logo
حرب حزيران 1967.. نكسة فلسطين وكل العرب

حرب حزيران 1967.. نكسة فلسطين وكل العرب

الدستورمنذ 2 أيام

قسم الشؤون الفلسطينيةمقدمةحرب 1967 وتعرف أيضًا باسم "نكسة حزيران" وتسمى كذلك "حرب الأيام الستة"، الحرب التي نشبت بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن بين 5 يونيو و10 يونيو 1967 لإيقاف العدوان الإسرائيلي، وأفضت لاحتلال إسرائيل كل من سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان، وتعتبر ثالث حرب في الصراع العربي الإسرائيلي؛ وقد أدت الحرب لمقتل 15,000 - 25,000 من المقاتلين العرب مقابل 800 جندي اسرائيلي، وتدمير 70 - 80% من العتاد الحربي للدول العربية المشاركة فيها مقابل 2 - 5% لإسرائيل، إلى جانب عدد من الجرحى والأسرى؛كما كان من أهم نتائجها صدور قرار مجلس الأمن رقم 242 وانعقاد قمة اللاءات الثلاثة العربيّة في الخرطوم وتهجير معظم سكان مدن قناة السويس وكذلك تهجير معظم مدنيي محافظة القنيطرة في سوريا، وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة بما فيها محو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية.ولم تنته تبعات حرب 1967 حتى اليوم، إذ لا تزال إسرائيل تحتلّ الضفة الغربية كما أنها قامت بضم القدس والجولان لحدودها، وكان من تبعاتها أيضًا نشوب حرب أكتوبر عام 1973 وفصل الضفة الغربيّة عن السيادة الأردنيّة، وقبول العرب منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 بمبدأ "الأرض مقابل السلام"الذي ينصّ على العودة لما قبل حدود الحرب لقاء اعتراف العرب بإسرائيل.في 1 مايو 1967 صرح ليفي أشكول أنه في حال استمرار العمليات الانتحارية فإن بلاده "سترد بوسائل عنيفة" على مصادر الإرهاب، وفي 10 مايو صرّح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أنه إن لم يتوقف "النشاط الإرهابي الفلسطيني في الجليل فإن الجيش سيزحف نحو دمشق"،وفي 14 مايو وبمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لميلاد دولة إسرائيل، أجرى الجيش عرضًا عسكريًا في القدس خلافًا للمواثيق الدولية التي تقر أن القدس منطقة منزوعة السلاح. ومن جهتها كانت مصر وسوريا تخطوان خطوات تصعيدية، ففي مارس تم إعادة إقرار اتفاقية الدفاع المشتركة بين البلدين، وقال الرئيس المصري جمال عبد الناصر أنه في حال كررت إسرائيل عملية طبرية فإنها سترى أن الاتفاق ليس "قصاصة ورق لاغية". وعمومًا فإن توتر العلاقات بين إسرائيل ودول الطوق العربي تعود لأواخر عام 1966 حين حدثت عدة اشتباكات في الجولان والأردن مع الجيش الإسرائيلي، وإلى جانب عملية طبرية فإن عملية السموع التي قام بها الجيش الإسرائيلي في بلدة السموع تعتبر من أكبر هذه العمليات،كما شهد بداية العام 1967 عدة اشتباكات متقطعة بالمدفعية بين الجيش السوري والجيش الإسرائيلي، مع تسلسل قوات فلسطينية إلى داخل الجليل ووحدات إسرائيلية إلى داخل الجولان،ولعل أكبرها ما حدث في 7 أبريل عندما أسقطت إسرائيل 6 طائرات سورية من طراز ميغ 21، اثنتان داخل سوريا وأربع أخرى منهم ثلاث طائرات داخل الأردن.