
رسائل نارية في جنوب سوريا: تل أبيب تُكرّس قواعدها ودمشق تلمّح إلى مسؤولية "الخط الأحمر"
شنّت إسرائيل، مساء الثلاثاء، غارات جوية على مواقع عسكرية في جنوب سوريا، تُعدّ الأعنف منذ سقوط نظام الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي. وقد جاءت هذه الغارات ردّاً على إطلاق صاروخين من طراز "غراد" من منطقة في ريف درعا، سقطا في أرض مفتوحة داخل الجولان السوري المحتل.
وفي حين لم تثبت وزارة الخارجية السورية وقوع حادثة الإطلاق، تبنّت جماعتان مسلّحتان المسؤولية عن العملية. الأولى هي "كتائب الشهيد محمد الضيف"، القائد العسكري الراحل لحركة "حماس"، والثانية "جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا" (أولي البأس)، التي أكدت لـ"النهار" أنها الجهة المنفذة.
واستمرت سلسلة الغارات الإسرائيلية، التي وُصفت بأنها غير مسبوقة في الجنوب منذ حرب تشرين عام 1973، لأربع ساعات متواصلة، مستهدفة ثمانية مواقع وثكنات عسكرية تمتد على شريط جغرافي طويل يربط بين ريف دمشق الغربي والقنيطرة ودرعا.
ومن أبرز المواقع التي طالها القصف: تل المال، وتل الشعار، والفوج 175 قرب مدينة إزرع، إضافة إلى قيادة اللواء 90، وتل الشحم، وأطراف بلدتي كناكر وسعسع، ومحيط اللواء 121.
وتسعى تل أبيب إلى تكريس المعادلة ذاتها التي اعتمدتها مع النظام السوري السابق في سنواته الأخيرة، والقائمة على تحميل الرئيس السوري مسؤولية أي عمل ضد إسرائيل ينطلق من الأراضي السورية، وبالتالي منح الحق لنفسها باستهداف المواقع السورية، بغضّ النظر عن الجهة المنفذة، ما يفتح المجال واسعاً لاستغلال هذه الثغرة من قبل جهات مختلفة مناهضة للإدارة الموقتة.
وسارع تنظيم جديد غير معروف سابقاً، يُدعى "كتائب الشهيد محمد الضيف"، إلى تبني عملية إطلاق الصاروخين، ونشر بياناً مقتضباً على قناته في "تلغرام" جاء فيه: "كتائب الشهيد محمد الضيف تقصف قوات العدو الصهيوني المتمركزة في منطقة الجولان المحتل بصاروخين من نوع غراد، وذلك عند الساعة 9:20 من مساء يوم الثلاثاء الموافق 3/6/2025".
وبحسب بيان نُشر على قناتهم في الأول من الشهر الجاري، فإن هذه الكتائب تأسست حديثاً، وقد تعهدت في بيان لاحق بتنفيذ عمليات إضافية ضد "العدو الصهيوني" يوم الخميس، الذي وصفته بأنه سيكون "يوم سفك دماء العدو"، على حد تعبير البيان.
لكن المكتب الإعلامي لـ"جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا - أولي البأس"، أكد لـ"النهار" أن خلايا الجبهة هي من نفذت عملية الإطلاق، معرباً عن استغرابه من ظهور اسم "كتائب الشهيد محمد الضيف"، وواصفاً ذلك بمحاولة "تشويش إعلامي" على نشاط الجبهة.
وكانت جبهة "أولي البأس" قد عقدت مؤتمرها العام الأول يومي 6 أيار/مايو و7 منه، في مقر سري على أطراف دمشق، بحسب ما ورد في بياناتها. وفي ختام المؤتمر، أعلنت الجبهة تشكيل مجلس عسكري موحّد مع تشكيلات أخرى، أبرزها "المقاومة الشعبية في سوريا" و"سرايا العرين".
كذلك، كشف البيان الصادر عن المؤتمر بدء مرحلة "التصعيد الثوري المنظّم" في جميع المناطق السورية المحتلة، ضمن استراتيجية مقاومة متكاملة تجمع بين العمل الميداني والسياسي والشعبي والإعلامي.
وفي وقت سابق، أجرت "النهار" أول مقابلة مع القائد العام للجبهة رضا حسين، الذي أكد عزم التنظيم على العمل خلف خطوط العدو داخل سوريا وخارجها.
من جهتها، حاولت وزارة الخارجية السورية استثمار الحادثة للدفع باتجاه تراجع إسرائيل عن "الخط الأحمر" الذي رسمته في الجنوب، والمتمثل بمنع انتشار الجيش السوري في تلك المنطقة.
وفي بيانها، أشارت الخارجية إلى عدم ثبوت واقعة إطلاق الصاروخين، واتهمت أطرافاً عدة بمحاولة زعزعة الاستقرار في المنطقة لتحقيق مصالحها الخاصة. كما شددت على أن "الأولوية القصوى في الجنوب السوري تكمن في بسط سلطة الدولة وإنهاء وجود السلاح خارج إطار المؤسسات الرسمية، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار لجميع المواطنين"، مؤكدة أن "سوريا لن تشكّل تهديداً لأي دولة في المنطقة".
غير أن مسؤول المكتب الإعلامي في "أولي البأس" وصف بيان الخارجية بأنه "انهزامي إلى درجة غير متوقعة".
وتُعدّ هذه الموجة من الغارات الإسرائيلية الثانية من نوعها منذ زيارة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع لفرنسا، ولقائه لاحقاً بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرياض.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


