logo
مصر تستعد لتطبيق نظام البكالوريا الجديد وجدل حول تحمل الطلاب

مصر تستعد لتطبيق نظام البكالوريا الجديد وجدل حول تحمل الطلاب

ومن المقرر أن يبدأ تطبيق النظام الجديد بداية من العام الدراسي المقبل 2025-2026، والذي سينطلق خلال الثلث الأخير من شهر سبتمبر المقبل، أي خلال أقل من شهرين، إذا تعلق عليه وزارة التربية والتعليم آمالًا كبيرة.
ويرد الخبير التعليمي ومستشار وزارة التربية والتعليم السابق الدكتور محمود حسين، على المخاوف، بالقول إن نظام البكالوريا الجديد يعد نقلة نوعية تستهدف إصلاح منظومة الثانوية العامة وعلاج أوجه الخلل والقصور فيها.
وأوضح، في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، أن هذا النظام -على عكس ما يشاع حاليا في أوساط الطلبة وأولياء أمورهم والمعلمين- سيخفف الضغوط عن الجميع، خاصة أنه يمنح الطلاب مزيدا من الحرب في اختيار مسارهم.
وأضاف: "سيكون الطالب حرًا في اختيار المسار التعليمي الذي يتناسب مع ميوله وقدراته وإمكانياته، بالإضافة إلى أن نظام البكالوريا الجديد يقلص عدد المواد الدراسية، مع التركيز على إبراز قدرات الطالب وملكاته الإبداعية".
ولفت إلى أن النظام الجديد للثانوية العامة، يسمح بتوفير فرص إضافية لإعادة الامتحانات، وهو أمر غير موجود في النظامين الحديث والقديم، بما يمكن الطالب من تحسين درجاته، وينهي حالة القلق المزمنة من هذه المرحلة، والتي تمتد لسنوات طويلة.
وردًا على مخاوف أولياء الأمور من فكرة "التجريب في أبنائهم"، قال المستشار السابق لوزارة التربية والتعليم إن الوزارة لديها عدد كاف من المعلمين، المؤهلين لتطبيق النظام الجديد، ولا ينقصها العنصر البشري المؤهل والمدرب للتدريس.
بالإضافة إلى ذلك، وفق حسين، ما يزال تطبيق نظام البكالوريا الجديد في المدارس الحكومية اختياريًا، إذ تضمن وزارة التربية والتعليم العدالة بالنسبة للطلاب، من خلال الاختيار بين النظامين الجديد والقديم للثانوية العامة.
ويسمح نظام البكالوريا الجديد للطلاب في المرحلة الثانوية، بداية من الصف الثاني الثانوي بدراسة 4 مواد فقط، ثم 3 مواد في الصف الثالث، مع إضافة مادة البرمجة وعلوم الحاسب خارج المجموع.
ويمكن للطالب دخول الامتحان في المادة الواحدة أكثر من مرة، وذلك مقابل رسوم رمزية لتغطية التكاليف الإدارية، تبلغ 200 جنيه (4 دولارات)، كما تعفي الوزارة الطلاب غير القادرين ماديًا من رسوم الدراسة والامتحانات.
من جانبه، أبدى "حسين. س"، وهو معلم أول للغة الإنجليزية بإحدى المدارس الثانوية في محافظة القليوبية، تحفظه على نظام البكالوريا الجديد، وذلك لأنه ما يزال قيد التجريب، ولا يجب إخضاع الجميع له.
