logo
حديث سفينة الأسلحة المتجهة لإسرائيل يشغل المغاربة

حديث سفينة الأسلحة المتجهة لإسرائيل يشغل المغاربة

الجزيرة٢٥-٠٤-٢٠٢٥

يشهد المغرب منذ أيام جدلا واسعا بعد رسو سفينة شحن دولية بميناء طنجة ، يشتبه في حملها معدات عسكرية موجهة لإسرائيل، تزامنا مع الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ عام ونصف.
ونظمت فعاليات شعبية ونقابية مظاهرات منددة بالأمر، وتقدم عدد من العمال المغاربة باستقالاتهم من شركة الشحن، فيما نفت جهات رسمية وشركة "ميرسك" المالكة للسفينة تلك الأنباء، مشيرة إلى عدم وجود أي شحنة ذات طابع عسكري على متن السفينة.
وخرج مئات المغاربة في وقفات ومسيرات يومي 18 و20 أبريل/نيسان الجاري في عدد من المدن، أبرزها الرباط وفاس ومكناس وطنجة والدار البيضاء، تنديدا بـ"توريد أسلحة تُستخدم في العدوان على الشعب الفلسطيني".
الشعب يريد
ورفع المتظاهرون شعارات منها "الشعب يريد إسقاط السفينة" و"أوقفوا شحن الأسلحة.. أوقفوا حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني".
ودعا إلى هذه الاحتجاجات هيئات أهلية مثل: "مجموعة العمل من أجل فلسطين"، و"الجبهة المغربية لدعم فلسطين"، و"الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، و"المبادرة المغربية للدعم والنصرة".
وجاءت الدعوة بعد تداول معلومات تفيد بأن السفينة "نيكسو ميرسك" قادمة من الولايات المتحدة نحو قاعدة نيفاتيم العسكرية في إسرائيل، وتحمل شحنة خاصة بطائرات "إف 35".
استقالات
وفي تطور لافت، ذكرت تقارير إعلامية أن 8 من العمال المغاربة العاملين في فرع شركة "ميرسك" بميناء طنجة قدموا استقالاتهم احتجاجا على "نقل الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل"، ووفق موقعي "هسبريس" و"صوت المغرب" فإن العمال واجهوا "ضغوطا كبيرة من طرف الشركة المتورطة في نقل الأسلحة المستعملة في الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين بقطاع غزة".
وذكرت التقارير الإعلامية أن الشركة عمدت إلى الضغط على العمال للقيام بإفراغ الشحنة، وبعدما رفض غالبيتهم ذلك، قامت باختيار العمال القدامى بشكل "تعسفي" للقيام بالعملية؛ بهدف التخلص منهم في حال الرفض.
ووفق موقع "سفيركم" الإلكتروني نفت مصادر داخل الشركة صحة ما تم تداوله بشأن استقالات جماعية لعمال احتجاجا على"توريد أسلحة أميركية إلى إسرائيل"، مؤكدة أن هذه الادعاءات لا تستند إلى أي أساس واقعي.
وأوضحت مصادر الموقع أن مغادرة عدد من العمال تم في إطار انتقالات مهنية طبيعية نحو فرص عمل جديدة، مشددة على أن الخطوة لا علاقة لها بأي ضغوط أو توترات ذات صلة بعمليات الشحن داخل الميناء.
وبخصوص الادعاءات حول ضغوط مورست على العمال للتعامل مع شحنات موجهة إلى إسرائيل، اعتبرتها المصادر "غير دقيقة وتفتقر لأي دلائل موثوقة".
