logo
«الفاو» تجدد التزامها بدعم استعادة الأراضي وتعزيز الاستدامة البيئية في اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف

«الفاو» تجدد التزامها بدعم استعادة الأراضي وتعزيز الاستدامة البيئية في اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف

صحيفة مكةمنذ 4 ساعات

جددت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» تأكيد التزامها الراسخ بدعم الجهود التحولية التي تقودها المملكة العربية السعودية لإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، ومكافحة زحف الرمال، وتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ، وذلك في اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف الذي يصادف الاحتفاء به 17 يونيو تحت شعار «استعادة الأراضي وإطلاق الفرص»، في دعوة عالمية للدول والمجتمعات والمنظمات لتوحيد الجهود من أجل استعادة النظم البيئية المتدهورة وتعزيز قدرتها على الصمود.
وشكلت المنظمة شريكا استراتيجيا للمملكة منذ أوائل خمسينات القرن الماضي، في مسيرة التنمية الزراعية والبيئية، التي بدأت بمشاريع ري رائدة في وادي جازان، وسرعان ما توسعت لتشمل دعم سبل العيش في المناطق الريفية، وإدارة الغابات، واستعادة وتأهيل المراعي، وبناء القدرات المؤسسية، منوهة بمستهدفات اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، في ترسيخه للدور الحيوي الذي تلعبه استعادة الأراضي في تعزيز الاستدامة البيئية، وتحفيز النمو الاقتصادي، وتحقيق الرفاه الاجتماعي.
وأبرزت إرث الشراكة الراسخة مع المملكة لأكثر من 6 عقود من أجل التنمية المستدامة، وتصدرها للجهود العالمية الرامية إلى مكافحة تدهور الأراضي، والتخفيف من آثار الجفاف، وخفض الانبعاثات الكربونية، وتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ، وذلك عبر تبني سياسات مبتكرة وتنفيذ مبادرات طموحة تتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، مما يجعلها نموذجا عالميا في الاستدامة البيئية والتنمية المتوازنة، مشيرة إلى أن هذه الشراكة الاستراتيجية أثمرت عن إنجازات ملموسة في مجالات الإدارة المستدامة للأراضي، والتكيف مع تغير المناخ، وتعزيز الأمن الغذائي.
وعرفت «الفاو» بمبادرات المملكة لاستعادة الأراضي ومواجهة التصحر، إذ استضافت الرياض في ديسمبر 2024، مؤتمر الأطراف الـ16 لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، بوجود 200 دولة تحت سقف واحد، وإطلاق مبادرة رائدة بعنوان «شراكة الرياض العالمية من أجل القدرة على الصمود في مواجهة الجفاف»، التي نجحت في حشد أكثر من 12 مليار ريال «نحو 3.2 مليارات دولار»، موجهة لدعم الدول المعرضة للجفاف عبر استثمارات من القطاعين العام والخاص، مستهدفة أكثر من 80 دولة من بين الأكثر هشاشة؛ مما يعزز قدرتها على التصدي لتدهور الأراضي والتكيف مع تحديات الجفاف المتزايدة.
