
في حوار مع "برلمان.كوم".. الدكتور البغدادي يسلط الضوء على تحديات النظام الصحي بإفريقيا
الخط : A- A+
إستمع للمقال
نظّمت جامعة محمد الخامس بالرباط، يومي 8 و9 أبريل الجاري، بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية – السويسي بمدينة العرفان، الدورة الثالثة للأيام الإفريقية للاستثمار والتشغيل (JAIE)، تحت شعار: 'تطوير النظام الصحي في إفريقيا: التحديات، القيود والآفاق'.
وعلى هامش هذا الحدث، أجرى موقع 'برلمان.كوم' حوارًا صحفيًا مع الدكتور حسن البغدادي، الطبيب الجراح والخبير في السياسات الصحية، خلال مشاركته في هذه الأيام إلى جانب مسؤولين حكوميين وخبراء أفارقة.
س: ما انطباعاتكم وتقييمكم للمواضيع المطروحة للنقاش؟
ج: في البداية، أتوجه بالشكر لكافة المشرفين على تنظيم هذا الحدث، وكافة الشركاء من المؤسسات المعنية، إلى جانب كل المتدخلين من المغرب ومن الدول الإفريقية الشقيقة.
وبخصوص الجواب على سؤالكم، فإن موضوع الصحة، أو بالأحرى 'الأمن الصحي' بكل أبعاده السياسية والاقتصادية والأمنية، خاصة في ظل المتغيرات الجيوسياسية السريعة، يفرض علينا أن نعتبر الصحة أكثر من مجرد تقديم للعلاجات والإسعافات، بل رافعة حقيقية للتنمية البشرية، ومنتجة للثروة، ووسيلة لتحقيق الاستقرار والأمن العالمي، كما أظهرت جائحة كورونا.
هذه التحديات الصحية، خصوصًا في قارتنا الإفريقية، تتطلب جهودًا متضافرة ومستدامة من الجميع، وهو ما جسّده هذا المنتدى كمنصة استراتيجية لمناقشة رهانات الاستقلال الاقتصادي والصحي لإفريقيا، واستشراف سبل بناء نموذج تنموي جديد، متكامل ومستدام، مع إبراز التزام المملكة المغربية في تعزيز التعاون متعدد الأبعاد بين الدول والتخصصات، انطلاقًا من الخطاب الملكي بأبيدجان سنة 2016، الذي أسس لشعار 'إفريقيا تثق في إفريقيا' كمرجعية جديدة للعلاقات القارية.
س: خالد آيت الطالب، الأستاذ ووزير الصحة السابق، يدعو إلى سياسة صحية جماعية إفريقية متكاملة كفيلة بتحقيق السيادة الصحية في القارة. ما رأيكم؟
ج: أولا نبارك للوزير السابق آيت الطالب تكريمه المستحق من طرف القائمين على المنتدى، اعترافًا بمجهوداته وخبرته، خصوصًا في تدبير جائحة كورونا بالمملكة، تحت الإشراف الفعلي واليومي للملك محمد السادس، الذي سخّر كل الإمكانيات لاحتواء الجائحة، وتوفير اللقاح للجميع، ومساعدة عدد من الدول، لا سيما الإفريقية منها.
مداخلة الوزير السابق خالد آيت الطالب، الذي يُعد من الكفاءات العالية في مجال الصحة العمومية، والعارف بخبايا التحديات الصحية محليًا، إفريقيًا ودوليًا، اتّسمت بدقة التحليل وعمق الطرح، إضافة إلى استشراف ذكي للآفاق الممكنة، في ضوء التحولات العالمية والرهانات الإفريقية المشتركة. وقد دعا من خلالها إلى ضرورة ترجمة توصيات هذا اللقاء إلى سياسات عملية، وقرارات قابلة للتنفيذ، تُعرض على صانعي القرار في القارة، بهدف بناء منظومة صحية إفريقية عادلة، مستقلة، ومتضامنة، تراعي خصوصيات القارة وتطلعات شعوبها.