وأكدت أن كل العمليات المينائية تخضع لمراقبة صارمة من طرف السلطات المختصة، بما يمنع تمرير أي شحنات مخالفة للقوانين المعمول بها.
تحقيقات
من جانبها، أكدت مؤسسة "العدالة الخضراء" الدولية ومقرها لندن، في تقرير لها، أن التحقيقات التي أجرتها أظهرت أن السفينة لم تكن تحمل أي شحنات عسكرية، مشيرة إلى أن السفينة خضعت لتفتيش دقيق في ميناء برشلونة بتاريخ 15 أبريل/نيسان الجاري، "ولم يعثر على أي شبهة لحمولة عسكرية".
ووفقا لموقع "برلمان كوم" المقرب من السلطات، فإن تقرير "مؤسسة العدالة الخضراء" اعتمد على مصادر رسمية، من بينها بيان صادر عن شركة "ميرسك" المالكة للسفينة، يؤكد التزامها بعدم نقل أي شحنات عسكرية.
وأشارت المصادر إلى أن "السفينة خضعت لتفتيش رسمي بميناء برشلونة يوم 15 أبريل/نيسان بناء على دعوى مدنية، ولم تسجل أي مؤشرات على وجود حمولة ذات طابع عسكري، وهو ما أكدته كذلك سلطات ميناء طنجة المتوسطي.
كما نفت شركة "ميرسك" الدولية ومقرها الدانمارك "الادعاءات المتداولة بشأن رسو سفينة إسرائيلية محملة بالأسلحة أو الذخيرة في ميناء طنجة"، مؤكدة أن "هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة، ولا تعكس طبيعة الشحنات التي تنقلها سفنها".
إعلان
وشددت الشركة، في بيان لها، على أن "جميع عملياتها التجارية تخضع لأعلى معايير الامتثال للقوانين الدولية، وترتكز على مبادئ السلوك المسؤول في مجال الأعمال، بما في ذلك الميثاق العالمي للأمم المتحدة والمبادئ التوجيهية لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية".
كما أصدرت الشركة بيانا آخر أكدت فيه أن الشحنة المقصودة تتعلق بقطع غيار لمقاتلات "إف 35″، لكنها موجهة لدول أخرى مشاركة في برنامج التصنيع المشترك، وليس لإسرائيل.
من جهتها، نفت جريدة "لاروليف" المغربية الناطقة بالفرنسية "الادعاءات الكاذبة بشأن حمولة السفينة"، معتبرة أن هناك "محاولات لتشويه صورة المغرب واستهداف إنجازاته الاقتصادية والدبلوماسية".
كما نفى مسؤولون بميناء طنجة المتوسطي علمهم بوجود شحنة أسلحة متجهة إلى إسرائيل. وأكد المسؤولون، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية، أن إدارة الميناء ليست معنية بمحتوى الشحنات الدولية المعاد شحنها، مشددين على التزام الميناء بالإجراءات المعتمدة.
ورغم النفي الصادر عن الشركة المشغلة ومصادر رسمية وإعلامية، لم تصدر الحكومة المغربية حتى الآن أي بيان رسمي بشأن السفينة. الأمر الذي يُبقي باب التأويلات والتكهنات مفتوحا، ويغذي استمرار التوتر في الشارع، في ظل الزخم الشعبي الكبير الذي تحظى به القضية الفلسطينية في المغرب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نهاية مناقشات صادرات الأسلحة لإسرائيل في المحكمة العليا البريطانية
نهاية مناقشات صادرات الأسلحة لإسرائيل في المحكمة العليا البريطانية

