logo
الانتخابات البلديّة في بيروت: معركة المدنيين بوجّه أحزاب السّلطة

الانتخابات البلديّة في بيروت: معركة المدنيين بوجّه أحزاب السّلطة

المدن١٣-٠٥-٢٠٢٥

لم يكن صمود اللبنانيّين في ثمانينات القرن الماضي مجرّد سيرة شعبٍ يبتكر وسائل بديلة للكهرباء والمياه والاتّصالات وسط جحيم القلاقل الأمنيّة والشقاق الأهليّ، بلّ كان يرفع هذا "التدبير" إلى سويّة "فنّ العيش على حافّة الهاوية". فبين خطوط التماس المشتعلة نشطت تجارة لا تهدأ، واستمرّ التعليم في المدارس والجامعات بجودة لافتة، وظلّ النظام الماليّ متماسكًا إلى حدّ مقبول، فيما ضخّت الصناعات الثقافيّة - مسرحًا وسينما وصحافةً ونشرًا - جرعاتٍ من الأوكسيجين في جسد مدينةٍ محاصَرة. هكذا تعلّم اللبنانيّون باكرًا كيف يطوّعون الأزمات، ويقفزون من ذاكرة الدم إلى ورشة الإعمار، مؤسِّسين لغةً سياسيّة جديدة أقلَّ تزمّتًا وأبعد عن الأيديولوجيا الصلبة.
من تلك الذاكرة الجماعيّة يطلّ حاضر بيروت المثقل بسنواتٍ من الانهيار الماليّ والسّياسيّ والاجتماعيّ والثقافيّ. حيث تبدو العاصمة كمن يجرّ قدميه فوق ركام الحلم، لكنّها تكدّس في المقابل خبرة العيش مع الكارثة. ويتكرّر التناقض المزمن الذي حَيَّر الزائرين قديمًا: شعبٌ شغوف بالحريّات الفرديّة والليبراليّة الاجتماعيّة، وأسيرٌ في الوقت نفسه لغرائزه الطائفيّة العنيفة؛ تناقضٌ تغذّيه منظومةٌ لا يضيرها تشظّي البلاد ما دام صندوق الاقتراع يعيد تدوير الزعامات.
الانتخابات كاختبارٍ مصيريّ
وسط هذا المشهد يُطلّ استحقاق الانتخابات البلديّة في العاصمة بيروت كاختبارٍ جوهريّ لإرادة التغيير. فالمدينة الّتي كانت يومًا صورةً مصغّرةً عن احتمالات الدولة الوطنيّة باتت اليوم أوّل ضحاياها. من هنا حمّل المجتمع المدنيّ نفسه، مرّةً جديدة، مهمّةَ "فكّ لعنة المحاصصة والطائفيّة" عبر خوض المعركة بلغةٍ تعيد السّياسة إلى جوهرها: خدمة الناس. وعلى الرغم من ضراوة الخصوم – تحالف المال والسّلاح والطوائف – برزت لائحة مدنيّة تضع نفسها في مواجهة المنظومة، بموازاة أربعة لوائحٍٍ أخرى، لإعادة بيروت إلى سكّانها.
يتنافس اليوم، على مقاعد المجلس البلديّ الأربعةِ والعشرين خمسُ لوائح تتوزّع بين ائتلافٍ سُميّ بـ"بيروت تجمعنا" يضمّ معظمَ أحزاب السّلطة المتناحرة بقيادة رجل الأعمال إبراهيم زيدان؛ ولائحةٍ يقودها العقيد محمود الجمل مدعومةً من النائب نبيل بدر و"الجماعة الإسلاميّة" باسم "بيروت بتحبّك" (لسدّ فجوة غياب تيار المستقبل)؛ و"ائتلاف بيروت مدينتي 2025" بقيادة المهندس فادي درويش والمدعومةِ من نوّابٍ تغييريين؛ ولائحة "مواطنون ومواطنات في بيروت، عاصمةً لدولة" غير المكتملة وهي الإبنة الصريحة لحركة "مواطنون ومواطنات في دولة" المنبثقةِ عن مشروع شربل نحّاس؛ وأخيرًا لائحة "أولاد البلد" برئاسة رُلى العجوز والّتي تستند إلى رصيدِ عائلاتٍ بيروتيةٍ تقليدية مطعَّمٍ بكفاءاتٍ شابة.
المدنيون بوجّه أحزاب السّلطة
