logo
لودفيج فان بيتهوفن.. كيف تحدى الصمم وغيّر تاريخ الموسيقى؟

لودفيج فان بيتهوفن.. كيف تحدى الصمم وغيّر تاريخ الموسيقى؟

صدى البلد٢٦-٠٣-٢٠٢٥

يصادف اليوم ذكرى وفاة لودفيج فان بيتهوفن، أحد أعظم الموسيقيين في التاريخ، لم يكن مجرد مؤلف بارع، بل كان رمزًا للإصرار والتحدي. فقد عاش تجربة فريدة تمثلت في فقدان سمعه تدريجيًا حتى أصبح أصم تمامًا، ورغم ذلك، أبدع موسيقى خالدة ما زالت تؤثر في العالم حتى اليوم.
بداية الصدمة: بيتهوفن واكتشاف فقدان السمع
في أواخر العشرينيات من عمره، بدأ بيتهوفن يلاحظ أعراض فقدان السمع، إذ أصبح يجد صعوبة في سماع الأصوات الضعيفة، ورافق ذلك طنين مزعج في أذنيه.
مع مرور الوقت، تفاقمت حالته، مما أصابه بحالة من اليأس والإحباط.
وفي عام 1802، كتب رسالة شهيرة عرفت بـ'وصية هيليغنشتات'، عبر فيها عن معاناته النفسية بسبب فقدانه للسمع، وصرح بأنه فكر في إنهاء حياته، لكنه قرر الاستمرار من أجل فنه.
كيف تغلب بيتهوفن على إعاقته؟
بدلًا من الاستسلام لمرضه، طور بيتهوفن أساليب غير تقليدية لمواصلة تأليف الموسيقى.
كان يضع عصا خشبية بين أسنانه ويلمس بها البيانو ليشعر باهتزازات الصوت، كما استخدم دفاتر المحادثات التي كان يكتب فيها الآخرون ليتواصل معهم بعد أن فقد القدرة على سماعهم.
ورغم صممه الكامل بحلول عام 1814، واصل التأليف الموسيقي، وكانت أعماله خلال هذه الفترة أكثر جرأة وتعقيدًا.
بلغت عبقريته ذروتها في السيمفونية التاسعة، التي أصبحت رمزًا للأمل والانتصار على المصاعب.
المفارقة أن بيتهوفن لم يستطع سماع التصفيق الحار الذي استقبله الجمهور عند عرضها الأول عام 1824، واضطر أحد الموسيقيين إلى إخباره بذلك.
إرث بيتهوفن وتأثيره في الموسيقى
لم يكن فقدان السمع نهاية لمسيرة بيتهوفن، بل بداية لمرحلة جديدة أكثر إبداعًا. فقد أحدث ثورة في الموسيقى، حيث أدخل مشاعر أعمق وألحانًا أكثر قوة، ممهدًا الطريق للعصر الرومانسي في التأليف الموسيقي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لودفيج فان بيتهوفن.. كيف تحدى الصمم وغيّر تاريخ الموسيقى؟
لودفيج فان بيتهوفن.. كيف تحدى الصمم وغيّر تاريخ الموسيقى؟