أخبار قطر

time١٦-٠٥-٢٠٢٥

  • أخبار قطر

نهاية مناقشات صادرات الأسلحة لإسرائيل في المحكمة العليا البريطانية

بعد ما اتفتحت النقاشات داخل المحكمة العليا البريطانية على دعوى ضد الحكومة بسبب تصريحها بتصدير أسلحة لإسرائيل، ما حددناش بالضبط ميعاد القرار النهائي اللي هيتصدره المحكمة. والحكومة البريطانية اتقدمت بالدفاع عن قرارها يوم الخميس اللي فات وقالت إن استمرار بيع طائرات حربية لإسرائيل مهم جدا لأمن بريطانيا وعلاقاتها الخارجية. المحاكمة والدفاع المحامي جيمس إيدي، اللي ممثل الحكومة، قال إن وزارة التجارة تصرفت بطريقة قانونية وأي تعليق لتصاريح التصدير هيكون ليه تأثيرات كبيرة على برنامج إنتاج الطائرات الدولي وهيكون خطر على أمن بريطانيا والأمن الدولي. بس المحكمة مش ممكن تحكم على قانونية تصرفات إسرائيل، وإن محاولة القيام بكدة هيكون ليها تأثير 'ضار محتمل' على العلاقات الخارجية مع إسرائيل. التأثيرات والختام بعد ما اتشنت إسرائيل حرب على غزة في أكتوبر 2023، شبكة العمل القانوني الدولي قدمت الدعوى بدعم مجموعة منظمات منها منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش. في سبتمبر الماضي، حكومة حزب العمال قررت تعليق تصاريح تصدير أسلحة لإسرائيل بسبب خطر استخدامها في انتهاكات للقانون الدولي في فلسطين، بس استثنت مكونات طائرات 'إف-35'. والمحكمة هتصدر قرارها في وقت لاحق، يمكن ما حددناش الميعاد بعد.

محام إسباني للجزيرة نت: سنلاحق من يمرر الأسلحة لإسرائيل
محام إسباني للجزيرة نت: سنلاحق من يمرر الأسلحة لإسرائيل

