
أطباء يحذّرون من ولائم العيد الثقيلة: تزيد خطر الجلطات
حذّر أطباء ومختصون من المخاطر الجسيمة الناتجة عن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء، والدهون الحيوانية والمشبعة، إلى جانب الإكثار من الحلويات خلال أيام عيد الأضحى، في ظل كثرة الولائم والعزائم العائلية، مؤكدين أن هذه العادات قد تؤدي إلى نوبات قلبية حادة، واضطرابات في القلب، وارتفاع ضغط الدم، والتهابات مزمنة في الأوعية الدموية، ما يزيد خطر الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن عيادات القلب والجهاز الهضمي والتغذية تشهد سنوياً ارتفاعاً لافتاً في أعداد المراجعين خلال وبعد أيام العيد، وهي ظاهرة متكررة تؤكد ضرورة تعزيز الوعي الصحي المسبق لتفادي المضاعفات التي قد تُفسد فرحة العيد وتؤثر سلباً في الصحة. وبيّن المختصون أن المعدل الصحي الموصى به عالمياً لاستهلاك اللحوم الحمراء المطهوة يراوح بين 70 و100 غرام يومياً. كما شددوا على أهمية الاعتدال، وتوزيع الوجبات بشكل متوازن على مدار اليوم، وتجنّب إدراج اللحوم الحمراء في أكثر من وجبة، إلى جانب الحد من تناول المشروبات الغازية.
وللوقاية من المشكلات الصحية خلال العيد، أوصى الأطباء بإجراءات أساسية، أبرزها الاعتدال في استهلاك اللحوم، مع اختيار الأجزاء قليلة الدهون، وتجنّب الأطعمة المقلية، والحلويات الثقيلة، والإكثار من تناول الخضراوات وشرب كميات كافية من الماء، والالتزام بالأدوية الموصوفة وعدم الجلوس لفترات طويلة بعد تناول الطعام أو النوم مباشرة، لحماية الصحة العامة والاستمتاع بأجواء العيد دون مضاعفات.
الدهون الحيوانية
وتفصيلاً، حذّر استشاري طب القلب التداخلي، الدكتور حرب أبوبركة، من المخاطر الصحية الجسيمة الناتجة عن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء والدهون الحيوانية خلال عيد الأضحى، مؤكداً أنها قد تؤدي إلى نوبات قلبية حادة، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة الكوليسترول الضار، خصوصاً لدى المرضى المصابين بأمراض مزمنة، كالقلب والسكري وتصلب الشرايين.
وأوضح أن الدهون المشبعة الموجودة في اللحوم الدسمة بالولائم تسهم بشكل مباشر في رفع مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، ما يؤدي إلى التهابات مزمنة داخل الأوعية الدموية ويسرّع تصلب الشرايين، ويزيد من احتمالية حدوث الجلطات القلبية والدماغية، لا سيما لدى الفئات الأكثر عرضة، مثل كبار السن ومرضى الضغط والكوليسترول.
وشدّد على أهمية اتباع توصيات صحية واضحة خلال أيام العيد، تشمل الاعتدال في تناول اللحوم واختيار الأجزاء قليلة الدهون، وتجنب الأطعمة المقلية والحلويات الثقيلة، والإكثار من الخضراوات وشرب الماء، ومراقبة مستويات الضغط والسكر بانتظام وعدم إهمال الأدوية، والحركة اليومية وعدم الجلوس لفترات طويلة بعد الأكل وتجنب النوم مباشرة والانتظار لمدة لا تقل عن ساعتين.
وأكد ضرورة تجنب تناول كميات كبيرة من اللحوم في وجبة واحدة، وتفادي الشحوم، والكبد، والأطعمة المقلية، والمشروبات الغازية.
كما حذّر من الحلويات الغنية بالدهون والسكر التي تؤثر سلباً في مرضى القلب والسكري.
