
✅ الطريق إلى الاصطياف.. ازدحام يومي وشلل موسمي على محوري تطوان وطنجة
ومع تصاعد حرارة الصيف، يتحول التنقل نحو الشواطئ الشمالية الى معاناة يومية تتكرر منذ سنوات، دون تدخل ملموس لتجاوز اختناق بنيوي يعرفه المقطعان الطرقيان الساحليان الابرز في الجهة.
- إعلان -
فبين ضغط العربات، وضيق الممرات، وغياب البدائل، يصبح الوصول الى البحر مهمة محفوفة بالإرهاق والارتباك، خاصة بالنسبة للقادمين من مدن الداخل.
على الطريق الوطنية رقم 16، يبدأ الاكتظاظ في المقطع الرابط بين تطوان وامسا، وتحديدا من مشارف 'دوار المعاصم'، حيث تنحصر الطريق في مسلكين ضيقين بلا هامش آمن للتجاوز.
ويمثل هذا المقطع، الذي لا يتجاوز طوله 14 كيلومترا، المسار الرئيسي نحو شواطئ ازلا، امسا، تمرابط، اوشتام، وواد لاو.
وبالرغم من ديناميته المتزايدة، ما زالت بنيته الطرقية على حالها، دون تحديث يذكر، مما يجعل كل حركة تنقل في اوقات الذروة محفوفة بالمخاطر.
خلال الاسبوع الاول من غشت، تم تسجيل توقفات مرورية طويلة امتدت في بعض الاحيان لاكثر من 90 دقيقة، حسب شهادات متطابقة لمستعملي الطريق.
ويقول سائق اجرة يشتغل على الخط ان 'المشكل مزمن، لكن هذه السنة بلغ حدا لا يطاق، عدد السيارات في تزايد، والطريق ضيقة، ولا وجود لأي تنظيم مروري فعال'.
وقد تم ادراج مشروع تثنية هذا المقطع ضمن عقد برنامج بين وزارة التجهيز والماء ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة للفترة 2023 – 2027، الا ان الاشغال لم تنطلق بعد، دون تقديم اي توضيح رسمي حول اسباب التأخر او الجدولة الزمنية لتنفيذه.
من جهة اخرى، تعرف نفس الطريق الوطنية في مقطعها الرابط بين كاب مالاباطا وسيدي قنقوش ضغطا مروريا متزايدا، خاصة خلال عطلات نهاية الاسبوع، نتيجة التدفق الكثيف للمصطافين نحو الشواطئ الصخرية والخلجان الصغيرة المنتشرة على طول الساحل.
ويعتبر المقطع الممتد بين النقطة الكيلومترية 10 والنقطة 21.6 من بين اكثر المحاور ضغطا، نظرا لانحداراته الحادة وضيق مسلكه في عدة نقاط، ما يؤدي الى بطء دائم وتوقفات مفاجئة.
وقد سبق للوزارة ان اعلنت عن صفقة لتثنية هذا المقطع في يوليوز، بكلفة اجمالية بلغت 242 مليون درهم، تشمل توسيع الطريق الى حارتين في كل اتجاه، وانجاز 57 منشأة فنية صغيرة، وتركيب تجهيزات للتشوير والحواجز. الا ان بداية الاشغال لا تزال مؤجلة، مع تحديد شتنبر المقبل كموعد مفترض للانطلاق، دون تأكيد رسمي.
ويلاحظ مستعملو هذه الطرق غياب اي نظام للتوجيه الالكتروني او المراقبة الآنية لحركة السير، ما يجعل كل عطب ميكانيكي او حادث عرضي يتحول الى مصدر شلل كلي مؤقت.
ويقول هشام، شاب قدم من فاس رفقة عائلته نحو واد لاو، 'وصلنا الى تطوان بسرعة، لكن بعد ذلك تحول كل شيء الى جحيم، ساعتان وسط الزحام بلا تكييف، والطريق كلها منعرجات ضيقة، ما كاين لا تشوير لا تنظيم، وحتى الأطفال تعبوا بزاف'.
ويعوداستمرار هذا الوضع الى غياب تصور شمولي لحركية الاصطياف في الجهة، وعدم تنسيق المشاريع الهيكلية مع الحاجيات الموسمية. كما ان توسع البناء الموسمي وانتشار مساكن غير مهيكلة يزيد من الضغط على محاور لم تُعد اصلا لاستقبال هذا الحجم من الحركية.
