
تقرير لـ"Responsible Statecraft": لهذا السبب قامت إسرائيل بضرب سوريا
وبحسب الموقع، "بحلول الثاني عشر من تموز، أشارت التسريبات إلى أن الاتفاق أصبح أقرب، إذ ورد أن الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، اللذين اضطرا إلى التحرك بسرعة مقابل الضمانات الأمنية الضرورية للغاية، ومساعدات إعادة الإعمار والاستثمار، التقيا بشكل مباشر مع مسؤولين إسرائيليين في أذربيجان. وفي سعيه المستمر للحصول على جائزة نوبل للسلام، التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب شخصيا بالشرع في الرياض، وبدأ بعد ذلك في تفكيك عقود من العقوبات، مراهناً بشكل كبير على إعادة تأهيل سوريا والإندماج الإقليمي. كان ترسيخ دولة سورية مستقرة وموحدة محوريًا في هذه الرؤية الأميركية، ويقود برّاك هذه المهمة الشاقة، ساعيًا إلى تفكيك مصادر التشرذم المحتملة. وفي الوقت الحالي، تتمثل مهمته الأكثر أهمية وإثارة للجدل في دمج قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في الجيش الوطني السوري الناشئ. وكانت رسالة برّاك إلى قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي خلال الاجتماعات المتوترة في دمشق في وقت سابق من هذا الشهر حازمة: "بلد واحد، جيش واحد، شعب واحد"."
وتابع الموقع، "رفض برّاك بشكل قاطع المطالب الكردية بالفيدرالية أو الهياكل العسكرية المستقلة باعتبارها غير قابلة للتطبيق ومزعزعة للاستقرار، قائلاً: "في كل هذه البلدان ما تعلمناه هو أن الفيدرالية لا تنجح". ويشكل هذا الدافع نحو قيادة عسكرية موحدة الأساس لاستراتيجية الولايات المتحدة لمنع تقسيم سوريا وخلق شريك قابل للتطبيق من أجل السلام الإقليمي، بما في ذلك التطبيع مع إسرائيل. وقد وفر اندلاع العنف في معقل الدروز في محافظة السويداء في سوريا في الحادي عشر من تموز لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المحفز المثالي لعرقلة هذا التقدم الهش".
وأضاف الموقع، "عندما اندلعت الاشتباكات بين الفصائل الدرزية والقبائل البدوية، تدخلت الحكومة السورية لاستعادة النظام، حيث أخطرت إسرائيل مسبقاً بتحركات القوات، موضحة أن هذه الخطوة لم تكن تهدف إلى تهديد جارتها الجنوبية. ووفقًا للتقارير، أخطأت الحكومة السورية في فهم الوضع، ظانةً أنها حصلت على الضوء الأخضر من كلٍّ من الولايات المتحدة وإسرائيل لنشر قواتها، مدفوعةً برسالة أميركية مفادها أن سوريا يجب أن تُحكم كدولة مركزية، ومتأثرةً بالمحادثات الأمنية الناشئة مع إسرائيل. إلا أن إسرائيل اعتبرت الوضع دعوةً للتصعيد. ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الغارات الجوية المدمرة على الدبابات السورية، ثم على دمشق، بأنها ضرورة أخلاقية بهدف حماية الأقلية الدرزية المضطهدة، وهي مجموعة ذات حضور كبير وواضح في إسرائيل ، بما في ذلك في الجيش الإسرائيلي".
