
"التصعيد المدروس لدونالد ترامب"
في جولة عرض صحف، تناولت "لوموند" الاشتباكات في الولايات المتحدة حول سياسة الترحيل، فيما ركزت "جيروزاليم بوست" على تراجع الهيمنة الشيعية في الشرق الأوسط، وناقشت "واشنطن بوست" أزمة انخفاض معدلات المواليد في أمريكا.
نبدأ جولتنا مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، التي تناولت في افتتاحيتها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإرسال الحرس الوطني ومشاة البحرية إلى مدينة كاليفورنيا، في خطوة ترى الصحيفة أنها تجاوز للسلطات المحلية، ما يعكس "استراتيجية متعمدة ومعلنة لتصعيد التوتر".
وتشير الصحيفة إلى أن نشر الحرس الوطني لاستعادة النظام العام يُعد أمرراً نادراً في الولايات المتحدة، خاصة عندما يتم تجاوز سلطة حاكم الولاية المعنية، معتبرة أن قرار ترامب يأتي ضمن استراتيجية "مدروسة ومعلنة لتصعيد التوتر" .
وفي خضم محاولة ترامب إقرار مشروع قانون الميزانية الذي من شانه أن "يزيد العجز الفيدرالي" - بحسب الصحيفة - عاد إلى ملف مكافحة الهجرة واستعادة النظام بالقوة، وهو الأمر الذي يُعتقد أنه يحظى بدعم أغلبية شعبية.
وترى الصحيفة أن توجه ترامب نحو عسكرة تطبيق القانون يعكس نزعات "استبدادية "ظاهرة، وأن التصعيد الذي يسعى إليه الرئيس يُسيء إلى القضية التي "يدّعي" الدفاع عنها، محذرة من أن الاعتماد على القوة والأساليب التصعيدية، لن يكون حلاً فعالاً أو مستداماً لإصلاح ملف الهجرة الذي غاب لعقود.
وبالنظر إلى انخفاض عدد حالات الدخول غير النظامية إلى الولايات المتحدة خلال الأشهر الأخيرة من رئاسة جو بايدن إلى أدنى مستوى خلال عقدين، تقول الصحيفة إن هذه النتائج تناقضت مع الخطاب المندد بـ"غزو" المهاجرين، إذ ظلت عمليات الترحيل على حالها، ما يفسر "تصاعد الموقف العدواني لشرطة الهجرة التي أُمرت بزيادة أعداد عناصرها".
وترى لوموند أن فرصة مهمة لحل قضية الهجرة تبددت بسبب "المواقف السياسية المتصلبة" التي تعرقل دراسة تأثيرات الهجرة على الاقتصاد والمجتمع الأمريكي.
Reuters
في صحيفة "جيروزاليم بوست" ونقرأ مقالاً بقلم الكاتب أفرايم إنبار، الذي أشار إلى أن الشرق الأوسط يعاني من فوضى مستمرة، منذ أن أسقطت الولايات المتحدة نظام صدام حسين في 2003، وتورط عائلة الأسد أخيراً في حرب أهلية أفقدتها القدرة على مواجهة أنقرة.
ويذكر الكاتب أن الحرب الإسرائيلية متعددة الجبهات "أضعفت نفوذ إيران في المنطقة"، مما أدى إلى سقوط نظام بشار الأسد وسيطرة قوى إسلامية مدعومة من تركيا على دمشق، كما قلصت الحملة العسكرية الإسرائيلية نفوذ إيران كخصم استراتيجي لتركيا في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، على حد تعبيره.
ويرى إنبار أن سحب الولايات المتحدة قواتها من سوريا يعزز نفوذ أنقرة، وأن نظرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "الخاطئة" لأردوغان كصديق، طمأنت تركيا بعدم تدخل أمريكي يوقف طموحاتها في استعادة هيمنتها بالشرق الأوسط، بحسب المقال.
ويشير الكاتب إلى أن "رؤية أردوغان العثمانية" تجلت بوضوح في خطاب فوزه عام 2011، حين أكد استفادت المدن التاريخية للإمبراطورية العثمانية مثل سراييفو وبيروت ودمشق ورام الله والقدس من إنجازه.
وبحسب المقال، فإن عقيدة "الوطن الأزرق" التركية تهدف لجعل تركيا القوة البحرية المهيمنة في شرق المتوسط وبحر إيجه والبحر الأسود، ويعكس توسع أنقرة في شراء الأسلحة البحرية سعيا لتأمين موارد الطاقة في المنطقة على حساب الأطراف الأخرى.
ويطرح الكاتب وجهة نظره التي ترى بأن "السخاء المالي القطري" لعب دوراً كبيراً في تعزيز قدرات تركيا وطموحاتها، مما ساعدها على تجاوز أزمتها الاقتصادية.
كما يشير إلى أن "قطر أصبحت من أبرز الداعمين للإسلاموية عالمياً"، معرباً عن أسفه "لغضّ واشنطن الطرف عن دعمها للإرهابيين الإسلاميين ومشاريعها المعادية للغرب"، حسب وصفه.
ويختتم الكاتب مقاله بأن أردوغان أعرب عن رغبته في امتلاك أسلحة نووية، "ولم يتردد في دعم داعش وحماس". مما يجعل الشرق الأوسط يواجه تهديداً مزدوجاً من "الانتشار النووي والإرهاب الإسلامي".
ويقول إنبار إنه "مع ضعف إيران الشيعية، ستستبدل بتحالف سني متطرف"، مختتماً بأنه "على الديمقراطيات أن تُدرك هذا الخطر الجديد".
"أزمة انخفاض المواليد في أمريكا"
وفي في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، نقرأ مقالاً بقلم الكاتب إدواردو بورتر بعنوان "حتى السياسات الذكية لا تستطيع عكس مسار أزمة المواليد في أمريكا".
ويرى الكاتب أن أي ميدالية أمومة، أو مكافأة إنجاب لن تُصلح ما أفسده التحديث الاقتصادي.
وبدأ الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن الأمريكيين لا ينجبون بالقدر الكافي، حيث انخفض معدل الخصوبة في البلاد بنحو الربع منذ بداية الركود الكبير أواخر عام 2007، ليصل إلى حوالي 1.6 طفل لكل امرأة .
يشير المقال إلى أن القلق من انخفاض المواليد لم يعد يقتصر على اليمين المحافظ، بل بات يثير اهتمام اليسار أيضاً، مع تصاعد المخاوف من الأعباء الاقتصادية الناتجة عن شيخوخة السكان وتراجع عدد العمال الشباب مقارنة بالمتقاعدين.
ويذكر الكاتب أن البيت الأبيض طرح عدة أفكار، منها مكافأة مالية قدرها 1000 دولار لكل طفل في مشروع قانون ترامب، وميدالية وطنية للأمهات ذوات الإنجاب المرتفع، إلى جانب خطة لتثقيف النساء حول دوراتهن لتعزيز فرص الحمل.
ومع ذلك، يرى الكاتب أن الولايات المتحدة لا تقدم دعماً كافياً مقارنة بدول أخرى، إذ يبلغ متوسط الإنفاق العام على برامج دعم الأطفال والأسرة حوالي 2.3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الـ 38. ويتجاوز هذا المعدل 3 في المئة في دول شمال أوروبا مثل السويد وألمانيا وفرنسا، بينما لا يتجاوز 1 في المئة في الولايات المتحدة فقط.
ويقول الكاتب إنه في حال نجح ترامب في إقناع المحكمة العليا بإلغاء حق المواطنة بالولادة، فإن ذلك سيؤدي إلى مزيد من انخفاض معدل المواليد، مشيراً إلى أن المهاجرين لديهم معدلات خصوبة أعلى من غير المهاجرين، لذا يرى الكاتب أنه إذا كان ترامب يريد زيادة عدد الأطفال الأمريكيين، فعليه قبول العائلات الأمريكية كما هي.
