logo
الإبادة في غزة تلقي بظلالها على السباق الانتخابي بكندا

الإبادة في غزة تلقي بظلالها على السباق الانتخابي بكندا

الجزيرة١٥-٠٤-٢٠٢٥

أوتاوا- رغم بعد المسافة بين أوتاوا و غزة فإن الحرب الإسرائيلية الراهنة وتداعياتها تسجل حضورها ضمن اهتمامات الناخبين والمرشحين لرئاسة وزراء كندا أثناء الحملة الانتخابية الفدرالية الجارية.
وبلهجة تشبه نبرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعهد زعيم حزب المحافظين في كندا بيار بوالييفر السبت الماضي بترحيل الأجانب المشاركين في المظاهرات المؤيدة لغزة و فلسطين في حال فوزه برئاسة وزراء البلاد.
وأشار بوالييفر إلى أن ما وصفها بـ"مسيرات الكراهية" التي ينظمها مناصرو القضية الفلسطينية في كندا تسهم في زيادة "معاداة السامية"، ووعد بدعم المجتمع اليهودي.
جاء ذلك بعد نحو 3 أيام من تصريح مقتضب لرئيس الوزراء مارك كارني استذكر فيه إيقاف الحكومة الكندية توريد الأسلحة إلى إسرائيل ، وذلك بعد أن هتف أحد المشاركين في تجمع انتخابي لمرشح الحزب الليبرالي بمدينة كالغاري بمقاطعة ألبيرتا الثلاثاء الماضي بأن هناك إبادة جماعية تحدث في فلسطين، فرد عليه كارني "أنا على علم، ولهذا لدينا حظر على توريد الأسلحة".
وأثار تصريحه غضب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي رد عليه بشدة، ودعاه عبر تغريدة في منصة إكس إلى التراجع عن "تصريحه غير المسؤول"، على حد وصفه.
إبادة جماعية
ويوم الأربعاء الماضي، أوضح كارني أنه لم يسمع كلمة "إبادة"، وأن مداخلة الشخص المؤيد لغزة لم تكن واضحة بسبب ضجيج التجمع الانتخابي، وهذا بدا -حسب المتابعين- اعتذارا ضمنيا وتراجعا غير مباشر عن نقد إسرائيل.
وأعاد تعليق كارني بشأن إيقاف توريد الأسلحة إلى تل أبيب الأذهان إلى 25 فبراير/شباط الماضي حين شارك في مناظرة باللغة الفرنسية ضمت المرشحين الليبراليين لقيادة الحزب، وأعرب بالخطأ عن تأييده حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ، قاصدا رفضه لها، قبل أن يبادر إلى التوضيح والتصحيح بتنبيه من زميلته المرشحة وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند.
وشددت الأخيرة في تصريحات إعلامية بعد المناظرة على أن سياسة الحزب صارمة تجاه حماس، وأنها تعرف ‏مواقف كارني في هذا الصدد، وأشارت إلى خطورة ما يمكن أن يتسبب فيه خطأ من هذا النوع على مستقبل حزبها.
وفي أحدث تطور بهذا السياق، جدد بوالييفر اعتراضه على تسمية ما يجري في غزة بـ"إبادة جماعية"، متهما الليبراليين بالازدواجية في توجيه الرسائل الانتخابية، وذلك بعد تداول مقطع مرئي للمرشح الليبرالي آدم فان كوفيردن عن دائرة بارلينغتون الشمالية بمقاطعة أونتاريو، إذ كان يحث المصلين في أحد المساجد على التصويت من أجل تعزيز الأصوات المؤيدة للقضية الفلسطينية في أوتاوا وضمان التنديد بالإبادة الجماعية في غزة عبر المجالس التشريعية الكندية.
وفي الانتخابات المحلية المبكرة بمقاطعة أونتاريو في فبراير/شباط الماضي زار مورغان غاي مرشح الحزب الديمقراطي الجديد عن دائرة جنوب أوتاوا جامع الرحمة في أوتاوا لكسب أصوات الجالية المسلمة، وندد في كلمته أمام المصلين بالإبادة الجماعية في غزة، مناديا بضرورة تحرير فلسطين.
أما مرشح حزب المحافظين لرئاسة الوزراء فإنه -حسب المراقبين- يهدف من وراء تمسكه بدعم إسرائيل وتبرير انتهاكاتها في غزة إلى الحصول على تمويل الجماعات اليهودية لحملته الانتخابية والظفر بدعم إعلامي من قبل كبريات وسائل الإعلام التي يمتلكها إسرائيليون.
استنساخ تجربة ترامب
