logo
«طاقية من زمن الفراعنة» والكشف عن ملك جديد لمصر القديمة.. اكتشافات أثرية مثيرة بسوهاج

«طاقية من زمن الفراعنة» والكشف عن ملك جديد لمصر القديمة.. اكتشافات أثرية مثيرة بسوهاج

بوابة الأهرام١٥-٠٣-٢٠٢٥

محمود الدسوقي
عثرت البعثة الأثرية المصرية الأمريكية من جامعة بنسلفانيا والعاملة بمحافظة سوهاح، على مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني بجبانة "جبل أنوبيس" بأبيدوس، كما عثرت البعثة الأثرية المصرية من المجلس الأعلى للآثار على ورشة كاملة من العصر الروماني لصناعة الفخار بقرية بناويط.
موضوعات مقترحة
اكتشافات أثرية مثيرة بسوهاج
عصر الانتقال الثاني
يعتبر عصر الانتقال الثاني من العصور التاريخية المعقدة فى مصر، حيث كانت مصر واقعة تحت احتلال الهكسوس، مما جعل أهل طيبة بالأقصر الذين رفعوا النضال ضد الهكسوس يستقرون فى طيبة بالأقصر.
بدوره يقول الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار فى تصريح لـ"بوابة الأهرام"، إن طيبة أو الأسرة الطيبة صممت على دفن موتاهم فى أبيدوس بسوهاج، حيث كانت أبيدوس مقدسة لدى المصريين ،حيث كانت هى مكان الحج القديم.
اكتشافات أثرية مثيرة بسوهاج
وأضاف شاكر، إن الكشف الأثري الأخير بسوهاج هو امتداد للكشف الأثري للبعثة التى تعمل فى المنطقة منذ عام 2014 م، وهو كشف أثري مهم حيث سيكشف الكثير من الأمور الغامضة على عصر الانتقال الثاني، وبداية دخول الهكسوس واحتلالهم لشمال مصر، مضيفًا أنه من المعروف تاريخيًا أن عصر الانتقال الثاني يمتد من الأسرة الثالثة عشرة وحتى الأسرة السابعة عشرة.
وأوضح شاكر، أن جبل أنوبيس فى سوهاج كان هو الجبل الذي يُدفن فبه المصريون موتاهم، حيث أنوبيس هو إله الموتى، وذلك قبل أن يقرر المصريون الاتجاه إلى الدفن فى سقارة، مؤكدًا على أن الكشف الأثري بسوهاج يلقى الضوء أيضا على الفنون فى عصر الانتقال الثاني، كما يظهر الأمور السياسية والاقتصادية لذلك العصر، وهو مفيد جدًا للباحثين فى علم المصريات .
اكتشافات أثرية مثيرة بسوهاج
وقال بيان صادر عن وزارة السياحة والآثار، إن شريف فتحي وزير السياحة والآثار، أعلن عن هذين الكشفين الجديدين بمحافظة سوهاج سيعملان ليس فقط على الترويج للتنوع السياحي الذي ينعم به المقصد السياحي المصري وتعريف العالم بصورة أكبر عن الحضارة المصرية العريقة، بل أيضًا مساعدة الدارسين في أعمالهم البحثية، وإبراز أحد أدوار المجلس الأعلى للآثار كمؤسسة علمية.
كما يعكس أيضاً ما توليه الوزارة من اهتمام للبعثات الأثرية الأجنبية والمصرية على حد سواء بمختلف المواقع الأثرية علي مستوى الجمهورية، في الكشف عن المزيد من خبايا وأسرار وتاريخ الحضارة المصرية القديمة.
اكتشافات أثرية مثيرة بسوهاج
وأكد الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على أهمية هذين الكشفين حيث يقدم كشف المقبرة الملكية بأبيدوس أدلة علمية جديدة على تطور المقابر الملكية في جبانة "جبل أنوبيس"، والتي تعود إلى عصر "أسرة أبيدوس" التي تخص سلسلة من الملوك الذين حكموا في صعيد مصر بين 1700- 1600 ق.م.، كما أنه يضيف معلومات جديدة لملوك هذه الأسرة وفهم أعمق للتاريخ السياسي المعقد لعصر الانتقال الثاني في مصر.
