جلسات حوارية حول الذكاء الاصطناعي والابتكار التقني في جامعة الزيتونة بالتعاون مع مؤسسة ولي العهد
وشهدت الجلسة الأولى، التي عُقدت في كلية العلوم وتكنولوجيا المعلومات، عرضاً تفاعلياً ثريّاً قدّمه الدكتور مجدي حمدان، الرئيس التنفيذي لبنك "همم" للعمل التطوعي في مجلس الوحدة الاقتصادية العربية – جامعة الدول العربية، حيث استعرض سُبل تبسيط مفاهيم الذكاء الاصطناعي وتمكين الشباب من أدواته الحديثة، لتكون في متناول أيديهم وتسهم في تأهيلهم لخوض غمار سوق العمل الرقمي. وركّز في حديثه على أهمية تعزيز المبادرات المجتمعية والمشاركة التطوعية ذات الطابع الريادي من خلال الذكاء الاصطناعي، مستعرضاً أبرز الأدوات والتقنيات المتاحة، وفي مقدمتها "هندسة الأوامر" (Prompt Engineering) المرتبطة بمنصات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT، مؤكدًا أنها تمثل مهارات المستقبل التي ينبغي أن تتصدر أولويات مؤسسات التعليم والتمكين، كما عرض الدكتور حمدان مجموعة من قصص النجاح لمشاريع ريادية تكنولوجية عربية استطاعت توظيف الذكاء الاصطناعي بذكاء وفاعلية لتحقيق أثر اجتماعي واقتصادي ملموس، مثل منصات تحليل البيانات الضخمة لخدمة المبادرات البيئية، ونظم ذكية لتعزيز التعليم الرقمي في المناطق النائية، وتطبيقات تفاعلية لربط المتطوعين بالفرص المجتمعية. وأكد أن هذه التجارب تمثل نماذج ملهمة على قدرة الشباب العربي في تحويل الأفكار التقنية إلى مشاريع ريادية ناجحة ومستدامة. واختتم عرضه بالدعوة إلى بناء منظومة تكاملية بين الجامعات والحاضنات والجهات الداعمة، تتيح تسريع الاستثمار في الذكاء الاصطناعي كقوة دافعة لريادة الأعمال والتنمية المجتمعية في العالم العربي.
وفي الجلسة الثانية التي استضافتها كلية الهندسة والتكنولوجيا، قدّم المهندس معتز العطين، مسؤول تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد والتصنيع الرقمي في المركز الأردني للتصميم والتطوير (JODDB)، ورئيس مركز "رام" لريادة الأعمال في نقابة المهندسين، مداخلة نوعية حول التحولات الجذرية في طبيعة التخصصات الهندسية في عصر الثورة الصناعية الرابعة. وسلّط الضوء على أهمية إعادة صياغة المفاهيم التقليدية للهندسة، من خلال دمج تقنيات التصنيع الرقمي والطباعة ثلاثية الأبعاد ضمن المناهج الدراسية والتطبيقات العملية، بما يمكّن المهندسين الجدد من التعامل بكفاءة مع التحديات المعقدة لسوق العمل الصناعي المتطور، ويعزز من قدرتهم على تصميم حلول هندسية مبتكرة وعالية التأثير، وتوسّع العطين في حديثه حول الدور المتنامي لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف التخصصات الهندسية، مؤكداً أن الهندسة في عصرنا الراهن لم تعد قائمة فقط على المعادلات والتصاميم، بل أصبحت تتطلب إتقان أدوات تحليل البيانات، والمحاكاة الذكية، والأنظمة التنبؤية التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. كما استعرض جهود المركز الأردني للتصميم والتطوير (JODDB) في تطوير حلول متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في ميادين الأمن والدفاع، والتصميم الصناعي، وهندسة الأنظمة الذكية، مشيرًا إلى أن المركز يُعدّ منصة رائدة في نقل المعرفة التكنولوجية وتوطينها، وداعماً رئيسياً للجامعات الأردنية في تبني أحدث التطبيقات الذكية في التدريب والبحث الهندسي. واختتم العطين حديثه بدعوة طلاب كلية الهندسة إلى الانفتاح على مسارات ريادة الأعمال التقنية، واعتبار الذكاء الاصطناعي أداة استراتيجية للتميّز والإبداع في المستقبل المهني.
