
الرسوم تعيد التموضع العالمي
هذا القرار لا يعبّر عن تغيير في السياسة التجارية فقط؛ بل يُشير إلى انزياح في العقل السياسي الأمريكي نحو مقاربة تُركّز على المصلحة القومية المباشرة، وتتجاوز الاعتبارات التقليدية للعلاقات بين الحلفاء والشركاء؛ إذ لم تقتصر الإجراءات الجمركية على دول منافسة مثل الصين؛ بل شملت أيضاً حلفاء تقليديين مثل كندا وسويسرا والمملكة المتحدة، ما يعكس تراجعاً في منطق التمييز بين الشريك والمنافس.
استخدام الرسوم الجمركية أداة ضغط لا يمكن فصله عن السياق الأوسع للتحوّلات التي يشهدها النظام الدولي، فالتجارة، في هذا الإطار، لم تعد ساحة للتبادل المتوازن، وإنما تحوّلت إلى أداة للتفاوض السياسي، وربما لإعادة ترتيب قواعد الشراكة والتحالف، وهذا يدفع إلى التساؤل: هل ما يحدث تعبير عن سياسة ظرفية، أم بداية لتحوّل استراتيجي أوسع؟
في الداخل الأمريكي، أثار هذا التوجه نقاشاً قانونياً ودستورياً حول حدود الصلاحيات التنفيذية؛ إذ وُوجهت بعض الإجراءات بطعون أمام المحاكم الفيدرالية، بدعوى تجاوز السلطة التنفيذية لصلاحياتها، ما يُبرز تبايناً في وجهات النظر داخل المؤسسات الأمريكية نفسها بشأن آليات اتخاذ القرار واتجاهاته، ومن منظور أوسع، فإن هذه السياسات ستفضي إلى إعادة تعريف العلاقة بين الدولة الوطنية والعولمة، فحين تُقدَّم المصلحة القومية كأولوية مطلقة، على حساب المبادئ المشتركة، فإن ذلك يفتح الباب أمام مقاربات جديدة في السياسة الدولية، قد تعيد تشكيل التكتلات والتحالفات العالمية.
اللافت أن هذه التحولات تأتي في وقت يشهد فيه النظام العالمي تصاعد الشعبوية وتراجع الثقة بالمؤسسات الدولية، وقد لا تكون سياسات كهذه معزولة أو شاذة؛ بل تأتي انعكاساً لتحولات أعمق في المزاج السياسي العالمي، تسعى فيه الدول الكبرى إلى إعادة تعريف أدوارها ومصالحها في عالم لم يعد يشبه ما كان عليه بعد الحرب الباردة.
ما نشهده اليوم هو لحظة مفصلية في التاريخ الدولي، تُمتحن فيها مفاهيم؛ مثل التعددية، والعدالة الاقتصادية، والتعاون الدولي. ومهما اختلفت الآراء حول سياسات واشنطن، فإن المؤكد أن العالم يتجه نحو مرحلة جديدة، تُعيد فيها الدول الكبرى رسم أولوياتها، وتُعاد فيها صياغة قواعد اللعبة الدولية، لتتوافق مع واقع عالمي يتسم بعدم اليقين، والتنافسية الحادة، والسعي المستمر إلى إعادة التوازن.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 26 دقائق
- البيان
سويسرا تدرس زيادة شراء الأسلحة الأميركية لتخفيف الرسوم الجمركية
قال وزير الدفاع السويسري مارتن فيستر الأحد إنه "منفتح" على طلب شراء مزيد من الأسلحة من الولايات المتحدة في مسعى لخفض الرسوم الجمركية الأميركية الباهظة. تسعى الحكومة السويسرية إلى إجراء مزيد من المحادثات مع الولايات المتحدة بعد فشل وفد سويسري أرسل إلى العاصمة الأميركية في تجنيب البلاد رسوما جمركية بنسبة 39 بالمئة، وصفها مدراء الشركات بأنها "سيناريو رعب". وقال فيستر في تصريح لوكالة كيستون إيه تي إس السويسرية المحلية، إن "المشتريات العسكرية مهمة للعلاقات مع الولايات المتحدة". وأضاف "مع ذلك، علينا في المقام الأول إيجاد سبيل للنقاش مع الأميركيين" لمحاولة الدفع قدما بالعلاقات. صدمت الحكومة السويسرية بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن البلد الثري الواقع بقسمه الأكبر في جبال الألب ستُفرض عليه واحدة من أعلى التعرفات الجمركية، في إطار رسوم جديدة على واردات الولايات المتحدة من عشرات الدول دخلت الخميس حيّز التنفيذ. تهدّد التعرفات قطاعات كاملة من الاقتصاد السويسري الذي يعتمد على الصادرات، خصوصا صناعة الساعات والآلات الصناعية، بالإضافة إلى الشوكولاتة والجبن. وتبدي شركات سويسرية قلقها حيال استفادة منافسين في اقتصادات غنية أخرى من ميزة على حسابها، مع تفاوض الاتحاد الأوروبي واليابان