ويقول الباحث المهتم بالشأن الكندي مختار محمد في حديث إلى الجزيرة نت إن مرشح حزب المحافظين لا يتوجه بخطابه إلى المسلمين والعرب في كندا، ولا يهتم بأصواتهم رغم أهميتها.
ويضيف محمد "أصوات الجالية المسلمة في كندا يتقاسمها عادة الليبراليون وحزب الديمقراطيين الجدد، ونادرا ما تذهب إلى المحافظين".
ويوضح أن الموقف الأخير لمرشح المحافظين بشأن التهديد بترحيل المشاركين في المظاهرات المؤيدة لفلسطين وغزة ربما تفقده أصوات أعداد من المحسوبين على حزبه، خاصة من المعتدلين، مبينا أن "الترحيل ومصادرة الحريات" أمران غير مألوفين لدى الكنديين على اختلاف ميولهم الحزبية.
ولم يستبعد محمد أن بوالييفر يحاول استنساخ تجربة ترامب رغم أن "الأخير تبرأ منه"، في إشارة إلى تصريحات للرئيس الأميركي في مارس/آذار الماضي أكد فيها أنه لا صداقة إطلاقا بينه وبين زعيم المحافظين في كندا، وأنه يفضل التعامل مع زعيم ليبرالي يتولى السلطة في أوتاوا.
من جهته، يرى المدير التنفيذي لمنظمة "أصوات المسلمين الكنديين" عمر أشرف أن قوة أصوات المسلمين أمر ينبغي ألا يستهان به.
ويستشهد بنموذج ولاية ميشيغان الأميركية التي صوتت الجالية المسلمة فيها للمرشح الديمقراطي جو بايدن في 2020 ثم قاطعت الديمقراطيين بسبب مواقف إدارة بايدن ضد فلسطين وغزة وأسهمت لاحقا بفوز ترامب في 2024.
ويشير أشرف في تصريحات إعلامية إلى أن القوة ذاتها قد تكون موجودة أيضا في كندا، معللا ذلك بـ"وجود أكثر من 1.8 مليون مسلم فيها".
وتشهد بعض كبريات المدن الكندية مظاهرات مؤيدة لفلسطين في ظل تواصل الحملة الانتخابية الفدرالية من أجل إطلاع الساسة الكنديين على مواقف الجاليتين المسلمة والعربية في البلاد تجاه الحرب على غزة.
وكان مجلس العموم الكندي صوّت في 19 مارس/آذار 2024 لصالح اقتراح غير ملزم قدّمه الحزب الديمقراطي الجديد يدعم إقامة دولة فلسطينية بالتنسيق مع شركاء كندا الدوليين.
وفي الجلسة ذاتها صوّت البرلمان الكندي على إيقاف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مؤكدا أن قراره يأتي في إطار دعم أوتاوا إلى إيقاف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين، و حل الدولتين ودعم قرارات محكمة العدل الدولية في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية.
استطلاعات الرأي
ويواصل الحزب الليبرالي تقدمه على المحافظين منذ إطلاق الحملة الانتخابية في 23 مارس/آذار الماضي.
ووفقا لرصد قناة "سي بي سي" الإخبارية، فإن 44% من الكنديين يودون التصويت للحزب الليبرالي مقابل 37.8% يفضلون المحافظين و8.7% للحزب الديمقراطي الجديد و5.1% للكتلة الكيبيكية و2.4% للحزب الأخضر.
واتهم كوري تينيكي المدير السابق لحملة حاكم مقاطعة أونتاريو مرشح المحافظين بيار بوالييفر وأعضاء فريقه بأنهم وراء تراجع الحزب في استطلاعات الرأي، مشددا على ضرورة تغيير إستراتيجية الحملة.
وقال تينيكي في تصريحات إعلامية "أعلم أن هذا الكلام مزعج ولكنه موجود في كل استطلاع رأي، والتقليل من شأن نتائج الاستطلاعات حين تدير حملة انتخابية ضرب من الأوهام".
ودافع دوغ فورد حاكم أونتاريو عن تصريحات المدير السابق لحملته الانتخابية، وكلاهما من حزب المحافظين، وقال إن "الحقيقة تكون مؤلمة أحيانا".
وأضاف فورد أن "تينيكي أفضل مدير حملة انتخابية في البلاد، ومن الحكمة الاستماع إلى نصائحه"، واستدرك قائلا إن هناك متسعا من الوقت في الحملة الانتخابية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نائب جمهوري يدعو لقصف غزة بالنووي والمقاومة تدين
نائب جمهوري يدعو لقصف غزة بالنووي والمقاومة تدين