وبينما تواصل الاسر التوافد يوميا على الشواطئ، تبقى الطرق المؤدية اليها فخاخا موسمية يتكرر فيها نفس السيناريو كل عام: صفوف ممتدة من السيارات، درجات حرارة مرتفعة، تأخر في الوصول، وتوتر دائم في غياب تدخل منظم وناجع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ 6 دقائق
- هبة بريس
أشغال إنجاز محطة القطار الجديدة بتازة تشارف على نهايتها
هبة بريس تستعد مدينة تازة لافتتاح محطة جديدة للقطار من الجيل الحديث، بعدما بلغت أشغال إنجازها مراحلها الأخيرة بنسبة تفوق 90%، وبكلفة إجمالية تناهز 39 مليون درهم، وفق معطيات محلية. وتسارعت وتيرة الأشغال منذ أواخر يونيو الماضي، حيث ارتفعت نسبة التقدم من 87% إلى أكثر من 90% في ظرف أسابيع قليلة، على مقربة من البناية التاريخية للمحطة القديمة. ومن المنتظر الشروع في تشغيل المحطة خلال الأشهر القليلة المقبلة. المشروع يندرج ضمن برنامج وطني لتطوير البنيات التحتية وتحسين خدمات النقل السككي، أطلقه المكتب الوطني للسكك الحديدية، مع تحديد مدة الإنجاز في 18 شهراً. كما يتضمن إنشاء فضاء متكامل للخدمات بمحاذاة المحطة، يضم مرافق حيوية ومساحات للراحة، بميزانية إضافية تصل إلى 6,6 ملايين درهم، وذلك بموجب اتفاقية صادق عليها المجلس الجماعي السابق لتازة، في إطار خطة شاملة لتأهيل المجال الحضري وتعزيز البنية التحتية للمدينة. ومن المرتقب أن تعزز هذه المحطة الجديدة الربط السككي لتازة، وتوفر للمسافرين تجربة سفر أكثر راحة، بخدمات حديثة تستجيب للمعايير الوطنية والدولية في النقل بالقطار.


24 طنجة
منذ يوم واحد
- 24 طنجة
✅ الطريق إلى الاصطياف.. ازدحام يومي وشلل موسمي على محوري تطوان وطنجة
تتكدس مئات السيارات على الطريق الرابطة بين تطوان وامسا، فيما تتباطأ حركة السير على محور كاب مالاباطا نحو سيدي قنقوش، وسط حرارة خانقة واختناق يومي يتفاقم مع كل نهاية اسبوع. ومع تصاعد حرارة الصيف، يتحول التنقل نحو الشواطئ الشمالية الى معاناة يومية تتكرر منذ سنوات، دون تدخل ملموس لتجاوز اختناق بنيوي يعرفه المقطعان الطرقيان الساحليان الابرز في الجهة. - إعلان - فبين ضغط العربات، وضيق الممرات، وغياب البدائل، يصبح الوصول الى البحر مهمة محفوفة بالإرهاق والارتباك، خاصة بالنسبة للقادمين من مدن الداخل. على الطريق الوطنية رقم 16، يبدأ الاكتظاظ في المقطع الرابط بين تطوان وامسا، وتحديدا من مشارف 'دوار المعاصم'، حيث تنحصر الطريق في مسلكين ضيقين بلا هامش آمن للتجاوز. ويمثل هذا المقطع، الذي لا يتجاوز طوله 14 كيلومترا، المسار الرئيسي نحو شواطئ ازلا، امسا، تمرابط، اوشتام، وواد لاو. وبالرغم من ديناميته المتزايدة، ما زالت بنيته الطرقية على حالها، دون تحديث يذكر، مما يجعل كل حركة تنقل في اوقات الذروة محفوفة بالمخاطر. خلال الاسبوع الاول من غشت، تم تسجيل توقفات مرورية طويلة امتدت في بعض الاحيان لاكثر من 90 دقيقة، حسب شهادات متطابقة لمستعملي الطريق. ويقول سائق اجرة يشتغل على الخط ان 'المشكل مزمن، لكن هذه السنة بلغ حدا لا يطاق، عدد السيارات في تزايد، والطريق ضيقة، ولا وجود لأي تنظيم مروري فعال'. وقد تم ادراج مشروع تثنية هذا المقطع ضمن عقد برنامج بين وزارة التجهيز والماء ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة للفترة 2023 – 2027، الا ان الاشغال لم تنطلق بعد، دون تقديم اي توضيح رسمي حول اسباب التأخر او الجدولة الزمنية لتنفيذه. من جهة اخرى، تعرف نفس الطريق الوطنية في مقطعها الرابط بين كاب مالاباطا وسيدي قنقوش ضغطا مروريا