وبحسب الموقع، "إن تصرفات إسرائيل تقوض السياسة الأميركية بشكل مباشر من خلال منع ترسيخ سوريا موحدة ذات سيادة وقادرة على استعادة جنوبها وتصبح شريكا لرؤية الولايات المتحدة. الأهم من ذلك، أن الطائفة الدرزية التي يدّعي نتنياهو حمايتها ترفض بشدة هذه الرعاية المفروضة. اثنان من الزعماء الروحيين الثلاثة للطائفة الدرزية في سوريا، الشيخان حمود الحناوي ويوسف جربوع، يؤكدان على هويتهما السورية ويطالبان بالحماية من الدولة السورية، لا من القوى الخارجية. وأكد الشيخ جربوع، على خلفية الأحداث الأخيرة في السويداء، أن الحلول يجب أن تأتي من داخل سوريا، موجهاً رسالة إلى إسرائيل مفادها أن "أي هجوم على الدولة السورية هو هجوم علينا... نحن جزء من سوريا". ومن بين القيادات الدرزية في سوريا، فإن الشيخ حكمت الهجري هو الوحيد الذي يؤيد تدخل إسرائيل، واصفاً الحكومة بأنها "عصابات إجرامية إرهابية"، وهي وجهة نظر يرفضها كثيرون داخل مجتمعه".
وتابع الموقع، "انكشف عجز إسرائيل عن التصرف كضامن وحيد لأمن الطائفة الدرزية في سوريا يوم الجمعة عندما اعترف مسؤول إسرائيلي ضمناً بأن دمشق وحدها قادرة على تأمين الاستقرار. وقال المسؤول الذي لم يكشف عن هويته لرويترز "في ضوء حالة عدم الاستقرار المستمرة، ستسمح إسرائيل الآن بدخول محدود لقوات الأمن الداخلي السورية إلى محافظة السويداء خلال الـ48 ساعة المقبلة". وقد كان هذا التراجع بمثابة اعتراف ضمني بأن الحكومة السورية تظل الطرف الفاعل الذي لا غنى عنه لاستعادة النظام والعمل كحاجز بين القبائل البدوية المتحاربة والفصائل الدرزية. في الواقع، كانت هذه الاشتباكات المحلية هي المحفز الأساسي الذي اجتذب قوات الحكومة السورية، التي أصبح تدخلها آنذاك ذريعة لإسرائيل للقصف".
وأضاف الموقع، "سارعت الإدارة الأميركية، التي فوجئت بالقصف الإسرائيلي، لاحتواء تداعياته، وكشف مسؤولون أنهم "أمروا الإسرائيليين صراحةً بالتراجع والهدوء"، وحثّوا على إجراء محادثات مباشرة مع دمشق بدلًا من القصف. وتكشف ضربات إسرائيل عن نمطٍ ساخرٍ يُحاكي تخريبها للمحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران. فكما ضغط نتنياهو بلا هوادة ضد الدبلوماسية الأميركية الإيرانية ، مُهيئًا بذلك الظروف لضربات إسرائيل الأحادية الجانب التي نجحت لاحقًا في جرّ واشنطن إلى صراع، فإنه يُقوّض الآن التقارب الأميركي السوري. إن التناقض هنا صارخ بشكل خاص: فقد أمضت إسرائيل الأسابيع القليلة الماضية في حث سوريا علناً على الانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، ومع ذلك فهي تهاجم أيضاً بنشاط القوات الحكومية ذاتها التي تدعي أنها تريد ابرام الاتفاق معها".
وبحسب الموقع، "كان ساعر قد دافع علناً عن فكرة الفيدرالية في سوريا في شباط 2025، وأصر على تقسيم البلاد على أسس طائفية لضمان احترام "طرق الحياة المختلفة". إن هذه الرؤية، التي تضمنت الضغط على واشنطن للسماح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها على ساحل البحر الأبيض المتوسط في سوريا لمواجهة نفوذ تركيا والحفاظ على اللامركزية في سوريا، تتعارض بشكل مباشر مع الدولة الموحدة والمستقرة التي يعمل السوريون والدول المجاورة وإدارة ترامب على بنائها. إن التصعيد الإسرائيلي في سوريا، والذي يتزامن بشكلٍ مُحرج مع جهود الولايات المتحدة لرفع العقوبات وفرض سيطرة عسكرية موحدة على الأراضي السورية، يضع إدارة ترامب في مأزقٍ حرج. فمن خلال مناوراتها الأخيرة، أشارت إسرائيل إلى نيتها السيطرة على مصير سوريا، بغض النظر عن الضرر الذي قد يلحق بالاستراتيجية الأميركية".