في ختام المقال، يشير الكاتب إلى أنه رغم انخفاض معدلات المواليد في الدول الغنية، فإن العديد من الدول الفقيرة لا تزال تتمتع بمعدلات خصوبة مرتفعة، لذا يجب على إدارة ترامب توسيع فرص الهجرة وقبول التنوع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ساحة التحرير
منذ ساعة واحدة
- ساحة التحرير
أمريكا دخلت اللحظة السوفيتية !الراحل فاضل الربيعي
أمريكا دخلت اللحظة السوفيتية ! الراحل فاضل الربيعي القليلونَ فقط -من المحلّلينَ والمتابعينَ- مَنْ يتذكّر اليوم، ما حدثَ في الماضي القريب، عندما شَهِدَ العالمُ ما يمكنُ تسميتهُ بـ(اللّحظةِ السّوفيتيّةِ عام 1989-1990) آنذاك كانَ الرئيسُ السّوفياتيّ بوريس يلتسين يترنّحُ من السّكرِ في اللّقاءاتِ الرسميّة، ومعه كانَ الاتّحادُ السّوفياتيّ يترنّحُ دونَ سكرٍ،و كان يلتسن زعيماً كحوليّاً وفاسداً ومُثيراً للسخريةِ، والعالم كلّهُ آنذاك سَخِرَ منهَ ومن بلاده، ومثل عملاقٍ بقدمين من طين، انهارَ الاتّحادُ السوفياتيّ العظيم فجأةً في لحظةٍ ماجنةٍ، حينَ وقعَ انقلابٌ عسكريٌّ انتهى بتفكّكه. ترنّحَ العملاقُ وسقطَ فجأةً وسطَ ذهولِ العالم. اليوم، تبدو الولاياتُ المتّحدةُ الأمريكيّةُ، وكأنّها دخلت (اللّحظةَ السّوفيتيّة) ذاتها، فثمّة زعيمٌ يترنح، وبلدٌ عملاقٌ يتصدّعُ بطريقةٍ مفضوحةٍ. ترامب الأمريكيّ من هذا المنظور يُكرّرُ صورةَ يلتسن السّوفياتيّ، ولكنْ بدلاً من أنْ يبدوَ ترامب سكّيراً، سيبدوُ مُهرِّجاً.. ماذا يعني هذا؟ يعني هذا ببساطة، أنَّ العالمَ دخلَ من جديد في حالةِ سيولة سبقَ وأنْ دخلَها مع انهيارِ الاتّحادِ السّوفياتيّ، بيد أنَّ العالمَ مع ذلكَ يُعيدُ تشكيلَ نفسهِ كمادّةٍ صلبةٍ من جديد، لأنّهُ يُغادرُ عصراً ويدخلُ عصراً جديداً. بكلامٍ موازٍ؛ دونالد ترامب الأمريكيّ هو بوريس يلتسن السّوفياتيّ، وهما معاً منْ يصنعا اللّحظة ذاتها. كِلاهما جاءَ للقيامِ بالواجبِ المطلوبِ منه. تفكيكُ البلد القديم ببنائِهِ المُتهالِكِ وجدرانِهِ المُتصدّعة. أحدهما اختارَ شخصيّة (السكّير) والآخر اختارَ شخصيّةَ (المهرّج)، إنّها حفلةُ إعادةِ بناءِ العالمِ من جديد، وعلى القادةِ أنْ يتقنّعوا/ يتنكرّوا في هيئةٍ مُحددّةٍ. في عام 1987 نشر المستقبليّ الأمريكيّ آليفين توفلر ثلاثةُ كتبٍ هي الأشهرُ بين كتبه (الموجةُ الثالثةُ Third wave، وخرائطُ العالمِ World maps، وتوزيع/ تشظّي السُّلطة Power distribution)، ففي الكتاب الأوّل تنبأَ توفلر بانهيارِ الاتّحادِ السوفياتيّ في غضونِ بضعِ سنوات، وهذا ما تحقّقَ بشكلٍ مُذهل، فبعدَ بضعِ سنواتٍ بالفعلِ من صدورِ الكتابِ سقطَ العملاقُ ذو القدمين الطّينيتّين. في هذا الوقتِ، وحين صدرَ كتاب توفلر، كنتُ أعيشُ مع أُسرتي في بلغراد (يوغسلافيا)، وصادفَ أنّني ومجموعةٌ من الشّبابِ الفلسطينيّينَ قرّرنا القيام برحلةٍ سريعةٍ لرومانيا المجاورة، في بوخارست – رومانيا، تحدثتُ مع الملحقِ الثّقافيّ في السّفارةِ الفلسطينيّة، فقال لي إنّهُ عَلِمَ من أصدقاءَ لهُ في قيادةِ الحزبِ الشّيوعيّ الرومانيّ أنَّ الرئيسَ شاوشيسكو طلبَ ترجمة كتابِ توفلر، ثمّ وزّعَ بنفسِهِ عشر نسخٍ منه فقط على أعضاءِ في المكتبِ السياسيّ للحزبِ الشّيوعيّ الرّومانيّ، وكان شاوشيسكو مرعوباً ممّا يجري في العالم، وأيقنَ أنَّ هذه النبوءةَ ليست مجرّدَ نبوءة. حينَ عدتُ إلى بلغراد دعوتُ إلى منزلي رفاقاً لي من الحزبِ الشّيوعيّ اليوغسلافيّ، كنّا نسهرُ معاً باستمرار، فجاءَ ثلاثةٌ منهم فقط مع زوجاتِهم، وكنتُ أُلاحظُ أنَّ زوجاتِ رفاقي اليوغسلاف كُنَّ حزيناتٍ وهنَّ يُحدثنَ زوجتي عن (تنظيفِ البنادق). انتبهتُ إلى سياقِ الحديثِ لكنّني لمْ أفهم النقاشَ بدقّةٍ، ولذا بادرتُ إلى طرحِ السّؤالِ الآتي الذي كان يلحُ عليّ: 'هل بدأتم حقاً بتنظيفِ (البواريد)؟ هذا يعني أنَّ يوغسلافيا تتّجهُ نحو الحربِ؟'، ثم سألتهم: 'والآن قولوا لي ما الذي جاءَ من أجلهِ غورباتشوف اليوم، لقد رأيتُ في التلفزيون أنّهُ جاءَ لزيارةِ الرئيسِ اليوغسلافيّ ميلوسوفيتش، لكنّه غادرَ بعدَ ساعةٍ واحدةٍ فقط، وكان مُتجهِماً وبدا عليهِ الانزعاجُ، ما الذي يحدث؟' فقال لي أحدهم: اسمع يارفيق، جاءَ غورباتشوف اليوم برسالةٍ من الأمريكيّينَ مفادُها الآتي: سيّد سلوبودان ميلوسوفيتش فكّكَ يوغسلافيا بهدوءٍ أو سنأتي لتفكيكِها بالقوّة، وأذكرُ أنّني في اليوم التالي، كنتُ ضمن المتظاهرينَ في شارعِ تيتو -في قلبِ بغراد- حينَ ذهينا إلى البرلمانِ نُحيّي الرئيس سلوبودان ميلوسوفيتش الذي قالَ وهو يُخاطبُنا: سأموتُ دِفعاً عن يوغسلافيا موحّدة، سأقاتلُ إلى النهاية. كان الأمريكيونَ يريدونَ منه تفكيكَ يوغسلافيا إلى (فيدراليّات) وليس تحويلَ يوغسلافيا إلى دولةٍ فيدراليّة؛ أي كانوا يخطّطونَ لتمزيقِها، وكان رسولُهم غورباتشوف هو الدّمية التي تحكّمَ بها السكّير بوريس يلتسن. في هذهِ اللّحظة، وحين كانَ غورباتشوف يقومُ بتفكيكِ الاتّحادِ السوفياتيّ، تمّ تدبيرُ (الثورةِ الأمريكيّة) ضدّ شاوشيسكو التي انتهت بقتلِهِ بطريقةٍ بَشِعةٍ، وفي يومِ مصرعِ الرئيسِ الشّهيد شاوشيسكو الذي يُوصَفُ ظلماً بالمجرمِ والقاتل –وياللمفارقة- كانت بوخارست تعلنُ رسميّاً أنّها بلدٌ (دون ديونٍ خارجيّة)؛ أي صفر ديون. في هذه اللّحظةِ السوفيتيّة المأسويّة، كانَ صدّام حسين يدخلُ الكويتَ، وكثيرونَ يعتقدونَ حتّى اليوم أنَّ الرجلَ تصرّفَ بحماقةٍ وحسب، وبرأييّ؛ الأمرُ كان مُختلفاً، فكان العراقُ يُدركُ أنَّ خرائطَ العالم التي تَنبّأَ بها توفلر وُضِعَت قيد التطبيق، ولذا حاولَ صدّام حسين العبثَ بالخرائطِ، وكان أوّل ما فعلهُ أنْ جعلَ الكويتَ (محافظةً عراقيّةً)، وكانت المعادلةُ بالنسبةِ لبلدٍ طرفيٍّ صغير من بلدانِ العالمِ الثّالث، وهو يراقبُ تفكّك الإمبراطوريّاتِ والدولِ على النحو الآتي: ما دامَ الأمريكيّونَ سيعبثونَ بخرائطِ العالم، فعلى العالمِ أنْ يعبثَ بخرائطِ أمريكا. لمْ يكن صدّام حسين احمق وفي النهايةِ هو رئيسُ دولةٍ إقليميّةٍ مهمّةٍ كانَ لديها ما يكفي من المعطياتِ عمّا يجري في العالم، ومهما يكن، وأيّاً يكن (ما إذا كانَ غزو الكويت حماقةً أمْ لا) فليسَ هذا الأمرُ المهمُّ في هذا التحليل، المهمُّ أنْ نلاحظَ هذا الجو الدوليّ الذي بدأَ بالتشكّل. وهكذا، وقُبيلَ احتلالِ العراقِ (مارس/ آذار 2003) بثلاثةِ أشهرٍ تقريباً، وحينَ مضى أكثرُ من عقدٍ من الزّمنِ على انهيارِ العالمِ القديم، وحينَ كنتُ أعيشُ مع أُسرتي في هولندا، ذهبتُ إلى بغدادَ بدعوةٍ من وزيرِ الخارجيِةِ المرحوم طارق عزيز، بالنسبةِ لي كانَ الأُستاذ طارق عزيز -رحمه الله- صديقاً، وكنتُ أعرفهُ منذُ وقتٍ طويل، وفي بغداد التي عُدتُ إليها من المنفى بعد نحو 30 عاماً -كمعارضٍ- التقيتُ السيّدَ عزة الدوري (عزة إبراهيم نائبُ الرئيسِ صدّام حسين). وسالتُه خلالَ لقاءٍ استمرَّ لساعاتٍ، (ما أرويه –هنا- هو تاريخٌ، وللجميعِ الحقّ في اتّخاذِ أيّ موقف، لكن يجبُ احترامُ الواقعةِ التي أرويها لأنّني أكتبُ بموضوعيّةٍ وللتاريخ). مالذي يريدهُ الأمريكيّونَ منكم، أعني ما الذي طلبوهُ منكم بالضبط؟ لماذا هذا الإلحاحُ على إسقاطِ النظامِ في بغدادَ، رجاء قلْ لي ماذا طلبَ الأمريكيّونَ منكم؟ فقالَ لي حرفيّاً ما يأتي (وباللّهجةِ العراقية): – يا رفيق.. طلبوا منّا شيئاً قُلنا لهم لا نقدر عليه. خذوهُ بالقوّة. فقلتُ لهُ على الفور: – شكراً لكَ.. فَهِمت ما طلبوهُ منكم، لقد طلبوا منكم ما طلبوهُ من بلغراد. ولذا، اختفى الاتّحادُ السّوفياتيّ من الوجود. لكنَّ آلفين توفلر أضافَ ما يأتي: انتبهوا، بعدَ خمسة وثلاثينَ أو أربعينَ عاماً سوفَ تختفي الولاياتُ المتّحدةُ الأمريكيّة أيضاً، فقط لأنَّ العصرَ الذي وُلِدَت فيه ووُلد فيه الاتّحاد السوفياتي قد تلاشى وجاءَ عصرٌ جديدٌ، سوفَ يتمزّقُ المجتمعُ الأمريكيّ بثوراتِ السّودِ/ الزنوجِ وطموحِ الولاياتِ الغنيّة، وفي هذا الكتابِ أيضاً، تنبّأ توفلر بـ(أيديولوجيّاتٍ جديدةٍ) سوفَ تحلُّ محلَّ إيديولوجيّاتِ العصرِ الصناعيّ، وفي خرائطِ العالمِ تنبّأ بأوروبا أُخرى غير التي نعرفها، سوف تختفي أوروبا الغربيّة التي نعرفها، هذه التي قالَ عنها وزيرُ الدّفاعِ الأمريكيّ رامسفيلد بعدَ أسبوعٍ فقط من احتلالِ العراقِ ومن العاصمةِ بغداد: 'وداعاً أوروبا العجوز'. كثيرونَ لمْ يصدّقوا ما قالهُ وليد المعلّم أعظمُ وزيرِ خارجيّةٍ لسورية المُعاصرة، حين خاطبَ الصّحفيّينَ في مكتبةِ الأسد قبلَ أعوام: انسوا أوروبا، لقد شطبناها من الخريطةِ، هناك أوروبا جديدةٌ تولدُ هي أوروبا الشّرقيّة (الأرثوذكسيّة من بلغاريا حتّى اليونان). ولذا يحاولُ الناتو نشرَ أسلحتهُ في أراضيها بيأس، إنّها أوروبا الجديدة التي سوفَ تُلاقي روسيا الجديدة وأمريكا الجديدة (بعدَ عشرِ سنوات)، ولأنَّ الولاياتِ المتّحدةَ الأمريكيّةَ هي اليوم في اللّحظةِ السوفيتيّة، فهذا يعني أنَّ العالمَ دخلَ عصرَ (توريعِ السّلطةِ) أو تشظّي السُّلطة. في قلبِ هذه اللّحظةِ التاريخيّةِ أصبحت سورية مطبخَ العالمِ الجديد -ويا للأسف-؛ أيّ المكان الذي سوفَ تتقرّرُ فيه حصصُ وأحجامُ الدولِ. إنّها المكانُ الذي سوفَ يتمكّنُ فيه العالمُ من الانتقالِ النهائيّ من (حالةِ السيولةِ) إلى (حالةِ الصَّلابةِ). لقد لَعِبَ بوريس يلتسن دورَهُ كسكّيرٍ ثمَّ سلّمَ الأمانةَ لبوتين، وترامب اليوم يلعبُ دورَهُ كمهرّجٍ قبلَ أنْ يُسلّمَ الأمانةَ لـ(بوتين أمريكيّ) يُعيدُ بناءَ أمريكا المُتهالِكة. في مزحةٍ عابرةٍ قال بوتين تعليقاً على قراراتِ ترامب 'إنّهُ ينفّذُ ما تطلبهُ الآلة'. نعم، هناك (آلةٌ) تأمرُ الرئيسَ أنْ يبدوَ سكّيراً أو مُهرِّجاً، ولكن شرطَ أنْ ينفذَ، ليس مهمّاً ما هي هيئتهُ، سكّيراً يكونُ أو مهرّجاً، ليخترَ ما يشاء. المهمُ أنْ ينفّذَ. في نبوءةِ توفل نقرأ الآتي: الولاياتُ المتّحدةُ الأمريكيّةُ على طريقِ الاتّحادِ السوفياتيّ سوف تختفي وتتفككّ، لكنّها سوفَ تَعودُ في شكلٍ آخرَ. عاملُ السيّاراتِ التروتسكي الذي أصبحَ من أنبياءِ أمريكا، لا ينطقُ عن هَوى. إنّهُ مُتنبئ وليسَ نبيّاً، أي كاهنٌ في المؤسّسةِ الرأسماليّةِ التي تقبضُ على عنقِ العالمِ وقد خرجَ إلى الأسواِق ليتنبأَ مُحذِّراً أنَّ أمريكا دخلت اللّحظة السوفيتيّة، وسوفَ تنهارُ كما انهارَ الاتّحادِ السّوفياتيّ، وأنَّ المهرّجَ الأمريكيّ مثل السكّيرِ السّوفياتيّ يمكنُ أنْ يسقطَ في أيّ لحظةٍ وفجأةً. القوى العظمى كما قالَ ماو تسي تونغ ذاتَ يوم: عملاقٌ بقدمينِ من طين، وحين يترنّحُ العملاقُ في لحظةِ سكرٍ أو تهريجٍ لا فرقَ؛ فإنَّ القدمينِ الطّينيّين سوفَ تتداعيانِ وتتلاشى (المادّةُ الصمغيّة) اللّاصقةُ فيهما. 2025-06-16


الحركات الإسلامية
منذ 6 ساعات
- الحركات الإسلامية
من البحر إلى البر.. إسرائيل تستعين بنظام دفاعي جديد لاعتراض الصواريخ الإيرانية/لبنان على خطّ النار.. فهل يبقى خارج الصراع؟/تجدد القتال العنيف في الفاشر غرب السودان
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 16 يونيو 2025. الاتحاد: «الفارس الشهم 3» تدعم تكيات الطعام في جنوب غزة تواصل عملية «الفارس الشهم 3»، وبمساهمة من هيئة الأعمال الخيرية العالمية، جهودها الإغاثية ودعمها للتكيات في قطاع غزة، حيث قدّمت دعماً إنسانياً لـ«تكية الشريف» في منطقة مواصي خان يونس، للمساعدة في توفير وجبات الطعام والغذاء للنازحين الذين يعيشون ظروف إنسانية صعبة وسط تفاقم المجاعة والأزمة الإنسانية في قطاع غزة. ويستفيد من «تكية الشريف» نحو 4000 شخص يومياً، إذ توفر لهم وجبات الطعام الأساسية والمساعدات الإغاثية بمساهمة من عملية «الفارس الشهم 3» الإماراتية، التي تواصل جهودها للتخفيف من معاناة السكان وتلبية احتياجاتهم الأساسية. ويأتي هذا الدعم في إطار سعي عملية «الفارس الشهم» لمساندة النازحين وسكان قطاع غزة، وتقديم المساعدات الغذائية والصحية للنازحين في مختلف المناطق، لا سيما في مراكز الإيواء ومخيمات النازحين التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة. وسبق أن أعلنت الإمارات وصول سفينة مساعدات إماراتية جديدة تحمل 2100 طن من المواد الإغاثية المتنوعة لدعم سكان غزة، في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها دولة الإمارات للتخفيف من المعاناة الإنسانية لسكان القطاع الذين يعانون ظروفاً إنسانية صعبة. وتحمل السفينة مساعدات غذائية مختلفة، تشمل كميات كبيرة من الطحين، بالإضافة إلى طرود أخرى ومستلزمات مخصصة للأطفال والنساء، إلى جانب مساعدات لسد احتياجات إنسانية مُلحّة، بهدف تخفيف حدة الأزمة المعيشية التي يعانيها سكان قطاع غزة. وأمس الأول، بدأت عملية «الفارس الشهم 3»، حفر بئري مياه صالحة للاستخدام، ضمن المرحلة الثالثة، والتي تهدف إلى توفير مصادر آمنة للمياه في ظل المأساة المتفاقمة في قطاع غزة. ترامب: اتفاق سلام قريباً بين إيران وإسرائيل تبادلت إسرائيل وإيران موجة جديدة من الهجمات، مما أدى لمقتل وإصابة العشرات، فيما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن السلام سيحل بين إسرائيل وإيران قريباً، وإن هناك نقاشات واجتماعات كثيرة تعقد الآن. وقال دونالد ترامب، في منشور على منصة «تروث سوشيال»، أمس، إن السلام سيحل بين إسرائيل وإيران قريباً، وإن هناك نقاشات واجتماعات كثيرة تعقد الآن. وأضاف: «على إيران وإسرائيل إبرام اتفاق، وسيفعلان ذلك، تماماً، كما أقنعت الهند وباكستان بإبرام اتفاق». وذكر أنه «أوقف حرباً محتملة بين صربيا وكوسوفو في ولايته الأولى 2017 - 2020». وأردف: «كذلك سيحل السلام بين إسرائيل وإيران قريباً، تعقد نقاشات واجتماعات كثيرة الآن، أقوم بالكثير، ولا أنال التقدير، ولكن لا بأس، فالناس متفهمون». كما قال ترامب في تصريحات صحفية، أمس، إن بلاده من الممكن أن تتدخل في الصراع بين إسرائيل وإيران. وأضاف: «لسنا متورطين في الصراع، لكن من الممكن أن نتدخل، لكننا في الوقت الحالي لسنا متورطين». وأشار ترامب، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمر بوتين من الممكن أن يكون وسيطاً في الصراع، قائلاً: «اتصل بي بوتين بشأن ذلك، أجرينا محادثة مطولة حول الصراع وأبد استعداده للوساطة». وعند سؤاله عن إلغاء المحادثات النووية الإيرانية، وما إذا كان هناك موعد نهائي لإيران للجلوس إلى طاولة المفاوضات، قال: «لا يوجد موعد نهائي، لكنهم يرغبون في إبرام صفقة، إنهم يواصلون الحديث». وتابع: «ربما سيضطرون إلى تسريع إتمام الصفقة». أمنياً، قال الجيش الإسرائيلي، أمس، إنه هاجم أكثر من 170 هدفاً وأكثر من 720 بنية تحتية عسكرية إيرانية مرتبطة ببرنامج طهران النووي منذ بدء هجومه على إيران. وأضاف الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «قصف أيضاً مقر وزارة الدفاع الإيرانية ومقر القيادة الخاص بالمشروع النووي»، مؤكداً أنه مستمر في تكثيف الضربات. وأشار إلى أن «مقاتلات سلاح الجو حلقت في سماء طهران وأغارت على بنية تحتية وأهداف مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني بتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية». وأقرت الحكومة الإسرائيلية تمديد حالة الطوارئ في إسرائيل حتى 30 يونيو الجاري. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن أعضاء الحكومة أقروا القرار بعد تصويت عبر الهاتف. وأطلقت إيران بعد ظهر أمس، دفعة جديدة من الصواريخ نحو إسرائيل، حسبما أفاد الإعلام الرسمي في طهران، بينما أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات للسكان بالنزول إلى الملاجئ، قبل أن يخفض مستوى الإنذار في وقت لاحق. وقالت السلطات الإسرائيلية، إن فرق الإنقاذ مشطت أنقاض مبانٍ سكنية مدمرة جراء قصف إيراني في تل أبيب، بالاستعانة بالمصابيح والكلاب المدربة للبحث عن ناجين بعد مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص وإصابة أكثر من 200 آخرين. وقالت إيران إن مستودع النفط في «شهران» بالعاصمة استُهدف في هجوم إسرائيلي، لكن الوضع تحت السيطرة، وأفادت وكالة «تسنيم» للأنباء بأن حريقاً اندلع بعد هجوم إسرائيلي على مصفاة للنفط قرب العاصمة. وأعلن قائد قوات حرس الحدود الإيراني، العميد أحمد كودرزي، أمس، إسقاط 44 مسيرة وطائرة إسرائيلية صغيرة في غضون الساعات الـ 48 الماضية كانت تحاول دخول الأجواء الإيرانية. وقال العميد كودرزي، في تصريح نقلته وسائل إعلام إيرانية رسمية، إنه «عقب الغارات الجوية التي شنها الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي الإيرانية خلال الـ 48 ساعة الماضية، فقد تم رصد وتدمير 44 طائرة مسيرة وطائرة صغيرة كانت تحاول دخول أجواء البلاد». كما أفادت وسائل إعلام إيرانية أمس، بأن حصيلة الضربات الإسرائيلية على إيران، الجمعة والسبت، بلغت 136 شخصاً، بينما أصيب المئات بجروح. ونقلت صحيفة اعتماد عن وزارة الصحة قولها إن «136 شخصاً قتلوا في هذه الهجمات العسكرية، وأدخل نحو 900 جريح إلى المستشفيات». وام: مقتل 4 إسرائيليين جراء موجة جديدة من القصف الإيراني قُتل 4 إسرائيليين، جراء موجة جديدة من الصواريخ الإيرانية التي استهدفت مناطق مختلفة داخل إسرائيل. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن هيئة الإسعاف الإسرائيلية أن القصف الصاروخي الإيراني استهدف عدة مناطق خاصة تل أبيب، وأسفر عن مقتل 4 إسرائيليين وإصابة 103 آخرين. وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن في بيان أنه نفذ موجة جديدة من الهجمات ضد إسرائيل استهدفت منظومات القيادة والسيطرة، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا". يذكر أن إسرائيل تشن منذ فجر يوم الجمعة الماضي هجوما جويا واسعا على مواقع عسكرية ونووية ومدنية في إيران، استهدف منشآت بارزة مثل "نطنز وأصفهان وفوردو"، فيما ردت إيران بإطلاق موجات من الهجمات الصاروخية، مستهدفة مواقع ومراكز عسكرية وقواعد جوية إسرائيلية. وزيرة خارجية النمسا تدعو إسرائيل وإيران إلى خفض التصعيد دعت بيآتا ماينل رايزينجر، وزيرة خارجية النمسا، إلى خفض التصعيد وضبط النفس، في ضوء الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران وبذل الجهود لتمهيد الطريق للدبلوماسية والعودة إلى طاولة المفاوضات بخصوص ملف إيران النووي. وأكدت ماينل رايزينجر في تصريحات لها، وجوب إيجاد حل دبلوماسي بشأن البرنامج النووي الإيراني. البيان: من البحر إلى البر.. إسرائيل تستعين بنظام دفاعي جديد لاعتراض الصواريخ الإيرانية أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ عملية اعتراض للصواريخ الإيرانية باستخدام نظام الدفاع الجوي المتمركز على سفن حربية "باراك ماجن" لأول مرة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: بحريتنا اعترضت للمرة الأولى 8 مسيرات باستخدام تقنية "البرق الواقي". ويعد «باراك ماجن» نظام دفاع جوي إسرائيلي متطور ونسخة محسّنة ومتكاملة من منظومة «باراك-8»، وهو مصمم لاعتراض تهديدات جوية معقدة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات المقاتلة والمسيّرات، سواء من منصات بحرية أو برية. يتكوّن النظام من رادارات متعددة المهام، وأنظمة إدارة نيران وتحكم، ومنصات إطلاق عمودية تتيح إطلاق صواريخ بسرعات عالية تتجاوز ثلاثة أضعاف سرعة الصوت. يُصنف «باراك ماجن» ضمن الأنظمة متعددة الطبقات، إذ يوفر تغطية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، وتتفاوت مدى صواريخه بين 35 كيلومتراً في النسخة الأساسية، وتصل حتى 150 كيلومتراً في النسخة المعزّزة «باراك ER» المخصصة للأهداف البعيدة ذات السرعة العالية. تم نشر هذا النظام حديثاً على متن سفن الكورفيت الإسرائيلية والتي تشكل جزءا من سلاح البحرية الإسرائيلي المكلف بحماية المنشآت الحيوية قبالة السواحل مثل حقول الغاز البحرية. وفي المواجهة الأخيرة مع إيران، أعلن الجيش الإسرائيلي عن أول عملية اعتراض ناجحة باستخدام نظام «باراك ماجن». ويعد أحد الأعمدة الرئيسية في منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية متعددة الطبقات، إلى جانب القبة الحديدية ومنظومتي «مقلاع داوود» و«حيتس». كما أن استخدامه الفعلي لأول مرة في سياق نزاع مفتوح يشير إلى توجه إسرائيلي نحو دمج التكنولوجيا البحرية المتقدمة ضمن العمليات البرية والجوية، في ظل تغير طبيعة التهديدات وتوسعها لتشمل ساحات الحرب البحرية والجوية والسيبرانية. الضفة تحت حصار الجيش واعتداءات المستوطنين مستغلاً الحرب مع إيران، يواصل الجيش الإسرائيلي لليوم الثالث على التوالي فرض قيود مشددة على حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية، عبر إغلاق مداخل المدن والقرى بالحواجز العسكرية والبوابات الحديدية، في إطار ما تصفه السلطات الإسرائيلية بـ«إجراءات أمنية احترازية»، وفقاً لموقع «سكاي نيوز». وشهدت مناطق عدة في شمال ووسط وجنوب الضفة الغربية إغلاقاً كاملاً أو جزئياً للطرق، بما في ذلك مدينة نابلس، حيث منع الدخول والخروج منها باستثناء طرق فرعية محدودة، وفق ما أفادت به مصادر محلية. وفي محافظة رام الله والبيرة، تم إغلاق مداخل عدة قرى وبلدات، مثل عين سينيا، وعطارة، وعابود، والنبي صالح، بالمكعبات الأسمنتية والبوابات الحديدية. إغلاق مداخل كما أغلقت مداخل قرى راس كركر، ودير عمار، وترمسعيا، وسنجل، في حين تم إقفال المدخل الشرقي لبلدة الطيبة عند حاجز كراميلو. وذكرت المصادر أن القوات الإسرائيلية استخدمت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع لتفريق مركبات المواطنين عند حاجز دير شرف غرب نابلس، في حين استمرت الإجراءات المشددة في محيط مدينتي قلقيلية والخليل، حيث تم إغلاق عدد من المداخل الرئيسية والطرق الترابية المؤدية إلى القرى والبلدات المجاورة. وكان الجيش الإسرائيلي فرض يوم الجمعة الماضي إغلاقاً شاملاً على الضفة الغربية والقدس الشرقية وأغلق المسجد الأقصى وكنسية القيامة، تزامناً مع تصاعد التوترات الأمنية في الأراضي الفلسطينية. وشنت إسرائيل، الجمعة، هجوماً على إيران، استهدف منشآت نووية ومواقع عسكرية، من بينها منشأة «نطنز» ومقرات تابعة للحرس الثوري في طهران وأصفهان، ما أسفر عن مقتل قادة عسكريين كبار وعدد من العلماء النوويين، في محاولة لمنع طهران من تحقيق مزيد من التقدم نحو امتلاك أسلحة نووية. وهاجم عدد من المستوطنين، الليلة قبل الماضية، قرية المزرعة الشرقية شمال شرق رام الله، في اعتداء جديد استهدف الفلسطينيين وممتلكاتهم. ونقلت وكالة «معا» عن مصادر محلية قولها إن المستوطنين اقتحموا أطراف القرية تحت حماية قوات الجيش الإسرائيلي، وأضرموا النيران في عدد من المركبات والبيوت، ما ألحق أضراراً مادية جسيمة. وأظهرت صور ومقاطع مصورة تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي حجم الاعتداء، وسط حالة من الذعر والخوف في صفوف الأهالي، خاصة مع تكرار مثل هذه الهجمات خلال الأيام الأخيرة. ويأتي هذا الاعتداء ضمن سلسلة متصاعدة من الهجمات التي تنفذها مجموعات المستوطنين في عدد من القرى والبلدات الفلسطينية. لبنان على خطّ النار.. فهل يبقى خارج الصراع؟ على وقع تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران، لا يزال لبنان يحبس أنفاسه، انطلاقاً من السؤال التالي: هل تبقى هذه الحرب تحت السيطرة؟ فيما لسان حال اللبنانيين القلقين من الحرب المندلعة في الإقليم يسأل: متى تنتهي هذه الحرب؟ وكيف؟ وما تداعياتها على لبنان؟. ولأن تقديم الإجابات عن هذه الأسئلة ليس سهلاً، كون حرب «الأسد الصاعد»، التي أعلنتها إسرائيل على إيران، لا يمكن، بحسب تقدير مصادر سياسية متابعة، أن تنتهي سريعاً، أو على الأقلّ، لا مؤشر حتى الآن على أن نهايتها قريبة، فإن ثمّة ترجيحاً ألا يقوم «حزب الله» بأيّ عمل عسكريّ لإسناد إيران، بعدما دفع غالياً ثمن إسناده لغزّة. أما على المقلب الآخر من الصورة، فإنّ ثمّة إجماعاً على أن الزلزال العنيف، الذي يحظى بدعم أمريكي، يضع منطقة الشرق الأوسط كلها، ومنها لبنان، على «كفّ عفريت»، ويشرّع الأبواب أمام احتمالات وسيناريوهات صعبة. وعلى غرار الكثير من دول المنطقة، يبدو لبنان في قلب الحدث، يرصد التطورات بحذر شديد، و«حبْس أنفاس»، خشية تداعيات الحرب عليه. فصحيح أن لبنان لم يُقحم نفسه هذه المرّة في القتال، ولا تطوّع لذلك أيّ طرف داخلي فيه، لاعتبارات ووقائع معروفة، غير أنه، عملياً، جزء لا يتجزأ من التطورات المتسارعة في المنطقة، ومستقبله السياسي سيكون جزءاً من الصورة السياسية الجديدة الكبرى للمنطقة.. فهل ينجح المسؤولون اللبنانيون في التقاط الفرصة، لإخراج لبنان من عنق الزجاجة الذي دخل فيه، مع انسداد الأفق حول مختلف الملفات العالقة، من الجنوب إلى النزوح وما بينهما، عسى أن يدخل المرحلة الجديدة بأمل جديد، أم يكتفي هؤلاء بمنطق إدارة الأزمة؟. وفي معرض الإجابة عن هذا السؤال، أجمعت مصادر سياسية مراقبة، لـ «البيان»، على أن لبنان يقع على خطّ النار. ومن موقف «حزب الله»، الذي اعتمد سياسة الحياد، إلى موقع المسؤولية الوطنية للرؤساء، حكومةً ومجلساً نيابياً، المبادرة في الجلوس فوراً إلى طاولة التفاوض، واتخاذ قرار حصريّة السلاح بيد الدولة، وإمهال إسرائيل 60 يوماً للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلّة، وتسويق هذا الاتفاق، الذي يوازي بين تسليم السلاح وانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس، وكلّ الأراضي اللبنانية، وإبلاغه إلى الأمم المتحدة واللجنة الخماسيّة، ووضعه بتصرّف سفراء الدول، وكلّ من يعنيهم الأمر، لسحب الذرائع من يد إسرائيل، ونزع فتيل استدراج لبنان إلى حريق نأى «حزب الله» عنه بنفسه. فإذا ما رفضت إسرائيل الانسحاب، عندها ما على لبنان إلا البلاغ. ونقلت أوساط حكومية مطّلعة، أن «حزب الله» أبلغ جهات رسمية بوضوح، أنه ملتزم بالكامل باتفاق 27 نوفمبر الفائت، ولا يخطّط لأيّ تحرّك عسكري في الوقت الراهن. نأي بالنفس وفي السياق، أكدت أوساط رئاسة الجمهورية لـ «البيان» أن موقف الرئيس جوزيف عون «حاسم ودقيق» في هذا الشأن، ومفاده أن لبنان غير معنيّ بالصراع القائم، ولن يُستخدم كساحة لتصفية حسابات إقليمية. أما الإجراءات المتخذة في هذا الإطار، وفق قول مصادر أمنية لـ «البيان»، فشملت تكثيف المراقبة الجويّة، وتفعيل الجهوزية العسكرية في محيط مطار بيروت، مع التشديد على قدرة لبنان على اتخاذ قرار إغلاق الأجواء، إنْ دعت الحاجة. أما جنوباً، فقد أوضحت المصادر نفسها، أن وحدات من الجيش اللبناني باشرت، منذ فجر أول من أمس، تسيير دوريات مكثفة على كامل رقعة جنوب الليطاني، مشيرة إلى أن نحو 7 آلاف جندي في حال تأهب قصوى، وأن هذه الإجراءات ليست تعبيراً عن خشية آنية، بل هي تدابير احترازية، لمنع استغلال الأراضي اللبنانية من قبل أيّ جهة أو فصيل. ووسط هذه المعطيات المتسارعة، لا يزال المشهد في لبنان ساكناً وحذراً إلى أقصى الحدود، وإنْ بدا ترجمة دقيقة لمعادلة واضحة: الجهوزية الأمنية كاملة، القرار السياسي موحّد، والموقف الوطني لا لبْس فيه: لبنان خارج الصراع. «الإخوان».بمرمى الكونغرس الأمريكي.. «العين الإخبارية» تستشرف مصير الجماعة يشهد الكونغرس الأمريكي تحرّكات متنامية لتصنيف جماعة "الإخوان" تنظيمًا إرهابيًا، ما يضع الجماعة مجددًا تحت طاولة المكافحة. يأتي ذلك في ظلّ مخاوف من انتشار مظاهر "التغلغل الإخواني" في الجمعيات والمنظمات المدنية والدعوية بالبلاد. وأعلنت النائبة الأمريكية، نانسي ميس، الأسبوع الماضي، عن تقديم مشروع قانون يصنّف جماعة الإخوان منظمة إرهابية أجنبية داخل البلاد. ونقلت الشبكة الأمريكية عن بيان صحفي صادر عن مكتب ميس، أن قانون "الإخوان منظمة إرهابية" سيفعّل أدوات الأمن القومي الأساسية، والتي ستشمل: العقوبات المالية، وتجميد الأصول، وحظر السفر، وتطبيق القانون المُستهدف، وتفكيك عمليات الجماعة داخل الولايات المتحدة وحول العالم. فيما صرّح السيناتور الأمريكي الجمهوري، تيد كروز، بأنه سيعيد طرح "نسخة محدّثة من قانون تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية" في مجلس الشيوخ، معتبرًا أن الجماعة استغلّت إدارة الرئيس السابق جو بايدن "لتعزيز نفوذها وتعميقه". كما دعا النائب الديمقراطي، جاريد موسكوفيتز، الرئيس دونالد ترامب إلى فتح تحقيق شامل لتصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية أجنبية. خطوة محورية تحرّكات رأى عدد من الخبراء والسياسيين الأمريكيين وخبراء أمن دوليين، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أنها ستضع تنظيم الإخوان وأنشطته وتحركاته تحت المجهر، رغم تقديراتهم بصعوبة تمرير القانون بشكل كامل في الظرف الراهن. المحلل السياسي الأمريكي، مايكل مورغان، شدّد في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" على أهمية تصنيف جماعة "الإخوان" كتنظيم إرهابي، قائلًا إنها "خطوة محورية نحو وقف تدفّق التمويل إليها، والحدّ من قدرتها على التغلغل والنشاط داخل أمريكا وخارجها". ونبّه إلى أن المشرعين في الكونغرس يسعون لتمرير قانون حظر الجماعة، لأنهم يدركون خطورة محاولات الإخوان للتغلغل والانتشار في عصب الدولة، وفي دوائر صنع القرار لتنفيذ أجنداتها. وأوضح أن الهدف من تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية لا يقتصر فقط على تجريم نشاطها، بل يتمثّل أيضًا في تجفيف منابع الدعم والتمويل التي تعتمد عليها هذه الجماعة، ويشمل ذلك حظر أي نوع من المساعدات المادية التي تصل إليهم تحت غطاء الإغاثة الإنسانية. لكن مورغان، المقرّب من دوائر صنع القرار الأمريكي، قال إن القانون، مع أهميته، من الصعوبة تمريره في الوقت الراهن، "لا أرى أن هناك زخمًا كافيًا على صعيد رسمي للمضي