
حقبة "ما بعد الغرب" حلت وهذا ما تبدو عليه
إذا كان هناك نظام عالمي في طور التشكل أخيراً، فإن "منتدى أنطاليا للدبلوماسية" Antalya Diplomacy Forum (ADF) الذي انعقد في وقت سابق من هذا الشهر، قد قدم لمحة مغرية لما قد يكون عليه هذا المستقبل.
إنه مستقبل يتفاعل فيه قادة العالم وصانعو السياسات، وصانعو الرأي العام من مناطق ما يعرف بالغالبية العالمية [لدول والشعوب التي لا تعتبر جزءاً من "الغرب" التقليدي] مع بعضهم البعض، متجاوزين الأنظمة البلوتوقراطية [طبقة النخبة الحاكمة من الأثرياء] الغربية. إنه مستقبل يتحدى جوانب من الإجماع الليبرالي الديمقراطي الذي كان قد أرسي في فترة ما بعد الحرب الباردة، ويخترق الذاكرة التاريخية الضائعة التي كانت تشكل أساساته. إنه مستقبل "ما بعد الغرب"، وعلى وجه التحديد لأنه من غير الواضح ما هو النظام الذي قد يحل مكانه.
وضم منتدى أنطاليا مشاركين من أفريقيا، وأميركا اللاتينية، والشرق الأوسط، وأوروبا الشرقية الذي انعقد في العاصمة السياحية لتركيا في قمة رفيعة المستوى، للتأكيد على قيم الدبلوماسية في تحقيق الاستقرار، وللتفكير في بدائل لنظام سيادة القانون الدولي الذي بدأ يتفكك.
ومثله مثل جميع القمم الدولية، كان منتدى أنطاليا للدبلوماسية، مناسبة للدولة المضيفة لعرض عضلات قوتها الناعمة. ولكن وعلى عكس الدول الغربية البلوتوقراطية الكبرى التي غالباً ما لا نشعر بقوتها الناعمة، فإن تنظيم تركيا للمنتدى بعيداً من مراكز انعقاد مثل هذه المؤتمرات المعتاد أي في باريس أو لندن، أو نيويورك، أو دافوس، هو ما جعل هذا المنتدى مميزاً. ومع ذلك لم تكن وحدها الجغرافيا التي أضفت تميزاً على أهمية هذا الملتقى. الموقع الجغرافي بدا وكأنه يؤشر إلى تحول أشمل في وجهات النظر، وفي تفاعل المشاركين مع الشؤون الدولية.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان حضور ممثلين عن الدول الغربية البلوتوقراطية الكبرى قليلاً على أرض المنتدى. ولو أنهم حضروا بأي عدد أكبر، كانوا ليتفاجؤوا على الأرجح ويشعرون بالاضطراب والارتباك بسبب النقاشات التي دارت وليس فقط لأنهم كانوا سيعترضون على مزاعم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وتأكيداته بأن هوية دولة أوكرانيا ليست متجذرة أو متميزة بما يكفي لتبرير وجودها كدولة قومية مستقلة، لكن لأن المنتدى خلق مساحة للحجج والأطر التي غالباً ما كان الغرب قد أحالها لتشكل هوامش في النقاشات وليست في صلبها. بالنسبة للكثيرين الذين يمثلون طبقة النخبة في الغرب، فقد قدم منتدى أنطاليا لمحة عن عالم ينظر إليه من مرآة معكوسة.
قد يكون من السهل اعتبار منتدى أنطاليا تجمعاً للشعبويين المستبدين المعادين للغرب. ففي نهاية المطاف، يمكن للمرء أن يسلط الضوء على الفجوة بين المهمة المعلنة للمنتدى- "فتح الحوار وإعادة تعريف دور الدبلوماسية ومبادئها الأساسية في عالم يتزايد فيه الاستقطاب"- والممارسات المتناقضة في كثير من الأحيان للمشاركين الرئيسين فيه. لكن في أعقاب معتقل غوانتانامو وحرب غزة فإن السلطة الأخلاقية للغرب في رأيي قد أوشكت على الانهيار. لذا، فإنه عندما تقوم وسائل إعلام غربية بإدانة اعتقال صحافيين في مكان ما من العالم وذلك عن حق وبكل حماسة، فيما تظل صامتة أمام القتل الممنهج للصحافيين في مكان آخر من العالم، فإن ذلك يبدو للكثيرين في المنتدى أن العنصرية قد نجحت في تقويض ليس فقط المبادئ، بل حتى التضامن المهني.