في 31 مايو زار الملك الحسين بن طلال القاهرة ووقع مع الرئيس جمال عبد الناصر على اتفاقية الدفاع المشترك التي باتت تضم ثلاثة أطراف مصر وسوريا والأردن، وفي اليوم نفسه دخلت مفارز من الجيش العراقي إلى الأراضي السورية، أما في الداخل الإسرائيلي فقد بدأت الحكومة توزيع كمامات غاز لمواطنيها بالتعاون من حكومة ألمانيا الغربية "رغم أنه لا توجد أي دولة عربية تملك أسلحة نووية أو جرثومية حينها وهو ما يدخل ضمن حشد الدعم الإعلامي لإسرائيل في الخارج".وفي 5 يونيو دوت صفارات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل، وأطلق سلاح الجو الإسرائيلي العملية العسكرية الجوية ضد المطارات المصرية، بمعدل 12 طائرة لكل مركز جوي في مصر. دُمرت 388 طائرة مصرية وقتل 100 طيار، أما الجيش الإسرائيلي فقد خسر 19 طائرة من بينها 13 أسقطت بواسطة المدفعية المضادة للطائرات والباقي في مواجهات جوية.وتم تنفيذ غارات جوية ضد إسرائيل من قبل الأردن وسوريا والعراق، ردت عليها إسرائيل بالمثل، وفي ختام اليوم الأول، كان الأردن قد خسر أكثر من ست طائرات نقل مدني طائرتين عسكريتين ونحو 20 جنديًا في هجوم شبيه على المطارات الأردنية، أما في سوريا فإن حصيلة الغارات الإسرائيلية كانت خسارة 32 طائرة ميج 21 و23 طائرة ميج 15، و15 طائرة ميج 17 وهو ما قدر بكونه ثلثي القدرة الدفاعية السورية. كذلك فقد دمرت عشر طائرات جوية عراقية في مطار عسكري غرب العراق، وكانت الخسارة 12 طائرة ميج 21 و17 طائرة هنتر وثلاثة طائرات قتالية، كما قتل جندي عراقي. قتل أيضًا 12 مواطن في لبنان، وذلك عقب سقوط طائرة إسرائيلية فوق الأراضي اللبنانية. وكمحصلة اليوم الأول، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أن إسرائيل دمرت 416 طائرة عربية، في حين خسر الإسرائيليون 26 طائرة فقط خلال اليومين الأولين من الحرب: ستة من أصل 72 طائرة ميراج-3 وأربعة من أصل 24 من طائرات سوبر مايستر وثماني من أصل 60 طائرة مايستر وأربع من أصل 40 طائرة أورغان، وخمسة من أصل 50 طائرة مقاتلة، كما قتل 12 طيارًا وجرح خمسة وأسر أربعة.احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقيةوردًا على الضرية الجويّة للجيش الإسرائيلي على سيناء، بدأ الجيش الأردني في صباح 5 يونيو، مدعومًا من المدفعية العراقية، قصف مواقع في القدس الغربية ونتانيا وكفر سابا على مشارف تل أبيب، ومساء ذلك اليوم، عقد مجلس الوزراء جلسة وقرر بناءً على اقتراح مناحيم بيغن وإيغال آلون إعلان الحرب على الأردن واحتلال الضفة الغربية، كون هذه "فرصة مؤاتية" للسيطرة على القدس الشرقية.