
الخوف البارد
بالرغم من أن الخوف كأي مشاعر تعتمل في داخلنا تكون عادة حارة ومتوترة ومتدفقة، لأنها وليدة لحظة توتر قصوى، فنحن لا نخاف إلا حين نتعرض للتهديد أو الخطر أو المباغتة غير المتوقعة.
وهذا يقود بدوره إلى زيادة معدل ضربات القلب واضطراب التنفس، وفي لمح البصر يتدفق الدم إلى العضلات، ويصبح الجسد كله في وضع جاهز للهروب أو الدفاع.
وهو تساؤل في محله! لكن المخاوف ليست فقط مرتبطة بالأخطار الخارجية، فهناك مخاوف لا مرئية كامنة في دواخلنا بلا صوت وبلا حرارة، كالخوف من المستقبل، من الفشل، من الغرباء، ومن الوحدة والشيخوخة، وهذه تعد مخاوف باردة، أما ما يتعلق بمشاعرنا فإنها تتفاوت بين الدفء والحرارة والتصاعد، لكنها مع مرور الوقت وبعد أن تزول المثيرات أو المحفزات أو الأفعال الدافعة للتوتر أو الإثارة أو الخوف، تهدأ أجسادنا وقلوبنا ودفق دمائنا تماماً، وتدريجياً يبرد كل شيء وينتهي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
الوصمة والبصمة
«وصمة عار في تاريخ الإنسانية».. جملة تختزل أكثر من ستمئة يوم من عبثية الحرب في غزة وعليها. وإن كانت يوميات الحرب عصية على التلخيص والتكثيف، ومشاهدها المفزعة أكثر وأقسى من أن يحتويها كتاب أو بيان، فإن الإمارات أرادت بهذه الجملة أن تنبّه ما تبقى من الإنسانية في العالم إلى أن مأساة غزة، حتى إن توقفت آلة الحرب فيها الآن، ستبقى تطارد وتلعن صناعها والصامتين أمامها، ولا يمكن لها أن تبقى مجرد أحداث تستعاد فقط في سياقات الحديث عن الحروب أو الصراعات في العالم؛ لأن التفاصيل المتجاوزة لكل قدرة على الوصف والاختزال ستظل نقوش عار في سجلات من أراقوا الدم، ومن اعتادوا مناظره، ومن سمحوا للأمر بالوصول إلى درجة حرمان إنسان من لقمة تقيم صلبه وتحفظ آدميته، أو دواء يصون ما تبقى من حياته. توثيق وصمة العار تلك في بيان الإمارات، باسم المجموعة العربية، أمام مجلس الأمن، لم يكن أول جهد الدولة ولا آخره في هذا الملف، ولا هو خلاصة مساعي المجموعة العربية منذ بدأت المأساة في غزة، إنما هو، في أحد أوجهه، اغتنام للحظة تظهر فيه تحولات في مواقف الغرب تجاه الحرب، وتظهر ملامح مخاضات وقفها الدائم والشامل. ورغم أن هذه الجهود الغربية يمكن مواجهتها بأسئلة عن تأخرها كل هذه الوقت، فإن العرب بوسعهم التفاعل الإيجابي معها والإسهام في بلوغها مراميها، وأولها على الأقل بالنسبة لنا، الوقف الفوري للحرب، والالتفات لما بعدها. وما بعد وقف الحرب لا يقل أهمية، وفي مقدمته ترميم البشر المتبقين في غزة وتخفيف وطأة 19 شهراً ملأت الذاكرة والروح بما لا يحتمل من مشاهد القتل والتجويع والتشريد ومواجهة احتمال إخراجهم من جغرافيتهم التاريخية إلى المجهول. بعد هذا الترميم، يمكن الحديث عن السلام وحدوده وآفاقه ومساراته بما يطوّق أثر الحرب على جهود إقراره وتوسيع نطاقه التي أفسدتها إسرائيل. هذه هي الأولويات التي يمكن أن توقف تمدد وصمة العار في حق الإنسانية التي ينشغل جانب منها الآن بالبصمة الكربونية للأشهر الـ15 الأولى من حرب إسرائيل على غزة. وربما يكون من الرفاهية أن تنشغل دراسة بإجمالي انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة بشكل مباشر أو غير مباشر عن الحرب، محذرة أنها ستكون أكبر من انبعاثات الاحتباس الحراري السنوية لـ100 دولة كل منها على حدة، ما يُفاقم حالة الطوارئ المناخية العالمية، بالإضافة إلى الخسائر الفادحة بين المدنيين. لا خلاف على أن مناخ العالم ملف شديد الأهمية على مستوى العالم، وأنه لا يمكن التهوين من مسببات التغير المناخي ونتائجه المدمرة، لكن مأساة غزة لا يمكن التعامل معها بسياقات غيرها من المناطق، فقطعة من خريطة الكون تختزل معنى الوصمة وتعتاد انبعاث الأرواح لحظياً وبأعداد يصعب حصرها أحياناً، لا يضيرها معدلات الكربون المؤرقة للعلماء والمنظمات.