وضمنت ذلك في رؤية المملكة 2030، وإطلاقها «مبادرة السعودية الخضراء»، التي تهدف إلى زراعة 10 مليارات شجرة، وتوسيع نطاق المناطق الطبيعية المحمية لتغطي 30% من مساحة المملكة، إضافة إلى تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، وزراعة أكثر من 41 مليون شجرة بنجاح في مختلف أنحاء المملكة والمنطقة ابتداء من 2023، في خطوة تعكس ريادة المملكة في جهود التشجير على المستويين الإقليمي والعالمي، وقيادة المملكة أيضا «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، التي تهدف إلى زراعة 40 مليار شجرة إضافية في أنحاء المنطقة، مما يضع المملكة العربية السعودية في طليعة واحدة من أكثر حملات التشجير طموحا على مستوى العالم، إلى جانب إعادة تأهيل منطقة البيضاء قرب مكة المكرمة بوصفها مثالا حيا على دمج تقنيات حصاد المياه التقليدية مع أساليب الزراعة المستدامة في البيئات الجافة، كما شهد متنزه ثادق الوطني عمليات إعادة تأهيل ناجحة، زُرع خلالها مئات الآلاف من الشتلات المحلية، مما أسهم في تثبيت التربة، والحد من التعرية، وتحسين الصحة البيئية للنظام الطبيعي.
ونهضت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» في ظل رؤيتها المستقبلية الواعدة شريكا فنيا موثوقا للمملكة، بدورها عبر برنامج التنمية الزراعية الريفية المستدامة، والتعاون مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، ووزارة البيئة والمياه والزراعة، لتنفيذ أطر فعالة للإدارة المستدامة للأراضي، وتوسيع نطاق مشاريع إعادة تأهيل الموارد الطبيعية، وبناء القدرات الوطنية، مشيرة إلى دور المركز الحيوي في إعداد وتنفيذ خطط استراتيجية لمكافحة التصحر والجفاف وزحف الرمال، وخطته الوطنية الشاملة التي تتضمن أنظمة للإنذار المبكر، وبرامج للتشجير، واستعادة المراعي، والمبادرات المجتمعية لإعادة تأهيل الأراضي، وقد بدأت هذه الجهود تؤتي ثمارها في مناطق ذات أولوية مثل الجوف وتبوك والمنطقة الشرقية.
ونظمت «الفاو» بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر والشبكة العالمية لنهج وتكنولوجيا حفظ الموارد، برنامجا تدريبيا متقدما لأكثر من 40 خبيرا وطنيا في تقنيات الإدارة المستدامة للأراضي، مسفرة هذه الجهود بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني، عن إنشاء مشاتل للنباتات المحلية، وتشكيل أحزمة شجرية، واستخدام حواجز ميكانيكية من سعف النخيل الجاف للحد من زحف الرمال، إلى جانب تنفيذ حملات توعية مجتمعية، مما مكن المجتمعات المحلية من حماية وإعادة تأهيل أراضيها، لافتة النظر إلى إسهام المركز في تعزيز التزامات المملكة الدولية في مجال مكافحة التصحر وتدهور الأراضي، ويسعى إلى تحقيق هدفي التنمية المستدامة 13 و15، ودعم الخطة الاستراتيجية للأمم المتحدة للغابات، والإطار الاستراتيجي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى جانب المساهمة في تحدي بون العالمي.
وأكدت المنظمة تجربة المملكة بصفتها نموذجا ملهما في إحداث التحولات الجذرية في المشهد البيئي الوطني، وتقديمها دروسا قيمة للمجتمع الدولي، من خلال الحلول التمويلية المبتكرة، والمبادرات القابلة للتوسع في استعادة الأراضي الجافة، منوهة أنه من خلال الابتكار، والتعاون، والالتزام الراسخ بالحلول العلمية، يمكن إعادة تأهيل الأراضي وإنعاش النظم البيئية، وفتح آفاق مستقبل مستدام للمملكة ولدول المنطقة، بالعمل المشترك بحماية الأراضي وإعادة تأهيلها لحماية كوكب الأرض للأجيال الحالية والمستقبلية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترمب لم يتخذ قرارا بالمشاركة في ضرب إيران... وخامنئي: لن نستسلم أبدا
ترمب لم يتخذ قرارا بالمشاركة في ضرب إيران... وخامنئي: لن نستسلم أبدا