عمليًّا تتركّز المعركة الانتخابيّة بين قطبين أساسيين، وهي لائحة المدنيين ولائحة أحزاب السّلطة. فمن جهة، تراهن اللائحةُ الائتلافية على "التوازن الطوائفيّ" لاستعادة مجلسٍ عطّلته بنفسها منذ 2016، حين فشلت في إقرار خطةٍ للنقل العام أو معالجةِ النفايات، وتغلّف خطابَها بوعودٍ خدماتيةٍ سريعة؛ غير أنّ سجلّها المثقلَ بانهيار الجباية وفضائح التلزيمات يجعل مهمّةَ تسويقها أشبه بجرّ خطةٍ في الوحل. لائحةُ بدر–الجماعة تستحضر خطابَ "التنوّع والإنماء المناطقيّ" لاستمالةِ جمهورٍ يبحث عن وسَطيةٍ لا تصطدم مباشرةً بالمنظومة، "مواطنون ومواطنات في بيروت" غير المكتملة، تُعلن المعركةَ على "شرعية النظام" وتطرح إعادةَ تعريف دور البلدية كحاضنةٍ للسكن الميسَّر وشبكةِ نقلٍ عامّ تربط المدينة بضواحيها، إلّا أنّها تصطدم بالطموحات الموصوفة بغير الواقعيّة. أمّا لائحةُ رُلى العجوز فتستند إلى رصيدٍ اجتماعي لعائلاتٍ بيروتيةٍ تقليدية، وتَعِد بتطعيمه بكفاءاتٍ شابة من أجل إدارةٍ أكثرَ رشاقة.
في مقابل ذلك، تسعى لائحة "ائتلاف بيروت مدينتي 2025"، الّتي انبثقت من صدمة 2016 حين هزّت "بيروت مدينتي" استرخاء الأحزاب إلى تكرار التجربة مع خبرات جديدة. يقود الائتلافَ راهنًا جيلٌ حافظ على شغفه بالمدينة وشؤونها رغم انسحاقه اليوميّ بالأزمات. تحدّد اللائحةُ خمس ثغراتٍ كبرى أوصلت العاصمة إلى انهيارها: غياب رؤيةٍ علميّةٍ تجعل الإنسان محور التخطيط، انعدام التخطيط الشامل منذ 2012، ضمور الإرادة السياسيّة وانكفاء التنسيق البينيّ، فسادٌ متجذّر يأكل ماليّة البلديّة، وقراراتٌ تنظيميّةٌ تُقصي السكّان وتُفرغ الأحياء من تنوّعها. يردّ الائتلاف على ذلك بخريطة طريقٍ تبدأ في السّنة الأولى بتأمين الخدمات الأساسيّة – كهرباء، مياه، نقل، إدارة نفايات – وتتحوّل تدريجًا إلى تحديث الحوكمة الماليّة والتقنيّة، وربط الوسط التجاريّ بمحيطه، وإطلاق خطّة نهوضٍ اقتصاديٍّ وثقافيّ. منهجيّة العمل هنا تقوم على قياسٍ دوريّ للإنجازات ونشر البيانات، بما يحوّل البلدية إلى مختبر شفافيّة يتيح لكل مواطن معرفة "أين صُرف المال ومَن حوسِب". في جوهر هذا الطرح يكمن رهانٌ أخلاقيّ: مصالحة بيروت مع بحرها وتراثها، وجعلها مدينةً للعيش والعمل والترفيه معًا، لا مجرد منصةٍ لتراكم الريعيّة.
من معركة ولاءات إلى إدارة حياةٍ يوميّة
رهانُ المجتمع المدنيّ إذن لا يقتصر على اقتناص مقعدٍ هنا أو هناك؛ بل هو محاولةٌ لتفكيك ماكينةِ الزبائنيّة الّتي حوّلت البلدية إلى محفظةِ تمويلٍ للولاءات. فالمجلس البلديّ، دستوريًّا، هو المستوى الإداريّ الأقرب إلى حياة الناس اليوميّة: الأرصفة، شبكات الصرف، حدائق الأطفال، النقل، إدارة النفايات. حين انهارت تلك الخدمات عام 2015 وطفحت الشوارع بالقمامة، تحوّلت الأزمةُ إلى انتفاضةٍ شعبية أجبرت السّلطةَ على التراجع خطوةً إلى الخلف وأطلقت شرارةَ "بيروت مدينتي". ثم جاء انفجارُ الرابع من آب 2020 ليخرق قلبَ المدينة بانفجارٍ يعادل زلزالًا ويترك 218 قتيلًا و7000 جريح و300 ألف مشرَّد في ليلةٍ واحدة؛ عندها أدرك السكّان أنّ إدارة المدينة ليست ترفًا بل شرطَ بقاء. وفي خلفية المشهد يقف وسطُ بيروت، حيث أعادت شركة "سوليدير" رسمَ الخرائط بشهيةٍ ريعية حوّلت المركزَ التاريخي إلى "جزيرةٍ للفرجة" أرادتها مرآةً لرساميل ما بعد الحرب.