في 6 يونيو، سارعت وحدات من الجيش الإسرائيلي لدخول الضفة، وهاجم الطيران الإسرائيلي مطارات الأردن ومراكز التزود بالوقود، وعلى الأرض دارات معارك شرسة بين الطرفين قبالة القدس، التي سيطر الجيش الإسرائيلي على تلة استراتيجية شمالها، في حين لم يتوقف قصف المدفعية الأردنية للمواقع العسكرية في المدينة؛ بحلول المساء كان لواء القدس قد حاصر جنوب المدينة الشرقية انتشر في المدينة الغربية، في حين كان لواء هرئيل ولواء المظليين قد انتشرا شمالها، ما يعني تطويق المدينة، ودارت معركة "تل الذخيرة" التي قتل فيها 71 جنديا أردنيا و37 جنديا إسرائيليا، ولم يأمر موشي دايان قواته دخول المدينة "خوفًا على الأماكن المقدسة"، غير ان القتال تجدد في 7 يونيو، حيث هاجم لواء المشاة اللطرون واستولى عليها عند الفجر، ومنها تقدم نحو بيت حورون وثم إلى رام الله محاصرًا إياها؛ كما وصل لواء جديد سيطر على المناطق الجبلية شمال غرب القدس، وربط حرم الجامعة العبرية في أطراف القدس مع المدينة نفسها، وبختام اليوم كان الجيش الإسرائيلي قد احتل رام الله، وأوقف تقدم قوات أردنية قادمة من أريحا لتعزيز الموقف على القدس.عندما علم دايان أن مجلس الأمن الدولي قد توصل لشبه اتفاق حول فرض وقف إطلاق النار، أمر قواته بدخول القدس الشرقية ودون موافقة من مجلس الوزراء، دخلت وحدات من الجيش البلدة القديمة عبر بوابة الأسد واستولت على جبل الزيتون والمسجد الأقصى وحائط المبكى، كانت المعارك للسيطرة على المدينة ضارية وغالبًا ما تنقلت شارعًا تلو الآخر، وتزامنًا سيطر الجيش الإسرائيلي على الخليل دون مقاومة، وشرع لواء هرئيل بالزحف شرقًا نحو نهر الأردن، وفي الوقت نفسه هاجمت قوات إسرائيلية بيت لحم مدعومة بالدبابات، وتم الاستيلاء على المدينة بعد معركة قصيرة سقط بموجبها 40 قتيلاً أردنيًا ثم اضطروا للانسحاب لحماية الأماكن المقدسة. أما نابلس فقد دارت على أطرافها معركة شرسة، وكان عدد القتلى من الإسرائيليين يضاهي تقريبًا عدد القتلى من الأردنيين، ولولا تفوق سلاح الجو الإسرائيلي لكان من الممكن تحقيق نصر للجيش الأردني فيها. وفي اليوم نفسه، وصل الجيش الإسرائيلي إلى نهر الأردن وأغلق الجسور العشرة الرابطة بين الضفة الغربية والبلاد، وبعد انسحاب قوات الجيش العراقي، تمت السيطرة على أريحا.ضم القدسبعد أيام قليلة من احتلال إسرائيل للقدس، صرح آبا إيبان وزير خارجيتها في 14 يونيو بأنه "لا يمكن لأحد أن يتصور أن توحيد القدس الذي تحقق مؤخرًا يمكن أن يلغى"، وفي 27 يونيو صوّت الكنيست على قانون ضم القدس وتم إقراه بما يشبه الإجماع إذ لم يعارض سوى ثلاث نواب. وفي 4 يوليو صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار دعا إسرائيل لعدم تغيير وضع القدس بصفتها مدينة خاضعة لحكم دولتين، غير أن القرار لم يلق أن استجابة لدى الحكومة الإسرائيلية، ثم صوتت الجمعية العامة على قرار ثان بخصوص القدس في 14 يوليو طلب من خلاله أن يقدّم الأمين العام تقريرًا عن وضع القدس خلال قلاثين يومًا لرصد التحركات الإسرائيلية في المدينة، ومما قد ذكر التقرير أن الجيش الإسرائيلي قد دمّر 135 بيتًا عربيًا قرب حائط البراق- "حائط المبكى" في المدينة القديمة وأن المئات ممن أصبحوا دون مأوى قد تم طردهم من مدينتهم. ووفقاً للمركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى " كيوبرس": الاحتلال الإسرائيلي خطط لتفجير الأبواب الشرقية والجنوبية المغلقة في المسجد الأقصى للسيطرة عليه واحتلاله عام 1967، لكن على ما يبدو غيّر خطته لأسباب لم يفصح عنها .