من جانبه، أكد الأستاذ الدكتور عايش الحروب، عميد كلية العلوم وتكنولوجيا المعلومات، أن الجلسة الحوارية لم تكن فعالية عابرة، بل امتداد طبيعي لرؤية أكاديمية تتبناها الكلية بثقة، حيث يُعد الذكاء الاصطناعي محورًا رئيسيًا في استراتيجيات التعليم والبحث العلمي. ولفت إلى أن الكلية كانت من أوائل المؤسسات الأكاديمية في الأردن التي استجابت لمتطلبات المستقبل بطرح تخصص الذكاء الاصطناعي، ودمج مفاهيمه في مساقات متعددة تشمل علوم البيانات، الحوسبة السحابية، والتحول الرقمي، بهدف خلق بيئة تعليمية هجينة تُنتج معرفة متكاملة تتفاعل مع متغيرات العصر. وأضاف أن الكلية لا تكتفي بتلقين المعارف النظرية، بل تسعى إلى بناء تجربة تعليمية تفاعلية تعزز من قدرة الطلبة على تحويل المفاهيم إلى حلول عملية، بما يمنحهم ميزة تنافسية في سوق العمل العالمي.
وفي السياق ذاته، أشار الدكتور نبيل شعبان، عميد كلية الهندسة والتكنولوجيا، إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية، بل أصبح ركيزة في تشكيل هوية الهندسة الحديثة بجميع تخصصاتها، مؤكدًا أنه بمثابة "العقل الثاني" للمهندس المعاصر، لما يوفره من قدرات على تحليل البيانات والتنبؤ وتصميم أنظمة ذكية. وأوضح أن الكلية تمضي قدمًا نحو بناء بيئة تعليمية متطورة، من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج، وتطوير مختبرات متقدمة للطباعة ثلاثية الأبعاد، والتصميم الرقمي، والتحكم الذكي، بما يتيح للطلبة الانخراط المباشر في أحدث تقنيات الصناعة، ويمكّنهم من قيادة التحولات التكنولوجية المستقبلية.
ومن جهته، أكد الدكتور بلال الوادي، مدير مركز الريادة والابتكار والرئيس التنفيذي للجمعية الأردنية لريادة الأعمال، أن الجلستين عكستا جوهر الرؤية التي يعمل المركز على ترسيخها، والمتمثلة في تحويل الحرم الجامعي إلى بيئة محفزة لإنتاج قيادات ريادية تصنع المستقبل بدلاً من انتظاره.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح محرّكاً رئيسيّاً لريادة الأعمال ومفتاحاً لتفكير جديد يعيد تشكيل الطريقة التي يتعامل بها الطلبة مع تخصصاتهم، مضيفًا أن المركز لا يقتصر على تطوير المهارات، بل يزرع عقلية ريادية متجذرة بالثقة، قادرة على تحويل المعرفة الأكاديمية إلى مشاريع قابلة للنمو والاستدامة.