قدمًا في إقراره". "تقييد متوقّع" لكن الدكتور نعمان عيسى، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، والباحث في العلاقات الدولية، قال في حديث لـ"العين الإخبارية" إن تصاعد دعوات حظر الإخوان يسلّط الضوء مجددًا على خطر الجماعة، حيث من المتوقّع أن يكون هناك، في وقت لاحق، تقييد لتوسّعها، وتقييد جمع الأموال عن طريق التبرعات. عضو الحزب الديمقراطي، لفت أيضًا إلى أن "حضور الإخوان على شكل تنظيم أمر غير ملحوظ في الجالية المسلمة بالولايات المتحدة، أو على نطاق رسمي أو قانوني، لكن عناصره تسيطر بشكل كبير على مراكز إسلامية ومؤسسات مدنية". وأشار عيسى في الوقت ذاته إلى أن "الإسلام السياسي بدأ يشكّل قوة كبيرة في السنوات الأخيرة، وأصبح يهدّد مصالح أمريكا وحلفاءها"، مضيفًا: "الجماعة تشكّل خطرًا على المجتمع الأمريكي ودول العالم، وهناك تحرّكات داخل الكونغرس ومجلس الشيوخ لإيقاف الدعم للجماعة من الداخل الأمريكي". وفي تعقيبه على جدوى تحرّكات عدد من المشرّعين لحظر الإخوان، أكّد الدكتور مجاهد الصميدعي، خبير الأمن الدولي، والباحث في "المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات" ومقرّه ألمانيا، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، أن تمرير قانون حظر الجماعة بشكل كامل يحتاج توافقًا أوسع وإثباتات تربط الجماعة مباشرة بعمليات إرهابية ضد مصالح أمريكية، وهو أمر لم يُحسم بعد. وزاد: "فيما سيظل القرار النهائي بيد وزارة الخارجية الأمريكية، فإن تحرّكات الكونغرس تضع جماعة الإخوان تحت المجهر مجددًا". وحول حجم انتشار الإخوان في الداخل الأمريكي، قال الباحث الأمني الدولي: "هناك مظاهر تثير مخاوف من تغلغل إخواني في جمعيات ومنظمات مدنية ودعوية". ومضى قائلًا إن "لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية تبعات وخيمة على التنظيم"، موضحًا: "قد يؤدي الحظر إلى إغلاق جمعيات ومراكز إسلامية متهمة بصلات غير مباشرة بالجماعة، وسيفتح الباب لملاحقات قانونية وتجميد أصول وقيود على الإقامة أو التأشيرات". الشرق الأوسط: ليبيا: الدبيبة يتحدث عن انتخابات مباشرة لإنهاء المراحل الانتقالية جدد رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، رؤيته القائمة على إنهاء المراحل الانتقالية، والذهاب المباشر إلى «استحقاق انتخابي شامل»، باعتبار ذلك «المسار الأمثل لتجديد الشرعية وتثبيت الاستقرار»، تزامناً مع مواصلة البعثة الأممية الترويج لخيارات لجنتها الاستشارية المكلفة بحسم الجدل حول قوانين الانتخابات. وقال الدبيبة، خلال اجتماعه، الأحد، في العاصمة طرابلس، بوفد مكتب «خدمات الرقابة الداخلية» التابع للأمم المتحدة، الذي يزور ليبيا لإجراء تقييم شامل لأداء بعثتها هناك، إن «هذا التوجه نحو الانتخابات يحظى بدعم شعبي واسع وتطلعات وطنية ملحّة للخروج من دوامة التعطيل السياسي». وجدّد الدبيبة التزامه «بالتعاون الإيجابي مع البعثة الأممية ومختلف شركاء ليبيا الدوليين، بما يعزز مسار الاستقرار، ويُمهّد الطريق نحو انتخابات نزيهة تعبر عن الإرادة الشعبية وتُنهي المراحل الانتقالية». وقال إنه ناقش مع مسؤولة التقييم إلين فينكي، ومساعدتها جيايي هي، طبيعة المهمة التقييمية الجارية، «وأهمية أن تعكس نتائجها واقع التحديات والفرص في السياق الليبي المعقد». وأشاد بدور الأمم المتحدة في دعم المسار السياسي في ليبيا، مؤكداً «أن فاعلية هذا الدور ترتبط بقدرة البعثة الأممية على الحفاظ على توازنها المهني، ومراعاة التعددية السياسية الليبية، واحترام السيادة الوطنية»، مشيراً إلى ضرورة «أن تتسم جميع المبادرات الأممية المتعلقة بالعملية السياسية بالحساسية تجاه السياق المحلي، وبالحرص على دعم مؤسسات الدولة، وتمكينها من أداء مهامها في ظل ظروف دقيقة ومعقدة». وبحسب بيان حكومي، فقد أكد الاجتماع «على أهمية تطوير آليات التواصل مع مختلف الأطراف الوطنية، وضمان أن تنطلق التوصيات الدولية من فهم شامل للمشهد السياسي والاجتماعي، وتجنب الانطباعات الأحادية التي قد تؤثر على فرص بناء توافقات حقيقية». بدورها، واصلت البعثة الأممية الترويج للخيارات التي قدمتها لجنتها الاستشارية «لمعالجة معضلة السلطة التنفيذية، لإجراء الانتخابات، استناداً إلى الحياد المؤسسي، والكفاءة الوظيفية، والإجماع الوطني اللازم لإنجاح العملية الانتخابية». واقترحت اللجنة أربعة خيارات لـ«خريطة طريق» محتملة لإنهاء الفترة الانتقالية، تتضمن إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في غضون عامين، بعد التوصل إلى تسوية سياسية تشمل «معالجة وضع المفوضية العليا للانتخابات واستقلالها المالي وتعديل الإطار الدستوري والقانوني، وتشكيل حكومة جديدة والتوافق على اعتماد دستور دائم للبلاد». وأوصت اللجنة بتشكيل «حكومة تنفيذية جديدة وموحدة، تتمتع بصلاحيات محددة، لإنجاح المسار الانتخابي وتحقيق تطلعات الشعب الليبي نحو الاستقرار». كما اقترحت انتخاب مجلس تشريعي من غرفتين، ويتولى مجلس الشيوخ صياغة الدستور والمصادقة عليه، على أن يُنظم هذا الدستور الجديد الانتخابات المستقبلية. ودعت اللجنة المواطنين إلى الاطلاع على التوصيات التفصيلية والمشاركة في استطلاع الرأي الإلكتروني الذي تجريه البعثة الأممية عبر موقعها الرسمي، في إطار تعزيز الشفافية والانفتاح على الرأي العام الليبي. في شأن مختلف، جدد عماد الطرابلسي وزير الداخلية بحكومة «الوحدة»، اعترافه بسيطرة الميليشيات المسلحة على كل مؤسسات الدولة التشريعية والإدارية والحكومات السابقة. وقال في كلمة ألقاها، الأحد، خلال ندوة أقامتها الوزارة بعنوان «تقييم الأداء الأمني، وترتيبات أمنية جديدة لعاصمة آمنة»، إن بعض الأفراد «استغلوا غياب الدولة وشكلوا تشكيلات مسلحة». وكشف النقاب عما وصفه بـ«ضغوط حقيقية مارستها جهات سياسية وتشكيلات مسلحة على إدارة الميزانية العامة»، وأوضح أن هذه السيطرة التي شملت وزارة المالية و«المصرف المركزي» و«هيئة الرقابة» و«ديوان المحاسبة» وبعض الجهات الأخرى «أثرت على قرار الحكومة». وانتقد الترتيبات السابقة لتأمين العاصمة، مشيراً إلى تقديمه مقترحاً لرئيس الحكومة تمت إحالته إلى «المجلس الرئاسي»، وقال إنه تم تشكيل لجنة عليا لتولي التأمين الشامل للعاصمة. ونفى الطرابلسي وجود صراع عسكري في العاصمة طرابلس، مشيراً إلى وجود ترتيبات أمنية تواجه بعض المعوقات، «وعلى رأسها ضرورة حل كل الأجهزة الأمنية، التي تتبع الحكومة والرئاسي ووزارة الداخلية والتي تم تشكيلها بعد عام 2011». وطالب المواطنين بدعم مؤسسات الدولة، بما في ذلك مراكز الشرطة ومديريات الأمن في مختلف المدن، وقال «إن المؤسسة الأمنية تحتاج للدعم الشعبي والحكومي»، مشيراً إلى تعزيز قدرات الأجهزة الأمنية قريباً بآليات ومعدات لوجيستية. في شأن مختلف، أعلنت شعبة الإعلام الحربي بـ«الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، عن تمكن كتيبة «سبل السلام» التابعة لرئاسة أركان القوات البرية، من ضبط عدد من السيارات المُستخدمة في تهريب كميات كبيرة من التبغ، وتم إعدام المضبوطات وفق الإجراءات المعمول بها. وأدرجت هذه العملية في إطار «مواصلة الكتيبة المتمركزة على الحدود الليبية - السودانية، تنفيذ مهامها في تأمين الحدود ومكافحة التهريب بأشكاله كافة». وكان أهالي منطقة القري بمدينة الكفرة قد وجهوا نداء استغاثة عاجلاً لمواجهة حريق كبير، وسط