متزايدا، خاصة خلال عطلات نهاية الاسبوع، نتيجة التدفق الكثيف للمصطافين نحو الشواطئ الصخرية والخلجان الصغيرة المنتشرة على طول الساحل. ويعتبر المقطع الممتد بين النقطة الكيلومترية 10 والنقطة 21.6 من بين اكثر المحاور ضغطا، نظرا لانحداراته الحادة وضيق مسلكه في عدة نقاط، ما يؤدي الى بطء دائم وتوقفات مفاجئة. وقد سبق للوزارة ان اعلنت عن صفقة لتثنية هذا المقطع في يوليوز، بكلفة اجمالية بلغت 242 مليون درهم، تشمل توسيع الطريق الى حارتين في كل اتجاه، وانجاز 57 منشأة فنية صغيرة، وتركيب تجهيزات للتشوير والحواجز. الا ان بداية الاشغال لا تزال مؤجلة، مع تحديد شتنبر المقبل كموعد مفترض للانطلاق، دون تأكيد رسمي. ويلاحظ مستعملو هذه الطرق غياب اي نظام للتوجيه الالكتروني او المراقبة الآنية لحركة السير، ما يجعل كل عطب ميكانيكي او حادث عرضي يتحول الى مصدر شلل كلي مؤقت. ويقول هشام، شاب قدم من فاس رفقة عائلته نحو واد لاو، 'وصلنا الى تطوان بسرعة، لكن بعد ذلك تحول كل شيء الى جحيم، ساعتان وسط الزحام بلا تكييف، والطريق كلها منعرجات ضيقة، ما كاين لا تشوير لا تنظيم، وحتى الأطفال تعبوا بزاف'. ويعوداستمرار هذا الوضع الى غياب تصور شمولي لحركية الاصطياف في الجهة، وعدم تنسيق المشاريع الهيكلية مع الحاجيات الموسمية. كما ان توسع البناء الموسمي وانتشار مساكن غير مهيكلة يزيد من الضغط على محاور لم تُعد اصلا لاستقبال هذا الحجم من الحركية. وبينما تواصل الاسر التوافد يوميا على الشواطئ، تبقى الطرق المؤدية اليها فخاخا موسمية يتكرر فيها نفس السيناريو كل عام: صفوف ممتدة من السيارات، درجات حرارة مرتفعة، تأخر في الوصول، وتوتر دائم في غياب تدخل منظم وناجع.


زنقة 20
منذ 2 أيام
- زنقة 20
حريق دردارة بشفشاون يدمر 500 هكتار من الغابات… أين استباقية و استراتيجية وكالة هومي ؟
زنقة 20 . الرباط بينما أعلنت الوكالة الوطنية للمياه والغابات عن السيطرة على ثلاث من أصل أربع بؤر كبيرة للحريق الغابوي الذي اندلع بجماعة دردارة بإقليم شفشاون، لا تزال ألسنة اللهب تلتهم مساحات خضراء وتترك وراءها رمادا وأسئلة بلا أجوبة. فوفق معطيات الوكالة، التهم الحريق حتى الآن حوالي 500 هكتار من المجال الغابوي وبعض الحقول المجاورة، رغم تعبئة نحو 450 عنصرا وتسخير ترسانة لوجستية تضم طائرات 'كانادير' و'توربو تراش'. لكن هذه الأرقام، على أهميتها، تفتح النقاش حول مدى نجاعة استراتيجية الوكالة في الوقاية من الحرائق وحماية الغابات، وهي الاستراتيجية التي خصصت لها ميزانيات ضخمة تحت شعارات حماية التنوع البيولوجي واستدامة الموارد الغابوية. الوكالة الوطنية للمياه والغابات، تحت اشراف المدير العام عبد الرحيم هومي ، كانت قد أعلنت، عن تخصيص 160 مليون درهم (ما يعادل 16 مليار سنتيم) لمواجهة حرائق الغابات خلال صيف 2025. و يتسائل كثيرون أين تذهب تلك الميزانيات إذا كانت النيران تتسلل كل صيف إلى عمق الغابات، مدمرة ثروات بيئية ومجالات حيوية لسكان القرى، قبل أن تتحرك الآليات والموارد في سباق مع الزمن للحد من الكارثة؟ وهل كان بالإمكان تقليص حجم الخسائر لو تم الاستثمار أكثر في الوقاية المبكرة، وتطوير شبكات المراقبة والإنذار السريع، وتكوين فرق ميدانية على مدار العام؟. الوكالة أكدت في بلاغها أن الوضع شهد تحسنا ملحوظا مقارنة بيوم أمس، وأن الموارد البشرية واللوجستية ستظل معبأة حتى الإخماد الكامل للحريق. لكن، وبعيدا عن البلاغات الرسمية، يظل السؤال قائما: متى ننتقل من منطق التدخل بعد الكارثة إلى منطق الاستباق الذي يمنع حدوثها.