"تم تضليلي".. نتنياهو يرد على اتهامه بـ"إخفاقات 7 أكتوبر"
وجاء رد رئيس الوزراء مع تجدد التهديدات لاستقرار ائتلافه، ووسط تزايد الاتهامات بأنه أطال أمد حرب غزة لتحقيق مصلحته السياسية.
وظهر نتنياهو مع مستشارته للشؤون الدولية المعينة حديثا الصحفية السابقة كارولين غليك، في مقابلة مُعدة مسبقا مدتها 8 دقائق، وجه فيها بعضا من أشد انتقاداته العلنية حتى الآن للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بينما دافع عن سياساتها في الحرب.
"تعرضت للتضليل"
في معرض إجابته على ما وصفته غليك بـ"بعض الأسئلة الصعبة التي تطرح باستمرار في وسائل الإعلام الدولية"، زعم نتنياهو أنه تعرض للتضليل من مسؤولي الجيش، ولم يبلغ بمعلومات استخباراتية بالغة الأهمية، وأنه اتخذ بنفسه جميع القرارات الرئيسية في وقت الحرب.
وفي الوقت ذاته، رفض رئيس الوزراء اتهامه بأن أجندته السياسية أو اعتباراته الائتلافية أثرت في تعامله مع مسألة الأمن القومي.
كما رد نتنياهو على الاتهامات بأن الاضطرابات الداخلية الناجمة عن أجندة حكومته لإجراء تعديلات قضائية عام 2023 هيأت الظروف للهجوم، ورفض الفكرة واصفا إياها بـ"الوهمية".
وقال: "لا تخطئوا في فهم نقاشنا الديمقراطي الداخلي. يوم الحساب إذا تعرضنا لهجوم فسنكون جميعا هناك، يمينا ويسارا، وهذا ما حدث بالضبط".
وعندما سئل نتنياهو عن تصريحات رئيس أركان الجيش السابق هيرتسي هاليفي ، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) السابق رونين بار ، بأنهما حذراه من هجوم وشيك قبل أشهر، نفى إصدارهما مثل هذه التحذيرات.
وتابع: "الأمر عكس ذلك تماما"، مشيرا إلى "محادثات مسجلة مع جميع أعضاء الحكومة".
وكرر نتنياهو مزاعم سابقة بأن المؤسسة الأمنية "أقنعت الحكومة بعدم القلق بشأن الأمر"، وأن رؤساءها السابقين أخبروه بدلا من ذلك أن " حماس قد رُدعت. حماس تريد عمالا ومنافع اقتصادية، ولا يوجد خطر من هجوم وشيك. وقد كرروا ذلك مرارا وتكرارا"، وفق تصريحه.
وعلاوة على ذلك، قال نتنياهو مجددا إنه في منتصف ليل عشية الهجوم، كانت هناك "مؤشرات استخباراتية كثيرة" تشير إلى أن شيئا ما قادم.
لكنه قال: "لم يتصلوا بي. لم يوقظوا القائد العام. لأنه، دعوني أخبركم، لو تلقيت اتصالا لكنت تصرفت بشكل مختلف، وهذا لم يحدث".
كما أشار رئيس الوزراء إلى ما يسمى خطة "أسوار أريحا" كدليل على فشل المؤسسة الدفاعية في تفسير المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بحماس بشكل صحيح.
في عام 2022، حصلت استخبارات الجيش الإسرائيلي على معلومات من حماس تحمل تاريخ أغسطس 2021، تشير إلى "غزو بري واسع النطاق للتجمعات السكانية الحدودية الإسرائيلية ومواقع الجيش الإسرائيلي"، وهو ما يشبه هجوم 7 أكتوبر، ووضعت في تقرير بعنوان "أسوار أريحا".
وقال نتنياهو في إشارة إلى التقرير: "لم نر ذلك قط"، وجادل بأن وجود الخطة بحد ذاته "يناقض مزاعم أولئك الذين يُحمّلون التعديلات القضائية مسؤولية تهيئة الظروف للهجوم".
