logo
أكد تسخير القدرات للتغطية الميدانية.. البسامي: عقوبات صارمة على من تسول له نفسه الإخلال بأمن الحج

أكد تسخير القدرات للتغطية الميدانية.. البسامي: عقوبات صارمة على من تسول له نفسه الإخلال بأمن الحج

سعورسمنذ 2 أيام

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي لقيادات قوات أمن الحج 1446 ه/ 2025م، الذي عقدته وزارة الداخلية أمس (الأحد) في مركز العمليات الأمنية الموحدة (911) بمكة المكرمة ، لتناول خطط الوزارة الأمنية والتنظيمية لموسم حج هذا العام، بحضور وقائد قوات الطوارئ الخاصة برئاسة أمن الدولة الفريق ركن محمد بن مقبول العمري، ومدير عام الدفاع المدني اللواء الدكتور حمود بن سليمان الفرج، ومدير عام الجوازات المكلف اللواء الدكتور صالح بن سعد المربع.
وأكد الفريق البسامي في المؤتمر أن المملكة العربية السعودية سخرت إمكاناتها بجميع طاقاتها كافة لخدمة ضيوف الرحمن، وتمكينهم من أداء نسكهم في بيئة آمنة، مطمئنة، ومنظمة، ومن هنا، وانطلاقًا من التوجيهات الكريمة، اعتمد سمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، الخطط الأمنية والتنظيمية الشاملة لموسم حج هذا العام 1446ه، التي تضمنت جميع الجوانب المتعلقة بحفظ الأمن والنظام، وإدارة تنظيم الحشود، وإدارة الحركة المرورية، وخطط الطوارئ، وذلك ضمن إطار متكامل يغطي جميع مراحل رحلة ضيوف الرحمن، بدءًا من قدومهم إلى المملكة وحتى مغادرتهم سالمين- بمشيئة الله.
وقال الفريق البسامي:" سُخرت الإمكانات البشرية والمادية والتجهيزات التقنية كافة، لتعزيز قدرات التغطية الميدانية، وتفعيل أحدث التقنيات الأمنية، والاستفادة من تحليل البيانات واستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي وطائرات الدرون والكاميرات، وبالذات في الطوق الخارجي على مداخل مدينة مكة المكرمة ، حيث تم مضاعفة العقوبات بحق كل من يخالف الأنظمة، ويؤدي الحج دون تصريح، وذلك ضمن منظومة تشريعية صارمة، تهدف إلى حماية ضيوف الرحمن، والحفاظ على انسيابية التنظيم، عبر تفعيل النقاط الأمنية الثابتة والمتحركة على مداخل مكة ، والأطواق الأمنية، التي تفرض رقابة شاملة حول مدينة مكة المكرمة ، مع تطبيق الأنظمة بكل حزم على المخالفين.
وأكد تهيئة جميع المواقع داخل المسجد الحرام والمشاعر المقدسة، للتعامل مع الحشود لتخفيف الكثافة والحفاظ على الطاقة الاستيعابية الآمنة في جميع الطرق والمواقع كافة بالمشاعر المقدسة، وتنفيذ خطط الإدارة الموسمية للحركة المرورية، على الطرق المؤدية إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة ، وعلى مداخل المناطق المركزية، لتسهيل تنقلات ضيوف الرحمن، ووصولهم إلى مقاصدهم بكل سلاسة.
وأشار إلى أن الأمن العام ضبط خلال الفترة الماضية 252 حملة حج وهمية، و1239 ناقلًا مخالفًا لأنظمة وتعليمات الحج، وإعادة 109,632 مركبة مخالفة، وإعادة 269,678 مقيمًا من غير المقيمين بمكة المكرمة ، و75,943 مخالفًا لأنظمة وتعليمات الحج (الحج بلا تصريح)، و11,610 مخالفين لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود، بينما بلغ حاملو تأشيرات الزيارة لغرض 205,713.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«الحج».. رسالة أدب ودعاة معرفة
«الحج».. رسالة أدب ودعاة معرفة

