
أوكرانيا تُفجّر جسر القرم بـ «ألغام من تحت الماء»
أعلن جهاز الأمن الأوكراني، أمس الثلاثاء، تنفيذ عملية فريدة من نوعها عبر تفجير جسر القرم للمرة الثالثة منذ بدء الحرب، من خلال تفخيخ دعائمه من تحت الماء وتفجير 1100 كيلوغرام من المواد المتفجرة، ما أدى إلى وضع الجسر في حالة طوارئ، فيما توعدت روسيا برد صاعق على الضربات الأوكرانية، واستبعدت في الآن ذاته تحقيق اختراق سريع باتّجاه تسوية النزاع «المعقّد للغاية»، غداة فشل جولة ثانية من المحادثات المباشرة مع كييف في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأشار جهاز الأمن الأوكراني إلى أنه سبق أن هاجم جسر القرم مرتين في عامي 2022 و2023، وكرّر، أمس الثلاثاء الاستهداف من تحت الماء، مؤكداً أنه لا مكان لأي منشآت روسية غير قانونية على الأراضي الأوكرانية، حسب تعبيره. ونشر لقطات تظهر انفجاراً من الماء وحطاماً متطايراً، إلى جانب صورة لبعض الأضرار التي لحقت بجانب الجسر.
وجاء هذا التطور مع تصعيد ميداني لافت، شمل ضربات أوكرانية في عمق الأراضي الروسية، وتفجيرات استهدفت جسوراً وسككاً حديدية، أخطرها كان يوم الأحد الماضي عندما نفذت كييف هجوماً منسقا بطائرات مسيّرة أسمته «شبكة العنكبوت» على مطارات عسكرية روسية في مناطق بعيدة مثل سيبيريا، ما أدى إلى إصابة 41 طائرة من بينها قاذفات استراتيجية.
وتتوقع السلطات الأوكرانية أن ترد روسيا بقوة وكثافة على هذه العمليات، فيما قال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديميتري ميدفيديف إن انتقام بلاده «حتمي ولا مفر منه». واعتبر ميدفيديف أن المفاوضات التي تستضيفها مدينة إسطنبول التركية «ضرورية لتحقيق نصر سريع لروسيا وليس من أجل التوصل إلى سلام بحلول وسَط وشروط غير واقعية»، وفق ما نقلت عنه وكالة «ريا نوفوستي». وأضاف ميدفيديف: «إلى كل من يشعر بالقلق ويتطلع إلى الانتقام. القلق شعور طبيعي، والانتقام حتمي لا مفر منه». وتابع قائلاً: «علينا ألا ننسى أمرين، أولهما أن جيشنا يهاجم بنشاط وسيواصل تقدمه. كل ما يجب أن ينفجر سيتم تفجيره لا محالة، وكل من يجب إبادته سيزول من الوجود».
بدوره، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال مؤتمره الصحفي اليومي «سيكون من الخطأ توقع حلول واختراقات فورية». وأضاف أن «مسألة التوصل إلى تسوية معقّدة للغاية وتشمل الكثير من المسائل الدقيقة» التي يتعيّن حلّها، وذكر أن موسكو تريد قبل كل شيء «القضاء على الأسباب الجذرية للنزاع» من أجل تحقيق السلام مع كييف.
إلى ذلك، وصل وفد من كبار المسؤولين الأوكرانيين إلى واشنطن، أمس الثلاثاء، لمناقشة «الدعم الدفاعي» لبلادهم وقضايا اقتصادية من بينها تشديد العقوبات ضد موسكو، حسبما أعلنت كييف.