LBCI
منذ 31 دقائق
- LBCI
الجناح العسكري لحماس: الجيش الإسرائيلي يحاصر مكان احتجاز رهينة إسرائيلي
أعلن المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أن الجيش الإسرائيلي حاصر المكان المحتجز فيه الرهينة الإسرائيلي متان تسنغاوكر في غزة. وقال إن الجيش الإسرائيلي لن يستعيده حيا.


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
الجيش الإسرائيلي يستخدم الذكاء الاصطناعي في عمليات الاغتيال
يستخدم الجيش الإسرائيلي الذكاء الاصطناعي في عمليات الاغتيال الجماعي في غزة، بحسب وسائل الإعلام الاسرائيلية. خلال الحرب، طبّق الجيش نظام اغتيالات قائم على نظام ذكاء اصطناعي يُسمى "لافندر". يقوم النظام بمسح جميع سكان غزة ويعطي كل شخص درجة شك (مدى احتمالية كونه مطلوبا). يُحدد النظام الأهداف بدقة متناهية، عشرات الآلاف من أسماء المطلوبين، بعضهم عناصر/ قادة ميدانيين أو أشخاص لديهم "ملف شخصي مشابه" - ملف تعريف عسكري. يتتبع برنامج إضافي المطلوبين آنيا، بمجرد تحديد موقع الهدف - تُرسل الأهداف إلى سلاح الجو. عادة ما تُنفذ معظم عمليات الاغتيال ليلا، عندما يعود المطلوبون إلى منازلهم، ويهدم الجيش الإسرائيلي المنزل على جميع سكانه. تطارد الآلات المطلوبين وتُنفذ عمليات إغتيال بوتيرة متسارعة. يحسب النظام الأضرار الجانبية - عدد الأشخاص غير المدانين الذين سيُقتلون نتيجةً للاغتيال. في البداية، كانت هناك موافقة على قتل ما يصل إلى 15-20 مدنيًا غير متورطين مقابل كل عنصر / قائد ميداني في حماس (وفقًا لتقديرات الآلة).


النهار
منذ 4 ساعات
- النهار
اسرائيل تعلن استعادة جثة رهينة تايلندي خطف أثناء هجوم حماس عام 2023
أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس السبت استعادة جثة رهينة تايلندي خطف خلال هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. #عاجل جيش الدفاع والشاباك انتشلا جثة المختطف نتفونج فينطة رحمه الله من منطقة رفح ⭕️في عملية مشتركة لجيش الدفاع والشاباك تم الليلة الماضية في رفح تخليص وانتشال جثة المختطف نتفونج فينطة رحمه الله الحامل على الجنسية التايلاندية. ⭕️لقد اختطف المرحوم وهو على قيد الحياة على يد… — افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) June 7, 2025 وقال كاتس في بيان "في عملية خاصة للجيش والشاباك (جهاز الأمن الداخلي) في منطقة رفح (بجنوب قطاع غزة)، أعيدت جثة ناتابونغ بينتا الذي خطف من كيبوتس نير عوز في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، الى إسرائيل". وعلق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً: تمكنا من استعادة جثة التايلاندي نانبونغ بينتا، الذي أُسر على يد "كتائب المجاهدين" من كيبوتس نير عوز في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وقُتل في الأسر.