وأضاف: "دبرتها حماس عام 2022 عندما كانت حكومة يسارية في السلطة. لم تكن لها أي علاقة بالإصلاح القضائي".
واتهم رئيس الوزراء أجهزة الاستخبارات بإخفاء الخطة، قائلا: "وصفت الخطة بدقة ما ستفعله حماس، لكن هؤلاء كانوا يعملون على فكرة ثابتة: تم ردع حماس، وحتى لو حصلنا على هذه المعلومات المذهلة فإنهم لم يكونوا يقصدونها حقا. إنهم يريدون المكافآت والمنافع ولن يهاجمونا".
رغم تأكيدات نتنياهو، تظهر تقارير رسمية إسرائيلية أن المؤسسة الأمنية وجهت عدة تحذيرات إلى القيادة السياسية في السنوات والأشهر التي سبقت هجوم 7 أكتوبر.
وكشف الجيش الإسرائيلي في مايو 2024، أن نتنياهو تلقى 4 وثائق رسمية على الأقل في ربيع وصيف عام 2023، أي قبل أشهر من الهجوم، تحذره من "نظرة أعداء البلاد للاضطرابات المجتمعية التي نتجت عن الإصلاح القضائي آنذاك".
وفي مارس، نشر الشاباك ملخصا لتحقيقاته في إخفاقاته خلال الفترة التي سبقت هجوم 7 أكتوبر، حيث أشار إلى أن "سياسة حكومية مفرطة في الدفاع عن النفس تجاه غزة على مر السنين كانت سببا رئيسيا في الهجوم".
وبينما أقر بار بأنه لو تصرف الشاباك بشكل مختلف لكان بالإمكان صد الهجوم، فإنه وجد أن سياسة حكومة نتنياهو بالسماح بتدفق الأموال من قطر إلى غزة، ومن ثم إلى الجناح العسكري لحماس، مكنت الحركة من بناء قواتها لهجوم 7 أكتوبر واتخاذ قرار التنفيذ.
كما خلص التحقيق إلى أنه خلال ليلة 6 و7 أكتوبر، كانت هناك ثغرات في "معالجة المعلومات وتكامل الاستخبارات، بالإضافة إلى عمليات لم تتبع البروتوكول المعتاد، وغياب الاندماج مع استخبارات الجيش الإسرائيلي".
وفي مارس، صرح رئيس الشاباك السابق نداف أرغمان ، أن نتنياهو حاول "شراء السلام (في غزة) بأموال قطرية"، رغم علمه بموقف الشاباك المناهض لهذه السياسة.
وقال: "كان من الواضح للجميع أن هذا سينعكس علينا سلبا يوما ما. كان رئيس الوزراء يعلم، ومجلس الوزراء يعلم، وقد طرحت القضايا أكثر من مرة أو مرتين".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سكاي نيوز عربية
منذ 29 دقائق
- سكاي نيوز عربية
المبعوث الأميركي: جهود مكثفة لتهدئة الأوضاع في السويداء
وأوضح باراك في منشور على منصة "إكس" أن "الاشتباكات الأخيرة في السويداء مثيرة للقلق بالنسبة لجميع الأطراف"، مشددا على أن واشنطن تحاول "التوصل إلى حل سلمي وشامل يخدم الدروز ، والقبائل البدوية، والحكومة السورية، والقوات الإسرائيلية". ولفت المبعوث الأميركي أيضا إلى أن أبرز التحديات التي تواجه جهود التهدئة والاندماج تتمثل في أن "التضليل، والارتباك، وضعف التواصل هي أكبر التحديات أمام ضمان تحقيق اندماج سلمي ومدروس لمصالح كل طرف". وشدد باراك على أن الولايات المتحدة "تجري مناقشات مباشرة ونشطة وبناءة مع جميع الأطراف للسعي نحو التهدئة والاندماج". وشهدت محافظة السويداء خلال اليومين الماضيين معارك بين مسلحين من البدو وآخرين من الدروز ، في أحداث هي من الأعنف في سوريا منذ إطاحة فصائل معارضة حكم الرئيس بشار الأسد في ديسمبر الماضي. ومنذ مايو الماضي، يتولى مسلحون دروز إدارة الأمن في السويداء، بموجب اتفاق بين الفصائل المحلية والسلطات، لكن ينتشر في ريف المحافظة أيضا مسلحون من عشائر البدو. وبعد توليها الحكم، حض المجتمع الدولي والموفدون الغربيون الذين زاروا دمشق، السلطة بقيادة الرئيس أحمد الشرع ، على حماية الأقليات وضمان مشاركتهم في إدارة المرحلة الانتقالية، وسط هواجس من إقصائهم، لا سيما بعد وقوع أعمال عنف على خلفية طائفية.


