logo
هل تُعاني من الصّداع عند الاستيقاظ؟ هذا الخبر لك

هل تُعاني من الصّداع عند الاستيقاظ؟ هذا الخبر لك

MTV٠٣-٠٣-٢٠٢٥

يُعدّ الاستيقاظ مع المعاناة من الصداع، الشعور الأسوأ على الإطلاق لأنه لا يفسد يومك بالكامل فحسب، بل قد يؤدي أيضًا إلى سلسلة من المشكلات الصحية. فما أسبابه؟ وكيف يُمكن الحد ّمنها قدر الإمكان؟
يقول الأطباء إنّ هذا الصداع قد يكون نتيجة سببٍ شائع. ومن أبرز الأسباب:
صرير الأسنان
يمكن أن يسبب صداعًا شديدًا – غالبًا من أنواع التوتر – حيث يؤدي ضغط عضلات الفك أثناء الصرير إلى الضغط على العضلات حول الرأس والرقبة.
وفقًا للخبراء، عندما تطحن أسنانك، فإنك تضع ضغطًا كبيرًا على العضلات والأنسجة وأجزاء أخرى من الفك، مما ينتشر إلى الرأس والرقبة، مما يسبب الصداع وآلام العضلات. يقول الأطباء إن انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم – وهو اضطراب في النوم – هو عامل خطر لهذه الحالة.
بصرف النظر عن الصداع، فإن صرير الأسنان يسبب أيضًا آلام الأسنان والفك، حيث يؤدي صرير الأسنان إلى تآكلها وتلفها، مما يترك شقوقًا في الطبقة الخارجية من الأسنان. وبدون علاج أو تدخل، قد تتسبب هذه الحالة في ارتخاء أسنانك أو حتى تساقطها.
لعلاج صرير الأسنان، يقترح الخبراء تناول أدوية مسكنة للألم واستخدام أكياس الثلج لتخفيف الألم، إلى جانب اتباع تقنيات التهدئة قبل النوم مثل الاستماع إلى الموسيقى أو القيام بتمارين التنفس.
مشاكل النوم
ترتبط قلة النوم بحركة العين السريعة والتي تسبب الصداع المؤلم. يحدث نوم حركة العين السريعة على فترات تتراوح من 90 إلى 120 دقيقة طوال الليل ويستمد اسمه من حركات العين السريعة التي تحدث أثناء هذه المرحلة من النوم. في حين أن حركة العين السريعة ضرورية لتخزين الذكريات والتعلم وتنظيم الحالة المزاجية، فإن عدم النوم بشكل كافٍ يمكن أن يسبب آثارًا جانبية.
يمكن أن يكون سبب الصداع أيضا المعاناة من الأرق، ما يجعل من الصعب عليك النوم أو قد يتسبب في استيقاظك مبكرًا وعدم قدرتك على العودة إلى النوم مرة أخرى. أي شيء أقل من 7 ساعات من النوم يعتبر قصيرًا بالنسبة لمعظم البالغين الأصحاء، الذين يحتاجون من 7 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة من أجل الصحة الجيدة.
الكافيين
ينصح خبراء الصحة بالتوقف عن تناول الكافيين، الذي يمكن أن يؤدي إلى حدوث صداع شديد في الصباح. إذ أنّ الكافيين يمنع استقبالك للأدينوزين، وهي مادة في جسمك تجعلك تشعر بالنعاس.
ويُعتبر الكافيين منبهاً يضخ الدم في الجسم بشكل أسرع، ما يساعد في توصيل الأوكسيجين إلى العضلات، ولكنه أيضًا يفتح الأوعية الدموية حول الدماغ، مما يزيد من تدفق الدم حول الدماغ ويضغط على الأعصاب المحيطة. هذا يؤدي إلى ما يسمى بالصداع الناتج عن انسحاب الكافيين. يمكن أن يستمر هذا الصداع لبضعة أسابيع لأن الجسم يستغرق بعض الوقت للتكيف مع عدم وجود الكافيين في نظامه.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جميلة كجعيتا: مغارة مار شليطا مدينة مخفية بالأرض
جميلة كجعيتا: مغارة مار شليطا مدينة مخفية بالأرض