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

ترمب لم يتخذ قرارا بالمشاركة في ضرب إيران... وخامنئي: لن نستسلم أبدا

أكد المرشد الإيراني علي خامنئي أمس الأربعاء أن طهران لن "تستسلم أبداً"، فيما تواصل إسرائيل حملتها على مواقع عسكرية ونووية في بلاده التي ردت بصواريخ فرط صوتية. في اليوم السادس للحرب، حذر خامنئي الذي يتولى السلطة في إيران منذ العام 1989 الولايات المتحدة من "أضرار لا يمكن إصلاحها" إذا تدخلت في النزاع. وجاء موقف خامنئي رداً على تهديدات للرئيس الأميركي دونالد ترمب دعا فيها إيران الثلاثاء إلى "الاستسلام غير المشروط"، مؤكداً أن الولايات المتحدة قادرة على قتل المرشد الأعلى. ولدى سؤاله عما إذا قرر توجيه ضربات أميركية إلى إيران، قال ترمب الأربعاء "قد أفعل ذلك وقد لا أفعل، لا أحد يعلم ما سأقوم به". ولاحقاً قال إنه لم يتخذ بعد قراراً في شأن المشاركة في الضربات على إيران، لافتاً إلى أن سقوط النظام الحالي في طهران "قد يحصل". في الأثناء، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أي "تدخل عسكري إضافي" في النزاع بين إيران وإسرائيل، لأن "تداعياته ستكون هائلة" على المنطقة برمتها. ويعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعاً جديداً صباح غد الجمعة حول التصعيد في النزاع بين إسرائيل وإيران، بطلب من إيران أيدته روسيا والصين وباكستان، وفق ما أفاد مصدر دبلوماسي وكالة الصحافة الفرنسية. والأربعاء، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه "يمكن إيجاد حل" مناسب لإسرائيل وإيران، معتبراً أن الضربات الإسرائيلية تعزز التأييد الشعبي للنظام في الجمهورية الإسلامية. في طهران سمع الأربعاء دوي انفجارات قوية وشوهدت أعمدة دخان تتصاعد من مواقع عدة. وتعرضت مبان تجاور المقر العام للشرطة في طهران لغارة إسرائيلية، ما أسفر عن إصابة عدد من عناصر الشرطة، وفق ما أوردت وكالة "إرنا" الرسمية. وأعلن الجيش الإسرائيلي شن ضربات على "أهداف عسكرية" في طهران وفي غرب إيران. من جهته أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن سلاح الجو دمر "المقر العام للأمن الداخلي" الإيراني الذي وصفه بأنه "الذراع الرئيسة للقمع لدى الديكتاتور الإيراني"، متوعداً بـ"ضرب رموز الحكم وضرب نظام آية الله في كل مكان". وأعلن الهلال الأحمر الإيراني أن هجوماً إسرائيلياً وقع قرب مبناه في طهران. من جهتها، أعلنت طهران إطلاق صواريخ فرط صوتية على إسرائيل من نوع فتاح، على غرار ما فعلت ليل الثلاثاء. ومنذ بدء عملية "الأسد الصاعد"، أطلقت إيران "نحو 400 صاروخ باليستي" على إسرائيل، أصاب 20 منها مناطق مدنية، وألف مسيرة، وفق أرقام أعلنها مسؤول عسكري مساء الأربعاء. قالت وسائل إعلام إيرانية الأربعاء إن إسرائيل قرصنت بث التلفزيون الرسمي لفترة وجيزة عرضت خلالها مشاهد لاحتجاجات قادتها نساء ودعت السكان للخروج إلى الشوارع. ونبه التلفزيون الرسمي المشاهدين إلى أن هذا الأمر "نجم عن هجمات سيبرانية شنها العدو الصهيوني تعطل البث عبر الأقمار الاصطناعية". وشددت السلطات الإيرانية القيود المفروضة على الإنترنت، متهمة إسرائيل بـ"استغلال" الشبكة لأغراض عسكرية". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وشنت إسرائيل هجوماً غير مسبوق على عدوتها إيران في 13 يونيو (حزيران)، مؤكدة امتلاك معلومات استخباراتية تفيد بأن البرنامج النووي الإيراني شارف "نقطة اللاعودة". واستهدف الهجوم مئات المواقع العسكرية والنووية، وأدى إلى مقتل مسؤولين عسكريين كبار وعلماء نوويين. وأعلنت إيران التي تنفي سعيها إلى امتلاك قنبلة نووية، اعتزامها الرد على "الحرب" التي شنتها إسرائيل واتهمتها بالسعي إلى عرقلة المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن. وقال خامنئي الأربعاء في خطاب عبر التلفزيون الرسمي إن "الأمة الإيرانية