وقد اختُتمت الجلستان بتفاعل ملحوظ من الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية، الذين أشادوا بقيمة هذه اللقاءات النوعية ودورها في إثراء التجربة الجامعية، وتعزيز الصلة بين التعليم الأكاديمي وواقع الاقتصاد الرقمي، ما يسهم في صقل شخصية الطالب الجامعي، وتهيئته للانخراط في سوق العمل بكفاءة وتميّز.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 2 ساعات
- عمون
إطلاق خدمات النقل المتميزة للسياح في أوزبكستان
عمون -نظمت المؤسسة الحكومية الموحدة "مركز الخدمة السياحية" في أوزبكستان والتابعة للجنة السياحة توفير سيارات فاخرة للسياح الأجانب والمحليين، بهدف تحسين جودة الخدمات السياحية وتلبية الطلب المتزايد على النقل المريح، وتهدف المبادرة إلى تطوير البنية التحتية السياحية الحديثة التي تلبي المعايير الدولية، فضلاً عن تعزيز الصورة الإيجابية لأوزبكستان كوجهة سياحية مضيافة ومتطورة للغاية. ويضم الأسطول الجديد سيارات مرسيدس بنز التنفيذية، وحافلات صغيرة من طراز سبرينتر، وحافلات سياحية حديثة. جميع المركبات مجهزة بنظام التحكم في المناخ، والإنترنت اللاسلكي، وداخلية جلدية مريحة، ويتم خدمتها من قبل سائقين مؤهلين يتحدثون لغات أجنبية. تتوفر خدمات نقل المطار، ورحلات المدن وبين المدن، ومسارات الرحلات، فضلاً عن تنظيم الجولات الفردية والجماعية. تحظى هذه الأنواع من وسائل النقل بطلب كبير بشكل خاص خلال المنتديات الدولية، والمناسبات التجارية، وزيارات الوفود الرسمية واستقبال الضيوف من كبار الشخصيات. وتواصل لجنة السياحة عملها المنظم لإنشاء البنية التحتية السياحية الآمنة والمريحة والحديثة التي من شأنها أن تساعد على زيادة القدرة التنافسية لأوزبكستان في سوق السياحة الدولية.

عمون
منذ 5 ساعات
- عمون
مشروع لإنشاء محطة لساحات ومواقف النقل العام في جسر الملك حسين
عمون - أكدت مدير مرافق النقل في هيئة تنظيم النقل البري المهندسة دلال الحنايفة، أن الهيئة تعمل على تطوير مراكز الانطلاق والوصول في مختلف المحافظات للارتقاء بالبنية التحتية وتحسين جودة الخدمات المقدمة لمستخدمي النقل العام. وأوضحت أن الهيئة طرحت أخيرا عطاء لتحديث الدراسات الفنية والتصاميم والمخططات الهندسية لمشروع مركز انطلاق ووصول السلط، تمهيدا لتنفيذه، متوقعة فتح العروض في الثلث الأخير من الشهر الحالي. وقالت في تصريح اليوم الثلاثاء، إن المشروع يأتي بتمويل مشترك بقيمة 7.6 مليون دينار، تساهم فيه الهيئة بـ3.6 مليون دينار، ومجلس محافظة البلقاء بـ3 ملايين دينار، فيما تقدم بلدية السلط الأرض، إضافة إلى مليون دينار. وأضافت أن المركز سيقام على مساحة 17 دونما، ويتضمن إنشاء مسارب وجزر لخطوط النقل العام، إضافة إلى مبنى إداري خدمي تجاري بمساحة 11 ألف متر مربع، يضم 3 تسويات كمواقف للسيارات تتسع لـ200 موقف، وطابق أرضي مخصص للمكاتب والمحلات التجارية، كما تم تصميم السطح ليكون حديقة عامة تعكس الطابع التراثي لمدينة السلط". وفيما يتعلق بـمشروع مركز انطلاق ووصول الزرقاء الجديد، أوضحت الحنايفة أن الهيئة تعد حاليا الدراسات والتصاميم الهندسية، على أن يبدأ التنفيذ في عام 2026، ويقع المشروع على أرض مساحتها 60 دونما بالقرب من محطة التردد السريع BRT، ويهدف إلى توحيد المجمعات الحالية ضمن مركز واحد متكامل يسهل حركة الركاب ويوفر بيئة آمنة ومنظمة. وتابعت "يرتكز تصميم المركز على الفصل بين حركة المشاة ووسائط النقل العام، وتوفير 400 موقف بنظام Park and Ride، إضافة إلى مبنى خدمي إداري وتجاري بمساحة 8000 متر مربع يحتوي على صالات انتظار ومرافق خدمية متكاملة، مع توفير الكهرباء عبر الطاقة الشمسية". وقالت إن الكلفة الأولية للمشروع قدرت بـ10 ملايين دينار، مع إمكانية توسعة مساحة المشروع إلى 78 دونما مستقبلا. وأشارت الحنايفة إلى أن الهيئة تعمل حاليا على إعداد وثائق عطاء التنفيذ لـمحطة جسر الملك حسين للنقل العام، التي ستقام على مساحة 17 دونما بمحاذاة المركز الحدودي. وأضافت "المشروع يشمل ساحات ومواقف لوسائط النقل العام، إلى جانب مبان خدمية بمساحة 1300 متر مربع تتضمن صالات انتظار مكيفة ومكاتب للإدارة ومحال تجارية، بكلفة تقديرية تبلغ 2.5 مليون دينار". وأكدت أن هذه المشاريع تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز منظومة النقل العام، وتنظيم حركة وسائط النقل، وتوفير بيئة خدمية متكاملة تليق بالمواطنين.