إن تفكك النظام الدولي القائم على سيادة القانون ليس مجرد ظاهرة جغرافية اقتصادية- نتيجة صعود الصين كأكبر قوة اقتصادية في العالم، وهو مركز لم تحتله أي دولة غير غربية منذ نحو 200 عام– ولكنها ذات أبعاد عميقة على المستوى الثقافي والأخلاقي. ووفق ما أشير إليه في المنتدى في أنطاليا، فحتى المعلقين السياسيين الذين يحنون إلى عصر التنوير الأوروبي، ينسون الفيلسوف فولتير، عندما يقومون في انتقاد التظاهرات المعارضة للإبادة الجماعية والمؤيدة للفلسطينيين.
كان منتدى أنطاليا الدبلوماسي منصة لاختبار متانة الأسس الأخلاقية والفكرية للنظام العالمي الديمقراطي- الليبرالي. فقد أزال انتصار الديمقراطية الليبرالية في الحرب الباردة إمكانية تخيّل عوالم أفضل، وقادنا إلى شعور مشترك بواقع دائم تُديره "نخبة التكنولوجيا".
إن الحس المشترك ليس شيئاً مسلماً به بشكل طبيعي، بل يتشكل على مر التاريخ. إنه يقوم على استخلاص عصارة المعتقدات والقيم تجسدت في الحياة اليومية. فعلى سبيل المثال، كانت الإساءات العنصرية التي تكال ضد لاعبي كرة القدم من أبناء العرق الأسود تعتبر مجرد مزاح عادة، قبل أربعين عاماً. أما اليوم، فلا توجد أصوات كثيرة تعلن وبفخر أنها عنصرية. نحن نعيش في زمن تبقى فيه العنصرية أمراً قائماً- كما تُثبت التقارير والشهادات والتحقيقات المتكررة- كون العنصريين غير موجودين. ومن الواضح أيضاً أن نهاية التاريخ لم تشتمل على نهاية العنصرية أيضاً.
في منتدى أنطاليا، كان هناك شعور واضح بأن عمليات القتل الجماعي والعنف في قطاع غزة- وتواطؤ العديد من المؤسسات الغربية في المساعدة والتحريض على ذلك- قد أثر بشكل كبير على تقويض إمكانية قيام منطق سليم يتسم بالمسؤولية والتواضع والسعي لتحقيق العدالة. وفي ظل اللغة المنمقة للمبادلات الدبلوماسية، هناك اعتقاد ضمني ولكنه يتزايد بأن مركز العالم لا يتغير فحسب، بل إن الحكمة التي نتلقاها ونستقيها [من ذلك العالم]، لم تعد مناسبة للمساعدة على التعامل مع الأزمات المتدحرجة التي يواجهها العالم.
هذا التحول في الحس المشترك هو ربما أكثر ما يبعث على القلق، وفي الوقت نفسه، أكثر ما يبعث على الأمل في منتدى دبلوماسي لم يعد المشاركون فيه الذين يمثلون الغالبية العالمية، محصورين في هوامش المنتدى. فغالباً ما كان يقال لنا إنه إذا لم يكن المركز متماسكاً، فإن الحقيقة نفسها قد تتشظى، ومن دون حقائق مشتركة تنبع من وعي جمعي مشترك، يصبح الحوار الجاد صعباً، وربما مستحيلاً. لكن إن ما بشر به منتدى أنطاليا لم يكن إعادة السلطة الأخلاقية لليبرالية الديمقراطية المتمركزة في الغرب، بل بناء "حس مشترك" جديد، أكثر شمولاً وعدلاً.
