logo
الأردن و «البنيامينة السياسية».. وما هو قادم!

الأردن و «البنيامينة السياسية».. وما هو قادم!

الدستور٠٦-٠٤-٢٠٢٥

لم تعد إسرائيل مستعجلة في المدى القريب للوصول إلى تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية، بوصفها الجائزة الكبرى لها في العالم الإسلامي، وإن كان قادتها يرون أنّ ذلك ضرروياً بل مؤكداً على المدى البعيد، فما يراه نتيناهو وفريقه اليوم هو بمثابة فرصة تاريخية غير مسبوقة، لم تحدث منذ قيام دولة إسرائيل حتى اليوم، لذلك يسعون إلى إحداث تغييرات جوهرية وكبيرة في الحالة الفلسطينية، تهجيراً وطرداً واستيطاناً وضمّاً وتهويداً للقدس، من غزة إلى القدس والضفة الغربية، وهي سياسات – بالنسبة لليمين الإسرائيلي- مقدّمة على أي مصالح استراتيجية أخرى..ليس ذلك فحسب، بل يمتد طموح اليمين الإسرائيلي اليوم إلى بناء مساحات ومناطق نفوذ إقليمية غير مسبوقة، وإعادة تعريف الأمن الإسرائيلي، بما يشمل ضرب أي مصدر من مصادر التهديد والقلق المستقبلي فضلاً عن السعي إلى تكريس صورة إسرائيل بوصفها القوة الإقليمية المهيمنة الجديدة التي لديها القدرة على أن تكون «شرطي المنطقة» في مواجهة النفوذين الإيراني والتركي.ثمّة ثلاثة متغيرات من الضرروي أن نأخذها بعين الاعتبار في قراءة التحولات الجيو سياسية الجديدة، التي ترتبط بتداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة ليس فقط على صعيد القضية الفلسطينية، بل حتى على المستوى الدولي والإقليمي..المتغير الأول هو ما يمكن أن نطلق عليه «البنيامينية السياسية»، فإسرائيل اليوم ليست كإسرائيل بالأمس، والمقصود بها مرحلة بنيامين نتنياهو، بخاصة فيما بعد «طوفان الأقصى»، إذ تم إطلاق المشروع الإسرائيلي اليميني التاريخي من عقاله، ولن يعود مرّة أخرى للوراء، ومعالم هذا المشروع تتمثل، أولاً، على صعيد التسوية السلمية بالتخلي التام عنها من خلال التخلص من اتفاق أوسلو وتبعاته وضم أكبر مساحة من الضفة الغربية مع إنهاء المعنى السياسي للسلطة، وربما العودة إلى سيناريو «الكانتونات»، وتهويد القدس، وثانياً تتجلى – البنيامينية السياسية- بالتحول البنيوي الكامل لإسرائيل نحو اليمين واضمحلال التيار أو البعد العلماني- اليساري في السياسات الإسرائيلية، وثالثاً بالتغلغل الديني في مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية والسيطرة عليها بصورة كاملة. حتى أو متى غادر نتنياهو المشهد السياسي فلن يؤدي ذلك إلى تغيير هذه السياسات أو تحويل في مجرى الأحداث، فإسرائيل بعد البنيامينية لن تكون كما كانت قبلها، والحلم التاريخي الصهيوني ممتد أيديولوجياً واستراتيجياً ودينياً، حتى وإن اختلفت التكتيكات، فالنتيجة واحدة، ولا تقوم السياسات الجديدة على تأثير أشخاص مثل بن غافير وسموتريتش فهم ابناء بيئة وحاضنة وليسوا عناصر خارجة عنها.المتغير الثاني يتمثّل بالانهيار الاستراتيجي العربي الكبير؛ الذي بدأ بالتدحرج، منذ عقود، لكنه وصل إلى مرحلة أخطر منذ عقد ونصف، ما بعد الربيع العربي والتحولات التي حدثت وأدت إلى تفكك وانهيار العديد من الدول العربية وتضغضع الجغرافيا السياسية بأسرها، في سورية والعراق واليمن والسودان وليبيا، حتى بدا وكأنّ الجغرافيا السياسية العربية المتولّدة من الحرب العالمية الأولى قيد التفكك والانهيار، مما خلق فرصة استراتيجية سانحة لإسرائيل للتمدد الحالي، بخاصة بعد تراجع إيران وتفكك نفوذها الإقليمي في العام الأخير، بعد الحرب على غزة.أمّا المتغير الثالث فهو عودة ترامب إلى البيت الأبيض، لكن هذه المرحلة بصحبة فريق متصهين ومتيمّن أكثر من الصهيوينة واليمين الإسرائيلي نفسه، ومن الواضح تماماً من خلال ما يحدث من إبادة غير مسبوقة في غزة، والضوء الأخضر (الضمني) للمستوطنين وحكومة نتنياهو في الضفة والقدس والتصريحات الصادرة عن فريقه فيما يتعلق بفلسطين وإيران ولبنان وسورية، أنّنا أمام حالة غير مسبوقة من التحالف الوطيد، الذي قد يكون عضوياً، بين إدارة أميركية يمينية وصهيونية ويمين إسرائيلي متطرف، بالرغم من السياسات الأميركية المنحازة تاريخياً لإسرائيل لكن لم يصل الوضع إلى هذا المستوى في أيّ مرحلة من المراحل السابقة.هذه المتغيرات الثلاثة تشكّل بيئة سياسية جديدة، دولياً وإقليمياً، تؤثر على المنظور الاستراتيجي الأردني للمصالح الوطنية والأمن القومي، وتدفع إلى مراجعة القناعات أو التصورات لدى نخب سياسية كانت ترى أنّ في إسرائيل أكثر من طرف يمكن التعامل معه، وأنّ هنالك حدوداً أميركية تضع حداً لليمين الإسرائيلي أو أنّ هنالك مجالاً استراتيجياً وحيوياً عربياً يمكن الاستعانة به لمواجهة هذه التحولات الاستراتيجية الخطيرة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جولة خامسة حاسمة في روما وتخصيب اليورانيوم يعقّد المفاوضات بين واشنطن وطهران
جولة خامسة حاسمة في روما وتخصيب اليورانيوم يعقّد المفاوضات بين واشنطن وطهران