أما كشف ورشة الفخار ببناويط، فيشير إلى أن هذه الورشة كانت واحدة من أكبر المصانع التي كانت تمد الإقليم التاسع بالفخار والزجاج، حيث يوجد بها مجموعة كبيرة من الأفران، والمخازن الواسعة لتخزين الأواني، ومجموعة من 32 اوستراكا بالخط الديموطيقي واللغة اليونانية توضح المعاملات التجارية في ذلك الوقت وطريقة دفع الضرائب.
اكتشافات أثرية مثيرة بسوهاج
ومن جانبه قال محمد عبد البديع رئيس قطاع الأثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، إن الدراسات التي أجريت على المقبرة الملكية بأبيدوس تشير إلى أنها تنتمي إلى أحد الملوك السابقين للملك سنب كاي الذي تم اكتشاف مقبرته في أبيدوس بواسطة البعثة عام 2014، وإنها أكبر بكثير من المقابر الأخرى المعروفة سابقا والمنسوبة إلى "أسرة أبيدوس"، لافتا إلى أنه لم يتم التعرف على اسم صاحب المقبرة حتى الآن.
فيما أفاد د. جوزيف وجنر رئيس البعثة المصرية الأميركية العاملة بأبيدوس، أنه تم العثور على المقبرة الملكية على عمق يصل إلى حوالي 7 متر تحت سطع الأرض، وتتكون من غرفة للدفن من الحجر الجيري، مغطاة بأقبية من الطوب اللبن يصل ارتفاعها في الأصل إلى حوالي 5 متر، كما يوجد بها بقايا نقوش على جانبي المدخل المؤدي إلى غرفة الدفن للمعبودتين إيزيس ونفتيس، مع أشرطة كتابية صفراء كانت تحمل ذات يوم اسم الملك بالهيروغليفية، ويشبه أسلوب الزخارف والنصوص في طرازه تلك التي تم اكتشافها سابقا في مقبرة الملك "سنب كاي".
اكتشافات أثرية مثيرة بسوهاج
وأضاف الدكتور جوزيف وجنر، أن البعثة ستقوم خلال الفترة القادمة بمزيد من أعمال البحث والدراسة لتحديد تاريخ المقبرة على وجه الدقة.
وتعتبر جبانة جبل أنوبيس أحد أهم الجبانات في منطقة أبيدوس، فهي جبانه ملكية، والجبل عندها يتخذ شكل الهرم، لذا اختارها الملك "سنوسرت الثالث" (1874- 1855 قبل الميلاد) لعمل مقبرته الضخمة أسفل تلك القمة الهرمية الطبيعية في سابقة هي الأولي من نوعها في الحضارة المصرية، كما اختارها عدد من ملوك الأسرة الثالثة عشر، ومن بعدهم ملوك 'أسرة أبيدوس' اللذين شيدوا مقابرهم في باطن الصحراء قرب الجبل، ومن أشهرها مقبرة الملك 'سنب كاي' والتي تعد أقدم مقبرة ملكية مزينة في مصر القديمة.
اكتشافات أثرية مثيرة بسوهاج
وقال محمد عبد البديع، إن الدراسات والدلائل الأولية التي أجريت بموقع ورشة الفخار بقرية بناويط تشير إلى أنه تم استخدام هذا الموقع خلال العصر البيزنطيّ كما أعيد استخدامه كجبانة في القرن السابع الميلادي وربما امتدت الي القرن الرابع عشر الميلادي حيث عُثر بالموقع على مجموعة من الدفنات، والمقابر المشيدة بالطوب اللبن بها بعض الهياكل العظمية والمومياوات التي تمثل في الأرجح مقابر عائلية لرجال ونساء وغالبية هذه الدفنات من الأطفال.
ولعل أبرز هذه الدفنات هي مومياء لطفل في وضع النوم وعلى رأسه طاقية من النسيج الملون، ورأس جمجمة لسيدة في العقد الثالث من العمر، فضلا عن الكشف عن بعض من جذور من نبات القمح وبقايا من بذور نباتات قديمة منها نخيل الدوم والشعير وغيرها.
اكتشافات أثرية مثيرة بسوهاج
اكتشافات أثرية مثيرة بسوهاج
اكتشافات أثرية مثيرة بسوهاج

