logo
أسواق اليمن في وجه العاصفة.. تدهور سريع للريال واضطراب سلاسل الإمداد

أسواق اليمن في وجه العاصفة.. تدهور سريع للريال واضطراب سلاسل الإمداد

اليمن الآنمنذ 7 ساعات

تترقب الأسواق المحلية في اليمن وسط قلق بالغ، مجريات الأحداث المتصاعدة التي أعقبت الهجمات التي شنتها إسرائيل على إيران والقصف المتبادل بينهما، وانعكاس ذلك على تأجيج واضطراب الأسواق العالمية. وفي استجابة سريعة للحرب الإسرائيلية الإيرانية، سجل سعر صرف العملة المحلية تدهوراً ملحوظاً، أول من أمس السبت، من 2585 ريالا إلى 2614 ريالا مقابل الدولار.
يأتي ذلك مع ارتفاع أسعار النفط والذهب، في ظل توقعات بسيناريوهات خطيرة للأحداث قد تشمل المضائق المائية وممرات التجارة الدولية، وسط مخاوف باضطراب سلاسل الإمداد وارتفاع تكاليف الشحن. وما قد يضيف أعباء على اليمن الذي لا يعتبر بعيداً عما يدور، بل في قلب الأحداث منذ أكثر من عام ونصف العام، سخونة الأوضاع في البحر الأحمر والممرات المائية اليمنية، وتعرّض البلاد لعدوان إسرائيلي كان له تبعات جسيمة على موانئ الحديدة وخطوط الشحن في البحر الأحمر. وجاء ذلك مع استمرار الحوثيين في إطلاق الصواريخ التي تستهدف مطارات وموانئ الاحتلال الإسرائيلي، في ظل موقفهم المساند للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حسب بيانات رسمية.
تدهور العملة المحلية
الباحث المصرفي اليمني نشوان سلام، يرجع لـ"العربي الجديد"، سبب التدهور المتجدد للعملة المحلية بهذا المستوى، حيث كانت منذ بداية العام تتأرجح بين 2500 و2590 ريالا للدولار الواحد، إلى التوتر والاضطراب الحاصل في المنطقة بسبب الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، في بلد يفتقد للأدوات التي تمكنه من التعامل مع الأحداث الطارئة، إذ تستجيب الأسواق المحلية بشكل سريع لارتدادات أي اضطرابات بالمنطقة والتي ستجد طريقها بعد الريال إلى أسواق الذهب والنفط، مع اعتماد البلاد بشكل كلي على استيراد احتياجاتها من الخارج.
ومع اشتعال الأوضاع في المنطقة وما ينذر ذلك من تبعات كارثية على الدول المرتبطة بما يحصل؛ يعيش اليمن على وقع تبعات العدوان الإسرائيلي على كافة المستويات، حيث أثر بشكل بالغ على الحركة التجارية في الأسواق التي تعاني شحا في المعروض من مختلف السلع الغذائية والاستهلاكية.
ويتزامن هذا مع ارتفاع الأسعار بشكل قياسي في ظل تراجع ملحوظ في القوة الشرائية، حيث يعاني اليمنيون من أزمة سيولة خانقة، يتوقع خبراء اقتصاد تفاقمها بسبب الأحداث المشتعلة في المنطقة التي أعقبت الهجمات الإسرائيلية على إيران، إضافة إلى معاناة التجار والمستوردين من صعوبات وتعقيدات بالغة، سواءً على مستوى توفير الدولار في ظل تفاقم أزمة السيولة من العملات الأجنبية والمحلية، أو في جانب الاستيراد ووصول بضائعهم إلى المخازن والأسواق في مختلف المدن اليمنية.
أزمة الممرات المائية
الخبير اليمني في الشحن البحري محمد شايف، يؤكد في حديث لـ"العربي الجديد"، أن اليمن سيتأثر بشكل بالغ في حال امتداد الأحداث والتوترات والصراع إلى المضائق المائية، إذ قد تلجأ إيران إلى استخدام ورقة مهمة لديها، في ظل الدعم الأميركي والغربي اللامحدود لإسرائيل، تتمثل في إغلاق مضيق هرمز وباب المندب، وبالتالي تعطيل أحد أهم ممرات التجارة العالمية التي تعبر من خلالها نسبة كبيرة من تجارة النفط العالمية.