صدى البلد

time٢٦-٠٣-٢٠٢٥

  • صدى البلد

لودفيج فان بيتهوفن.. كيف تحدى الصمم وغيّر تاريخ الموسيقى؟

يصادف اليوم ذكرى وفاة لودفيج فان بيتهوفن، أحد أعظم الموسيقيين في التاريخ، لم يكن مجرد مؤلف بارع، بل كان رمزًا للإصرار والتحدي. فقد عاش تجربة فريدة تمثلت في فقدان سمعه تدريجيًا حتى أصبح أصم تمامًا، ورغم ذلك، أبدع موسيقى خالدة ما زالت تؤثر في العالم حتى اليوم. بداية الصدمة: بيتهوفن واكتشاف فقدان السمع في أواخر العشرينيات من عمره، بدأ بيتهوفن يلاحظ أعراض فقدان السمع، إذ أصبح يجد صعوبة في سماع الأصوات الضعيفة، ورافق ذلك طنين مزعج في أذنيه. مع مرور الوقت، تفاقمت حالته، مما أصابه بحالة من اليأس والإحباط. وفي عام 1802، كتب رسالة شهيرة عرفت بـ'وصية هيليغنشتات'، عبر فيها عن معاناته النفسية بسبب فقدانه للسمع، وصرح بأنه فكر في إنهاء حياته، لكنه قرر الاستمرار من أجل فنه. كيف تغلب بيتهوفن على إعاقته؟ بدلًا من الاستسلام لمرضه، طور بيتهوفن أساليب غير تقليدية لمواصلة تأليف الموسيقى. كان يضع عصا خشبية بين أسنانه ويلمس بها البيانو ليشعر باهتزازات الصوت، كما استخدم دفاتر المحادثات التي كان يكتب فيها الآخرون ليتواصل معهم بعد أن فقد القدرة على سماعهم. ورغم صممه الكامل بحلول عام 1814، واصل التأليف الموسيقي، وكانت أعماله خلال هذه الفترة أكثر جرأة وتعقيدًا. بلغت عبقريته ذروتها في السيمفونية التاسعة، التي أصبحت رمزًا للأمل والانتصار على المصاعب. المفارقة أن بيتهوفن لم يستطع سماع التصفيق الحار الذي استقبله الجمهور عند عرضها الأول عام 1824، واضطر أحد الموسيقيين إلى إخباره بذلك. إرث بيتهوفن وتأثيره في الموسيقى لم يكن فقدان السمع نهاية لمسيرة بيتهوفن، بل بداية لمرحلة جديدة أكثر إبداعًا. فقد أحدث ثورة في الموسيقى، حيث أدخل مشاعر أعمق وألحانًا أكثر قوة، ممهدًا الطريق للعصر الرومانسي في التأليف الموسيقي.

عبدالرحمن الباشا لـ"المدن": أعزف بيتهوفن بطريقتي...ومؤلفاتي مرآة دواخلي
عبدالرحمن الباشا لـ"المدن": أعزف بيتهوفن بطريقتي...ومؤلفاتي مرآة دواخلي