البيان
منذ 44 دقائق
- البيان
الإدارة العامة في خدمة الإنسان.. مؤسسات تصنع الفرق وتبني المستقبل
في صباح يوم عادي، وبينما يتجه الناس إلى أعمالهم هناك موظف في بلدية يراجع ملفات لمشاريع، وآخر في مركز صحي يطمئن على سير العمل، وموظفة في وزارة التربية والتعليم تتابع خططاً لتطوير مناهج التعليم. مشاهد بسيطة تتكرر يومياً، لكنها تحمل في طياتها جوهراً عميقاً، يوضح أن الدولة تعيش وتتحرك وتخدم من خلال مؤسسات الإدارة العامة، ومن خلال أناس جعلوا من العمل الحكومي طريقاً لبناء الحياة. الإدارة العامة ليست أوراقاً ومكاتب واجتماعات، هي اليد التي تمسك بخيوط المجتمع لتبقيه مستقراً، ومنظماً، ومتجهاً نحو الأفضل. إنها العقل الذي يُدير شؤون الناس، والقلب الذي يضخ الخدمات في كل مفصل من مفاصل الحياة. في كل حضارة ناهضة تقف خلف الإنجازات مؤسسات حكومية رصينة، ومتكاملة، تسعى إلى تحويل السياسات إلى واقع، والرؤى إلى منافع للناس. التعليم لا يتقدم من دون وزارة واعية، والصحة لا تصل للمواطن دون إدارة صحية فعّالة، والأمن لا يتحقق إن لم توجد مؤسسات تحفظ النظام، وتحمي الحدود. ولعل أجمل تجسيد لهذا المعنى الاعتراف بقيمة جهود موظفي المؤسسات الحكومية، هو ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «أقرت الأمم المتحدة تاريخ 23 يونيو من كل عام «يوم الخدمة العامة» تقديراً فيه لجهود موظفي الحكومات في خدمة الناس». وتابع سموه: «وعبر 6 عقود تقريباً قضيتها في هذا المجال، رأيت أمثلة مُشرّفة من الرجال والنساء الذين وهبوا حياتهم لخدمة الناس، وتوفير خدمات الصحة والتعليم والسكن والكهرباء والماء والتشريعات من أجل توفير بيئة ينمو فيها الإنسان، ويحقق أحلامه وطموحاته واستقراره وكرامته. شكراً لموظفي الحكومة في بلادنا اليوم، وكل يوم، وشكراً لكل من جعل خدمة البشر ومنفعتهم قضيته الرئيسية وهمّه الأكبر الذي قضى فيه حياته». هذه الكلمات ليست مجرد عبارات احتفالية بل شهادة حيّة من قائد عاش تفاصيل الإدارة العامة، وفهم أن العمل الحكومي هو رسالة سامية يتجسد فيها الإنسان قبل الإجراءات. موظف الخدمة العامة ليس مجرد مقدم خدمة بل هو صانع أثر. هو من يفتح نوافذ الفرص، ويمهد الدروب، وييسر حياة الآخرين. عمله قد لا يُحتفى به في الإعلام، لكنه يُرى في حياة الناس، وفي ارتياحهم، وفي ثقتهم بأن دولتهم معهم، وليست غائبة عنهم. في عالم يموج بالتغيرات تبقى الإدارة العامة المحوكمة هي الضامن الحقيقي للاستقرار؛ لأنها تعرف كيف توصل الماء إلى من يحتاجه، وتبني مدرسة حيث تنقص، وتحمي القانون حين يُخرق، وتزرع الثقة بين الناس ومؤسساتهم. وهكذا تبقى مؤسسات الإدارة العامة حين تخلص وتؤمن برسالتها هي التي تصنع الفرق، وتبني المستقبل، لا بالشعارات بل بالعمل اليومي الصامت والمتواصل، الذي يجعل حياة الإنسان أفضل اليوم، وكل يوم.