5 مشكلات هضمية
وحدد أخصائي أمراض الجهاز الهضمي، الدكتور أحمد مروان، خمس مشكلات هضمية مرتبطة بالإفراط في تناول اللحوم الحمراء خلال العيد، تشمل «عسر الهضم» بسبب صعوبة هضم البروتينات والدهون المشبعة، و«الإمساك» لقلة الألياف في الوجبات الغنية باللحوم، و«الانتفاخ والغازات» التي تحدث نتيجة تخمر اللحوم في الأمعاء، و«التهابات المعدة» أو زيادة أعراض الارتجاع المريئي، إلى جانب احتمالية حدوث «نوبات حادة للنقرس» بسبب اللحوم الحمراء.
وحذّر من تأثير الدهون الحيوانية والتوابل الزائدة على المعدة والأمعاء، حيث تبطئ الدهون الحيوانية من إفراغ المعدة، ما يسبب شعوراً بالامتلاء وغثياناً، ويزيد إفراز العصارة الصفراوية التي قد تهيج الأمعاء، كما تسبب التوابل الحارة تهيج جدار المعدة، خصوصاً لمرضى القرحة أو القولون العصبي، ما يؤدي إلى ألم حاد أو إسهال، إضافة إلى أن مرضى القولون العصبي قد يعانون ألماً وانتفاخات البطن بسبب صعوبة هضم الدهون والبروتينات الثقيلة.
وقدّم نصائح للوقاية من عسر الهضم والانتفاخ، تشمل تقسيم الوجبات إلى كميات صغيرة، موزعة على مدار اليوم، ومضغ الطعام جيداً لتسهيل عملية الهضم، وشرب الماء بانتظام مع تجنب المشروبات الغازية، إلى جانب إدراج الخضراوات والفواكه - مثل الأناناس والبابايا - لاحتوائها على إنزيمات هاضمة طبيعية، وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الطعام والانتظار لمدة لا تقل عن ساعتين.
وأوضح أن قدرة التحمل الهضمي تختلف بين الفئات العمرية، حيث يكون الأطفال أكثر حساسية للدهون، ما يجعلهم عرضة للإصابة بالإسهال أو التقيؤ، أما كبار السن ومرضى السكري أو ارتفاع ضغط الدم، فهم أكثر عرضة للجفاف واضطرابات توازن الأملاح. كما أشار إلى أن مرضى الكبد أو الكلى ينبغي أن يحدوا من تناول البروتينات، لأنها تُشكّل عبئاً إضافياً على وظائف هذه الأعضاء.
ظاهرة متكررة
وأكدت أخصائية التغذية العلاجية، لجين خليل المشني، أن العيادات الغذائية تشهد سنوياً ارتفاعاً ملحوظاً في عدد المراجعين بعد عيد الأضحى، وهي ظاهرة متكررة، تتطلب توعية مستمرة ومسبقة، نظراً إلى ما يسببه الإفراط في تناول اللحوم والحلويات من مشكلات صحية، أبرزها اضطرابات الجهاز الهضمي، وارتفاع ضغط الدم، واختلال في مستويات السكر والكوليسترول لدى كثيرين.
وفي ما يتعلق باستهلاك اللحوم الحمراء خلال العيد، أوضحت أن المعدل الصحي الموصى به عالمياً لاستهلاك اللحوم الحمراء المطهوة لا يتجاوز 70-100 غرام يومياً، أي ما يعادل تقريباً قطعة بحجم كف اليد، مؤكدة أنه من الأفضل الاعتدال وتقسيم الوجبات على اليوم، وتجنّب تناول اللحوم الحمراء في أكثر من وجبة.
وللحد من تأثير الدهون الحيوانية المشبعة، شددت على ضرورة اختيار قطع لحم قليلة الدهن (مثل الفخذ)، وإزالة الدهون الظاهرة قبل الطهي، مع استخدام طرق طهي صحية، كالسلق أو الشواء أو الطهي بالبخار.
كما أوصت بإضافة الخضراوات الغنية بالألياف، مثل السلطات، للمساعدة في تقليل امتصاص الدهون.
