logo
ما هي رسائل "المستقبل" في اختراق العميد الجمل للائحة التحالف في انتخابات بيروت؟

ما هي رسائل "المستقبل" في اختراق العميد الجمل للائحة التحالف في انتخابات بيروت؟

الديارمنذ 11 ساعات

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
حظي اختراق العميد محمود الجمل للائحة التحالف الانتخابي الواسع في بيروت باهتمام تجاوز بكثير الحدث بحد ذاته، لا سيما ان بصمات تيار المستقبل كانت واضحة في تحقيقه والذي له دلالاته ويحمل رسائل عديدة على غير صعيد .
وما يعزز الاعتقاد بان ما حصل ليس مجرد خرق فردي لاحد اعضاء اللائحة المنافسة للائحة التحالف الفائزة ان العميد الجمل حصل على عدد كبير من الاصوات تجاوز الاربعين الفا معظمهم من الناخبين السنّة في بيروت .
قبل الحديث عما احيط وما يحاط بهذا الخرق ومعانيه، لا بد من الاشارة الى ان العميد الجمل ينتمي الى تيار المستقبل، وهو من القياديين للتيار في بيروت، بغض النظر عن المسألة التنظيمية الراهنة وظروفها وملابساتها. كما انه يحظى شخصيا برصيد شعبي وبعلاقاته المباشرة مع المواطنين البيارتة لا سيما في الطريق الجديدة والمزرعة واحياء ومناطق اخرى، وكانت له ايضا تجربة مشجعة في الانتخابات النيابية الاخيرة .
وفي الدلالة على خصوصية شخصية العميد الجمل اشادة نائب حزب الله امين شري بصفاته الشعبية والاجتماعية بغض النظر عن الموضوع السياسي، وتلميحه الى فكرة او اقتراح تسميته لترؤس لائحة التوافق الذي لم ياخذ طريقه الى الترجمة او التنفيذ .
تكثر التكهنات والتفسيرات للخرق الوحيد الذي حققته لائحة "بيروت بتحبك" بشخص رئيسها العميد الجمل، لا سيما ان الفارق بين الاصوات التي حصل عليها وبين زملائه في اللائحة المدعومة من النائب نبيل بدر والجماعة الاسلامية بلغ بمعدل تجاوز العشرة الاف صوت.
واذا كانت اللائحة التي ترأسها مدعومة ظاهرا من النائب بدر والجماعة الاسلامية فان "السكور" الذي حققته يؤكد من دون عناء ان نسبة كبيرة من الاصوات التي صبت لمصلحتها عمموما وللعميد الجمل خصوصا تعود لمناصري وجمهور تيار المستقبل الذين احتفلوا بعد صدور النتيجة بهذا الخرق ورفعوا اعلام التيار .
يقول مصدر في تيار المستقبل لـ "الديار" ان التيار التزم وملتزم بقرار الرئيس سعد الحريري بعدم المشاركة في الانتخابات البلدية في كل المناطق ومنها بيروت، وانه لم يشارك مباشرة او بتحريك ماكينته الانتخابية لا في العاصمة ولا في غيرها لصالح اية لائحة. لكنه لا ينكر ان التعاطف الشعبي لقاعدته في بيروت أدّى دوره في اختراق العميد الجمل للائحة التحالف الواسع، وان نسبة ملحوظة من هذه القاعدة صوتت بشكل عاطفي للائحة "بيروت بتحبك" وبشكل اكبر للعميد الجمل .
ويرى المصدر ان هذا التوجه هو توجه عفوي وعاطفي وغير منظم، وربما يكون ايضا بمثابة "فشّة خلق" في وجه لائحة التحالف الهجين الواسع التي ظهرت كأنها تركيبة من فوق والتي جمعت الاضداد تحت عنوان ضمان المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، مع العلم ان اول من رعى وحرص على ضمانها وترسيخها كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري، وان هذه المناصفة صارت راسخة في وجدان البيارتة كما برهنت ارقام اللوائح.
ويؤكد المصدر جازما ان قيادة تيار المستقبل التزمت وتلتزم بقرار الرئيس الحريري الواضح والقاطع بعدم المشاركة في الانتخابات البلدية في كل لبنان، وكذلك عدم انخراط ماكينة تيار المستقبل في هذه الانتخابات او تبني اي لائحة لكن هذا لا يعني قرار مقاطعة مناصري وجمهور المستقبل للاقتراع وتصويت كل ناخب لمن يراه مناسبا من المرشحين.
ويشدد المصدر على ان ما حصل في بيروت لا يعني ان تيار المستقبل شارك في خوض المعركة ولو اراد ذلك لكان الرقم الذي حصل عليه العميد الجمل مضاعفا .
وبغض النظر عن كلام مصدر تيار المستقبل، ترى مصادر سياسية ان ما جرى في انتخابات بلدية بيروت اختلف بشكل واضح عما جرى في المناطق التي يوجد فيها التيار بقوة مثل طرابلس والشمال والبقاعين الغربي والاوسط .
