logo
الصحة كمحرك اقتصادي..

الصحة كمحرك اقتصادي..

عكاظ٣٠-٠٧-٢٠٢٥
لطالما ارتبط الحديث عن الأنظمة الصحية بكلمات مثل العبء، العجز، والتكاليف المتصاعدة.. لعقود، اعتُبر الإنفاق الصحي أولوية اجتماعية لا اقتصادية؛ أي أنه يُحمَل على الدولة باعتباره واجباً أخلاقياً لا عائداً اقتصادياً، لكن هذا التصور بدأ يتغير. فمع التحولات العالمية والتجارب المتقدمة، أصبح واضحاً أن النظام الصحي الفعّال ليس مجرد بند في المصروفات، بل أصل إستراتيجي قادر على توليد القيمة ودفع عجلة النمو.
الاقتصاد الحديث يعيد تعريف العلاقة بين الصحة والتنمية، فالعامل السليم أكثر إنتاجية، أقل غياباً عن العمل، وأقدر على التعلّم والتطوّر. في المقابل، ترتفع كلفة الأمراض المزمنة والوقاية المتأخرة، لتثقل كاهل الحكومات والأسر على حد سواء. تشير تقديرات البنك الدولي إلى أن كل دولار يُنفق على الوقاية الصحية قد يوفر ما بين 3 إلى 10 دولارات على المدى البعيد من تكاليف العلاج وفقدان الإنتاجية. ليس هذا فحسب، بل بات القطاع الصحي نفسه أحد محركات الابتكار والاستثمار. الصحة الرقمية، التأمين الصحي الذكي، تحليل البيانات السريرية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج، كلها نماذج لاقتصاد صحي قابل للنمو والتوسع.
في المملكة العربية السعودية، يتجسد هذا التحول ضمن إطار رؤية 2030 التي تضع الصحة في صميم الاستدامة والتنمية البشرية. لم تعد القضية مقتصرة على تقديم الخدمات الصحية، بل على بناء نظام متكامل لإدارة الموارد والمخاطر والكفاءات، من خلال أدوات اكتوارية، وتحليل متقدم للبيانات، وآليات تعاقد تعزز مبدأ القيمة مقابل المال.
ومع هذا التحول، تتغير نظرتنا للصحة: من حق اجتماعي فقط، إلى استثمار في رأس المال البشري. فالأنظمة الصحية الفعّالة لم تعد رفاهية، بل ضرورة إستراتيجية لبناء اقتصادات قادرة على المنافسة والصمود أمام الأزمات، كما ظهر جلياً خلال جائحة كوفيد-19.
في المحصلة، لا ينبغي أن يُنظر إلى الصحة على أنها عبء، بل إن تجاهل الاستثمار فيها هو العبء الحقيقي. والأنظمة التي تفهم هذا التحدي، وتبني مؤسسات تمويل ذكية، هي من سترسم ملامح الاقتصاد القادم.
أخبار ذات صلة
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وسط تلوث المياه الجوفية وانهيار البنية التحتية...العطش يفتك بسكان قطاع غزة
وسط تلوث المياه الجوفية وانهيار البنية التحتية...العطش يفتك بسكان قطاع غزة

