
ليبيا تنفي اتفاقاً مع واشنطن بشأن ترحيل مهاجرين، وتؤكد رفضها التوطين القسري على أراضيها
الحكومة الليبية تنفي اتفاقاً مع واشنطن بشأن ترحيل مهاجرين، وتؤكد رفضها التوطين القسري على أراضيها
صدر الصورة، Getty Images
قبل 5 دقيقة
نفت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، التي تتخذ من طرابلس مقراً لها الأربعاء، أي اتفاق مع واشنطن لاستقبال مهاجرين تعتزم الولايات المتحدة ترحيلهم، مؤكدة من جديد "رفضها" أي توطين دائم للمهاجرين في ليبيا.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تشهد ليبيا نزاعات وانقسامات وتدير شؤونها حالياً حكومتان متنافستان: الأولى في طرابلس (غرباً) برئاسة عبد الحميد الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة، والثانية في بنغازي (شرقاً) برئاسة أسامة حمّاد وتحظى بدعم البرلمان والمشير خليفة حفتر.
وتحدثت وسائل إعلام أمريكية، من بينها شبكة "سي إن إن"، عن ترحيل وشيك لمهاجرين من الولايات المتحدة إلى دول ثالثة بينها ليبيا.
وردّت حكومة الدبيبة في بيان على "التقارير التي تناقلتها وسائل إعلام دولية حول نيّة الولايات المتحدة ترحيل مهاجرين إلى ليبيا، مؤكدة بشكل قاطع عدم وجود أي اتفاق أو تنسيق لاستقبال هؤلاء المهاجرين".
أهمل Facebook مشاركة هل تسمح بعرض المحتوى من Facebook؟
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Facebook. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Facebook وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر "موافقة وإكمال" Accept and continue تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية Facebook مشاركة
المحتوى غير متاح Facebook اطلع على المزيد في بي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية.
وبالنسبة للسلطة التنفيذية في طرابلس، فإن "كيانات موازية غير خاضعة للشرعية قد تتورط في اتفاقيات لا تمثل الدولة الليبية ولا تلزمها قانونياً أو سياسياً".
بدوره، أكّد الدبيبة في حسابه على إكس أن ليبيا "ترفض أن تكون وجهة للمهاجرين المطرودين مهما كانت الحجة" وأن "أي اتفاق يبرم بين أطراف غير شرعية لا يمثل الدولة الليبية ولا يلزمها سياسياً أو أخلاقياً".
وأضاف أن "الكرامة الإنسانية والسيادة الوطنية غير قابلة للتفاوض".
وفي أوائل شهر مايو/أيار الحالي، ذكرت شبكة "سي إن إن" أن "إدارة ترامب تناقش مع ليبيا وراوندا إمكانية إرسال مهاجرين لديهم سجلات إجرامية في الولايات المتحدة إلى هذين البلدين، وفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشات".
وقالت الشبكة إن مسؤولي ترامب يأملون بمفاوضات رسمية مع ليبيا لإبرام ما يسمى باتفاقية الدولة الثالثة الآمنة، والتي من شأنها أن تسمح للولايات المتحدة بإرسال طالبي اللجوء الذين يُقبض عليهم على الحدود الأمريكية إلى ليبيا، وفقاً لتصريحات أحد المصادر للشبكة.
بدورها، نفت وزارة الخارجية في السلطة الموازية في بنغازي في بيان الأربعاء "وجود أي اتفاق أو تفاهم بشأن توطين المهاجرين بغض النظر عن جنسياتهم، أفريقية أو أوروبية أو أمريكية أو غيرها".
"انتهاك لأمر سابق"
صدر الصورة، Getty Images
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
حسابنا الرسمي على واتساب
تابعوا التغطية الشاملة من بي بي سي نيوز عربي على واتساب.