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مستقبل علم المصريات
مستقبل علم المصريات

بوابة الأهرام

timeمنذ يوم واحد

  • بوابة الأهرام

مستقبل علم المصريات

الأطماع الاستعمارية ظلت من بين نقاط الضعف الرئيسية التى تعترى علم المصريات منذ ظهوره كمصطلح فى قاموس أوكسفورد فى القرن التاسع عشر، وكتطبيق مع فك رموز حجر رشيد. حاولت مونيكا حنا عميدة كلية الآثار والتراث الحضارى فى كتابها الجديد «مستقبل علم المصريات» تفكيك هذا العلم ومعالجة ما اعترى تراثه من سلبيات من خلال تحليل وتفكيك نظرياته، التى اعتمدت على المدارس الفكرية الغربية وممارساتها الحالية وتقديم أفكار تهدف إلى تطويره من خلال إدخال المصريين إلى ساحات هذا العلم. ومنذ اللحظة الأولى للاكتشافات الأثرية فى مصر مع حملة نابليون، سعى الأجانب إلى احتكار الاكتشافات الأثرية ونهبها واستبعاد المصريين من أى إنجاز مهما كان، فعلم المصريات ابتكره الأوروبيون لصالحهم، كما غذته الأفكار التوراتية التى نظرت إلى الهيروغليفية كأشكال غامضة لا كلغة ملائمة ونظام كتابة متطور. التأسيس الأوروبى لعلم المصريات ركز بشكل حصرى على اقتناء الكنوز وإبقاء التخصص فى أبراج عاجية منقطعة الصلة بمصر الحديثة والمعاصرة، كما يبدو متأخرا عن شقيقه علم الآثار من حيث النظرية والتطبيق. فبعد صرخة «وجدتها» التى أطلقها شاملبيون، سعى الأوروبيون بكل قوتهم إلى استبعاد كل ما هو مصرى من الاكتشافات إلى الأنتكخانة مثل أحمد كمال أول عالم مصريات مصري، وتحول حماة الآثار إلى حرامية وتجار آثار. واستطلعت حنا، فى كتابها الممتع الذى يمثل صرخة إنقاذ، آراء زملائها الأساتذة وطلاب الآثار حول مستقبل أفضل لهذا العلم، الذين رأوا ضرورة النشر عن الحفائر بشكل أكاديمي، فالأبحاث العلمية المصرية مازالت دون المعايير الدولية، وتواصل تكرار الأفكار القديمة، ولابد من دراسة الثقافة الشعبية وتأثيرات مصر القديمة فيها، وضرورة إبعاد غير المتخصصين وتوفير التمويل اللازم.

رسائل سرية على مسلة الأقصر فى باريس
رسائل سرية على مسلة الأقصر فى باريس

المصري اليوم

timeمنذ 2 أيام

  • المصري اليوم

رسائل سرية على مسلة الأقصر فى باريس

خلال جائحة كورونا، قادت الصدفة عالم المصريات الفرنسى والمحاضر بجامعة السوربون، جان بيليتييه، إلى مسلة الأقصر الشهيرة، التى تطل على ساحة الكونكورد فى باريس، وخلال تأمله للنقوش القديمة اكتشف رموزًا خفية غير عادية على هذا النصب التذكارى الذى يعود تاريخه إلى 3000 عام. وأثناء قراءته للنقوش الهيروغليفية، لاحظ بيليتييه تفاصيل أثارت اهتمامه، إذ بدت النقوش تشير بشكل غير مباشر إلى رواق معبد الأقصر الذى كانت المسلة تقف أمامه سابقًا، وبفضول متزايد بدأ فى تسجيل النقوش باستخدام منظار ودفتر ملاحظات، ليكتشف لاحقًا أنها قد تحمل رسائل سرية، ومع ذلك لم يكن بإمكانه تأكيد شكوكه دون دراسة المسلة الجرانيتية عن قرب. وفى ظل استعدادات باريس لدورة الألعاب الأوليمبية الصيفية 2024، وظهور سقالات لترميم المسلة، طلب بيليتييه تصريحًا من إدارة الشؤون الثقافية لدراسة الهيكل، وبعد الموافقة أصبح أول شخص منذ أكثر من قرن يتسلق المسلة التى يبلغ ارتفاعها 70 قدمًا. وخلال دراسته، اكتشف 7 نقوش هيروغليفية مشفرة، ومن المقرر نشر نتائجه فى مجلة علم المصريات الفرنسية «ENiM» لاحقًا هذا العام. وتُعد الهيروغليفية المشفرة، التى عُرفت لأول مرة فى خمسينيات القرن الماضى على يد القس إتيان دريوتون، شكلاً متقدمًا من الكتابة الفرعونية يشتمل على ألغاز وتلاعب بالألفاظ، وغالبًا ما كان استخدامها مقصورًا على النخبة المثقفة. وتُظهر النقوش أن المسلة كانت أداة دعائية استخدمها رمسيس الثانى لتعزيز سلطته وإبراز طبيعته الإلهية، إذ تشير إحدى الرسائل إلى نسبه الإلهى من آمون رع وماعت، وعلى جانب المسلة المواجه للنيل يظهر رمسيس مرتديًا تاجًا يرمز لوحدة مصر السفلى والعليا، وهى تفاصيل كان النبلاء فقط قادرين على رؤيتها عند اقترابهم من المعبد بالقوارب خلال مهرجان الأوبت. وفى جانب آخر من المسلة، وُضعت رسالة موجهة نحو الصحراء، يظهر فيها رمسيس مرتديًا تاجًا يحمل قرون ثور، رمزًا لقوته الإلهية، مصحوبًا بدعوة لتقديم القرابين للآلهة. والمسلة هى واحدة من زوج من المسلات نُحتتا من كتلة حجرية واحدة، وأُهديت إلى فرنسا عام 1830 من قبل حاكم مصر آنذاك محمد على، ونُقلت عبر البحر المتوسط على متن سفينة صُممت خصيصًا لهذا الغرض، ثم نُصبت فى ساحة الكونكورد عام 1836. وقال بيليتييه: «فك رموز الهيروغليفية المشفرة يفتح آفاقًا جديدة لفهم النصوص الفرعونية، ويؤكد أن علم المصريات لا يزال يخفى الكثير من الحقائق التى تنتظر الكشف عنها».