الرياض

timeمنذ 23 دقائق

  • الرياض

وسط تلوث المياه الجوفية وانهيار البنية التحتية...العطش يفتك بسكان قطاع غزة

يضطر الكثير من سكان غزة الذين نهش الجوع أبدانهم إلى قطع مسافات عبر المناطق المدمرة كل يوم لجلب احتياجاتهم من المياه لأغراض الشرب والنظافة، في ترحال لا يوفر لهم رغم مشقته إلا قدرًا يسيرًا من المطلوب للحفاظ على صحتهم وصحة من يعيلون. وذكرت مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي -وهي مرصد عالمي للجوع-، أن المجاعة بقطاع غزة تتكشف تحت وطأة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 22 شهرًا، وأن أزمة المياه لا تقل خطورة وفقًا لمنظمات الإغاثة. وبالرغم من أن بعض المياه تأتي من وحدات تحلية صغيرة تابعة لمنظمات الإغاثة، فإن معظمها يستخرج من آبار في طبقة مياه جوفية شديدة الملوحة وأصبحت أكثر تلوثًا بسبب مياه الصرف الصحي والمواد الكيميائية التي تتسرب من الأنقاض، مما أدى إلى انتشار حالات الإسهال والالتهاب الكبدي. ولحق الدمار بمعظم البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، كما تعتمد مضخات المياه الجوفية في كثير من الأحيان على الكهرباء الذي يتم الحصول عليه من المولدات الصغيرة، التي صار من النادر توافر الوقود لها. ويقول معاذ مخيمر، البالغ من العمر 23 عامًا، الذي كان طالبًا جامعيًا قبل الحرب، إنه يضطر للسير مسافة كيلومتر تقريبًا والوقوف في طابور لمدة ساعتين للحصول على مياه، ويحتاج في أغلب الأحيان للقيام بالمهمة ذاتها ثلاث مرات يوميًا، ويقوم بوضع المياه على عربة يدوية معدنية صغيرة عائدًا إلى خيمة عائلته الموجودة على أرض وعرة. وبدورها أشارت والدة مخيمر البالغة من العمر (53 عامًا) إلى أن ابنها يقوم بإحضار المياه التي يحتاج لها أفراد عائلته الكبيرة المكونة من (22) شخصًا التي تعيش في مجموعة صغيرة من الخيام في دير البلح وسط قطاع غزة. وأضافت وهي تستعرض مجموعة من البراميل الكبيرة، قائلةً: "البراميل كلها فارغة، وبالكاد توفير قليل من الماء نشرب منها". ويتكرر الكفاح من أجل نقطة المياه في أنحاء القطاع الصغير المكتظ بالسكان، حيث يعيش الجميع تقريبًا في أماكن إيواء مؤقتة أو خيام دون مرافق صرف صحي أو سبل الحفاظ على النظافة العامة، ولا يحصلون على ما يكفي من المياه للشرب والطهي والغسيل، وسط انتشار الأمراض. وأكدت الأمم المتحدة أن الحد الأدنى لاستهلاك الفرد من المياه في حالات الطوارئ هو 15 لترًا يوميًا لأغراض الشرب والطهي والتنظيف والاغتسال. وأوضحت مسؤولة السياسات الإنسانية بمنظمة أوكسفام للأراضي الفلسطينية المحتلة بشرى الخالدي، أن متوسط الاستهلاك في غزة الآن يتراوح من ثلاثة إلى خمسة لترات يوميًا. وذكرت المنظمة أن الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه التي يمكن الوقاية منها وعلاجها "تنتشر في غزة" وارتفعت المعدلات المبلغ عنها بنحو 150 في المئة خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وقال المسؤول العالمي عن المياه والصرف الصحي في المجلس النرويجي للاجئين دانيش مالك: "إن شح المياه يتزايد بشكل كبير كل يوم، والناس يلجأون إلى الترشيد بين استخدام المياه للشرب أو استخدامها بكميات كبيرة للنظافة". ويقضي الكثير من سكان غزة ساعات طويلة في طوابير المياه، التي غالبًا ما تشهد تدافعًا مع الآخرين للحصول على مكان في الطابور، وغالبًا ما يكون جمع المياه مهمة الأطفال، إذ يبحث آباؤهم عن الطعام أو الضروريات الأخرى. وأوضح مدير عام مصادر المياه في سلطة المياه وجودة البيئة منذر سالم، أن الأطفال فقدوا طفولتهم وأصبحوا ناقلين للمياه في جالونات بلاستيكية، وهم الذين يركضون خلف الحافلات التي تنقل المياه أو يذهبون لمناطق بعيدة من أجل تعبئة مياه من أجل عائلاتهم، ومع صعوبة الحصول على المياه، يستحم الكثير ممن يعيشون قرب الشاطئ في البحر. وقال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) جيمس إلدر: "إن الحرمان المستمر منذ فترة طويلة أصبح قاتلًا، ولم يعد الجوع والجفاف من تداعيات هذه الحرب، بل أصبحا من الآثار المباشرة".

"استشاري": القيلولة سُنَّة نبوية وتقلل التوتر اليومي.. والنوم الصحي مفتاح لقلبٍ أقوى!
"استشاري": القيلولة سُنَّة نبوية وتقلل التوتر اليومي.. والنوم الصحي مفتاح لقلبٍ أقوى!

صحيفة سبق

timeمنذ 37 دقائق

  • صحيفة سبق

"استشاري": القيلولة سُنَّة نبوية وتقلل التوتر اليومي.. والنوم الصحي مفتاح لقلبٍ أقوى!