وكما ذكر موقع فلسطينيو 48 - الذي أورد الخبر بتاريخ 19-5-2015 ، يتبيّن من صور ووثائق اسرائيلية ارشيفية بأن جيش الاحتلال خطط لتفجير الأبواب الجنوبية المغلقة للمسجد الأقصى، بهدف الدخول الى المسجد الأقصى عبر المصلى المرواني والأقصى القديم - وهذان الموقعان كانا مغلقين منذ فترة بعيدة - ، والأبواب الثلاثة هي ، الباب الثلاثي، الباب المزدوج ، والباب المفرد، كما خطط الاحتلال لتفجير باب الرحمة في الجهة الشرقية للسيطرة السريعة على منطقة قبة الصخرة في المسجد الأقصى المبارك .نزوح وتدمير خلال الحربخلال الحرب، تم تشريد موجة من الفلسطينيين قدرت بنحو 300,000 فلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة استقر معظمهم في الأردن.وفي ثلاث قرى جنوب غرب القدس وقلقيلية دمرت المنازل ليس ضمن معركة ولكن كنوع من العقاب، وبغية إبعاد السكان، خلافًا لسياسة الحكومة. وفي قلقيلية دمر ما يقرب من ثلث المنازل وطرد نحو 12,000 نسمة، مع إقامة عدد من المخيمات في المناطق المحيطة، وقد سمحت الحكومة للذين لم يطردوا، لاحقًا، بإعادة بناء ما تهدم من مساكنهم. فرّ أيضًا ما يقرب من 70,000 مدني ومعظهم من منطقة أريحا خلال القتال، وعشرات الآلاف خلال الأشهر التالية، بالمحصلة فإن حوالي ربع سكان الضفة الغربيّة أي حوالي 200,000 إلى 250,000 نسمة أجبروا على الذهاب إلى المنفى؛ شقوا طريقهم نحو معابر نهر الأردن سيرًا على الأقدام نحو الضفة الشرقية. ومن غير الواضح من خلال ما تم توثيقه كم تعرضوا للترهيب أو كيف أجبروا على الخروج من قبل القوات الإسرائيلية وكيف غادر كثير منهم طواعية نتيجة الذعر والخوف؛ هناك أدلة أن جنود جيش الدفاع الإسرائيلي أمر عبر مكبرات الصوت سكان الضفة الغربية ترك منازلهم وعبور الأردن. كما فرّ آلاف السكان من القدس الشرقية باستخدام هاجر أيضًا نحو 70,000 من غزة نحو مصر وأماكن أخرى في العالم العربي. وفي 2 يوليو أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها سوف تسمح بعودة هؤلاء اللاجئين الذين يرغبون بالعودة لأراضيهم ومنازلهم التي سيطر عليها الجيش في موعد لا يتجاوز 10 أغسطس ثم مدد إلى 13 سبتمبر؛ على أرض الواقع لم يسمح بعودة سوى من 14,000 إلى 120,000 نازح. وبعد ذلك لم تسمح إسرائيل إلا لعدد ضئيل من الحالات الخاصة بالعودة، وربما وصل عددها إلى 3000 في جميع الأحوال. وإلى جانب النزوح من الضفة والقطاع، نزح ما بين 80,000 و110,000 سوري من الجولان، حوالي 20,000 منهم من مدينة القنيطرة؛وفق بحث أجرته صحيفة هآرتس اليومية الإسرائيلية، فإن 130,000 سوري قد طردوا من الجولان معظمهم بأوامر الجيش الإسرائيلي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خليل الحية: لم نرفض مقترح ويتكوف وقدمنا تعديلات وجاهزون لتسليم حكومة غزة #عاجل
خليل الحية: لم نرفض مقترح ويتكوف وقدمنا تعديلات وجاهزون لتسليم حكومة غزة #عاجل

جو 24

timeمنذ 17 ساعات

  • جو 24

خليل الحية: لم نرفض مقترح ويتكوف وقدمنا تعديلات وجاهزون لتسليم حكومة غزة #عاجل

جو 24 : أعلن د. خليل الحية، رئيس حركة حماس في غزة، استعداد حركة حماس للانخراط في جولة مفاوضات جديدة وجادّة من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق نار دائم، خاصّةً وأنّ الاتصالات مع الوسطاء وغيرهم لا تزال مستمرّة لتحقيق ذلك. وأضاف الحية، خلال كلمة له بمناسبة عيد الأضحى المبارك، أنّ حركة حماس لم ترفض مقترح "ويتكوف' الأخير، بل قدّمت بعض الملاحظات والتحسينات عليه، من أجل ضمان إنهاء هذه الحرب، وعدم عودة العدو إلى الغدر والقتل والاجتياح وفرض النزوح، وضمان دخول المساعدات والإغاثة لشعبنا بشكل كريم. وأكّد استعداد حماس لتسليم الحكومة في غزة فورًا لأيّ جسم فلسطيني وطني مهني يُتوافق عليه. واستعرض الحية مجريات المفاوضات مع الاحتلال، وقال: "نحن نخوض غمار محطات متتالية من المفاوضات المكثفة، ونقوم بجهد متواصل مع الأطراف كافة للوصول إلى اتفاق يستند إلى موقف قوي متمسّكٍ بالحقوق والمطالب الأساسية لشعبنا، ويؤدّي إلى إنهاء هذه الحرب، ووقف إطلاق نار دائم، وانسحاب قوات الاحتلال من كامل قطاع غزة، إضافةً إلى الإغاثة الفورية لشعبنا، وإنهاء الحصار، وكذلك الوصول إلى صفقة تبادل مشرفة'، معتبرًا أنّ العقبة الدائمة هي حكومة الاحتلال، وعلى رأسها "نتنياهو' الذي لا يريد وقف الحرب أو إنهاءها، لدوافع شخصية وأيديولوجية. وأضاف: "تعاملنا بإيجابية ومرونة مع كلّ العروض والمقترحات التي قُدّمت لنا، فوافقنا على معظمها منذ تجدد العدوان في شهر مارس الماضي؛ فقد وافقنا على العرض الذي قدّمه الوسطاء في نهاية مارس، بتسليم خمسة من الأسرى والدخول في المرحلة الثانية من اتفاق 17 يناير، ولكنّ العدو رفض هذا العرض، فبادرنا بعدها بتقديم رؤية الحركة المتمثّلة في (صفقة شاملة) تفضي إلى إطلاق سراح جميع الأسرى لدى المقاومة مقابل الوقف النهائي للحرب، ولكنّ العدو رفض المقترح أيضًا. وفي سياق المرونة واستشعار المسؤولية، أطلقنا سراح الجندي (عيدان ألكسندر). وقبل أسبوعين، قُدّم لنا مقترح أمريكي فوافقنا عليه، إلا أنّ الاحتلال رفضه، وتراجع الوسيط الأمريكي عن مقترحه'. وأشار إلى أنّه في الأسبوع الماضي قدّم "ويتكوف' مقترحه الأخير، والذي يقضي بإطلاق سراح 10 من الأسرى الأحياء، و18 من الجثامين خلال سبعة أيام، لكن دون وجود ضمان حقيقي بعدم العودة إلى القتال في اليوم الثامن، لا سيّما مع إعلان "نتنياهو' نفسِه أنه سيأخذ الأسرى ثم يعاود العدوان على غزة. كذلك، فإنّ العدو يُصرّ على أن تبقى المساعدات الإنسانية تحت سيطرته بالكامل، وبالآلية التي صمّمها لعسكرة المساعدات، والتي رفضتها كل المؤسسات الدولية باعتبارها تنتهك القانون الدولي. كما يرفض الانسحاب والعودة إلى ما كان عليه الوضع قبل 2/3. ووجّه رئيس حماس في غزة رسالة إلى المجتمع الدولي، قال فيها: "نحن، وإذ نحيّي كل من عبّر عن تضامنه مع شعبنا من قوى وأحزاب وشخصيات، عبر مختلف الفعاليات والأنشطة، خاصة المسيرات الكبرى في العواصم والمدن المختلفة، وكذلك الذين يخاطرون بحياتهم عبر البحر والبر من أجل كسر الحصار عن غزة؛ فإننا نستهجن اكتفاء الدول والكيانات الرسمية بالبيانات والتصريحات التي لم تعد كافية، بل حتى لم يعد الاحتلال يلقي لها بالاً. وما كان للاحتلال أن يستمر في ارتكاب المجازر، حتى بحقّ من يبحث عن لقمة يسدّ بها جوعه، كما رأينا في الأيام السابقة في رفح، لولا الاستمرار في تزويده بالسلاح، والإسناد السياسي في المحافل الدولية، وكان آخرها استخدام أمريكا حق النقض (الفيتو) بالأمس في مجلس الأمن، ضد قرار يهدف إلى كسر الحصار الإنساني عن قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل'. وعبّر الحية عن شكره لكل من ساند غزة بالانخراط في المعركة، مخصِّصًا بالذكر إخوانَ الصدق في اليمن، الذين ما زالوا يوجّهون صواريخهم ضد العدو الصهيوني رغم ما يتعرضون له من استهداف صهيوني غادر. تابعو الأردن 24 على

