
لماذا استهدفت الولايات المتّحدة النوويّ الإيرانيّ؟.. خبير يُوضح
ذكرت "العربية" أنّ العالم كله يشهد حالة من القلق والترقب بعد إعلان الولايات المتحدة الأميركية ضرب المنشآت النووية الإيرانية الثلاث.
يقول الخبير العسكري والاستراتيجي المصري والمستشار في كلية القادة والأركان اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير، إنّ " رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد نجح في جرّ الولايات المتحدة الأميركية إلى الحرب على إيران ، فلولا تدخل أميركا عسكريا لكانت نهاية حكومة نتنياهو أصبحت وشيكة".
وأضاف أنّ "نتنياهو استهدف إسقاط نظام الملالي بتنفيذه العملية العسكرية المباغتة على إيران فجر الجمعة 13 حزيران الجاري، لكنه في الحقيقة لا يملك تسليحا يُمكّنه من تدمير المنشآت النووية الإيرانية الفائقة التحصين بباطن الأرض"، موضحا أنّ "إيران استعادت اتزانها سريعا بردها العسكري المؤلم على إسرائيل ، ما تسبب في خسائر رهيبة في المدن والمنشآت الحكومية والدفاعية والمطارات وحتى المقرات الإعلامية الإسرائيلية".
وتابع: "سرعان ما استغاث نتنياهو بسرعة التدخل العسكري الأميركي من خلال الشبحيات المعروفة باسم B2 spirit التي تحمل قنابل موجهة ذكية من طراز GBU57 ذات القدرة على اختراق التحصينات الموجودة على أعماق باطن الأرض، ليتحدث ترامب إلى العالم وإيران، قائلا أمامكم أسبوعان لإعلان استسلام غير مشروط والإذعان كاملا لفك البرنامج النووي الإيراني".
وأوضح الخبير أنه في تقديره أن الضربة الأميركية الأخيرة تم تنفيذها في إطار الردع بأسلوب "الصدمة والترويع" بهدف إخضاع النظام الإيراني مرة واحدة وإجباره على قبول الاستسلام.
وتابع قائلا: "إن ردع إيران لم يحدث، بل ردت، وإعلامها الآن يتحدث عن أن مصدرا مسؤولا قال من حق طهران الخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي، كما أن وسائل إعلامية أخرى نقلت عن المرشد العام تصريحه بأن المنشآت الأميركية أصبحت أهدافا مشروعة الآن، وهذا أخطر ما في الأمر".
وأشار إلى أن "ما نراه من إيران الآن، يرجح أنه في التقدير المبدئي سوف تستمر في المقاومة والحرب ضدّ الطرفين المضادين ما لم توجه لها أميركا ضربة أخرى قريبة قد تكون قاصمة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
منذ ساعة واحدة
- المدن
عملية "مطرقة منتصف الليل" وتداعياتها وخيارات إيران
مع بدء عملية "مطرقة منتصف الليل"، فجر أمس الأحد، أقلعت مجموعة من قاذفات القنابل من طراز "بي-2" من قاعدتها في ولاية ميسوري الأميركية، وتم رصدها في طريقها نحو جزيرة غوام في المحيط الهادئ. فسّر خبراء الطيران تحليق هذه القاذفات على أنها تمهيد لهجوم محتمل للولايات المتحدة على إيران. لكن تحليق هذه المقاتلات كان مجرد خدعة. فالمجموعة الحقيقية المكونة من سبع قاذفات "بي-2"، المعروفة بأجنحتها الشبيهة بالخفاش، حلقت سراً نحو الشرق من الولايات المتحدة. استغرقت هذه الرحلة 18 ساعة، مع حد أدنى من الاتصالات، وتضمنت عملية تزويد بالوقود جواً في منتصف الطريق. وكشف الجيش الأمريكي عن هذا الأمر صباح أمس. بينما كانت القاذفات تقترب من المجال الجوي الإيراني، أطلقت غواصة أميركية أكثر من 24 صاروخ كروز من طراز "توماهوك" من نوع أرض-أرض. كما حلقت مقاتلات أميركية كطُعم أمام القاذفات لتحديد وتحويل أي مقاتلات أو أنظمة صاروخية إيرانية في حال وجودها. كان هذا الهجوم، الذي استهدف ثلاثة مواقع نووية رئيسية إيرانية، أكبر