عجز فرق الإطفاء عن إخماد ألسنة اللهب المتصاعدة، وطالبوا أصحاب الآلات الثقيلة والجرافات بالتوجه فوراً للمساهمة في إنشاء ساتر ترابي يحد من توسّع الحريق وانتشاره إلى باقي المزارع، داعين السكان إلى مغادرة المنطقة حفاظاً على الأرواح. استقرار الحالة الصحية لمستشار خامنئي بعد إصابته في الهجوم الإسرائيلي ذكرت وكالة «تسنيم» الدولية للأنباء الإيرانية، اليوم الاثنين، أن الحالة الصحية لعلي شمخاني مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي استقرت نسبياً بعد إصابته بجروح بالغة في الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف منشآت نووية وقادة عسكريين في البلاد فجر الجمعة الماضي. وقالت الوكالة الإيرانية إن شمخاني ما زال يرقد في المستشفى تحت الرعاية الطبية. ونقلت عن مسؤول في الفريق الطبي قوله: «تمكنَّا من السيطرة على قسم مهم من الأضرار التي لحقت به، ومنذ الأمس يمكن القول إن وضعه الصحي مستقر إلى حد ما». وأضاف: «(لكن) نظراً لخطورة المضاعفات الناجمة عن الانفجار - والتي أصابت بشكل خاص الأعضاء الداخلية - لا يمكن حتى الآن إصدار تقييم نهائي ودقيق عن وضعه، رغم أن المسار العلاجي قد شهد بعض التحسن في الأيام القليلة الماضية». ولليوم الرابع، واصلت إسرائيل وإيران، الاثنين، تبادل الضربات الجوية والصاروخية، إذ تشن تل أبيب هجمات على أهداف عسكرية وحيوية إيرانية مختلفة، بينما أكدت طهران أنه «لا حدود» في الرد على إسرائيل بعدما «تجاوزت كل الخطوط الحمر»، وشنت بالفعل عدة موجات بمئات الصواريخ الباليستية على الدولة العبرية. وتركزت هجمات اليوم على البنى التحتية في كلا البلدين. وتوعَّدت إيران بتنفيذ ضربات صاروخية «أشد تدميراً ضد أهداف حيوية في إسرائيل»، بينما شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على أن بلاده لا تنوي تطوير أسلحة نووية لكنها تسعى للحفاظ على حقها في الطاقة والأبحاث النووية. دمشق «على مسافة عداء واحدة» من تل أبيب وطهران لا تزال دمشق في موقع المتفرج الحذر أمام الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران، الذي يهدد منطقة الشرق الأوسط ككل، حيث تتابع وسائل الإعلام الرسمية وقائع الضربات المتبادلة كخبر أول وتفرد القناة التلفزيونية الإخبارية مساحات واسعة من البث لمتابعة وتحليل مجريات الأحداث، وذلك فيما تلقت دمشق نصائح تركيا بالبقاء خارج دائرة الاصطدام. ورغم صدور إدانات عربية وإقليمية للهجمات الإسرائيلية، لم يصدر موقف أو بيان رسمي سوري في هذا الشأن. وكان لافتاً أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي اعتبر إدارة نتنياهو تجر المنطقة والعالم إلى كارثة، واصفاً أفعال إسرائيل بـ«المتهورة والعدوانية وغير القانونية» وأنها استفزاز واضح وتجاهل للقانون الدولي، نصح الرئيس السوري أحمد الشرع «بإبقاء سوريا خارج نطاق المواجهة، وتجنب جرّها إلى دائرة الصراع الإقليمي»، وذلك في مكالمة هاتفية، يوم السبت، بحث خلالها التصعيد المتسارع بين إسرائيل وإيران، وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفق ما أعلنته الرئاسة التركية. وتشير المعطيات على الأرض إلى أن دمشق ليست في وارد الانخراط بأي نزاع، فهي على مسافة عداء واحدة مع الطرفين، حسب مصادر قريبة من الحكومة بدمشق، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الوضع السوري الهش وأولويات إعادة تشكيل وبناء الدولة لا يحتمل تصدير مواقف غير محسوبة بدقة بين خصمين، كلاهما ساهم بتدمير سوريا». ولفتت إلى أن دمشق «حذرة جداً» حيال التصعيد في المنطقة، وتسعى لتجنب ارتداداته، فهي منذ تسلمها السلطة وضعت ملف معالجة التعامل مع إسرائيل على الطاولة العربية والإقليمية، كما دعت إلى التفاوض وتطبيق اتفاق فض الاشتباك 1974، دون استبعاد التوصل إلى اتفاق سلام لاحقاً. وحافظت على هذا الموقف رغم الاستفزازات الإسرائيلية والتوغل في الأراضي السورية، ومواصلة توجيه ضربات إلى المواقع العسكرية. أما إيران، فهي لا تزال خصماً رغم انسحابها من سوريا، ولا تزال تحاول التدخل وتهديد أمن واستقرار سوريا. إلا أن ذلك لا يلغي قلق دمشق من الضربات الإسرائيلية الواسعة ضد المواقع العسكرية والمفاعلات النووية، وما قد يترتب عليها من تداعيات وتأثيرات تهدد استقرار المنطقة عموماً، مع تنامي انفلات عقال الغطرسة الإسرائيلية. واستبعدت المصادر أن يصدر عن دمشق موقف ضد أي طرف، «إلا في حال تم المساس بسوريا بشكل مباشر». على الصعيد الشعبي، عدا الشعور بالقلق من احتمالات تأثير ضرب المفاعلات النووية على المنطقة، هناك شعور بالارتياح لدى السوريين بأن المواجهة بين إسرائيل وإيران تحصل خارج الأراضي السورية، مع أن «صواريخ وطائرات الطرفين تعبر السماء السورية وتهدد أمن وحياة الأهالي». وقالت مصادر مواكبة إن إيران كانت تستخدم الأراضي السورية واللبنانية جبهة بعيدة عن أراضيها في الصراع مع إسرائيل، وكانت سوريا ولبنان تتكبدان الخسائر المباشرة، لكن الآن تم تحييد ساحة سوريا، ودمشق عينها على تحقيق الاستقرار ولا ترغب بفتحها مجدداً. وتشهد السماء السورية عبوراً للطيران الإسرائيلي وللصواريخ الإيرانية، ويتابع السوريون في الأماكن المفتوحة حركة المسيرات وصليات الصواريخ العابرة لأجوائهم، ومنهم من وثق ذلك بمقاطع فيديو يجري تبادلها في وسائل التواصل. وسقطت صباح الأحد طائرة مسـيّرة إيرانية بعد اعتراضها من قبل إسرائيل فوق قرية الطليعي بريف صافيتا التابعة لمحافظة طرطوس على الساحل السوري، وحسب مصادر محلية، ما أدى لاحتراق منزل وإصابة امرأة بحروق خطـيرة. ويوم الجمعة، سقطت بقايا مخلفات صواريخ في ريف درعا خلال عبورها الأجواء السورية إثر قصف متبادل بين إسرائيل وإيران، ورجح سكان أن تكون البقايا خزان وقود فارغاً لطائرة حربية. كما سقطت بقايا مخلفات صواريخ إيرانية فوق مدينة إنخل وقرب مدينة الصنمين شمال درعا. تجدد القتال العنيف في الفاشر غرب السودان تجددت المواجهات، يوم الأحد، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب البلاد، وسط أنباء عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى من الطرفين. وأفادت مصادر محلية باندلاع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة في المناطق الشمالية والشرقية من مدينة الفاشر، مصحوباً بقصف مدفعي مكثف من قِبل «الدعم السريع»، استهدف عدداً من المواقع العسكرية والسكنية داخل المدينة. وقالت المصادر إن «الجيش والقوات المسانِدة له تصدّت بقوةٍ لهجمات جديدة هي الأعنف التي تشنها (قوات الدعم السريع) على المدينة، وقتلت العشرات منهم، كما دمرت مركبات قتالية تابعة لقوات العدو». وتشهد الفاشر، وهي آخِر معاقل الجيش في إقليم دارفور، اشتباكات متقطعة على مدى أشهر طويلة، حيث تصدّى الجيش لأكثر من 200 هجوم شنّته «قوات الدعم السريع» لإسقاط المدينة. وكانت «الدعم السريع» قد توغلت مئات الأمتار داخل الفاشر، وصولاً إلى عدة أحياء سكنية في وسط المدينة، وهددت قيادة «الفرقة السادسة مشاة» التابعة للجيش. الوضع الإنساني خطير وقال سكان في الفاشر، لــ«الشرق الأوسط»، إن الوضع الإنساني وصل إلى مرحلة خطيرة بانعدام أدنى الاحتياجات المعيشية والارتفاع الجنوني في أسعار السلع الضرورية، جراء توقف تدفق الإمدادات الغذائية والصحية، بسبب الحصار المفروض على المدينة من قِبل «قوات الدعم السريع». في هذا الصدد أعلن حاكم ولاية