هذه هي المعضلة الحقيقية التي كانت تلوح خلف نقاشات المنتدى- لم تكن أنطاليا [مؤتمر] باندونغ أخرى- مؤتمر عام 1955 الذي سعى إلى معارضة الاستعمار أو الاستعمار الجديد من قبل أي دولة، ورمزاً لفك الارتباط المعادي للاستعمار عن عالم تهيمن عليه قوتان عظميان مسلحتان بأيديولوجيات صريحة وسلاح قادر على تحقيق دمار متماثل.
ومع ذلك، فإنه كان هناك اعتراف ضمني بين العديد من المشاركين في منتدى أنطاليا، بأن القبول وتطبيع وقوع الإبادة الجماعية يشكل تهديداً ليس فقط للشعب الفلسطيني، ولكنه أيضاً ينزع عنا إنسانيتنا جميعاً، فيما نحن نبقى جميعاً مطاردين بسؤال أساسي مطروح وهو: ما العمل إذا؟
سلمان سيد هو أستاذ فن الخطاب والفكر ما بعد الاستعماري في جامعة ليدز بالمملكة المتحدة، ورئيس كلية علم الاجتماع والسياسة الاجتماعية فيها

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 2 أيام
- Independent عربية
جرحى وحرائق في هجوم روسي هائل على كييف
أصيب ما لا يقل عن 14 شخصاً بجروح في هجوم كثيف شنته روسيا بواسطة مسيّرات وصواريخ على كييف صباح اليوم السبت، فيما سيجري الطرفان المتحاربان المرحلة الثانية من عملية تبادل أسرى قياسية. وقالت الإدارة العسكرية في العاصمة الأوكرانية في منشور على تطبيق "تيليغرام" اليوم، إن 14 شخصاً في الأقل أصيبوا في واحدة من كبرى هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية حتى الآن على المدينة. وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 14 صاروخاً باليستياً على البلاد خلال الليل، إضافة إلى 250 طائرة مسيرة بعيدة المدى، وأضافت أن كييف كانت الهدف الرئيس لتلك الهجمات. وقال رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية كييف فيتالي كليتشكو إن المدينة تعرضت لهجوم مشترك بطائرات مسيرة وصواريخ. وجاء في منشور لكليتشكو على "تيليغرام"، "انفجارات في العاصمة. تم تفعيل الدفاعات الجوية. المدينة والمنطقة تتعرض لهجوم مركب يشنه العدو". وأطلقت القوات الجوية الأوكرانية تحذيراً من صواريخ باليستية متجهة نحو العاصمة. وأشار رئيس البلدية والإدارتان العسكرية والمدنية في كييف إلى اندلاع حرائق عدة وسقوط حطام صواريخ ومسيّرات على أبنية في عدد كبير من أحياء المدينة. وقال مسؤولون إن وحدات مضادة للطائرات انتظمت في التصدي للهجوم. وقال شهود من "رويترز" إن طائرات مسيرة حلقت فوق المدينة التي هزتها سلسلة من الانفجارات. في المقابل، قال الجيش الروسي إن أوكرانيا استهدفت الأراضي الروسية بواسطة 788 مسيّرة وصاروخاً منذ الثلاثاء الماضي، أسقط 776 منها. أكبر عملية تبادل للأسرى أتت هذه الهجمات فيما باشرت روسيا وأوكرانيا تبادلاً قياسياً للأسرى ينبغي أن يشمل "1000 أسير" من كل جانب على ثلاثة أيام. وهذا التبادل هو النتيجة الملموسة الوحيدة التي أفضت إليها المحادثات بين الروس والأوكرانيين في إسطنبول في منتصف مايو (أيار) الجاري. وشملت المرحلة الأولى من عملية التبادل أمس الجمعة 270 عسكرياً و120 مدنياً من كل جانب، ومن المقرر إجراء المرحلتين المقبلتين اليوم وغداً الأحد. في منطقة تشيرنيغيف التي اقتيد إليها الأوكرانيون المفرج عنهم من جانب الروس، كان مئات الأشخاص، غالبيتهم من النساء، بانتظارهم وهم يحملون لافتات وصوراً، وفق ما أفاد أحد صحافيي وكالة الصحافة الفرنسية، والبعض كان يصرخ ويبكي، وقد