وكشف الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي أن بلاده تلقت دعوة لحضور قمة الناتو في لاهاي بين 24 و26 يونيو/حزيران، وذلك بعد أن حذّر في وقت سابق من أن عدم حضور أوكرانيا سيكون «انتصاراً» لروسيا. وأكد مسؤول في الناتو توجيه الدعوة إلى كييف. (وكالات)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
ترامب: أوكرانيا منحت بوتين سببا لمواصلة قصفها بشدة
وأضاف ترامب في تصريحات، نقلتها وسائل إعلام غربية: "لقد أعطوا بوتين مبررا لقصفهم قصفًا عنيفًا الليلة الماضية.. لم يعجبني ذلك. عندما رأيت ما حدث، قلت: ها هي الضربة قادمة". كذلك أعرب ترامب عن أمله في ألا توقف روسيا المفاوضات بشأن تسوية النزاع الأوكراني ، محذّرًا من أن "الوضع قد يتدهور ليصل إلى حد اندلاع حرب نووية"، على حد قوله. وفي وقت سابق من يوم الخميس، كشف ترامب أنه طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عدم الرد على ضربات الجيش الأوكراني على المطارات الروسية، مؤكدًا أنه يتفهم موقف بوتين، بشأن هجمات كييف الأخيرة على المطارات الروسية. وقال ترامب في المكتب البيضاوي: "قلتُ (للرئيس بوتين) لا تفعلوا ذلك. لا ينبغي لكم أن تفعلوا ذلك". وتابع: "بوتين أبلغني أنه سيرد على الهجوم الأوكراني العنيف على الأراضي الروسية"، مشيرًا إلى أن "بوتين أوضح له أن روسيا ليس لديها خيار آخر سوى الرد على الهجمات". ويوم الأربعاء الماضي، أعلن ترامب، أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع بوتين، مشيرًا إلى أن المحادثة استمرت ساعة و15 دقيقة. وكتب ترامب عبر حسابه على منصة "تروث سوشيال" التي يملكها: "انتهيت للتو من مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. استغرقت المكالمة ساعة وربع الساعة"، مضيفًا: "ناقشنا خلالها الهجوم على الطائرات الروسية من قبل أوكرانيا ، بالإضافة إلى هجمات أخرى متنوعة من كلا الجانبين". وفي وقت سابق، أعلن بوتين، أن جميع الجرائم المرتكبة ضد المدنيين الروس عشية الجولة الثانية من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، كانت تهدف إلى تعطيل عملية التفاوض، مشيرًا إلى أن سلطات كييف تفتقر إلى أدنى مستوى من الثقافة السياسية.


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
روسيا تمطر خاركيف الأوكرانية بالصواريخ والمسيرات
كييف - أ ف ب شنت روسيا قبيل فجر السبت، حملة قصف على خاركيف، ثانية أكبر مدن أوكرانيا، هي الأعنف على المدينة منذ بداية الحرب، وفق ما ذكره رئيس بلديتها الذي أعلن مقتل شخصين. وعززت روسيا في الأسابيع الأخيرة تقدمها على خط الجبهة، لكن المحادثات الأخيرة في إسطنبول بين موسكو وكييف فشلت في التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وكتب رئيس بلدية خاركيف إيغور تيريخوف على تليغرام: «تشهد خاركيف حالياً أقوى هجوم منذ بداية الحرب الشاملة»، واصفاً استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة والقنابل الموجهة في آن لقصف المدينة. وكتب تيريخوف عند الساعة 4,40 صباحاً: «حتى الآن، سُمع ما لا يقل عن 40 انفجاراً في المدينة خلال الساعة والنصف الماضية»، مضيفاً أن «الطائرات المسيرة لا تزال تحلق في السماء» ومحذراً من أن «التهديد لا يزال قائماً». وأشار تيريخوف إلى أن غارة على مبنى سكني في منطقة كييفسكي أسفرت عن مقتل شخصين. وأعلن أوليغ سينيغوبوف حاكم منطقة خاركيف إصابة سبعة أشخاص في الهجوم، قائلاً: إن «الطاقم الطبي يقدم المساعدة اللازمة». والخميس، أصيب ما لا يقل عن 18 شخصاً، في غارات على المدينة الشمالية الشرقية تسببت في اشتعال النيران في مبنى سكني. والأسبوع الماضي، تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرد على هجوم أوكراني بطائرات مسيرة دمّر طائرات عسكرية عدة قادرة على حمل رؤوس نووية. وتسعى أوكرانيا إلى التوصل لهدنة فورية، وغير مشروطة لمدة 30 يوماً، حيث قدمت آخر مقترحاتها إلى موسكو خلال محادثات السلام في إسطنبول الاثنين. وأكدت موسكو الجمعة، أن النزاع «قضية وجودية» بالنسبة إليها، بعدما شنّت هجوماً ضخماً خلال الليل، أدرجته في إطار «الرد» على هجمات كييف الأخيرة. لكن روسيا رفضت مراراً الدعوات إلى وقف إطلاق النار. ومنذ بداية الحرب في 2022، قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص، ودُمرت مساحات شاسعة من شرق وجنوب أوكرانيا وأُجبر الملايين على النزوح.