على تعرفات بنسبة 15 بالمئة، فيما حصلت بريطانيا على معدل يبلغ 10 بالمئة. تقول سويسرا إن هناك فائضا كبيرا لصالح الولايات المتحدة في ميزان الخدمات التجارية وإن معظم السلع الصناعية الأميركية تدخل سويسرا بدون أي رسوم جمركية. وشدّد فيستر على أن الحكومة قررت عدم إعادة النظر في عقد سويسرا الحالي لشراء 36 طائرة مقاتلة من طراز إف-35 إيه من الصانع الأميركي لوكهيد مارتن. لكنه لفت إلى أن "قضية السعر الثابت تتطلب حلا". وتخوض سويسرا والولايات المتحدة مفاوضات بشأن السعر النهائي لمقاتلات إف-35 إيه التي تقرر شراؤها لاستبدال الأسطول السويسري المتقادم. وتسعى وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأميركية لتحميل الجانب السويسري تكاليف إضافية، لكن برن تقول إنها تتمسك بالسعر المتفق عليه البالغ أكثر من ستة مليارات فرنك سويسري (7,4 مليارات دولار). في يونيو 2021 تم اختيار المقاتلة إف-35 إيه المستخدمة في سلاح الجو الأميركي والعديد من الدول الأوروبية، لتحل محل طائرات يوروفايتر من صنع "إيرباص" الأوروبية وإف/إيه-18 سوبر هورنت من صنع "بوينغ" الأميركية ورافال من صنع "داسو" الفرنسية. وتعتمد سويسرا منذ زمن مبدأ الحياد علما بأن لديها واحدا من الجيوش الأفضل تجهيزا والتجنيد فيها إلزامي.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
ترامب يعتزم إخلاء واشنطن من المشردين
واشنطن أ ف ب أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد أنه يعتزم نقل المشردين «بعيداً» من واشنطن، بعد أيام من طرحه فكرة وضع العاصمة تحت سلطة الحكومة الفيدرالية بعدما ادعى خطأ أن معدل الجريمة فيها ارتفع. وأعلن ترامب عن مؤتمر صحفي الاثنين من المتوقع أن يكشف فيه خططه لواشنطن التي تديرها سلطة منتخبة محلياً في مقاطعة كولومبيا تحت إشراف الكونغرس. ولطالما أبدى ترامب استياءه من وضع المدينة وإدارتها، وهدّد بوضعها تحت سلطة الحكومة الفيدرالية، ومنح البيت الأبيض الكلمة الفصل في كيفية إدارتها. وقال الرئيس الأمريكي في منشور على منصته الاجتماعية تروث سوشال الأحد «سأجعل عاصمتنا أكثر أماناً وجمالاً مما كانت عليه في أي وقت مضى». وأضاف «يجب على المشردين الرحيل فوراً. سنوفر لكم أماكن للإقامة، ولكن بعيداً من العاصمة»، مضيفاً أن المجرمين في المدينة سيسجنون بسرعة. وتابع أن «كل هذا سيحدث بسرعة كبيرة». تحتل واشنطن المرتبة الخامسة عشرة ضمن قائمة أكبر المدن الأمريكية من ناحية عدد المشردين، وفق إحصاءات للحكومة من العام الماضي. وفي حين يقضي آلاف الأشخاص لياليهم في الملاجئ أو في الشوارع، فإن عددهم انخفض عن مستويات ما قبل تفشي وباء كوفيد. في وقت سابق من هذا الأسبوع، هدد ترامب أيضاً بنشر الحرس الوطني ضمن حملة صارمة على الجريمة في واشنطن. وفي حين قال إن منسوب الجريمة ارتفع، أظهرت إحصاءات الشرطة أن الجرائم العنيفة في العاصمة انخفضت في النصف الأول من عام 2025 بنسبة 26% مقارنة بالعام السابق. وبحسب الأرقام التي أصدرتها وزارة العدل قبل تولي ترامب الرئاسة، فإن معدلات الجريمة في المدينة بحلول عام 2024 كانت بالفعل الأدنى منذ ثلاثة عقود. في هذا الصدد، قالت رئيسة بلدية واشنطن موريل بوزر الأحد على قناة إم إس إن بي سي «نحن لا نشهد ارتفاعاً في معدلات الجريمة». ورغم أن رئيسة البلدية الديمقراطية لم تنتقد ترامب صراحة في تصريحاتها، إلا أنها أكدت أن «أي مقارنة بدولة مزقتها الحرب مبالغ فيها وكاذبة». جاء تهديد ترامب بإرسال الحرس الوطني بعد أسابيع من نشر عناصره في لوس أنجليس رداً على تظاهرات اندلعت إثر مداهمات لتوقيف المهاجرين غير النظاميين، وقد اتخذ الرئيس الخطوة رغم اعتراض المسؤولين المحليين. وطرح الرئيس الأمريكي مراراً فكرة استخدام الحرس الوطني التابع للجيش للسيطرة على المدن التي يدير العديد منها مسؤولون ديمقراطيون يعارضون سياساته.