وترى ان مشاركة مناصري وجمهور المستقبل في التصويت لمصلحة لائحة دون سواها بشكل واضح وراجح كان ملموسا وظاهرا احيانا لا سيما في الطريق الجديدة. كما ان انحياز هذا الجمهور للائحة "بيروت بتحبك" عموما وللعميد الجمل خصوصا يحمل رسائل عديدة ابرزها :
1ـ انزعاج الناخب السني الى حد الاستياء من تشكيل لائحة التحالف الواسع والهجين، ليس رفضا للمناصفة، وانما للطريقة التي اعتمدت من بعض اركانها واطرافها وليس جميعهم .
2ـ توجيه صفعة قوية للنائب فؤاد مخزومي الذي اتهم بانه حاول استثمار لائحة التحالف وهندس اختيار معظم اعضائها السنة باستثناء العضوين المختارين من جمعية المشاريع (الاحباش) لتوظيف هذه الانتخابات في طموحه لرئاسة الحكومة بعد الانتخابات النيابية المقبلة، لا سيما ان ترشحه لهذا الموقع بدعم من القوات اللبنانية وبعض من يدورفي فلكها قبل اختيار الرئيس نواف سلام يعزز هذا الاتهام .
وترى المصادر ان الاصوات السنة التي نالتها لائحة التحالف من دون "بلوك" اصوات الاحباش المحسوب والمعروف اظهر ضعف التمثيل السني لمخزومي في هذه الانتخابات .
3ـ الزيادة الكبيرة للاصوات التي نالها العميد الجمل عن باقي زملائه في اللائحة، تظهر شعبيته من ناحية والتاييد الذي حظي به ولم يكن مفاجئا من قبل جمهور ومناصري المستقبل، مع العلم ان قسما كبيرا من اصواتهم ذهب ايضا لباقي اعضاء لائحة "بيروت بتحبك ". وهنا كانت الرسالة ان تيار المستقبل اراد التاكيد على قوة وثبات المزاج الشعبي البيروتي والسني بوجه خاص لصالحه حتى لو لم يشارك مباشرة في الانتخابات .
4ـ تمكن تيار المستقبل بعناية من دوزنة التصويت لشخص العميد الجمل ولباقي اعضاء اللائحة، فوجه رسالة من خلال تامين اختراقه للائحة التحالف ان من يؤمن له هذه الاصوات بنصف جهد قادر على تامين نجاح لائحة باكملها، لكن حرصه على المناصفة وعلى عدم المشاركة الفعلية بالانتخابات جعله يكتفي بتوجيه هذه الرسالة .
5ـ لعل ابرز الرسائل التي تتجاوز بيروت وربما لبنان ان تيار المستقبل اراد تقديم نموذج صغير لثبات قوته الشعبية في الشارع السني، وانه ما زال يملك القاعدة الكبرى من دون منازع ولا احد يستطيع الادعاء بانه قادر على ملء فراغ ابتعاده عن اي استحقاق .
من جهة اخرى، لا حاجة كبيرة لقراءة او معرفة الدور البارز والاساسي الذي لعبه ثنائي "أمل" وحزب الله في تشكيل الرافعة لفوز لائحة التحالف الواسع، وضمان المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في المجلس البلدي لبيروت .
ويقول مصدر نيابي في هذا المجال ان مشاركة ما يقارب العشرين الف ناخب شيعي في الاقتراع، السواد الاعظم منهم لمصلحة لائحة "بيروت بتجمعنا"، أدت دورا حاسما في فوز هذه اللائحة وعدم حصول خرق مؤثر لها، مع العلم ان حصة الشيعة في اللائحة هي 3 اعضاء فقط .
ويشير المصدر الى ان الرئيس بري أدى دورا محوريا واساسيا في توفير ظروف ولادة اللائحة من دون المشاركة في اختيار اعضائها لكنه حرص دائما على ان تكون جامعة وتوافقية بين الجميع من دون استثناء، لكنه لم يتمكن من تحقيق هذا الهدف بسبب الخلافات والحساسيات التي ظهرت بين بعض نواب بيروت والقوى في العاصمة. وكان حرصه اولا واخيرا يتركز على وحدة بيروت في هذا الاستحقاق البلدي وتأمين وضمان المناصفة، وهذا ما عبر عنه في جلسة مجلس النواب اثناء مناقشة هذا الموضوع .
ويضيف المصدر ان موقف الرئيس بري يمثل ايضا موقف حزب الله الذي اراد ايضا من تفعيل ماكنته الانتخابية المشهود لها رفع مشاركة الشيعة في الاقتراع، وبذل الى جانب حركة امل جهدا ملحوظا لتحقيق هذا الهدف خلال يوم الانتخاب.
ويشير الى ان الثنائي الشيعي لم يتدخل في تسمية اعضاء اللائحة باستثناء الاعضاء الشيعة، وانه دفع باتجاه تحقيق اوسع تحالف داعم لها لكن خلافات بعض القوى والنواب لا سيما بين النائبين مخزومي وبدر حالت دون ذلك .