وتابع الموقع، "مع كل قنبلة تُسقط على دمشق، لا تكتفي إسرائيل بمهاجمة البنية التحتية السورية فحسب، بل تُفكّك أيضًا الركائز الأساسية لنظام إقليمي مُحتمل لدول ذات سيادة، قائم على الاستقرار والتكامل، كاشفةً عن تباين جوهري يزداد تكلفةً على واشنطن، وعلى المنطقة ككل. إن الاختبار النهائي لإدارة ترامب هو ما إذا كانت قادرة على كبح جماح النهج العدواني لإسرائيل والسماح لرؤيتها الخاصة لسوريا موحدة ومستقرة بأن تتجذر".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 7 ساعات
- الديار
شربل لـ"الديار": الجيش يُنفِّذ قرار السلطة السياسيّة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أسئلة كثيرة طُرِحَت بالأمس حول القرار الذي اتخذته الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة، وتكليف الجيش اللبناني بوضع خطة لتنفيذ هذا القرار قبل الواحد والعشرين من الشهر الحالي، لوضعه أمام مجلس الوزراء لإقراره، بحيث يعتبر البعض أن تنفيذ هذا القرار هو شرط أساسي لقيام دولة سيدة وعادلة، في حين يرى البعض الآخر أن حلّ هذه المسألة لا يجب أن يتم خارج إطار التوافق الوطني الشامل. وفي قراءة لهذا القرار، يقول الوزير السابق مروان شربل لـ"الديار" أن "الحكومة اجتمعت بالأمس خلال مهلة ألـ 15 يوماً التي وردت في كتاب الموفد الأميركي توم برّاك إلى الحكومة، والذي أصرّ فيه على تحديد مهلة لتسليم السلاح، فاتخذت الحكومة القرار بالأمس وقرّرت تكليف الجيش لإعداد خطة من أربع مراحل لتسليم السلاح، تمتدّ من خمسة عشر يوماً إلى ثلاثين فستين ومن ثم تسعين إلى 120 يوماً" . وعما إذا كان لبنان قد دخل مرحلة جديدة بعد قرار الحكومة الأخير، يجيب "من غير الواضح إذا كنا نتّجه إلى مرحلة جديدة، لا سيما أن بعضاً من الذين اتخذوا هذا القرار ليسوا مرتاحين له، خصوصاً وأن رئيس الجمهورية جوزيف عون، وخلال جلسة الحكومة، كان ميالاً إلى الإتفاق والتفاهم، ولا يريد حصول تباينات ومواجهات داخل الحكومة، أو حتى في الشارع". وعما إذا كان التنفيذ العملي للقرار الذي اتخذته الحكومة سيمرّ بسلاسة، يجيب "على ما أعتقد أن الحكومة اتخذت هذا القرار وقد لا تتراجع عنه، ولكن إذا استمرت في السير به، على الدولة في الوقت نفسه أن تفرض هيبتها وسلطتها على جميع الأراضي اللبنانية وعلى المخيمات الفلسطينية، وبما فيها الحدود الجنوبية مع "إسرائيل". ولكن بالنسبة للتنفيذ فلا يمكن الحديث مسبقاً عن ذلك، لأنه علينا ترقّب ما سيحصل لاحقاً من ردود فعل، فخطاب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم قبل ساعة من صدور القرار عن الحكومة، كان عالي السقف ويظهر بعض التباين مع الموقف المتّخذ في مجلس الوزراء، كما لا يجب إغفال مسألة انسحاب وزيرين من الجلسة، ما يؤشّر إلى احتجاجهما وعدم رضاهما على القرار المتّخذ من الحكومة". وحول ما هو منتظر من الجلسة الحكومية التي ستنعقد اليوم، يشير إلى أنه "سيتم خلالها مناقشة المواعيد الأربعة التي جرى الحديث