عملية تكتيكية في التاريخ باستخدام قاذفات "بي-2"، ومن حيث المدة، فهو ثاني أطول عملية لهذه الطائرات بعد العملية الأميركية رداً على هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001. ألقت قاذفات "بي-2" في هذه العملية 14 قنبلة خارقة للتحصينات من نوع "GBU-57"، المعروفة باسم "مخترق الذخائر الضخم". يبلغ وزن كلّ من هذه القنابل 30 ألف رطل (حوالي 13,600 كيلوغرام). انفجار بصوت خافت نسبياً لم يكن صوت انفجار القنابل شديداً بما يكفي لإيقاظ سكان مدينة قم الواقعة على بعد ثلاثين كيلومتراً من مفاعل فوردو، والسبب في انخفاض صوت انفجار هذه القنابل، يعود إلى طريقة عملها حیث آنها تُحدث ثقبا بصمت ثم تتوغل إلى الداخل وتنفجر في العمق. بعد ساعات قليلة من الهجوم الأميركي بالقاذفات، أطلقت إيران الموجة العشرين من الهجمات الصاروخية على مدن تل أبيب وحيفا. لكن بعد ذلك، قامت إسرائيل بهجمات على مركزين عسكريين في يزد ومركز دفاع جوي في قم، بالقرب من مفاعل فوردو، ومركز تجهيزات عسكرية في تبريز، وموقعین عسکریین آخرين في بوشهر. مخاوف من الإشعاعات النووية قبل فترة من الهجوم الأميركي على فوردو، قامت إيران بنقل مئات الكيلوغرامات من اليورانيوم المخصب إلى موقع مجهول. وقد صرح نائب وزير الخارجية الإيرانية للشؤون القانونية والدولية غريب آبادي، الأسبوع الماضي، بأن بلاده نقلت مخزون اليورانيوم إلى موقع آخر دون إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحجة "حماية هذا الرصيد الوطني". واعتبر المدير العام للوكالة رافاييل غروسي، عدم الإبلاغ هذا خرقاً للالتزامات. ما هي خيارات إيران؟ المرشد الإيراني علي خامنئي قد حذر الأسبوع الماضي، من أن الولايات المتحدة ستدفع ثمناً باهظاً إذا هاجمت إيران. فما هي خيارات إيران بعد تلاقي هذه الضربة العظمى؟ هناك عدة سيناريوهات محتملة للرد الإيراني، منها مهاجمة القواعد الأميركية في المنطقة واستهداف الجنود الأميركيين، لكن إيران في الظروف الراهنة لا تسعى للتصادم مع جيرانها، وقد أكد سفير إيران في لندن أن الجيران لا داعي لقلقهم من أن يكون الرد الإيراني على أراضيهم. الخيار الثاني هو تكثيف إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، والذي بدأ بعد ساعات من الهجوم الأميركي. أما الخيار الآخر فهو قبول عدم استمرار الحرب والاستسلام لشروط ترامب، وهو احتمال ضعيف وإن لم يكن مستحيلاً. كما أن تفعيل الحوثيين في اليمن وكتائب حزب الله في العراق، هو خيار آخر لإيران، لكنه سيؤجج الصراع مجدداً في هذين البلدين، وبالإضافة إلى ذلك ستدفع إيران ثمناً باهظاً لتحريض هذه الجماعات. ومن الاحتمالات أيضاً إغلاق مضيق هرمز، وهو الخيار الأفضل نظرياً لكنه مُكلف للغاية. ووفقًا لما ذكره الجنرال إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان، فإن نواب مجلس الشورى الإسلامي قد أقرّوا مشروع إغلاق مضيق هرمز، مع ترك تنفيذ هذا القرار الی مجلس الامن القومي. في حين أنه وفقاً للقوانين الدولية، لا تمتلك إيران أو مجلس أمنها القومي، الصلاحية القانونية لإغلاق مضيق هرمز، ومن الواضح أن مشروع البرلمان الإيراني ليس سوى مناورة إعلامية. وفي الوقت نفسه، توعد نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس قائلاً: "إذا هاجمنا الإيرانيون، فسوف نرد عليهم بقوة ساحقة. نحن لم نهاجم أي أهداف غير عسكرية، ولم نهاجم حتى الأهداف العسكرية خارج المنشآت الثلاث الخاصة بالأسلحة النووية".