سعورس

timeمنذ 14 دقائق

  • سعورس

«الحج».. رسالة أدب ودعاة معرفة

ومن أولئك الذين يعانون مشاق هذه الرحلة هم الحجاج الشناقطة، فقد كان حضورهم ودورهم مميزاً، رغم الظروف السياسية والأمنية، فكتبوا عن تلك الرحلات السنوية إلى الحج، منها رحلة الحاج البشير ابن الحاج أحمد البرتلي، التي تمت عام 1204ه وهي تعد أقدم تدوين لحجاج شنقيط، حيث يذكر فيها مراحل الحج من (التوات) إلى (الحرمين) وغيرها من رحلات الحج الشنقيطية. كذلك كتب محمد لبيب البتنوني رحلته إلى الحج 1327ه، وقد وصف كل ما رآه منذ وصوله مدينة جدة وكل ما رآه في مكة من عدد المساجد وغيرها، متطرقاً في الوقت ذاته إلى تلك السلبيات التي رآها كالتسوّل عند الحرم وسلوك بعض الحجّاج، وغير ذلك من الأمور التي تعد غير مناسبة لمكانة الحرم والمسلمين، كما لا يغفل في الوقت نفسه عن بعض الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليم والمكتبات.. إلخ، حيث يقول حول ما يتعلق بذلك: ‹›فالعناية بالمسائل الصحية في مكة قليلة جداً، وليس فيها مستشفى ولا صيدلية سوى دكّان عطارة بسيط ضرره أكبر من نفعه››. كما تطرق إلى وجود القباب والمزارات الموجودة في مكة وأطرافها، ومنها القبة التي على قبر أم المؤمنين خديجة - رضي الله عنها - في مقبرة المعلاة، حيث يوجد داخلها مقصورة من خشب الجوز، وكذا قبة لبعض الشخصيات التاريخية كجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وعبدالله بن الزبير وغيرهما من الأعلام. ويصف كذلك مساكن مكة وعدد سكانها ومهنهم وعاداتهم والعملة المستعملة في زمانهم، وغير ذلك مما له شأن وأهمية في تلك الفترة التي دوّن فيها رحلته، ويتطرق إلى الوضع غير الصحي لماء زمزم، حيث يستعمله الناس للشرب، بينما هناك فتحات مكشوفة لتلك العيون يستخدمها الناس لغسل ملابسهم ومن رحلات الحج ذات القيمة العلمية هي الرحلة الحجازية الصغرى، التي دوّنها أبو عبدالله محمد بن عبدالسلام الدرعي التمكروتي 1239ه، الذي سجل بعض سلوك الحجاج غير الجيّد، كالازدحام والفوضى، حيث يقول في ذلك: ‹›ونزلنا ضحوة الأزلم، ووقع الازدحام على مائه الضنين الخبيث، وليحذر من هذا المكان، لا سيما زمان المصيف››. وتعد رحلة الدرعي زاخرة بالمعلومات والأخبار والإفادات في شتى مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية والعمرانية والتاريخية، هذا مع قصر مدة الرحلة. ولا يخفى على المهتم بهذا الجانب أن هناك بعض المستشرقين الذين زاروا المنطقة متنكّرين بزي الإسلام كالرحالة الفرنسي ليون روش، وذلك خلال قيامه برحلة إلى الحجاز 1841 - 1842، وقد أعطى نفسه اسماً إسلامياً وهو عمر بن عبدالله، وقد كان غرضه سياسياً صرفاً، حيث كان يرغب في مقابلة شريف مكة والحصول على موافقة على نصوص فتوى شرعية تجعل الجهاد ضد الفرنسيين في الجزائر محرماً وأنه من باب إلقاء النفس إلى التهلكة. وإن المقاومة غير شرعية، وقد يكون بعضهم من أجل التجسس أو البحث أو لأي غرض كان، إلا أنه بعيدٌ عن الإسلام، ولم يغفل روش الذي جاء متنكراً عن إتمام عملية الحج ليبعد عنه الأنظار، لذا فقد وصف كل مكان مرّ عليه، وهذا يعطينا أن العملية ليست بعملية بحث، وإن كان لديه اهتمام بما يقوم به من حيث التدوين التاريخي والاطلاع على تراث الحضارة الإسلامية الكبير من اهتمامات أمثال هؤلاء. إلا أن هناك أحد المستشرقين وهو جون لويس بركهاردت المولود في مدينة لوزان في سويسرا عام 1199ه، الذي كتب كتبه عن الجزيرة العربية ومنها عن المشاعر المقدسة وقد عده المستشرقون والعلماء الرائد الحقيقي الأول لحركة الكشوف في الأراضي المقدسة والقطر الحجازي، لأنه تعلم في لندن اللغة العربية والفلك والطب وعلوماً أخرى. الجدير بالذكر أن بركهاردت نال هذه الثقة عند العلماء والمستشرقين رغم صغر سنه، حيث توفي سنة 1232ه، ومع ذلك فإن رحلته هذه تعد مهمة، لأنها رصدت الكثير من المواقف والمشاهد، وكذلك رصدت الأوضاع الاقتصادية لمنطقة مهمة كالحجاز. تدوين رحلات الحج ليس مقتصراً على المستشرقين