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زيارة نيكول أمين الجميّل إلى معراب: معركة اتحاد بلديات المتن انطلقت
زيارة نيكول أمين الجميّل إلى معراب: معركة اتحاد بلديات المتن انطلقت

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

زيارة نيكول أمين الجميّل إلى معراب: معركة اتحاد بلديات المتن انطلقت

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في مؤشر سياسي وانتخابي لافت، حطّت رئيسة بلدية بكفيا - المحيدثة نيكول الجميّل رحالها في معراب، حيث التقت رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، في زيارة تحمل أكثر من دلالة في توقيتها ومضمونها، خصوصًا مع اقتراب استحقاق انتخاب رئيس لاتحاد بلديات المتن الشمالي، الذي بات يختزن في طياته أبعادًا تتخطى الحسابات الإنمائية إلى ما يشبه معركة رمزية على زعامة القضاء المسيحي الأوسع في جبل لبنان. الزيارة، التي أتت بعد اتصالات غير معلنة، تأتي على خلفية ترشح الجميّل في وجه ميرنا المرّ، التي تستند إلى إرث سياسي وشبكة نفوذ واسعة خلفها النائب والوزير الراحل ميشال المرّ، في وقت تعاني فيه الساحة المتنية من تباينات بين قوى «المسيحيين السياديين» حول مقاربة المعركة: هل تكون مواجهة سياسية صريحة مع المرّ؟ أم تسوية محلية تقطع الطريق على استقطاب عمودي داخل القرى والبلدات المتنية؟ داخل القيادة القواتية تحديدًا، لا يبدو القرار محسومًا: فهناك من يعتبر أن دعم نيكول الجميّل هو تموضع طبيعي في سياق مشروع سياسي مشترك قائم على ثوابت سيادية واضحة، بينما يُفضّل آخرون التفاهم مع المرّ باعتبارها «شخصية مستقلة» تملك حضورًا محليًا واسعًا، وتُشكّل امتدادًا لتركيبة متنية دقيقة، يصعب كسر توازناتها. لكن مصادر مواكبة للقاء أشارت إلى أن الزيارة كانت إيجابية جدًا، وجرى خلالها نقاش في العمق حول إمكان توحيد الجهود في هذه المرحلة المفصلية، لا سيما مع تراجع الحضور المسيحي الفاعل في الدولة، والحاجة إلى إعادة رسم خارطة تحالفات جديدة تعيد تصليب الساحة المسيحية في مواجهة محاولات التذويب السياسي والاجتماعي.