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 22 حزيران 2025
LBCI ضربُ الولايات المتحدة الأميركية ثلاث منشآت نووية إيرانية ، فوردو ونطنز وأصفهان، أشعل الحرب الأميركية – الإيرانية، وأثبت مرةً جديدة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "يُضلِّل ولا يناوِر" وينفِّذ التهديد ولا يكتفي بإطلاقه... وثبت أيضًا أن عقيدته في المنطقة أن إسرائيل حليفٌ إستراتيجي وممنوع تهديدها، خصوصًا إذا نجحت الدولة العبرية في توصيف الحرب على أنها حرب وجودية، مستفيدةً من السرديات التي تعزز وجهة نظرها لإقناع الغرب، كسردية "رمي إسرائيل في البحر" أو " إسرائيل غدة سرطانية يجب إقتلاعها"... هذه السرديات جعلت واشنطن تصطف إلى جانب تل أبيب، وتضرب الرأس بعدما ضربت الأذرع. السؤال الأساسي اليوم لم يعد كيف إندلعت الحرب؟ ومن أين أعطى ترامب الضوء الأخضر، من منتجعه أو من مكتبه في البيت الأبيض.. هذه صارت تفاصيل وتُدرَج في الوثائق للمذكِّرات.. السؤال اليوم: ما هي النتائج على إيران وعلى المنطقة؟ ما هو مصير برنامج إيران النوويّ؟ وقد يصل الأمر إلى طرح السؤال التالي: ما هو مصير النظام في إيران؟ من السابق لأوانه إعطاء أجوبة نهائية، فيما لم يمر على الحرب الراهنة سوى ساعات عدة على إندلاعها. وزير الدفاع الأميركيّ أعلن أنّ الضربات "دمرت" برنامج طهران النوويّ. لكن نائب الرئيس جيه.دي فانس إعتبر ان الضربات نجحت في عرقلة برنامج إيران النووي، وأضاف: "نريد إنهاء برنامجهم النووي وسنعمل على تفكيك البرنامج النووي الإيراني بشكل دائم خلال السنوات المقبلة... في المقابل تُواصل إيران الضربات الصاروخية على إسرائيل ، وذهبت ابعد من ذلك، بإعلانها أن البرلمان صادق على مشروع قرار يقضي بإغلاق مضيق هرمز، وأن القرار لا يزال في إنتظار موافقة المجلس الأعلى للأمن القوميّ الإيرانيّ ليصبح ساريًا، ويعد مضيق هرمز ممراً مائيًا حيويًا يمرّ عبره نحو ثلث إمدادات النفط العالمية، وإغلاقُه من شأنه أن يُحدث ارتدادات اقتصادية وأمنية إقليمية ودولية واسعة. في ما يختص بلبنان، بدا واضحًا سواء من موقف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أن هناك قرارًا بالنأي بالنفس عن هذه الحرب. ومن الانعكاسات، أصدرت الخارجية الأميركية أمرًا بمغادرة أفراد عائلات وموظفي الحكومة الأميركية غيرِ الضروريين، لبنان. يذكَر أن الولايات المتحدة أمرت العام الماضي بمغادرة أفراد عائلات وموظفيها غير الضروريين خلال حرب إسرائيل على لبنان، لكن هذا الأمر ألغي لاحقًا. في مطلق الأحوال الضربة الأميركية لإيران اليوم ستغيِّر الكثير من المعادلات، فلننتظر. لكن الحدث الإيرانيّ الكبير لم يكن وحيدًا اليوم. NBN لم ينتظر دونالد ترامب إنتهاء مهلة الاسبوعين التي حددها لإيران بنفسه وبكـَّر في توجيه الضربة التي كان يتوقعها كثيرون. القرار كان متخذًا قبل أيام وقد اُبلغت به تل أبيب لكن الروتوش الأخير عليه تم خلال اجتماع عقده ترامب الليلة الماضية مع المجلس القومي في البيت الأبيض ضاربـًا بعرض الحائط موقف الكونغرس. وعند الفجر بدأ التنفيذ... قاذفات من طراز (B2) اخترقت المجال الجوي الإيراني وألقت ست قنابل (GBU.57) على منشأة فوردو النووية. وفي الوقت نفسه كانت غواصات هجومية أميركية تطلق صواريخ (توماهوك) على موقع نطنز وأصفهان. العدوان الأميركي الأول من نوعه على الجمهورية الإسلامية منذ قيامها عام 1979 لم يتسبب بتلوث أو بزيادة مستويات الإشعاع على ما أكدت السلطات الإيرانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقد أفادت المصادر الإيرانية - في هذا الإطار - بأنه تم نقل معظم اليورانيوم عالي التخصيب من منشأة فوردو إلى موقع غير معلن قبل العدوان. وما كانت الآلة الحربية تنهي مهمتها العدوانية حتى سارع الرئيس الأميركي إلى إبداء التباهي بما وصفه بالهجوم الناجح جدًا ثم قال: على إيران إنهاء الحرب.. الآن هو وقف السلام. غير أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال في ما يشبه الرد على ترامب إن أميركا وإسرائيل تجاوزتا خطـًا أحمرَ كبيرًا بمهاجمة منشآتنا النووية ولا أعلم أيَّ خط مستقبلي بقي للمفاوضات وأكد مع ذلك ضرورة بقاء باب الدبلوماسية مفتوحـًا. عراقجي الذي ينتقل من اسطنبول إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غدًا أضاف: تعرضنا للهجوم وعلينا الرد وفق حقنا المشروع بالدفاع عن النفس. وعلى الضفة الإسرائيلية كال بنيامين نتنياهو المديح للرئيس ترامب بعد الهجوم الذي اعلن انه تم بالتنسيق الكامل مع إسرائيل. وقال نتنياهو إن القرار الجريء باستهداف منشآت إيران النووية سيغير التاريخ. أمـّا ردّات الفعل الدولية والإقليمية والعربية فقد جاءت بمعظمها تقليدية من حيث إدانةُ التصعيد والتحذيرُ من عواقبه على المنطقة والدعوةُ إلى ضبط النفس واعتمادُ لغة الحوار. وفي لبنان لفت رئيس الجمهورية إلى أن قصف المنشآت النووية الإيرانية يرفع منسوب الخوف من اتساع رقعة التوتر على نحو يهدد الأمن والاستقرار. وإذ أشار إلى ان لبنان دفع غاليـًا ثمن الحروب أكد انه غير راغب في دفع المزيد قائلاً ان لا مصلحة وطنية في ذلك. ومن الجدير بالذكر انه بعد الضربة الأميركية لإيران استأنف العدو الإسرائيلي اعتداءاته فيها وشن طيرانه غارات عدة وخصوصـًا على أهداف في غرب البلاد. في المقابل شن الحرس الثوري الإيراني صباحـًا هجومـًا جديدًا على كيان الاحتلال مستخدمـًا صواريخ خيبر للمرة الأولى. الصواريخ سقطت خصوصـًا في تل أبيب وغوش دان ونيس تسونا وحيفا وأسفرت عن سقوط نحو ثلاثين جريحـًا وإحداث دمار كبير. وبدت المنظومات الدفاعية الإسرائيلية عاجزة أمام الهجوم الإيراني. وأفاد الإعلام العبري في هذا الإطار بأن جيش الاحتلال يحقق في أسباب انخفاض نسبة اعتراض الصواريخ الإيرانية. MTV اليوم العاشر تاريخيٌ في الحرب الإيرانيّةِ - الإسرائيليّة. الولايات المتحدة الأميركيّة دخلتِ الحربَ مباشرة، وانتقلت من تقديم الدعمِ اللوجستيّ والديبلوماسيّ لإسرائيل إلى المشاركة عسكريّاً في الحرب. قواتها الجوية نفّذت ضرباتٍ نوعيّة في العمق الإيراني، أبرزُها تلك التي استهدفت مُنشأةَ فوردو، وهي لا يمكن هدمُها وتدميرُها إلا بواسطة المقاتلاتِ والقذائفِ الأميركيّة. هكذا لم يلتزم الرئيسُ الأميركيّ دونالد ترامب مهلةَ الأسبوعين التي أعلَنَها فرصةً للحلِ الدبلوماسي مع ايران ... بل أمرَ قوّاتِه الإستراتيجية باستهدافِ المنشآتِ النوويّةِ الإيرانية. فحسمت الطائرات B2 وقنابلُها الفريدة من نوعِها GBU 57 المعركة، مدمرة المنشآتِ النوويّة في فوردو ونطنز وأصفهان. ترامب الذي أكد أنّ أيَّ ردٍّ إنتقامي سيقابَل بقوّة أكبر، دعا إيران للرضوخ والتخلي عن برنامجها النووي. فهل تفعلُها إيران، أم ستواصل سياسةَ الرفض والتعنت؟ الواضح أنّ النظام في إيران مأزومٌ إلى أقصى حد. فهو أمام خِيارين أحلاهُما مرّ. فهو لا يستطيع القبولَ بالمعروض عليه لأنه يتخلى بذلك عن مشروع نوويٍّ هو من جوهر وجود النظام وإستلزم أعواماً طويلة من الجهد، كما كلّف أموالا طائلة. لكنه من جهة ثانية لا يستطيع الإستمرارَ في المشروع لأن النظام يصبح معرّضاً للسقوط والإنهيار. فماذا سيقرّر المسؤولون الإيرانيّون، وعلى رأسهم المرشدُ الأعلى علي خامنئي؟ هل يتجرّعون السُمّ ويقبلون بالمفروض عليهم كما فعل الإمام الخميني عندما قَبِل وقفَ إطلاق النار مع العراق، أم يواصل سياسةَ المكابرةِ وعدمِ الإعترافِ بموازين القوى العسكريّة والأمنية التي أفرزت واقعاً جديداً ليس في إيرانَ فحسب، بل في المنطقة العربيّةِ ككل؟ في هذا الوقت دول المنطقةِ تعيش على إيقاع انتظارِ الردِّ الإيرانيّ. فهل سترد ايران على اميركا؟ متى ؟ وكيف؟ وهل يمكن ان يصل بها الامر الى تجاوز الخط الاحمر من خلال منع الملاحة في مضيق هرمز مثلا؟ AL JADEED ماتَ النووي .. عاشَ النظام. فإذا ما تأكّدَ اليقينُ الاميركي عن اغتيالٍ شاملٍ للثلاثيةِ النووية بعاصمتِها فوردو.. سنكونُ امامَ خَراساناتٍ سياسيةٍ عسكريةٍ متشعّبةِ الخِيارات على المستويَيْن الايراني والاميركي وأوّلُ القرارات صَدرَ عن مجلسِ الشُورى، اي البرلمانِ الايراني الذي أَوصى بإغلاقِ مضيقِ هُرمز، لكنّه تَركَ القرارَ النهائي رَهْنَ اشارةِ الامنِ القومي وحيالَ الردِ الايراني، سَواءٌ لناحيةِ اضرامِ النارِ في المضائق او في المصالحِ الاميركية في الخليج.. فإنّ واشنطن أعادت رفْعَ مِطرقةِ منتصفِ الليل في منتصفِ النهار.. وهَدّدت طِهران بعواقبَ ومآسي إذا ما قَرّرت الردَ العسكري لن تَتبَعَ ايران مَسارَ التسامحِ والغُفران.. وليسَ امامَها سوى العودةِ الى شعارْ "إنتقام سَخت" والذي وَضعتْه في مرحلةِ اغتيالِ قائدِ فيلق القدس قاسم سليماني على يدِ الولايات المتحدة والرئيس ترامب نفسِه لكنْ ما هو مستوى هذا الانتقام، وهل سيكونً "سَختاً" أي شديداً.. أم إنه سيَسيرُ على خُطى ردِّ عامِ ألفين وعشرين في حينِه كَشفَ جنرالُ التفاوضِ النووي محمد جواد ظريف في كتابِه "عُمق الصبر" أن الرئيس دونالد ترامب تلقّى إشعاراً مسبقاً بالضربةِ الايرانية على قاعدةِ عين الاسد الاميركية في الانبار، وأن الاميركيين كانوا قد عَلِموا بالهجوم من رئيسِ الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، قبلَ الرئيسِ حسن روحاني نفسِه ووِزارةِ الخارجية قد تتغيّر المرحلةُ اليوم لأن ايران في قلبِ العدوان ثنائيِ القُطب اسرائيلياً واميركياً.. لكنَ طِهران لم تتّجه فوراً الى الردّ وسَلكت أُطراً دبلوماسيةً للاحتجاجِ أولاَ وَفْقَ القانونِ الدولي وعَزلت ردَّها اليومي في المدنِ الاسرائيلية عن الردِ الكبير المتعلّقِ بقصفِ مُنشآتِها النووية، وأَعطت إشاراتٍ بأنّ الضرَبات فجرَ الاحد أَحدثت ضرراً غيرَ مُميت للمنشآت، وأنها نَقلت اليورانيوم المخصَب بدرجاتٍ عالية قبلَ ايامٍ من الضربة الى اماكنَ آمنة وأكد مستشارُ المرشد خامنئي أن الموادَ المخصّبة لاتزالُ سليمة، وأنه حتى معَ افتراضِ التدميرِ الكامل للمواقعِ النووية، فاللُعبة لم تَنتهِ وحَرَصت طِهران على تسجيلِ هذا الموقف عَبْرَ مِنصةِ المستشار علي شمخاني أولِ مُصابي العدوان على ايران وقالت الخارجيةُ الايرانية إننا مستعدّون للدفاعِ عن انفسِنا بكلِ الوسائلِ الضرورية وحتميةُ الردّ أَبلغَها الرئيس مسعود بزشكيان الى نظيرِه الفرنسي ايمانويل ماكرون وقال في اتصالٍ هاتفي إنّ على الاميركيين أن يتلقَّوا رداً على هجماتِهم كيف وما هو مستوى الرد؟ لم تُفصِحْ طِهران، وأَبقت على مداولاتِها سِرّية اما غيرُ السِرّي منه فهو الصواريخُ التي لاتزالُ قادرةً على تثبيتِ طريقِها الى تل ابيب وحيفا، وتَركت آثارَها على مباني هَجرَتها الحِجارةُ والزجاج وأصبحت في العَراء.. وتلك ضَرَباتٌ صاروخية غيرُ مسبوقة منذُ عامِ ثمانيةٍ واربعين واذا كانت صواريخُ ايران على مدنٍ اسرائيلية قد اَصبحت واضحةَ المعالمِ والتدمير.. فإنّ نتائجَ التدخّلِ الاميركي العسكري في منشآتِ ايران لا تزالُ متأرجحةً بين وضْعِ اميركا نهايةً للبرنامج النووي الايراني وضرْبِ مداخِلِ المنشآت، من دونِ المَسِّ بالقدرةِ النووية المنتقلة الى الأماناتِ الايرانية. وبانتظار تقدير حجم الخسائر فان الرئيس دونالد ترامب اعاد انتاج نفسه جنرالا للشرق الاوسط .. مرشالا بقبعة حمراء ضغت فجرا على زر انفجار فوردو .. وستضغط لاحقا على ازرار ما بعد بعد فوردو في معامل الطاقة السياسية. OTV ماذا بعد الضربة الاميركية على ايران؟ القراءات المتداولة تتحدث عن ثلاثة سيناريوهات: السيناريو الاول، ان تزداد الحرب ضراوة، كأن تعمد طهران إلى إغلاق مضيق هُرمُز، وأن يدخل الحوثيون بقوة على خط استهداف السفن الاميركية في البحر الاحمر كما هددوا امس، في مقابل تكثيف واشنطن لغاراتها، في موازاة هجوم اسرائيلي اكبر، قد يجرُّ افرقاء آخرين دوليين او اقليميين الى ساحة المعركة، منهم حزبُ الله. السيناريو الثاني، ان تدخل المنطقة في حالة اللاحرب واللاسلم، كمثل حرب استنزافٍ طويلة جداً، لا تشهد انتصاراً اسرائيلياً ساحقاً من جهة، ولا تسمح بإسقاط النظام الايراني من جهة اخرى، بل تضعفُه الى حد كبير ضمن حدوده، وتقطع أذرعه في المنطقة بشكل كامل. اما السيناريو الثالث، فقد يكون ما يسعى اليه الاوروبيون، ويلمّح اليه باستمرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ومختصره تخلي ايران عن بُعدِها النووي، سواء كان عسكرياً كما تزعم اسرائيل، أم لأغراض سليمة كما تدَّعي ايران، في مقابل اتفاق دولي جديد مع طهران، يُبقي على نظامها، نظراً الى حاجة الدول الغربية اليه من ناحية، ولا يسمح له بتمديد نفوذه في ارجاء الشرق الاوسط من ناحية اخرى. لكن في كل الحالات، يبقى لبنان اسير التطورات الاقليمية، وسط عجزٍ واضحٍ للسلطة السياسية على مختلف المستويات الا في ادارة المأساة، مع تقصيرٍ كبيرٍ واخطاء فادحة، حيث يشعر كثيرون من اللبنانيين اننا لم ندخل مرحلة سياسية جديدة، بل مددنا لحكومة تصريف الاعمال غير الشرعية، مع ملءٍ لبعض الكراسي، واستبدال لعدد من الاسماء، لا اكثر ولا اقل. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

ليبانون ديبايت
منذ 7 ساعات
- ليبانون ديبايت
قصة الهجوم على المنشآت النووية تنكشف... والدمار يحرم الإسرائيلي الأمان!