فحسب! بل هناك كثير من المسلمين الذين دوّنوا وأسهموا في ذلك، فقد ذكرنا بعضها ونتطرق هنا إلى رحلة (غلام رسول مهر) وهو من شبه القارّة الهندية الباكستانية، التي كانت عام 1348ه، وفي المجمل فإن رحلته وصفيّة ولا بأس في الإشارة إلى بعضها حول ما جرى في رحلته هذه، منها: استخدام العنف عند بعض الحجاج من النساء لغرض تحقيق ما يردنه من إتمام أعمال الحج، حيث لا يتورعن في الاندفاع جماعات ولا يراعين من أمامهن من الرجال، ورغم طول قامة وقوة (غلام رسول) إلا أنه لم يستطع أن يحمي نفسه من أولئك النسوة القويّات اللاتي حدّدَ جنسياتهن، أما الموقف الآخر فهو متعلق بركوب الحمير الذي يعتبر في الهند مذلّة، إلا أن الأمر وجدوه في الحجاز يختلف، فأكثر الدواب استعمالاً الحمير، وهي أقلُّ أجرة من الجمال، وقد تغير رأيه مع رفاقه الذين كانوا معه في استعمال الحمار لاستكمال أداء فريضة الحج، حيث كان استعمالها للتوجه إلى منى، ويصفه بالمنظر الرائع، لأنه لم يسبق لأحدهم أن خاض تجربة ركوب الحمار. موقف آخر حصل لهم أثناء سكنهم في مكة ، وهو أن بعض الصبية يقومون برمي قشور البطّيخ على الحجّاج، فنهروهم عن فعلتهم هذه وتوعدوهم بإبلاغ السلطان وهو الملك عبدالعزيز، ورغم توقف الصبية عن ذلك العمل المشين إلا أنهم لم يأبهوا بكلامه، فما كان منهم في اليوم التالي إلا أن قاموا بزيارة السلطان وسلّموه ملخصاً عما رأوه فسلموه ذلك، وأمر بعض حاشيته بجلب الصبية فعاقبهم على فعلتهم. وقد دوّن الأديب والمفكر أحمد أمين رحلته إلى الحج وهو الذي قدم لنا ذخائر التراث العربي، وبدائع الفكر الأوروبي بعد شرحها وضبطها وتحقيقها وتنوعت كتاباته في الكثير من الحقول المعرفية فخرجت لنا سلسلته «فيض الخاطر» التي تضم مقالات متنوعة من أدب وفكر ونقد وسياسة وغيرها ،فشرح في هذه السلسلة رحلته للمشاعر المقدسة واصفًا اليوم التاسع من ذي الحجة: «لا أذكر في حياتي أن رأيت منظرًا أرهب منه ولا أجل منه؛ عصبة أمم لا عصبة حكومات، يجمعهم غرض واحد ولا تشتتهم الأغراض، مستشعرين السعادة الروحية الباقية بمناداتهم في صوت واحد: لبيك اللهم لبيك..». واستعرض المؤرخ والكاتب الصحفي المغربي عبد الله كنون رئيس التحرير لعدة مجلات منها: (مجلة لسان العرب، لسان الدين، وصحيفة الميثاق)، رحلته الحجازية التي نشرها في كتابه «تحركات إسلامية» عام 1957م، الذي تحدث في مقدمته عن أدب الرحلة وأغراضه وما يُسفر عنها من ثقافات وعلاقات اقتصادية وتواصل مع رجالات دين وعلم وغيرها من الفوائد التي دونها في كتابه وأفاض الحديث فيه عن زياراته لجدة والمدينة حيث قال عن زيارته لمسجد رسول الله: «هذا هو المسجد الذي وضعت فيه أسس العلم الإسلامي كله؛ والعلم الإسلامي تعني هذه الحضارة الزاهية التي عاش العالم ولايزال يعيش في ظلالها موفقًا بين مطالب الروح والجسد، لا أستطيع أن أعبر عمَّا خامرني من شعور الهيبة لقد كانت لحظة بمثابة العمر». والرحلات المدوّنة عن الحج على كثرتها فيها الشيء الكثير، وقد كان لها الأثر العلمي البارز، حيث حصل بعضهم على إجازات خطّية، والبعض الآخر يتردد على مكتبات مكة المكرّمة، وآخرون يرصدون الحركة العلمية في هذه البقعة العلمية الكبيرة، وهذا مما يعزز الصلة العلمية بين علماء العالم الإسلامي الممتدة شرقاً من الصين والمنتهية غرباً إلى المغرب والجزائر ، لذا فقد قام الباحث عاتق بن غيث البلادي بعملٍ ضخم ضم فيه تراجم مؤرخي مكة وجغرافيتها على مر العصور، حيث بلغ عددهم أكثر من 180 عَلَماً كتبوا عن مكة المكرمة نشره في مجلدين وسماه ‹›نشر الرياحين في تاريخ البلد الأمين›› وذلك عام 1414ه، وقد كان لدارة الملك عبدالعزيز في الرياض الإسهام الفاعل في نشر تلك الآثار المتعلقة بتاريخ شبه الجزيرة العربية منها مكة المكرمة ، فقد نشرت كتباً وبحوثاً كثيرة، منها كتابٌ للباحث أحمد السباعي بعنوان (تاريخ مكة.. دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران) في مجلدين ضخمين، وغيرها من الدراسات القيّمة والمهمّة.