ستصمد في وجه حرب مفروضة، مثلما ستقف بقوة في وجه سلام مفروض"، مضيفاً أن "هذه الأمة لن تخضع لأي إملاءات من أي جهة كانت". ووصف خامنئي دعوة الرئيس الأميركي لإيران إلى "الاستسلام غير المشروط"، بأنها "غير مقبولة". وأضاف "على الأميركيين أن يعلموا أن أي تدخل عسكري من جانبهم سيسبب بالتأكيد أضراراً لا يمكن إصلاحها". واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية الأربعاء سفيرة سويسرا الراعية للمصالح الأميركية في إيران، على خلفية تصريحات ترمب، كما استدعت السفير الألماني في طهران بعدما أدلى المستشار الألماني فريديريش ميرتس بتصريحات تؤيد هجوم إسرائيل على الجمهورية الإسلامية. وعقب الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ الجمعة، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستعزز "وضعيتها الدفاعية" في الشرق الأوسط وأرسلت حاملة الطائرات نيميتز إلى المنطقة. والأربعاء، شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأميركي دونالد ترمب على "دعمه في الدفاع عن أجواء إسرائيل". ومنذ بداية المواجهة غير المسبوقة بين البلدين العدوين، أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل 224 شخصاً في الأقل وإصابة أكثر من ألف آخرين في إيران، وفقاً لحصيلة رسمية. وفي إسرائيل، أسفرت الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية عن مقتل 24 شخصاً في الأقل، بحسب الحكومة. في تل أبيب (وسط)، أمضى العديد من الإسرائيليين الليل يهرعون إلى ملاجئ مع كل إنذار من إطلاق صواريخ إيرانية. في طهران أغلقت محال كثيرة أبوابها منذ بدء الجرب وتشكلت طوابير طويلة أمام محطات توزيع الوقود. على مسافة عشرات الأمتار من معبر باشماخ في الجانب العراقي، تقف على جانب الطريق عشرات شاحنات نقل البضائع الثقيلة التي تحمل لوحات إيرانية، محملة بمعظمها بالأسفلت، في انتظار دخول إيران. ويستعد فتاح (40 سنة) للسفر مسافة أكثر من 1700 كيلومتر إلى مدينة بندر عباس في أقصى جنوب إيران لتسليم شحنة من الأسفلت، ثم العودة إلى قضاء ميروان في محافظة كردستان (غرب) للقاء عائلته. ويقول بصوت مرتجف "يمر طريقنا بالقرب من منشأة نطنز النووية". ويشير الرجل الذي ارتدى سروالاً فضفاضاً وزياً كردياً تقليدياً، إلى أن "هناك مشكلة في تعبئة الديزل والوقود حالياً"، موضحاً "في السابق كان يمكن التعبئة في أي وقت، لكن الآن هناك ازدحام شديد على محطات الوقود وارتفاع بالأسعار". قبيل فجر الأربعاء، استهدفت "أكثر من 50 من طائرة" حربية إسرائيلية "موقعاً لإنتاج أجهزة الطرد المركزي في طهران"، و"مواقع لتصنيع الأسلحة بينها مرافق لإنتاج المواد الخام والمكونات المستخدمة في تجميع صواريخ أرض-أرض"، وفق الجيش الإسرائيلي. وتستخدم أجهزة الطرد المركزي لتخصيب المواد النووية إلى مستويات قريبة من العتبة العسكرية. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرض مبنى في مركز طهران للأبحاث الذي ينتج أيضاً قطع غيار لهذه الأجهزة، لقصف إسرائيلي. وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أن إحدى طائراته المسيرة أسقطت بعد استهدافها بصاروخ أرض جو داخل الأراضي الإيرانية في أول واقعة من هذا النوع منذ بداية التصعيد. وتشتبه الدول الغربية بأن إيران تسعى إلى امتلاك قنبلة نووية. وتنفي طهران ذلك وتدافع عن حقها في تطوير برنامج نووي مدني. وتتمسك إسرائيل بالغموض في شأن امتلاكها السلاح النووي، إلا أن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام يقول إنها تملك 90 رأسا نووية. وإذا قرر دونالد ترمب إشراك بلاده في الصراع، فإن القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات "جي بي يو-57"، الوحيدة القادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية الموجودة في عمق الأرض، قد تشكل سلاحاً استراتيجياً أساسياً لذلك.