اضغط هنا
يستحق الانتباه نهاية
أعلن قاضٍ فيدرالي يوم الأربعاء أن ترحيل المهاجرين إلى ليبيا أو المملكة العربية السعودية، كما ورد في وسائل الإعلام، يُعدّ انتهاكاً لأمره السابق إذا لم يُقدّم لهم إشعار كتابي وفرصة للاعتراض مُسبقاً، وفقاً لملف قضائي جديد.
في شهر أبريل/ نيسان الماضي، منع القاضي برايان مورفي مؤقتاً إدارة ترامب من ترحيل الأشخاص إلى دول غير دولهم دون تقديم إشعار مسبق وإتاحة الفرصة لهم للاعتراض على القرار.
وكتب مورفي: "يُوضّح تعديل 30 أبريل/نيسان 2025 على الأمر القضائي الأولي أنه لا يجوز لوزارة الأمن الداخلي التهرب من هذا الأمر القضائي بالتنازل عن السيطرة على غير المواطنين أو إنفاذ مسؤولياتها المتعلقة بالهجرة لأي جهة أخرى، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر وزارة الدفاع".
وخلص إلى القول: "إذا كان هناك أي شك- وهو ما لا تراه المحكمة- فإن عمليات الترحيل الوشيكة المزعومة، كما أوردتها وكالات الأنباء وكما يسعى المدعون إلى التحقق من روايات أعضاء المجموعة والمعلومات العامة، تُشكل انتهاكاً واضحاً لأمر هذه المحكمة".
وحول الجدل الذي رافق مزاعم ترحيل مهاجرين عبر طائرة عسكرية، أوضحت الحكومة الليبية أن الطائرة التي وصلت صباح الأربعاء إلى مطار مصراتة تضم "وفداً عسكرياً إيطالياً رفيع المستوى، ضم رئيس لجنة العلاقات الليبية الإيطالية ومدير إدارة التدريب، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز التعاون الأكاديمي والتقني في المجال الدفاعي".
وجاء في النص أن "الوفد على متن طائرة من طراز (سي-130) مملوكة للحكومة الإيطالية، أقلعت من قاعدة سيغونيلا الجوية البحرية في جزيرة صقلية، ضمن رحلة دورية مجدولة في إطار ترتيبات التعاون العسكري القائمة".
ونفت الحكومة في بيانها ما جرى تداوله في بعض وسائل الاعلام بشأن طبيعة الرحلة والتي رجّح كثيرون أنها تحمل مهاجرين عائدين من الولايات المتحدة الأمريكية وأكدت أن "الزيارة ذات طابع تدريبي وفني بحت، ولا تمت بصلة لأي ملفات أخرى".
وكانت السلطات الليبية قد اتهمت في وقت سابق من هذا العام منظمات إغاثة بالتخطيط لتغيير التركيبة العرقية للبلاد من خلال تشجيع مهاجرين أفريقيين على البقاء هناك، وأمرت هذه المنظمات بإغلاق مكاتبها.
وشمل قرار الحكومة الليبية عشر منظمات- بما في ذلك منظمة أطباء بلا حدود، ووكالة الأمم المتحدة للاجئين، والمجلس النرويجي للاجئين- ويتم طرد طواقمها خارج البلاد.
ليبيا كوجهة ترحيل مثيرة للجدل
صدر الصورة، Getty Images
يأتي الاستخدام المحتمل لليبيا كوجهة بعد أن أثارت الإدارة الأمريكية ضجة سابقة بترحيلها مجموعة من الفنزويليين إلى السلفادور، حيث يُحتجزون في سجن شديد الحراسة مُخصص للإرهابيين.
ووصف الرئيس ترامب ومساعدوه هؤلاء الرجال بأنهم أعضاء في عصابات عنيفة، واستشهدوا بقانون نادر الاستخدام في زمن الحرب في عمليات طردهم، وهي خطوة طُعن فيها أمام المحاكم.
وتحذّر وزارة الخارجية الأمريكية من السفر إلى ليبيا "بسبب الجريمة والإرهاب والألغام الأرضية غير المنفجرة والاضطرابات المدنية والاختطاف والصراع المسلح".
