
مُرتكزات الترجمة في المحافل الدوليّة
سبحان من جعلَ العقلَ البشريّ ديناميكيًا؛ يتجدد فكره وعطاؤه، وهذا العقل البشريّ لا ينضب؛ بل يظل يغيثُ اختراعاتٍ وإبداعات تخدم بني جنسه؛ منها ذلك الاختراع المُدهش الذي أذهل مُستخدميه؛ حتّى أصبحَ علمًا بحدِّ ذاته؛ بل تعددت تخصصاته؛ ألا وهو الذكاء الاصطناعيّ، ومن استخداماته وإبداعاته الترجمة، من اللغات وإليها؛ سواءً أكانت الحيّة منها أم غيرها؛ إلا أنّ ذلك العقل الصناعيّ بذكائه المُتفتّق يعتمد اعتمادًا كُليًّا على العقل البشريّ؛ الذي يُدخل تلكم المعلومات إلى ذلك العقل الصناعيّ، ومن ثم يصيغها ذلك الأخير أو يُعيد برمجتها. ولا ريب أنّه قد أفادَ في مجال الترجمة؛ من حيث التقنية وسرعة إيجاد المعلومة؛ إلا أنّه توجد مجالات لا يُمكن إعمالها إلا بالترجمة البشريّة الفوريّة؛ وذلك لحساسيتها وتطلّبها دقةً مُتناهية؛ وبالأخص الترجمة الفوريّة في المجالات السياسيّة في المحافل الدوليّة، وعلى وجه الخصوص إذا كانت ترجمةُ كلماتِ قادة.
استوقفتني ترجمة كلمة صاحب السمو الملكيّ الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في منتدى الاستثمار السعوديّ الأميركيّ؛ الذي عُقد في الرياض في 13 مايو 2025، كان مترجمُ كلمة سموّه على درجةٍ عالية من الإبداع والتميّز؛ من حيثُ سلامة اللغة ومخارج حروفها وما تعنيه كل كلمةٍ؛ ولِمَ لا، فهوَ يُترجم كلمةَ قائدٍ فذ، ويتكلمُ بصوته؛ إذ إنّ كل كلمة من كلمات القادة لها معانيها ومدلولاتها وغاياتها، ويستوجب على المترجم أن ينقل تلكم الكلمات وِفقَ ما تعنيه؛ حيثُ إنّها ستؤخذ وتُحلل وتُدرَس وتصبح وثيقةً تاريخيةً ومرجعًا من المراجع التي يُستند إليها. كما استوقفتني ترجمة أولئك المترجمين لكلمة رئيس الولايات المتّحدة الأميركية دونالد ترمب؛ حيث أبدعوا وتميّزوا وأتقنوا حرفة الترجمة. استمرت الكلمة لأكثر من ستٍ وأربعين دقيقة؛ وهذا يتطلب نفسًا عميقًا، وسرعةً مع بديهة، وملاحقةً للمُتحدث. ومما زادَ من صعوبةِ تلكم الترجمة أن كانت كلمة فخامة الرئيس ارتجاليّة، وهذا مصدر صعوبة أخرى؛ لكن حينما يكونُ المترجمُ على درجةٍ عاليةٍ وإدراكٍ تامٍ لما يقومُ به وما تتطلبه الترجمة الفورية -لا سيما في مثل هكذا محافل- يوصل الرسالة للمُستمِع وفق استراتيجيات الترجمة الفورية، ليتلقاها المُستقبِل بلغةٍ مفهومة، وهذا الأسلوب يتطلبُ مِرانًا وتدريبًا لا يكلُّ ولا يملُّ؛ حيث إن هذه المواقف -في كلتا الحالتين- قد تجعل المترجمين يشعرون بشيءٍ من الخوف، وقد ينتابهم بعض التلعثم والتعتعة، وقد يُرتج عليهم؛ لا سيما حين تُترجَم كلماتُ قادةٍ في محافلَ دوليّة -كمنتدى الاستثمار السعوديّ الأميركيّ، ومن قائدين كبيرين، كصاحب السمو الملكيّ الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وفخامة