واشنطن تتغيب عن مؤتمر الأمم المتحدة الرابع لتمويل التنمية
واشنطن تتغيب عن مؤتمر الأمم المتحدة الرابع لتمويل التنمية

المدينة

timeمنذ ساعة واحدة

  • المدينة

واشنطن تتغيب عن مؤتمر الأمم المتحدة الرابع لتمويل التنمية

أعلنت الولايات المتحدة أنها لن تشارك في مؤتمر الأمم المتحدة الرابع لتمويل التنمية (FFD4) الذي سيبدأ في 29 يونيو في إسبانيا، مؤكدة رفضها العديد من بنود النص المتوقع اعتماده.وقال جوناثان شراير، ممثل الولايات المتحدة في الاجتماع التحضيري الختامي للمؤتمر الذي سيستمر حتى 3 يوليو، «بعد دراسة وتقييم دقيقين للنص، تنسحب الولايات المتحدة من هذه العملية التحضيرية... ولن تشارك في مؤتمر تمويل التنمية الرابع في إشبيلية».وأضاف «طوال هذه العملية، سعت الولايات المتحدة إلى صياغة وثيقة موجزة تعكس الطموحات المشتركة لتمويل التنمية، بدلا من وثيقة تفرض متطلبات جديدة، وتنشئ هياكل جديدة ومكررة، وتنتهك سيادة الدول الأعضاء. نأسف لهذه الفرصة الضائعة».وجاء هذا الإعلان الثلاثاء في وقت قررت واشنطن في الأشهر الأخيرة إلغاء القسم الأكبر من مساعداتها الخارجية وخصوصا تلك التي كانت تموّلها عبر وكالة التنمية الدولية (يو اس إيد).

