logo
مجموعات متطرفة مجهولة الهوية تثير الشكوك في سوريا ولبنان؟!

مجموعات متطرفة مجهولة الهوية تثير الشكوك في سوريا ولبنان؟!

النشرةمنذ 16 ساعات

شكل سقوط النظام السوري السابق، برئاسة ​ بشار الأسد ​، مباشرة بعد توقيع إتفاق وقف إطلاق النار في ​ لبنان ​، على وقع إستمرار العدوان ال​ إسرائيل ​ي على قطاع غزة، نقطة تحول كبرى على مستوى المنطقة، تمثلت في تقدم نفوذ بعض القوى الإقليمية، أبرزها ​ تركيا ​ وإسرائيل، مقابل تراجع أخرى، أهمها ​ إيران ​، من دون أن يتضح المسار الذي سترسو عليه الصورة النهائية في المنطقة، التي تشهد، منذ ذلك الوقت، مفاجآت شبه يومية.
التطور الأبرز، في هذا المجال، هو الصورة التي ظهر فيها الرئيس السوري الإنتقالي ​ أحمد الشرع ​، منذ لحظة وصوله إلى دمشق، حيث قرر التخلي عن الأفكار السلفية الجهادية التي كان يحملها، ساعياً إلى تقديم نفسه كرجل براغماتي، قادراً على نسج التفاهمات والتحالفات مع الغرب، الذي كان يدعو إلى محاربته، وصولاً إلى لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السعودية، بالتزامن مع تقديمه خطاباً متصالحاً مع إسرائيل، رغم إستمرار الإعتداءات التي تقوم بها تل أبيب داخل الأراضي السورية.
بعيداً عن الصورة التي كان الشرع يسعى إلى الظهور فيها، كانت الكثير من الأسئلة تُطرح حول العديد من ​ المجموعات المتطرفة ​ التي كانت متحالفة معه، أبرزها من المقاتلين الأجانب، بالإضافة إلى مصير تنظيم "​ داعش ​" الإرهابي في المستقبل، حيث كان من الواضح أن الشرع، بسبب دقة الملف الأول، سعى إلى التعامل معه بهدوء تام، بشكل لا يهدد سلطته أو يدفع هؤلاء إلى الإنقلاب عليه، في حين أن "داعش" لم يتأخر في إعلان الحرب عليه، داعياً من كانوا على تحالف معه إلى الإنضمام إلى التنظيم.
وسط كل ذلك، لا يمكن تجاهل نشاط أجهزة الإستخبارات الإقليمية والعالمية، التي ليست بعيدة عن عمل التنظيمات المتطرفة، التي هي عبارة عن شركات مساهمة، تنشط فيها تلك الأجهزة لتحقيق مصالح بلادها، ولذلك كان من الطبيعي البحث عن تطور نشاطها، في المرحلة الراهنة لفهم ما يحصل، لا سيما أن المنطقة لا تزال مسرحاً لتنافس مشاريع متناقضة، إنطلاقاً من الرهانات حول مستقبل الأوضاع في ​ سوريا ​، الأمر الذي لا ينفصل، بحسب المؤشرات، عن الساحة اللبنانية، التي تشهد أيضاً تحولات كبرى.
في ظل الإنفتاح الدولي والإقليمي على دمشق، الّذي يسعى البعض إلى تقديمه نموذجاً لما يراد أن تكون عليه الأنظمة في المنطقة، لا يمكن تجاهل المواقف التي كانت قد صدرت عن الموفد الأميركي إلى سوريا توم باراك، التي أشار فيها إلى أن "​ اتفاقية سايكس ​-بيكو قسمت سوريا والمنطقة الأوسع لتحقيق مصالح إمبريالية"، معتبراً أن "هذا الخطأ كلّف أجيالاً كاملة، ولن نسمح بتكراره مرة أخرى"، مضيفاً: "المستقبل يعود للحلول الإقليمية، المبنيّة على الشراكات والدبلوماسيّة القائمة على الاحترام".
هذا الموقف، في هذه المرحلة من تاريخ المنطقة، لا ينبغي أن يمر مرور الكرام، بل من المفترض أن يربط، قبل أي أمر آخر، بنشاط المجموعات المتطرفة، حيث من الممكن الإشارة، في هذا المجال، إلى كل من سرايا "أنصار السنة"، التي أعلنت عن نفسها في سوريا لكن تحدثت في أحد بياناتها عن لبنان، "لواء أحمد الأسير" الذي أعلنت عنه مجموعة من 3 أشخاص، بالإضافة إلى المعلومات التي كانت قد تحدّثت عن عودة "داعش" إلى التحرك في البلدين، لكن الأهمّ ما تم التداول به عن تعيينه والياً في لبنان.
من حيث المبدأ، المشترك بين جميع هذه المجموعات أنها لا تزال مجهولة النسب، لكن يبقى الأخطر "داعش"، إلا أنّ اللافت، في ظلّ تصاعد الخطاب الطائفي على مستوى المنطقة، هو أنها تعتمد، في جميع إصداراتها على تعزيز هذا الخطاب، الأمر الذي يصب في إطار تسعير الانقسامات والمخاوف بين مختلف المكونات الطائفية والعرقية، وهو ما كان قد ساهم فيه وصول الشرع إلى السلطة في دمشق، ما دفعها إلى تبني الدعوات إلى الحماية الدولية، بالتزامن مع مطالبتها بأن يكون النظام الجديد في البلاد فيدرالي أو يؤمن لها الحكم الذاتي.
هنا من الممكن الحديث عن تطورين بارزين: الأول هو أن التركيز على نشاط المجموعات المرتبطة بالواقع اللبناني، يأتي في ظل فتح ملف السلاح في المخيمات الفلسطينية، ربطاً بالواقع الأمني المعروف الذي يثير المخاوف مع عين الحلوة، بالتزامن مع إستمرار الإعتداءات الإسرائيلية والسجالات السياسية حول سلاح "​ حزب الله ​"، أما الثاني فهو إطلاق الصواريخ نحو الجولان من داخل الأراضي السوريّة، الذي تبنته مجموعة مجهولة تحمل إسم "كتائب محمد الضيف"، القيادي في حركة "حماس"، في حين تُثار الكثير من الشكوك حول إمكانية أن تكون تل أبيب وراء ذلك، في إطار ما تخطط إليه على الساحة السورية.
في مطلق الأحوال، ما يمكن التأكيد عليه، بحسب هذه المؤشرات، أن هناك من يسعى إلى أن تكون المجموعات المتطرفة، بغض النظر عن حجم نشاطها وقدراتها، جزء من مسار رسم صورة المنطقة في المستقبل، بعد أن كانت من أبرز اللاعبين في التحولات التي شهدتها في السنوات الماضية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل سمحت الداخلية السورية بدخول اللبنانيين دون تأشيرة؟
هل سمحت الداخلية السورية بدخول اللبنانيين دون تأشيرة؟