الرئيس دونالد ترمب رئيس الولايات المتّحدة الأميركية- حيثُ العالم كل العالم يترقبُ الكلمتين، وعلى وجه الخصوص المشتغلين بالسياسة والاقتصاد والأمن والسلام الدوليين، فكلُّ كلمةٍ ينطق بها هذان القائدان يُحسب حسابها وتدخل حيز التنفيذ، وهذا ما يُضاعف جهدَ المترجمين وقلقهم وتوترهم، فكم شيّبت المنابر بأصحابها؛ ذلك أنّ المنابر تحتاجُ إلى العدّة والاستعداد لها؛ لما تحمله الترجمة من مسؤوليةٍ عُظمى، فمن خلالها تنبعُ قرارات ذاتُ أهميّةٍ كُبرى. وقد يكونُ من المفيد وذا الجدوى أن يُستفادَ من خبرات وتجارب أولئك المترجمين؛ وذلك بتقديم التدريب للطلاب والطالبات في كليات اللغات والترجمة في جامعاتنا؛ بحيثُ أن يُبدأَ من حيث انتهى الآخرون؛ فهؤلاء المترجمين ما وصلوا إلى هكذا درجة من القدرة والتمكّن من الترجمة إلا بعد جهدٍ وجهادٍ وصبرٍ ومُصابرة؛ يحقُ للطلاب والطالبات أن يستفيدوا منها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 7 ساعات
- الرياض
وكيل وزارة التعليم: في "آيسف" أبهرنا العالم
أكد وكيل وزارة التعليم لتنمية قدرات الطلاب الدكتور سعد الحربي أن مشاريع طلاب المملكة في معرض العلوم والهندسة الدولي -آيسف 2025- كانت محطّ أنظار العالم، وأظهرت ما يملكه أبناء الوطن وبناته من عقول واعدة وقدرات بحثية وابتكارية متميزة، مشيرًا إلى أن ما تحقق في هذا المحفل الدولي هو ترجمة واقعية لرؤية 2030 في تمكين الشباب واستثمار طاقاتهم العلمية لبناء مستقبل الوطن. وأعرب عن فخره واعتزازه بما حققه الطلبة السعوديون في معرض "آيسف" الذي أُقيم في مدينة كولومبوس بولاية أوهايو الأمريكية، وحصدوا نحو 23 جائزة كبرى وجائزة خاصة، متقدمين على العديد من الدول المشاركة في المسابقة العالمية. وأشار إلى أن ما حققه الطلبة يُعد إنجازًا وطنيًّا مشرفًا، عكَس المستوى المتقدم الذي وصلت إليه المملكة في رعاية الموهوبين والمبتكرين، مؤكدًا أن مشاريع الطلبة كانت محلّ اهتمام وإعجاب الزوّار؛ لما تميزت به من جودة علمية وأصالة في الطرح. وأوضح أن هذا التميز هو ثمرة دعم القيادة الحكيمة -أيدها الله- للطلبة الموهوبين، ونتيجة لجهد تكاملي بُذل منذ بداية العام الدراسي، شارك فيه الطلبة ومعلموهم وأسرهم، وبدعم مباشر من إدارات التعليم ومتابعة مستمرة من وزارة التعليم، في إطار تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030. وقدم الدكتور الحربي شكره وتقديره لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع -موهبة-، وإدارات التعليم، والمعلمين والمعلمات، وأسر الطلبة، ولكل من أسهم في تحقيق هذا الإنجاز الوطني، مؤكدًا استمرار الوزارة في بناء شراكات نوعية تعزز قدرات الطلبة السعوديين، وتفتح أمامهم آفاقًا أوسع للتميز في المحافل الدولية.