وقال، في تصريخ خاص لـ"سكاي نيوز عربية"، إن الوزارة كان بإمكانها تطبيق النظام في عدد محدد من المدارس من مختلف المحافظات، وفي حالة نجاحه يتم تعميمه، بحيث لا تخطو الخطوة ثم تتراجع عنها للجميع، إذا أثبتت عدم جديتها.
وتابع: "التخفيف عن الطلاب أمر مطلوب، لأنه يساهم في إبراز قدراتهم الحقيقية، وإمكاناتهم الإبداعية في المجالات المختلفة، ولكن ذلك سيكون على حساب أمور أو مواد أخرى، إذ سيتم تقليص عدد المواد وتوزيعها على عامين دراسيين".
وبالتالي، وفق المعلم الأول، فإن بعض المواد ستكون جانبية بالنسبة للطلاب، وسيؤدي ذلك إلى تهميش دور معلميها، وهو أمر شهد الجميع آثاره، بعدما قررت الوزارة بشكل مفاجئ عدم إضافة درجات المواد الأجنبية الثانية إلى مجموع الطلاب.
في سياق متصل، أعلنت وزارتا التربية والتعليم، والتعليم العالي، تفاصيل الكليات والتخصصات الجامعية المتاحة للمسارات المختلفة في نظام البكالوريا الجديد، والذي من المقرر تطبيقه هذا العام، وذلك لمنح الطلاب وأولياء الأمور الوقت الكافي للاطلاع على الخيارات المتاحة واتخاذ قرارات بشأن مسارهم المستقبلي.
ومن المقرر أن يدرس الطالب -وفق نظام البكالوريا- في الصف الأول الثانوي المواد العامة كما هو الحال الآن، قبل أن يبدأ التخصص من الصف الثاني، ويختار الطالب أحد مسارات أربعة، وهي: الطب وعلوم الحياة، والهندسة والحاسبات، وقطاع الأعمال، والآداب والفنون.
ويمكن التحويل بين المسارات من خلال تغيير مادتين فقط، إذ إن المواد الأساسية والثابتة لطلاب الصف الثاني الثانوي هي اللغة العربية واللغة الأجنبية الأولى، والتاريخ المصري، والتربية الدينية، تضاف إليها 3 مواد تخصصية حسب المسار الذي يختاره الطالب.
بدورها، ترى نسمة حسن، وهي ولية أمر طالب سيبدأ بنظام البكالوريا الجديد خلال العام الدراسي المقبل، إنها لديها مخاوف من النظام، ولكن وزارة التربية والتعليم تحاول طمأنة الجميع على أن حرية الاختيار والتنقل بين المسارات مكفولة للجميع.
وأكدت، في حديث خاص لـ"سكاي نيوز عربية"، أن النقطة الإيجابية في النظام الجديد، أن ابنها سيكون قادرًا على دخول الامتحان أكثر من مرة لتحسين مجموعة، بما يساعده في الوصول للدرجات المطلوبة للالتحاق بالكلية التي يريدها.
أما النقطة الأكثر إثارة للقلق، وفق حسن، فهي أن وزير التربية والتعليم أعلن أن النجاح في أي مادة سيكون من 70%، على عكس النظام القديم الذي كان النجاح فيه من 50%.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مصر تتوسع في «الطاقة الخضراء» وتنتج 2.152 مليون متر مكعب «بيوجاز»
مصر تتوسع في «الطاقة الخضراء» وتنتج 2.152 مليون متر مكعب «بيوجاز»