الاستخبارات هي الحرب 3
الاستخبارات هي الحرب 3

الوطن

timeمنذ 2 ساعات

  • الوطن

الاستخبارات هي الحرب 3

الاستخبارات هي الحرب 3 صفوق الشمري المقال جزء ثالث من فصل الاستخبارات في الحروب الحديثة، وهو فصل من سلسلة متكاملة تسلط الضوء على التحوّل الجذري الذي شهدته الحروب الحديثة الحالية، وما نعيشه اليوم هو ثورة عسكرية معلوماتية غير مسبوقة، تحوّلت فيها الحروب إلى معارك عقول وشبكات وذكاء اصطناعي، لا مجرد صدامات آليات وبنادق وقوات ومدرعات. في أكتوبر الماضي، كتبنا مقالًا بعنوان: «الحروب الحديثة تُدار بالاستخبارات»، سبقه قبل أعوام تحليل لواقع القوة الأمنية والاستخباراتية خلصنا فيه إلى أن: «إن أهمية الجهاز الأمني والاستخباراتي حاليًا تعادل، بل قد تتفوق، على القوة العسكرية». ولم تكن تلك العبارة آنذاك مجرد توقع، بل تشخيص مبكر لحقيقة بدأت تتجلى اليوم بوضوح في كل ميدان اشتعلت فيه نيران الحرب. تؤكد الحرب الروسية الأوكرانية، والحرب الإيرانية الإسرائيلية، على حقيقتين جوهريتين لا يمكن تجاهلهما: 1- الحروب الحديثة شهدت تحولًا جذريًا أنهى فعليًا شكلها التقليدي، نحن أمام نقلة دراماتيكية غير مسبوقة في طبيعة النزاع المسلح، تُعدّ الأوسع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. تبدلت أدوات الحرب كليًا، فأصبحت الاستخبارات، والذكاء الاصطناعي، والطائرات المسيّرة (الدرون)، والصواريخ الذكية، والفرط صوتية هي العوامل الحاسمة والبنية التحتية الجديدة لساحات القتال المعاصر. 2- دروس إستراتيجية عميقة تفرض على كل من يرغب في البقاء والتفوق أن يتعلّم، ويحلّل، ويستخلص العبر من وقائع هذه الحروب، حتى وإن كانت الأطراف المتحاربة خصومًا. فالتطور في طبيعة النزاع يستلزم بالضرورة إعادة تشكيل الإستراتيجيات وتحديث الأدوات بما يتماشى مع مقتضيات عصر جديد من الحروب الذكية والديناميكية. من هنا، نستكمل الحديث عن أهمية الاستخبارات لا بوصفها داعمًا عسكريًا، بل بصفتها العقل المدبر والمحرك الفعال لرسم الحروب. نعم، الاستخبارات هي الحرب ذاتها، من أتقنها انتصر بالحرب ! ثلاث عمليات ميدانية (ثلاثة أمثلة) مهمة جرت مؤخرًا تؤكد بشكل قاطع أن الاستخبارات باتت تقود المشهد القتالي بكل أبعاده: • العملية الأولى: تدمير المقاتلات الإستراتيجية الروسية: في واحدة من أبرز العمليات الاستخباراتية الهجومية خلال السنوات الأخيرة، استُخدمت أسراب من الطائرات المسيّرة صغيرة الحجم، قد تكلّف الواحدة منها أقل من 500 دولار، أُطلقت من شاحنات مموّهة، لتدمير ما يقارب ثلث الأسطول الإستراتيجي الروسي في غضون ساعات. هذه العملية كلفت روسيا ما يقرب من 7 مليارات دولار! عملية ستُكتب في التاريخ العسكري بسبب تدميرها البالغ وتكلفتها الزهيدة، ومن باب الشفافية يُقال إن جهاز استخبارات غربي خطط أو ساعد في العملية ونفذتها القوات الأوكرانية. • العملية الثانية: «البيجر» في مواجهة حزب الله عملية استخباراتية بامتياز، اعتمدت على تقنيات متقدمة للغاية، مكّنت من الرصد الفوري، والتعطيل اللحظي، والتصفية الدقيقة عن بُعد. تخيّل أن ضغطة زر واحدة، وفي أقل من دقيقة، أدّت إلى تحييد أو تصفية ما يقرب من 4000 عنصر من حزب الله خلال الحرب، دون أي تكلفة تُذكر، ومن