الرياض
منذ 7 ساعات
- الرياض
سعود بن طلال: الإنجازات الدولية لأبناء وبنات المملكة نوعية
كرّم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء، بمقر المحافظة، أمس، طلاب وطالبات الإدارة العامة للتعليم بالأحساء، بمناسبة تحقيقهم جوائز دولية وخليجية في عددٍ من المحافل العلمية، بحضور مدير تعليم الأحساء حمد بن محمد العيسى، وعددٍ من القيادات التعليمية. وأكّد سموّه أن ما يحققه أبناء وبنات المملكة من إنجازات نوعية على المستويين الدولي والإقليمي، يأتي بفضل الدعم الكبير الذي يحظى به قطاع التعليم من القيادة الرشيدة -حفظها الله-، الذي أسهم في تهيئة بيئة تعليمية محفّزة على الإبداع والابتكار، ومتوافقة مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في إعداد جيل منافس عالميًا. وهنأ سموّه 18 طالبًا وطالبة حققوا جوائز دولية وخليجية في عددٍ من المسابقات العلمية التي يأتي أبرزها: الأولمبياد الدولي الثاني للرياضيات، والمستثمر الذكي الخليجي، ومسابقة تحدي الإلقاء، ومعرض جنيف الدولي للاختراعات في دورته الـ50، وبطولة فيكس العالمية للروبوتات 2025 (فئة المرحلة الابتدائية)، معبّرًا عن فخره بهذه الإنجازات التي تعكس جودة التعليم في المحافظة. وأوضح سمو محافظ الأحساء أن رعاية الموهبة ودعمها تمثل مسؤولية وطنية، مبينًا أن ما تحقق هو ثمرة عمل تكاملي مشترك بين الأسرة والمدرسة والجهات التعليمية، في سبيل بناء مستقبل مشرق للوطن، مُشيدًا بالدور المهم للأسرة والمدرسة في دعم الطلبة وتمكينهم، مؤكدًا أهمية التكامل بينهما لخلق بيئة تربوية حاضنة للمواهب والابتكار، مُوجّهًا شكره للإدارة التعليمية والمعلمين والمعلمات وأولياء الأمور على دعمهم المستمر لأبنائهم. وشاهد سموّه عرضًا مرئيًا لمنجزات تعليم الأحساء، وما حققه الطلاب والطالبات من إنجازات خلال الأعوام الماضية.


الرياض
منذ 7 ساعات
- الرياض
برعاية نائب أمير الرياض.. بحث مستجدات مجالات الميتاجينوم والميكروبيوم
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة الرياض، انطلقت صباح أمس فعاليات المؤتمر العالمي الأول للميتاجينوم والميكروبيوم، الذي تنظمه جمعية الميتاجينوم والميكروبيوم، بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين والخبراء من داخل المملكة وخارجها. وفي كلمتها خلال حفل الافتتاح، أكدت رئيسة اللجنة المنظمة ورئيس مجلس إدارة الجمعية، د. همسة الطيب، أن المؤتمر يمثل منصة علمية رائدة تهدف إلى استعراض أحدث الأبحاث والاكتشافات، وتعزيز التعاون بين التخصصات في هذا المجال الحيوي، بما يخدم التقدم الصحي والبيئي والصناعي. وأشادت الطيب بالرعاية الكريمة من صاحب السمو الملكي نائب أمير منطقة الرياض، مشيرة إلى أن هذه الرعاية تجسّد حرص القيادة على دعم البحث العلمي والابتكار، وتسهم في تمكين المملكة أن تبوأ مكانة متقدمة كمركز إقليمي في أبحاث الميتاجينوم والميكروبيوم، تماشيًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، كما أعلنت عن التوجه لإقامة المؤتمر بشكل سنوي لتعزيز استدامة مخرجاته العلمية. وتضمن حفل الافتتاح عرضًا مرئيًا عن أنشطة وبرامج الجمعية، استعرض أبرز جهودها في دعم البحث العلمي ونقل المعرفة، إضافة إلى تكريم عدد من الجهات والشركات الداعمة، وتوقيع اتفاقيات تعاون مع عدد من المؤسسات البحثية والجهات ذات العلاقة. عقب ذلك، انطلقت فعاليات المؤتمر التي شملت ورش عمل متخصصة، ولقاءات علمية موسعة ناقشت أحدث ما توصلت إليه الأبحاث في مجالات الميتاجينوم والميكروبيوم، وسط حضور علمي مميز يعكس المكانة المتنامية للمملكة في هذا المجال المتقدم.