س: دكتور حسن البغدادي، كانت لكم ورقة بحثية قُدّمت إلى الأمم المتحدة حول 'الاحتباس الحراري: التحدي الصحي العالمي'. هل يمكنكم أن تطلعونا على مضمونها؟
ج: في واقع الأمر، كانت هناك ورقتان قُدّمتا إلى الأمم المتحدة. الأولى، كما تفضلتم، ركزت على الاحتباس الحراري كمشكل صحي عالمي، أما الثانية فتناولت التحديات الصحية، والدعوة إلى إعادة تموقع الصحة كأولوية في الدبلوماسية الدولية.
وكان الدافع من وراء ذلك هو إثارة الانتباه إلى المخاطر التي تهدّد البشرية عمومًا، والدول الإفريقية خصوصًا، وما قد ينتج عنها من أزمات متلاحقة. فالتغيرات المناخية أصبحت اليوم ملموسة بالفعل، أما التوقعات المستقبلية فتُعد كارثية ومخيفة، ومن الصعب على البشرية تقبلها.
ومن هنا جاءت الورقة البحثية الثانية، التي دعونا من خلالها إلى جعل الصحة العالمية تحتل مكانة استراتيجية في الأجندة الدولية، وضرورة دمج القضايا الصحية بشكل أقوى في ساحات النقاش، وفي قرارات السياسة الخارجية للدول.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم 24
منذ 4 أيام
- اليوم 24
تقرير: النزاعات ترفع الجوع الحاد إلى مستويات قياسية جديدة
طال الجوع الحاد عددا قياسيا من الأشخاص بلغ 295 مليون نسمة في 53 بلدا خلال العام 2024، وذلك بسبب النزاعات وأزمات أخرى، بحسب تقرير مدعوم من الأمم المتحدة صدر الجمعة. وأطلق «التقرير العالمي حول أزمات الأمن الغذائي» لعام 2025 (GRFC)، الصادر عن شبكة الأمن الغذائي العالمية بمشاركة منظمات الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والبنك الدولي، تحذيراً صارخاً من تفاقم مستويات الجوع الحاد في أكثر من 50 دولة، حيث واجه نحو 295 مليون شخص انعداماً شديداً في الأمن الغذائي خلال عام 2024، وهو ما يعادل 22.6 في المائة من السكان المشمولين بالتحليل. وتؤكد الشبكة الأممية أن هذه الأرقام تمثل الاتجاه التصاعدي السادس على التوالي منذ عام 2016، وسط تفاقم الأزمات العالمية. وللسنة السادسة على التوالي، زاد عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بحسب التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية. ولا تقتصر الأزمة على النزاعات، بل تتداخل معها أزمات اقتصادية وهيكلية. فارتفاع أسعار المواد الغذائية عالمياً، وضعف العملات الوطنية، وزيادة الديون الخارجية، جميعها أدت إلى تراجع القدرة الشرائية، خصوصاً في الدول المستوردة للغذاء، مثل اليمن، وسوريا وأفغانستان. وفي الجانب المناخي، لعبت الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الجفاف والفيضانات والعواصف، دوراً رئيساً في تراجع المحاصيل الزراعية وارتفاع أسعار المواد الغذائية، خصوصاً في القرن الأفريقي وأجزاء من آسيا. وتشير التوقعات إلى استمرار هذه الظواهر خلال النصف الثاني من عام 2025. أبرز التقرير أيضاً كارثة صحية