
بوانو يفضح ' خيانة ' الاتحاد
قال إن الفريق الاشتراكي أجهض ملتمس الرقابة ودمر وحدة صف المعارضة
كشف عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، أن ما جرى في نازلة ملتمس الرقابة، ليس مجرد خلاف تنظيمي، بل اختبار حقيقي لنضج المعارضة وقدرتها على تجاوز منطق الغنيمة والتموقع السياسي. وشدد بوانو، الذي كان يتحدث، أول أمس (الخميس)، في ندوة صحافية رفقة زعيم حزبه بنكيران بالرباط، على أن هذا الانسحاب كان له أثر مدمر على وحدة صف المعارضة وعلى مصداقيتها أمام الرأي العام، مضيفا: «الناس تساءلت: أين ذهبت الجدية؟ كيف تنسحب جهة من المعارضة بعد التوقيع والاتفاق؟». وفي رده على تبرير الانسحاب بحجج سياسية، أكد بوانو أن المعطيات الواقعية تفند ذلك، قائلا: «الفريق الذي انسحب، قال إن القرار اتخذ في المجلس الوطني، لكن البلاغ صدر يوم 16 والمجلس الوطني لم ينعقد إلا يوم 17! فهل هذه مصادفة؟».
وبرأي المصدر نفسه، فإن ما جرى يمثل «إجهاضا لآلية رقابية من صميم الدستور، ومؤشرا على تغليب الحسابات الحزبية الضيقة على المصلحة العامة»، معتبرا أن ما وقع يضعف المعارضة أكثر مما يخدمها، ويفرغ العمل الرقابي من مضمونه الديمقراطي.
ودعا بوانو الحكومة إلى التوقف عن سياسة العرقلة والتضييق على آليات الرقابة البرلمانية، قائلا: «اللجوء إلى لجنة تقصي الحقائق لم يكن عبثيا، بل ضرورة، بعدما تبين أن كل محاولات الحصول على معطيات عبر الأسئلة أو طلبات المهام الاستطلاعية تصطدم بالرفض أو التهميش». وأكد بوانو أن ملتمس الرقابة كان مبادرة دستورية جدية ومسؤولة، وكان من الممكن أن يشكل لحظة سياسية فارقة في مواجهة ما وصفه بـ»العبث الحكومي»، قبل أن تتدخل حسابات حزبية ضيقة لتقويض التنسيق. كاشفا عن تفاصيل المسار المعقد الذي مر به إعداد «ملتمس الرقابة»، الذي كانت تنوي فرق المعارضة تقديمه ضد الحكومة، قبل أن يُجهضه الفريق الاشتراكي.
وحول كواليس الاجتماعات، كشف بوانو أن لقاء عقد يوم 4 ماي الجاري بمطعم جمع رؤساء الفرق الثلاثة، واستمر ثلاث ساعات، واتفق فيه الجميع على الالتزام بتقديم الملتمس، وتم الاتفاق على أن يقدمه أحد الموقعين في الجلسة العامة كماينص النظام الداخلي.
وقال المصدر نفسه: «طالبنا بضمانات والتزم الفريق الاشتراكي شفويا، بل إن منسقه النيابي أكد على أن الأمر نهائي ولن يتم التراجع عنه، ولكن ما حدث كان العكس تماما». مضيفا أن الانسحاب المفاجئ سبقه نوع من التردد ومحاولة فرض اشتراطات تنظيمية غير منطقية، نظير الاعتراض على طريقة تقديم الملتمس، أو من سيمثل الفرق المعارضة في الجلسة العامة. وأبدى العدالة والتنمية، وفق ما جاء على لسان بوانو، مرونة كبيرة، بل اقترح عدة حلول من أجل إنجاح المبادرة، بما فيها إجراء قرعة لتحديد من سيقدم الملتمس، لكن حتى هذه المقترحات قوبلت بالرفض.