رحبوا مهللين بالحافلات التي امتلأت برجال بدت عليهم النحالة. وعندما خرج الأسرى السابقون من الحافلات وقد لفوا أكتافهم بأعلام أوكرانية، سارعت العائلات إلى ملاقاتهم وقد حمل بعضهم صور أقارب علّ المحررين يتعرفون إليهم. وتعطي روسيا معلومات قليلة جداً عن مصير الأسرى الأوكرانيين وتحمل كل عملية تبادل مفاجآت، وفق ما قال مسؤول أوكراني رفيع المستوى لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم الكشف عن هويته، وأضاف "تتضمن كل عملية تبادل أشخاص لم نسمع عنهم شيئاً. يعيدون أحياناً أشخاصاً كانوا على قائمة المفقودين أو الذين اعتبروا في عداد القتلى". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) روسيا تعمل على مسودة اتفاق سلام سياسياً قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الجمعة إن بلاده ستكون مستعدة لتسليم أوكرانيا مسودة وثيقة تحدد شروط موسكو لإبرام اتفاق سلام طويل الأمد بمجرد الانتهاء من عملية تبادل الأسرى الجارية. وأضاف لافروف في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الروسية أن موسكو ملتزمة بالعمل على التوصل إلى تسوية سلمية للحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات مع كييف. كما اتهم أوكرانيا بشن هجمات بطائرات مسيرة على مدى أيام عدة على أهداف روسية، مما أسفر عن سقوط قتلى وتعطيل حركة الملاحة الجوية. وأشار إلى أن دولاً أوروبية شجعت كييف على شن هذه الهجمات لتقويض جهود السلام التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وقال لافروف "نحن ملتزمون التوصل إلى تسوية سلمية ومنفتحون دائماً على المحادثات، واسمحوا لي أن أؤكد التزامنا الاتفاقات التي جرى التوصل إليها أخيراً في إسطنبول". وأضاف "نعمل بنشاط على الجزء الثاني من الاتفاقات، والذي ينص على قيام كل جانب بإعداد مسودة وثيقة تحدد الشروط اللازمة للتوصل إلى اتفاق موثوق وطويل الأمد في شأن التسوية". وتابع "بمجرد الانتهاء من تبادل أسرى الحرب، سنكون مستعدين لتسليم الجانب الأوكراني مسودة هذه الوثيقة التي يعمل الجانب الروسي الآن على استكمالها". وقال لافروف إن زيادة الهجمات الأوكرانية بطائرات مسيرة هي "نتيجة مباشرة" للدعم الذي قدمته دول بالاتحاد الأوروبي لأوكرانيا التي زار قادتها كييف خلال الأيام القليلة الماضية. وأضاف المسؤول الروسي في إشارة إلى الدول الأوروبية "نحن على يقين من أنهم سيحاسبون على نصيبهم من المسؤولية عن هذه الجرائم". وتابع "من الواضح أن هذه محاولة لعرقلة محادثات السلام وتقويض التقدم المحرز في إسطنبول عقب الاتفاقات بين رئيسي روسيا والولايات المتحدة، وسنواصل هذا العمل مهما كانت الاستفزازات". وكانت وزارة الخارجية الروسية توعدت في وقت سابق بالرد على الهجمات. تحطم هليكوبتر في أوريول الروسية من ناحية أخرى ذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء نقلاً عن المنطقة العسكرية في موسكو أن طائرة هليكوبتر تحطمت أمس الجمعة قرب بلدة ناريشكينو في منطقة أوريول الروسية، مما أسفر عن مصرع طاقمها. وأضافت الوكالة أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن سبب تحطم الطائرة هو خلل فني. وقال حاكم منطقة أوريول أندريه كليتشكوف عبر قناته على "تيليغرام" إن الحادثة لم تسفر عن وقوع قتلى أو مصابين بين السكان المحليين، وإن فرق الإطفاء تعمل في مكان الحادثة.