المدن

time٢٠-٠٥-٢٠٢٥

  • المدن

جميلة كجعيتا: مغارة مار شليطا مدينة مخفية بالأرض

الطريق إليها وعرة وغير مجهّزة وتمتدّ صعوداً. لا يصلها إلا قلّة قليلة من هواة المشي والاستكشاف الذين يعرفون بأمرها. وصلنا إليها بعد عناء طويل. إنها مغارة مار شليطا المنسيّة سياحياً في بلدة قنات قضاء بشري، بجانب دير مار شليطا الأثري. فيما تنال مغارة جعيتا اهتماماً سياحياً لا مثيل له ويزورها الآلاف سنوياً، تعاني مغارة مار شليطا من النسيان والإهمال من الدولة. وباتت معلماً مدفوناً تحت سابع أرض يزوره خلسة المستكشفون والهواة والحشريون من دون علم البلدية، التي أغلقتها لدواعي السلامة العامة. ولا بد من التنويه أنها ليست مغلقة بالشمع الأحمر من وزارة الثقافة كما يتداول البعض. شبيهة بمغارة جعيتا يصفها البعض أنّها مدينة مخفية تحت الأرض. فقد عثر في محيط وأسفل المغارة والبئر على بقايا فخارية تعود للعصر البرونزي وأدوات صوّانية تعود الى العصر الحجري القديم. بدخولنا إليها، دخلنا إلى عالم يلفّه الظلام. يرشدنا "راعي الحلا" سمير غصن مع مجموعة من فريق "الأرض بتعرف أكتر" (مختصة بالهايكنغ)، إلى الطريق. نستعين بمعدات وبعض المصابيح التي لم تستطع أن تمحو العتمة المطبقة فيها. في جوّ مهيب مشينا تحت سقف قليل الارتفاع، وممرات ثلاث ضيقة. ومع التقدّم فيها ينخفض تدريجياً الأوكسيجين ما اضطر بعضنا للخروج قبل الأوان. وفي آخر الرواق المتعرج تتفتّح قاعة واسعة، علوّها أكثر من أربعة أمتار، شبيهة بمغارة جعيتا لناحية طبيعة سقفها الكلسيّ والترسّبات الصلصاليّة والمتدلّيات الصخرية. وفي الغوص أكثر داخلها تعثر على درجات منحوتة في الصخر تصل إلى ممر حديدي يؤدي إلى قاعة فيها شلال وبركة مياة عميقة. الصور التي التقطها البعض لا تفيها حقّها من الجمال. فالمغارة كنز طبيعي ينتظر من يجده ويعتني به ويذيع صيته. أقسام المغارة تتألف المغارة من مستويين: المستوى الأعلى وهو جاف نسبيا والمستوى الأسفل حيث مجرى الماء الجوفي. بالإضافة إلى النبع الذي هو كناية عن قاعة مغمورة بالمياه طولها 20 متراً. ينقسم المستوى الأعلى إلى ممرين طبيعيين. واحد رئيسي والآخر جانبي وهو رواق تتوسطه بئر بعمق 12 مترا وينتهي بعد مسافة 100 متر تقريباً بممر ضيق جداً حيث يلتقي بالممر الرئيسي للمغارة. أما الممر الرئيسي فيمتد بطول حوالي 30 مترا حيث ينفذ إلى قاعة واسعة نسبياً. في طرفها الجنوبي توجد بئر، والنزول فيها يؤدي إلى المستوى السفلي للمغارة، حيث يوجد نهر جوفي ينساب من شلالات صغيرة عدّة. وهناك قسم مكتشف حديثاً حيث وصل المستكشفون إلى حوض واسع وعميق يتبعه شقّ طويل ينتهي بتسلّق يؤدي إلى رواق يحتوي على أحواض ماء. أمّا المستوى الأعلى لهذا الموقع فلم يُستكشف بعد. مهملة من الدولة "من غير