عنها، فهناك إحد عشر بنداً وارداً في الكتاب الأميركي الذي سلّمه برّاك إلى لبنان، وقد يشارك قائد الجيش ورئيس الأركان في هذه الجلسة أيضاً ، لأخذ التوجّهات من الحكومة، ومن أجل تبادل الآراء". وما إذا كانت هذه الخطوة ستعزّز الثقة الدولية بالحكومة، ما قد يفتح باب الدعم الخارجي للبنان، يقول أن "الولايات المتحدة الأميركية ستضغط على "إسرائيل" وبالإتفاق مع فرنسا والمملكة العربية السعودية، علماً أنها قادرة بمفردها على ممارسة هذا الضغط، مما يعني أن فاعلية هذا الضغط غير مؤكدة. علماً أن جميع اللبنانيين وعلى مختلف طوائفهم، يتمنون نجاح هذه العملية، وتحقيق ضغط دولي على "إسرائيل" من أجل تنفيذ ما يطلبه لبنان من انسحاب من الأراضي التي تحتلها. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا حول ما ورد في المقطع الأخير من الكتاب الأميركي حيث جاء فيه: "في حال خالفت "إسرائيل" الإتفاق، فهي ستتعرّض للتأنيب من مجلس الأمن الدولي، بينما إذا تأخر الفريق الآخر عن الإلتزام بالإتفاق سيتعرّض للعقوبات، وهذا أمر غير مقبول". وحول قدرة الجيش اللبناني على تنفيذ هذه المهمة، في ظل حديث البعض عن عدم قدرته على ذلك، يؤكد شربل أن "الجيش ينفّذ قرار السلطة السياسية، وهو الأدرى من غيره بذلك".

القناة الثالثة والعشرون
منذ 7 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
باراك: لن نتدخل عسكرياً في لبنان… ودعم خليجي مشروط!
أكد السفير توم باراك، في جلسة خاصة ومغلقة مع عدد من الصحافيين في واشنطن، أن 'أميركا لن تأتي لتضع جنود المارينز على الأرض من أجل القيام بذلك نيابة عن الدولة اللبنانية'. وأشار إلى أن 'دول الخليج قالت إذا قمتم بهذه الخطوات سنأتي إلى جنوب لبنان وسنموّل منطقة صناعية وعمليات إعادة إعمار وخلق فرص عمل وهذا سيكون بداية لكل ما هو آتٍ'. كما أفادت مصادر أميركية للـ'mtv' بأن 'برّاك أكد استعداد أميركا للقيام بدور الوسيط مع إسرائيل إنما بشرط أن يعلن لبنان أنه لا يمكن أن يكون في البلاد إلا جيش واحد'. وأشارت إلى أن هناك 'انقسامًا بالآراء في واشنطن بين من اعتبر أن قرار الحكومة اللبنانية يشكّل خطوة أولى في اتجاه تنفيذ خطة نزع سلاح حزب الله وبين من رأى أنه يندرج في خانة العبثية والمماطلة السياسية'. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الديار
منذ 8 ساعات
- الديار
براك: لا يمكن أن يكون هناك سوى جيش واحد في لبنان
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أكد الموفد الأميركي توم برّاك في جلسة مع الصحافيين، 'أن الولايات المتحدة مستعدة للقيام بدور الوسيط مع إسرائيل بشرط وحيد، وهو أن تعلن الحكومة اللبنانية صراحةً أنه لا يمكن أن يكون هناك سوى جيش واحد في لبنان، وأن تلتزم بخطة لنزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام'. وقال براك: 'أميركا لن تأتي لتضع جنود المارينز على الأرض من أجل القيام بذلك نيابة عن الدولة اللبنانية، هذا ليس هدف ترامب وليس مهمة أحد'.