الحج في زمن بلا كوليرا
الحج في زمن بلا كوليرا

سعورس

timeمنذ 14 دقائق

  • سعورس

الحج في زمن بلا كوليرا

في عهد الدولة السعودية حظي الحجاج بخدمات تضمن لهم السلامة والراحة أثناء تأدية فريضة الحج فلم تعد الكوليرا تهدد صحة الحجاج. التهاب السحايا من الأمراض الخطيرة والذي تزداد نسبة الإصابة به بين الحشود وفي الأماكن المزدحمة، وقد حدثت من قبل، لذلك أصبح من شروط الحصول على تصريح الحج، الحصول على لقاح ضد الحمى الشوكية أو التهاب السحايا، لضمان صحة الحجاج وسلامتهم، أتفهم عقلية البعض، التي تؤمن بفكرة المؤامرة وأن خلف كل لقاح مكسب مادي وضرر بدني متفقٌ عليه ومسكوت عنه!!، لذلك تتهرب منه وتمتنع عنه، بينما تضخ الدولة ميزانية كبيرة في خدمات الطب الوقائي ومن بينها اللقاحات بأنواعها، بفضل الله ثمّ بفضل هذه اللقاحات لم نعد نرى حالات التهابات السحايا بين الحجاج. حين باغتتنا جائحة كورونا، استطاعت السعودية أن تنظم الحج ليخرج المسؤول ويصرح بأن الموسم كان خاليا من الأوبئة، ولم تسجل أي حالة إصابة بكورونا بين الحجيج، بينما العالم أجمع يتنفس الفيروس ويتبادلونه بينهم، لقاح كورونا كان شرطًا للحصول على التصريح حرصًا على سلامة حجاج بيت الله الحرام. الالتهابات التنفسية وعلى رأسها الإنفلونزا تزيد معدل الإصابة بها بين التجمعات الكبيرة، والحج هو التجمع الأكبر في العالم، لذلك كان تلقي لقاح الإنفلونزا شرطًا من شروط الحصول على تصريح الحج. الإنفلونزا عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي، وتنتشر بسهولة عبر الهواء، تشمل أعراضها الحمى والسعال والصداع، آلامًا عضلية واحتقان الأنف، أعراض تنغص جمال الحج وروحانيته. لقاحات الحج، ضرورة للحماية وتصريح الحج هو ضمان للسلامة والراحة والأمان، الحج رحلة إيمانية تلامس الروح ليتعافى البدن، المجازفة بالسلامة تنقص هذه المتعة.. أتمنى لكل حاج، حجا مبرورا، وسعيا مشكورا.

