعد إدوارد سترينجر، الذي أدار الحملة الجوية في ليبيا عام 2011 وترأس العمليات في وزارة الدفاع البريطانية، فقال إنّ "الثقافة العامة والتدريب المتطور والابتكار في سلاح الجو الإسرائيلي، إلى جانب اندماجه في القدرات الاستخباراتية والسيبرانية، هي سبب رئيسي لنجاح الإسرائيليين حيث فشل الروس". وأضاف: "كل ما يملكه الروس هو الطيارون. إنهم يُدربون هؤلاء الطيارين لقيادة المدفعية الطائرة، وهذا كل شيء". ومثل أوكرانيا، التي أصبحت طائراتها النفاثة السوفياتية قديمة للغاية بحلول عام 2022، لا تمتلك إيران طائرات حربية قادرة على الصمود في القتال الجوي مع عدوها. ولكن على عكس أوكرانيا، فشلت طهران فشلاً ذريعاً في تنظيم دفاعات جوية أرضية بطرق كان من شأنها أن تُعيق بشكل كبير قدرة طائرات العدو على العمل فوق أراضيها. قصف صاروخي إيراني على حيفا (أ ف ب). وتعتبر الصحيفة الأميركية في تحليلها أنّ "هذا نتيجة خطأ سياسي فادح؛ فعلى مدى عقود، قلّصت طهران استثماراتها في الدفاعات الجوية، وراهنت بدلاً من ذلك على القوة النارية الرادعة لقواتها الصاروخية وقوات وكلائها الإقليميين". وهنا لفت فابيان هينز، الخبير العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إلى أنّ "إيران لم تعتمد قط على الدفاعات الجوية وحدها لصدّ هجمات كهذه. كانت الفكرة دائماً استخدام الردع".

"وول ستريت جورنال": تفوّق جويّ إسرائيليّ في سماء إيران فشلت روسيا في تحقيقه بالحرب على أوكرانيا
"وول ستريت جورنال": تفوّق جويّ إسرائيليّ في سماء إيران فشلت روسيا في تحقيقه بالحرب على أوكرانيا

المركزية

timeمنذ 8 ساعات

  • المركزية

"وول ستريت جورنال": تفوّق جويّ إسرائيليّ في سماء إيران فشلت روسيا في تحقيقه بالحرب على أوكرانيا