شمال دارفور، الحافظ بخيت، عن دعم إضافي لـ«تكايا» الطعام الخيرية في الأحياء السكنية للتخفيف عن المواطنين. وكانت منصات «الدعم السريع» قد تحدثت، في الأيام الماضية، عن تحشيد كبير لقواتها في مناطق بشمال دارفور؛ بهدف تكثيف الضغط على الجيش والقوات المتحالِفة معه، وتعزيز مواقعها للارتكاز في مناطق استراتيجية بهدف تمهيد الطريق لمهاجمة الفاشر. وأفادت تقارير إعلامية محلية بأن أعداداً كبيرة من «المستنفرين المتطوعين» الذين يقاتلون في صفوف الجيش السوداني، سلَّموا أسلحتهم، وبدأوا مغادرة المدينة بسبب تردي الأوضاع المعيشية لأُسرهم المقيمة هناك. بدورها قالت «لجان المقاومة» في الفاشر، وهي جماعة محلية إن «المدينة انتصرت مجدداً، وأثبتت مرة أخرى أنها قلعة من قلاع الصمود»، في إشارة إلى الهجوم الأخير. من جهته، جدد رئيس «تجمع قوى تحرير السودان»، عضو مجلس السيادة السابق، الطاهر حجر، مناشدته سكان الفاشر ومخيمات النازحين حولها الهروب من المدينة إلى المناطق الآمنة، حيث يتوفر الغذاء والماء والدواء. وقال، في منشور على صفحته بمنصة «فيسبوك»، إن قوات «تحالف السودان التأسيسي تُرابط على امتداد كل الطرق لتأمين خروج المدنيين من الفاشر، وعلى وجه الخصوص إجلاء المرضى وكبار السن، كما تُوفر النقل الآمن إلى كل الجهات الآمنة نسبياً، مقارنة بالأوضاع في المدينة». نزوح كبير وأجْلَت قوات الفصائل المسلّحة المنضوية في تحالف «تأسيس»، الذي يضم «قوات الدعم السريع»، مئات الآلاف من المدنيين المحاصَرين في الفاشر، إلى مخيمات النازحين في منطقة طويلة وبلدات أخرى بشمال دارفور. ويستمر، منذ أشهر، خروج الرجال والنساء والأطفال من المدينة المحاصَرة. وقالت «المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين بإقليم دارفور»، في أحدث تقرير لها، إن آلاف المدنيين الذين نزحوا من الفاشر والمخيمات المجاورة إلى منطقة طويلة، في حاجة ماسة إلى المساعدة في الغذاء والدواء ومياه الشرب، بالإضافة إلى مستلزمات الإيواء من الخيام والأغطية. وكانت «المنسقية» قد اتهمت الجيش والقوات المتحالفة معه برفض السماح للنازحين بالمغادرة واستخدامهم دروعاً بشرية في مواجهة الهجمات التي تشنها «قوات الدعم السريع» على الفاشر. وأعرب مجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة الماضي، عن «قلقه العميق» إزاء تصاعد العنف في أنحاء متفرقة من السودان، بما فيها مدينة الفاشر والمناطق المحيطة، في ولاية شمال دارفور. وطالب «قوات الدعم السريع» بالالتزام بالقرار رقم 2736 بوقف حصار الفاشر، داعياً إلى وقف فوري للقتال وتهدئة الأوضاع في المدينة والمناطق المجاورة. وذكرت وكالات الإغاثة العاملة في المنطقة أن أكثر من 70 في المائة من سكان الفاشر بحاجة للمساعدات. وخلال الأشهر الثلاثة الماضية سجلت حالات وفيات بسبب الجوع والعطش ونقص الرعاية الصحية. واستقبلت محليات في شمال دارفور، خلال الأيام الماضية، المئات من الأُسر الفارّة من الفاشر ومعسكر زمزم بسبب الجوع والأوضاع القاسية في المدينة. وتُحاصر «قوات الدعم السريع»، منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الفاشر، وسط قتال عنيف مع الجيش والقوات المتحالفة معه.


شفق نيوز
منذ 7 ساعات
- شفق نيوز
الخطوط الحمراء الأمريكية في الحرب بين إسرائيل وإيران.. متى تتدخل واشنطن؟
شفق نيوز/ في خضم التصعيد العسكري غير المسبوق بين إسرائيل وإيران، تكشف التطورات عن مرحلة حرجة تُختبر فيها حدود الدعم الأمريكي لتل أبيب، وتتجلى من خلالها معايير واشنطن للتدخل المباشر في النزاعات الإقليمية. وبينما تسعى إسرائيل لحشد تأييد غربي، بما فيه دعم أميركي في ضربة عسكرية ضد منشأة فوردو النووية الإيرانية، يبرز سؤال ملحّ: ما هي "الخطوط الحمراء" التي إن تم تجاوزها ستدفع الولايات المتحدة للتدخل العسكري إلى جانب إسرائيل؟ طلب إسرائيلي مباشر... وموقف أميركي حذر وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فقد طلبت تل أبيب رسمياً من واشنطن مساعدتها في تنفيذ ضربة تستهدف منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض، والتي تعد من أكثر المواقع الإيرانية تحصيناً. وتزامن ذلك مع ضغوط دبلوماسية تمارسها إسرائيل على حلفائها الأوروبيين، خاصة بريطانيا وفرنسا، للمشاركة في الجهد الدفاعي ضد الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة الإيرانية. ورغم هذه المطالبات، لا تزال الإدارة الأمريكية – حتى اللحظة – على موقفها الرافض للمشاركة في المواجهة العسكرية إلا إذا تعرّضت المصالح أو القوات الأمريكية في الشرق الأوسط لهجوم مباشر من إيران. مسؤولون أمريكيون أشاروا بوضوح إلى أن سياسة واشنطن تهدف إلى "احتواء التصعيد"، لا إشعاله. خطوط حمراء مرنة... وتدخل غير مباشر يرى خبراء أميركيون أن واشنطن، رغم امتناعها عن التدخل العسكري المباشر حتى الآن، تمارس أدواراً حيوية خلف الكواليس، من بينها: • دعم استخباري ولوجستي لإسرائيل • نقل الأسلحة والذخائر بدقة وتكتم • إظهار الدعم السياسي والمعنوي لإسرائيل • تحميل إيران المسؤولية عن أعمال وكلائها في اليمن والعراق وسوريا في هذا السياق، يوضح باتريك كلاوسون، الباحث البارز في معهد واشنطن، أن "الولايات المتحدة تحرص على البقاء في الظل، لكنها تبقي خيار التدخل مفتوحاً إذا قُتل أميركيون أو هوجمت المصالح الأميركية مباشرة". ويضيف، لوكالة شفق نيوز، أن الخط الأحمر الحقيقي هو "سقوط قتلى من الجنود أو الدبلوماسيين الأميركيين جراء هجوم إيراني مباشر أو عبر وكلائها". ترامب: الغموض الاستراتيجي... والتهديد بـ"قنابل الأعماق" أما نائب رئيس كلية العلاقات العامة والمدير التنفيذي السابق لكلية العلاقات العامة والدولية بجامعة بالتيمور إيفان ساشا شيهان، الخبير في السياسة الإيرانية، فيذهب إلى أن الإدارة بقيادة ترامب تملك خيارا استراتيجيا أخطر، وهو شن ضربة مدمرة لمنشآت إيران النووية باستخدام القاذفات الشبحية B-2 المزودة بـ"قنابل الأعماق" (MOPs) القادرة على تدمير موقع فوردو المحصن. ويرى شيهان، في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "ترامب لطالما لوّح بالخيار العسكري إذا فشلت الدبلوماسية"، مؤكداً أن التحالف مع إسرائيل في هذا السياق لا يعني بالضرورة دخول القوات الأميركية إلى ساحة المعركة، بل يمكن أن يتمثل في تسريع العمليات الإسرائيلية عبر دعم غير مباشر. يتفق المحللون على أن التدخل العسكري الأميركي المباشر مرهون بتجاوز ثلاثة خطوط حمراء: هجوم مباشر على القوات أو المصالح الأميركية: سواء في الخليج أو العراق أو سوريا. مقتل أميركيين: سواء أكانوا مدنيين أم عسكريين، في هجمات منسوبة لإيران أو وكلائها. تهديد المنشآت الأميركية الإستراتيجية أو الحلفاء بقوة مفرطة: مثل هجوم على سفارة أو قاعدة عسكرية أميركية. ويضيف ديفيد فيليبس، أستاذ الشؤون الدولية بجامعة كولومبيا، والذي عمل مستشارا لوزارة الخارجية الأميركية سابقا أن "واشنطن لا تزال تحاول الابتعاد عن الحرب، لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا هددت طهران المصالح الأميركية". ويتابع فيليبس، لوكالة شفق نيوز، قائلاً "حتى وإن تم الهجوم عبر وكلاء مثل الحوثيين أو الحشد الشعبي". على ضوء التطورات، يبدو أن واشنطن تفضل خيار "الدعم دون الانخراط". لكنها أبقت الباب مفتوحا مام "الردع الاستراتيجي" إذا تجاوزت إيران حدود التصعيد.