الجزيرة

timeمنذ 4 ساعات

  • الجزيرة

نائب جمهوري يدعو لقصف غزة بالنووي والمقاومة تدين

ذكرت قناة كان الإسرائيلية أن عضو الكونغرس الأميركي رندي فاين من الحزب الجمهوري طالب بقصف قطاع غزة بقنبلة نووية، ردا على مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وهو ما أدانته المقاومة الفلسطينية واعتبرته جريمة متكاملة الأركان. وخلال مقابلة مع قناة فوكس الأميركية قال النائب عن ولاية فلوريدا في منشور على حسابه بمنصة "إكس" -حيث عرّف بنفسه بأنه "يهودي صهيوني ويفتخر"- "لم نتفاوض على استسلام مع اليابانيين، قصفناهم بالسلاح النووي مرتين للحصول على استسلام غير مشروط، يجب أن نفعل الشيء نفسه هنا، فأميركا وإسرائيل لن تختلفا يوما على إبادة الفلسطينيين". وليس فاين أول من دعا إلى ضرب غزة بالسلاح النووي، فقد سبقه آخرون، بينهم السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي قارن العدوان على قطاع غزة بقرار الولايات المتحدة إسقاط قنابل ذرية على اليابان في الحرب العالمية الثانية. إعلان وقال غراهام "عندما واجهنا الدمار كأمة بعد هجوم بيرل هاربور وقاتلنا الألمان واليابانيين قررنا إنهاء الحرب بقصف هيروشيما و ناغازاكي بالأسلحة النووية، وكان هذا هو القرار الصحيح". وفي إسرائيل أيضا، دعا متطرفون كثر -بينهم وزير شؤون القدس والتراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو- مطلع العام الماضي إلى إسقاط سلاح نووي على قطاع غزة. المقاومة تدين وتعليقا على ذلك، أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هذا "الخطاب المفعم بالكراهية والتحريض على الإبادة الجماعية"، معتبرة أنها "تعد جريمة مكتملة الأركان ودليلا على العنصرية الفاشية التي تحكم تفكير بعض الساسة الأميركيين، وهو ما يستوجب الإدانة من الإدارة الأميركية ومن الكونغرس الذي بات منصة لتبرير جرائم الاحتلال وتشجيعها عندما استقبل مجرم الحرب بنيامين نتنياهو". وقالت حماس إن "هذه التصريحات تمثل انتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف وتحريضا علنيا على استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد أكثر من مليوني مدني، ورغم هذه الدعوات الوحشية فإنها لن تُضعف عزيمة شعبنا ولا إيمانه بعدالة قضيته، بل تفضح مجددا الوجه الحقيقي للاحتلال وداعميه". بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن هذه التصريحات "دعوة صريحة لارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتذكير مرعب بالفاشية ووصمة عار في جبين الكونغرس الأميركي الذي صفق لغطرسة مجرم الحرب نتنياهو". واعتبرت الحركة أن "هذه الدعوات تتنافى مع مبادئ القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف والمواثيق التي تُحرّم استخدام الأسلحة النووية ضد المدنيين، وهي رغم خطورتها لن تنال من صمود شعبنا ولن تزعزع إيماننا بعدالة قضيتنا التي أسقطت الكثير من الأقنعة عن الوجوه القبيحة".