تطرّقت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إلى "التفوقّ الجوي الإسرائيلي" في سماء إيران في غضون 48 ساعة من بدء الحرب، مشيرةً إلى إعلان إسرائيل تحقيق "تفوّق جويّ على الجزء الغربي من البلاد، بما في ذلك طهران، إذ بدأت الطائرات الحربية الإسرائيلية بإلقاء القنابل من داخل الأجواء الإيرانية بدلًا من الاعتماد على الصواريخ بعيدة المدى باهظة الثمن". وكشفت الصحيفة أنّ "هذا إنجاز لم يتمكّن سلاح الجو الروسي العملاق من تحقيقه في أوكرانيا خلال ثلاث سنوات ونصف السنة من الحرب. وهذه النكسة هي أحد أسباب انغماس قوات موسكو في حرب خنادق طاحنة، وتكبّدها خسائر فادحة، منذ فشلها في الاستيلاء السريع على كييف في شباط/فبراير 2022". وأمس الأحد، استغلّت إسرائيل تفوّقها، وفق الصحيفة، وأسقطت عشرات الصواريخ أرض-جو في غربي إيران، وقتلت رئيس استخبارات الحرس الثوري الإسلامي، مع نائبه. في التحليل، ترى "وول ستريت جورنال" أنّ الحربَين مختلفتان كلياً من نواحٍ عديدة، أهمّها غياب العنصر البري التقليدي في الحرب الإسرائيلية على إيران، إلّا أنّ تجربة هذين الصراعين، التي رصدتها الجيوش حول العالم عن كثب، تُعزّز أهمية السيطرة الجوية. وقال الفريق المتقاعد في سلاح الجو الأمريكي ديفيد ديبتولا، عميد معهد ميتشل لدراسات الفضاء، والذي أشرف على العمليات الجوية للحلفاء ضد طالبان والقاعدة في أفغانستان عام 2001: "تُظهر الحملتان الأهمية الجوهرية للتفوق الجويّ لتحقيق أهدافك العسكرية الشاملة". وأضاف: "في حالة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، رأينا ما يحدث عندما لا يتمكّن أيّ من الجانبين من تحقيق التفوق الجويّ: الجمود والانتقال إلى حرب الاستنزاف... أما في حالة الحرب بين إسرائيل وإيران، فيمنحهم ذلك حرية مطلقة في الهجوم حيث يتمتعون بتفوق جويّ على أجزاء من إيران". إلى ذلك، تكشف الصحيفة في مقالها الأسلحة الإسرائيلية المستخدَمة في الحرب على إيران: "شنّت إسرائيل الغارات الجوية الأولية بطائرات F-35، المُحسّنة بتعديلات إسرائيلية. والآن، وبعد إضعاف معظم الدفاعات الجوية الإيرانية، انضمّت طائرات حربية قديمة مثل F-15 وF-16 إلى القتال، كما بدأت إسرائيل بإلقاء قنابل JDAM وSpice الموجّهة قصيرة المدى، وهي أرخص وأكثر وفرة من الصواريخ، مما أحدث تأثيراً مدمّراً". وصرّح رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي إيال زامير قائلاً: "خلال الـ24 ساعة الماضية، أكملنا مساراً جويّاً إلى طهران، وأجرينا معركة اختراق جويّ، كما يُواجه طيارو سلاح الجو الإسرائيلي خطرًا كبيرًا على حياتهم، على بُعد مئات الكيلومترات من إسرائيل، ويضربون مئات الأهداف المختلفة بدقة". بدوره، لفت المارشال الجوي البريطاني المتقاعد مارتن سامبسون، الذي أشرف على العمليات الجوية البريطانية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا والعراق، ويرأس الآن مكتب الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: "يمتلك الإسرائيليون الآن القدرة على استخدام مجموعة أسلحتهم الهجومية بأكملها بكميات أكبر، وبكفاءة أكبر، وبنشرها على نطاق أوسع". وبحسب مسؤولين عسكريين ومحلّلين لـ"وول ستريت جورنال"، فإنّ "الإسرائيليين تعلّموا من الإخفاقات الروسية والنجاحات الأوكرانية، والدرس الأوضح حتى الآن هو أنّ سلاح الجو الإسرائيلي يتمتع بقدرات أكبر من الروس، بينما أوكرانيا أفضل بكثير دفاعيّاً من إيران". من جانبه، أشار مايكل كوفمان، الزميل البارز في مؤسسة كارنيغي والخبير في شؤون الجيشين الروسي والأوكراني، إلى أنّ "إسرائيل حقّقت مفاجأة وتفوّقاً على الدفاعات الجوية الإيرانية، التي كانت تُمثّل هدفاً أسهل بكثير من الدفاعات الجوية الأوكرانية من جميع النواحي تقريبًا". وأضاف: "إن التفاوت في القدرات النوعية بين سلاح الجو الإسرائيلي وروسيا شاسع أيضًا، ويمكن ملاحظته بسهولة". أما المارشال الجوي البريطاني المتقاعد إدوارد سترينجر، الذي أدار الحملة الجوية في ليبيا عام 2011 وترأس العمليات في وزارة الدفاع البريطانية، فقال إنّ "الثقافة العامة والتدريب المتطور والابتكار في سلاح الجو الإسرائيلي، إلى جانب اندماجه في القدرات الاستخباراتية والسيبرانية، هي سبب رئيسي لنجاح الإسرائيليين حيث فشل الروس". وأضاف: "كل ما يملكه الروس هو الطيارون. إنهم يُدربون هؤلاء الطيارين لقيادة المدفعية الطائرة، وهذا كل شيء". ومثل أوكرانيا، التي أصبحت طائراتها النفاثة السوفياتية قديمة للغاية بحلول عام 2022، لا تمتلك إيران طائرات حربية قادرة على الصمود في القتال الجوي مع عدوها. ولكن على عكس أوكرانيا، فشلت طهران فشلاً ذريعاً في تنظيم دفاعات جوية أرضية بطرق كان من شأنها أن تُعيق بشكل كبير قدرة طائرات العدو على العمل فوق أراضيها. وتعتبر الصحيفة الأميركية في تحليلها أنّ "هذا نتيجة خطأ سياسي فادح؛ فعلى مدى عقود، قلّصت طهران استثماراتها في الدفاعات الجوية، وراهنت بدلاً من ذلك على القوة النارية الرادعة لقواتها الصاروخية وقوات وكلائها الإقليميين". وهنا لفت فابيان هينز، الخبير العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إلى أنّ "إيران لم تعتمد قط على الدفاعات الجوية وحدها لصدّ هجمات كهذه. كانت الفكرة دائماً استخدام الردع".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store