أسرار الصحف 22-05-2025
أسرار الصحف 22-05-2025

LBCI

timeمنذ 2 ساعات

  • LBCI

أسرار الصحف 22-05-2025

يشكو مستوردو اللوحات الفنية من ارتفاع الضرائب والرسوم عليها بشكل مبالغ به باعتبارها من الكماليات بما يشجع السوق المحلي على التهريب أو التزوير. تبين أن فاعليات وناشطين سياسيين ناشطين يظهرون تأثيراً في بيئاتهم في الانتخابات البلدية أكثر من نواب يمثلون هذه الدوائر. في ارقام انتخابية من زحلة ان ما يزيد على 900 صوت من نحو 3000 مقترع شيعي صب في مصلحة لائحة 'القوات اللبنانية' البلدية. لوحظ تركيز حركة 'أمل' على ترشيح طاقات شبابية وجامعية في المجالس البلدية والاختيارية بعدد اكبر من الدورات السابقة. يكثر نائب من اطلالاته الاعلامية في اليومين الاخيرين بعد خسارة اللائحة التي كان يدعمها وهو يحاول اظهار انه يمثل 'تيار المستقبل' في ايحاء وكأنه وريث قواعده في الانتخابات النيابية. لم تفلح محاولة وفد عائلي من بلدة الزهراني تسوية الخلاف بعد فشل محاولات حزبية في اقناع ابناء عموم مرشحين للانتخابات الاختيارية في بلدة بقضاء صور . اطلق بطريرك الروم الكاثوليك 'لجنة الوظيفة العامة' لملاحقة وضع الوظائف التي تعود الى ابناء الطائفة بحسب العرف والقانون في لبنان خصوصا بعدما سر ّب اليه عمداً عن نية لدى رئيس الحكومة بمداورة تبدأ باحدى الوظائف التي تخص الروم الكاثوليك. تشكو شركات كثيرة من عدم تمكنها من التصريح عبر موقع وزارة المال وتعرضها للغرامات اللاحقة عن التأخير غير المتعمد. **** الجمهورية تعدّدت قراءات نتائج استحقاق جرى اخيرا وتنوعت التحليلات وتبادل الاتهامات حوله وكيفية مقاربته مستقبلاً. استغربت مصادر متابعة لآلية التعيينات، الطريقة التي تمّ التعامل بها مع ترشيحات منصب مدير عام في وسيلة إعلامية رسمية، إذ حُصِرت المقابلات بمرشحتَين وبسرّية تامة، وأُهمِلت باقي الترشيحات التي بلغت الـ70. تواجه التعيينات الحكومية في مختلف المراكز الإدارية تريّثاً نتيجة صعوبة إكمال لوائح المعيَّنين في مناصب طوائف صغرى بالكفاءات المطلوبة. **** اللواء شكل كلام الدبلوماسية الأميركية المعنية بالملف اللبناني حول التوجُّه لعدم الاستقراض من صندوق النقد صدمة، لجهة اعتباره تأخر متعمد لتوفير أموال إعادة الإعمار. تعصف تباينات، غير حامية داخل «العائلة المالية» الحاكمة حول الخيارات المتعلقة بالمصارف، وكيفية التعامل مع «الودائع» فيها.. تمكنت الماكينة الإنتخابية المشتركة للثنائي من ترتيب تزكية في عشرات البلديات، بشق النفس على أن تدور منافسة «ديمقراطية» حيث تعثرت التزكية. **** البناء تعتقد مصادر دبلوماسية أوروبية أن الخطوة الأولى بفرض عقوبات على بيع الأسلحة لـ'إسرائيل' سوف تفتح الطريق لتشديد الخناق الاقتصادي على الكيان، رغم عدم رغبة الحكومات بفعل ذلك، بل لأن الشارع حاضر بقوة في الضغط على الحكومات وعدم التساهل مع الوقت أمام هول ما يجري في غزة. وتقول المصادر إن خسارة العلاقات الاقتصادية مع أوروبا ليس أمراً عادياً في 'إسرائيل' رغم استخفاف بنيامين نتنياهو بذلك علناً وحصر القلق بعقوبات أمميّة تصدر عن مجلس الأمن موحياً بثقة بعدم حصولها بسبب الفيتو الأميركي، لكن المناخ الدولي الضاغط سوف يحاصر الموقف الأميركي. وإذا استمرت الحرب لن يكون سهلاً على واشنطن التي لا ترتاح لمواصلة الحرب أن تخسر صورتها عالمياً بتقديم التغطية لـ'إسرائيل'. وعندما تقرّر واشنطن أن الحرب يجب ان تقف تفادياً للفضيحة فسوف يلتزم نتنياهو قبل الحاجة لقرار بالعقوبات من مجلس الأمن ويكفي عندها قرار وقف النار من مجلس الأمن ليفهم نتنياهو الرسالة، لكن المصادر تساءلت عن موقف العرب؟ قال مرجع سياسي لبناني إن كلام المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس عن كثير من القضايا يشير إلى عدائيّة وغباء وجهل، فطريقة تناول عودة الخليجيين إلى بيروت والتحذير من خطر وجود صواريخ قرب المقاهي كلام كريه إن صدر عن بنيامين نتنياهو، فكيف إذا صدر عن دبلوماسية أميركية مهمتها الإشراف على التزام 'إسرائيل' بوقف النار ووقف الاحتلال والعدوان، أما عن حديث أورتاغوس عن التطبيع فقال المرجع 'يطعمها الحج والناس راجعة'، فهل سمعت رئيسها يتحدّث في الخليج عن التطبيع إلا بصيغة عندما ترون ذلك مناسباً؟ وتساءل المرجع عما تقصده أورتاغوس بالتشبّه بالرئيس الانتقالي لسورية فهل تقصد أن نأتي برئيس من تنظيم القاعدة أم بمن يرتكب مجازر كتلك التي شهدها الساحل السوري مذكّراً أورتاغوس بما قاله رئيسها وزير الخارجية الأميركية عن خطر انهيار وشيك في سورية فهل هذا ما تريدنا أن نسعى إليه؟