وفي ما يخص الجمع بين تناول اللحوم بكثرة والحلويات، أكدت أن «الجهاز الهضمي يجد صعوبة في معالجة الدهون والسكريات في وقت واحد، ما يؤدي إلى عسر الهضم، والانتفاخ، والخمول بعد الوجبات، وهو أمر بالغ الخطورة بالنسبة لمرضى السكري، والسمنة، والكبد الدهني».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 3 ساعات
- الإمارات اليوم
5 مخاطر صحية لكسر الرجيم بشكل مفاجئ خلال أيام العيد
حذّر أخصائي أمراض الجهاز الهضمي، الدكتور نجيب صلاح عبد الرحمن، من خمس مخاطر صحية شائعة قد تنتج عن كسر النظام الغذائي "الرجيم" بشكل مفاجئ خلال عطلة عيد الأضحى، أو تناول وجبات دهنية وسكرية بكميات كبيرة، خصوصًا لمن يتبعون حميات منخفضة السعرات لفترات طويلة. وأضاف أن الفئات الأكثر تأثرًا بالتغيرات الغذائية المفاجئة خلال أيام العيد هم " مرضى الجهاز الهضمي المزمن ممن يعانون من القولون العصبي أو الارتجاع، ومرضى الكبد الدهني، والسكري، والكوليسترول، وكذلك من أجروا جراحات السمنة"، حيث يتأثرون بمضاعفات صحية فورية. وأوضح أن المخاطر الصحية الشائعة نتيجة كسر "الرجيم" بشكل مفاجئ تشمل: - - اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الانتفاخ، عسر الهضم، والارتجاع المريئي، نتيجة تناول وجبات ثقيلة ودهنية بعد فترة حمية صارمة. - زيادة تخزين الدهون في الجسم، إذ يتعامل الجسم مع كسر الرجيم كـ "صدمة حرمان" ويبدأ بتخزين السعرات الزائدة تحسبًا لأي انقطاع غذائي مستقبلي. - ضغط إضافي على الكبد والبنكرياس، بسبب الإفراط في تناول السكريات والدهون، وارتفاع احتمالية حدوث مضاعفات فورية لدى مرضى القولون العصبي، السكري، الكوليسترول، والكبد الدهني. - اضطراب نفسي وتولّد شعور بالذنب، قد يؤدي إلى نوبات أكل عاطفي أو انقطاع كامل عن الحمية الصحية. - تباطؤ في عملية الأيض واضطرابات هضمية نتيجة التوقف التام عن الحركة أو الرياضة خلال أيام العيد. وأكد على من يرغب بالاستمتاع بأكلات العيد دون خسارة التزامه، بالاعتدال، والبدء بأطباق خفيفة مثل السلطات أو الشوربة لتقليل الشهية، وتحديد كمية مسبقة لكل صنف، كما يُفضل اختيار لحوم مشوية أو مطهية بطرق صحية، مع تجنب الجمع بين الدهون والحلويات في نفس الوجبة. ونصح من يكسرون الحمية بالعودة التدريجية إلى النظام الغذائي، عبر تخصيص يومين لتناول أطعمة خفيفة ومراقبة التغيرات الجسدية، مشيرًا إلى أن الأخطاء الشائعة تشمل اللجوء إلى التجويع أو الإفراط في الرياضة كرد فعل، وهو ما يؤدي إلى اضطراب إضافي في التمثيل الغذائي.


البيان
منذ 7 ساعات
- البيان
انتهاء حالات تفشي الحصبة في ولايتي ميشيغان وبنسلفانيا الأمريكيتين
سجلت الولايات المتحدة 122 حالة إصابة جديدة بالحصبة هذا الأسبوع، لكن أربعة منها فقط في ولاية تكساس، بينما تم الإعلان رسميا عن انتهاء حالات تفشي المرض في ولايتي بنسلفانيا وميشيغان. وأفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بأنه تم تأكيد 1168 حالة إصابة بالحصبة في الولايات المتحدة، في وقت قال مسؤولون في قطاع الصحة في ولاية تكساس، حيث اندلع أكبر تفش للمرض في البلاد خلال أواخر الشتاء والربيع، إنهم سيقومون الآن بنشر حصيلة الحالات مرة واحدة في الأسبوع فقط، في إشارة أخرى على أن التفشي في طريقه للتراجع. وتوجد هناك ثلاث حالات تفشٍ كبيرة أخرى للمرض في أمريكا الشمالية، فقد شهدت مقاطعة أونتاريو بكندا أكبر انتشار للمرض، حيث بلغ عدد الحالات 2009 منذ منتصف أكتوبر حتى الثالث من يونيو الجاري، بينما تم أمس الأول الخميس، تسجيل أول حالة وفاة في المقاطعة لطفل أصيب بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية حيث كان يعاني أيضا من حالات صحية سابقة. وشهدت مقاطعة ألبرتا الكندية تفشيا آخر للحصبة، حيث أصيب 761 شخصا بالمرض حتى أمس الأول الخميس.