دول المنطقة واستثمار الفرص
دول المنطقة واستثمار الفرص

سعورس

timeمنذ 14 دقائق

  • سعورس

دول المنطقة واستثمار الفرص

شهدت الفترة من 13 – 16 مايو 2025م تحقيق نجاحات عظيمة في كل المجالات وعلى جميع المستويات في ثلاث دول عربية هي: المملكة ، وقطر ، والامارات.. وهذه النجاحات العظيمة عبرت عنها بداية الزيارة التاريخية التي قام بها رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترمب لهذه الدول الثلاث ابتداءً من المملكة ثم قطر وانتهاءً بدولة الامارات ، كأول زيارة خارجية يقوم بها الرئيس ترمب بعد توليه رئاسة الولايات المتحدة. نعم، إن الزيارة الخارجية الأولى لرئيس الولايات المتحدة للمملكة وقطر والامارات تعبر عن نجاحات عظيمة لهذه الدول الثلاث انطلاقاً من أنها أصبحت وجهة رئيسية لرئاسة الدولة الأولى والقطب الأوحد في المجتمع الدولي، والأكثر هيمنة ونفوذاً في السياسة الدولية، وفي ذلك اعتراف مباشر بأهمية ومكانة هذه الدول الثلاث في السياسة الدولية، وفي الاقتصاد الدولي، وفي مجالات الطاقة، وفي مجالات التخطط الاستراتيجي للمستقبل، وفي غيرها من المجالات التي جعلتها تحظى بمكانة متقدمة جداً لدى صناع القرار في المؤسسات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية بالولايات المتحدة الاميركية، حتى أنها تقدمت بهذه الميزة على الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة في القارة الأوروبية وفي القارة الاميركية. وإذا كانت زيارة الرئيس الأميركي الخارجية الأولى لهذه الدول العربية الثلاث تعبر في ذاتها عن المكانة المتميزة والمتقدمة لهذه الدول في المجتمع الدولي، فإن عدد ونوعية ومجالات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وقعت بين المسؤولين في هذه الدول الثلاث مع المسؤولين في الولايات المتحدة الاميركية، في كل المجالات وعلى جميع المستويات، بالإضافة لحجم الاستثمارات التي أعلن عنها من طرف كل دولة من هذه الدول الثلاث مع الولايات المتحدة الأميركية، تعبر تعبيراً عظيماً، وتؤكد تأكيداً قاطعاً على النجاحات الجبارة التي حققتها هذه الدول العربية الثلاث في سبيل تحقيق التنمية الشاملة التي جعلت منها دولاً مؤثرة في السياسة الدولية، ودولاً متقدمة في المجالات الاقتصادية والصناعية والتقنية والتكنولوجية، ودولاً مبدعة في نظرتها وتخطيطها الاستراتيجي للمستقبل. نعم، لقد عملت هذه الدول العربية الثلاث منذ تأسيسها على بناء مؤسساتها الرسمية بما يخدم مصلحتها العليا، وبذلت الجهود العظيمة والموارد الجبارة في سبيل تحقيق التنمية الشاملة في كل المجالات وعلى جميع المستويات، وركزت على تطوير مواردها البشرية حتى أصبحت من الأكثر تميزاً في كل المجالات على المستويات الدولية والعالمية، وتعاملت مع مختلف القضايات السياسية والاقتصادية والصناعية والأمنية والعسكرية بحكمة وعقلانية وبعد نظر، مما مكنها من أن تصبح، بعد عشرات العقود من تأسيسها، في مقدمة الصفوف الدولية والعالمية بمختلف المجالات الاقتصادية والتقنية والتكنولوجية والأمنية والاستثمارية، وفي غيرها من المجالات النوعية التي تملكها الدول الصناعية والرائدة عالمياً. نعم، لقد حققت هذه الدول العربية الثلاث هذه المستويات المتقدمة في التصنيفات الدولية والعالمية –بعد فضل الله- باستثمارها الأمثل للفرص التي أتيحت لها على امتداد العقود الماضية، وهذا الذي يمكن قراءته من الكلمة الكريمة لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان –حفظه الله– في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي بالرياض الذي حضره الرئيس الأميركي ترمب، في 14 مايو 2025م بحسب واس، وجاء فيها: "نرحب بكم اليوم في المملكة العربية السعودية في المنتدى الاستثماري السعودي – الأميركي، حيث تجمع بلدينا الصديقين علاقات اقتصادية عميقة، بدأت قبل 92 عامًا وتحديدًا في سنة 1933م، بتوقيع اتفاقية امتياز التنقيب عن النفط في المملكة، مع شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا. ونجتمع اليوم لتعميق