
كانّ 78 – "لا وجود للموت": أين تبدأ الثورة وأين تنتهي؟
غير أن مانون، صديقتها ورفيقة دربها، لا تلبث أن تلاحقها كظلّ، حاملةً إليها عرضاً جديداً وفرصةً ثانية. بين العنف والصمت، بين الفعل والخذلان، تجد إيلين نفسها وجهاً لوجه مع ماضيها، ومع أسئلتها الوجودية الكبرى. وإذا أُتيحت لها فرصة أخرى، فإلى أي مدى ستكون على استعداد للذهاب دفاعاً عن مبادئها؟
هذه هي الخطوط الرئيسية التي يقترحها فيلم التحريك الكندي "لا وجود للموت" لفيليكس دوفور لابيريير، المعروض ضمن برنامج "أسبوع صُنّاع الأفلام" في الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كانّ السينمائي (13 - 24 أيار). إيلين ورفاقها يطمحون إلى قلب موازين الواقع، إلى إشعال شرارة تُلهب ستاتيكو النظام القائم. غير أن المسافة شاسعة بين الشعارات المعلّقة على جدران غرف المراهقين والطموحات المرجوّة، بين الأهداف المرسومة والواقع العنيد.
الثورة، حين تكون فكرة، تبدو ملهمة ونقية. لكن، ماذا عن تجلّياتها على الأرض؟ وماذا عن الثمن؟ هل العنف وسيلة مجدية، ولو جزئياً، لفكّ أسر المأزق القائم؟
ثوّار ضد الأغنياء.
يسائل الفيلم: أين تنتهي ارتدادات العنف؟ وما الذي يخلفه في أعقابه؟ من يُشعل الشرارة هل يملك السيطرة الكاملة على النيران التي يطلقها، أم أن الأمور تفلت من يده في اللحظة التي تتحرّر فيها؟ ثم يأتي ذلك الوعي اللحظي، الصادم أحياناً: ماذا لو اكتفينا بما لدينا؟ ومع توالي المشاهد، يتحول الفيلم إلى بيان مؤسس عن التزام قضية، مهما يكن ثمنها باهظاً، وعن شعور ثقيل بالمسؤولية تجاه المستقبل الذي يتكوّر في الأفق وينتظر مَن يصونه.
اختار المخرج لابيريير صوغ فيلمه كحكاية تراجيدية تتخلّلها عناصر خيالية، تمنح السرد عمقاً داخلياً، كاشفةً عن التردّدات والهواجس التي تمزّق الشخصيات من الداخل. في الملف الصحافي للفيلم، يقول: "أعتقد أنني أسقطتُ جزءاً كبيراً من شكوكي، ومن قناعاتي وتناقضاتي، على شخصيات إيلين ومانون، والسيدة العجوز، تلك التي وُضعت هدفاً للهجوم، لكنها في الوقت ذاته تمثّل تلك السيدة الوجه الآخر لإيلين، نقيضها الذي لا ينفصل عنها".
هذه الأسئلة وأكثر، يطرحها الفيلم من دون أن يدّعي تقديم إجابات جاهزة. في لحظات، يبدو كأنه يلامس فكرة الثورة المضادة، أو حتى الاستسلام، لكنه في الجوهر يطرح تساؤلات لا بد أن نواجهها، خاصةً إن كنّا نؤمن بالتغيير من خلال المواجهة. لعلّه يدفعنا إلى إعادة النظر في استراتيجيات أثبتت محدوديتها في مواجهة الواقع الصلب.
فيلم متخم بالأسئلة، عن الذات والوسائل والغايات. ذكّرني بذلك القول المنسوب إلى أكثر من كاتب، بصيغه المختلفة:
"إذا لم تكن شيوعياً في العشرين، فأنت بلا قلب. وإن كنت لا تزال شيوعياً في الأربعين، فأنت بلا عقل". انه فيلم عن الضياع الحالي، انطلاقاً من استحالة اللجوء إلى العنف، واستحالة القبول بالوضع القائم.
معظم مشاهد الفيلم يدور حول ملاحقة مانون لإيلين، في رحلة أقرب إلى مطاردة وجودية منها إلى صراع جسدي. مانون لا تريد فقط اعادة إيلين إلى الخطّ، بل تسعى لإجبارها على اتخاذ موقف حاسم: "عليكِ أن تختاري، وإلّا اختار الآخرون عنكِ". هذا المبدأ البسيط، لكن العنيف، يضع إيلين أمام مأزق الوجود في عالم لا مكان فيه للحياد.