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
مصرف لبنان يحظر التعامل مع "القرض الحسن" التابعة لحزب الله
وفي إطار مواصلة الضغط العسكري على حزب الله، شنت إسرائيل يوم الثلاثاء عددا من أعنف غاراتها الجوية منذ وقف إطلاق النار مع الجماعة في نوفمبر، وقالت إنها استهدفت معسكرات تدريب ومستودعات أسلحة في شرق لبنان. وقال مصدر أمني في لبنان إن 12 قتلوا من بينهم خمسة من مسلحي حزب الله. ويواجه حزب الله ضغوطا متزايدة منذ الحرب، بما في ذلك الضغوط المالية. وحظر مصرف لبنان في التعميم المؤرخ في 14 يوليو على البنوك وشركات السمسرة في لبنان التعامل مع كيانات غير مرخصة، وأشار إلى مؤسسة القرض الحسن كمثال على ذلك. كانت وزارة الخزانة الأمريكية قد فرضت عقوبات على مؤسسة القرض الحسن في 2007، قائلة إن جماعة حزب الله تستخدمها غطاء لإدارة 'أنشطة مالية ومنفذا للوصول إلى النظام المالي الدولي'. وأشاد السفير الأميركي لدى أنقرة، مبعوث واشنطن إلى سوريا، توم باراك بالقرار الصادر عن مصرف لبنان المركزي الذي يحظر على المؤسسات المالية اللبنانية التعامل مع جمعية "القرض الحسن"، التابعة لحزب الله. واعتبر براك أن هذه الخطوة تعد "إنجازًا مهمًا وضروريًا" لتعزيز الشفافية في القطاع المالي اللبناني. وقال باراك في تصريح له: "قرار البنك المركزي هو خطوة في الاتجاه الصحيح لضبط تدفق الأموال الخاصة بحزب الله، والتي كانت تمر عبر جمعية 'القرض الحسن'". وأضاف أن إخضاع جميع الوسطاء الماليين في لبنان لإشراف مصرف لبنان سيساهم بشكل كبير في تعزيز الشفافية المالية ومكافحة غسيل الأموال وتمويل الأنشطة غير المشروعة. ولطالما مارست جماعة حزب الله، مدعومة بترسانتها القوية، نفوذا حاسما على شؤون الدولة اللبنانية، لكنها لم تتمكن من فرض إرادتها في تشكيل حكومة ما بعد الحرب في فبراير. وتصف مؤسسة القرض الحسن التي تأسست في 1983 نفسها بأنها منظمة خيرية تقدم قروضا متوافقة مع الشريعة الإسلامية. وضربت إسرائيل فروعا للمؤسسة خلال حربها مع حزب الله العام الماضي. ولدى المؤسسة، التي تعمل بموجب ترخيص من الحكومة اللبنانية، أكثر من 30 فرعا، معظمها في المناطق ذات الأغلبية الشيعية في بيروت وجنوب لبنان وسهل البقاع.