نفذها ليسوا مقاتلين ميدانيين، بل تقنيون مختصون ربما لم يسبق لهم أن دخلوا ساحة معركة، حققوا ما قد تعجز عنه فرقة عسكرية كاملة مدرّبة على العمليات التقليدية. • العملية الثالثة: تصفية قادة الصف الأول في إيران في الساعات الأولى من اندلاع الحرب الإيرانية الإسرائيلية، نجحت عملية استخباراتية دقيقة في استدراج عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين إلى موقع محدد، عبر تلاعب ذكي بالمؤشرات والتحليلات الميدانية، لتُنفذ ضربة واحدة حاسمة أطاحت بجميعهم. هذه العمليات الثلاث تكشف أن من يحدد مسار الحرب اليوم ليس من يقف على أرض المعركة، بل من يجلس خلف الشاشات، يقود المعركة بتحليل البيانات، وتوجيه الذكاء الاصطناعي، وتفعيل الطائرات المسيّرة. كتبنا سابقًا: «في العصر الحديث، أصبحت الحروب تُدار بالمعلومات والاستخبارات والذكاء الاصطناعي والتقنية الحديثة، بدلًا من الاعتماد على الجنود فقط، حيث أصبح الجندي في الحروب الحديثة منفذًا للعمليات أكثر من كونه قائدًا لها. فمن يحدد الأهداف ويصمم العمليات «الاستخبارات» بشقيها الإلكتروني والبشري. ومع دخول الذكاء الاصطناعي، والبحث عن النمط والتضمين والاستبعاد والتحليل وغيرها، أصبحت الشبكات والذكاء وجمع المعلومات هي الكنز والذخيرة الأساسية لمسار الحروب. الحروب التقليدية كانت تعتمد على أجساد قوية ومهارات بدنية. أما اليوم، فـقد يكون الذي يحدد مسار الحروب شخص لا يملك أي بنية جسمانية، وربما يصعب عليه حتى حمل سلاح، ولكنه من خلف الشاشات، وبفضل مهاراته في جمع المعلومات والذكاء الاصطناعي، يستطيع تدمير أهم أهداف العدو. وربما شخص لم يدخل ميدان معركة حقيقيًا، ولكنه من خلف الشاشات يتحكم في درون كأنها لعبة بلايستيشن، ويقضي على أهداف العدو بدقة عالية». ما نريد التركيز عليه في هذا المقال هو ضرورة التكيّف مع هذا الواقع وتقبل التغيير، لسنا نفرض صيغة معينة، لكن نعتقد أن من أهم عناصر النجاح في الحروب الحديثة هو التكيف وقبول الجديد! وهذا بحد ذاته صعب في المجالات التقليدية التاريخية، سواء العسكرية أو الطب مثلًا، وفي علم الإدارة وفصل (إدارة التغيير)، سواء الإداري المدني أو العسكري، هناك ما يسمى «مقاومة التغيير أو صعوبة التغيير لمفاهيم جديدة»، خصوصًا دخول أناس من خارج المجال للعملية ! في عالم يتغيّر بوتيرة متسارعة، لم يعد من المقبول إدارة الحروب والصراعات بعقليات الأمس وأدوات الماضي. الحسم في النزاعات المعاصرة لم يعد مرتبطًا فقط بعديد القوات والآليات، بل أصبح مرهونًا بالفكر الاستباقي، والمعلومة الدقيقة، وسرعة التحليل واتخاذ القرار. هذا التحول فرض ضرورة إعادة تشكيل البنية الذهنية للمؤسسات العسكرية لتكون أكثر مرونة واستيعابًا للبعد الاستخباراتي والأمني. أصبحت الاستخبارات العامة والأمن الوطني والقومي لاعبين أساسيين في صياغة القرارات الإستراتيجية، ولم يعد دورهم يقتصر على الدعم أو التنسيق، باتوا شركاء – بل وقادة – في توجيه العمليات العسكرية. ولعل التحدي الأكبر يكمن في الانتقال من نموذج الفصل بين الأمن والدفاع إلى نموذج تكاملي تتداخل فيه الخبرات الأمنية مع القرارات العسكرية، وتتقدم فيه العقول الاستخباراتية لتوجيه دفة المعركة. ومع التغير الجذري في طبيعة