المحبّذ الدخول إليها من دون معدّات خاصّة، ويفضّل استكشافها مع مرشد خبير بالمغارة وبمجموعات، حتى لا يضيع أحد أو يتاذّى. فدهاليز المغارة كثيرة ومربكة"، يشير رئيس البلدية الأسبق شليطا كرم. ويضيف أنّها لم تكتشف بالكامل فهناك جزء غامض فيها لم يدخله أحد. ويلفت كرم إلى أنه بسبب الأزمة في العام 2019 لم تتلقَ المغارة أيّ مساعدات مالية. وقد سبق وقدم دراسة عن المغارة إلى وزارتي الثقافة والسياحة. فتجهيزها يحتاج إلى أموال كثيرة. ما يعني أنه ربما يكون من الأجدى تسليهما للقطاع الخاص للاستثمار فيها، فالاتكال على الدولة لم يجدِ نفعاً، كما قال. يدخل مغارة مار شليطا حالياً زوار من هواة الاستكشاف ويصوّرون داخلها فيديوهات تنشر على منصات التواصل الاجتماعي. وتغضّ البلدية النظر أحياناً إذا كان الداخلون إليها متخصصين ويحملون المعدات اللازمة، فهذه دعاية مجانية. وهنا يؤكد رئيس بلدية قنات الحالي طوني سعد أن البلدية ستعمل على تحريك ملف المغارة لدى الوزارة المختصة للحصول على الدعم الكافي من أجل تجهيزها بالإنارة وتأهيل ممراتها وإرسال فريق مختصّ لاستكشافها بالكامل. ويشير إلى أنّ المغارة بحاجة إلى تسويق إعلامي أيضاً فهي مجهولة للكثيرين ومنسية على الرّغم من أهميتها كمقصد سياحي. منطقة مجهولة سياحياً تحوي بلدة قنات أيضاً كنائس وأديرة أثرية أهمّها دير مار شليطا وهناك كنيسة مار شينا، كنسية السيدة، دير مار مخائيل، كنيسة القديسة شمونة، مزار القديسة تقلا، ومار نهرا، ما يجعل منها مقصداً للسياحة الدينية. وفي إطار الجهود السياحية لتنشيط المنطقة تحاول بلدتي حدث الجبة وقنات الترويج لطريق لهواة المشي بين البلدتين، لا سيما أنّ منطقة حدث الجبّة، التي تعتبر أكبر غابة أرز في لبنان من حيث المساحة وكثافة الأشجار، وهي مجهولة سياحياً لأنّها لم تسوّق إعلامياً كما يجب. ولعلّ الألغام التي زرعت خلال الحرب الأهلية هي السبب الأبرز في كونها غير مقصودة. فالمنطقة كانت على خطوط التماس، وقد نظّف الجيش وبعض الجمعيات المختصة المنطقة وأعلنت آمنة. لكن يبقى، في المنطقة الداخلية على الحدود مع نيحا، خطر الألغام موجوداً. في الوقت الحالي الطرقات المعتمدة مع usaids آمنة وخالية من الألغام ويسلكها هواة المشي في الطبيعة. ويشير رئيس بلدية حدث الجبة سيمون عبد المسيح إلى أن غابة أرز الجبة لا يمكن تصنيفها كمحمية لأن معظم أراضيها ملك خاص، لا يمكن للدولة أن تستملكها. ويعتبر أنّ خطر الألغام ربما له ايجابية في حماية المنطقة من العابثين. ويضيف أنّ البلدية لديها خطوات للتسويق سياحياً للمنطقة واستثمارها وتنفيذ مشاريع نظيفة لا تؤذي الطبيعة ونشاطات خارجية مثل الـzipline والتخييم وطريق للمشي يمتدّ من غابة أرز الجبة الى بلدة قنات وصولاً الى مغارة مار شليطا.