أكد البروفيسور أحمد بن سالم باهمام، أستاذ واستشاري الأمراض الصدرية وطب النوم بكلية الطب والمدينة الطبية في جامعة الملك سعود، أن "القيلولة" سُنة نبوية، وممارسة تحمل فوائد صحية ونفسية مثبتة علميًّا، وعلى رأسها تخفيف التوتر وتحسين التوازن النفسي. وقال " باهمام" في تغريدة نشرها في حسابه على (إكس): "نُشرت اليوم ورقتنا العلمية الحديثة في ثلاث دول مسلمة، هي السعودية وتركيا وماليزيا، حيث بحثنا العلاقة بين القيلولة ومستوى التوتر النفسي، في دراسة هدفت إلى تحرّي أنماط القيلولة اليومية وتأثيرها على الصحة النفسية لدى البالغين." وأوضح أن فريق الدراسة استخدم استبيانًا إلكترونيًّا شارك فيه بالغون من الدول الثلاث، تم من خلاله تحليل عاداتهم المتعلقة بالقيلولة ومقارنتها بمستوى التوتر الذي يواجهونه خلال يومهم. وبيّن أن النتائج أظهرت أن نسبة كبيرة من المشاركين يمارسون القيلولة بانتظام، وغالبًا بعد صلاة الظهر، وأن المدد الأكثر شيوعًا تراوحت ما بين 15 إلى 60 دقيقة، فيما تجاوزت الساعة لدى البعض. وأشار إلى أن الدراسة رصدت فروقًا واضحة في مستويات التوتر؛ حيث كان الأشخاص الذين يحافظون على القيلولة بانتظام أقل توترًا من غيرهم، ما يسلّط الضوء على القيمة النفسية الإيجابية لهذه العادة، التي وصفها بأنها "متجذّرة دينيًّا وثقافيًّا". وأضاف: "الرسالة الأهم التي توصلنا إليها هي أن القيلولة القصيرة أو المتوسطة بعد الظهر، خصوصًا لمن يستيقظ باكرًا، قد تساهم فعليًّا في تقليل التوتر اليومي وتحسين المزاج العام." ولفت إلى أن المعنى الروحي للقيلولة لم يكن غائبًا عن الدراسة، مستشهدًا بقول الله تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ}، كمثال قرآني يربط النعاس بالسكينة والطمأنينة النفسية. بيان جمعية القلب الأمريكية: وفي سياق متصل، أشار البروفيسور باهمام إلى بيان علمي حديث صدر عن جمعية القلب الأمريكية خلال العام الجاري، شدّد على أن النوم الصحي يمثل أحد الركائز الأساسية لحماية صحة القلب، مؤكدًا أن قلة النوم ترفع ضغط وسكر الدم وتزيد من مستويات الالتهاب، ما يُضعف تأثير العوامل الصحية الأخرى. واستعرض البيان ثمان ركائز أسمتها الجمعية بـ"أساسيات الحياة الصحية للقلب"، وهي: التغذية الجيدة، النشاط البدني المنتظم، الإقلاع عن التبغ، النوم الجيد، الحفاظ على وزن صحي، ضبط الكوليسترول، التحكم في مستوى سكر الدم، وضبط ضغط الدم. ونوّه إلى أن النوم المريح ليلًا – بمعدل يتراوح بين سبع إلى تسع ساعات – يُسهم في انتظام الهرمونات وإراحة القلب والجهاز العصبي. كما أكد أن تحسين جودة النوم لا يتطلب إجراءات معقدة، بل يمكن تحقيقه من خلال خطوات بسيطة مثل تثبيت أوقات النوم، خفض الإضاءة، والابتعاد عن الشاشات قبل النوم. واختتم باهمام مؤكدًا أن النوم الصحي، سواء كان ليليًّا أو على هيئة قيلولة خلال النهار، ليس رفاهية بل ضرورة حياتية، لدوره الكبير في تعزيز الصحة النفسية والوقاية من الأمراض المزمنة، وعلى رأسها أمراض القلب. 🕌💤 "القيلولة" سنة نبوية، ولكن هل تعلم أنها قد تكون وسيلة لتخفيف التوتر؟ 📚 نشرت اليوم ورقتنا العلمية الحديثة في ثلاث دول مسلمة: 🇸🇦 السعودية 🇹🇷 تركيا 🇲🇾 ماليزيا بحثنا العلاقة بين القيلولة ومستوى التوتر النفسي👇 🔍 هدف الدراسة: تحرّي أنماط القيلولة (Qailulah) وتأثيرها على… — أ. د. أحمد بن سالم باهمام (@sleep_bahammam) August 6, 2025

"الصحة العالمية": غزة تشهد أعلى معدل شهري لحالات سوء التغذية الحاد
"الصحة العالمية": غزة تشهد أعلى معدل شهري لحالات سوء التغذية الحاد

الرياض

timeمنذ 40 دقائق

  • الرياض

"الصحة العالمية": غزة تشهد أعلى معدل شهري لحالات سوء التغذية الحاد

أكدت منظمة الصحة العالمية، اليوم، تسجيل قطاع غزة في شهر يوليو الماضي أعلى معدل شهري لسوء التغذية الحاد لدى الأطفال مع ارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع. وقال تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام للمنظمة، في تصريحات، إنه جرى خلال يوليو الماضي تشخيص ما يقرب من 12 ألف طفل دون سن الخامسة على أنهم يعانون من سوء التغذية الحاد في غزة، منوها إلى أن هذا يعتبر أعلى رقم شهري يتم تسجيله على الإطلاق منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع. من جانبه، أوضح ريك بيبركورن ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة أن إجمالي حجم الإمدادات الغذائية غير كاف على الإطلاق لمنع المزيد من تدهور الأوضاع في قطاع غزة، مشددا على أهمية تكثيف الإمدادات وتنويع الغذاء للسكان الجوعى. يشار إلى أن الأزمة الإنسانية مستمرة في التفاقم في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية يشنها الاحتلال على القطاع منذ 23 شهرا، رافقتها تأكيدات أممية ودولية بأن الوضع الإنساني في غزة بلغ مستويات كارثية جعلت الحياة فيها شبه معدومة، وأشبه بالمستحيلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store