ويشير شايف إلى أن اليمن مرتبط بشكل مباشر بهذه التوترات، فالعدوان الإسرائيلي ومن قبله الأميركي تسبب في اضطراب كبير في سلاسل التوريد، مع توقف الشحن التجاري ودخول السفن المحملة بالوقود والبضائع إلى ميناء الحديدة، بالتزامن مع القصف العنيف للعدوان الذي طاول موانئ البحر الأحمر الثلاثة في الساحل الغربي لليمن، والذي أدى إلى خروجها عن الخدمة لأكثر من مرة طوال الشهرين الماضيين.
وحسب مراقبين، يعتبر اليمن في قلب الأحداث الراهنة، حيث تعاني البلاد بشكل ملحوظ منذ مطلع العام الحالي، من انفجار في الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية، عدا عن تأثرها بشكل كبير بمجموعة من التحديات الناتجة عن تصنيف الإدارة الأميركية الجديدة للحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، وبالصراع الدائر في البحر الأحمر. والأهم التبعات الجسيمة التي خلّفها العدوان الأميركي والإسرائيلي على كافة المستويات، إضافة إلى التأثير الناتج عن حرب الرسوم الجمركية التي تسبب فيها ترامب، والآن مع انفجار الأوضاع في المنطقة بسبب الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، وفق المراقبين.
استيراد معظم الاحتياجات
المحلل الاقتصادي وفيق صالح يقول لـ"العربي الجديد": الوضع الحالي على المستوى المصرفي أو التجاري والأسواق أو في الجانب المعيشي والسيولة متوقع للغاية، في ظل كل هذه المستجدات والأحداث المؤثرة.
يشير صالح إلى أن اليمن بلد يستورد معظم احتياجاته من السلع الأساسية والاستهلاكية، وبالتالي أي اضطراب في سلاسل الإمدادات العالمية، يحد من قدرة البلاد على الاستيراد، ويقلص من حجم تدفق السلع والبضائع إلى الموانئ اليمنية، إضافة إلى أن ارتفاع تكاليف الشحن البحري والتأمين على السفن، يؤدي إلى مضاعفة تضخم أسعار السلع في الأسواق المحلية.
وتسببت الاضطرابات بالمنطقة في عجز اليمن عن الوصول إلى استيراد أهم المواد الأساسية مثل القمح، وفق حديث صالح، علاوة على أن هكذا وضع يدفع بالدول إلى العزوف عن تقديم المساعدات الإنسانية لليمن التي تعد أحد العوامل التي تساهم في الحركة النقدية والتجارية في الأسواق. واليمن بأمسّ الحاجة إلى استمرار هذه المساعدات لتحسين مستوى الأمن الغذائي والحد من تفاقم الأزمة الإنسانية، حسب صالح. ولمواجهة تكاليف التأمين المتوقع ارتفاعها، وخطوط الشحن الطارئة التي ستفرضها الأحداث والتوترات المتصاعدة؛ يأمل المستوردون والقطاع الخاص اليمني في فتح مسارات برية مؤمنة عبر سلطنة عمان أو السعودية، وحتى ميناء عدن لتقليل كلف الواردات.
بدوره، يذهب الباحث الاقتصادي نبيل الشرعبي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن التأثير الأهم، خصوصاً في أزمة السيولة، تمثل في تراجع التمويلات الأممية والدولية، وانعكاس ذلك على تقليص أنشطتها التي كانت تعمل على خلق دورة نقدية مهمة تساعد في حركة الأسواق التجارية والمالية والمصرفية، مشيراً إلى التبعات الكبيرة التي ستنتج عن انفجار الأوضاع بهذا الشكل بعد الهجمات الإسرائيلية على إيران، حيث ستعمق من تدهور سعر صرف، وأزمة السيولة وتدهور المعيشة، والتي تتفاقم مع كل حدث جديد وطارئ، سواءً على مستوى اليمن أو المنطقة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تعرف على أسعار صرف الريال اليمني مساء الاثنين 16 يونيو 2025
تعرف على أسعار صرف الريال اليمني مساء الاثنين 16 يونيو 2025

