logo
«نحن المحيط» «We are the Ocean».. بقلم السفير الفرنسي لدى البلاد أوليفييه غوفان

«نحن المحيط» «We are the Ocean».. بقلم السفير الفرنسي لدى البلاد أوليفييه غوفان

الأنباء١٢-٠٥-٢٠٢٥

ستستضيف فرنسا الدورة الثالثة لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمحيط من 9 إلى 13 يونيو 2025، وستكتسي هذه الفعالية طابعا حاسما، إذ يجتمع خلالها مئات رؤساء الدول والحكومات وعشرات آلاف المشاركين والباحثين والعلماء والجهات الفاعلة الاقتصادية والناشطين في الجمعيات والمواطنين من جميع أنحاء العالم في مدينة نيس، وستدافع فرنسا بهذه المناسبة عن هدف واضح يتمثل في حماية المحيط على نحو عملي.
ويمثل المحيط منفعتنا العامة، ويغذي الشعوب ويحميها، ويتيح لنا أن نحلم وأن نسافر. ويوفر لنا طاقة مستدامة ووسائل للتجارة وموارد ومعارف علمية لا حد لها.
ويستمد فرد من 3 أفراد سبيل عيشه من المحيط، لكن المحيط في خطر، ولا يعرف عن المحيط إلا القليل، ولا يحظى بحوكمة شاملة ولا بتمويل يضمن صونه، وتثير الأرقام بشأنه القلق إذ يرمى أكثر من 8 ملايين طن من البلاستيك سنويا في المحيط، وفق دراسة أجرتها مجلة العلوم فضلا عن الإفراط في استغلال أكثر من ثلث الأرصدة السمكية، وتحمض المياه وارتفاع مستوى سطح البحر ودمار النظم البيئية البحرية. وتتفاقم هذه الظواهر التي تترتب على تغير المناخ بصورة مباشرة.
وحان وقت العمل، ويجب أن نسعى إلى ارتقاء العمل المتعدد الأطراف إلى مستوى التحديات المرتبطة بحماية المحيط على نحو منقطع النظير.
وتمثل الدورة الثالثة لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمحيط فرصة تاريخية بعد مرور عشرة سنوات على الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاق باريس الذي أتاح صياغة إطار عالمي ملزم من أجل الحد من الاحترار العالمي، وستمثل «اتفاقات نيس» ميثاقا دوليا فعليا من أجل حفظ المحيط واستخدامه على نحو مستدام، وسيتماشى هذا الميثاق كذلك مع أهداف التنمية المستدامة التي اعتمدتها الأمم المتحدة عام 2015.
ويجب أن تكتسي النقاشات التي ستعقد في نيس طابعا عمليا، وأن ترنو إلى العمل من أجل تحقيق هذه الغاية، وسينطوي ذلك على العمل من أجل حوكمة أفضل وتوفير المزيد من الأموال وصقل المعارف بشأن البحار.
أما في مجال الحوكمة، فيعد الاتفاق المبرم في إطار اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار بشأن حفظ التنوع البيولوجي البحري بالمناطق الواقعة خارج حدود الولاية الوطنية واستخدامه على نحو مستدام محفزا جوهريا، ولاتزال أعالي البحار، التي تمثل أكثر من نسبة 60 في المائة من المحيطات، الحيز الوحيد الذي لا يشمله القانون الدولي في الزمن الراهن. ويفضي غياب الرقابة والقواعد المشتركة إلى كارثة اجتماعية وبيئية فعلية من قبيل التلوث الكثيف بالمحروقات والمواد البلاستيكية وأساليب الصيد غير الشرعية وغير المنظمة واصطياد الثدييات المحمية، ويجب أن نحصل على تصديق 60 بلدا الذي سيتيح إدخال الاتفاق المبرم في إطار اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار بشأن حفظ التنوع البيولوجي البحري بالمناطق الواقعة خارج حدود الولاية الوطنية حيز النفاذ واستخدامه على نحو مستدام بغية وضع حد لهذا الفراغ القانوني.
وتستدعي حماية المحيط كذلك حشد التمويل العام والخاص ودعم اقتصاد أزرق مستدام، ويجب أن نسعى للحرص على تجديد الموارد البحرية بغية مواصلة الاستفادة من الفرص الاقتصادية الهائلة التي يوفرها المحيط، وستقطع عدة التزامات في نيس بمجال التجارة الدولية والنقل البحري والسياحة والاستثمار.
وأخيرا، كيف سنحمي ما لا نعرفه أو ما لا نعلم عنه الكثير؟ يجب أن نصقل معارفنا بشأن المحيط ونشرها على نحو أفضل، وأصبحنا اليوم قادرين على رسم خرائط لسطح القمر أو سطح كوكب مارس، إلا أننا لانزال نجهل قعر المحيط، علما أنه يغطي نسبة 70% من مساحة كوكب الأرض! فلنحشد العلم والابتكار والتعليم معا من أجل فهم المحيط على نحو أفضل وتوسيع نطاق توعية عموم الناس بشأنه.
ولا يمثل المحيط، في سياق تغير المناخ الآخذ في التسارع والإفراط باستغلال الموارد البحرية، مجرد مسألة من بين مسائل أخرى، وإنما يعنينا جميعا، ويجب ألا ينسينا التشكيك في جدوى تعددية الأطراف مسؤوليتنا المشتركة. ويمثل المحيط رابطا عالميا يندرج في صميم مستقبلنا، ويمكننا معا أن نجعل الدورة الثالثة لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمحيط محطة فارقة لشعوبنا وأجيالنا المقبلة وكوكبنا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس وزراء فرنسي سابق يدعو إلى "عزل" إسرائيل
رئيس وزراء فرنسي سابق يدعو إلى "عزل" إسرائيل