صحيفة الخليج
منذ 3 ساعات
- صحيفة الخليج
نظام دولي جديد
ربما حملت الحرب الباردة التي انتهت في تسعينات القرن الماضي مخاطر تعد يسيرة عما يحدث الآن من صراع هجين وسباق تسلح أرضي وفضائي بين روسيا والدول الغربية عموماً، التي تتجه لتحديث استراتيجياتها العسكرية وإعادة بناء الجيوش بما يتوافق مع التوترات المستقبلية، والبدء بعمليات تسليح واسعة. روسيا التي تعرضت لضربة أوكرانية كبيرة و«مهينة» على مطاراتها تسببت بأضرار كبيرة في طائراتها الاستراتيجية، وهي أحد الثالوث النووي، تصّر على أن كييف تُقاد من خصومها الغربيين، وأن حقيقة المعركة هي مع الغرب أجمع، ولذلك فإنها تعد العدة لحرب غير متوقعة قد تنزلق إليها في أي لحظة، والتي غالباً لن تكون تقليدية، إذ ستكون من يبدأها حرب ساحقة ربما النووي أول ما يستخدم بها. لكن ما تتخوف منه موسكو، أيضاً يجري على دول كألمانيا وبريطانيا وفرنسا، التي تدرك أنه لا مناص من تحديث جيوشها وتقويتها، فلندن وضعت خطة ضخمة لتطوير قدراتها التكنولوجية والتقليدية والنووية، وترى أنه بمقدور روسيا شن حرب هجينة تسحق بريطانيا، عبر شن عمليات واسعة على قواعدها العسكرية، إلى جانب الحرب السيبرانية، وعمليات تخريب واسعة، لذا فإنها تعمل بشكل متسارع على سد كل الثغرات هذه، وقد قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: إن بلاده تواجه تهديدات حقيقية، ومن مخاطر نووية جديدة، وهجمات سيبرانية، ويجب الاستعداد وكأن الحرب قد تبدأ غداً. أما ألمانيا وإلى جانبها فرنسا والعديد من الدول الأوروبية، فإن استعداداتها للحرب تتواصل، وهي متأهبة للحظة الصفر، إذ ترى أن الأمور تأخذ منحى تصاعدياً ولا بد من العمل بجدية لذلك، وقد اتجهت برلين بالفعل نحو البناء لتكون أقوى جيش أوروبي، وتطمح لتجنيد نحو 60 ألف جندي خلال السنوات القليلة المقبلة. عمليات التسلح غير المسبوقة والمصحوبة بنبرة تصعيدية تشي بأن الأمور تتجه إلى مزيد من التأزم، وأن جل محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل الصراع تعد هباء منثوراً، لأن الواقع على الأرض له رأي آخر، يخالف أي محاولات لاحتوائه. فروسيا ترى أن النصر مسألة قومية، وأنه لا بد منه مهما كلف من أثمان، سواء من خلال المفاوضات أو بالنار، فالهدف بالنسبة لها واحد، وهو إسقاط كييف وإجبارها على وضع لا يرضي الغرب، وهذا ما ترفضه أوروبا جملة وتفصيلاً، ولأجل ذلك تقدم الدعم اللامحدود لكييف، على اعتبار أنها الخط المتقدم في المواجهة، بينما تستعد القارة أيضاً لصد «الدب» الروسي في حال سقطت جبهة أوكرانيا عسكرياً. العالم يشهد اليوم ولادة نظام دولي جديد عسير، ومألاته إلى الآن تبدو غامضة ويصعب التنبؤ بنتائجها، لكن السنوات القليلة المقبلة كفيلة بإخبارنا الإجابة.