الظل لا يُعارض مصدره
الظل لا يُعارض مصدره

الانباط اليومية

timeمنذ يوم واحد

  • الانباط اليومية

الظل لا يُعارض مصدره

منصور البواريد حين تضعف اللغة، تتعرى النوايا. في تصريح وزير الخارجية الأمريكي، لا تكمن الخطورة في محتواه المباشر، فهو متوقع ومتكرر، بل في ما تقوله كلماته عن المرحلة المقبلة. "الفيتو لحماية إسرائيل"، "حماس يجب أن تنزع سلاحها"، "لا نريد خطوات تقوض الجهود الدبلوماسية".. كل ذلك لا يعكس سياسة عمياء لإسرائيل فحسب، بل إعلان أمريكي صريح، وهذا الإعلان هو: الدبلوماسية هنا مشروطة بمصير سلاح الطرف الأضعف، لا الطرف الأقوى. هذا النوع من الخطاب لا يبني حلولا، بل ينحت سردية مفخخة، وهي: أنَّ أي عدوان إسرائيلي له غطاء شرعي طالما قُدِّم على أنَّه دفاع عن النفس، لكن من الذي يُعرِّف الدفاع عن النفس؟ إسرائيل نفسها.. ومن الذي يُسائل هذا التعريف؟ لا أحد. وحتى مجلس الأمن، حين يتجرأ على طرح تسوية لا ترضى عنها تل أبيب، يُلجم بالفيتو الأمريكي. في المشهد الإسرائيلي الداخلي، ثمة أزمة تكتيكية تأخذ شكلًا مؤسسيًّا، وهي: أزمة تجنيد الحريديم، الأزمة الأخطر داخل الائتلاف الحاكم، لا لأنَّها ستُسقط الحكومة، بل لأنَّها تكشف بنية الهشاشة التي بُنيت عليها كل "وحدة إسرائيلية" منذ أكتوبر 2023، ومن يراقب الداخل الإسرائيلي يدرك أنَّ مسألة "حل الكنيست" ليست نهاية الأزمة، بل مجرد فصل جديد منها، حيث تنتقل الصراعات من البرلمان إلى الشارع، ومن الكتل الحزبية إلى المتدينين الذين لا يؤمنون بالدولة أصلًا. نتنياهو في قلب هذه المعادلة لا بصفته قائدًا فقط، بل باعتباره رمز البقاء السياسي، رجل السرديات المرنة، الذي كلما ضاق عليه المشهد، انتج له مخرجًا لغويًّا أو أمنيًّا أو انتخابيًّا. الخطأ الاستراتيجي العربي ليسَ في العجز عن التدخل، بل في الإحساس بأنَّ الأزمة داخل إسرائيل هي انتصار للحق الفلسطيني أو هزيمة للمنظومة الصهيونية، فما يَجري ليسَ بداية تآكل، بل صراع على ترتيب الأولويات داخل المنظومة نفسها، ومن يراهن على انقسام داخلي في إسرائيل ليوقف المجازر في غزة، يقرأ السياسة وكأنَّها مشهد درامي أخلاقي، لا منظومة مصالح. فاليمين واليسار في إسرائيل يختلفان على شكل الحكم، لا على هدف الحرب. ففكرة "حسم غزة" أو "إخضاع حماس" ليست خلافية، الخلاف يكمن في التوقيت، والتكتيك، وشكل التغطية الإعلامية، لا في المبدأ. تأتي خطورة التصريح الأمريكي، لأنَّه لا يهدف فقط إلى حماية إسرائيل، بل إلى تثبيت سردية ما بعد الحرب، وتتمثل السردية: بأنَّ بقاء إسرائيل واستمرار وجودها مشروط بتفكيك خصومها، لا بمراجعة سياساتها، وأنَّ أمن الإسرائيليين يعني نزع سلاح غزة، لا نزع أسباب الاحتلال.. إنَّها لحظة دولية يعاد فيها تعريف "السلام" على أنَّه ما يُرضي المنتصر، لا ما يُنهي الظلم. تصريح وزير خارجية إسرائيل بالشكر العلني لواشنطن لا يحمل مُجرَّد عرف دبلوماسي، بل إشارة إلى تواطؤ مُعلن، تتوارى فيه الحدود بين الشريك والتابع، بين الحليف والممول السياسي، بين من يستخدم الفيتو ومن يكتب نصه الأولي. أما التصريح الفلسطيني بأنَّ "الفيتو الأمريكي تأكيد على رعاية واشنطن للإجرام"، فهو يصدق في خطورته، لكنه يخفق حين يُبنى عليه أي افتراض سياسي بوجود نية دولية لتغيير الموقف. فالديناميات في واشنطن ليست أخلاقية، بل انتخابية واستراتيجية، تتقاطع فيها مصالح اللوبي الإسرائيلي، مع التنافس الحزبي الداخلي، ومع صراع أمريكا الأوسع على النفوذ العالمي. البراغماتية تفرض قراءة مختلفة، وهذا ليس صراعًا على غزة فقط، بل اختبار لبقاء مفاهيم السيادة، والعدالة الدولية، والحق في المقاومة، أمام منظومة عالمية باتت تُدار بمنطق القوة العارية، والدبلوماسية الشكلية. فلا أحد ينتظر من أمريكا أن تغير موقفها، لكن المطلوب هو ألا نقع أسرى لتحليلات رومانسية تعتقد أنَّ أزمات إسرائيل تعني حلولًا للفلسطينيين. النظام الإسرائيلي قادر على إعادة التشكيل، والمعارضة فيه لا تعني انقلابًا على العقيدة الأمنية، بل منافسة على إدارة نفس الفكرة، وتتمثل الفكرة ب: كيف تحافظ إسرائيل على تفوقها، حتى في حال انكشافها؟ لكن الخطر الحقيقي الذي يتشكل الآن، ويبدو أكثر احتمالًا من تفكك الائتلاف الإسرائيلي نفسه، هو أن يتم تجاوز المرحلة الحالية دون أي كلفة سياسية على إسرائيل، فإذا استطاع نتنياهو البقاء في الحكم، وأُنهكت غزة عسكريًّا واجتماعيًّا دون ردع دولي أو إقليمي، فإنَّ ذلك سيعيد تشكيل معادلة الردع في المنطقة كلها، وسيفتح الباب أمام "نموذج غزة" ليُطبِّق لاحقًا في ساحات عربية أخرى، تحت نفس الغطاء..

ماذا تبقى لنا
ماذا تبقى لنا

صراحة نيوز

timeمنذ يوم واحد

  • صراحة نيوز

ماذا تبقى لنا

صراحة نيوز ـ حاتم الكسواني بالأمس كشفت إدارة ترامب موقفها المتواطئ مع جريمة الإبادة الجماعية التي تقترفها اسرائيل بحق الأهل في غزة ، وذلك بصفع العالم بالفيتو الذي أشهرته في مجلس الأمن لمنع تمرير القرار الإنساني الذي وافق عليه باقي أعضاء المجلس الاربعة عشر ويقضي بوقف إطلاق النار في غزة و البدأ بإيصال المساعدات الغذائية والطبية لأهل القطاع . وبعد هذا الموقف الإصطفافي الواضح من إبادة أهل غزة الذي جاء على لسان مندوبة الولايات المتحدة في المجلس والذي أعادت فيه سردية الإحتلال ومؤيديه باعتبار هجوم السادس من أكتوبر المقاوم هو سبب هذه الإبادة وأن فيما تفعل إسرائيل هو حق للدفاع عن النفس ، وأن على حماس أن تسلم اسلحتها وأن تغادر القطاع كثمن لوقف إطلاق النار ووصول المساعدات . صلف أمريكي مابعده صلف ، وتوحش ما بعده توحش ، ونزع للقناع الأمريكي المدعى بالإنسانية من قبل إدارة ترامب ، بل كشف لكذبة ترامب بانه رجل سلام غير محب للحروب وطامع بالحصول على جائزة نوبل للسلام . وهنا يأتي السؤال … ماذا تبقى لنا كي نتعامل مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة المعادية لأمة العرب والإسلام والمتآمرة عليها منذ نهاية عهد الإستعمار القديم . أمريكا تلك التي نشرت قواعدها العسكرية على طول الوطن العربي وعرضه لا لحمايته بل لتحقيق مصالحها في مصادرة خيراته ونفطه وفرض مواقفها على سياسته وقراراته ، وكرست جهد سفاراتها على التجسس عليه وزعزعة أمنه وإستقراره ، وإفساد مايمكنها من إداراته السياسية و رموزه الصحفية والإعلامية و الإقتصادية ، والشخصيات المؤثرة بصنع رأيه العام وقرارته الاستراتيجية والمصيرية. وعليه فإننا نعتقد بأن لا مجال لإصلاح العلاقة مع الإدارة الأمريكية بشكل يمنع أن يلحق الضرر ببلادنا ودولنا فالأمر محسوم لديها بالتحكم بكَمِ ونوعِ تسلحنا وحجم نشاطنا الإقتصادي وما نصنع ومانزرع … الا تقاوم الولايات المتحدة إمتلاك أي جانب عربي أو إسلامي، لبرنامج تسلح إستراتيجي … فعلت ذلك في العراق وفي ليبيا وفي سوريا ومع الاردن ومع إيران وتفعل ذلك اليوم مع السعودية . أن مايهم الولايات المتحدة الأمريكية حماية أمن إسرائيل رأس الحربة في مشروعها الإستعماري للسيطرة على منطقتنا ، ويهمها خضوعنا لإرادتها وإصطفافنا في محورها لإدارة دولنا ومقدراتها في خدمة اهدافها ومواجهة منافسيها الإقتصاديين والعسكريين في المحاور الأخرى . ولكن يبقى السؤال الحائر … كيف لنا الخروج من مازقنا هذا مع الولايات المتحدة الأمريكية ؟؟ مبدئيا الجماهير العربية لا تثق بإدارات الولايات المتحدة الأمريكية ، ولا ترضى بممارساتها وتصنفها في قائمة الأعداء ، ويرضيها أن تقلص الدول العربية مستوى العلاقات الدبلوماسية والإقتصادية معها ، بل يفرحها الخروج من تحت عبائتها وبناء علاقات متوازنه مع محور آخر وفق مبدأ عدم التدخل بالشؤون الوطنية وتقديم كل الدعم العلمي والإستراتيجي اللازم لتقدم وتطور البلاد وتمكينها من التسلح المناسب لحماية نفسها ، والتبادل الإقتصادي معه وفق مبدأ رابح رابح .. فقد خسرنا ردحا من الزمان من كرامتنا ، وجمال صورتنا ، وقيمتنا ، وحقيقة تاريخنا وواقعنا ، و حقيقة مساهمتنا في تطور الحضارة الإنسانية بسبب علاقة السطوة الأمريكية علينا

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store