سكاي نيوز عربية
منذ 3 ساعات
- سكاي نيوز عربية
لحصد لقب بطل إفريقيا.. بيراميدز يصطدم بطموح صن داونز
وتعد تلك المواجهة هي الثالثة لبيراميدز المصري هذا الموسم مع أندية جنوب إفريقيا ، حيث سبق والتقى بأورلاندو بايرتس في قبل النهائي، حيث تعادلا سلبيا في الذهاب وحقق الفريق المصري فوزا صعبا في الإياب 3-2. وسيكون هذا النهائي هو الخامس تاريخيا بين بين أندية مصر وجنوب إفريقيا بأكبر البطولات القارية على مستوي الأندية، حيث كان الأهلي هو حامل لقب بطولات بلادة الثلاث في المواجهات الثنائية مع جنوب إفريقيا بداية من 2001 على صن داونز 4-1 في مجموع المباراتين وعلي أورلاندو بايرتس ، بنتيجة 3-1 في مباراتي الذهاب والإياب، وعلي كايزر تشيفز بثلاثية نظيفة في عام 2020-2021 والتي أقيمت من مواجهة واحدة بالمغرب، فيما كان صن داونز هو الفريق الجنوب إفريقي الوحيد الذي فاز بنهائي رابطة أبطال إفريقيا أمام ناد مصري، بعد تغلبه على نادي الزمالك 3-1 في مجموع مباراتي نهائي 2016. وتمثل لغة الأرقام عقدة أمام أندية جنوب إفريقيا حيث لم ينجح أي فريق في الفوز أو التأهل أو حصد اللقب بعد التعادل على أرضها في مباراة الذهاب أمام أي فريق مصري وهو ما حدث في 2001 مع صن داونز وأورلاندو بايرتس في 2013. وتعد أبرز إنجازات بيراميدز على المستوى القاري هي التواجد في نهائي بطولة الكونفيدرالية الإفريقية موسم 2019 / 2020 أمام نهضة بركان. ويسعى بيراميدز لأن يكون رابع فريق مصري يتوج بتلك البطولة بعد الأهلي والزمالك والإسماعيلي. ويحتاج بيراميدز المصري للفوز بأي نتيجة أو التعادل السلبي ليخطف اللقب القاري الأول له، بينما ستكون مهمة صن داونز صعبة نحو اللقب الثاني له بدوري أبطال إفريقيا حيث يحتاج إلى الفوز أو التعادل بأكثر من نتيجة مواجهة الذهاب التي أقيمت في بريتوريا الأسبوع الماضي والتي انتهت بالتعادل 1-1. ونجح بيراميدز في تحقيق الفوز بجميع مبارياته بالنسخة الحالية لدوري أبطال إفريقيا التي خاضها على أرضه وهي 7 مواجهات، وسجل لاعبوه طوال مشوارهم في البطولة الحالية 26 هدفا ومني مرماهم بـ6 أهداف. ويدخل بيراميدز مباراة اليوم بمعنويات قد تتأثر نوعا ما بخسارته لقب الدوري المصري، بعد أن ظل متصدره له حتى المواجهات الأخيرة، لصالح منافسه الأهلي الذي توج به بفارق نقطتين فقط. على الجانب الأخر، سيكون هذا النهائي هو الثالث لصن داونز في تاريخه حيث خسر أمام الأهلي في 2001 وفاز بالثاني على الزمالك في 2016، ويعد صن داونز هو أول فريق جنوب إفريقي يلعب ثلاث نهائيات لدوري أبطال إفريقيا ساعيا لكسر حاجز عدم تسجيل أي هدف في مواجهات الإياب بالنهائي. ويملك صن داونز رقما إيجابيا أمام الأندية المصرية، حيث أنه في أخر 10 مباريات أمامهم فاز في 4 وتعادل في 6 ولم يذق طعم الخسارة مطلقا.