العرب اليوم

timeمنذ 2 ساعات

  • العرب اليوم

جولة خامسة حاسمة في روما وتخصيب اليورانيوم يعقّد المفاوضات بين واشنطن وطهران

تنطلق في العاصمة الإيطالية روما، الجمعة، الجولة الخامسة من المحادثات الإيرانية الأميركية غير المباشرة بشأن برنامج طهران النووي، فيما لا تزال بعض الملفات الخلافية قائمة بين الجانبين، فيما تخوض الترويكا الأوروبية سباقاً بين الحل الدبلوماسي، أو فرض عقوبات جديدة على طهران، إذا لم تصل المحادثات النووية مع واشنطن من جانب، والأوروبيين من جانب آخر إلى "نهاية سعيدة". وعقدت إيران والولايات المتحدة، أربع جولات من المحادثات النووية بوساطة عُمانية منذ 12 أبريل الماضي، وهو أعلى مستوى اتصال بين الخصمين منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015، إذ تهدف المحادثات إلى التوصل إلى اتفاق جديد يحد من الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات، ولكن لا تزال هناك العديد من العقبات التي تعترض طريق المحادثات، أبرزها مسألة تخصيب اليورانيوم. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور عبر منصة "إكس"، الجمعة، إن "إيجاد طريق للتوصل إلى اتفاق ليس بالأمر الصعب: عدم وجود أسلحة نووية يعني وجود اتفاق، عدم التخصيب يعني عدم وجود اتفاق. حان وقت اتخاذ القرار". و قال عراقجي إن عملية تخصيب اليورانيوم "تُشكل العقبة الرئيسية في المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي"، مشيراً إلى أن "طهران لا تستجيب إلى لغة التهديد، ولهذا اختارت أن تكون المفاوضات غير مباشرة مع الطرف الأميركي". وأضاف: "أجرينا حتى الآن 4 جولات من المفاوضات، واحدة منها كانت في روما و3 جولات في مسقط، ويمكنني القول إن هذه المفاوضات جرت في جو محترم للغاية، وقد توصلنا إلى تفاهم في العديد من المجالات، لكن لا تزال هناك خلافات قائمة في عدة مسائل، لا سيما فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم". وتابع: "لا يزال هناك اختلاف جوهري بيننا وبين الطرف الأميركي، وهذا الموضوع يُعد العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق، ولن يكون هناك أي اتفاق حتى يتم حله". وأوضح أن التخصيب بالنسبة لإيران يعد "مسألة جوهرية وأساسية، فهو إنجاز علمي كبير في مجال معقد للغاية، تم تحقيقه بجهود العلماء الإيرانيين، ولم يُستورد من الخارج، ولم يتم الحصول عليه من أي دولة خارجية، بل هو إنتاج محلي خالص، ولهذا السبب، فهو ذو قيمة عالية جداً بالنسبة للشعب الإيراني، وبالأخص أننا تعرضنا لعقوبات بسبب التخصيب". وقال عراقجي: "فيما يتعلق ببناء الثقة وزيادة الشفافية حول برنامجنا النووي، فلا توجد لدينا أي مشكلة في ذلك، ويمكننا التفاوض بهذا الشأن، لكن لن نفاوض على أصل التخصيب، أما إذا كان الهدف شيء آخر، يتضمن مطالب غير منطقية، أو يسعى إلى حرمان إيران من حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، فإننا بالتأكيد سنواجه مشكلة، ولن نتمكن من التوصل إلى اتفاق". وفي تصريحات سابقة، تطرق عراقجي في لقاء مع التلفزيون الايراني إلى اتفاق عام 2015، قائلاً: "عندما قلت إن الاتفاق النووي لم يعد فعالاً ولا فائدة لنا من إحيائه، كان ذلك لأن الاتفاق من جانب رفع العقوبات يحتاج إلى تغيير، والبرنامج النووي الإيراني في وضع لا يسمح بالعودة إلى ما قبل هذا الاتفاق". يأتي ذلك فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، الخميس، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ناقشا في اتصال هاتفي "اتفاقاً محتملاً مع إيران". وأضافت ليفيت في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض، أن ترمب "يعتقد أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح" بشأن الوصول إلى اتفاق محتمل مع إيران. وأشارت ليفيت إلى أن ترمب "أكد بوضوح تام، ليس فقط لنتنياهو، بل للعالم أيضاً، أنه يريد إبرام اتفاق مع إيران.. ولا يريد أن يضطر للجوء إلى الخيار الأكثر قسوة على إيران"، مضيفة أنه "يريد أن يرى اتفاقاً". وذكرت ليفيت، أن "الصفقة المحتملة مع إيران يمكن أن تنتهي بطريقتين، بحل دبلوماسي إيجابي للغاية، أو بوضع سلبي للغاية بالنسبة لإيران"، مضيفة أنه "لهذا السبب سنعقد المحادثات" مع طهران في روما. وفي وقت سابق، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن ترمب ونتنياهو "اتفقا على ضرورة ضمان ألا تمتلك إيران سلاحاً نووياً". ويأتي الاتصال بين ترمب ونتنياهو، قبل يوم من استضافة العاصمة الإيطالية روما، خامس جولة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، بوساطة سلطة عمان. وأفادت مصادر بأن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ومدير تخطيط السياسات في الخارجية الأميركية، مايكل أنطون، سيشاركان في هذه المفاوضات، مضيفة أنه "من المتوقع أن تكون المناقشات في روما مباشرة وغير مباشرة، كما في الجولات السابقة". وقال مسؤولان إسرائيليان لموقع "أكسيوس" الأميركي، إن وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس جهاز "الموساد" ديفيد برنياع، سيلتقيان ويتكوف في روما على هامش المحادثات، إذ تهدف زيارة المسؤولان الإسرائيليان إلى "تنسيق المواقف" بين أميركا وإسرائيل، والحصول على "إحاطة مباشرة فور انتهاء الجولة التفاوضية". وعلى الجانب الآخر، يبدو أن الأوروبيين، ومن خلال مجموعة "الترويكا الأوروبية"، المتمثلة في بريطانيا وفرنسا وألمانيا المعروفة بدول E3، وهي الدول التي وقعت على اتفاق 2015، شعرت بضرورة بدء مفاوضات مع إيران، والحاجة إلى الانفتاح عليها، وإجراء محادثات خاصة، بعد الحديث الأميركي على لسان الرئيس دونالد ترمب، عن إمكانية إحداث خرق في هذا المسار، وقُرب التوصل إلى اتفاق مع إيران، بشأن برنامجها النووي، وهذا ما حدث قبل أيام في إسطنبول. وكشف الأوروبيون عن هذا لقاء مع المسؤولين الإيرانيين، بينما كان مسؤولون فرنسيون بريطانيون يلوحون بفرض عقوبات جديدة على طهران من خلال تفعيل آلية "العودة السريعة" أو "الزناد"، وهي جزء من اتفاق 2015، يتيح إمكانية إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن على طهران في حال انتهاكها الاتفاق النووي. قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