يتوقف الخبير العسكري، العميد المتقاعد منير شحادة، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، بدايةً عند نتائج الضربات الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية، فيُشير إلى ما تمّ تداوله إن من الجانب الأميركي أو دول أخرى، ووفق الأقمار الصناعية، بأن عددًا كبيرًا من الشاحنات، تصل إلى 20 شاحنة، انطلقت من مفاعل فوردو، وكان كما أوضحت إيران أنها نقلت اليورانيوم المخصب إلى أماكن أخرى أكثر أمانًا، بمعنى أن المفاعل المستهدف لم يكن يحوي على اليورانيوم. ويشرح بأن أميركا استخدمت الطائرات الشبحية والقنابل GBU-57 التي يُقدّر وزنها بـ13 طنًا، حيث أعلنت أنها استهدفت مفاعلي فوردو وأصفهان بـ6 قنابل منها، كما شاركت قاذفات B-52. ولكن، هل أدى ذلك إلى تدمير المفاعلات النووية بشكل كامل؟ لا يمكن التكهّن إلا بعد الكشف الحسي على الأرض، وما هي نتيجة الضربة. ووفق العميد شحادة، فإن عمق المفاعلات النووية تحت الأرض غير معروف، وتتراوح التقديرات بين 100 و150 مترًا، ولكن في النهاية تم تعطيل هذه المفاعلات النووية، وإذا لم تُدَمّر بالكامل فقد تم تأخير عملها لأشهر أو لسنوات ربما، لكن اليورانيوم المخصب بالتأكيد لم يكن موجودًا داخلها، وإلا لكان حصل تسرّب إشعاعي، بمعنى أن القنابل لم تصل إلى هدفها ولم تُحقّق الضربة الأميركية الهدف المرجو منها، وهو القضاء على كمية اليورانيوم المخصب، الذي يُشكّل أساس المشكلة على اعتبار أن الكمية عالية بنظر الأميركي والغرب وإسرائيل ويمكن أن تُستخدم لصناعة قنبلة نووية. أما فيما يتعلق بالرد الإيراني، فقد ردّت فورًا على قلب الكيان الإسرائيلي، واستعملت صواريخ جديدة منها "خيبر شكن"، واستعملت كمية كبيرة من الصواريخ وأطلقتها من شرق إيران، بما يعني أن المسافة أكثر من 2200 كيلومتر، وبالتالي هي صواريخ تُستخدم للمرة الأولى، وخلّفت حجم دمار كبير في تل أبيب وحيفا. ويرى أن هذا المشهد يُثبت بأن منظومة الدفاع الجوي، إن في الخارج أو الداخل، لم تستطع حمايتها، موضحًا أن حجم الدمار كبير رغم التعتيم الإسرائيلي على أماكن تساقط الصواريخ. أما الخلاصة لما جرى بعد الضربة الأميركية والرد الإيراني، فبرأي العميد شحادة، سيحدث تحوّل كبير في عقلية المستوطن الإسرائيلي بعد هذه الحرب، بمعنى أن الحروب التي تشنّها إسرائيل على دول الجوار لم تعد تجلب الأمن والسلام إلى إسرائيل، فحماية نفسها من خلال هذه الحروب أثبت فشله، بما يغيّر من عقيدة المستوطنين من أن الحروب لا تجلب السلام لإسرائيل بل تجلب الدمار الزلزالي. ويُشدّد على أن الروايات الإسرائيلية بشنّ حروب استباقية خارج أراضيها لجلب السلام والأمان لقلب الكيان أثبتت عدم جدواها اليوم، وأيقنت إسرائيل بكامل طبقاتها السياسية والاقتصادية والشعبية أن لا أحد يستطيع في العالم حماية المستوطن في الكيان، طالما أن الصواريخ أثبتت أنها تخترق منظومة الدفاع الجوي وتُصيب وتُدمّر قلب إسرائيل، وبالتالي، لو اجتمع العالم كله كما هو حاصل، لن يستطيع ذلك، والدمار خير إثبات على ذلك.