الأنباء

timeمنذ 8 ساعات

  • الأنباء

رئيس وزراء فرنسي سابق يدعو إلى "عزل" إسرائيل

دعا رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دو فيلبان اليوم الثلاثاء، الدول الغربية الى فرض "عزلة اقتصادية واستراتيجية" على إسرائيل لوقف مسعاها لارتكاب "تطهير عرقي" في قطاع غزة. وقال دو فيلبان: "نحن أمام خطة إسرائيلية..بعد إعادة احتلال غزة، الخطوة التالية ستكون الترحيل. الهدف السياسي لبنيامين نتانياهو وحكومته هو ترحيل سكان غزة، وهذا علامة التطهير العرقي، تطهير الأرض". وفي حين رأى أن "الأوروبيين يدركون ذلك تماما"، انتقد محدودية تحركهم، مشددا على ضرورة أن يقوموا بثلاث خطوات أساسية "فورية"، بحسب تعبيره. وأشار الى أن الأولى هي "التعليق الفوري للاتفاق الأوروبي مع إسرائيل. القسم الأكبر من تجارة إسرائيل تتم مع أوروبا. ثانيا، حظر الأسلحة من كل الدولة الأوروبية. وثالثا، إحالة كل الحكومة الاسرائيلية والسلطات العسكرية الاسرائيلية الرئيسية أمام المحكمة الجنائية الدولية ... من خلال الكتابة إليها بشكل جماعي". أضاف "في حال أردتم أن توقفوا ما يحصل اليوم، يجب أن توضحوا لإسرائيل أنه سيكون ثمة ما قبل وما بعد" في أسلوب التعامل مع الدولة العبرية. ووجه دو فيلبان، وهو أيضا وزير سابق للخارجية، انتقادات الى الرئيس إيمانويل ماكرون، قائلا "أي مصداقية سنتمتع بها في الملف الأوكراني في حال لم يكن بمقدورنا سوى توقيع بيانات؟ يمكنني أن أقول لكم إن (الرئيس الفرنسي السابق) جاك شيراك لم يكن ليكتفي اليوم بتوقيع بيان مع كندا والمملكة المتحدة". حذر ماكرون ورئيسا الوزراء البريطاني والكندي الاثنين من أنهم لن يقفوا "مكتوفي الأيدي" إزاء "الأفعال المشينة" لحكومة نتانياهو في غزة، ملوّحين باخاذ "إجراءات ملموسة" إذا لم تبادر إلى وقف عمليتها العسكرية وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية. وقال دو فيلبان إن "قراءة هذا البيان تعطي انطباعا بعجز مرعب. ما المطلوب لينتقل قادة أوروبا وقادة الغرب من القول الى الفِعل؟". وترك دومينيك دو فيلبان بصمته على الساحة الدولية عام 2003 عندما أعلن في خطاب عالي النبرة في مجلس الأمن، موقف فرنسا الرافض للتدخل العسكري في العراق عندما كان وزيرا للخارجية في عهد شيراك.