الجزيرة

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

محام إسباني للجزيرة نت: سنلاحق من يمرر الأسلحة لإسرائيل

مدريد – بعد شكايات قانونية أثارها ناشطون إسبان في حملة المطالبة بإيقاف تجارة الأسلحة مع إسرائيل، قرر قاضي التحقيق في "المحكمة رقم 6" في برشلونة فتح تحقيق أوّلي في شبهة تورط شركة الشحن الدانماركية "ميرسك" في سلسلة إمداد بالأسلحة وصلت إلى إسرائيل بعد مرورها بموانئ إسبانية. ويشمل التحقيق استدعاء قبطاني السفينتين "نيكسوي ميرسك" و"ميرسك ديترويت"، حيث جاء في قرار القاضي أن الشركة الإسبانية الفرعية "ميرسك لوجيستيكس آند سيرفيسز إسبانيا" مطالبة بتحديد هوية القبطانين، إضافة إلى ممثلها القانوني تمهيدا لاحتمال استدعائه للتحقيق. ورغم تأجيل جلسات الاستماع بسبب عدم وصول استدعاء رسمي للأطراف المعنية، فإن الناشطين في الحملة أكدوا أن التحقيق يشكل سابقة مهمة لمساءلة المتورطين في "سلسلة دعم الجرائم في غزة". تفاصيل الشكوى وفي حوار أجرته الجزيرة نت مع المحامي دييغو مينيانو الذي تقدم بالشكوى للمحكمة باسم الحملة، جدد مطالبتهم الحكومة الإسبانية بفرض حظر شامل على تجارة الأسلحة مع إسرائيل. كما أكد مينيانو مطالبة الوزارات الإسبانية بفرض آليات للرقابة والتفتيش المنتظم على السفن المتورطة في عملية توريد الأسلحة والتي تستخدم موانئ البلاد، نافيا قيام أية محكمة إسبانية حتى الآن بإصدار أمر تفتيش أية سفينة يُشتبه في تورطها بالمشاركة ضمن سلسلة توريد الأسلحة لإسرائيل، لكنه قال إن التحقيقات وجمع الأدلة من قبل المحكمة لا يزالان جاريان. وأوضح المحامي للجزيرة نت الآلية التي اعتمدها فريق الحملة قائلا "تتبعنا صادرات المعدات العسكرية والأسلحة، وبتحليل كل شحنة سفينة، وتمكنا من التحقق من عدد شحنات الأسلحة المتجهة إلى إسرائيل عبر الموانئ الإسبانية". كما اعتمد النشطاء على تحقيقات صحفية أجراها كل من موقعي "كشف السرية" البريطاني (Declassified UK) و"الخندق" (The Ditch) المستقلين، تضمنت بيانات متعلقة بالصادرات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بالإضافة إلى تقرير صادر من "حركة الشباب الفلسطيني" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تحدث عن استخدام شركة "ميرسك" الدانماركية ميناء الجزيرة الخضراء لإيصال إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل. وفي أبريل/نيسان الماضي، تقدم مجموعةُ نشطاء إسبانيون، ضمن حملة للمطالبة بإنهاء تجارة الأسلحة مع إسرائيل، بشكوى في محكمة في برشلونة ضد سفينة "نيكسوي ميرسك" التي كانت موجودة في ذلك الوقت في ميناء برشلونة ، وطالبوا باحتجازها بدعوى تورطها في سلسلة توريد معدات عسكرية وأسلحة لإسرائيل. يقول مينياتو "رغم أننا أبلغنا المحكمة بضرورة احتجاز السفينة، فإنها رفضت ذلك بزعم عدم وجود أدلة كافية لإثبات أنها متجهة إلى إسرائيل"، كما اعتبرت أن السفينة لم تكن قد تم تعبئتها بعد بأي أسلحة أو معدات عسكرية في الأراضي الإسبانية. اختراق متكرر بدورها، غادرت السفينة نحو ميناء فالنسيا، ثم ميناء الجزيرة الخضراء جنوبي إسبانيا ، ثم وصلت إلى ميناء طنجة في المغرب والتقت بسفينة "ميرسك ديترويت" القادمة من الولايات المتحدة الأميركية، حيث