الإمارات اليوم
منذ 8 ساعات
- الإمارات اليوم
6 أخطاء صحية شائعة في "فوالة العيد".. واستشاري يوصي بـ 4 إجراءات وقائية
أكد استشاري طب الأسرة، الدكتور عادل سعيد سجواني، أن "فوالة العيد" تُعد من العادات الاجتماعية الراسخة والموروثات الجميلة التي تجمع الأهل والأحبة على مائدة واحدة، إلا أن بعض مظاهرها الغذائية قد تنطوي على مخاطر صحية إذا لم تُمارس باعتدال ووعي. وحذّر من ستة أخطاء صحية شائعة خلال عيد الأضحى، ترتبط في الغالب بالعادات الغذائية المصاحبة لفوالة العيد، خصوصًا الإفراط في تناول الحلويات المتنوعة والعصائر الغنية بالسكر، داعيًا إلى ضرورة الانتباه لتفادي هذه السلوكيات حفاظًا على سلامة الأفراد، ولا سيما المصابين بالأمراض المزمنة. وأوضح أن تلك المخاطر الصحية تشمل: - ــ الإفراط في تناول الحلويات المكسرات: قد يؤدي إلى رفع الكولسترول الضار في الجسم، رغم أن المكسرات تحتوي على دهون مفيدة، ويُنصح بعدم تجاوز ثلث كوب يوميًا. ــ تناول كميات كبيرة من الفواكه الغنية بالسكر: مثل الموز والمانجو، مما يشكل خطرًا على مرضى السكري نتيجة رفع مستويات السكر في الدم بشكل كبير. ـــ شرب العصائر الطبيعية بكثرة: إذ تحتوي على كميات عالية من السكريات المركزة الناتجة عن عصر عدة حبات فاكهة في كوب واحد. ـــ الإفراط في تناول الأصناف المتنوعة: يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي مثل آلام المعدة، القولون، وعسر الهضم. ـــ تناول كميات كبيرة من الحلويات المحلاة بالسكر الأبيض: ما يساهم في زيادة خطر الإصابة بمرض السكري ومضاعفاته. ــ تناول الطعام بكثرة من قِبل مستخدمي إبر تنظيم الوزن أو السكر: ما قد يؤدي إلى اضطرابات هضمية مثل الإسهال، القيء، الجفاف، وربما يستدعي الدخول إلى المستشفى. وأشار استشاري طب الأسرة، إلى أهمية تبني سلوك غذائي معتدل، داعيًا إلى اتباع 4 إجراءات وقائية أساسية لتفادي المضاعفات الصحية وتشمل: - ـــ الاعتدال في تناول المكسرات، والالتزام بالكمية اليومية الموصى بها. ـــ استبدال العصائر بالفواكه الكاملة، مع الحذر من الفواكه ذات المؤشر السكري المرتفع. ـــ تقليل تناول الحلويات، مع إمكانية استخدام بدائل سكر طبيعية مثل ستيفيا أو سكر المونك فروت. ـــ ضرورة استشارة الطبيب لمستخدمي أدوية تنظيم الوزن أو إبر السكر، والامتناع عن الإفراط في الأكل خلال فترات انخفاض الشهية. وأكد أن فرحة العيد لا تكتمل إلا بصحة جيدة وراحة جسدية ونفسية، حيث أن الوقاية تبدأ من المائدة، وأن الوعي الصحي لا يتعارض مع الاستمتاع بأجواء العيد، بل يضمن استدامتها دون أضرار.