صحيفة الخليج

timeمنذ 3 ساعات

  • صحيفة الخليج

مصر تتوسع في «الطاقة الخضراء» وتنتج 2.152 مليون متر مكعب «بيوجاز»

كشف اجتماع بين وزارة الزراعة ووزارة البيئة في مصر، عن الانتهاء حتى الآن من إنجاز 2000 وحدة غاز حيوي، «بيوجاز»، موزعة على 19 محافظة في مصر، وذلك في إطار الاستراتيجية الرسمية للتوسع في إنتاج «الطاقة الخضراء». وأوضح الاجتماع الذي جمع الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، وعلاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن «وحدات البيوجاز» تنتج 2.152 مليون متر مكعب سنوياً من الغاز، بما يعادل 86 ألف أنبوبة بوتاجاز. وأشار الاجتماع إلى أن كمية المخلفات الحيوانية التي تعالجها هذه الوحدات تبلغ 53.8 ألف طن، كما تنتج كمية من السماد العضوي تصل إلى نحو 50 ألفطن. وناقش الوزيران، خلال الاجتماع، التوسع في إنشاء «وحدات البيوجاز» متوسطة وكبيرة الحجم؛ ومنها إنشاء وحدة بيوجاز مطورة بحديقة الحيوان، وتنفيذ مشروع للاستفادة من المخلفات الزراعية والحيوانية بمحافظة بني سويف، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو». وأكد الوزيران أنه يجري إعداد المشروع بالشراكة مع شركة إيني الإيطالية لإنشاء محطة بسعة 5000 متر مكعب يومياً، وإنشاء نظام لجمع المخلفات الحيوانية اللازمة لتشغيل الوحدة والمقدرة نحو 134 طن يومياً. وشهد الاجتماع استعراض جهود «مؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية المستدامة»، التابعة لوزارة البيئة، وجودها في نقل وتطبيق ونشر تكنولوجيا الطاقة الحيوية «البيوجاز»، من أجل توفير خدمات مستدامة لإنتاج غاز حيوي، والتخلص الآمن من المخلفات العضوية في مصر. وعرض الدكتور زغلول خضر، مستشار وزير التنمية المحلية لشؤون المجازر، خلال الاجتماع، تقريراً يشير إلى ضرورة الاستفادة من المخلفات الحيوانية والتوسعة في إنشاء «وحدات البيوجاز»، مستعرضاً عدداً من دراسات الجدوى لإنشاء وحدات بطاقة إنتاجية تقدر بنحو600 و1200 متر مكعب غاز يومياً.

القمر الدموي يزيّن السماء العربية في سبتمبر
القمر الدموي يزيّن السماء العربية في سبتمبر

صحيفة الخليج

timeمنذ 2 أيام

  • صحيفة الخليج

القمر الدموي يزيّن السماء العربية في سبتمبر

يزيِّن القمر الدموي بلونه الأحمر النحاسي، سماء المنطقة العربية في 7 سبتمبر/أيلول المقبل، في ظاهرة فلكية مثيرة، تجذب عشاق الفلك، حيث يدخل القمر تدريجياً في ظل الأرض، ليصل إلى مرحلة الكسوف الكلي، بعدما يغمره ظل الأرض ويتحول لونه إلى الأحمر النحاسي أو البرتقالي الغامق، في ظاهرة تعرف باسم «القمر الدموي». وقال د. أشرف تادرس أستاذ الفلك في المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر: «إن الخسوف الكلي يحدث عندما يقع القمر بدراً كاملاً على استقامة واحدة مع الأرض والشمس، بحيث تمر أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض وتنعكس على سطح القمر»، مشيراً إلى أن مراحل الخسوف الجزئي لقمر سبتمبر، سوف تحدث قبيل منتصف الليل بقليل، ليتحول إلى خسوف كلي يُرى بالعين المجردة في العديد من الدول العربية، من بينها دول الخليج العربي ومصر ودول المغرب العربي. وتُعد الظاهرة فرصة مميزة لهواة التصوير والعلماء المعنيين بشؤون الفلك، حيث تتيح للهواة والمحترفين رصد تغيرات الألوان وتوثيق الحدث النادر بشرط الابتعاد عن الأماكن المضيئة في المدن للحصول على رؤية أوضح، حيث من المتوقع أن يستمر الخسوف الكلي نحو ساعة، في حين تستغرق مراحله المختلفة قرابة ثلاث ساعات ونصف.

الإدارة تحت المجهر: قراءة كيميائية في ديناميكيات العمل المؤسسي
الإدارة تحت المجهر: قراءة كيميائية في ديناميكيات العمل المؤسسي