نتنياهو يهاجم بريطانيا وفرنسا وكندا لتهديدهم بفرض عقوبات على إسرائيل ما لم توقف حربها على غزة
نتنياهو يهاجم بريطانيا وفرنسا وكندا لتهديدهم بفرض عقوبات على إسرائيل ما لم توقف حربها على غزة

الأنباء

timeمنذ 8 ساعات

  • الأنباء

نتنياهو يهاجم بريطانيا وفرنسا وكندا لتهديدهم بفرض عقوبات على إسرائيل ما لم توقف حربها على غزة

هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بريطانيا وفرنسا وكندا، بعد انتقادات قادة الدول الثلاث لتصعيد الحرب على قطاع غزة وحرمانه من المساعدات. وقال نتنياهو إن الحرب الدائرة في غزة "يمكن أن تنتهي غدا إذا تم إطلاق سراح الرهائن المتبقين وألقت حماس أسلحتها وتم نفي قادتها القتلة"، مشيرا إلى ضرورة "جعل غزة منطقة منزوعة السلاح". واتهم رئيس وزراء إسرائيل قادة بريطانيا وفرنسا وكندا بـ"تقديم جائزة كبيرة لحماس"، بعد أن دعوا إلى إنهاء العمليات العسكرية المكثفة في غزة. وأضاف: "لا يمكن توقع أن تقبل أي دولة أي شيء أقل من ذلك، وإسرائيل يقينا لن تقبل". وكان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني أدانوا، الإثنين، التصعيد الإسرائيلي "البشع" في غزة، محذرين من اتخاذ "إجراءات ملموسة" تصل إلى حد فرض عقوبات ما لم تتوقف عن توسيع عملياتها العسكرية وتسمح فورا بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر. كما دعا قادة الدول الثلاث حركة حماس إلى إطلاق سراح الرهائن، الذين احتجزتهم، وقالوا:"دعمنا دائما حق إسرائيل في الدفاع عن الإسرائيليين ضد الإرهاب، لكن هذا التصعيد غير متناسب تماما".

السفير البناي يبحث مع وزير الخارجية البوسني تعزيز العلاقات الثنائية
السفير البناي يبحث مع وزير الخارجية البوسني تعزيز العلاقات الثنائية

الأنباء

timeمنذ 20 ساعات

  • الأنباء

السفير البناي يبحث مع وزير الخارجية البوسني تعزيز العلاقات الثنائية

بحث سفير الكويت لدى البوسنة والهرسك صلاح البناي مع وزير الخارجية البوسني علم الدين كناكوفيتش سبل تعزيز العلاقات الثنائية، لاسيما في المجال الاقتصادي في ظل الفرص الاستثمارية العديدة المتاحة والانفتاح الذي تشهده البوسنة والهرسك على الأسواق الأوروبية. وذكرت السفارة في بيان تلقته (كونا) أن مباحثات لقاء السفير البناي مع الوزير كناكوفيتش تركزت على أهمية تفعيل الاتفاقيات الثنائية وتشكيل آلية متابعة لها فضلا عن تفعيل الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين والوفود الرسمية المتخصصة في شتى المجالات. وأضاف البيان ان الجانبين اتفقا على ضرورة تنسيق المواقف والتعاون المشترك في المحافل الدولية واستمرار التشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، لاسيما ذات الاهتمام المشترك. من جانبه، أعرب كناكوفيتش عن الترحيب بالمواطنين الكويتيين الذين يزورون البلاد سنويا، مؤكدا توفير كل سبل الراحة وتذليل أي عقبات قد تواجه الزوار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store