3 إصابات إثر انفجار قارورة أوكسيجين في صيدا (فيديو)
3 إصابات إثر انفجار قارورة أوكسيجين في صيدا (فيديو)

IM Lebanon

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • IM Lebanon

3 إصابات إثر انفجار قارورة أوكسيجين في صيدا (فيديو)

أصيب 3 أشخاص إثر انفجار قارورة من الأوكسيجين في محلة سينيق المدخل الجنوبي لمدينة صيدا. 'النهار': إصابة 3 أشخاص إثر انفجار قارورة من الأوكسيجين في محلة سينيق المدخل الجنوبي لمدينة #صيدا — IMLebanonNews (@IMLebanonNews) May 14, 2025

الانتخابات البلديّة في بيروت: معركة المدنيين بوجّه أحزاب السّلطة
الانتخابات البلديّة في بيروت: معركة المدنيين بوجّه أحزاب السّلطة

المدن

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • المدن

الانتخابات البلديّة في بيروت: معركة المدنيين بوجّه أحزاب السّلطة

لم يكن صمود اللبنانيّين في ثمانينات القرن الماضي مجرّد سيرة شعبٍ يبتكر وسائل بديلة للكهرباء والمياه والاتّصالات وسط جحيم القلاقل الأمنيّة والشقاق الأهليّ، بلّ كان يرفع هذا "التدبير" إلى سويّة "فنّ العيش على حافّة الهاوية". فبين خطوط التماس المشتعلة نشطت تجارة لا تهدأ، واستمرّ التعليم في المدارس والجامعات بجودة لافتة، وظلّ النظام الماليّ متماسكًا إلى حدّ مقبول، فيما ضخّت الصناعات الثقافيّة - مسرحًا وسينما وصحافةً ونشرًا - جرعاتٍ من الأوكسيجين في جسد مدينةٍ محاصَرة. هكذا تعلّم اللبنانيّون باكرًا كيف يطوّعون الأزمات، ويقفزون من ذاكرة الدم إلى ورشة الإعمار، مؤسِّسين لغةً سياسيّة جديدة أقلَّ تزمّتًا وأبعد عن الأيديولوجيا الصلبة. من تلك الذاكرة الجماعيّة يطلّ حاضر بيروت المثقل بسنواتٍ من الانهيار الماليّ والسّياسيّ والاجتماعيّ والثقافيّ. حيث تبدو العاصمة كمن يجرّ قدميه فوق ركام الحلم، لكنّها تكدّس في المقابل خبرة العيش مع الكارثة. ويتكرّر التناقض المزمن الذي حَيَّر الزائرين قديمًا: شعبٌ شغوف بالحريّات الفرديّة والليبراليّة الاجتماعيّة، وأسيرٌ في الوقت نفسه لغرائزه الطائفيّة العنيفة؛ تناقضٌ تغذّيه منظومةٌ لا يضيرها تشظّي البلاد ما دام صندوق الاقتراع يعيد تدوير الزعامات. الانتخابات كاختبارٍ مصيريّ وسط هذا المشهد يُطلّ استحقاق الانتخابات البلديّة في العاصمة بيروت كاختبارٍ جوهريّ لإرادة التغيير. فالمدينة الّتي كانت يومًا صورةً مصغّرةً عن احتمالات الدولة الوطنيّة باتت اليوم أوّل ضحاياها. من هنا حمّل المجتمع المدنيّ نفسه، مرّةً جديدة، مهمّةَ "فكّ لعنة المحاصصة والطائفيّة" عبر خوض المعركة بلغةٍ تعيد السّياسة إلى جوهرها: خدمة الناس. وعلى الرغم من ضراوة الخصوم – تحالف المال والسّلاح والطوائف – برزت لائحة مدنيّة تضع نفسها في مواجهة المنظومة، بموازاة أربعة لوائحٍٍ أخرى، لإعادة بيروت إلى سكّانها. يتنافس اليوم، على مقاعد المجلس البلديّ الأربعةِ والعشرين خمسُ لوائح تتوزّع بين ائتلافٍ سُميّ بـ"بيروت تجمعنا" يضمّ معظمَ أحزاب السّلطة المتناحرة بقيادة رجل الأعمال إبراهيم زيدان؛ ولائحةٍ يقودها العقيد محمود الجمل مدعومةً من النائب نبيل بدر و"الجماعة الإسلاميّة" باسم "بيروت