الحروب، خاصة تلك المعتمدة على التقنية والمعلومات، بات من المنطقي أن تُمنح القيادات ذات الخلفية التحليلية أو التقنية في أجهزة الأمن والاستخبارات أدوارًا مباشرة في هيكلة وحدات الاستخبارات العسكرية. ليس تقليلًا من كفاءة الضباط العسكريين التقليديين، بل استجابة ضرورية لمتطلبات المرحلة التي تستدعي توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي والتحليل الشبكي داخل المؤسسات الدفاعية. ورغم وجود ما يُعرف بأمن الاستخبارات العسكرية في الجيوش، إلا أن ما نقصده هنا يذهب أبعد من ذلك؛ نحن نتحدث عن تطعيم العقلية العسكرية بفكر استخباراتي أمني عابر للتقسيمات الهيكلية التقليدية، قادر على استيعاب السياقات المعقدة، واستشراف التهديدات، والتعامل مع الأزمات قبل وقوعها. أي أن الدور الأمني لم يعد مجرد مكون مساعد، بل أصبح عصبًا محوريًا في البنية الدفاعية الشاملة. في هذا السياق، يصبح من المنطقي أن تشمل برامج تأهيل ضباط الاستخبارات العسكرية تدريبًا متخصصًا في مفاهيم الأمن القومي والاستخبارات العامة، كما أن إعادة هيكلة المؤسسات العسكرية لتستوعب هذا المزج الفكري والتقني تمثل ضرورة لا ترفًا تنظيميًا. الجمود والتمسك بالخطط التقليدية في زمن التحولات الكبرى يُعدّ نوعًا من الإنكار الخطير. فالحروب اليوم لا تُخاض بالأسلحة فقط، بل بالعقول، وبالقدرة على التحليل والتوقع واتخاذ القرار في الوقت المناسب. ولهذا، فإن الاستثمار في أجهزة الاستخبارات العامة والأمن القومي، سواء عبر زيادة الموارد توسيع الصلاحيات، لم يعد خيارًا، بل حاجة إستراتيجية. ولا بد من إعادة توجيه جزء من الميزانيات من بعض القطاعات العسكرية التقليدية نحو هذه الأجهزة الحيوية، بعد أن أثبتت فاعليتها في إدارة الأزمات وتحقيق أهداف إستراتيجية بمجهود وموارد أقل وخسائر أدنى. في الحروب الحديثة، الاستخبارات المتقدمة – البشرية والتقنية – قادرة على تحقيق نتائج نوعية تَعجز عنها الجيوش النظامية في بعض الحالات، وهذا يمثل أعلى درجات الكفاءة والجدوى (Cost-effectiveness) في إدارة النزاعات. ولعل الأهم من كل ذلك أن العقل الاستخباراتي يوفّر الأرواح، ويحمي المقدرات الوطنية، ويمنع الانزلاق في مواجهات مفتوحة طويلة الأمد. فالذكاء الاستخباراتي أداة الحسم الأذكى والأكثر جدوى، في زمن تُقاس فيه قوة الدول بمرونتها المعرفية، ودقتها التحليلية، وسرعتها في التفاعل مع الواقع المتغيّر. المضي نحو هذا التحول لا يمكن أن يُترك لاجتهادات فردية أو مبادرات معزولة، بل يتطلب إرادة مؤسسية واعية، تبدأ بتشكيل فرق تحليل متخصصة تدرس تجارب الحروب الحديثة، وتُعيد هندسة البنية الاستخباراتية والعسكرية على أساس تكاملي يجمع بين الأمن والتقنية والتحليل العميق، بالتوازي مع تبني الذكاء الاصطناعي. لقد بات مفهوم «قوة الدولة» اليوم يخضع لإعادة تعريف. لم يعد يُقاس بعدد الدبابات أو الطائرات، بل بعمق البنية الاستخباراتية، وكفاءة التعامل مع المعلومة، وسرعة التحليل والقرار. وربما سيكون من الطبيعي أن يدخل معيار «قوة أجهزة الاستخبارات العامة» ضمن معايير قياس القوة العسكرية الشاملة، رغم كونها قطاعًا أمنيًا غير دفاعي بالمعنى التقليدي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store