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
ترامب يعتزم نقل المشردين بعيداً عن العاصمة واشنطن
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد أنه يعتزم نقل المشردين "بعيدا" عن واشنطن، بعد أيام من طرحه فكرة وضع العاصمة تحت سلطة الحكومة الفدرالية بعدما ادعى خطأ أن معدل الجريمة فيها ارتفع. وأعلن الملياردير الجمهوري عن مؤتمر صحافي الاثنين من المتوقع أن يكشف فيه خططه لواشنطن التي تديرها سلطة منتخبة محليا في مقاطعة كولومبيا تحت إشراف الكونغرس. ولطالما أبدى ترامب استياءه من وضع المدينة وإدارتها، وهدّد بوضعها تحت سلطة الحكومة الفدرالية، ومنح البيت الأبيض الكلمة الفصل في كيفية إدارتها. وقال الرئيس الأميركي في منشور على منصته الاجتماعية تروث سوشال الأحد "سأجعل عاصمتنا أكثر أمانا وجمالا مما كانت عليه في أي وقت مضى". وأضاف "يجب على المشردين الرحيل فورا. سنوفر لكم أماكن للإقامة، ولكن بعيدا من العاصمة"، مضيفا أن المجرمين في المدينة سيسجنون بسرعة. وتابع أن "كل هذا سيحدث بسرعة كبيرة". تحتل واشنطن المرتبة الخامسة عشرة ضمن قائمة أكبر المدن الأميركية من ناحية عدد المشردين، وفق إحصاءات للحكومة من العام الماضي. وفي حين يقضي آلاف الأشخاص لياليهم في الملاجئ أو في الشوارع، فإن عددهم انخفض عن مستويات ما قبل تفشي وباء كوفيد. في وقت سابق من هذا الأسبوع، هدد ترامب أيضا بنشر الحرس الوطني ضمن حملة صارمة على الجريمة في واشنطن. وفي حين قال إن منسوب الجريمة ارتفع، أظهرت إحصاءات الشرطة أن الجرائم العنيفة في العاصمة انخفضت في النصف الأول من عام 2025 بنسبة 26% مقارنة بالعام السابق. وبحسب الأرقام التي أصدرتها وزارة العدل قبل تولي ترامب الرئاسة، فإن معدلات الجريمة في المدينة بحلول عام 2024 كانت بالفعل الأدنى منذ ثلاثة عقود. في هذا الصدد، قالت رئيسة بلدية واشنطن موريل بوزر الأحد على قناة إم إس إن بي سي "نحن لا نشهد ارتفاعا في معدلات الجريمة". ورغم أن رئيسة البلدية الديموقراطية لم تنتقد ترامب صراحة في تصريحاتها، إلا أنها أكدت أن "أي مقارنة بدولة مزقتها الحرب مبالغ فيها وكاذبة". جاء تهديد ترامب بإرسال الحرس الوطني بعد أسابيع من نشر عناصره في لوس أنجليس ردا على تظاهرات اندلعت إثر مداهمات لتوقيف المهاجرين غير النظاميين، وقد اتخذ الرئيس الخطوة رغم اعتراض المسؤولين المحليين. وطرح الرئيس الأميركي مرارا فكرة استخدام الحرس الوطني التابع للجيش للسيطرة على المدن التي يدير العديد منها مسؤولون ديموقراطيين يعارضون سياساته.