ساعات شمسية وآلهة للأيام.. أسرار علم الفلك عند المصريين القدماء
ساعات شمسية وآلهة للأيام.. أسرار علم الفلك عند المصريين القدماء

الدستور

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • الدستور

ساعات شمسية وآلهة للأيام.. أسرار علم الفلك عند المصريين القدماء

عرف المصريون القدماء علم الفلك، الذي من خلاله اخترعوا النتيجة المصرية، وقسموا السنة إلى شهور قمرية، ونستعرض في التقرير التالي، أسرار علم الفلك عند المصريين القدماء، وفقًا لموسوعة "مصر القديمة" للعالم الأثري سليم حسن. من هو الرائي العظيم؟ وحدد المصريون القدماء، كاهن خاص لمراقبة سير الشمس يسمى الرائي العظيم، وفي المعابد كان يتواجد جماعات كهنة لمراقبة سير النجوم، وقسم المصري القديم السنة إلى أشهر قمرية كل منها ثلاثون يومًا، وهذا كان أكبر دليل على معرفة تامة بمنازل القمر. وبحسب ما اكتشفه علماء الآثار على متون الأهرام، من عهد الدولة القديمة، أن المصريين القدماء قسموا النجوم إلى نوعين وهم النجوم التي لا تفنى واسمها "إخموسك" أي التي تكون دائمًا ظاهرة في السماء. أما النوع الثاني فينحصر في 36 نجمًا، 5 خصصها المصريون لمعرفة الوقت، وكان كل منها في نظرهم يعتبر إلهًا لعشرة أيام من الثلاثمائة والستين يومًا التي تتألف منها السنة البسيطة ويخرج من ذلك أيام النسيء الخمسة. آلهة الأيام ويضيف 'حسن': وتوجد أقدم قائمة بأسماء هذه الآلهة على غطاء تابوت من الدولة الوسطى في طيبة، وقد عثر على قوائم أخرى لهؤلاء الآلهة في مقابر الملوك "سيتي الأول ورعمسيس الرابع"، وكذلك وجدت مرسومة في سقف معبد الرمسيوم وفي معابد البطالسة. أسماء الشهور المصرية القديمة وتعود أسماء الشهور التي عُرفت في مصر قديمًا، حيث نشأت في العهد الإغريقي القبطي، غير أن أسماءها قد أخذت من أسماء أعياد قديمة كانت تقام للآلهة الذين سموا بها، وهي خمسة أيام: النسيء ثم توت وبابه وهاتور وكيهك، ويتألف منها فصل الفيضان، ثم طوبة وأمشير وبرمهات وبرمودة ويتألف منها فصل طلوع النبت، ثم بشنس وبئونة وأبيب ومسرى ويتألف منها فصل الصيف. أنواع الساعات عند المصريين القدماء ويتابع 'حسن': اخترع المصري القديم الساعة لقياس الوقت، فكان اليوم في نظر المصريين القدماء، ينقسم إلى اثنتي عشرة ساعة نهارًا واثتني عشرة ساعة ليلًا مهما كانت فصول السنة، وقد كانت تقاس أوقات اليوم بساعات على أنواع مختلفة منها الساعات الشمسية أو المزولة، وهي آلة تعرف ساعات النهار بوساطة الظل، ولا يزال الفلاح المصري يستعملها حتى الآن، وساعة مائية وهي إناء ذو حجم معين مقسم إلى أقسام كل منها يفرغ في زمن محدد، أما خلال الليل فكانت كذلك تعرف الساعات بمراقبة النجوم ورصدها. اقرأ أيضًا

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store