نافذةٌ للامركزية وعقدٌ اجتماعيّ جديد
على الرغم من قتامة الصورة، تفتح هذه الانتخابات نافذةً أمام فكرة اللامركزيّة الّتي توصي بها تقاريرُ التنمية الدوليّة كأداةٍ لكبح الفساد وتعزيزِ المساءلة. فإذا نجحت اللائحة المدنيّة في انتزاعِ الأكثريّة، يمكن لعقدٍ اجتماعيٍّ جديد أن يتشكّل من الأسفل إلى الأعلى: تدقيقٌ جنائيّ في مالية البلديّة، موازنةٌ تشاركية تُقصي الوسطاء، وخريطةُ نقلٍ عامّ تربط الضواحي بالمرفأ الذي لا يزال ينتظر إعادةَ الإعمار، وعيشٌ مشتركٌ حقيقيّ بعيدًا عن الهواجس الطائفيّة الّتي تستثمرها الأحزاب في علاقتها مع المواطنين. عندئذٍ يصبح التغييرُ على مستوى المدينة مختبرًا لخلخلة التسويّة الطائفيّة الوطنيّة الّتي أثبتت التجاربُ أنّها تنهار عند كلّ اهتزازٍ إقليميّ ثمّ تُرمَّم على عجل.
تبقى المعضلةُ الكبرى في إقناع الناخبِ البيروتيّ بأنّ صوتَه قادرٌ على كسر الدائرة الجهنميّة. فالمدينة المنهكة، لا تبحث عن خطابٍ "حداثي" مُفرَغٍ من المضمون، بل عن مؤشراتٍ ملموسة: متى تُستبدَل شبكةُ المياه المتقادِمة؟ كم كيلومترًا من الأرصفة ستُرمَّم؟ مَن يراقب تلزيماتِ النفايات؟ كيف يُحاسَب الموظفُ الفاسد؟ هنا تتقدّم اللائحة المدنية متسلّحةً بمقاربة "المشاريع القابلة للقياس"، مستندةً إلى دروس 2016 التي أثبتت أنّ الفجوة ليست في الأفكار بل في التنظيم والتمويل.
وإذا كان الخصومُ يملكون المالَ والسلاحَ وحمولةَ الطائفة، فإنّ المجتمعَ المدنيّ يراهن على رياضيةِ "الماراثون" لا "مئة متر": سلسلةُ انتخاباتٍ تراكُمية تخلخل الهيكلَ شيئًا فشيئًا. وهو ما يقلق تحالفَ المال والسلاح لأنّه ينتزع منه امتيازَ توزيعِ الغنائم. ولهذا السبب تتكتّل الأحزابُ التقليديّة -على تناقضاتها الاستراتيجيّة- في لائحةٍ واحدةٍ أو أكثر كلما لاح شبحُ تغيّر موازين القوى على مستوى العاصمة.
لحظةٌ مفصلية تقترب
هكذا تتقدّم بيروت نحو موعدِها البلدي حاملةً خريطةً مدنيّةً في وجه منظومةٍ تُتقن فنَّ تدوير الزعامات. سيراقب الداخل والخارج في آنٍ معًا، ما إذا كانت العاصمةُ الّتي شكّلت يومًا نموذجَ تعايشٍ فعليّ ستنجح في صياغة نموذجِ إدارةٍ مدني يتجاوز خطوطَ 1975 وتوزيعاتِ 1990 القابلةِ للانفجار. ثمة لحظةٌ مفصليةٌ تقترب: إمّا أن يكسر صندوقُ الاقتراع منطقَ "المحاصّصة" وينقل الناسَ من صفة "الزبائن" إلى صفة "المواطنين"، أو تُغلق الدورةُ على خيبةٍ إضافية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما هي رسائل "المستقبل" في اختراق العميد الجمل للائحة التحالف في انتخابات بيروت؟
ما هي رسائل "المستقبل" في اختراق العميد الجمل للائحة التحالف في انتخابات بيروت؟