هذه الشراكة الإستراتيجية، في مراحلها المختلفة من اقتصاد قائم على الموارد الطبيعية، إلى اقتصاد مبني على تنويع مصادر الدخل والمعرفة والابتكار. لقد كانت الاستثمارات المشتركة، هي إحدى أهم ركائز علاقتنا الاقتصادية، والاقتصاد السعودي حاليًا أكبر اقتصاد في المنطقة، وأكبر شريك اقتصادي للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، ومن أسرع الاقتصادات نموًا ضمن مجموعة العشرين، وقد انعكست متانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، على نمو التبادل التجاري، إذ بلغ (500) مليار دولار، خلال المدة من عام 2013 إلى 2024م. واليوم نعمل على فرص شراكة بحجم 600 مليار دولار، من بينها اتفاقيات بقيمة تزيد على 300 مليار دولار تم الإعلان عنها خلال هذا المنتدى".. نعم، لقد كانت الحكمة والعقلانية وبعد النظر حاضرة لدى الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود –طيب الله ثراه–، كما كانت حاضرة لدى القادة المؤسسين في دولة قطر وفي دولة الامارات العربية المتحدة ، مما مكنهم جميعاً من بناء دولهم وتنمية مجتمعاتهم وتطوير قدرات شعوبهم حتى أصبحت جميعها في مكانة دولية وعالمية رائدة ومتميزة ومتقدمة. وإذا كان الملوك والقادة المؤسسون، ومن جاء بعدهم من الملوك والقادة، استثمروا في الفرص المتاحة خلال تلك العقود الماضية، فإن تلك الحكمة والعقلانية وبعد النظر حاضرة في يومنا هذا ومعبر عنها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله–، كما هي حاضرة في قادة دولة قطر وفي قادة دولة الامارات العربية المتحدة. وإذا كانت هذه الدول العربية الثلاث قدمت نماذج عظيمة في تحقيق التنمية الشاملة والنوعية من خلال استثمارها الأمثل في الفرص المتاحة، فإن استقبالها لرئيس الولايات المتحدة الاميركية دونالد ترمب في أول زيارة خارجية له، وتواجده في هذه الدول الثلاث لأربعة أيام متتالية، وتوقيع العشرات من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والصناعية والاستثمارية والتقينة والتكنولوجية والذكاء الاصطناعي والخدمات وغيرها من مجالات متقدمة، تفتح أبواباً عظيمة لجميع دول المنطقة –العربية وغير العربية– لتستفيد من التقدم العظيم الذي وصلت له هذه الدول الثلاث، ولتستثمر في الفرص المتاحة التي وفرتها هذه الدول الثلاث من خلال تقدم وتميز علاقاتها مع الولايات المتحدة الاميركية التي تتقدم دول العالم في جميع المجالات، وبدون استثناءات، وخاصة في المجالات السياسية والصناعية والاقتصادية والتقنية والأمنية والعسكرية والاستثمارية والخدمات والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني. وفي الختام من الأهمية القول إن الدول العربية الثلاث: المملكة وقطر والامارات التي استثمرت بحكمة وعقلانية في الفرص الدولية المتاحة خلال العقود الماضية مكنها من أن تكون في مقدمة دول العالم سياسياً واقتصادياً وتقنياً وتكنولوجياً، فإنها بتقدمها وجذبها للاستثمارات العالمية والنوعية تتيح فرصاً عظيمة لجميع دول المنطقة –العربية وغير العربية– لتتمكن من تحقيق التنمية الشاملة التي تتطلع لها الشعوب والمجتمعات. نعم، لقد قدمت هذه الدول العربية الثلاث: المملكة وقطر والامارات ، خلال العقود الماضية، ومازالت، نماذج عظيمة في حسن استثمارها للفرص المتاحة في كل مكان بالمجتمع الدولي، مما مكنها من تحقيق التنمية الشاملة حتى أصبحت موطناً عالمياً وجاذباً لأحدث الاستثمارات الاقتصادية والصناعية والتقنية والتكنولوجية والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني. نعم، إن جميع دول المنطقة –العربية وغير العربية– أمام فرصة تاريخية للتقدم نحو المستقبل وتحقيق التنمية الشاملة التي تتطلع لها شعوبها، فهل تستثمر هذه الدول الإقليمية في الفرص المتاحة لتتقدم في صفوف المجد الدولية وسلالم الريادة العالمية كما فعلت، ومازالت تفعل، الدول العربية الثلاث: المملكة العربية السعودية وقطر والامارات العربية المتحدة؟!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store