المدن

timeمنذ 2 ساعات

  • المدن

هل سمحت الداخلية السورية بدخول اللبنانيين دون تأشيرة؟

نفى مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة السورية للمنافذ البحرية والبرية مازن علوش، ما يتم تداوله حول إعفاء وزارة الداخلية مواطني بعض الدول من تأشيرات الدخول إلى سوريا، بينها لبنان. سياسة التأشيرات وقال علوش في تغريدة على منصة "إكس"، إن بعض المنصات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، تتداول صدور قرار من وزارة الداخلية، بإعفاء مواطني بعض الدول من تأشيرات الدخول إلى سوريا، ومنحهم إقامة مجانية. وأكد علوش أن "لا صحة" لما ورد في هذا الشأن، موضحاً أن "أي تعديلات في سياسات منح التأشيرات أو رسومها تُعلن بشكل رسمي حصراً عبر وزارة الخارجية، وليس عبر مصادر غير موثوقة أو منشورات متداولة". إقامات مجانية ويأتي نفي علوش على خلفية تداول مواقع إخبارية خبراً مفاده أن الداخلية السورية أعفت مواطني لبنان، والأردن، وماليزيا، وموريتانيا، من رسوم تأشيرات الدخول إلى سوريا، مع السماح لهم بالإقامة في سوريا لمدة 6 أشهر. كما يتضمن الخبر زعم تعديل التأشيرات لمواطني، المغرب، والجزائر، والسودان، وليبيا، لتصبح 40 دولاراً أميركياً، بينما للبحرين بـ70 دولاراً، والصومال ومصر بـ125دولاراً، في حين أصبحت تكلفة التأشيرة 150 دولاراً لكل من دول، الكويت، قطر، السعودية، سلطنة عُمان وتركيا، و250 دولاراً للإمارات. وادعى الخبر المتداول أن وزارة الداخلية اشترطت دفع الرسوم نقدًا بالدولار الأميركي عند الوصول إلى المطار أو عبر نظام التأشيرة الإلكترونية وكانت وثيقة صادرة عن وزارة الداخلية السورية في شباط/فبراير الماضي، قد أظهرت قيام الإدارة السورية الجديدة بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، بفرض رسوم متفاوتة على الوافدين من الدول العربية والعالم، ضمنها رفع رسوم تأشيرة الدخول للزائرين العراقيين من 50 دولاراً أميركياً إلى 250 دولاراً. وفيما يخص دخول المواطنين اللبنانيين، فقد فرضت الوزارة السورية إجراءات دخول صارمة ومفاجئة بحقهم، بينها اشتراط امتلاك إقامات سورية صالحة.