قامت بنقل البضائع قبل أن تتجه إلى وجهتها الأخيرة في ميناء حيفا الإسرائيلي، الذي وصلته مطلع مايو/أيار الحالي. رغم أن الحكومة الإسبانية سبق أن أعلنت في مايو/أيار 2024 أنها ستمنع السفن التي تحمل معدات عسكرية متجهة إلى إسرائيل من الرسو في موانئها، فإن الناشطين والمراقبين يؤكدون أن هناك محاولات التفافية متكررة لاختراق هذا القرار، حيث تستمر الموانئ الإسبانية في استقبال سفن مشتبه في تورطها بتزويد تل أبيب بالأسلحة. تشير المعلومات الواردة في تقرير "حركة الشباب الفلسطيني" إلى مرور 944 سفينة عبر ميناء الجزيرة الخضراء في الفترة ما بين مايو/أيار ونوفمبر/تشرين الثاني 2024 بغرض تسليم أسلحة إلى إسرائيل. ويعلق المحامي مينياتو "لا نعلم العدد الحالي للسفن، مع الأخذ بعين الاعتبار أن سفن شركة ميرسك تتوقف أيضا في موانئ إسبانية أخرى مثل برشلونة وفالنسيا". وذكر أنه بالإضافة لميرسك، تشارك شركات أخرى في الإمدادات العسكرية لإسرائيل، حيث تسهم مجموعة "سفن ما وراء البحار" (Overseas Shipholding Group) الأميركية المتخصصة في ناقلات النفط، في نقل الوقود العسكري بانتظام إلى إسرائيل، "حيث يُستخدم في تشغيل الدبابات والطائرات العسكرية التي تنفذ الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني". كما ذكرت حملة المطالبة بإنهاء تجارة الأسلحة مع إسرائيل أن هذه ليست المرة الأولى التي تشارك فيها هاتان السفينتان التابعتان لشركة ميرسك في سلسلة توريد المعدات العسكرية إلى إسرائيل، فقد سبق أن شاركتا في أربع عمليات إمداد عسكرية بين سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول 2023، وتضمنت الشحنة الأخيرة قطعا لطائرات " إف-35" المقاتلة. تورط قانوني يؤكد المحامي دييغو مينيانو أن شركات السفن المتورطة بنقل الأسلحة إلى إسرائيل -وفي حال ثبوت الاتهام بحقها- فإنها ترتكب جرائم كالتهريب، والاتجار بالأسلحة، والإعداد أو التخطيط لجرائم ضد المجتمع الدولي، ويشمل ذلك: جرائم الإبادة الجماعية. الجرائم ضد الإنسانية. الجرائم ضد الأشخاص والممتلكات المحمية في حالات النزاع المسلح. وردا على سؤال الجزيرة نت عن الخطوات المقبلة مع الحكومة الإسبانية، يقول مينيانو "نحن أمام تحقيق قضائي سيركز حصريا على الأفعال التي ارتكبتها الشركة الإسبانية المرتبطة بشركة ميرسك، وعلى مديريها والقباطنة مشغلي السفن". إعلان وأضاف "ندرس اتخاذ إجراءات قانونية ضد السلطات العامة التي سمحت بتجارة الأسلحة مع إسرائيل، رغم حظرها بموجب معاهدة تجارة الأسلحة، والقانون 53/2007 بشأن مراقبة التجارة الخارجية للمواد الدفاعية والمواد ذات الاستخدام المزدوج". ويؤكد المحامي على مطالب الحملة بأن "توافق الحكومة بشكل فوري ومباشر على فرض حظر شامل على الأسلحة الموجهة إلى إسرائيل"، ويعني ذلك "الحظر الكامل لشراء أو بيع أو مرور الأسلحة إلى دولة ترتكب إبادة جماعية وجرائم فصل عنصري واستعمارا واحتلالا غير قانوني في فلسطين". كما يطالب الناشطون الحقوقيون الوزارات الإسبانية المختصة كالنقل والمالية والخارجية والتجارة والدفاع والداخلية بالموافقة بشكل عاجل على فرض آليات للرقابة والتفتيش المنتظم على أي سفينة سبق أن شاركت في تجارة الأسلحة مع إسرائيل.