عبد الله الكوزي
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت العدالة
منذ 29 دقائق
- صوت العدالة
تحليل سياسي وإنساني لتطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية
صوت العدالة- عبد السلام اسريفي الوضع في غزة: سياسة القتل والتجويع لليوم الـ68، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة وسط تصعيد غير مسبوق ضد المدنيين، حيث وثقت المصادر الطبية استشهاد 76 شخصًا في أقل من 24 ساعة. يعكس هذا المعدل المرتفع من الضحايا إصرارًا واضحًا على استهداف التجمعات المدنية بما في ذلك الخيام والمنازل، وهو ما يثير تساؤلات قانونية وأخلاقية حول مدى احترام إسرائيل لقواعد القانون الدولي الإنساني. في ظل هذا التصعيد، تتفاقم أزمة المجاعة نتيجة الحصار المفروض ومنع إدخال مساعدات إنسانية كافية، ما ينذر بكارثة إنسانية واسعة النطاق. تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تؤكد عجز المنظمة الدولية عن العمل بحرية في ظل الشروط الإسرائيلية، وتُبرز فشل المجتمع الدولي في وقف الانتهاكات أو فرض آليات مساءلة فعالة. التخبط السياسي الإسرائيلي: صراع داخلي حول إدارة الحرب على الصعيد السياسي الداخلي، تواجه إسرائيل أزمة قيادية جديدة مع تعيين ديفيد زيني رئيسًا لجهاز الشاباك، في ظل تقارير عن دعمه لاستمرار الحرب ورفضه أي حلول تفاوضية كصفقة تبادل أسرى. هذا الموقف يعمّق الانقسام داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية، لا سيما في ظل تصريحات رئيس الأركان إيال زامير المؤيدة للصفقة، ما يعكس تضاربًا في أولويات الدولة بين الاستمرار في الحرب أو الانفتاح على تسويات. الضفة الغربية: تصعيد المستوطنين والعجز عن الحماية بالتوازي مع العدوان في غزة، تشهد الضفة الغربية تصعيدًا من قبل المستوطنين، عبر هجمات ممنهجة ضد القرى الفلسطينية، وحرق الممتلكات، وإطلاق النار بهدف التخويف والتهجير. هذه الممارسات تتم غالبًا تحت حماية قوات الاحتلال أو في ظل غضّ الطرف، ما يعزز فكرة 'المستوطن المحصّن' الذي يعمل كذراع غير رسمي لفرض السيطرة على الأرض، ويدق ناقوس الخطر حول انفجار محتمل للوضع في الضفة. خلاصة: ما يجري في غزة والضفة هو أكثر من مجرد تصعيد عسكري؛ إنه سياسة ممنهجة تعتمد على استنزاف المجتمع الفلسطيني بشقيه الإنساني والسياسي. استمرار الانقسام الدولي، وغياب أدوات المساءلة، والدعم الغربي غير المشروط لإسرائيل، يجعل الوضع مرشحًا لمزيد من التعقيد ما لم يتحرك المجتمع الدولي بخطوات حاسمة.


جريدة الصباح
منذ 32 دقائق
- جريدة الصباح
حكومة المونديال تسقط الأقنعة
اتسعت رقعة تبادل إطلاق النار بين الأحزاب وأتلفت الحدود الفاصلة بين حلفاء الأغلبية ورفاق المعارضة ووصل الشقاق حد هجوم فرق الأغلبية على الوزراء. ويبدو أن معارك الطريق إلى حكومة 2026 لن تتوقف في المنظور القريب، وأن منسوبها سيرتفع مع اقتراب موعد الاستحقاقات المقبلة، خاصة في ظل عدم


جريدة الصباح
منذ 32 دقائق
- جريدة الصباح
ماكرون يمنع تحجيب الفتيات
يتجه حزب النهضة الذي يقوده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتبني مقترح يمنع الحجاب على الفتيات الأقل من 15 سنة في الأماكن العامة، تزامنا مع التقرير الأسود حول الإخوان المسلمين، الذي جرت مناقشته قبل أيام قليلة. وتشعر فرنسا بتغلغل الإسلام السياسي الإخواني في المجتمع، وبدأت التحركات من أجل