البيان

timeمنذ 3 أيام

  • البيان

الإدارة تحت المجهر: قراءة كيميائية في ديناميكيات العمل المؤسسي

في عالم الإدارة، كما في عالم الذرات، تكمن القوة في التفاعلات الخفية بين عناصر صغيرة، تُشكل معاً منظومة معقدة وديناميكية. فما الذي يحدث عندما ننظر إلى بيئة العمل من خلال عدسة الكيمياء؟ كيف يمكن لفهم التفاعلات الكيميائية، أن يُلقي ضوءاً جديداً على طرق قيادة الفرق وبناء المؤسسات؟ في هذا المقال، سنغوص في قراءة كيميائية للإدارة، نربط بين قوانين الذرة وسلوك البشر في بيئة العمل، لنكتشف معاً كيف تتشكل الديناميكيات الإدارية، وكيف يمكن للقائد أن يصبح بمثابة «نواة»، يعمل على جذب المحيطين به والتأثير فيهم، في حين تدور «الإلكترونات» حوله بحيوية وفاعلية. تخيّل نفسك تتنقّل داخل مؤسسة، كما لو أنك تتجوّل في نواة ذرة، كل شيء يبدو نمطياً على السطح، لكن في العمق، هناك عالم من التفاعلات الصامتة. هناك طاقات كامنة، ودوائر من الحركة، ومجالات جذب ورفض. هناك عناصر تتنافر، وأخرى تندمج مع بعضها. قد لا تُرى هذه التفاعلات، لكن آثارها تظهر على السلوك، وكذلك على كل من القرارات والنتائج. الإدارة في جوهرها، ليست إلا تفاعلاً مستمراً بين عناصر بشرية. كل موظف هو إلكترون يدور في مداره الخاص، حاملاً شحنته من المشاعر، والطموحات، والمخاوف. أما القائد، فيشبه البروتون داخل نواة الذرة، مركز الجذب، والثبات، والتأثير. قد يتغير موقع الإلكترونات أو طاقتها، لكن النواة تبقى هي الركيزة التي تحدد هوية الذرة واتزانها. وفي بعض الأوقات، لا يكتمل التفاعل إلا بدفعة خارجية، تُعيد تنشيط المنظومة، وتُحفّز ذراتها على الحركة والانطلاق. في الكيمياء، هناك تفاعلات تُنتج حرارة، وأخرى تمتصها. كذلك في بيئة العمل، هناك اجتماعات تُشعل الحماس، وأخرى تُبعثر الطاقة، وتوقظ مشاعر الملل في النفوس. هناك فرقٌ إذا اجتمعت، ولّدت طاقة إيجابية خلّاقة، وإن تفككت، تركت وراءها رماداً إدارياً كئيباً، لا يصلح لبناء شيء. الاضطراب في الكيمياء يُعرف بـ «الإنتروبي Entropy»، ويقابله في الإدارة حالة التشتت، وغياب الرؤية، وفوضى الإجراءات. و«الإنتروبي» لا يعني الفوضى، بقدر ما يعني أن النظام يحتاج إلى طاقة جديدة ليعود إلى الاتزان. كذلك الإدارات، إذا تُركت لتسير بآلية عشوائية، تفقد طاقتها، وتدخل في سُبات بطيء. لكن الجمال الحقيقي في التشابه بين الإدارة والكيمياء، هو أنه يذكرنا بأن كل عنصر جديد — مهما بدا صغيراً — قد يُعيد توزيع القوى داخل المنظومة. دخول موظف جديد ليس تفصيلاً بسيطاً، بل تفاعلٌ يُضيف طاقة أو يغيّر مساراً. وسياسة جديدة، قد تكون بمثابة عنصر نشط، يُطلق سلسلة من التغيُرات داخل بيئة العمل. كل تغيير، مهما بدا عرضياً، يحمل في طيّاته أثراً مركباً. ليست هذه دعوة لتحويل المؤسسات إلى مُختبرات، بل إلى التفكير فيها كأنظمة حيّة، وحسّاسة، ومُتغيّرة، تحتاج إلى عين عالِم وقلب إنسان. فكما تُصاغ المعادلات الكيميائية بدقة، تُبنى الإدارات الناجحة على توازن دقيق بين التفاعل العاطفي، والتحليل العقلي المتّزن. ختاماً، يمكننا القول بأن الإدارة ليست علماً مجرداً، بل كيمياء إنسانية، والذكاء ليس فقط في صياغة السياسات، بل في معرفة متى يكون الصمت أكثر فاعلية من القرار، ومتى تكون اللمسة الإنسانية أقوى من أي نظام رقمي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store