الإمارات اليوم
منذ 5 ساعات
- الإمارات اليوم
صيف يصنع فرقاً
الإجازة الصيفية فرصة ذهبية لتجديد الروابط، وصقل المهارات، وصنع أصول من الذكريات يحتفظ بها أفراد العائلة طوال حياتهم. ولاستثمار فترة الإجازة على نحو يحقق الغاية المنشودة منها، ولكي يكون هذا الصيف مختلفاً ومثمراً، لابد من وضع خطة عملية تُبنى بالحوار بين الجميع، استناداً إلى مبدأ المشاركة العائلية في التخطيط للمشاريع التي ينعكس أثرها على الجميع. إن الاجتماع كعائلة لطرح الآمال والتطلعات، والتحدث عنها، هو خطوة أولية مهمة جداً، إذ يفسح فيها المجال أمام الأبناء حتى يعبروا عن اهتماماتهم، وما يتطلعون إلى تعلمه أو تجربته خلال الإجازة، لأن ذلك يمثل أداة تحفيز لهم، كما أنه يزرع فيهم حس المسؤولية، لأنه يحفزهم على الالتزام بتنفيذ الخطة. ومن المهم، عند وضع الخطة، مراعاة التوازن والتنوع في الأنشطة بين التعلم والمتعة، بحيث تكون شاملة لكل ما يتم فيه تثبيت القيم والعادات الأصيلة، أو ما يدعم الحصيلة المعرفية والأدبية لديهم، أو ما يصقل مهاراتهم، أو ما يساعدهم على اكتساب مهارات جديدة، مثل ورش حرفية، وبرامج رياضية، ومشاريع تطوعية، ومبادرات بيئية، وغيرها من الأنشطة الإيجابية. بهذه الطريقة يمكن للأبناء تعميق جذور هويتهم، والنظر إلى ما يحمله لهم الغد من فرص بثقة، لأن هذه النوعية من الأنشطة تفتح لهم آفاق مستقبلهم، من خلال إثارة فضولهم العلمي، أو بتشجيعهم على فتح مشاريعهم المستقبلية التي تعبر عن شخصياتهم. ولا ينبغي أن نهمل الجانب الترفيهي لأهميته في التخفيف من ضغوط عام مضى، وشحذ الهمم لعام مقبل، فالرحلات العائلية توطد العلاقات، وهي فرصة للوالدين لملاحظة سلوكيات أبنائهم خارج الروتين المعتاد، ما يتيح لهم فرصاً أكبر للفهم، والتوجيه الهادئ، ودعم النمو النفسي والاجتماعي الصحي لأبنائهم. إن الاستعداد المبكر للإجازة يُسهم في تنظيم الوقت، ويرفع جودة التجربة، ويمنح العائلة قدرة أكبر على تنفيذ خطة صيفية، وجعل كل لحظة فيها عبارة عن فرصة للنمو، وكل نشاط قصة تستحق أن تُروى، فالعطلة ليست نهاية عام، بل بداية لمرحلة جديدة. *خبيرة شؤون تعليم ومجتمع لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه