
مسؤولون دوليون: 'الخاص' يجب أن يكون محرك النمو لاقتصاد الدول
أكد مسؤولون بمنظمات تجارية دولية، أن القطاع الخاص يجب أن يكون هو المساهم الرئيس في الاقتصاد، وأن يتم الاعتماد عليه في النمو الاقتصادي، مشيرين إلى أن دور الدولة هو التحفيز وخلق البيئة التشريعية والتنظيمية والتحتية المناسبة لممارسة الأعمال.
جاء ذلك في الجلسة الحوارية الثانية بمنتدى باب البحرين 2025، التي شارك فيها كل من رئيس اتحاد الغرف العربية سمير ماجول، ورئيس اتحاد الغرف الخليجية فيصل الرواس، ومندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى منظمة التجارة الدولية السفير صقر المقبل، ورئيسة التجارة في اتحاد الغرف التجارية الدولية فاليريا بيكارد، ورئيس المجلس الأميركي للتجارة الدولية ويتني بايرد، ورئيس منظمة أصحاب الأعمال 'IOE' جاكلين موغو.
وقال رئيس اتحاد الغرف العربية سمير ماجول، إن 'مسؤوليتنا تجاه شعوبنا جماعية، فنحن اليوم نعيش في تطورات تلزم المزيد من التنسيق بين سياسات الدولة والقطاع الخاص؛ كون الدولة هي الضامن للاستثمار والقطاع الخاص هو المستقبل'.
وأكد أن على الدولة ضمان الاستثمار وتشجيعه وخلق البيئة التشريعية له، مشددا على أن الاتحاد العام للغرف العربية يسعى للدفاع عن اقتصاد الدول العربية.
وشدد على أن جميع بلدان العالم تواجه مشكلات جوهرية، من بينها السياسات الجديدة في العالم ما بعد الجائحة؛ لذا على الدول إعادة التخطيط لبرامجها الاقتصادية بما يتوافق مع المشكلات الراهنة.
وبيّن أن المستثمرين عليهم توجيه الاستثمارات إلى القطاعات الواعدة في العالم اليوم، أولها الاحتياجات اليومية لكل بلد ومنها القطاع الغذائي، مشددا على أهمية التنسيق العربي المشترك.
وأكد ضرورة إجراء حوار عربي أميركي فيما يتعلق بقضايا عدة من بينها الرسوم الجمركية؛ للحيلولة دون الركود المتوقع في العالم.
من جانبه، قال رئيس اتحاد الغرف الخليجية فيصل الرواس، إن دول الخليج تعتمد على التنويع الاقتصادي وزيادة الاعتماد على القطاع الخاص في النمو.
وأكد أنه لا توجد أي تنمية اقتصادية شاملة من دون قطاع تنموي فاعل إلى جانب القطاع الحكومي، مبينا أن القطاع الخاص كان يعتمد في السابق على النفقات الحكومية، وبدأ بتغيير نهجه في السنوات الأخيرة ليقود الاقتصادات الوطنية. (اقرأ الموضوع كاملا بالموقع الإلكتروني).
وشدد على أن الناتج المحلي الخليجي يبلغ 2.2 ترليون دولار، على الرغم من أنها تعادل مساحة ولاية تكساس الأميركية، مشيدا بالسياسة المترابطة الخليجية، وبتفعيلها لدور القطاع الخاص.
وبيّن الرواس أن دول مجلس التعاون هي أكبر وسيط في النزاعات الدولية، كما أنها تقدم خدمات متميزة، وتمتلك أفضل المطارات وشركات الطيران في العالم، وتقدم حوافز كبيرة للاقتصاد.
وتابع 'رغم التطورات الجيوسياسية في المناطق المحيطة بدول الخليج، إلا أنها حافظت على استقرارها'.
وشدد على أن مملكة البحرين كانت سباقة في التشريعات واستقطاب الاستثمارات، خصوصا فيما يتعلق بالقطاع الخاص، وغيرها من المبادرات، ومن بينها جذب سباقات الفورمولا 1 التي انتقلت بعدها إلى دول خليجية أخرى عدة.
من جهته، قال مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى منظمة التجارة الدولية السفير صقر المقبل، إن اقتصادات المنطقة تحتاج إلى محرك يحفز القطاع الخاص على الاستثمار، مشيرا إلى وجود استثمارات كبيرة في البنى التحتية ومشروعات عملاقة قد تحتاج من يدفعها ويحققها.
واستعرض بعض النجاحات في المملكة العربية السعودية، من بينها زيادة الناتج المحلي الإجمالي للمملكة السعودية إلى 3.55 تريليون ريال، وزيادة حجم الناتج المحلي غير النفطي إلى 2.5 تريليون ريال.
وأكد أن صندوق الاستثمارات السعودي يحقق العلاقة التكاملية بين القطاع العام والخاص في المملكة العربية السعودية.
وأشار المقبل إلى أن المملكة بدأت حوارا بين أعضاء منظمة التجارة العالمية بشأن التحديات الحالية، وكيفية استغلالها كفرص من أجل تحقيق الإصلاحات.
وتطرق أيضا إلى مبادرة المملكة العربية السعودية أثناء رئاستها لمجموعة العشرين، وهي تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ كونها قائدة التطور.
من جهتها، أكدت رئيسة التجارة في اتحاد الغرف التجارية الدولية فاليريا بيكارد، إن الاتحاد يعمل على تعزيز شبكة التواصل العالمية بشأن التحاور مع منظمة التجارة العالمية، مبينة أن هناك الكثير من العوائق في التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
من جانبها، أكدت رئيس المجلس الأميركي للتجارة الدولية ويتني بايرد، أن الولايات المتحدة تشهد تفاعلا بين الحكومة والقطاع الخاص بشأن الأعمال التجارية، والتنسيق بشأنها.
وشددت على أن الانتخابات الأميركية أفرزت العديد من الصفقات التي يفضل الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقدها، مشيرة إلى أنها 'متفائلة إلى حد ما، ولا تخشى الركود'، متطلعة إلى إعادة هيكلة التجارة العالمية بشكل صحيح.
من جانبها، قالت رئيس منظمة أصحاب الأعمال 'IOE' جاكلين موغو، إن 'التجارة الحرة تسهم في التنمية المستدامة، وذلك من خلال التوازن في التجارة'، مبدية تفاؤلها بعقد اتفاقيات ذات مردود إيجابي على أصحاب الأعمال، بما يسهم في خلق مزيد من فرص العمل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 5 ساعات
- البلاد البحرينية
أغنى 5 نساء في العالم عام 2025
تمتلك أغنى 5 نساء في العالم ثروة صافية إجمالية قدرها 337 مليار دولار هذا العام، حيث تنشأ ثروتهن من صناعات متنوعة مثل البيع بالتجزئة ومستحضرات التجميل والأغذية والتصنيع. أليس والتون تبلغ ثروة أليس والتون، الابنة الوحيدة لمؤسس وول مارت سام والتون، صافي ثروة قدرها 101 مليار دولار، وفقًا لقائمة فوربس العالمية للمليارديرات لعام 2025. أضافت الأميركية البالغة من العمر 75 عامًا ما يقرب من 29 مليار دولار إلى ثروتها هذا العام بفضل الزيادة بنسبة 40 % في أسهم وول مارت. كرست والتون حياتها لتنظيم الفن. أسست متحف كريستال بريدجز للفنون في مسقط رأسها في بنتونفيل، أركنساس، والذي يضم أعمالًا لفنانين أمريكيين مثل آندي وارهول ونورمان روكويل وجورجيا أوكيفي. هذا الصيف، سيتم افتتاح كلية طب جديدة تحمل اسمها في بنتونفيل، لقبول فصلها الافتتاحي من طلاب الطب. فرانسواز بيتنكورت مايرز وعائلتها في المرتبة الثانية فرانسواز بيتنكورت مايرز وعائلتها، بثروة صافية مجمعة تبلغ 81.6 مليار دولار. شهدت الوريثة الفرنسية لشركة العناية الشخصية لوريال، التي فازت بلقب أغنى امرأة في العالم العام الماضي، انخفاضًا في ثروتها بنسبة 18 % حيث أدى انخفاض المبيعات ، خاصة في الصين، إلى انخفاض الأسهم بنسبة 20 %. استقالت، بعد 28 عامًا في مجلس الإدارة، من منصب نائب الرئيس في فبراير. من المقرر أن يتولى ابنها جان فيكتور مايرز، هذا الدور بحلول نهاية هذا العام. جوليا كوخ وعائلتها صنفت أرملة رجل الصناعة ديفيد كوخ، جوليا كوخ '62 عامًا'، كثالث أغنى امرأة في العالم بثروة صافية قدرها 74.2 مليار دولار ، بزيادة 16 % عن العام الماضي. ورثت المواطنة الأميركية وأطفالها الثلاثة حصة 42 % في شركة Koch، Inc، المعروفة سابقا باسم Koch Industries، ثاني أكبر شركة خاصة في الولايات المتحدة، ولها عمليات في تكرير النفط والزراعة والعقارات وغيرها من القطاعات. جاكلين مارس حافظت جاكلين مارس '85 عامًا' على مكانتها كرابع أغنى امرأة على مستوى العالم بثروة بلغت 42.6 مليار دولار ، بنمو 10.6 %. بدأ جد مارس في بيع حلوى كريمة الزبدة من مطبخه في عام 1911. اليوم تمتلك Mars Incorporated علامات تجارية شهيرة مثل M & Ms و Snickers و Wrigley's و Pedigree dog food. عملت المرأة الأميركية في مجلس إدارة الشركة لمدة 20 عامًا ويعتقد أنها تتقاسم الملكية مع شقيقها جون وبنات أخيها الأربع. رافاييلا أبونتي ديامانت تأتي المواطنة السويسرية رافاييلا أبونتي ديامانت في تقريب القائمة، التي حققت نموا في ثروتها بنسبة 14 % لتصل إلى 37.7 مليار دولار العام الماضي. تم اختيار المرأة البالغة من العمر 80 عامًا كأغنى امرأة عصامية في قائمة فوربس لمدة ثلاث سنوات متتالية. تنبع ثروة المليارديرة السويسرية من ملكيتها بنسبة 50 % في شركة البحر الأبيض المتوسط للشحن، أكبر خط شحن في العالم، والتي شاركت في تأسيسها مع زوجها في عام 1970 بعد أن التقت به خلال رحلة بالقارب إلى كابري بإيطاليا. تدير شركة البحر الأبيض المتوسط للشحن الآن أسطولا من 900 سفينة، ويتولى زوجها جيانلويجي الـ 50 % المتبقية من الشركة. *المصدر:


البلاد البحرينية
منذ 5 ساعات
- البلاد البحرينية
سيدتان من أبرز القيادات في القطاع المالي الخليجي ضمن قائمة 'فورتشن'
انضمت اثنتان من أبرز القيادات في القطاع المصرفي في دول مجلس التعاون الخليجي إلى قائمة فورتشن لأقوى النساء في عالم الأعمال لعام 2025. وتكرّم النسخة الثامنة والعشرون من القائمة 100 امرأة قيادية في المشهد العالمي للأعمال، مسلّطة الضوء على النساء العاملات حاليًّا في مراكز قيادية، وعلى النخب الصاعدة اللواتي يتقدّمنَ نحو تحقيق تأثيرٍ أكبر. وتضم القائمة هذا العام 52 امرأة من الولايات المتحدة، و48 من دول أخرى، من بينها: 8 سيدات من الصين، 7 سيدات من كل من فرنسا والمملكة المتحدة، 3 سيدات من كل من ألمانيا وسنغافورة والبرازيل، وسيدتين من كل من أستراليا وهونغ كونغ واليابان وإسبانيا، وسيدة من كل من الكويت والإمارات العربية المتحدة. وحلّت الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الأول هناء الرستماني في المرتبة 76، ونائب الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني شيخة البحر في المرتبة 92. وتشغل الرستماني منصب الرئيس التنفيذي لأكبر بنك في دولة الإمارات من حيث الأصول، والتي تُقدّر قيمتها بنحو 330 مليار دولار، وهي المرأة الوحيدة التي تشغل منصب رئيس تنفيذي لشركة مُدرجة في أسواق المال الإماراتية. كما تشغل عضوية العديد من المجالس الإدارية، من بينها معهد التمويل الدولي، ومجلس الأعمال الأميركي الإماراتي، ومنصة 'بُنى' - نظام المدفوعات عبر الحدود التابع لصندوق النقد العربي. وأما شيخة البحر، فقد انضمّت إلى بنك الكويت الوطني عام 