الديار

timeمنذ 7 ساعات

  • الديار

ما هي رسائل "المستقبل" في اختراق العميد الجمل للائحة التحالف في انتخابات بيروت؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب حظي اختراق العميد محمود الجمل للائحة التحالف الانتخابي الواسع في بيروت باهتمام تجاوز بكثير الحدث بحد ذاته، لا سيما ان بصمات تيار المستقبل كانت واضحة في تحقيقه والذي له دلالاته ويحمل رسائل عديدة على غير صعيد . وما يعزز الاعتقاد بان ما حصل ليس مجرد خرق فردي لاحد اعضاء اللائحة المنافسة للائحة التحالف الفائزة ان العميد الجمل حصل على عدد كبير من الاصوات تجاوز الاربعين الفا معظمهم من الناخبين السنّة في بيروت . قبل الحديث عما احيط وما يحاط بهذا الخرق ومعانيه، لا بد من الاشارة الى ان العميد الجمل ينتمي الى تيار المستقبل، وهو من القياديين للتيار في بيروت، بغض النظر عن المسألة التنظيمية الراهنة وظروفها وملابساتها. كما انه يحظى شخصيا برصيد شعبي وبعلاقاته المباشرة مع المواطنين البيارتة لا سيما في الطريق الجديدة والمزرعة واحياء ومناطق اخرى، وكانت له ايضا تجربة مشجعة في الانتخابات النيابية الاخيرة . وفي الدلالة على خصوصية شخصية العميد الجمل اشادة نائب حزب الله امين شري بصفاته الشعبية والاجتماعية بغض النظر عن الموضوع السياسي، وتلميحه الى فكرة او اقتراح تسميته لترؤس لائحة التوافق الذي لم ياخذ طريقه الى الترجمة او التنفيذ . تكثر التكهنات والتفسيرات للخرق الوحيد الذي حققته لائحة "بيروت بتحبك" بشخص رئيسها العميد الجمل، لا سيما ان الفارق بين الاصوات التي حصل عليها وبين زملائه في اللائحة المدعومة من النائب نبيل بدر والجماعة الاسلامية بلغ بمعدل تجاوز العشرة الاف صوت. واذا كانت اللائحة التي ترأسها مدعومة ظاهرا من النائب بدر والجماعة الاسلامية فان "السكور" الذي حققته يؤكد من دون عناء ان نسبة كبيرة من الاصوات التي صبت لمصلحتها عمموما وللعميد الجمل خصوصا تعود لمناصري وجمهور تيار المستقبل الذين احتفلوا بعد صدور النتيجة بهذا الخرق ورفعوا اعلام التيار . يقول مصدر في تيار المستقبل لـ "الديار" ان التيار التزم وملتزم بقرار الرئيس سعد الحريري بعدم المشاركة في الانتخابات البلدية في كل المناطق ومنها بيروت، وانه لم يشارك مباشرة او بتحريك ماكينته الانتخابية لا في العاصمة ولا في غيرها لصالح اية لائحة. لكنه لا ينكر ان التعاطف الشعبي لقاعدته في بيروت أدّى دوره في اختراق العميد الجمل للائحة التحالف الواسع، وان نسبة ملحوظة من هذه القاعدة صوتت بشكل عاطفي للائحة "بيروت بتحبك" وبشكل اكبر للعميد الجمل . ويرى المصدر ان هذا التوجه هو توجه عفوي وعاطفي وغير منظم، وربما يكون ايضا بمثابة "فشّة خلق" في وجه لائحة التحالف الهجين الواسع التي ظهرت كأنها تركيبة من فوق والتي جمعت الاضداد تحت عنوان ضمان المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، مع العلم ان اول من رعى وحرص على ضمانها وترسيخها كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري، وان هذه المناصفة صارت راسخة في وجدان البيارتة كما برهنت ارقام اللوائح. ويؤكد المصدر جازما ان قيادة تيار المستقبل التزمت وتلتزم بقرار الرئيس الحريري الواضح والقاطع بعدم المشاركة في الانتخابات البلدية في كل لبنان، وكذلك عدم انخراط ماكينة تيار المستقبل في هذه الانتخابات او تبني اي لائحة لكن هذا لا يعني قرار مقاطعة مناصري وجمهور المستقبل للاقتراع وتصويت كل ناخب لمن يراه مناسبا من المرشحين. ويشدد المصدر على ان ما حصل في بيروت لا يعني ان تيار المستقبل شارك في خوض المعركة ولو اراد ذلك لكان الرقم الذي حصل عليه العميد الجمل مضاعفا . وبغض النظر عن كلام مصدر تيار المستقبل، ترى مصادر سياسية ان ما جرى في انتخابات بلدية بيروت اختلف بشكل واضح عما جرى في المناطق التي يوجد فيها التيار بقوة مثل طرابلس والشمال والبقاعين الغربي والاوسط . وترى ان مشاركة مناصري وجمهور المستقبل في التصويت لمصلحة لائحة دون سواها بشكل واضح وراجح كان ملموسا وظاهرا احيانا لا سيما في الطريق الجديدة. كما ان انحياز هذا الجمهور للائحة "بيروت بتحبك" عموما وللعميد الجمل خصوصا يحمل رسائل عديدة ابرزها : 1ـ انزعاج الناخب السني الى حد الاستياء من تشكيل لائحة التحالف الواسع والهجين، ليس رفضا للمناصفة، وانما للطريقة التي اعتمدت من بعض اركانها واطرافها وليس جميعهم . 2ـ توجيه صفعة قوية للنائب فؤاد مخزومي الذي اتهم بانه حاول استثمار لائحة التحالف وهندس اختيار معظم اعضائها السنة باستثناء العضوين المختارين من جمعية المشاريع (الاحباش) لتوظيف هذه الانتخابات في طموحه لرئاسة الحكومة بعد الانتخابات النيابية المقبلة، لا سيما ان ترشحه لهذا الموقع بدعم من القوات اللبنانية وبعض من يدورفي فلكها قبل اختيار الرئيس نواف سلام يعزز هذا الاتهام . وترى المصادر ان الاصوات السنة التي نالتها لائحة التحالف من دون "بلوك" اصوات الاحباش المحسوب والمعروف اظهر ضعف التمثيل السني لمخزومي في هذه الانتخابات . 