عكاظ
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- عكاظ
هجمات أوكرانية تغلق مطارات العاصمة الروسية
تابعوا عكاظ على لليوم الثالث على التوالي، شنت أوكرانيا هجوماً بطائرات مسيرة على موسكو، ما أجبر معظم مطارات العاصمة على الإغلاق، اليوم(الأربعاء)، في وقت من المقرر أن يصل فيه الرئيس الصيني شي جين بينغ للاحتفال بذكرى النصر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. وقال رئيس بلدية موسكو سيرفي سوبيانين: «إن وحدات الدفاع الجوي الروسية دمرت ما لا يقل عن 14 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الفترة من مساء الثلاثاء حتى صباح الأربعاء، وظلت مطارات رئيسية في موسكو خارج الخدمة لمعظم الليل». من جانبه، رجح الكرملين حضور 29 من زعماء وقادة العالم ومنهم الرئيس الصيني احتفالات ذكرى النصر في الحرب العالمية الثانية في موسكو خلال الأيام القليلة القادمة. وتشارك في العرض وحدات عسكرية من 13 دولة بما فيها الصين. وتبادلت روسيا وأوكرانيا شن هجمات جوية خلال الليل على عاصمتي كل منهما، ودُمرت أسراب من المسيرات في طريقها إلى موسكو وأشعلت صواريخ ومُسيرات روسية حرائق في عدة شقق سكنية بكييف. وأعلنت الإدارة العسكرية الأوكرانية أن حطام الطائرات المسيرة المتساقط أشعل نيراناً في شقق ومبان في ثلاثة أحياء في كييف، بعد ساعات من إطلاق روسيا صواريخ نحو العاصمة الأوكرانية. وقتل شخصان إثر سقوط حطام طائرات مسيرة على مبانٍ سكنية في كييف خلال الليل، بحسب ما ذكرت وكالة الحماية المدنية وعمدة المدينة فيتالي كليتشكو. وعثرت السلطات على الضحايا، فيما كان رجال الإطفاء يحاولون إخماد الحرائق التي اندلعت في شقق سكنية نتيجة سقوط أجزاء من طائرات مسيرة على مبنى سكني مكون من خمسة طوابق. وواصلت صفارات الإنذار دويها في العاصمة كيي، ودعا عمدة المدينة السكان إلى الاحتماء في الملاجئ. بدوره، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن وقف إطلاق النار أو وقف الأعمال القتالية على خط التماس وحده لن يحقق تسوية طويلة الأمد للصراع الأوكراني. وقال في مقالة نشرتها مجلة «الشؤون الدولية»: «لا يمكن التوصل إلى تسوية طويلة الأمد لهذه القضية من خلال وقف إطلاق النار أو وقف الأعمال القتالية على خط التماس وحده، لتحقيق سلام دائم، ينبغي القضاء على الأسباب الجذرية للصراع». وأضاف: «ينبغي القضاء على التهديدات التي تستهدف أمن روسيا، والتي نشأت جرّاء توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقاً، ومحاولات ضم أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي». أخبار ذات صلة فرق الإطفاء تخمد النيران بعد هجوم روسي بمسيرات على كييف.