1977، وعُينت نائبًا للرئيس التنفيذي للمجموعة في عام 2014. وتشغل حاليًّا رئاسة مجلس إدارة بنك الكويت الوطني – فرنسا، وبنك الكويت الوطني – مصر، كما تشغل عضوية مجلس إدارة بنك الكويت الوطني (إنترناشيونال)، وهو الفرع البريطاني للمجموعة. وتعتبر البحر صاحبة المبادرة في إطلاق برنامج NBK RISE، الذي يهدف إلى تعزيز وتطوير القيادات النسائية، وتأهيلهن لتولي المناصب العليا. ويُعد بنك الكويت الوطني من أكبر المؤسسات المالية في البلاد ومن أبرز البنوك الرائدة في المنطقة، بأصول تبلغ قيمتها أكثر من 135 مليار دولار كما هو مسجّل بنهاية مارس 2025. وقد سجّل البنك في عام 2024 صافي أرباح بلغ 1.9 مليار دولار بنمو سنوي قدره 7 %، فيما ارتفع صافي الدخل التشغيلي بنسبة 7.2 % ليبلغ 4.1 مليار دولار. وتستند القائمة التي أعدّها فريق عمل فورتشن إلى معايير تشمل حجم الشركة، وأدائها المالي، إلى جانب المسار المهني للقيادات فيها، ومدى تأثيرهن، وابتكاراتهن، ومساهمتهن في تطوير بيئة الأعمال. ورغم أن أكثر من 50 امرأة تتولّى حاليًا رئاسة شركات مدرجة في قائمة 'فورتشن 500'، إلا أن 20 منهن فقط تمكّنّ من دخول قائمة هذا العام – وهو ما يشير إلى تزايد حدة المنافسة على التصنيف عامًا بعد عام. وقالت رئيسة تحرير مجلة فورتشن ورئيسة قسم المحتوى، أليسون شونتل: 'في عامها الثامن والعشرين، تشكل أسماء السيدات من خارج الولايات المتحدة نصف حجم لائحتنا المميزة والتي تتكون من نساء قويات، وهذا يذكرنا بأن تأثير المرأة واضح للجميع على مستوى العالم.' وأضافت: 'إنهن نساء يُحدثن تحولًا في مجال عالم الأعمال اليوم، ويستعدن للمستقبل في زمن مليء بالاضطرابات وحالة عدم اليقين'. شهد التصنيف هذا العام دخول 16 سيدة، من بينهن كلودين أدامو (المرتبة 43)، التي تشغل منصب رئيس شركة كوستكو التي تساعد ملايين الأميركيين على مواجهة التضخم من خلال الحفاظ على أسعار منخفضة فيما يخص المواد الضرورية والأساسية. وكذلك الجيل التالي من المديرين التنفيذيين، مثل جولي جاو (المرتبة 81)، وهي المديرة المالية لشركة ByteDance التي تقود الشؤون المالية للجهة المالكة لتطبيق تيك توك؛ في ظل التحديات التي تواجهها مع الحكومة الأميركية. أقوى 10 نساء في مجال عالم الأعمال لعام 2025: 1. رئيسة مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذية في مجموعة جنرال موتورز (الولايات المتحدة) ماري بارا. 2. الرئيسة التنفيذية لشركة 'أكسنتشر' (الولايات المتحدة) جولي سويت. 3. الرئيسة التنفيذية لشركة سيتي جروب (الولايات المتحدة) جين فريزر. 4. رئيسة مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذية لشركة AMD (الولايات المتحدة) ليزا سو. 5. رئيسة مجلس الإدارة التنفيذية، بانكو سانتاندير (إسبانيا) آنا بوتين. 6. نائب الرئيس التنفيذية ورئيسة مجموعة الخدمات المصرفية المؤسسية، لدى مجموعة DBS (سنغافورة) تان سو شان. 7. الرئيسة والمديرة التنفيذية، شركة TIAA (الولايات المتحدة) ثاسوندا براون داكيت. 8. رئيسة مجلس إدارة شركة إنديتكس (إسبانيا) مارتا أورتيجا. 9. رئيسة مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذية، شركة Fidelity Investments (الولايات المتحدة) أبيجيل جونسون. 10. نائب رئيس مجلس الإدارة، والرئيسة المناوبة، والمديرة المالية لشركة هواوي (الصين) منغ وانزهو.


البلاد البحرينية
منذ 7 ساعات
- البلاد البحرينية
د. احمد بن سالم باتميرا مكاسب زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة الجمعة 23 مايو 2025
عندما حطّت 'إير فورس وان' في السعودية وعلى متنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كانت تحمل معه نخبة من أقطاب الاقتصاد الأميركي والعالم بقيمة سوقية تتجاوز 7.38 تريليونات دولار في مجالات التكنولوجيا والمال (إنفيديا، وأمازون، وتيسلا، وأوبن أي أي، وأي بي إم، وبلاك ستون وغيرها)، لذا ليس مستغربًا أن تكون الصفقات التي وقعت خلال زيارته السعودية وقطر والإمارات تتجاوز أربعة تريليونات دولار، وهي منافع ومصالح مشتركة، والكل خرج منها بفوائد ستعود بالنفع على اقتصادياتهم خلال السنوات العشر القادمة، ويمكن بعد أربع سنوات أن تتوقف أو تستمر كما حدث في فترة رئاسة ترامب الأولى. لذا، فإن الزيارة التاريخية لدونالد ترامب إلى الرياض وحضور القمة الأميركية الخليجية يمثلان لحظة مهمة في إعادة صياغة التوازنات الإقليمية والدولية في الشرق الأوسط، وتأكيدا للعلاقة القوية التي تجمع الجانبين وتراعي مصالح مختلف الأطراف. ومن هنا، على الرغم من انخراط الولايات المتحدة في مفاوضات غير مباشرة مع طهران بالتنسيق مع سلطنة عمان في ذلك، ووصول المفاوضات لطريق الوفاق والاتفاق بخصوص السلاح النووي، فإن ملف حرب غزة لم يكن ضمن الأولويات القصوى لزيارة ترامب ما عدا إشارته ورغبته في إدارة القطاع وتحويله إلى منطقة اقتصادية حرة تشبه 'ريفييرا الشرق الأوسط'، وفق تعبيره. ومن هنا لم تكن زيارة ترامب إلى الرياض كأول محطة خارجية له في ولايته الثانية مجرد زيارة عابرة، بل كانت رسالة واضحة لمكانة المملكة أولًا ودول الخليج ثانيًا، وأن الزيارة ليست أيضًا 'بيع وشراء'، كما يصورها البعض، بل سياسية واقتصادية من خلال الاستثمار الجديد في شركات متخصصة في الذكاء الاصطناعي وهو الاستثمار والسلاح الجديد، لأن الحروب القادمة لن تبدأ بالدبابات، بل بالخوارزميات. ومن هنا رأينا السعودية والإمارات أصبحتا شركاء في صناعة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطويرها، وأطلقت السعودية وقطر والإمارات مشاريع عملاقة في كل المجالات، خصوصًا في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، حيث صنف مؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي لعام 2024 السعودية في المرتبة الأولى عالميًّا. فالحزمة الواسعة من الاستثمارات والاتفاقيات الاقتصادية التي تشمل قطاعات متنوعة وطويلة الأمد ستحقق مصالح متبادلة ومستدامة لكل الأطراف، لأنها ليست مجرّد اتفاقيات أُبرمت، بل ستكون انعكاسات إيجابية وتغييرات جذرية قادمة في المنطقة، وهذا ما أعلنه الرئيس دونالد ترامب 'مستقبل الشرق الأوسط يبدأ من هنا'، وهذا يضع المنطقة والشرق الأوسط على عتبة جديدة من الأمن والازدهار. فاليوم وقعت الرياض وواشنطن على وثيقة الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين والتي تشمل 145 اتفاقية بقيمة إجمالية بلغت 300 مليار دولار، وشراكة بقيمة 600 مليار دولار، الهدف منها توطين الصناعات في السعودية وأهمها القطاع الدفاعي الذي حظي بنصيب الأسد، خصوصًا أن الاستثمارات السعودية مبنية على قرارات استراتيجية واضحة المعالم. ترامب يتطلع للنفط والغاز، والخليج يحتاج للسلاح والصناعات الحديثة والتكنولوجيا والصحة، لذا الجميع متساوون بالأفكار والمصالح، وأوراقنا الخليجية قوية ويمكننا استخدامها لحل القضية الفلسطينية. السعودية لم تعد مجرد مصدر للاستثمارات، بل أصبحت شريكًا قويًّا في إحلال السلام وصناعة التكنولوجيا وتطويرها. وعلينا توظيف المكانة المتنامية للدبلوماسية الخليجية في حل أزمة الشرق الأوسط ووقف الحرب على غزة وتقريب وجهات النظر بين موسكو وكييف وإحلال السلام في مناطق متعددة من العالم، كما تعمل حاليا سلطنة عمان في الملف الإيراني الأميركي وغيرها من الملفات بكل هدوء، وإذا كانت الزيارة قد حققت بعض المكاسب الاقتصادية للاقتصاد الأميركي، فإن آثارها السياسية والاستراتيجية قد تكون أعمق وأطول مدى في المرحلة القادمة.. والله من وراء القصد.