3ـ الزيادة الكبيرة للاصوات التي نالها العميد الجمل عن باقي زملائه في اللائحة، تظهر شعبيته من ناحية والتاييد الذي حظي به ولم يكن مفاجئا من قبل جمهور ومناصري المستقبل، مع العلم ان قسما كبيرا من اصواتهم ذهب ايضا لباقي اعضاء لائحة "بيروت بتحبك ". وهنا كانت الرسالة ان تيار المستقبل اراد التاكيد على قوة وثبات المزاج الشعبي البيروتي والسني بوجه خاص لصالحه حتى لو لم يشارك مباشرة في الانتخابات . 4ـ تمكن تيار المستقبل بعناية من دوزنة التصويت لشخص العميد الجمل ولباقي اعضاء اللائحة، فوجه رسالة من خلال تامين اختراقه للائحة التحالف ان من يؤمن له هذه الاصوات بنصف جهد قادر على تامين نجاح لائحة باكملها، لكن حرصه على المناصفة وعلى عدم المشاركة الفعلية بالانتخابات جعله يكتفي بتوجيه هذه الرسالة . 5ـ لعل ابرز الرسائل التي تتجاوز بيروت وربما لبنان ان تيار المستقبل اراد تقديم نموذج صغير لثبات قوته الشعبية في الشارع السني، وانه ما زال يملك القاعدة الكبرى من دون منازع ولا احد يستطيع الادعاء بانه قادر على ملء فراغ ابتعاده عن اي استحقاق . من جهة اخرى، لا حاجة كبيرة لقراءة او معرفة الدور البارز والاساسي الذي لعبه ثنائي "أمل" وحزب الله في تشكيل الرافعة لفوز لائحة التحالف الواسع، وضمان المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في المجلس البلدي لبيروت . ويقول مصدر نيابي في هذا المجال ان مشاركة ما يقارب العشرين الف ناخب شيعي في الاقتراع، السواد الاعظم منهم لمصلحة لائحة "بيروت بتجمعنا"، أدت دورا حاسما في فوز هذه اللائحة وعدم حصول خرق مؤثر لها، مع العلم ان حصة الشيعة في اللائحة هي 3 اعضاء فقط . ويشير المصدر الى ان الرئيس بري أدى دورا محوريا واساسيا في توفير ظروف ولادة اللائحة من دون المشاركة في اختيار اعضائها لكنه حرص دائما على ان تكون جامعة وتوافقية بين الجميع من دون استثناء، لكنه لم يتمكن من تحقيق هذا الهدف بسبب الخلافات والحساسيات التي ظهرت بين بعض نواب بيروت والقوى في العاصمة. وكان حرصه اولا واخيرا يتركز على وحدة بيروت في هذا الاستحقاق البلدي وتأمين وضمان المناصفة، وهذا ما عبر عنه في جلسة مجلس النواب اثناء مناقشة هذا الموضوع . ويضيف المصدر ان موقف الرئيس بري يمثل ايضا موقف حزب الله الذي اراد ايضا من تفعيل ماكنته الانتخابية المشهود لها رفع مشاركة الشيعة في الاقتراع، وبذل الى جانب حركة امل جهدا ملحوظا لتحقيق هذا الهدف خلال يوم الانتخاب. ويشير الى ان الثنائي الشيعي لم يتدخل في تسمية اعضاء اللائحة باستثناء الاعضاء الشيعة، وانه دفع باتجاه تحقيق اوسع تحالف داعم لها لكن خلافات بعض القوى والنواب لا سيما بين النائبين مخزومي وبدر حالت دون ذلك .

نائب يُعلنها: الطعن بي أصبح من الماضي ومرحلة جديدة تبدأ اليوم!
نائب يُعلنها: الطعن بي أصبح من الماضي ومرحلة جديدة تبدأ اليوم!

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 2 أيام

  • القناة الثالثة والعشرون

نائب يُعلنها: الطعن بي أصبح من الماضي ومرحلة جديدة تبدأ اليوم!

على هامش جلسة اللجان النيابية المشتركة اليوم في مجلس النواب، أكد النائب وضاح الصادق في حديث لـ"ليبانون ديبايت" أن "تشكيل اللوائح الانتخابية يجب أن يكون بشكل مستقل، وهو أمر ندعمه، لكن من غير المقبول أن تختار القوى السياسية اللوائح دون معرفة مكوناتها". قال الصادق: "هناك العديد من الأسماء في التي تم اختيارها بشكل عشوائي، ولا يمكن تشكيل المجلس البلدي بهذه الطريقة، يجب أن نتأكد من وجود أشخاص أكفاء ومتجانسين داخل هذه اللوائح، واللائحة التي دخلت حاليًا إلى المجلس البلدي في بيروت تضم أحزابًا متضادة، وإذا اتسع الخلاف فيما بينها قد يفرط المجلس البلدي، خاصة أنه في الماضي، كانت المجالس البلدية تجتمع مرة كل 7 أشهر، وكان هذا مصدر قلقنا، فهناك ثلاث لوائح أساسية هدفها المناصب السياسية وليس إنماء بيروت". ويضيف: "الجميع يفكر في إثبات قوته، ولهذا السبب لم أشارك في الانتخابات البلدية ولم أكن مؤيدًا لتشكيل هذه اللوائح، وكان لي رأي آخر، نحن بحاجة إلى إصلاح قانون البلديات، وهو ليس موضوعًا طائفيًا بل إنمائيًا، لهذا السبب، اتفقنا مع القيادات السياسية، خاصة القيادات المسيحية، على تشكيل لجنة تأخذ مهلة ثلاثة أشهر لبدء إصلاح القانون، وأعتقد أن هذا يجب أن يسري فورًا مع المجلس البلدي الحالي في بيروت، والأهم هو أن أعضاء المجلس البلدي يجب أن يتجردوا من انتماءاتهم السياسية، ليظل المجلس البلدي بعيدًا عن أي تأثيرات سياسية". وحول خسارة لائحة المستقلين والتغييريين، أي لائحة "بيروت مدينتي"، قال الصادق: "في الواقع، لم أُدعى للمشاركة في هذه اللائحة منذ البداية، لأن الخلافات كانت معروفة، رغم ذلك، تعرضت لهجوم شخصي كبير من جانب بعض أعضاء هذه اللائحة، فلم يعد هناك مشروع تغيير حقيقي، نحن اليوم جزء من السلطة، التغيير تحقق مع انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، ونحن الآن في مرحلة بناء الدولة التي سعينا لتغييرها، لذا يجب أن ننتقل إلى مراحل سياسية جديدة، كما أن المعارضة أصبحت في مكان آخر، ونحن في الداخل نعمل على بناء البلد، ولقد ظهرت وجهات نظر مختلفة بيننا، لا يمكننا أن نحقق التغيير بمفردنا، وهناك خلافات اقتصادية أيضًا التي تزيد من تعقيد الوضع، لكنني أؤمن بأننا يجب أن نعمل جميعًا من أجل مصلحة الدولة، لكن بعض الأشخاص يدخلون الأمور الشخصية في السياسة، وهذه مشكلتهم، وأنا قبل الانتخابات النيابية، كنت أتعرض للطعن في ظهري، لكننا الآن تجاوزنا هذه المرحلة، فلم يعد هناك مكان للطعن فينا". وعن الخرق الذي حققه العميد محمود الجمل وفرحة الطائفة السنية، أجاب :"الناس هي من إختارات، وأنا قمت بجولة في بيروت، وزرت ماكينات تيار المستقبل، وكان هناك خيار طبيعي لدعم محمود الجمل ولائحته "بيروت بتحبك"، وأبارك له هذا النجاح فهو صديق عزيز"، مشيرًا إلى أن "التصويت لهذه اللائحة انقسم إلى ثلاثة أجزاء، حيث رأينا عددًا كبيرًا من المشايخ الذين دعوا إلى التصويت لها، إضافة إلى ماكينات تيار المستقبل التي دعمت هذه اللائحة على الأرض، وكان هناك دعم عاطفي من الناس، لسببين، أولًا لأن الناس يحبون محمود الجمل، وثانيًا لإثبات وجهة نظرهم في مواجهة اللائحة الثانية، حيث أثبتوا أنهم قادرون على تحقيق الخرق". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

هل أنهى "حزب الله" خصومته مع "القوات"؟
هل أنهى "حزب الله" خصومته مع "القوات"؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 2 أيام