ترمب يوقع أوامر تنفيذية لتعزيز الطاقة النووية الأمريكية
ترمب يوقع أوامر تنفيذية لتعزيز الطاقة النووية الأمريكية

رؤيا

timeمنذ 8 ساعات

  • رؤيا

ترمب يوقع أوامر تنفيذية لتعزيز الطاقة النووية الأمريكية

ترمب: رسوم جمركية ستفرض على شركات الهواتف التي لا تصنع في الولايات المتحدة نهاية حزيران المقبل ترمب يؤكد أنه "لا يسعى للتوصل إلى اتفاق" تجاري مع الاتحاد الأوروبي وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الجمعة، مجموعة من الأوامر التنفيذية تهدف إلى دعم قطاع الطاقة النووية في الولايات المتحدة، من بينها إلغاء بعض القيود التنظيمية المرتبطة بتقنيات لا تزال موضع نقاش واسع. وقال ترمب خلال مراسم التوقيع التي جرت في المكتب البيضوي بالبيت الأبيض: "نوقع اليوم أوامر تنفيذية ضخمة ستجعل من الولايات المتحدة قوة رئيسية في هذه الصناعة". قال ترمب إن الطاقة النووية آمنة، وستقوم الولايات المتحدة بتشييد عدد من المنشآت الجديدة. كما أعلن أنه سيتم فرض رسوماً جمركية على شركات الهواتف التي لا تصنع في الولايات المتحدة بحلول نهاية يونيو المقبل. وأكد ترمب للصحافيين في البيت الأبيض ردا على سؤال حول سعيه للحصول على تنازلات من أوروبا: "لا أسعى إلى اتفاق. أعني أننا حددنا الاتفاق. إنه بنسبة 50%".

ترامب يسعى إلى تسريع إصدار تراخيص نووية جديدة
ترامب يسعى إلى تسريع إصدار تراخيص نووية جديدة

سرايا الإخبارية

timeمنذ 9 ساعات

  • سرايا الإخبارية

ترامب يسعى إلى تسريع إصدار تراخيص نووية جديدة

سرايا - أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، اللجنة التنظيمية النووية المستقلة في الولايات المتحدة بتقليص اللوائح التنظيمية وتسريع إصدار التراخيص الجديدة للمفاعلات ومحطات الطاقة سعيا لتقليص الفترة الزمنية لعملية تستغرق عدة سنوات إلى 18 شهرا. وجاء ذلك ضمن مجموعة أوامر تنفيذية وقعها ترامب الجمعة بهدف تعزيز إنتاج الطاقة النووية في الولايات المتحدة وسط طفرة في الطلب من مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي. ويمكن أن يستغرق إصدار تراخيص المفاعلات في الولايات المتحدة أكثر من عشر سنوات في بعض الأحيان، وهي عملية تهدف إلى إعطاء الأولوية للسلامة النووية، لكنها لا تشجع المشاريع الجديدة. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن التحركات تشمل إصلاحات جذرية للجنة التنظيمية النووية تتضمن النظر في مستويات التوظيف وتوجيه وزارتي الطاقة والدفاع للعمل معا لبناء محطات نووية على الأراضي الاتحادية. وقال المسؤول إن الأوامر تسعى أيضا إلى تنشيط إنتاج اليورانيوم وتخصيبه في الولايات المتحدة. وبعد توليه الرئاسة في كانون الثاني أعلن ترامب حالة طوارئ وطنية في مجال الطاقة، قائلا إن الولايات المتحدة لديها إمدادات غير كافية من الكهرباء لتلبية احتياجات البلاد المتزايدة، خاصة مراكز البيانات التي تدير أنظمة الذكاء الاصطناعي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store