المدن

time٢٥-٠٣-٢٠٢٥

  • المدن

عبدالرحمن الباشا لـ"المدن": أعزف بيتهوفن بطريقتي...ومؤلفاتي مرآة دواخلي

عندما دخلتُ كنيسة مار يوسف في شارع "مونو" البيروتي، كان عبد الرحمن الباشا، منكباً وَحْدَهُ على البيانو، بشغف الهاوي العاشق، لأجل تدريبات أخيرة قبل الحفلة التي نظمها "مهرجان البستان" الشهر الماضي. كان يعزف "مراحل الصلب" للموسيقار المجري فرانز ليست. أصابعه تعانق المفاتيح البيضاء والسوداء، في عزفه سِحر ما، وهو سيعود ويقدم حفلة في 20 أيار المقبل في قاعة "أسمبلي هول" بالجامعة الأميركية في بيروت. أجرت معه "المدن" هذا الحوار. - في أيلول الماضي، عزفتَ في معهد العالم العربي في باريس تحية لطرابلس عاصمة للثقافة العربية، وكانت الحرب في ذروتها في لبنان، هل كان الفن يحاول بلسمة الجراح؟ * في الموسيقى صدى وقوة. الموسيقى حالة انفعالية، فيها دراما ويأس وأمل. وفي الموسيقى يحارب المرء نفسه ليصل إلى المراحل الصعبة. هناك إنسانية وهناك جمال. والحرب هي نقيص ذلك كله. لكننا حين نتأمل الفن ودوره، تسمو الحياة وتنتصر الروح. - تأتي اليوم إلى بيروت بعد حرب قاسية، هل جئت لتحييها بالموسيقى؟ ماذا رأيت؟ وأي مشاعر؟ * رأيت العالم هنا قد مر بالصعوبات فوق الصعوبات التي يعانيها. لكن الأمل لا يغيب. كما أن التجديد يعطي أملاً للمستقبل. ورغم كل شيء، رأيت الأمل وتبينت أن ثمّة فجراً جديداً للبنان. - ليتك تخبرنا عن اختياراتك الموسيقية، وعلى أي أساس تبني هذه الاختيارات؟ * في موسيقى بيتهوفن وشوبان، أجد أواصر تعبّر عن وجداني وشخصيتي وأوجاع روحي. في موسيقى بيتهوفن هناك محبة عظيمة إلهية. وفي الوقت نفسه ثمّة حرب مذهلة ضد الظلم وضد فقدان العدالة في هذا العالم. في مؤلفاته، تكتشف أيضاً كم هو عنيد في مواجهة الشرّ. وكم هو صادق في مواجهة اللاعدالة التي تسود في هذا العالم، وكذلك ضد الميول السلبية في حياة الإنسان. بيتهوفن موجود بفكره الموسيقي. أما شوبان فقد أحببت لديه نزعة الجمال المطلق والغموض الآسر. لا أحد يستطيع أن يفعل مثله. متفرّد. والجمال يتدفق دائماً. وكذلك الوحي موجود طوال الوقت. لم يؤلف كثيراً. كان يؤلف موسيقى مدتها ساعة، كل سنة، لكنها ساعة نوعية مكثفة ومختلفة. كان لديه إخلاص ووفاء لعائلته وأصدقائه وبلاده. أرى في حياتي نقاطاً مشتركة وسبل تلاقٍ بيني وبين هذين المؤلِّفَين. لذلك أختار أعمالهما وقد سجلتها بطريقتي وأسلوبي في العزف. - وُصف عزفُك "بالعبارة المكثفة والسِّحر والكآبة العميقة"، ما رأيك في ذلك؟ * في كل هجرة بعض كآبة. وأنا عشت الهجرة والكآبة والفقدان. وكل موسيقى عميقة تأتي من المأساة ومن الكآبة. لكن الجمال الذي في الموسيقى يعيدك إلى الحياة، بل يجعلك تحب الحياة. هناك توازن ما يجب أن ندركه. توازن الجمال الذي هو رونق الحياة. وهناك كآبة من طغيان الشر، من قلّة العدالة. ومن أننا لا نستطيع ان نفعل شيئاً تجاه الخطأ وتجاه المشاكل التي تحيطنا ولا نجد حلاً لها. - كان والدك الموسيقار توفيق الباشا يقول إن ما تعطيه في العزف هو شعورك كشرقي. هل ما زلت تحتفظ بهذا السر.. بهذا الشعور؟ * في رأيي أنّ الطفل هو أبو الإنسان. الطفولة هي الجذور والينابيع. ومهما تفرعت الأغصان وتشعبت وتشابكت تبقى الجذور في أرضها. هذه حياتي. وحياتي تظهر في العزف. لا أعزف بيتهوفن أو شوبان أو موتسارت مثل غيري. ربما يرى البعض عزفي غريباً أو مختلفاً. لكني ألاحظ أن أوروبا المتوسطية تتفاعل وتتجاوب مع عزفي، يحبونه أكثر من غيرهم. ربما لأن الشمس والحرارة والنور في تضافر دائم مع الموسيقى والحياة. - أثناء العزف، كيف تتواصل مع الجمهور؟ هل تصل معهم إلى ما نسميه في الموسيقى العربية رُتبة المقام؟ * إن لم أبلُغ هذه الحالة... بيكون في شي غلط. عندما يشعر العازف أنه سَلطَن على الآلة وروحه صارت مع الجمهور، فهو هنا في الذروة. لكن هذه الحالات لا تحدث دائماً، ولا طوال الوقت. يمكن أن تحدث في لحظات أو دقائق وأشعر حينها برضى غامر. وأشعر أنني لا أبذل الجهد مع البيانو بل هناك انسياب وهنا يحدث الجمال المتكامل. ويلاحظ الجمهور ذلك ويعرف انه ليس أمراً عادياً. أنت تبحث عن الجمال وتصل إليه من دون أن تبحث عنه ومن دون أن تبذل جهداً. إنه الجمال يولد كالسحر ثم يتناثر. - هل ينتقل عبد الرحمن الباشا من العزف إلى الارتجال إلى التأليف؟ * عزفت في باريس مقطوعتين من تأليفي. لم أحترف التأليف لكنه فرصة لي، فضاء لأقول بعض أفكاري. لا أخفيك أن هذه المقطوعات المتواضعة لاقت صدى طيباً. أعترف بتواضع بذلك. لكن مقارنة مع الأعمال العظيمة التي أعزفها، أقول عنها أنها تأليف شخصي، مرآة لحياتي الداخلية. لقطات. وهذه الأعمال موجودة في "سي دي" منذ العام 2017. - اشتغلت غير مرة على لحن لمحمد عبد الوهاب على البيانو. لماذا لم تكرر ذلك مع غيره من الملحنين العرب؟ * اخترت من محمد عبد الوهاب أغنية من الأغاني التي يمكن عزفها على البيانو. وعبد الوهاب مُجدّد كبير ويعرف كيف يوظف الآلات الموسيقية بشكل هارموني يخدم اللحن. - هل فكرت أن تأخذ من ألحان توفيق الباشا أو من أغاني وداد مثلاً؟ * توفيق الباشا كان صاحب موسيقى اوركسترالية. أخاف إذا اشتغلت عليه أن تذهب ألوانه والرونق الذي يزينها. وأذكر في حواراتي معه أنه كان لا يحب البيانو. ربما لم يوفق بعازفين مهمين. لكنه صار يلاحظ تقدّمي في العزف، وسماعه لأشياء في البيانو لم يسمعها قبلاً غيّر موقفه، حتى إنه كتب لي مقطوعتين على البيانو. توفيق كان تراثياً. لكن هناك أغنية لحنها لوداد يهمني أن اشتغل عليها وأقدمها هدية لروح توفيق ولروح وداد، وهي "عاف يمي". فيها شغل مدهش على صعيد التأليف ومزج الألوان والأداء. - سمعتُ والدك توفيق يردّد "كل حجر في بيروت لمسته بيدي"، ورأيت عمك الفنان التشكيلي أمين يرسم بيروت كعاشق مفتون. كيف ترى إلى بيروت اليوم؟ * بيروت قدمت لي كل شيء. الطبيعة والمجتمع والبيئة. كل الحنان وكل المحبة. جمال بيروت القديمة عرفه والدي وعرفه عمي وعاشاه. أرى القديم والجديد والهجين. أرى التلوث والضجيج وأرى العصفور يحط على زهرة. أرى أشياء ضاعت ولم نستطع الحفاظ عليها. كفنان، أحلم أن أرى الجمال في كل مكان وأن أراه في الإنسان. - في رأيك هل ما زالت الموسيقى قادرة أن تقول شيئاً في هذا العالم المضطرب الغارق في التقنية والعنف والتفاهة؟ * كلما ازداد العالم اضطراباً، ازدادت حاجتنا إلى الموسيقى. لأن الموسيقى صفاء الروح والفكر. وأمام صعوبات الحياة، يزداد الطلب على الجمال ولا بدّ للجمال أن يخلص العالم أو ينقذه أو يبدّد هذه الوحشة. الموسيقى تعيد خلق العالم كأنه ولد للتو ويحتاج إلى الحنان لكي ينهض ويسمو.