مقاتل في حماس "يتخفى في زي صحفي".. كذبة إسرائيل الجديدة
مقاتل في حماس "يتخفى في زي صحفي".. كذبة إسرائيل الجديدة

الجزيرة

timeمنذ 7 ساعات

  • الجزيرة

مقاتل في حماس "يتخفى في زي صحفي".. كذبة إسرائيل الجديدة

عندما قصفت إسرائيل مجمع ناصر الطبي في خان يونس يوم 13 مايو/أيار، اغتالت الصحفي الفلسطيني المعروف حسن الأصليح. كانت تلك هي المرة الثانية التي تستهدفه فيها. فقد سبق أن تعرّض لهجوم في السابع من أبريل/ نيسان، عندما قصفت إسرائيل خيمة الصحفيين خارج مستشفى ناصر، ما أدى إلى استشهاد الصحفي أحمد منصور. نجا حسن من هجوم أبريل/ نيسان، لكن بعد أسبوع، وأثناء تلقيه العلاج في سرير المستشفى من حروق شديدة وفقدانه إصبعين، قضى عليه الانفجار الثاني الذي دمّر أيضًا وحدة الحروق في المستشفى. تباهى جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن حسن كان الهدف في الهجومين، زاعمًا أنه مقاتل في حماس "يتخفى في زي صحفي". وهي المزاعم الكاذبة ذاتها التي اعتادت إسرائيل إطلاقها كلما أقدمت على تصفية صحفي في غزة، لم تكن هذه سوى كذبتها الجديدة. كتب رايان غريم، الشريك المؤسس لموقع "دروب سايت نيوز"، ردًا على "التصريحات الجنونية الصادرة عن جيش الاحتلال"، واصفًا مزاعم إسرائيل بأنها "سلوك نفسي منحرف موضوعيًا". وزعم جيش الاحتلال أنه قصف المستشفى؛ لأن "مسؤولًا ماليًا في حكومة حماس، سبق اغتياله، كان يعمل في المستشفى خلال شهر مارس/ آذار". واعتبرت إسرائيل أن ذلك سبب كافٍ"لقصف المستشفى في مايو/ أيار". وكما أكد غريم: "للتوضيح، فإن وجود موظفين حكوميين في مستشفى لا يجعله هدفًا مشروعًا قانونيًا أو أخلاقيًا. لا سيما بعد أشهر من ذلك". وأضاف: "قصف وحدة الحروق لاغتيال صحفي بارز يرقد فيها بسبب قصفكم خيمته يمثل انحدارًا غير مسبوق. عدد قليل جدًا من الحكومات خلال المئة عام الماضية تجرأت على ارتكاب جرائم من هذا النوع، وأقل منها من تجرأ على فعلها تحت أنظار العالم". انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تحيات مؤثرة لروح حسن، منها منشور للصحفي أبي بكر عابد جاء فيه: "وداعًا لبطل قتلته إسرائيل لمجرد أنه كان صحفيًا". وفوق صورة لحسن مرتديًا سترته وخوذته التي تحمل شعار "PRESS"، ويتطلع بنظرة حادة إلى الكاميرا، كتب صحفي آخر: "لقد اغتالتك إسرائيل يا حسن.. قتلوك لأن صوتك كان عاليًا جدًا.. قويًا جدًا". وقد لفت هذا المنشور انتباه منظمة ضغط صهيونية تُدعى "Honest Reporting"، وهو اسم يُعدّ من أكثر الأسماء تهكمًا وسخرية لمنظمة أُنشئت خصيصَى لفبركة الروايات، وفرض الرقابة على الصحافة. تأسست المنظمة عام 2006 على يد جو هيامز، المتحدث المسجل باسم السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة، وقد عملت بشكل سري على مهاجمة كل من ينتقد إسرائيل، لا سيما الصحفيين في غزة. وتبين لاحقًا أن لها دورًا كبيرًا في مقتل حسن. نشرت "Honest Reporting" تغريدة جاء فيها: "لا عدد الكاميرات ولا سترات الصحافة ولا الخوذ يمكن أن تخفي من هو حسن الأصليح". وزعمت أن حسن "عمل بشكل وثيق مع حماس لترويج دعايتها الإرهابية". وكان هذا المنشور تحريضًا مباشرًا على القتل، حيث كتب مستخدم يدعى "ballofworms" تعليقًا قال فيه: إن الصحفي الذي دافع عن حسن أصبح "هدفًا مشروعًا"، ودعا جيش الاحتلال الإسرائيلي: "افعلوا ما يجب عليكم فعله". منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، دأبت هذه المنظمة على اتهام حسن وغيره من الصحفيين بأنهم عناصر في حماس، لمجرد أنهم وثّقوا ما حدث في ذلك اليوم. وقد اتّهمت المنظّمة وكالات: رويترز، وأسوشيتد برس، وسي إن إن، وحتى صحيفة نيويورك تايمز، باستخدام صور من 7 أكتوبر/ تشرين الأول، زعمت أنها صادرة عن حماس. ردّت رويترز وأسوشيتد برس بقوة، وأجرت رويترز تحقيقًا مستقلًا خلص إلى أنه "لا يوجد أي دليل يدعم مزاعم التنسيق مع حماس". ووصفت المنظمة بأنها تنشر "ادعاءات غير مسؤولة". وقد أوضح مدير رويترز التنفيذي جيل هوفمان أن مثل هذه "الإيحاءات" تمثل خطرًا على سلامة الصحفيين في غزة، مضيفًا: "نؤمن بأن Honest Reporting، يجب أن تُحاسب على نشرها المعلومات المضللة، وعلى المخاطر والضرر اللذين لحقا بمصداقية وسلامة الصحفيين العاملين في تغطية هذا الصراع". وفي الولايات المتحدة، تتحمل منظمات إسرائيلية أخرى مسؤولية غير متناسبة عن اعتقال واحتجاز الطلاب الأجانب المعارضين للإبادة الجماعية، والمقيمين في أميركا. فمثلًا، منظمة "بيتار أميركا " "Betar USA"، وهي منظمة ذات توجهات فاشية، ومنظمة "Canary Mission" التي وصفتها مجلة "The Nation" بأنها "حملة واسعة النطاق للتشهير والتجسس مصدرها إسرائيل"، تستهدف الطلاب والأساتذة المنتقدين لإسرائيل، وتوجه لهم تهمًا افترائية تهدف إلى "الإضرار بفرصهم المستقبلية في العمل". وفي عام 2018، كشفت صحيفة The Forward أن مؤسسة Helen Diller Family Foundation خصصت سرًا 100 ألف دولار لصالح "Canary Mission"، من خلال "الصندوق المركزي لإسرائيل" (CFI)، وهي منظمة خيرية مقرها نيويورك، تعمل كوسيط للتبرعات السرية المعفاة من الضرائب، التي يقدمها أثرياء أميركيون لدعم الجماعات المتطرفة في إسرائيل. وقد كُشف مؤخرًا في وثائق محكمة أن "بيتار" و"Canary Mission" هما الجهتان اللتان تقفان خلف القوائم التي استخدمتها وزارة الخارجية الأميركية لاحتجاز الطلاب المنتقدين لإسرائيل. ففي 8 أبريل/نيسان 2025، نشر حساب "بيتار" تغريدة تتضمن ملفًا شخصيًا من موقع "Canary Mission" لطالب تركي يُدعى إيفي إيرجيليك، وجاء في التغريدة: "لقد حددنا هذا الشخص الحاصل على تأشيرة، وقدمنا اسمه للترحيل. هناك الكثير من هؤلاء الأوغاد في أنحاء البلاد، لكنه حالة متطرفة في ولاية ماساتشوستس الفاسدة". ووفقًا للمحامي المتخصص في الهجرة آرون رايشلين- ميلنيك، فإن إدارة ترامب جردت هذا الطالب من تأشيرته "لأن بيتار غردت عنه". وبعد 48 ساعة فقط من تلك التغريدة، أصدرت السلطات مذكرة توقيف بحق الطالب "استنادًا إلى كذبة صريحة". وأكدت أوراق الدعوى أن وزارة الأمن الداخلي استخدمت تغريدة "بيتار" للموافقة على احتجاز إيفي إيرجيليك. وبعد أن قدّم محامون في ولاية ماساتشوستس التماسًا للمحكمة، أمر القاضي بالإفراج عن الطالب، مؤكدًا أن "الاحتجاز تم بناء على تحريض شبه حصري من منظمة بيتار العالمية". وصدرت هذه الأحكام استنادًا إلى أن اعتقال الطالب كان غير دستوري، لأن "أنشطته" و"خطابه" محميان بموجب التعديل الأول الذي يكفل حرية التعبير. حتى الآن، تأثرت أوضاع الهجرة لـ1.800 طالب في 280 مؤسسة تعليمية، وتم إلغاء العديد من تأشيراتهم. كتبت منصة Mondoweiss تأبينًا لحسن ونقلت عنه قوله: "قد يستهدفونني داخل المستشفى، في غرفتي هذه. ماذا عساي أن أفعل؟ أنا لا أقاتل. أنا أعمل، وأنا مسؤول عن مهنتي.. وإذا قتلني الجيش الإسرائيلي، فإن الصور التي التقطتها والقصص التي رويتها للعالم ستظل حية. اسمي وقضيتي وصوتي سيبقى حيًا – أما الاحتلال فسيزول". نعم، الاحتلال سيزول، لأن الطلاب والنشطاء لن يرضخوا أو يتراجعوا عن التنديد بالإبادة الجماعية. وفي ظل القمع الشديد للحراك الطلابي في الجامعات، يخوض عدد من الطلاب حاليًا إضرابات عن الطعام تضامنًا مع الفلسطينيين. فقد بدأ نحو عشرين طالبًا في كاليفورنيا إضرابًا عن الطعام في 5 مايو/أيار، للفت الانتباه إلى المجاعة المفتعلة في غزة، وكتبوا: "نحن طلاب جامعات سان فرانسيسكو، وساكرامنتو، ولونغ بيتش، وسان خوسيه الحكومية، نبدأ اليوم إضرابًا جماعيًا عن الطعام تضامنًا مع مليونَي فلسطيني مهددين بالمجاعة في غزة"، بحسب ما أعلنت حركة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين". وفي 11 مايو/ أيار، انضم ستة طلاب من جامعة ييل إلى الإضراب. وبحلول يوم الاثنين، انتقل الاحتجاج إلى جامعة ستانفورد، حيث شارك ما لا يقل عن 10 طلاب و3 من أعضاء هيئة التدريس. وقد بدأت هذه التحركات تُثمر؛ إذ أعلن طلاب جامعة ولاية سان فرانسيسكو إنهاء إضرابهم بعد التوصل إلى اتفاق مع إدارة الجامعة. وفي نيويورك، بتاريخ 15 مايو/ أيار، ألقى الطالب الشجاع لوغان روزوس من جامعة نيويورك NYU كلمة في حفل تخرجه وسط تصفيق حار، قال فيها: "أتحدث إلى كل ذي ضمير.. إلى من يشعر بالألم الأخلاقي إزاء هذه الفظائع.. أدين هذه الإبادة الجماعية وكل من يتواطأ فيها". وفي محاولة انتقامية بائسة، قرّرت إدارة الجامعة حجب شهادته، لكن هذه المسرحية الجبانة سرعان ما ستنكشف، وستُفضح باعتبارها فعلًا منافقًا ومخزيًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store