صامتة، حيث نحو 37.7 مليون طفل تحت سن الخامسة يعانون سوء تغذية حاداً، بينهم أكثر من 10.2 ملايين طفل في حالة حرجة تهدد حياتهم. وتتركز الحالات الأخطر في نيجيريا، والسودان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وأفغانستان، واليمن، وهي دول تشهد أيضاً أعلى معدلات الجوع الحاد. وتفاقمت هذه الكارثة مع انتشار أمراض مثل الكوليرا والحصبة في مخيمات النزوح المكتظة، في ظل انعدام الرعاية الصحية ونقص اللقاحات عالمياً؛ ما زاد من خطر الوفيات بين الأطفال والنساء الحوامل. وسجل التقرير وجود 95.8 مليون شخص نازح قسرياً في البلدان المتأثرة بالأزمات الغذائية، بزيادة قدرها 4 في المائة مقارنة بعام 2023، مع تركز أكبر عدد من النازحين داخلياً في السودان، وسوريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. ويؤكد التقرير أن السكان النازحين يواجهون نسباً أعلى من الجوع الحاد مقارنةً بالمقيمين؛ بسبب ضعف سبل الوصول إلى الغذاء والخدمات الأساسية. وشدد التقرير أيضا، على ضرورة زيادة التمويل الإنساني بشكل عاجل، لا سيما بعد أن شهدت القطاعات الغذائية تخفيضاً حاداً يصل إلى 45 في المائة في الدعم الدولي. كما يحذر من أن أكثر من 14 مليون طفل معرَّضون لفقدان خدمات التغذية العلاجية؛ ما ينذر بكارثة إنسانية محتملة إذا لم يتم التدخل السريع. ويمثل تقرير الأمن الغذائي العالمي ناقوس خطر للمجتمع الدولي، فـ«المجاعة ليست احتمالاً بعيداً، بل واقعاً قائماً في مناطق عدة»، والذي حذر من أنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية من النزاعات، والتغير المناخي، والتراجع الاقتصادي، فقد نشهد توسعاً غير مسبوق في أزمات الجوع على مستوى العالم في عام 2025. وتعليقا على هذا التقرير، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن « الجوع في القرن الحادي والعشرين لا يبرر. ولا يمكننا أن نتعامل مع المعدة الخاوية بأياد فارغة وظهور تدار لها ». وأشار غوتيريش « من غزة إلى السودان، مرورا باليمن ومالي، بلغ الجوع الكارثي المدفوع من النزاعات وغيرها من العوامل مستويات قياسية جديدة، دافعا الأسر إلى حافة المجاعة ». وأكد أن « الرسالة جلية. فالجوع وسوء التغذية ينتشران بوتيرة أسرع من قدرتنا على الاستجابة، لكن على الصعيد العالمي، ما زال ثلث إجمالي الإنتاج الغذائي يفقد أو يهدر ». وكانت النزاعات وأعمال العنف المسبب الرئيسي لهذا الوضع في 20 بلدا وإقليما، حيث واجه 140 مليون شخص جوعا حادا، بحسب التقرير. وكانت الأحوال الجوية القصوى السبب الرئيسي في 18 بلدا و »الصدمات الاقتصادية » في 15 دولة ضمت مجموعة 155 مليون شخص. وحذر التقرير من آفاق « قاتمة » في العام 2025 بعد قرار الدول المانحة الرئيسية تخفيض مساعداتها الإنسانية بدرجة كبيرة. وأكد غوتيريش « هذا ليس ناجما عن فشل النظم فحسب بل عن فشل البشرية » أيضا.