"لقاء قمّة" أَدبية موسيقية بين جبران وبيتهوفن
"لقاء قمّة" أَدبية موسيقية بين جبران وبيتهوفن

النهار

time٠٧-١٠-٢٠٢٤

  • النهار

"لقاء قمّة" أَدبية موسيقية بين جبران وبيتهوفن

A+ A- قبل بضعة أَشهر انتهى الكاتبُ البلجيكي فيليب ماريسيل Maryssael (م. 1962 في بروكسيل) من ترجمته إِلى الفرنسية جميعَ أَعمال جبران الإِنكليزية، وصدرَت أَجزاؤُها تباعًا متفرّقة، ثمّ مجتمعة في مجلَّدين. بدأَ اهتمامه بجبران، قارئًا ومترجمًا منذ سنوات طويلة، وأَقام لنصوصه المترجَمة أَكثر من حلقة حوارية ودراسية، أَحدَثُها احتفال أَدبي موسيقي مساءَ 26 آذار 2023 في مدينة لياج البلجيكية (88 كلم شرقي بروكسيل). وأَعاد مجدَّدًا شكل هذا الاحتفال أَدبيًّا وموسيقيًّا قبل أَيام في مدينة آرلون Arlon (عاصمة المقاطعة البلجيكية من لوكسمبورغ، تبعد 185 كلم جنوبي شرقي العاصمة بروكسيل). وهو اختار لنصوص جبران مقطوعاتٍ من بيتهوفن، وسمّى الاحتفال "لقاء جبران - بيتهوفن"، تولّى هو فيه قراءة النصوص بمشاركة عضو مجلس المدينة (آرلون) اللبنانيّ الأَصل كمال متري، مع مرافقة على البيانو من العازف البلجيكي بيتر ڤيليك. تَشَكَّل البرنامج من السوناتا رقم 30 والسوناتا 31 لبيتهوفن، تسلسَلَ عزفُهُما مع قراءات نصوص جبران: من كتاب "المجنون" ("وجوه"، "الفلَكي"، "العالِمان"، "الكلب الحكيم"، "يوم وَلدَت كآبتي"، "يوم وُلدَت مسرتي")، وكتاب "السابق" ("الحب"، "الرجل القديس"، "الشعراء"، "العالِم والشاعر"، "القيَم"، "المحتضر والشوحة"، "أَبعد من وحدتي")، خواطر من كتاب "رمل وزبد"، وفصول من كتاب"النبي" ("الأَولاد"، "الجمال"، "الفرح والحزن"، "معرفة الذات"، "التعليم"، "الموت"). وفي الختام أَعلن فيليب ماريسيل برنامجًا مقبلًا لهذا الاحتفال ذاته ("لقاء جبران - بيتهوفن") في عدد من المدن البلجيكية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store