عمون
منذ 6 ساعات
- عمون
"جامعة الزيتونة الأردنية تنظم محاضرة بعنوان "اسأل الخبير المالي والبنكي
عمون - نظّمت عمادة شؤون الطلبة / مكتب الإرشاد الوظيفي ومتابعة الخريجين في جامعة الزيتونة الأردنية، محاضرة توعوية متخصصة بعنوان "اسأل الخبير المالي والبنكي"، قدّمها الدكتور ماهر المحروق، رئيس جمعية البنوك الأردنية، بحضور الدكتورة هيا مصالحة نائب عميد شؤون الطلبة، والدكتور بلال الوادي مدير مركز الريادة والابتكار، إلى جانب عدد من أعضاء الهيئة التدريسية وطلبة كلية الأعمال. واستعرض الدكتور المحروق خلال المحاضرة الدور الحيوي الذي تؤديه جمعية البنوك الأردنية، كونها الجهة الممثلة للقطاع المصرفي أمام الحكومة والبرلمان، موضحًا أن أداء هذا الدور يتطلب التوازن بين الجانبين البحثي والتدريبي، إلى جانب المسؤولية المجتمعية، والتوعية المالية، والتعامل مع التحديات التي تواجه المواطنين ضمن المنظومة المصرفية. وأشار المحروق إلى أن القطاع المصرفي يُعد الأكبر في الاقتصاد الأردني من حيث الحجم، إذ تصل موجودات البنوك إلى 72 مليار دينار أردني، أي ما يعادل ضعفي حجم الاقتصاد الوطني تقريبًا. كما بلغ حجم ودائع الأردنيين نحو 47 مليار دينار، في حين تبلغ قيمة التسهيلات والودائع حوالي 35 مليار دينار، ما يعكس عمق وتأثير هذا القطاع في دعم واستدامة كافة الأنشطة الاقتصادية. وفي سياق متصل، سلّط المحروق الضوء على تدنّي مستوى الثقافة المالية لدى فئات واسعة من المجتمع الأردني، مشيرًا إلى أهمية تعزيز الوعي المالي عبر أدوات عصرية ومجانية، مثل منصة FINAPP، وهي أول منصة عربية متخصصة بالتثقيف المالي، متوفرة كتطبيق على الهواتف الذكية، وتقدم محتوى مبسّطاً يشمل معلومات، صوراً وفيديوهات تفاعلية، لتعزيز الثقافة المالية لدى جميع الفئات. كما تحدّث المحروق عن دور شركة كريف الأردن، وهي الشركة المرخصة من البنك المركزي الأردني والمتخصصة في تقديم المعلومات الائتمانية، حيث تتيح للمستخدمين الاستعلام عن مختلف البيانات الائتمانية والاستفسارات المالية الشخصية، مما يساهم في تعزيز الشفافية واتخاذ قرارات مالية أكثر دقة. وتأتي هذه الفعالية ضمن جهود الجامعة المتواصلة لتعزيز وعي الطلبة بالقضايا الاقتصادية والمالية المعاصرة، وتهيئتهم لفهم أعمق لآليات السوق والقطاعات الحيوية في الأردن، بما يسهم في تأهيلهم للانخراط الفاعل في الحياة المهنية، وتمكينهم من التعامل بوعي واستقلالية مع القضايا المالية في حياتهم اليومية.