ينطلق الفيلم من كليشيه يبدو مألوفاً: "الأغنياء الأشرار الذين يتحكّمون بنا نحن الضعفاء". لكنه لا يكتفي بذلك، بل يتجاوزه إلى مساءلة دور الضحية نفسها، وتحميلها قسطاً من الذنب. إحدى شخصيات الفيلم تلخّص هذا الاتجاه بوضوح: "كلّ هؤلاء الأغنياء وأصحاب النفوذ، ليسوا سوى الجزء الظاهر من مأساتنا. المشكلة الحقيقية تكمن في ما نخفيه داخلنا، في ضعفنا، في خوفنا، في عارنا. هذا هو الجوهر الذي لا نواجهه".
لا تظهر الحيوانات كمجرد عناصر تزيينية أو خلفية طبيعية، بل تحمل في حضورها دلالات. فالطائر الطنّان، على سبيل المثل، يأتي هشّاً، سريع الزوال، عصيّاً على الإمساك. أما العصفور، فيمثّل عودة الروح، استعادة النفس، وبصيص الأمل الذي ينبثق بعد طول انطفاء. في المقابل، الذئاب والخراف تجسّد الثنائية الأزلية بين المفترس والفريسة، في لعبة مطاردة لا تنتهي، كما لو أنها تكرار دائم لمعادلة الحياة والنجاة. لكن حضور الحيوانات لا يتوقّف عند البُعد الرمزي فحسب، بل يمنح الفيلم جسداً نابضاً، ملموساً، مكوناً من لحم وعضل، من هروب وملاحقة، من رغبة فطرية بالحياة. إنها تضفي على الفيلم بعداً حسياً، غريزياً، يعكس شدّة التوتر بين البقاء والاندثار.
رغم التنقّل الدائم للفيلم بين الأمكنة، لا سيما في الغابة، حيث تتجسّد الهواجس والأفكار في هيئة وحوش مفترسة، فإنه يقدّم وجبة فلسفية ثقيلة تتجاوز حدود السرد المباشر. مانون، في هذا السياق، ليست مجرد مطاردة خارجيّة؛ إنها تمثّل ضمير إيلين، تجسيداً لما تهرب منه: الذات والآخر في آنٍ واحد، السائلة والمُدانة. إيلين ليست سوى صورة منّا جميعاً، بضعفنا واصرارانا وتخبطاتنا واستسلامنا: نثور ونغضب، لكن نتردّد عند لحظة الحسم، لأسباب لا يختصرها الخوف وحده. هناك تردّد أخلاقي، هشاشة داخلية، وقلق وجودي لا يُفصح عن نفسه بسهولة.
ورغم المواجهة المكشوفة بين الشخصيتين، ينسج الفيلم فراغاً عاطفياً يتسلّل بين المشاهد: شعور بالتيه، بالارتياب، بانعدام الأفق. إلى حد أننا، عند النهاية، نجد أنفسنا نتعاطف مع السيدة العجوز التي تطالب الفرقة الثائرة بتصفيتها. فهي ستبدو لنا أكثر اتزاناً، أكثر واقعيةً، وربما أكثر صدقاً. تقول لإيلين جملة توجز الكثير:"أنتِ لا تعرفين ما تفعلين بالخوف. ولا أنا، في المناسبة!". هي لحظة نادرة من وحدة المصير بين المعتدي والمعتدى عليه، بين من يملك القدرة على إيذاء الآخر، ومن لم يعد يعرف كيف يدافع عن نفسه.
يروي فيليكس دوفور لابيريير ان هذا الفيلم كتبه وهو يفكّر في ابنته وابنه، وقد أسقط على مستقبلهما، الذي لا يزال مفتوحاً على جميع الاحتمالات، كلّ ما يخالجه من شكوك وهواجس وآمال كبيرة تسكنه وترافقه. وضع فيه شيئاً من ذاته: تساؤلاته الخاصة، ولاءاته وتردّداته، تنازلاته وجرأته، واقتناعاته، سواء كانت بسيطة أم عميقة. حاول أن يجعل من الفيلم انعكاساً لقلق حقيقي، لكن مشبّع بالحبّ في الوقت نفسه. أراده فيلماً عن الصداقة، الإخلاص والروابط التي تمنح الإنسان معنى، حتى في أكثر اللحظات اضطراباً. يقول: "سؤال مشروعية العنف، مسألة اللامساواة وقضية الالتزام والراديكالية تبرز اليوم كإشكاليات في غاية المعاصرة. فنحن نشهد محاولات لإعادة تشكيل الأنظمة القائمة، وتغييرات عنيفة في بعض البلدان. وللأسف، يعاود العنف الظهور، أو يصبح مرئياً من جديد، أحياناً في أماكن كانت تعتقد أنه بات حكراً على غيرها'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


DW
منذ 26 دقائق
- DW
وزير ألماني يرفض التضامن مع إسرائيل إجبارا ومجلس اليهود يحذر – DW – 2025/5/27