وللولايات المتحدة علاقات رسمية فقط مع حكومة طرابلس. لكن صدام، نجل حفتر، كان في واشنطن الأسبوع الماضي، والتقى بعدد من مسؤولي إدارة ترامب، بحسب ما تنقل نيويورك تايمز الأمريكية.
وبحسب الصحيفة، كانت لترامب علاقات ودية في ولايته الأولى مع حفتر، الذي يسيطر على معظم حقول النفط الليبية المربحة.
وأفادت وزارة الخارجية الأمريكية ومسؤول ليبي لشبكة (سي إن إن) بأن اجتماعات صدام حفتر في واشنطن لم تكن تتعلق بالترحيل.
وتعدّ ليبيا دولة عبور لمئات الآلاف من المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا لمحاولة عبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا في رحلة محفوفة بالمخاطر.
وقد وصفت منظمة العفو الدولية هذه المواقع بأنها "مروعة" و"جحيم" في تقرير صدر عام 2021، والذي كشف عن أدلة على "عنف جنسي ضد الرجال والنساء والأطفال".
ويقول "مشروع الاحتجاز العالمي" وهي منظمة غير حكومة إن المهاجرين المحتجزين في ليبيا يتعرضون "لسوء معاملة بدنية وتعذيب"، والعمل القسري، وحتى العبودية.
وفي تقريرها السنوي حول ممارسات حقوق الإنسان العام الماضي، أشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى ظروف "قاسية ومهددة للحياة" في مراكز الاحتجاز الليبية، ووجدت أن المهاجرين في تلك المرافق، بمن فيهم الأطفال، "لا يستطيعون الوصول إلى محاكم الهجرة أو الإجراءات القانونية الواجبة".
وتقول جماعات حقوق الإنسان إن الحكومات الأوروبية متواطئة في هذه المعاملة من خلال عملها مع ليبيا لاعتراض المهاجرين المتجهين إلى القارة وإرسالهم إلى مراكز الاحتجاز.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 3 أيام
- BBC عربية
مقتل رجل أمن خلال مظاهرة في العاصمة الليبية، وأنباء عن استقالة عدد من الوزراء
قُتل رجل أمن خلال "محاولة متظاهرين اقتحام مقر الحكومة الليبية في طرابلس" بحسب بيان الحكومة، بعد تجدد التوتر الجمعة في عاصمة البلاد. ونعت حكومة الوحدة الوطنية الليبية أحد أفراد الشرطة الذي قُتل بالرصاص من قبل مجهولين خلال تأمينه مبنى رئاسة الوزراء. وكشفت الحكومة إحباط الأجهزة الأمنية "محاولة اقتحام نفّذتها مجموعة مُندسّة ضمن المتظاهرين، استهدفت مبنى الحكومة" واصفاً استهداف المقر بـ "التعدي المباشر على مؤسسات الدولة". وحذّرت في بيان من محاولات اختراق وافتعال أعمال عنف قد تستهدف المتظاهرين لتأجيج وزعزعة الاستقرار. وتجمع مئات المتظاهرين في ميدان الشهداء بطرابلس مساء الجمعة للمطالبة برحيل حكومة عبد الحميد الدبيبة. وشهد التجمع تواجداً أمنياً كثيفاً، حيث نقل مراسلو فرانس برس وجود نحو 40 آلية في المكان جاءت هذه التطورات بعد يوم هادئ تقريباً مرّ على سكان طرابلس، بعد الاشتباكات التي دارت بين مجموعات مسلحة متنافسة في العاصمة الليبية طرابلس الأسبوع الماضي. وأفادت وسائل إعلام محلية، بعد التظاهرة الكبيرة في وسط المدينة، باستقالة ستة وزراء ونواب وزراء من حكومة الدبيبة، وقد أكّد اثنان منهم ذلك في فيديو. وفيما يتعلق بتأثير التطورات الأخيرة على النفط الليبي، قالت شركة النفط الوطنية في بيان لها إن عملياتها في المنشآت النفطية تسير بشكل طبيعي، حيث تعمل صادرات النفط والغاز بانتظام. وفي ردود الفعل على ما يجري في طرابلس، قالت الخارجية المصرية إنها تتابع باهتمام وقلق التطورات الجارية في ليبيا، داعية جميع الأطراف إلى التزام أقصى درجات ضبط النفس. وقد أُجلي عدد من المواطنين المصريين الموجودين في ليبيا والعاصمة طرابلس، من بينهم رياضيون مصريون، على خلفية الاشتباكات. وفي وقت سابق، دعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا السلطات إلى احترام "حق المواطنين في التظاهر سلمياً"، محذرة من أي "تصعيد للعنف" من شأنه أن يشكل "انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان". وقد يرقى إلى "جرائم يعاقب عليها القانون الدولي".