  • القناة الثالثة والعشرون

هل أنهى "حزب الله" خصومته مع "القوات"؟

التحالف الإنتخابي بين "حزب الله" و"القوات اللبنانية" خلال الانتخابات البلدية في بيروت فاجأ الكثيرين. حتماً، تحققت المصلحة الإنتخابية وفاز إئتلاف الأحزاب الذي يشمل "الحزب" و"القوات" بغالبية المقاعد البلدية مع خرقٍ حققه المرشح محمود الجمل، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل سينحسبُ التحالف البلدي على التحالف النيابي بين الطرفين؟ الخصومة بين "القوات اللبنانية" والحزب عميقة جداً ولن تنتهي بـ"معركة بلدية"، وفق ما تقول مصادر سياسية لـ"لبنان24"، ذلك أنَّ حجم "القوات اللبنانية" لا يُعتبر مستمداً من الحزب ولا حتى من حلفائه، والدليل على ذلك انتخابات زحلة التي كسرت فيها "القوات" معادلات الآخرين شعبياً وإنتخابياً وأثبتت بالأرقام فوزاً كاسحاً تخطى اللائحة التي شكلها المرشح أسعد زغيب. المسألة التي تنطبق على "القوات"، تتوافق أيضاً مع "حزب الله" الذي يضمنُ لنفسه المناطق التي يريدها. وعليه، فإنّ التحالف المرحلي في بيروت سببه أنَّ تنوع الأطراف فيها وغياب "رافعة" واضحة فيها، أدى إلى تململ الأحزاب وبالتالي اختيار التحالف الذي أثار حيفظة الكثيرين، وفاجأ المناصرين المؤيدين لـ"حزب الله" بشكلٍ خاص. تلفت المصادر أيضاً إلى أنَّ الإنتخابات النيابية ستكونُ على نحو مُختلف تماماً حتى في بيروت، فالتحالف الذي تكرس هذه المرة لن يكون قائماً في العاصمة ذلك أن كل طرفٍ يحتاج إلى "إثبات وجوده" وتأكيد قوته إنطلاقاً من حجمه التمثيلي في البرلمان، وهناك تكمن نقطة القوة والتأثير. بحسب المصادر، فإنه من مصلحة الأحزاب الحفاظ على قوتها الآن للإبقاء على نفسها سياسياً، إذ لا مصلحة لأي طرفٍ بانكسار آخر لاسيما أن الأمر سيؤدي إلى حساسية داخلية والذهاب نحو ما يُقال عن "إقصاء"، وتضيف: "إذا انكسرت القوات أو أي طرف آخر لاسيما الحزب بلدياً، عندها ستكونُ هناك معارك فعلية قد تؤدي إلى توترات شعبية وداخلية في المدن والقرى وسيكون ذلك أشبه بفتيل أزمة يصعب إخمادها بسهولة. في المقابل، فإنَّ خسارة أقطاب سياسية أو شخصيات فردية للمعارك البلدية هو أمرٌ يمكن تحمله وحصوله، لكن ما لا يمكن تحمله هو خسارة أحزاب وانكسارها شعبياً". لهذا السَّبب، تكتلت الأحزاب حفاظاً على نفسها وعلى بعضها البعض نظراً إلى أنَّ المعركة الإنتخابية البلدية "خطيرة في أبعادها"، لكنه لا يمكن اسقاط نتائجها على الإنتخابات النيابية التي تعتبرُ أوسع وأشمل، فالأخيرة قابلة لأن تتحمل الكباش والخطاب السياسيّ، كما أن خسارة بعض النواب عددياً، يمكن تعويضه بتحالفات وتكتلات، والأمر هذا لا يحصل في البلديات. على أساس كل ذلك، فإنَّ التوافق البلدي هو عُملة لوجهين، الأول وهو "حفاظ الأحزاب على بعضها" ومقدّمة لـ"النزال النيابي لإثبات الوجود"، وفي الوقت نفسه تجديد للدماء السياسية التي اعتاد عليها النظام اللبناني منذ اتفاق الطائف إلى الآن. وحتى إذا تم تعديل قانون الإنتخاب، فإنَّ "التفصيلة" التي ستنتجها الأحزاب ستكون على قياسها حُكماً، ما يعني الاستمرار بالحلقة نفسها. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store