الأيام
منذ 4 أيام
- الأيام
الرئيس الأمريكي يعد بالنظر في 'أمر غزة'، ووزارة الصحة في القطاع تتهم إسرائيل باستهداف ممنهج للمستشفيات
Reuters سيدة تبكي خلال تشييع جنازة الفلسطينيين ممن قُتلوا في الغارات الإسرائيلية، في المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا، في شمال قطاع غزة، 16 مايو 2025 قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، إنّ الولايات المتحدة "ستولي اهتمامها" بالوضع في غزة، مضيفاً أن الناس يتضورون جوعاً في القطاع الفلسطيني المحاصر. وقال ترامب وهو يتحدث إلى الصحفيين في ختام زيارته إلى الإمارات: "إننا ننظر في أمر غزة، وسنعمل على حل المسألة. الكثير من الناس يتضورون جوعاً. هناك الكثير من الأمور السيئة التي تحدث". وحين سُئل عن دعمه الخطط الإسرائيلية لتوسيع نطاق الحرب في غزة، قال ترامب للصحفيين: "أعتقد أن الكثير من الأمور الجيدة ستحدث خلال الشهر المقبل، وسنرى". وأضاف: "علينا مساعدة الفلسطينيين أيضاً. كما تعلمون، يعاني الكثير من الناس من الجوع في غزة، لذا علينا أن ننظر إلى كلا الجانبين". جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي بعد جولته الخليجية، وبعد يوم من إعلان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو انفتاحه على أي أفكار جديدة لإدخال المساعدات إلى غزة - بعد أن لاقت خطة تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل انتقادات واسعة، معرباً في الوقت نفسه عن قلقه إزاء الوضع الإنساني في القطاع. وتفرض إسرائيل حصاراً على غزة لأكثر من شهرين، نافية وجود أزمة إنسانية، ما دفع هيئات الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى إلى التحذير من تقلص إمدادات الوقود والأدوية إلى القطاع الذي يقطنه نحو مليوني فلسطيني. "استهداف ممنهج للمستشفيات" EPA-EFE/Shutterstock قتلى بعد غارة جويةٍ إسرائيليةٍ على عيادة التوبة الطبية في جباليا، شمال قطاع غزة وعلى الصعيد الميداني، أعلنت هيئة الدفاع المدني في غزة، الجمعة، مقتل نحو 100 فلسطيني في غارات إسرائيلية مكثفة على القطاع منذ منتصف الليل. وقال المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني محمود بصل، إنّ قطاع غزة شهد "يوماً دامياً" مع مقتل نحو 100 فلسطيني في أقل من 12 ساعة. وأكد المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش أن القطاع يشهد ما وصفه "بأبشع مجازر تطهير عرقي"، أسفرت عن مقتل 250 فلسطينياً خلال 36 ساعة. وأضاف أن أكثر من 150 مصاباً وصلوا إلى مستشفى العودة والمستشفى الإندونيسي خلال الساعات الماضية، موضحاً أن هناك "استهدافاً ممنهجاً للمستشفيات" على حد قوله. وكشف البرش في تصريحات صحفية أن الجيش الإسرائيلي يستخدم أسلحة حديثة ومحرمة دولياً خلال استهداف المنشآت المدنية، مطالباً بتحقيق دولي. وأكد أن وزارة الصحة تواجه نقصاً حاداً في المستلزمات والكوادر الطبية وتوفير العناية المركزة، قائلاً إن انعدام الأمن المائي والصرف الصحي يشكلان عبئاً إضافياً على الوزارة . "خوف وهلع" Reuters وركزت هجمات الجمعة على بيت لاهيا ومخيم جباليا للاجئين شمال القطاع، حيث أفاد فلسطينيون بأن القوات الإسرائيلية شنت هجمات برية وبحرية وجوية. كما تقدم الجيش الإسرائيلي برياً شرقي بلدة جباليا وغربي بلدة بيت لاهيا، حيث يحاصر مدارس تؤوي نازحين وعائلات في مناطق التوغل. وكانت إسرائيل قد تعهدت بشن هجوم واسع النطاق وإعادة احتلال غزة بالكامل، حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام مع حماس بحلول نهاية زيارة الرئيس ترامب إلى دول الخليج العربية. وأوضح شهود عيان أن الجيش الإسرائيلي يحاصر أحد مراكز الإيواء غربي مدينة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وينفّذ عمليات اعتقال في صفوف المواطنين هناك، مضيفين أن الجيش يطالب النساء والأطفال النازحين في المركز بإخلائه عبر مكبرات الصوت. وقال يوسف السلطان، 40 عاماً، من منطقة السلاطين غرب بيت لاهيا، إنّ المنزل المجاور لمنزله تعرّض للقصف أثناء وجود سكانه بداخله، وقد أصابه مباشرة. وأضاف: "هناك موجة نزوح هائلة بين المدنيين. الخوف والهلع يسيطران علينا في منتصف الليل". وأفادت مصادر فلسطينية بأن أكثر من مئة شخص لا يزالون في عداد المفقودين تحت أنقاض المباني المدمرة. وتشير المصادر إلى مقتل 136 فلسطينياً على الأقل في غارات جوية على قطاع غزة، الخميس، غالبيتهم من النساء والأطفال. "فرصة تاريخية" Reuters من جهة أخرى، أصدر منتدى عائلات الرهائن والمفقودين بياناً قال فيه إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يُضيّع "فرصة تاريخية" لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، مع اختتام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارته للمنطقة. وجاء في البيان: "استيقظت عائلات الرهائن هذا الصباح بقلوب مثقلة وقلق بالغ في ضوء التقارير عن تزايد الهجمات في غزة واقتراب انتهاء زيارة الرئيس ترامب للمنطقة". وأضافت: "إن إضاعة هذه الفرصة التاريخية سيكون فشلاً ذريعاً سيُخلّد في الذاكرة إلى الأبد". في المقابل، دعا منتدى تكفا اليميني في إسرائيل إلى ضغط عسكري "أقوى بكثير، وبكثافة عالية، وأن يُنسق مع الضغط الدبلوماسي، وحصار كامل، وقطع المياه والكهرباء". ويعارض أعضاء منتدى "تكفا" أي مفاوضات مع حماس، وأي صفقات لإطلاق الرهائن على مراحل، مُصرّين على استمرار الحرب، ومؤمنين بأن الصفقة العادلة الوحيدة هي التي تشمل إطلاق جميع الرهائن، أحياءً وأمواتاً، دفعةً واحدة.


بلبريس
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- بلبريس
برنامج الأغذية العالمي: خطر الجوع يهدد أكثر من 52 مليون شخص في غرب ووسط إفريقيا
بلبريس - ليلى صبحي حذر برنامج الأغذية العالمي من تدهور متسارع في الوضع الغذائي بغرب ووسط إفريقيا ، حيث يتسبب استمرار النزاعات، وارتفاع معدلات النزوح، والأوضاع الاقتصادية المتردية، إلى جانب التأثيرات المناخية وارتفاع أسعار الغذاء، في تفاقم أزمة الجوع ودفع ملايين الأشخاص إلى مستويات حرجة من الحاجة. ووفق ما أفاد به موقع أخبار الأمم المتحدة، فإن أزيد من 36 مليون شخص في المنطقة يعانون حالياً من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وسط توقعات بارتفاع العدد إلى أكثر من 52 مليوناً خلال موسم الجفاف المقبل، الممتد من يونيو إلى غشت، بما يشمل ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص يصنفون في المرحلة الرابعة "الطارئة" من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، و2600 شخص في مالي يواجهون خطر الجوع الكارثي المصنّف في الدرجة الخامسة. ويعتزم البرنامج تقديم الدعم الغذائي الأساسي لنحو 12 مليون شخص في المنطقة خلال هذا العام، وقد تمكن حتى الآن من الوصول إلى ثلاثة ملايين فقط، في ظل ما وصفه بـ"ذروة تاريخية للاحتياجات الإنسانية"، يقابلها تراجع حاد في التمويل. وفي هذا السياق، أطلق برنامج الأغذية العالمي نداءً عاجلاً لتوفير 7 10 ملايين دولار من أجل مواصلة إيصال المساعدات للفئات الأكثر هشاشة خلال الأشهر الستة المقبلة، محذراً من أن نحو خمسة ملايين شخص معرضون لخطر فقدان المساعدة كلياً في حال عدم الاستجابة الفورية لهذا النداء. ويأتي هذا التحذير في وقت تتنامى فيه التحديات أمام العمل الإنساني في إفريقيا جنوب الصحراء، حيث يتداخل الجفاف مع النزاعات المسلحة وتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، ما يجعل من الأمن الغذائي تحدياً مركزياً للمنظمات الإنسانية والحكومات على حد سواء.