عكس تصريح المستشار الألماني فريدريش ميرتس تحولا غير مسبوق في السياسة الألمانية تجاه الحرب الدائرة في غزة، وموقفا لم تألفه إسرائيل من ألمانيا، وعلى إثره تتناسل ردود الفعل دون توقف. رويترز، د ب أ، أ ف ب ماجدة بوعزة رويترز، د ب أ، أ ف ب ماجدة بوعزة رويترز، د ب أ، أ ف ب قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول اليوم الثلاثاء (27 مايو/ أيار 2025) إن بلاده لن تتضامن مع إسرائيل بالإجبار، معبرا عن صدمته من الحملة الإسرائيلية على غزة التي تحرم سكان القطاع من الغذاء والدواء. وأضاف في مقابلة إذاعية: "يجب ألا يُستغل التزامنا بمكافحة معاداة السامية ودعمنا الكامل لحق دولة إسرائيل في الوجود والأمن كأداة في الصراع والحرب الدائرة حاليا في قطاع غزة". وأردف كبير الدبلوماسية الألمانية بالقول: "نحن في مرحلة تحتم علينا التفكير بجدية في أي من الخطوات الجديدة التي يلزم اتخاذها"، دون الخوض في تفاصيل أخرى. المجلس المركزي لليهود يعبر عن تفهمه ويحذر هذا الجدال، اندلع بعد تصريحات المستشار الألماني فريدريتش ميرتس يوم الاثنين في منتدى أوروبا للشرق الأوسط في برلين، حيث قال: "بصراحة، لم أعد أفهم ما يفعله الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، ولأي هدف". لم يعد من الممكن تبرير مثل هذا الضرر الذي يلحق بالسكان المدنيين، بمحاربة إرهاب حماس". جاء رد السفير بروسور يوم الثلاثاء في مجلة ZDF الصباحية، حيث قال: "عندما يثير فريدريش ميرتس هذه الانتقادات ضد إسرائيل، فإننا نستمع بعناية شديدة لأنه صديق. لكن رغم ذلك، تظل إسرائيل ملتزمة بهدف "القضاء على حماس كمنظمة إرهابية". ويشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. من جهة أخرى، أكد رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا جوزيف شوستر في برنامج "بلاتفورم إكس"، أن "حماس تتحمل مسؤولية المعاناة. ويمكنها إنهاء هذه الأزمة بإطلاق سراح الرهائن المختطفين في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتسليم أسلحتها". وأكد المتحدث أنه يفهم لماذا تحدث المستشار عن الوضع في غزة في الوضع الحالي بلهجة ناقدة. لكن شوستر يرى أن "القتال ضد حماس هو صراع وجودي بالنسبة لإسرائيل، وليس هناك بديل آخر". وأكد رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، على ضرورة إبقاء الخسائر في صفوف المدنيين عند أدنى مستوى ممكن، موضحا أن المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في غزة ضرورية. وفي الوقت نفسه، دعا شوستر السياسيين إلى تجنب استخدام السرديات المعادية للسامية التي تقلل من أهمية الكراهية تجاه اليهود من خلال الإشارة إلى سلوك إسرائيل في الحرب. توبيخ تاريخي من ألمانيا لإسرائيل بتصريحاته أمس، وجه المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم الثلاثاء أشد توبيخ لإسرائيل حتى الآن، إذ انتقد الغارات الجوية المكثفة على غزة واصفا إياها بـ "غير المنطقية". تعكس هذه التعليقات التي جاءت خلال مؤتمر صحفي في فنلندا، تحولا أوسع نطاقا في الرأي العام وكذلك استعدادا أكبر لدى كبار السياسيين الألمان لانتقاد سلوك إسرائيل منذ هجمات حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ورغم أن تحول اللهجة ليس انهيارا تاما للعلاقات الألمانية الإسرائيلية، فإن له أهمية في بلد تتبع قيادته سياسة المسؤولية الخاصة تجاه إسرائيل والالتزام بأمنها ومصالحها الوطنية بسبب إرث المحرقة النازية. تعد ألمانيا، إلى جانب الولايات المتحدة، من أشد الداعمين لإسرائيل لكن كلمات ميرتس تأتي في وقت يراجع فيه الاتحاد الأوروبي سياساته تجاه إسرائيل، كما هددت بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ "إجراءات ملموسة" بشأن غزة. الضغط من الأسفل؟ وجه فيليكس كلاين، مفوض الحكومة الألمانية لشؤون مكافحة معاداة السامية، توبيخا آخر لاذعا لإسرائيل هذا الأسبوع، ودعا إلى مناقشة موقف برلين تجاه إسرائيل، قائلا إن الدعم الألماني بعد المحرقة لا يمكن أن يبرر كل ما تفعله إسرائيل. وقال المؤرخ الإسرائيلي موشيه زيمرمان إن الرأي العام في ألمانيا تجاه إسرائيل كان رد فعله مماثلا للموقف في بلدان أخرى. واستطرد "يمكنك أن تلمس ذلك في رد فعل وزير الخارجية الألماني الجديد، فاديفول، وبشكل غير مباشر في عدم تكرار ميرتس وعده بدعوة نتنياهو لزيارة البلاد. هذا وضع غير مسبوق، إذ يُجبر الضغط من الأسفل الطبقة السياسية على إعادة النظر". الوضع في غزة يتفاقم.. والضغط على الساسة يتزايد تدافع آلاف الفلسطينيين اليوم الثلاثاء إلى مركز لتوزيع المساعدات الغذائية غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في أول أيام تطبيق الآلية الإسرائيلية الجديدة لتوزيع المساعدات، ما أدى إلى فوضى شاملة وفرار عناصر شركة أمنية أمريكية خاصة كانت تشرف على الموقع. وفي تعليق على الحادث، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الجيش الإسرائيلي "فشل فشلا ذريعا في مشروع توزيع المساعدات ضمن مناطق العزل العنصرية، وسط انهيار المسار الإنساني وتصاعد جريمة التجويع". وأضاف المكتب في بيان: "اندفع آلاف الجائعين، الذين حاصرهم الاحتلال وقطع عنهم الغذاء والدواء منذ حوالي 90 يوما، نحو تلك المناطق في مشهد مأساوي ومؤلم، انتهى باقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام تحت وطأة الجوع القاتل، وتدخل قوات الاحتلال بإطلاق النار وإصابة عدد من المواطنين، ما يعكس بوضوح الانهيار الكامل للمسار الإنساني الذي تزعمه سلطات الاحتلال". وحمل المكتب إسرائيل المسؤولية المباشرة عن "حالة الانهيار الغذائي في غزة، واستخدام المساعدات كسلاح حرب وأداة ابتزاز سياسي"، مطالبا الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بـ"التحرك الفوري لإيقاف هذه الجريمة وفتح المعابر بشكل عاجل ودون قيود". بالمقابل، قال الجيش الإسرائيلي الثلاثاء إن قواته لم تطلق النار مباشرة من الجو باتجاه مركز توزيع مساعدات تابع لمؤسسة إغاثة غزة المدعومة من الولايات المتحدة في مدينة رفح بقطاع غزة، لكنه أشار إلى إطلاق طلقات تحذيرية في منطقة خارج المركز. وأضاف أنه تمت السيطرة على الوضع وأن توزيع المساعدات سيستمر كما هو مخطط له. تحرير: ع.غ


الكويت برس
منذ 26 دقائق
- الكويت برس
كاريكاتير 25-05-2025 #اخر الاخبار
الكويت برس - اخبار الكويت : شكرا لك لمشاهدة الموضوع التالي كاريكاتير 25-05-2025 ، من كويت برس نتابع معكم تفاصيل ومعلوماته كما وردت الينا فتابعونا. كانت هذه تفاصيل كاريكاتير 25-05-2025 نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله . و تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الجريدة وقد حاول فريق المحريين في الكويت برس بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.


عبّر
منذ 27 دقائق
- عبّر
قضاء سيدي سليمان يدين إدريس الراضي بأربع سنوات نافذة
قررت المحكمة الابتدائية بسيدي سليمان، يومه الثلاثاء 27 ماي 2025، إدانة القيادي السابق بحزب الاتحاد الدستوري، والبرلماني السابق عن نفس الحزب، إدريس الراضي ، بأربع سنوات سجنا نافذة، على خلفية في ملف يتعلق بتزوير وثائق تتعلق بأراضي سلالية والتصرف فيها دون وجه حق. كما أدانت المحكمة، شقيقه، كريم الراضي، بالحبس لمدة ثلاث سنوات إضافة إلى نائبين عن الجماعة، وموظفين بقسم الشؤون القروية بعمالة سيدي سليمان بسنة ونصف حبسا نافذا. ويتعلق الملف بالتزوير للاستيلاء على 83 هكتارا من الأراضي السلالية بمنطقة أولاد حنون التابعة للجماعة القروية القصيبية، من خلال صنع إقرارات وتصاريح تتضمن وقائع غير صحيحة، واستعمالها للحصول على شواهد إدارية عن طريق الإدلاء ببيانات كاذبة. وكان الاتحاد الدستوري قد قرر طرد إدريس الراضي، من أجهزة الحزب وجميع هياكله، نظرا لما صدر منه من 'إخلالات وتصرفات خطيرة ولا مسؤولة أساءت إلى الحزب ومناضليه'.