اليمن الآن

timeمنذ 2 ساعات

  • اليمن الآن

تعرف على أسعار صرف الريال اليمني مساء الاثنين 16 يونيو 2025

سجل الريال اليمني استقرار مقابل العملات الأجنبية، مساء اليوم الاثنين الموافق 16 يونيو 2025م، في أسواق الصرف بالعاصمة عدن والمحافظات المحررة، وذلك تراجع سجله بالأمس. وحسب مصادر مصرفية لـ"عدن تايم" فإن أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني مساء اليوم الاثنين، هي على النحو التالي:- الدولار الأمريكي 2640ريال يمني للشراء 2659ريال يمني للبيع الريال السعودي 694ريال يمني للشراء 697ريال يمني للبيع وبهذا يكون الريال اليمني قد سجل استقرار أمام العملات الأجنبية مساء اليوم الاثنين، وهي نفس أسعار مساء أمس الأحد.

انهيار متواصل للعملة.. السعودي يتجاوز لأول مرة حاجز الـ700 ريال
انهيار متواصل للعملة.. السعودي يتجاوز لأول مرة حاجز الـ700 ريال

اليمن الآن

timeمنذ 2 ساعات

  • اليمن الآن

انهيار متواصل للعملة.. السعودي يتجاوز لأول مرة حاجز الـ700 ريال

تخطى سعر صرف الريال السعودي، في ختام تعاملات يوم الأحد، حاجز الـ700 ريال يمني لأول مرة، في ظل استمرار تراجع العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وهبوطها إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق. وأفادت مصادر مصرفية بأن سعر صرف الدولار الأمريكي بلغ، في التعاملات المسائية، 2688 ريالًا للبيع، و2652 ريالًا للشراء. وسُجل بيع الريال السعودي بسعر 703 ريالات، فيما بلغ سعر الشراء 695 ريالًا، وفقًا للمصادر ذاتها، مع تفاوت بسيط في الأسعار بين العاصمة المؤقتة عدن، وعدد من المدن المحررة، لاسيما محافظة مأرب، التي يُعزى ارتفاع الطلب فيها إلى صرف إكراميات لقوات الجيش. ويأتي هذا التراجع المستمر للعملة الوطنية، بعد نحو أسبوعين من عودة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، إلى عدن، برفقة رئيس مجلس الوزراء الجديد، سالم بن بريك، الذي كان قد تمسك بالبقاء في الرياض منذ تعيينه مطلع مايو، في محاولة للحصول على دعم اقتصادي. إلا أن تصريحاته الأخيرة أكدت تعذر ذلك، داعيًا الحكومة إلى التوحد والاعتماد على الذات لتجاوز الأزمة الاقتصادية الراهنة.

كارثة نقدية تلوح في الأفق: الريال اليمني ينهار ويسجل أدنى مستوى في تاريخه اليوم
كارثة نقدية تلوح في الأفق: الريال اليمني ينهار ويسجل أدنى مستوى في تاريخه اليوم

اليمن الآن

timeمنذ 6 ساعات

  • اليمن الآن

كارثة نقدية تلوح في الأفق: الريال اليمني ينهار ويسجل أدنى مستوى في تاريخه اليوم

في تطور ينذر بمزيد من التدهور الاقتصادي، يواصل الريال اليمني انحداره غير المسبوق، مسجلاً سعرًا تاريخيًا جديدًا هو الأدنى على الإطلاق في عدن. فقد بلغ سعر صرف الدولار صباح اليوم الاثنين 2655 ريالًا يمنيًا للبيع، في استمرار واضح لتدهور العملة المحلية، وسط غياب أي مؤشرات لمعالجة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة. أسعار الصرف (الإثنين 16 يونيو 2025): عدن الدولار: شراء 2625 | بيع 2655 الريال السعودي: شراء 691 | بيع 696 صنعاء الدولار: شراء 535 | بيع 538 الريال السعودي: شراء 140 | بيع 140.40 ويأتي هذا الانهيار في ظل تصاعد الضغوط المعيشية وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين، في وقت لا تزال فيه الحكومة عاجزة عن اتخاذ خطوات فاعلة لوقف النزيف الاقتصادي. المصدر مساحة نت ـ رزق أحمد

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store