محللون: ترامب أظهر تجاهلا لنتنياهو والتحدي الحقيقي هو إدخال المساعدات لغزة
محللون: ترامب أظهر تجاهلا لنتنياهو والتحدي الحقيقي هو إدخال المساعدات لغزة

الجزيرة

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

محللون: ترامب أظهر تجاهلا لنتنياهو والتحدي الحقيقي هو إدخال المساعدات لغزة

رغم الفتور الكبير الذي يظهره الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، فإنه تجاهل الحديث عن الحرب في قطاع غزة خلال تواجده في السعودية -اليوم الثلاثاء- وهو أمر يعزوه محللون إلى عدم وجود اتفاق يمكن إعلانه حتى اللحظة. ويرى المحللون أن غياب غزة عن حديث ترامب، لا ينفي وجود الكثير من المؤشرات على تعمد الرئيس الأميركي التحرك بعيدا عن إسرائيل في عدد من الملفات مثل سوريا وإيران واليمن. ووصل ترامب إلى الرياض في مستهل جولة هي الأولى له بالمنطقة منذ عودته للبيت الأبيض مطلع العام الجاري وستشمل أيضا كلا من قطر والإمارات. تحولات وتحدٍ وجاءت الزيارة في غمرة تحولات كبيرة في سياسة ترامب تجاه الملفات الشائكة بالمنطقة حيث أعلن رفع العقوبات التي كانت مفروضة على سوريا، وتراجع عن تهديد إيران بالحرب ما لم تقبل باتفاق نووي جديد، فضلا عن بيعه مقاتلات "إف 35" لتركيا، وتوقيع صفقة عسكرية مع السعودية هي الأكبر في التاريخ وتقدر بـ142 مليار دولار. في المقابل، مارس نتنياهو نوعا من التصعيد في الخطاب حيث أكد أن إسرائيل ستواصل الحرب على غزة حتى لو توصلت لاتفاق وقف إطلاق نار مؤقت، وجدد التأكيد على نيته تهجير سكان القطاع إلى بلد آخر. واستغرب الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، عدم رد ترامب على هذه التصريحات خلال تواجده في الرياض، فضلا عن أنه تجاهل الحديث عن مصير الفلسطينيين عموما في غزة والضفة الغربية والقدس. وخلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث"، قال البرغوثي إن هذا السلوك يؤكد أن الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا يعدو كونه تكتيكيا في بعض الملفات. وأكد أن التحدي الأكبر حاليا يتمثل في وفاء واشنطن بوعدها المتمثل في إدخال المساعدات لغزة. وأكد البرغوثي أن الوضع في غزة وصل إلى مرحلة تتطلب إظهار العين الأميركية الحمراء لنتنياهو، ويتطلب أيضا ضغطا عالميا وعربيا وإسلاميا لوقف ما يحدث للفلسطينيين من تجويع. واتفق أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور عبد الله الشايجي، مع حديث البرغوثي، بقوله إن حديث نتنياهو عن مواصلة الحرب وتهجير السكان "يحمل نوعا من التحدي للرئيس الأميركي الذي كان من المتوقع أن يلمح على الأقل إلى أنه قد يتخذ موقفا من نتنياهو، ردا على ما يقوم به في غزة". ويرى الشايجي أن نتنياهو يمارس تصعيدا كبيرا في مواجهة ترامب الذي لم يعلن أيضا الخطة الكبيرة التي وعد بها قبل زيارته، لكنه أعرب أيضا عن إمكانية حدوث ذلك خلال القمة الأميركية الخليجية المقررة الأربعاء. وعزا الشايجي اعتقاده بإمكانية إعلان ترامب خطة ما بشأن غزة خلال القمة الخليجية الأميركية إلى أن الرئيس "يواصل حشر نتنياهو بأكثر من زاوية في ملفات مثل سوريا وإيران واليمن". لكن الشايجي أيضا انتقد مواصلة ترامب الهجوم على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تفاوض معها مباشرة لكي يستعيد الأسير عيدان ألكسندر ، بينما لم ينتقد نتنياهو الذي حاول إحراجه بشكل كبير خلال تواجده في السعودية سواء بالتصريحات أو بالتصعيد العسكري الفعلي في غزة. أما الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي، فيعتقد أن عدم وجود اتفاق ناضج يمكن إعلانه هو الذي دفع ترامب لتجاهل الحديث عن غزة في أول أيام زيارته، لكنه يرى أن ترامب اتخذ خطوات عملية أضرت بخطط نتنياهو في عدد من الملفات المهمة. ويرى مكي أن عدم زيارة ترامب لإسرائيل التي تحتفل بما تسميه يوم الاستقلال وهو على مقربة منها، يعكس تجاهله لها، وأن الإفراج عن عيدان ألكسندر كان جزءا من اتفاق أوسع يجري العمل على إتمامه بعيدا عنها. كما أن الاتفاقيات العسكرية التي وقعها ترامب مع السعودية وتركيا "تفقد إسرائيل كونها الأكثر تفوقا في المنطقة"، وتكشف أنها لم تعد تملك الاعتراض على مثل هذه الاتفاقيات، كما يقول مكي. وحتى عندما دعا ترامب الرياض للتطبيع لم يضغط عليها ولم يرهن هذا بالاتفاقية العسكرية الضخمة وإنما دعا لفعل هذا الأمر في الوقت الذي تراه مناسبا، وهو ما يراه مكي تأكيدا على التباعد بين واشنطن ونتنياهو. وإلى جانب ذلك، فقد أفسد ترامب كل خطط إسرائيل لتقسيم سوريا واحتلال أجزاء منها من خلال فتح علاقات جديدة مع دمشق، وفق مكي، الذي يعتقد أن ترامب بات مقتنعا بفشل نتنياهو في كل شيء. وختم مكي بالقول إن نتنياهو سيتعرض لضغوط داخلية لأنه فشل في الحفاظ على العلاقات مع واشنطن، وسمح للدول العربية وتركيا بأن تقترب لترامب أكثر من إسرائيل مما قد يمنحها فرصة تحقيق خرق في ملفات مثل ملف فلسطين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store