هل تُعلن 'الجماعة الإسلامية' الانفصال عن 'حماس'؟
هل تُعلن 'الجماعة الإسلامية' الانفصال عن 'حماس'؟

IM Lebanon

timeمنذ 2 ساعات

  • IM Lebanon

هل تُعلن 'الجماعة الإسلامية' الانفصال عن 'حماس'؟

كتب سامر زريق في 'نداء الوطن': ليست «الجماعة الإسلامية» بمنأى عن مندرجات زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بيروت، حيث تشير المعلومات إلى وجود إجماع قيادي لإعلان فك الارتباط التنظيمي مع «حركة حماس»، ولا سيما غداة الحصاد الانتخابي الكارثي. فخلال الاستعدادات للاستحقاق البلدي، واجهت ارفضاضاً عن التحالف معها من قبل القوى السياسية والاجتماعية والدينية على اختلاف مشاربها، حتى في المناطق التي تعد من معاقلها التقليدية. هذا الرفض يعد ترجمة لمناخ بدأ في التشكّل إبان الحرب، ودفع بقياداتها إلى خروج جماعي من لبنان لتسكين المزاج الاجتماعي. وعقب توقيع «حزب الله» اتفاق الإذعان، انطلقت نقاشات داخل أروقة التنظيم، مصحوبة بضغط قيادات كانت تعارض في الأصل التحوّل إلى «بيدق» حمساوي، والاشتراك في الحرب، من أجل تبني قرار فصل الارتباط عن «الحركة». ازداد تأييد هذا التوجه نتيجة وضع الذراع العسكرية «قوات الفجر» في المهداف، وبتحريض ضمني من «الحزب» ضمن مساعيه للتلطي خلف السلاح السني رغم هشاشة تأثيره السياسي، وما أفضى إليه من اعتقال عدد من شباب التنظيم، الذين خرج بعضهم في ما بعد. في موازاة حالة النفور الاجتماعي التي نجم عنها إرباك داخلي واسع، ولا سيما أنها تطورت بشكل سلبي تحت تأثير ما يتداول به من «فيتو سعودي»، رغم عدم صحته، بلغ حدّ عجز «الجماعة» عن ترشيح أشخاص باسمها، واضطرارها إلى اعتماد مسميات «جمعياتية»، كما هو الحال في طرابلس التي ولد فيها التنظيم، وخرّجت أبرز قادته، أو التستّر بغطاء تحالفي سياسي – عائلي في بعض الأرياف. ومع ذلك أتت النتيجة كارثية، حيث خسرت في طرابلس حتى على صعيد المخاتير، رغم أنها دفعت بالعديد من المرشحين في هذا المضمار للمرة الأولى، وبالكاد نجح مختار «عتيق» بفارق نحو 20 صوتاً في أحد الأحياء. كما عجزت اللائحة التي قادها مسؤولها في طرابلس والشمال عن تحقيق أي خرق في البداوي. وامتدت الخسائر لتطال باقي الحواضر والأرياف، وخصوصاً معاقلها التقليدية، مثل «ببنين» أكبر البلدات العكارية، و«بطرماز» في الضنية، وبلدة «القلمون» الطرابلسية المحافظة للمرة الأولى منذ عام 1998. وبالإجمال خسرت كل النزالات الانتخابية التي خاضتها