إسرائيل "ويا فرعون من فرعنك؟"
فما أن انطلقت حربهم المسعورة على غزة وأهلها الصابرين المرابطين، وعامها الثاني ينتهي في بضعة شهور، حتى واشتعلت شهيتهم الدموية للقتل والتنكيل هنا وهناك، وكل ذلك، كما يزعمون، لضمان تفوق كيانهم عسكريا في المنطقة، خوفا على مستقبل دولتهم من الزوال.
وما أن ضربت إسرائيل حزب الله في مقتل، حتى تداعت كل المسوغات لديها لضرب إيران وتعطيل برنامجها النووي، بمباركة ومشاركة بلاد العم سام، وسيد البيت الأبيض فيها، دونالد ترامب، والذي قدم من الدعم السياسي والعسكري لبني صهيون، ما لم يقدمه أحد من قبل.
وها هي يد البطش الإسرائيلية تمتد إلى سورية بحجة كاذبة دفاعا عن الأقلية الدرزية في ظل المواجهات الدامية بين الفصائل المحلية في السويداء، وهذا ليس شأنها بطبيعة الحال، وهو موضوع سيادي بيد الدولة السورية، ومع ذلك فإن غرور وطغيان قادة تل أبيب دفعهم إلى التدخل بالأمر حتى وصل إلى ضرب محيط مبنى رئاسة الأركان والقصر الرئاسي في دمشق، واشتراط أن يكون الجنوب السوري منزوع السلاح. وهذا قد يكون، كما يرى البعض، مقدمة إسرائيلية لتقسيم سورية وتحقيق أهدافها التوسعية ترجمة لأضغاث أحلام قادة الصهيونية الدينية.
والسؤال: إلى متى سيبقى الكيان الصهيوني يصول ويعبث في الشرق الأوسط فسادا، والأهم أين نحن عربا من كل ذلك؟
لا بد من تحرك عربي، ومن خلفه أممي حازم، تدرك إسرائيل من خلاله أنها ليست فوق القانون الدولي، وأنها ستحاسب على أفعالها، فعلا لا قولا. وهذا يستدعي، بين كثير من الأشياء، تفعيل قوة الردع العربي الجمعية، دبلوماسيا في البداية وبعد ذلك ليكن ما يكن، وهذا حتى لا نصل إلى مرحلة من الضعف والهوان لا ينفع الندم والحسرة بعدها، خصوصا وأن الاستهداف الإسرائيلي سيستمر في السعي لصياغة شرق أوسط جديد تكون فيه الدولة اليهودية صاحبة اليد العليا. فهل يستيقظ العرب، وهم قادرون على ذلك إن وحدوا كلمتهم وفعلهم.
وإن كان نتنياهو يتبجح بمقولة "فرض السلام بالقوة،" فالأولى أن تكون استراتيجية العرب "فرض السلام بقوة الوحدة العربية،" وذلك نصرة لمكانتهم ومستقبل أجيالهم بين الأمم قبل كل شيء. والبداية لكل ذلك تكمن في قلب الطاولة على نتنياهو، وحشد الإجماع الإسرائيلي والدولي، على حد سواء، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ووقتها ستتحرك قوى السلام في العالم كله لدعم ذلك. فقد أضحت عبارة "فلسطين حرة" ما تردده حناجر المليارات من الرجال والنساء والأطفال في شتى بقاع الأرض.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ ساعة واحدة
- عمون
ويتكوف يناقش أزمة غزة الإنسانية في تل أبيب
عمون - نقل موقع أكسيوس عن مسؤولَين أميركيين مطّلعين، قولهما إنّ من المتوقع أن يتوجه مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل الأربعاء لمناقشة الأزمة الإنسانية في غزة. وتُعدّ هذه أول زيارة لويتكوف إلى إسرائيل منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، وتأتي في ظل جمود في وقف إطلاق النار في غزة ومحادثات الأسرى، والأزمة الإنسانية الكارثية فيها.


رؤيا
منذ 2 ساعات
- رؤيا
ترمب يعلن عقوبات تجارية جديدة على الهند لحماية الصناعات الأمريكية
ترمب يفرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على واردات من الهند اعتبارًا من آب المقبل أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على عدد من الواردات القادمة من الهند، وذلك اعتبارًا من الأول من آب/أغسطس المقبل. وأوضح ترمب أن القرار يأتي في إطار حماية الصناعات الأمريكية، وتصحيح ما وصفه بـ"الاختلالات التجارية المزمنة" مع نيودلهي، مشيرًا إلى أن هذه الرسوم ستشمل قطاعات محددة لم يُفصح عنها بالكامل. وتعد هذه الخطوة جزءًا من نهج ترمب التجاري الصارم، الذي أعاد تبنّيه مع عودته إلى البيت الأبيض مطلع العام الجاري، وتستهدف خفض العجز التجاري وتعزيز فرص التصنيع المحلي داخل الولايات المتحدة. ولم تصدر الهند تعليقًا رسميًا بعد على القرار، لكن مراقبين يتوقعون أن ترد نيودلهي بخطوات مماثلة أو عبر اللجوء إلى منظمة التجارة العالمية.


جفرا نيوز
منذ 2 ساعات
- جفرا نيوز
أكسيوس: المبعوث الأميركي يتوجه إلى "إسرائيل" لبحث أزمة غزة
جفرا نيوز - نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين مطلعين، قولهم إن مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، سيتوجه إلى إسرائيل الأربعاء لمناقشة الأزمة الإنسانية في غزة. وتُعد هذه أول زيارة لويتكوف إلى إسرائيل منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، وتأتي في ظل جمود في وقف إطلاق النار في غزة ومحادثات الأسرى، والأزمة الإنسانية الكارثية في غزة.