بالصور ..أحدث ظهور لعقيلة أحمد الشرع
بالصور ..أحدث ظهور لعقيلة أحمد الشرع

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 4 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

بالصور ..أحدث ظهور لعقيلة أحمد الشرع

ظهرت لطيفة الدروبي عقيلة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى جانب زوجها خلال استقباله وفداً نسائياً من المحافظات السورية لتقديم التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك. وعادة ما يحظى ظهور لطيفة الدروبي باهتمام وتفاعل على منصات التواصل الاجتماعي وهو ما حدث هذه المرة أيضاً، علماً أن أول ظهور لها كان خلال زيارة إلى السعودية عندما أدت وزوجها مناسك العمرة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

منير يكشف عن دور براك وبولس الجديد في بيروت
منير يكشف عن دور براك وبولس الجديد في بيروت

ليبانون ديبايت

timeمنذ 12 ساعات

  • ليبانون ديبايت

منير يكشف عن دور براك وبولس الجديد في بيروت

كتب الكاتب السياسي جوني منير، في منشور على حسابه عبر منصة "إكس"، أن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سوريا، توم براك، سيزور لبنان الأسبوع المقبل، على أن يرافقه مسعد بولس، حيث سيلتقيان بعدد من أركان الدولة اللبنانية. وأشار منير إلى، أن إدارة ترامب أوكلت مؤقتًا الملف اللبناني إلى براك وبولس، وذلك بعد إزاحة مورغان أورتاغوس، في انتظار تسلّم ميشال عيسى مهامه سفيرًا لبلاده في بيروت، وهو أمر يُرجّح أن يتمّ نهاية الصيف. ويُذكر أن توماس باراك، رجل أعمال ومستثمر أميركي من أصول لبنانية، يشغل حاليًا منصب سفير الولايات المتحدة لدى تركيا، إضافة إلى كونه مبعوثًا خاصًا لسوريا ضمن إدارة الرئيس دونالد ترامب. وفي تصريح بارز أدلى به الشهر الماضي، أشار باراك إلى أن "الخرائط والحدود التي فرضها الغرب قبل قرن من الزمن، في إطار اتفاقية سايكس بيكو، جاءت لأهداف استعمارية لا لتحقيق السلام، وقد خلّفت آثارًا مدمّرة على أجيالٍ بأكملها". وأضاف أن "ذلك التقسيم كان خطأ مكلفًا لن يتكرر، إذ إنّ زمن التدخل الغربي قد ولّى، والمستقبل سيكون لحلول تنبع من داخل المنطقة، عبر شراكات تقوم على الاحترام المتبادل". وأكد باراك أن "مأساة سوريا نشأت من الانقسام، وأن ولادتها الجديدة يجب أن تبنى على أسس الكرامة والوحدة والاستثمار في الشعب السوري"، مشددًا على أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب تركيا ودول الخليج وأوروبا، "ليس من خلال الجيوش أو إلقاء المحاضرات، ولا عبر حدود وهمية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store