BBC عربية
منذ 4 أيام
- BBC عربية
الصدّيق حفتر في بلا قيود: المجلس الرئاسي انشغل بأمور أخرى عن تحقيق المصالحة الوطنية
قال الدكتورالصدّيق خليفة حفتر رئيس المفوضية العليا للمصالحة الوطنية في ليبيا إنّ معاناة الشعب الليبي هي الدافع وراء سعيه هو ومن معه لتحقيق المصالحة في ليبيا وإنّهم يمدون أيديهم للآخرين للمشاركة ، كما يثمنون جهود من سبقوهم في ذلك الشأن. وأوضح الصدّيق حفتر أنّ ألمفوضية التي يرأسها ليست بديلا عن المفوضية التي أنشأها المجلس الرئاسي لتحقيق المصالحة ، غير إنه يرى أنّ المجلس انشغل منذ استلامه مهمة تحقيق المصالحة الوطنية بأمور أخرى "وكل ما هنالك أنّ ميزانية تُصرف من أجل المصالحة ولا أثر لها على الأرض الواقع" حسب تعبيره وفيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان التي اُرتكبت في المنطقة الشرقية الخاضعة لسيطرة عائلته، ومن بينها اختفاء النائب البرلماني إبراهيم الدرسي، أشار الصدّيق حفتر إلى أنّ ما تعرض له النائب الدرسي من خطف يمكن أن يحدث في أي بلد آخر وإن اقرّ بوجود نوع من القصور الأمني "ولكن هذا لا يعني أن يُنسب هذا الفعل لخليفة حفتر أو لأبناء خليفة حفتر.هذا شيء صراحة فيه من التجني الكثير" حسب قوله. وأعرب رئيس المفوضية العليا للمصالحة الوطنية في ليبيا عن أسفه لما آلت اليها الأوضاع في طرابلس والمنطقة الغربية التي تقع تحت سيطرة حكومة الواحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة ، في إشارة لأحداث العنف التي شهدتها العاصمة طرابلس مؤخرا، مجددا دعوته للمناطق الليبية بالانضمام لمشروعهم الهادف إلى إقامة دولة حقيقية ، حسب وصفه. فكيف ينظر الصدّيق حفتر للتدخلات الأجنبية في بلاده؟ ومتى يتوقع أن تنتهي معاناة الشعب الليبي؟ وهل يتوقع تجقيق عدالة انتقالية. هذه التساؤلات وغيرها تجدون الأجوبة عليها في برنامج بلا قيود لهذا الأسبوع. تبث الحلقة يوم السبت في الساعة الخامسة والنصف مساء بتوقيت غرينتش. يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج على الرابط التالي.


BBC عربية
منذ 4 أيام
- BBC عربية
من هم أطراف الاشتباكات الأخيرة في ليبيا وما الذي يحدث؟
لا تزال حالة من التوتر تشهدها العاصمة الليبية طرابلس، بعد سلسلة من الاشتباكات خلال الأسبوع الماضي، عقب مقتل عبد الغني الككلي قائدة جهاز دعم الاستقرار، وإصدار رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة قرارات بحل وإعادة هيكلة أجهزة أمنية، فماذا نعرف عن الأطراف المتنازعة وكيف تطور الخلاف بينها في الأسبوع الماضي؟