بتحبّك" (لسدّ فجوة غياب تيار المستقبل)؛ و"ائتلاف بيروت مدينتي 2025" بقيادة المهندس فادي درويش والمدعومةِ من نوّابٍ تغييريين؛ ولائحة "مواطنون ومواطنات في بيروت، عاصمةً لدولة" غير المكتملة وهي الإبنة الصريحة لحركة "مواطنون ومواطنات في دولة" المنبثقةِ عن مشروع شربل نحّاس؛ وأخيرًا لائحة "أولاد البلد" برئاسة رُلى العجوز والّتي تستند إلى رصيدِ عائلاتٍ بيروتيةٍ تقليدية مطعَّمٍ بكفاءاتٍ شابة. المدنيون بوجّه أحزاب السّلطة عمليًّا تتركّز المعركة الانتخابيّة بين قطبين أساسيين، وهي لائحة المدنيين ولائحة أحزاب السّلطة. فمن جهة، تراهن اللائحةُ الائتلافية على "التوازن الطوائفيّ" لاستعادة مجلسٍ عطّلته بنفسها منذ 2016، حين فشلت في إقرار خطةٍ للنقل العام أو معالجةِ النفايات، وتغلّف خطابَها بوعودٍ خدماتيةٍ سريعة؛ غير أنّ سجلّها المثقلَ بانهيار الجباية وفضائح التلزيمات يجعل مهمّةَ تسويقها أشبه بجرّ خطةٍ في الوحل. لائحةُ بدر–الجماعة تستحضر خطابَ "التنوّع والإنماء المناطقيّ" لاستمالةِ جمهورٍ يبحث عن وسَطيةٍ لا تصطدم مباشرةً بالمنظومة، "مواطنون ومواطنات في بيروت" غير المكتملة، تُعلن المعركةَ على "شرعية النظام" وتطرح إعادةَ تعريف دور البلدية كحاضنةٍ للسكن الميسَّر وشبكةِ نقلٍ عامّ تربط المدينة بضواحيها، إلّا أنّها تصطدم بالطموحات الموصوفة بغير الواقعيّة. أمّا لائحةُ رُلى العجوز فتستند إلى رصيدٍ اجتماعي لعائلاتٍ بيروتيةٍ تقليدية، وتَعِد بتطعيمه بكفاءاتٍ شابة من أجل إدارةٍ أكثرَ رشاقة. في مقابل ذلك، تسعى لائحة "ائتلاف بيروت مدينتي 2025"، الّتي انبثقت من صدمة 2016 حين هزّت "بيروت مدينتي" استرخاء الأحزاب إلى تكرار التجربة مع خبرات جديدة. يقود الائتلافَ راهنًا جيلٌ حافظ على شغفه بالمدينة وشؤونها رغم انسحاقه اليوميّ بالأزمات. تحدّد اللائحةُ خمس ثغراتٍ كبرى أوصلت العاصمة إلى انهيارها: غياب رؤيةٍ علميّةٍ تجعل الإنسان محور التخطيط، انعدام التخطيط الشامل منذ 2012، ضمور الإرادة السياسيّة وانكفاء التنسيق البينيّ، فسادٌ متجذّر يأكل ماليّة البلديّة، وقراراتٌ تنظيميّةٌ تُقصي السكّان وتُفرغ الأحياء من تنوّعها. يردّ الائتلاف على ذلك بخريطة طريقٍ تبدأ في السّنة الأولى بتأمين الخدمات الأساسيّة – كهرباء، مياه، نقل، إدارة نفايات – وتتحوّل تدريجًا إلى تحديث الحوكمة الماليّة والتقنيّة، وربط الوسط التجاريّ بمحيطه، وإطلاق خطّة نهوضٍ اقتصاديٍّ وثقافيّ. منهجيّة العمل هنا تقوم على قياسٍ دوريّ للإنجازات ونشر البيانات، بما يحوّل البلدية إلى مختبر شفافيّة يتيح لكل مواطن معرفة "أين صُرف المال ومَن حوسِب". في جوهر هذا الطرح يكمن رهانٌ أخلاقيّ: مصالحة بيروت مع بحرها وتراثها، وجعلها مدينةً للعيش والعمل والترفيه معًا، لا مجرد منصةٍ لتراكم الريعيّة. من معركة ولاءات إلى إدارة حياةٍ يوميّة رهانُ المجتمع المدنيّ إذن لا يقتصر على اقتناص مقعدٍ هنا أو هناك؛ بل هو محاولةٌ لتفكيك ماكينةِ الزبائنيّة الّتي حوّلت البلدية إلى محفظةِ تمويلٍ للولاءات. فالمجلس البلديّ، دستوريًّا، هو المستوى الإداريّ الأقرب إلى حياة الناس اليوميّة: الأرصفة، شبكات الصرف، حدائق