المناطق السعودية
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- المناطق السعودية
واشنطن: روسيا قد تستخدم 'السلاح النووي' للدفاع عن وجودها في 'القرم'
المناطق_متابعات يعتبر مراقبون أن الاتفاق الأميركي الأوكراني على إنشاء 'صندوق استثماري لإعادة الإعمار' خطوة أولى على طريق إنهاء الحرب في أوكرانيا، ومع هذا الاتفاق أصبحت أمريكا شريكة في إعادة بناء الاقتصاد الأوكراني. يبقى الطريق إلى إنهاء الحرب طويلاً، فروسيا لديها مطالب، وقد عدّدها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منذ أيام بالقول إن موسكو تشترط عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو وأن تعلن مرة أخرى أنها دولة محايدة. اعتبر لافروف أن هذا يتجاوب مع مطلب روسيا الأمني، ثم أضاف أن موسكو تطلب التراجع عن إلغاء الإرث الروسي في أوكرانيا، وتطلب الاعتراف بسيادتها على القرم وسيفاستوبول وخرسون وغيرها من المناطق. الواقعية الأميركية مسؤول أمريكي تحدّث قبل ساعات من الإعلان عن إنشاء الصندوق الأمريكي الأوكراني ليشرح موقف إدارة الرئيس ترامب من الوضع في أوكرانيا وقال 'إننا واقعيون' وكرر أن الإدارة الأميركية الحالية 'واقعية ولا تريد تمويل حرب طويلة'. تعود واقعية الولايات المتحدة إلى سنوات، وقبل أن يصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ففي العام 2017 كان الرئيس الأسبق باراك أوباما شاهداً على سقوط القرم في يد روسيا ولم يفعل شيئاً، ويقول المسؤولون الأمريكيون الآن، ولدى التحدّث إلى العربية والحدث إن أي إدارة أمريكية كانت ستجد أنها بدون خيارات في وضع مشابه، 'فخيار إرسال جنود إلى ساحة المعركة غير وارد والخيار المتاح الوحيد كان فرض عقوبات'. أحد التحديات الكبيرة أمام الإدارة الأمريكية هو أن موسكو اعتبرت أن 'القرم هي مصلحة حيوية وطنية روسية' وهذا يعني أنها ستدافع عن القرم حتى وإن اضطرت لاستعمال الأسلحة الاستراتيجية مثل الأسلحة النووية. الآن، تعتبر الولايات المتحدة أن هدفها المباشر هو وقف إطلاق النار، فهي تصف 'الحرب الحالية على أنها حرب استنزاف' ويصف مسؤول أمريكي تحدّث إلى العربية والحدث الوضع على الجبهات بالقول إن الجيشين حفرا خنادق على طول الجبهة لذلك نحن لا نرى أياً من الطرفين قادراً على التقدّم لكسب مناطق جديدة، فالخنادق محصّنة وسيكون ثمن خرق التحصينات لأي من الجيشين، عالي التكلفة، خصوصاً على الصعيد البشري. سمعنا الرئيس الأمريكي مرات عديدة يتحدّث عن ضرورة وقف النار بين الجيشين، وأن ألفي جندي يموتون أسبوعياً على الجبهة ويؤكّد المسؤولون الأمريكيون لدى شرح مشاعر ورأي الرئيس الأميركي بالقول إن عدد الضحايا كبير والمكاسب تقارب الصفر، والمعركة الدموية لا طائل منها لأن أياً من الطرفين غير قادر على تغيير خطوط الجبهة. يصف العسكريون أي خرق للجبهات على أنه سيكبّد المهاجم خسائر بشرية بنسبة أربعة إلى خمسة جنود للطرف المدافع 'وفي هذا الوقت لا روسيا ولا أوكرانيا قادرة على شنّ هجوم مثل هذا، وتحمّل خسائر بشرية ولا هذه النسبة من العتاد'. 'دورات بوتين العنيفة' هناك سبب إضافي لاستعجال الأمريكيين الحلّ وهو 'دورات بوتين العنيفة' وقد شرح مسؤول أمريكي هذه الدورات بالقول إن فلاديمير بوتين ومنذ أصبح رئيساً يشنّ هجوماً كل سبع إلى ثماني سنوات، فهو هاجم جورجيا في العام 2008 ثم هاجم القرم في العام 2014 وبعدها هاجم أوكرانيا برمتها في العام 2022. الآن يخشى الأمريكيون وقف النار بدون اتفاق صحيح ودائم، ما يفتح الباب أمام دورة أخرى من دورات بويتن العنيفة 'فهو ينفذ هجوماً ثم يتوقّف ويعاود التجنيد والتدريب وبناء الأسلحة والعتاد ويشنّ هجوماً آخر بعد سبع إلى ثماني سنوات'. الخيارات الواقعية لا تريد الولايات المتحدة تكرار هذا السيناريو وربما تجد نفسها أمام 'الخيارات الواقعية' لوضع حلّ دائم، وأصعب هذه الخيارات هو الاعتراف بسيادة روسيا على أراض احتلّتها بالقوة، فتحرير الأراضي الأوكرانية 'مستحيل' ويضع الولايات المتحدة وروسيا على حافة مواجهة مباشرة وربما نووية.