ما خلا استثناءات محدودة وغير مؤثرة. والحال نفسه ينسحب على البقاع. أما في بيروت، فقد حال الخوف من تأثيرها السلبي في صناديق الاقتراع دون دخولها مركب التوافق العريض، لكن الطامة الكبرى هي الاستعاضة عنها بخصمها اللدود عقائدياً «جمعية المشاريع الإسلامية» لتكون رافعة التوافق السنية، ونجاحها في ذلك أيّما نجاح. فيما حققت اللائحة التي شكلتها بالشراكة مع النائب نبيل بدر خرقاً وحيداً عبر العميد المتقاعد محمود الجمل، بقوة حضوره الشخصي معزّزاً بـ «قبة باط» شعبية سنية في وجه النائب فؤاد مخزومي. وكان الحصاد في العاصمة عدد هزيل من المخاتير اضطرّوا للتخلّي عن «اللافتة التنظيمية» والانضواء ضمن تحالفات شعبية واجتماعية. في حين يُعزى الانتصار الذي حققته في بلدات إقليم الخروب إلى «تيار المستقبل» الذي يواصل قادته عملية توزيع البلوكات والماكينات الانتخابية لضمان تشظي التمثيل السني، والإسهام في تأكيد الحاجة إلى زعيمه «المخلّص» كـ «ضمانة» متعددة الأوجه، للمناصفة، للسلم الأهلي، للاعتدال، للتمثيل القادر على التأثير في المعادلات السياسية. إزاء هذه الخسائر «المفزعة» التي لن تبددّها نتائج صيدا والقرى الحدودية السنية حيث لديها حضور بارز، بل يمكن أن تزيدها، وثبوت فشل طرح التقارب مع «الحزب» في تحصيل «مغانم» في بنية الدولة، يضغط مجلس شورى «الجماعة» وقيادات سابقة وحالية على الأمين العام محمد طقوش لتوظيف هذه اللحظة السياسية وسياقاتها الإقليمية من أجل إعلان الانفصال عن «حماس»، وإطلاق معالجات جدية لحصاد إسناد «الحزب»، مدعومة بخطاب تصالحي وانفتاحي ينطلق من المتغيرات السياسية الجذرية في المنطقة، وسط خشية متعاظمة من تكرار السيناريو البلدي في الاستحقاق النيابي العام المقبل، والخروج من المعادلة السياسية إلى الهامش. بيد أن طقوش لا يزال متردداً في الإعلان عن القرار رغم قناعته به، بسبب ارتباطه تنظيمياً ومالياً بـ «حماس» التي أتت به إلى سدّة القرار، فضلاً عن سيطرتها على الجناح الأمني والعسكري لـ «الجماعة» الذي كان خاضعاً لإمرة نائب رئيسها صالح العاروري، وبعد اغتياله صار قراره في عهدة أحد قادتها أيمن شناعة. وهذا ما يجعل الضغط الداخلي يأخذ طابعاً أكثر صلابة وشمولاً للحد من تأثير مصير «حماس» على «الجماعة الإسلامية»، والحؤول دون توريطها في مناورات مع «العهد» ومظلة الدعم العربية والدولية التي يتمتّع بها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store