الأطفال، النقل، إدارة النفايات. حين انهارت تلك الخدمات عام 2015 وطفحت الشوارع بالقمامة، تحوّلت الأزمةُ إلى انتفاضةٍ شعبية أجبرت السّلطةَ على التراجع خطوةً إلى الخلف وأطلقت شرارةَ "بيروت مدينتي". ثم جاء انفجارُ الرابع من آب 2020 ليخرق قلبَ المدينة بانفجارٍ يعادل زلزالًا ويترك 218 قتيلًا و7000 جريح و300 ألف مشرَّد في ليلةٍ واحدة؛ عندها أدرك السكّان أنّ إدارة المدينة ليست ترفًا بل شرطَ بقاء. وفي خلفية المشهد يقف وسطُ بيروت، حيث أعادت شركة "سوليدير" رسمَ الخرائط بشهيةٍ ريعية حوّلت المركزَ التاريخي إلى "جزيرةٍ للفرجة" أرادتها مرآةً لرساميل ما بعد الحرب. نافذةٌ للامركزية وعقدٌ اجتماعيّ جديد على الرغم من قتامة الصورة، تفتح هذه الانتخابات نافذةً أمام فكرة اللامركزيّة الّتي توصي بها تقاريرُ التنمية الدوليّة كأداةٍ لكبح الفساد وتعزيزِ المساءلة. فإذا نجحت اللائحة المدنيّة في انتزاعِ الأكثريّة، يمكن لعقدٍ اجتماعيٍّ جديد أن يتشكّل من الأسفل إلى الأعلى: تدقيقٌ جنائيّ في مالية البلديّة، موازنةٌ تشاركية تُقصي الوسطاء، وخريطةُ نقلٍ عامّ تربط الضواحي بالمرفأ الذي لا يزال ينتظر إعادةَ الإعمار، وعيشٌ مشتركٌ حقيقيّ بعيدًا عن الهواجس الطائفيّة الّتي تستثمرها الأحزاب في علاقتها مع المواطنين. عندئذٍ يصبح التغييرُ على مستوى المدينة مختبرًا لخلخلة التسويّة الطائفيّة الوطنيّة الّتي أثبتت التجاربُ أنّها تنهار عند كلّ اهتزازٍ إقليميّ ثمّ تُرمَّم على عجل. تبقى المعضلةُ الكبرى في إقناع الناخبِ البيروتيّ بأنّ صوتَه قادرٌ على كسر الدائرة الجهنميّة. فالمدينة المنهكة، لا تبحث عن خطابٍ "حداثي" مُفرَغٍ من المضمون، بل عن مؤشراتٍ ملموسة: متى تُستبدَل شبكةُ المياه المتقادِمة؟ كم كيلومترًا من الأرصفة ستُرمَّم؟ مَن يراقب تلزيماتِ النفايات؟ كيف يُحاسَب الموظفُ الفاسد؟ هنا تتقدّم اللائحة المدنية متسلّحةً بمقاربة "المشاريع القابلة للقياس"، مستندةً إلى دروس 2016 التي أثبتت أنّ الفجوة ليست في الأفكار بل في التنظيم والتمويل. وإذا كان الخصومُ يملكون المالَ والسلاحَ وحمولةَ الطائفة، فإنّ المجتمعَ المدنيّ يراهن على رياضيةِ "الماراثون" لا "مئة متر": سلسلةُ انتخاباتٍ تراكُمية تخلخل الهيكلَ شيئًا فشيئًا. وهو ما يقلق تحالفَ المال والسلاح لأنّه ينتزع منه امتيازَ توزيعِ الغنائم. ولهذا السبب تتكتّل الأحزابُ التقليديّة -على تناقضاتها الاستراتيجيّة- في لائحةٍ واحدةٍ أو أكثر كلما لاح شبحُ تغيّر موازين القوى على مستوى العاصمة. لحظةٌ مفصلية تقترب هكذا تتقدّم بيروت نحو موعدِها البلدي حاملةً خريطةً مدنيّةً في وجه منظومةٍ تُتقن فنَّ تدوير الزعامات. سيراقب الداخل والخارج في آنٍ معًا، ما إذا كانت العاصمةُ الّتي شكّلت يومًا نموذجَ تعايشٍ فعليّ ستنجح في صياغة نموذجِ إدارةٍ مدني يتجاوز خطوطَ 1975 وتوزيعاتِ 1990 القابلةِ للانفجار. ثمة لحظةٌ مفصليةٌ تقترب: إمّا أن يكسر صندوقُ الاقتراع منطقَ "المحاصّصة" وينقل الناسَ من صفة "الزبائن" إلى صفة "المواطنين"، أو تُغلق الدورةُ على خيبةٍ إضافية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store